العودة   حوار الخيمة العربية > القسم الثقافي > صالون الخيمة الثقافي

« آخـــر الـــمـــشـــاركــــات »
         :: قراءة فى بحث تجربة ميلغرام: التجربة التي صدمت العالم (آخر رد :رضا البطاوى)       :: قراءة في بحث أمور قد لا تعرفها عن مستعمرة "إيلون موسك" المستقبلية على المريخ (آخر رد :رضا البطاوى)       :: نظرات في بحث العقد النفسية ورعب الحياة الواقعية (آخر رد :رضا البطاوى)       :: خوارزمية القرآن وخوارزمية النبوة يكشفان كذب القرآنيين (آيتان من القرآن وحديث للنبي ص (آخر رد :محمد محمد البقاش)       :: نظرات في مقال السؤال الملغوم .. أشهر المغالطات المنطقيّة (آخر رد :رضا البطاوى)       :: قراءة فى مقال البشر والحضارة ... كيف وصلنا إلى هنا؟ (آخر رد :رضا البطاوى)       :: نظرات في مقال التسونامي والبراكين والزلازل أسلحة الطبيعة المدمرة (آخر رد :رضا البطاوى)       :: نظرات في مقال الساعة ونهاية العالم (آخر رد :رضا البطاوى)       :: عمليات مجاهدي المقاومة العراقية (آخر رد :اقبـال)       :: نظرات في مقال معلومات قد لا تعرفها عن الموت (آخر رد :رضا البطاوى)      

المشاركة في الموضوع
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
غير مقروءة 08-11-2016, 08:20 PM   #1
عبدالسلام طالب رشيد
عضو جديد
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2006
المشاركات: 41
إفتراضي عانة؛شخصيات واحداث/ المربي الفاضل صفاء طالب رشيد السيد حسين الدزدار(أمير قلعة عانة)

⛔. عٓنة ؛ شخصيا تٌ و أ حد ا ث ...
👈. كتابة : صفاء طالب رشيد حسين .
إسم المشروع : بناء ناعور " الخريزة" - قلعة عنة .
مدَّةُ الإنجاز : من 20 _ 30 يوماً .
التوقيت : منتصف حزيران / ١٩٧٥ الميلادية .
مهندس المشروع : الأُسطة النجار الحاج عبد الرحمن عسكر " أبو مالك".
من أهل الحضرة " آل ياس" ولد في ١٩١٧ م وتوفي في ١٩٩٤ م .
مشرف المتابعة : فلاح الجرية الحاج عزاوي حمادي القلعاوي " أبو مزهر " .
الكادر المساعد : "أبو خليل" عبد الرزاق ذيب علي ، " أبوصالح" فهمي الحاج علي ، " أبو أحمد " رشيد الحاج علي ، " أبو صبحي" صالح عبد القادر ، " أبو قيس " عبد الحي رمضان الغبيشي ، " أبو موفق " عبد الرحمن رمضان الغبيشي ، " أبو محمد" عثمان عزاوي جراد ، " أبو نادر" لطيف أحمد حسن ، " أبو خالد" محمد زكي صالح السباهي ،" أبو علاء" طالب رشيد السيد حسين .

⛔.أيها الأحباب ؛ أنتم على الهواء مباشرة في رحلة تذكارية ممتعة وفي عودة سريعة الى الزمن الماضي ، زمن الألفة والمحبة والتسامح ، ومن الخطوة الأولى نبدأ بسم الله وعلى بركته ؛ في جولة إستطلاعية يصحبنا خلالها مهندس المشروع الأسطة النجار الحاج أبو مالك ، ومشرف المتابعة الحاج أبو مزهر ، سرنا معهما في بساتين القلعة ؛ جرية الخريزة وهما يحلقان بنظرهما صوب أشجار التوت والرمان والغَرَب والصفصاف والطرفة بحثاً عن بغيتهما فيما يصلح من الأخشاب في عمل أجزاء الناعور من ؛ ( الجِبَّة ، السِندان ، الصِلبان ، الچفاف ، الحشوات ، الحفوف .... ) ، هما مخولان من أهل الجرية بقطع كل ما يصلح من الأشجار وإستخدامه ، وقد تم تعليم أو تأشير ما إتفقا عليه بلون من الأصباغ ، تعهد أبو مزهر بنقل كل ما يحتاج الى "تطبيع" وتهيئة لنقله آنذاك في " التنكتر" الى حيث يسكن أبو مالك في " الصينخ / محلة العباسية " قبل البدء بمرحلة فرش الناعور على الأرض في بستان مجاورة للجرية .
وفي يوم حزيرانيّ جميل سطعت شمسه وطاب نسيمه وشدت طيوره ، تنادىٰ كادر المشروع أصحاب الجرية من أهل القلعة واستنفروا أبناءهم ليشهدوا " فَزْعَة " فرش الناعور وردَّه .
كان عمري حينها الخامسة عشر أو يزيد قليلاً ، تملكني الفضول وكنتُ أسترق السمع وأنتهز الفرص لعلي أسجِّل تلك الذكريات عياناً ، ثم أسأل نفسي بين الفينة والأخرى كيف لي أن أكسب ودّ النجار لأستمتع في إستعمال بعضاً من عدته وأدواته ، يا الله ما أجمل هذه "القُدُّوم" التي ينحت بها أعواد الشجر ، وما أجمل المثقب " المزرف " الذي يديره بيديه ويرمي بثقله عليه ، ما أجمل منشاره ذو القبضتين !! ، فلم أجد جواباً سوى أن أتفانى في خدمته وأقدّم له كلّ ما يحتاجه لحظة أن يخطر بباله ، إذا ما تنحنح وجد الماء بين يديه وإذا ما حان وقت الصلاة وجد ماء الوضوء قربه ، مرت الساعات والأيام تمضي سراعاً ولا زال حُلُم إستعمال عدّة النجار يراودني ، حتى إذا ما وجدتُ اللحظة المناسبة سارعتُ الى كيس سميك وضع النجار فيه عدته جنب جذع شجرة كبيرة ، تناولت " القُدُّوم " التي قد لفّها النجار بقطعة قماش حرصاً عليها ، كما تلف الأم رضيعها بدأتُ أفتح عنها جبيرتها وإذا بي أتفاجأ بمن يهمس في أذُني قائلاً ؛ " أتركها وقم يا ابن أخي فإنه لو رآك النجار لأنزعج وزعل ولذهب الى أهله وتركنا ولا يرجع إلينا بعد ذلك إلا بشِقّ الأنفس" فإذا الناصح هو الفلاح ، فما كان مني إلاّ السمع والطاعة ، وكأني الآن إستيقظيت من نوم عميق ورأيت ذلك مما يراه النائم ! يا الله سلامٌ على تلك الأيام وأهلها وألفُ سلام.
تم تهيئة البستان المجاورة للجرية على أتم وجه ، وتجمهر الأعمام والأحفاد لا تكاد ترى منهم واحداً إلا وقد شدَّ حِزامه وشمّر عن ساعديه ، كُلهُم رَهن إشارة النجار" الأُسطة" أبو مالك ومساعده " فلاّح" الناعور أبو مزهر ، بدأ النجار يدقُّ َوتَدَاً وسط البستان وشدَّ به حبلاً وأخذ يخط دائرة كبيرة على الأرض تمثل قطر الناعور الذي قد خَبِرَ مقاسه ، ثم بدأ يرصف ما تم " تطبيعه " من أعواد الخشب كلّ في محله المخصص بدأ ب " الطُوگ " وثَنَّا ب الصلبان وثلَّثَ ب " الچْفاف والحَشْوات " يثبتها بمسامير الخشب التي تسمى " الْحْفُوفْ " ، تاركاً " السندان والعصفورة والجِبَّة " تأتي بعدها ، ومن ثم يقوم الفلاح بتهيئة"السْرايِّجْ " و " الِْقْواقْ " لتركيبها كمرحلة أخيرة .
وها نحن قد شارفنا على إنتهاء مرحلة الفرش والتفكيك ، وبدأت المرحلة الأخيرة والتي تسمى بمرحلة " رَدّ " الناعور ، وهذا يوم ليس كمثله من الأيام ، يوم العرس والفرح والإحفالية الكبرى بجريان الماء في الساقية الجافة منذ أسابيع الى الأشجار العطشىٰ والتي كانت مشاركة بصلاتها وتسبيحاتها ، يستنفر الجميع مرة أخرى ، تُنحَر الذبائح وتُشدّ الهمم بتعالي صيحات ونخوات الرجال وكأنهم في سباق وتحدي مع الزمن لنجدة الزرع والشجر ، أخذ النجار يعيد تركيب الأجزاء المفككة من جديد بتوئدة وإتقان لأنه قد علّمها بإشارات كي لا يُخطئ تركيبها ، ومن بين تسبيحات وتكبيرات وصلوات البشر والشجر بدأ ناعور " الْخْريزة" بالدوران بلحن شجيّ وحبات الماء ورذاذه تتساقط من بين أشعة الشمس تاركة للناظر متعة مشاهدة ألوان الطيف التي إرتسمت في السمآء وعلى الوجوه الباسمة المبتهجة بروعة الإنجاز ، يا لها من أيام رائعة وكأنها لحظات مَرَّت مرَّ السحاب ، يا أيها الناس ؛ خُذوا مني كل جديد من أدواتكم البراقة المزيفة وأعيدوني الى حُلمي وناعوري وبستاني وأحبابي ، ليتني متُّ قبل هذا وكنتُ نسياً منسياً .
.................................................. ........
💠. ملحوظات ؛
تابع الملحق رقم : ( 1 ) المتضمن شرح موجز ومفصل ؛ لعدّة صناعة الناعور ، وأجزائه ، وتركيبه ، وأجوره ، من إعداد الأخ أبا أيمن مالك عبد الرحمن العسكر ، مشكوراً ، والشكر موصول أيضاً لأخي الحبيب الوثائقي المعروف أبا أحمد عبد السلام طالب رشيد ، والأخ أبا محمد سالم عزاوي حمادي ، لإفادتي بالمعلومات التي تخص الموضوع ، ولا ننسى أبداً أن نتذكّر ونترحم وعلى الدوام على كلّ من ذكرناهم ممن سبقونا الى الدار الآخرة ، وندعو للأحياء منهم بالصحة والعافية .
معرض المرفقات
إضغط على الصورة لرؤيتها بحجمها الطبيعي

الاسم:  Pic_000794.jpg
الزيارات: 1025
الحجم:  8.2 كيلو بايت  
عبدالسلام طالب رشيد غير متصل   الرد مع إقتباس
المشاركة في الموضوع


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع
بحث في هذا الموضوع:

بحث متقدم
طريقة العرض

قوانين المشاركة
You may not post new threads
You may not post replies
You may not post attachments
You may not edit your posts

BB code is متاح
كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

Powered by vBulletin Version 3.7.3
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
 
  . : AL TAMAYOZ : .