نظرات فى محاضرة المسيح(ص) وأمه معالم وبراهين
نظرات فى محاضرة المسيح(ص) وأمه معالم وبراهين
المحاضر أحمد بن حمد الخليلي والمحاضرة اعتذر فى أولها الخليلى بأنه لم يعدها وإنما هو حديث خواطر مختلفة بدون سابق إعداد وكان أول المحاضرة كلام كثير عن هذا ألأمر وقد ارتأيت أن أبدا النظر فى المحاضرة عند كلامه عن المسيح(ص) وأمه حسب ما جاء فى القرآن
وقد تحدث الخليلى عن أن الله لا حاجة له ولد ينسب له باعتبار أن النصارى يعتقدون كون المسيح ولد الله تعالى عن ذلك فقال :
"الله تبارك وتعالى وهو الأزلي الذي لا أول له وهو الأبدي الذي لا آخر له، فهو سبحانه وتعالى وجوده سابقٌ على وجود غيره وهو غير محدود بأمد لا في البداية ولا في النهاية فوجوده غير مسبوق بعدم ولن يأتي من بعده عدم، إذن كيف يكون الله تبارك وتعالى بحاجة إلى الولد؟!!! تعالى الله عن ذلك علواً كبيراً فالقرآن الكريم نفى عن الله تبارك وتعالى اتخاذ الصاحبة والولد، وفي معرض النفي - نفي اتخاذ الولد - بيّن أنه كيف يكون له ولد ولم تكن له صاحبة - سبحانه وتعالى."
وتحدث عن كون المسيح (ص)عبد من البشر مثل غيره فقال :
" والمسيح (ص) هو عبدٌ من عباد الله، هو من جنس البشر تسلسل من آدم (ص) إلى مريم العذراء، فهو - (ص) - كسائر البشر. "
وتحدث عن المعتقد النصرانى فيه فقال :
"على أن الذين قالوا بأن الله سبحانه وتعالى اتخذه ولداً زعموا بأنه اتخذه ولداً وأنزله إلى الأرض وجعل مريم تحمله ثم تلده من أجل أن يكون سبباً لتكفير خطيئة البشر التي ارتكبها آدم (ص). ولننظر، قبل كل شيء ما هي هذه الخطيئة؟ هذه الخطيئة التي يزعمونها إنما هي أكل آدم وحواء - عليهما السلام - من الشجرة التي نهاهما الله سبحانه وتعالى أن يقتربا منها، ولا ريب أن في أكلهما مخالفة لأمر الله سبحانه وتعالى"
ودافع الخليلى عن آدم (ص) مبينا أنه كان ناسيا لأمر ونهى الله وليس متعمدا فقال :
"ولكن قبل كل شيء نجد أن القرآن الكريم يثبت أن آدم (ص) نسي عندما أقدم على هذا الشيء " ولقد عهدنا إلى آدم من قبل فنسي ولم نجد له عزماً "، فالله سبحانه وتعالى برّأه من التعمد لارتكاب الخطيئة إذ قال بأنه نسي ولم يكن ما ارتكبه عمداً منه. فهذه الخطيئة إن سميت خطيئة إنما ذلك من باب أن يُقال بأن حسنات الأبرار سيئات المقربين، ذلك لأن آدم هو صفي الله وقد كان حريّاً بأن يكون ذاكراً لعهد ربه حريصاً على تذكره باستمرار، وقد حذره الله سبحانه وتعالى من مكائد الشيطان ونهاه عن قربان تلك الشجرة."
وقد أخطأ الخليلى فى ذلك فلم يكن ألأمر نسيانا وارتكابا لذنب غير متعمد لقوله تعالى :
" فعصى آدم ربه فغوى "
وبدليل اعتراف الأبوين بذنبهما واستغفارهما كما قال تعالى :
"قالا ربنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين"
وكيف يكون نسيان وشهوة النفس وهى الشيطان ذكرتهما بنهى الله لهما عندما دعتهما للكل " ما نهاكما ربكما عن تلكما الشجرة إلا أن تكونا ملكين أو من الخالدين"
فهذا تذكير من الشهوة بأن الله نهاهما وهذا ليس له معنى سوى التعمد وليس النسيان
وتحدث عن معتقد النصارى فى قتل وصلب المسيح(ص) فقال :
"هذه الخطيئة عندما تُقرن بقتل النفس ماذا عسى أن يكون قدرها؟! وعندما تكون هذه النفس هي نفس ابن الله سبحانه وتعالى، كيف يكون قتل ابن الله سبحانه وتعالى وصلبه كفارةٌ لتلك الخطيئة التي ارتكبت عن غير عمد؟!! هذه قضية يدركها العاقل من أول وهلة لأنها مرفوضةٌ فطرةً وعقلاً. على أن أولئك الذين زعموا أن المسيح (ص) هو ابنٌ لله سبحانه وتعالى يعترفون أحياناً يعترفون أحياناً بأنه عبد ويعترفون بأنه إنسان من الجنس البشري، ويدّعون مع ذلك تارةً أنه ابنٌ لله وتارةً أخرى يقولون هو الله. والأناجيل الأربعة المحرفة جاءت بهذا التناقض العجيب، ففي أحدها هو عبد وفي الثاني هو إنسان وفي الثالث هو ابنٌ لله وفي الرابع هو الله. ثم في تقديم المقدم لهذه الأناجيل جاء بأنه لا تناقض ما بين هذا الذي قيل فيها، فهذا العبد هو ذلك الإنسان وهو ذلك الابن وهو الله تعالى الله عن ذلك، فكيف يكون هذا الإنسان هو الله أو ابنٌ لله؟!!!
وحديث الخليلى أن كل سفر من الأربعة قال فى المسيح(ص) قولا غير الأخر خطأ فكل الأسفار تقريبا تحدثت عن بنوته وكونه إنسان بشرى وكونه ابن لله وكونه إله فلم يختص واحد منهم بادعاء معين فمثلا كونه ابن الله نجده فى الأربعة:
18: 10 انظروا لا تحتقروا احد هؤلاء الصغار لاني اقول لكم ان ملائكتهم في السماوات كل حين ينظرون وجه ابي الذي في السماوات" متى"
18: 35 فهكذا ابي السماوي يفعل بكم ان لم تتركوا من قلوبكم كل واحد لاخيه زلاته" متى"
26: 53 اتظن اني لا استطيع الان ان اطلب الى ابي فيقدم لي اكثر من اثني عشر جيشا من الملائكة" متى"
1: 1 بدء انجيل يسوع المسيح ابن الله "مرقس"
22: 70 فقال الجميع افانت ابن الله فقال لهم انتم تقولون اني انا هو"لوقا
1: 18 الله لم يره احد قط الابن الوحيد الذي هو في حضن الاب هو خبر"يوحنا"
وتحدث عن أن أساقفة النصارى تحيروا بسبب الكتب وهى الأسفار فقال :
"وكيف يكون هذا العبد هو الله سبحانه وتعالى أو هو ابناً لله؟!!! وعرضت هذه القضية على الأساقفة من النصارى وطلبت منهم الإجابة عن هذه المشكلة وقد حاولوا أن يلفوا ويدوروا حول ذلك ولكنهم ما استطاعوا أن يأتوا بشيء وقالوا بأن العقل يقف حائراً أمام هذا الأمر وما على العقل إلا أن يستسلم لما جاء به الدين.. ولكن كيف يكون هذا الدين مناقضاً للعقل؟!!!."
وتحدث الخليلى عن كون القرآن أثبت الحقايق عن المسيح(ص) وهو كونه عبد لله ونفيه أن يكون ابن زنى كما قالت اليهود أو يكون ابنا لله أو إلها فقال :
"ونحن عندما نقلب صفحات القرآن الكريم لنتأمل الآيات الكريمة، آيات الله تعالى المنزلة، نجد أن الله سبحانه وتعالى يقرن الحقائق التي يعرضها فيما يتعلق بجانب الألوهية بالأدلة العقلية بما تستسيغه العقول وتقبله الفِطَر ولا تجد إلا أن تُسلّم له تسليماً. والقرآن الكريم جاء بالوسطية فهو لم يغالي في المسيح وأمه حتى يصفهما بصفات الألوهية وهو أيضاً لم يغمطهما حقهما ولم يرمهما بالتهم حتى يجعلهما شيطانين من البشر، فالقرآن الكريم كرّم المسيح (ص) وكرّم أمه عليها السلام ونزلت في القرآن الكريم سورة سميت باسم مريم عليها السلام تخليداً لذكراها وتنويهاً بعفتها وبياناً لقدرها. كذلك نجد في هذه السورة وفي سورٍ متعددة في القرآن الكريم ذكر المسيح (ص) بأحسن الأوصاف ولكن مع ذلك لم يخرج المسيح في وصف القرآن عن كونه عبداً لله تعالى ولم تخرج مريم العذراء عليها السلام عن كونها أمةً لله سبحانه وتعالى. فاليهود جعلوا مريم بغيّة - كرمها الله ونزهها -، وجعلوا المسيح (ص) ابن زنى - كرمه الله تعالى ونزهه عن ذلك -. والنصارى غالوا فيهما حتى جعلوا المسيح ابناً لله أو جعلوه أنه هو الله، ورفعوا منزلته إلى مقام الألوهية ووصفوه بما وصفوه به من الصفات التي لا تليق بالإنسان، مع أنهم في ذلك - كما قلت - متناقضون، فقبل كل شيء كيف يمكن أن يكون هذا الذي يُوصَف بصفات الألوهية كيف يمكن أن تجتمع فيه صفات الألوهية وصفات البشرية معاً؟!! "
|