العودة   حوار الخيمة العربية > القسم الثقافي > مكتبـة الخيمة العربيـة > دواوين الشعر

« آخـــر الـــمـــشـــاركــــات »
         :: نظرات فى مقال أسرار وخفايا رموز العالم القديم (آخر رد :رضا البطاوى)       :: قراءة فى مقال آثار غامضة ... هل هي أكاذيب أم بقايا حضارات منسية؟ (آخر رد :رضا البطاوى)       :: خرافة وهم سبق الرؤية .. ديجا فو (آخر رد :رضا البطاوى)       :: قراءة فى مقال هستيريا (آخر رد :رضا البطاوى)       :: قراءة فى مقال فن التحقيق الجنائي في الجرائم الإلكترونية (آخر رد :رضا البطاوى)       :: قراءة فى مقال مونوتشوا رعب في سماء لوكناو الهندية (آخر رد :رضا البطاوى)       :: A visitor from the sky (آخر رد :عبداللطيف أحمد فؤاد)       :: قراءة فى مقال مستقبل قريب (آخر رد :رضا البطاوى)       :: نظرات فى مقال ماذا يوجد عند حافة الكون؟ (آخر رد :رضا البطاوى)       :: أهل الكتاب فى عهد النبى (ص)فى القرآن (آخر رد :رضا البطاوى)      

المشاركة في الموضوع
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
غير مقروءة 10-01-2009, 04:21 AM   #1
السيد عبد الرازق
عضو مميز
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2004
الإقامة: القاهرة -- مصر
المشاركات: 3,296
إفتراضي

المحاضرة الثانية والثلاثون / من أنواع المعارف : الاسم الموصول

--------------------------------------------------------------------------------

المحاضرة الثانية و الثلاثون

الاسم الموصول

س- ما هو الاسم الموصول ؟ وما ألفاظه ؟
هو يدل على مُعيَّن بواسطة جملة أو شبه جملة تذكر بعده ، وتُسمَّى هذه الجملة صلة الموصول ، أمثلة :

الذي للمفرد المذكر مثال: حاتم الطائي هو الذي يُضربَ به المثل في الكرم

التي للمفردة المؤنثة مثال : قال تعالى " ولا تكونوا كالتي نقضت غَزْلَها منْ بَعْدِ قوَّةٍ أنكاثًا " ( 92 / النحل )

اللذان للمثنى المذكر مثال : قال تعالى " ربَّنا أرِنا اللذين أضلاَّنا " ( 29 / فصلت )
اللتان للمثنى المؤنث مثال : خديجة وعائشة هما اللتان كانتا أولى وأخر زوجات النبي

الذين لجمع الذكور مثال : " الذين ضَلّ سعيهم في الحياة الدنيا " (104 الكهف )
الاتى / الائى لجمع الإناث مثال : " اللائى يَئِسْنَ من المحِضِ من نسائكم إن اتبتم فَعِدَّتُهُن ثلاثة أشهر واللائِ لم يحضن ..." (4 الطلاق)

مَنْ للعاقل ، مذكرًا ومؤنثًا ، مفرد ومثنى وجمع مثال : أحب من نجح ومن نجحت ومن نجحوا

ما لغير العاقل ، مذكرًا ومؤنثًا ، مفرد ومثنى وجمع مثال : ذاكرت ما كلفني به المعلم / أعجبني ما قلته
وهناك أسماء موصولة أخرى استعملها العرب في لهجاتهم ، وهي ( أي – ذو – أل – ذا ) ولكنها لم تعد مستعملة في عصرنا ، ولذا فلن نقف عندها ) .



س- ينقسم الاسم الموصول إلى قسمين . اذكرهما ، واذكر أسماء كل منهما ؟
الاسم الموصول قسمان هما :
1- الخاص : وهو ما وضع كل لفظ فيه للدلالة على عدد ونوع معينين وألفاظ هذا القسم هي : الذي – التى – اللذان – اللتان – الذين – اللائى – الاتى .
الذى : للمفرد المذكر ، التى : للمفردة المؤنثة . وهكذا ...

2- المشترك : وهو ما كان لفظة يُطلق على المؤنث والمذكر سواء أكان مفردًا أم مثنى أم مجموعًا وألفاظه هي : ( من / للعاقل ) ، ( ما / لغير العاقل ) . أسعدني من ذكرني بخير – أعجبني ما اقتنيته .
أسعدتني من ذكرتني بخير – أعجبني ما اقتنيتها .
أسعدني من ذكراني بخير – أعجبني ما اقتنيتهما .


س- عرفنا من التعريف أن الاسم الموصول يدل على معيّّن بواسطة جملة أو شبه جملة تذكر بعده . اشرح هذا التعريف ، مع التمثيل .

- لا بد من جملة أو شبه جملة تأتى بعد الاسم الموصول وتسمّى صلة الموصول ، وهذا يوضَّح سبب تسمية هذه الأسماء بالموصولة ، فهي لا تأتى أبدًا وحدها ، ولكن لا بد من جملة صلة أو شبه جملة ، فإذا قلت : ( جاء الذي ) فالجملة فعلية من ناحية التركيب النحوي وهي مكوّنة من ( فعل + فاعل ) ولكن المعنى لم يتم لأن الاسم الموصول ( الذي ) لم تأت بعده صلة ، ولذلك إذا قلت : ( جاء الذي تفوق ) كان المعنى تامًّا ، وسُمَّيت جملة ( تفوق ) جملة صلة الموصول . إذن صلة الموصول قد تكون جملة أو شبه جملة .

س- ( لا بد في جملة الصلة من عائد يعود على الاسم الموصول ويطابقه في العدد والنوع ) . اشرح العبارة السابقة ، مع التوضيح بالأمثلة :
- المقصود بالعائد : الضمير الذي يعود على الاسم الموصول ، ويطابقه في العدد أي في الإفراد والتثنية والجمع ، وكذلك يطابقه في النوع أي في التذكير والتأنيث .


أمثلة :

1 سافر الذي أعرفه جملة الصلة أعرفه العائد هاء الغيَبة في أعرفهَ
2 أكرمت من زاراني جملة الصلة زاراني العائد ألف الاثنين في زاراني
3 أدهشني ما تحفظه جملة الصلة تحفظه العائد هاء الغيبة في تحفظه

* وقد يكون الضمير مستترًا ، كما في : أعرف من قال القصيدة .
جملة الصلة : قال القصيدة .
العائد : الضمير المستتر في الفعل ( قال ) .

* وقد يُحذف الضمير ، كما في قولك :
فهمت ما قرأت ( أي ما قرأته ) .
وكما في قوله تعالى : " فاقضِ ما أنتَ قاضٍ " ( 72 / طه ) أي ما أنت قاضيه .
ومن ذلك قول الشاعر :
ستُبدي لك الأيام ما كنت جاهلاً ويأتيك بالأخبار من لم تزود

في الشطر الأول :
الاسم الموصول : ما .
جملة الصلة : كنت جاهلاً .
العائد : محذوف من كلمة جاهلاً ، والتقدير : جاهلة .

في الشطر الثانى :
الاسم الموصول : من .
جملة الصلة : تزود .
العائد : محذوف من الفعل ( تزوّد ) ، وتقديره : تزوده .

الخلاصة :
يُشترط في الاسم الموصول أن تليه صلة ، جملة أو شبه جملة ، ويشترط في جملة الصلة أن تشتمل على العائد ( ضمير ) والأصل فيه أن يذكر ، وقد يُحذف ، ويشترط في هذا الضمير أن يطابق الاسم الموصول في العدد والنوع .

س- عرفنا أن شبه الجملة قد يكون صلة للموصول . فهل هناك شروط ؟
نعم يجب أن تكون شبه الجملة تامة أي مفيدة مع الاسم الموصول ، فالاسم الموصول ناقص في معناه لأنه دائمًا يحتاج إلى صلة فإذا لم تُفده هذه الصلة في أداء المعنى ، فما فائدتها ؟ ولِمَ أتينا بها ؟
وبناء على ذلك لا يصح أن تقول : ( أقبل الذي بك ) ولا ( خرج الذي غدًا ) .
ولكن يصح أن تقول : أقبل الذي في البيت / خرج الذي عندي .

ملحوظة :
الأسماء الموصولة كلها مبنية ، عدا ما دل على المثنى منها ( اللذان – اللتان ) وتعرب حسب موقعها في الجملة .
- فالاسم الموصول فاعل في الجملة التالية : سافر الذي زارني .
- وهو مفعول به في قولك : أكرمت من زارني .
- وهو خبر في قولك : أنت الذي أحبه .
- وهو مبتدأ في قولك : الذي علم بالقلم هو الله .




تدريب :
أ – عيَّن الاسم الموصول ، ونوعه ثم أعربه في كل مما يأتي :
1- " إن الذي فرض عليك القرآن لرادّك إلي معاد " .
2- قرأت ما كتبته .
3- أقسمت بمن فطر السماوات والأرض لأكتبن الدرس .

ب- عيَّن الاسم الموصول ، وصلته ، ونوع الصلة ، والعائد في كل مما يأتي :
1- " كل من عليها فان " .
2- " والائي يئسن من المحيض من نسائكم ...." .
3- " سيقول السفهاء من الناس ما ولاهم عن قبلتهم التي كانوا عليها.."
السيد عبد الرازق غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 10-01-2009, 04:24 AM   #2
السيد عبد الرازق
عضو مميز
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2004
الإقامة: القاهرة -- مصر
المشاركات: 3,296
إفتراضي

الضمير

الضمير اسمٌ يدل على متكلِّم أو مخاطَب أو غائب، مثال ذلك: [أنت - نحن - هم - إيّاكَ - إيّاهم - إيّانا، والتاءُ مِنْ سافرْتُ، والهاءُ مِنْ سَألَه...]. وهو صنوف:

آ- الضمير المنفصل: ويصحّ أن يُبتدأ به الكلام، نحو: [أنا - هو - هي - هُما - نحن - هُم(1) ...].

ب- الضمير المتصل: ويأتي في آخر الكلمة، متصلاً بفعلٍ، نحو: [سافرْت] أو اسم: [كتابُه]، أو حرف: [عليك].

قاعدة عظيمة القيمة:

إذا أمكن استعمال الضمير المتصل، لم يجز استعمال المنفصل. وعلى ذلك تقول: [سافرت]، ولا يجوز [سافر أنا]. اللهم إلا أن يكون الضمير خبراً لكان وأخواتها، أو المفعول الثاني لـ [ظنّ وأخواتها]، ففي هاتين الحالتين لك الخيار: أن تأتي به متصلاً أو منفصلاً، نحو: [كنتُه=كنتُ إيّاه] و [ظننتُكَه=ظننتُك إيّاه].

ج- الضمير المستتر: إذا لم يُذكر الضمير في الكلام، وكان موقعه فيه ملحوظاً، قيل هو: ضمير مستتر. ففي قولك: [سافِرْ]، ضمير مستتر، والتقدير: [سافرْ أنتَ].

د- ضمير الفصل: هو ضمير يفصل بين المبتدأ والخبر، نحو: [خالد هو الناجح]، أو ما أصله المبتدأ والخبر، نحو: [كان خالدٌ هو الناجحَ]، [ظننت خالداً هو الناجحَ]. وليس له محل له من الإعراب، فكأنه غير موجود في الكلام(2).

هـ- ضمير الشأن: قد يريد العربي تفخيم أمر وتعظيمه في نفس المستمع، فيأتي بضمير، بعده جملةٌ، تبيّن الغرضَ منه. فذاك الضمير هو [ضمير الشأن] ويسمّونه [ضمير القصة] إن كان مؤنثاً.

ومن أقرب أمثلةِ ذلك: ]قل هُوَ اللهُ أحدٌ[ (الإخلاص 112/1): فـ [هو] ضمير الشأن، وجملة [ الله أحد] بيّنت الغرضَ منه. و ]فإنها لا تعمى الأبصار[ (الحج 22/46) فـ [ها] ضمير القصة.

أحكام ضمير الشأن:

1- لا يكون ضمير الشأن إلا مفرداً للغائب: [هو... أو الهاء، وهي... أو ها].

2- ولا يكون إلا مبتدأ أو أصله المبتدأ، كما رأيت في المثالين المتقدمين. وأمّا الجملة التي تأتي بعده لتبيّن الغرض منه فهي الخبر.

مرجع الضمير:

ضمير الغائب لا بدّ له من مرجع يرجع إليه. ففي قولك: [اشتريت كتاباً أحبّه] مرجع الهاء هو [كتاباً]، فإذا صلح أن يكون للضمير أكثر من مرجع، تعيّن أن يكون المرجع هو أقرب مذكور في العبارة.

ففي قولك مثلاً: [قرأت مجلة وصحيفة ثم حفظتها] يتعيّن أن يكون مرجع الضمير هو الصحيفة، لأنها أقرب إلى الضمير من كلمة [مجلة].

هذا، والأصل أن يتقدم المرجع ويتأخر الضمير نحو: [زارني زهير فاستقبلته]. غير أن المرجع قد يتأخر. فالهاء من قولك: [باع دارَهُ المالكُ] يرجع إلى [المالك] المتأخر لفظاً. وهذا عربي صحيح، لا غبار عليه.

وأما غير الصحيح فأن يقال: [باع مالكُها الدارَ] وذاك أن [ها] يرجع إلى الدار، والدار متأخرة لفظاً كما ترى، ومتأخرة رتبةً أيضاً، إذ هي مفعول به، ورتبةُ المفعول بعد رتبة الفاعل، ورجوع الضمير إلى متأخر لفظاً ورتبةً، غير جائز.



* * *

نماذج فصيحة من استعمال ضمير الفصل، وضمير الشأن

· ]وكنّا نحن الوارثين[ (القصص 28/58)

[نحن] ضمير فصل لا محل له من الإعراب، و[الوارثين] خبر [كان] منصوب بالياء.

· ]إن كان هذا هو الحقَّ من عندك فأمطر علينا[ (الأنفال 8/32)

[هو] ضمير فصل لا محل له من الإعراب، و[الحقَّ] خبر [كان] منصوب بالفتحة.

· ]كنتَ أنت الرّقيبَ عليهم[ (المائدة 5/117)

[أنت] ضمير فصل لا محل له من الإعراب(3)، و[الرقيبَ] خبر [كان] منصوب بالفتحة.

· ]قل هو الله أحد[ (الإخلاص 112/1)

ضمير الشأن: [هو]، مفرد للغائب - مذكر. وهو مبتدأ، والجملة بعده خبره.

· ]إنّه مَن يتّقِ ويصبر فإنّ اللهَ لا يضيع أجر المحسنين[ (يوسف12/90)

ضمير الشأن: الهاء، مفرد للغائب - مذكر، اسم [إنّ]، (أي: أصله المبتدأ، إذ كان مبتدأً قبل دخول [إنّ] عليه) والجملة بعده خبره.

· ]فإنّها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور[ (الحج 22/46)

ضمير الشأن أو القصة: [ها]، مفرد للغائب، مؤنث. اسم [إنّ]، (أي أصله المبتدأ، إذ كان مبتدأً قبل دخول [إنّ] عليه) والجملة بعده خبره.

· قال أبو خراش الهذلي (شرح المفصل 3/117):

على أنّها تَعْفُو الكُلومُ، وإنما نُوَكَّلُ بالأدْنى وإنْ جَلَّ ما يَمْضِي

(الكلوم: الجروح)

ضمير الشأن أو القصة: [ها]، مفرد للغائب، مؤنث. اسم [أنّ]، (أي أصله المبتدأ، إذ كان مبتدأً قبل دخول [أنّ] عليه) والجملة بعده خبره.



* * *
السيد عبد الرازق غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 10-01-2009, 04:26 AM   #3
السيد عبد الرازق
عضو مميز
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2004
الإقامة: القاهرة -- مصر
المشاركات: 3,296
إفتراضي

ظرف الزمان، وظرف المكان (المفعول فيه)

الظرف: اسم منصوب، يقع الحدَث فيه، فيكون كالوعاء له؛ ثم إن دلّ على زمان، سُمّي: [ظرف زمان]، أو على مكان، سُمّي: [ظرف مكان]؛ مثال الأول: [سافرت يومَ العطلة]، ومثال الثاني: [جلست تحتَ الشجرة].

مِن ظروف الزمان: [حين - صباح - ظُهر - ساعة - سنة - أمس...].

ومِن ظروف المكان: [فوق - تحت - أمام - وراء - حيث - دون...].



حكمان:

¨ إذا لم يُستعمل الظرف وعاءً للحدث، بل استعمل كما تستعمل سائر الأسماء، أُعرِب على حسب موقعه مِن العبارة كسائر الأسماء: فاعلاً أو مفعولاً، أو مبتدأً أو خبراً... ويقال له عند ذلك اصطلاحاً: [ظرف متصرف]، نحو: [أقبل يومُ العيد] (فاعل). [أُحِبّ يومَ العيد] (مفعول به). [يومُ العيد بهيجٌ] (مبتدأ)...

¨ يحتاج الظرف إلى متَعَلَّق يتعلَّق به، وإلاّ كان لغواً(1).

ألِف العربي الاختصار والإيجاز في استعمال الظروف في مواضع من كلامه(2)، حتى غدت هذه الاستعمالات قواعد قياسية في كتب النحو واللغة.

وعلى ذلك:

- يحذِف العربيُّ الظرفَ ويجتزئ بصفته، فيقول مثلاً: [صبرت طويلاً = صبرت زمناً طويلاً].

- ويحذفه ويجتزئ بالمصدر الذي يكون بعده، فيقول: [سافرتُ طلوعَ الشمس = سافرت وقتَ طلوع الشمس].

- ويحذفه ويجتزئ بعَدَدِه، فيقول مثلاً: [صُمْتُ عشرين يوماً = صُمْتُ زمناً مدته عشرون يوماً].



مسائل أربع:

1- إذا أُشير إلى الظرف، نحو: [سهرت هذه الليلة]، عُدّ اسم الإشارة هو الظرف.

2- إذا أريد من الظرف كليّةٌ أو بعضيةٌ، نحو: [سهرت كلَّ الليل، نمت بعض الليل، كتبت نصفَ ساعة، قرأت ربعَ ساعة...]، عُدَّ اللفظُ الكليّ أو البعضيّ هو الظرف.

3- مِن الظروف ما هو مبنيّ، نحو: [إذا - متى - أيّانَ - إذ - أمسِ - الآنَ - مذْ - منذُ - قطُّ - بينا - بينما - ريثما - لمّا - حيث - هنا - ثَمَّ - أيْنَ - أنّى - لدُنْ - لدى...].

4- [قبل وبعد] و[الجهات الستّ]: يمين، فوق، تحت، أمام (ومثلها قُدّام)، وراء (ومثلها خلف)، يسار (ومثلها شِمال)، تُبنى على الضمّ إذا قُطعت عن الإضافة. تقول مثلاً: [سافرت قبلَ الفجرِ، ووقفت قدّامَ الطاولةِ]، فإذا قُطع الظرف عن الإضافة بُني على الضم فقيل: [سافرت قبلُ - وقفت قدّامُ].

* * *

نماذج فصيحة من استعمال ظرف الزمان وظرف المكان

· ]فأوحى إليهم أنْ سبِّحوا بكرةً وعشيّاً[ (مريم 19/11)

[بكرةً]: ظرف زمان منصوب، متعلق بـ [سبِّحوا]. إذ البكرة وعاء زمني [ظرف] يحدث فيه التسبيح.

· ]قال آيتُك ألاّ تُكلّم الناس ثلاثَ ليالٍ سويّاً[ (مريم 19/10)

[ثلاثَ]: ظرف زمان منصوب، متعلق بـ [تكلّم]. وأصل المعنى: [ألاّ تُكلم الناس زمناً مدّته ثلاث ليالٍ]، ولكن الآية جرت على سَنَن العرب في الإيجاز، فحذفت الظرف واجتزأت بعدده.

· ]ومن الليل فسبِّحهُ وإدبارَ النجوم[ (الطور 52/49)

[إدبارَ]: ظرف زمان منصوب، متعلّق بـ [سبِّح]. وهو مصدرُ [أدبَرَ - يُدْبِر]. والأصل: سبِّحه وقت إدبار النجوم، أي وقت غروبها، ولكن الآية جرت على سَنَن العرب في الإيجاز، فحذفت الظرف واجتزأت بالمصدر.

· قال يزيد بن الصَّعِق، ويعزى لغيره (الخزانة 1/429):

فساغ ليَ الشرابُ وكنتُ قبلاً أكاد أَغَصُّ بالماء الفُراتِ

[قبلاً]: ظرف زمان منصوب، والشاعر بنصبه له وتنوينه، قد أشعر القارئ أنْ ليس بعد هذا الظرف مضاف إليه محذوف. إذ لو كان بعده مضاف إليه محذوف، وكان الأصل قبل الحذف هو مثلاً: [وكنت قبل كذا أكاد...]، لقال: [وكنت قبلُ]، فيُبنى الظرف في هذه الحال على الضم. وهو ما نبّهنا عليه في البحث إذ قلنا: [إذا قُطع الظرف عن الإضافة بُني على الضمّ].

· قال الشاعر (همع الهوامع 3/196):

لَعَنَ الإلهُ تَعِلَّةَ ابنَ مسافرٍ لَعْناً يُشَنُّ عليه مِنْ قُدّامُ

[قدّامُ]: ظرف، والظرف إذا قُطِع عن الإضافة (أي: حُذِف المضاف إليه بعده)، يُبنى على الضمّ، وذلك ما فعله الشاعر إذ قال: [من قدامُ]، وهو ما نوّهنا به في البحث إذ قلنا: [إذا قُطِع الظرف (قبل وبعد والجهات الست) عن الإضافة بُنِيَ على الضمّ].

· قال الشاعر (همع الهوامع 3/188):

اليوم أعلمُ ما يجيء بهِ ومضى بفضل قضائه أمسِ

[أمسِ]: اسم يدلّ على الزمان. ويبنى على الكسر، إذا أريد به اليوم الذي قبل يومك الذي أنت فيه. ولم يُستعمل في البيت ظرفَ زمان، يقع فيه الحدث فيكون وعاءً له، بل استعمل كما تُستعمل سائر الأسماء، فهو هاهنا فاعل لفعل: [مضى]. وهذا معنى قولهم: [ظرف متصرف].

· ومنه قول المعريّ:

أمسِ الذي مرّ على قربه يعجز أهل الأرض عن ردّهِ

فكلمة: [أمسِ]، في البيت، استُعملت استعمال ظرفٍ متصرف، يُعرب على حسب موقعه من العبارة كسائر الأسماء. فهي هنا: اسمٌ مبني على الكسر، في محل رفع مبتدأ، خبره جملة [يعجز أهل الأرض عن ردّه].

· ]يوفون بالنذر ويخافون يوماً كان شرّه مستطيراً[ (الإنسان 76/7)

[يوماً]: لم يستعمل في الآية ظرفاً يقع فيه الحدث فيكون وعاءً له، بل استعمل غير ظرف. أي استعمل كما تستعمل سائر الأسماء، فمحلُّه إذاً من الإعراب في الآية، مفعول به منصوب. ويقول عنه النحاة في هذه الحال: [ظرف متصرف].

· قال عبد الله بن الدمينة (الديوان /103):

أَحقّاً عبادَ اللهِ أنْ لستُ صادراً ولا وارداً إلاّ عليَّ رقيبُ

قوله: [أحقاً... أنْ لست...] تركيب عربي فصيح، يُستَعمل كما جاء، بدون تغيير ولا تبديل. تقول: أحقّاً أنك منطلق، أحقّاً أنك مسافر، أحقّاً أنّ الأمر الفلاني سيحدث...

ولقد زعمت كتب الصناعة، زعماً يفتقر إلى منطق محكَم، أنّ [حقّاً] منصوب على الظرفية الزمانية؛ والأقرب إلى المنطق اعتدادُه منصوباً على نزع الخافض، وأن الأصل: [أفي حقٍّ]. ونوجّه النظر، إلى أن التركيب هو هو، لا يتغير في كل حال. وإنما الذي يتغير هو الإعراب. وما أهون أن يختلف الإعراب ويسلم التركيب.

· ومثل ذلك قول المفضَّل النُّكري (الأصمعيات /231):

أَحقّاً أنّ جيرتنا استقلّوا فنيَّتُنا ونيَّتُهمْ فريقُ

· قال عبد الله بن الدمينة (الديوان /88):

نهاري نهارُ الناسِ حتى إذا بدا ليَ الليلُ هزّتني إليكِ المضاجعُ

[نهاري نهار]: لم يستعمل الشاعر هذين الاسمين على أنهما ظرفان يقع فيهما الحدث، فيكونان وعاءً له، بل استعملهما على أنهما ظرفان متصرفان، أي: اسمان كسائر الأسماء، فإعرابهما إذاً، على حسب موقعهما في العبارة. فالأول هنا مبتدأ، والثاني خبر.



* * *
السيد عبد الرازق غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 10-01-2009, 04:27 AM   #4
السيد عبد الرازق
عضو مميز
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2004
الإقامة: القاهرة -- مصر
المشاركات: 3,296
إفتراضي

العدد والمعدود



1- العدد:

يكون العدد مفرداً، نحو: سَبْع، ومركَّباً، نحو: سبعَ عشرةَ، ومعطوفاً، نحو: سبع وعشرين(1).

وقد يوافق العددُ معدودَه في التذكير والتأنيث، وقد يخالفه، ودونك بيان ذلك:

¨ الواحد والاثنان، يوافقان المعدود في كل حال، سواء كان ذلك في الإفراد أو التركيب أو العطف، فيقال:

رجل واحد - امرأة واحدة

رجلان اثنان - امرأتان اثنتان

أحدَ عشرَ رجلاً - إحدى عشرةَ امرأة

اثنا عشرَ رجلاً - اثنتا عشرةَ امرأة

واحد وعشرون رجلاً - إحدى وعشرون امرأة

¨ الأعداد من الثلاثة إلى العشرة تخالف المعدود في كل حال، سواء كان ذلك في الإفراد أو التركيب أو العطف، فيقال:

سبعة رجال - سبع فتيات

سبعةَ عشرَ رجلاً - سبعَ عشرةَ فتاة

تسعة وتسعون رجلاً - تسع وتسعون فتاة

ولا يستثنى من هذا الحكم إلاّ الأعداد الترتيبية، فإنها توافق المعدود في كل حال(2) فيقال: وصل المتسابق السابعَ عشر، والمتسابقة الخامسةَ عشرة.

¨ ثمان: يستعمل العدد: [ثمان] - سواء أضيف أو لم يُضف - استعمال الاسم المنقوص.

ففي حال الإضافة، تقول:

سافر ثماني نساءٍ كما يقال: سافر ساعي بريدٍ.

و: مررت بثماني نساءٍ كما يقال: مررت بساعي بريدٍ.

و: رأيت ثَمانيَ نساءٍ كما يقال: رأيت ساعيَ بريدٍ.

وفي حال عدم الإضافة تقول:

سافر من النساء ثمانٍ كما يقال: سافر من السُّعاة ساعٍ.

مررت من النساء بثمانٍ كما يقال: مررت من السعاة بساعٍ.

رأيت من النساء ثمانياً(3) كما يقال: رأيت من السعاة ساعياً.

فإذا كانت [ثمان] في عدد مركب، صحّ أن تستعملها على صورة واحدة، هي صورة [ثماني عشرةَ]، فلا تتغيّر في كل حال، ولا تتبدّل، فيقال مثلاً:

سافر ثماني عشْرةَ امرأة.

رأيت ثماني عشْرةَ امرأة.

سلّمت على ثماني عشْرةَ امرأة.

2- المعدود:

الأعداد من 3 ... إلى 10، معدودُها مجموعٌ مجرور، يقال مثلاً:

ثلاثة رجالٍ ... وعشر فتياتٍ.

ومن 11 .... إلى 99، معدودها مفرد منصوب، يقال مثلاً:

أحدَ عشرَ كتاباً

خمسةَ عشرَ كتاباً

عشرون كتاباً
تسعة وتسعون كتاباً

والمئة والألْف، ومثناهما وجمعهما، معدودها مفرد مجرور، يقال مثلاً:

[مئةُ كتابٍ، ومئتا كتابٍ، وثلاثُ مئةِ كتابٍ(4)].

و[ألْفُ كتابٍ، وألْفَا كتابٍ، وثلاثةُ آلافِ كتابٍ(5)].


¨ تعريف العدد بـ [ألـ]:

ليس لتعريف العدد بـ [ألـ] أحكام خاصّة، فهذه الأداة تدخل على أوّل العدد عند تعريفه، مثل دخولها على سائر الأسماء عند تعريفها. ودونك الأمثلة:

العدد العقديّ: اشتريت العشرين كتاباً.

العدد المركب: اشتريت الثلاثة عشركتاباً.

العدد المعطوف: اشتريت الثلاثة والثلاثين كتاباً. (هنا عددان، كلّ منهما مستقل بنفسه - وإن جَمَع بينهما حرف العطف - فحقُّ كلٍّ منهما إذاً أن يكون له تعريفه).



تنبيه: ليس لتعريف العدد المضاف نحو [خمسة كتبٍ] قاعدة خاصّة، فقد جاء عن فصحاء العرب، إدخال [ألـ] على الأوّل، وعلى الثاني، وعلى الاثنين معاً؛ فجاز أن يقال مثلاً: [اشتريت خمسةَ الكتبِ، والخمسةَ كتبٍ، والخمسةَ الكتبِ](6).



أحكام:

¨ العدد المركَّب: لا يكون إلاّ مفتوح الجزأين، نحو: [أربعَ عشرةَ، وأربعةَ عشرَ، والسابعَ عشرَ، والسابعةَ عشرةَ]. إلاّ ما كان جزؤه الأوّل مثنى، فيُعامل معاملة المثنى، نحو: [سافر اثنا عشر رجلاً، واثنتا عشرة امرأة، ورأيت اثني عشر مودِّعاً، مع اثنتي عشرة مودِّعةً]. أو كان جزؤه الأول منتهياً بياء، فتبقى على ما هي، نحو: [الحادي عشر، والثاني عشر].


¨ عشر: في العدد المركَّب، تُوافِق المعدود قولاً واحداً، فيقال: [تسعة عشَر رجلاً، وتسع عشْرة امرأةً].

وأمّا شِينها فتُفتح مع المذكر، وتُسكَّن مع المؤنث، سواء كان ذلك في عدد مفرد أو مركَّب.

¨ بضع: كلمة تدل على عدد غير محدد، غير أنه لا يقلّ عن ثلاثة ولا يزيد على تسعة، ولذلك تُعامل معاملة هذه الأعداد، فتذكَّر مع المؤنث، وتؤنث مع المذكر، [أي: تخالف معدودها]، فيقال مثلاً: [بضعة رجال، وبضع نساء]. وتُركَّب تركيب هذه الأعداد، فيقال: [بضعةَ عشَرَ رجلاً، وبضع عشْرةَ امرأةً].

¨ إذا اشتمل المعدود على ذكور وإناث، روعي الأول نحو: [سافر خمسة رجالٍ ونساءٍ، وزارنا خمس نساءٍ ورجال].

¨ تُقرأ الأعداد من اليمين إلى اليسار، ومن اليسار إلى اليمين، فيقال مثلاً: [هذا عامُ ستةٍ وتسعين وتسع مئةٍ وألف]، كما يقال: [هذا عام ألفٍ وتسعِ مئةٍ وستةٍ وتسعين]. فكلاهما فصيح، والمتكلِّم بالخيار.

¨ في تذكير العدد وتأنيثه، يُراعى مفرد المعدود. يقال مثلاً: [خمسة رجال]، لأن المفرد: [رجل]، و [خمس رقاب]، لأن المفرد: [رقبة].

¨ إذا قيل مثلاً: [خالدٌ سابعُ سبعةٍ سافروا]، فالمعنى: أنّ الذين سافروا سبعة، منهم خالد. فإذا أُريد الترتيب والتسلسل، قيل: [خالدٌ سابع ستةٍ سافروا]، أي: هو السابع في تسلسل سفرهم وتتابعه.



* * *



نماذج فصيحة من استعمال العدد

· تُقرأ الأعداد من اليمين إلى اليسار، ومن اليسار إلى اليمين:

· قال ابن عباس (جمهرة خطب العرب 1/417): [يا أهل البصرة... أمرتكم بالمسير مع الأحنف بن قيس، فلم يشخص إليه منكم إلاّ ألفٌ وخمس مئة، وأنتم في الديوان ستون ألفاً]. وهاهنا مسألتان:

1- تُقرأ الأعداد من اليمين إلى اليسار، ومن اليسار إلى اليمين، وكلا الاستعمالين فصيح، والمرء بالخيار، وقد اختار ابن عباس - كما ترى - البدء من اليسار، فقال: [ألف وخمس مئة].

2- الأعداد من 11... إلى 99 معدودها مفرد منصوب، فـ [ستون] أحد هذه الأعداد، و[ألفاً] معدودُه، وقد جاء في كلام ابن عباس - كما رأيت - مفرداً منصوباً، على المنهاج.

· والطبريّ أيضاً على التأريخ من اليسار إلى اليمين:

فقد بدأ التأريخَ في الصفحة /10/ من كتابه، فقال وهو يورد ما قيل في عمر الدنيا: [فقد مضى (أي مضى من عمر الدنيا) ستة آلاف سنة ومئتا سنة].

وقال في الصفحة /17/: [كان قدر ستة آلاف سنة وخمس مئة سنة].

و قال في الصفحة / 18/: [خمسة آلاف سنة وتسع مئة سنة واثنتان وتسعون سنة]. وفي الصفحة نفسها يقول: [ثلاثة آلاف سنة ومئة سنة وتسع وثلاثون سنة].

وقال عن الطوفان في الصفحة /211/: [وذلك بعد خلق آدم بثلاثة آلاف وثلاث مئة سنة وسبع وثلاثين سنة].

· ]يا أبت إني رأيت أحدَ عشَرَ كوكباً[ (يوسف 12/4)

[أحدَ عشَرَ] عددٌ مركّب، وهو مفتوح الجزءين، شأن كل عدد مركب؛ ومعدوده: [كوكباً] مفرد منصوب، على المنهاج.

· ]الذين قالوا إنّ الله ثالث ثلاثة[ (المائدة 5/73)

الترتيب والتسلسل والتتابع غير مرادة في الآية، وإنما المراد أنهم قالوا: إنّ الله تعالى واحد من ثلاثة. ولو كان الترتيب مراداً لقالوا: إنه ثالث اثنين. وانظر إلى ما جاء في صحيح البخاري (6/556) تجد المسألة على أوضح الوضوح. فدونك النصّ الحرفي، كما ورد فيه: [عن... خرجت رابع أربعة من بني تميم أنا أحدهم، وسفيان بن مجاشع، ويزيد بن عمرو بن ربيعة، وأسامة بن مالك بن حبيب بن العنبر، نريد ابن جفنة الغسّانيّ بالشام فنَزلنا على غدير...]. ولو أراد الترتيب لقال: [خرجت رابع ثلاثة] أي: تَقَدَّمَه الثلاثةُ، ثم خرج هو بعدهم، فكان رابعاً.

· ]إذ أخرجه الذين كفروا ثاني اثنين إذ هما في الغار إذ يقول لصاحبه... [ (التوبة 9/40)

الآية شاهد ثانٍ على أنّ هذا التركيب، لا يدلّ على ترتيب وتسلسل وتتابع. وذلك أن الذين كفروا لم يُخرجوا الرسول من مكة بعد أن أخرجوا صاحبه منها، فيكون هو الثاني، ويكون صاحبُه الأوّلَ !! بل أخرجوه وصاحبَه معاً، لا سابق ولا مسبوق. فحاقُّ المعنى إذاً أنهما اثنان هو أحدهما.

· ]ما يكون من نجوى ثلاثة إلاّ هو رابعُهُم ولا خمسةٍ إلاّ هو سادسُهُم[ (المجادلة 58/7)

الترتيب في الآية هاهنا مرادٌ مقصود، والمعنى: أنه جاعل الثلاثة أربعة، وجاعل الخمسة ستة. ونعتقد أنّ الفرق بين التركيب ومعناه في هذه الآية، وفي الآيتين السابقتين، أصبح فرقاً واضحاً جليّاً.

· ]فاجلدوا كلَّ واحدٍ منهما مئةَ جَلدةٍ[ (النور 24/2)

معدود المئة والألف ومثناهما وجمعهما، مفردٌ مجرور. فاستعمال كلمة: [جلدةٍ] في الآية - وهي المعدود - مفردةً مجرورةً بعد المئة - جاء إذاً على المنهاج.

· ]يودُّ أحدُهُم لو يُعَمَّرُ ألفَ سنةٍ[ (البقرة 2/96)

يصحّ أن يقال في الآية هنا، ما قيل في الآية السابقة، فمعدود المئة والألف ومثناهما وجمعهما، مفردٌ مجرور. ومن ثم يكون استعمال كلمة: [سنةٍ] - مفردةً مجرورةً بعد الألف - جاء إذاً على المنهاج.

· تعريف العدد المضاف بـ [ألـ]، كل صوره جائزة بلا قيد:

ففي الحديث (مسلم 9/10): [أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلّم رَمَلَ الثلاثة أطوافٍ من الحجر إلى الحجر]. وقد أورد النوويّ هنا، روايتين أخريين للحديث هما: [الثلاثة الأطواف وثلاثة أطواف] ثم استأنف فقال: [وقد سبق مثلُه في رواية سهل ابن سعد في صفة منبر النبي صلى الله عليه وسلّم قال: فعمل هذه الثلاث درجات...].

وقد جَمعتْ هذه الأسطر القليلة ثلاثة استعمالات من العدد المضاف هي: [ثلاثة أطواف، والثلاثة أطواف، والثلاثة الأطواف]، يضاف إليها استعمالٌ رابع، هو تعريف المضاف إليه بالألف واللام، أي: [ثلاثة الأطواف]. وهو الأفشى.

وفي الحديث أيضاً (البخاري 3/71 باب استعانة اليد في الصلاة): قال ابن عباس: [فجلس فمسح النومَ عن وجهه بيده، ثم قرأ العشر الآياتِ خواتيمَ سورة آل عمران].

وفي الحديث كذلك، عن أبي هريرة (البخاري 4/469 باب الكفالة في القرض والديون): [كنت تسلّفتُ فلاناً ألف دينار... فأتى بالألف دينار... فانصرِفْ بالألف الدينار راشداً].

· قال أبو عبيد (تفسير القرطبي 1/416): [لم يُسمع في فَعَل وفِعْل غير هذه الأربعة الأحرف].

· وفي (تاريخ الطبري 1/50): [خَلَقَ في أوّل الثلاث ساعات...].

وعن ابن عباس أنه قال (تاريخ الطبري 1/59): [الستة الأيام التي خلق الله فيها السماوات والأرض].

وعن مجاهد أنه قال (تاريخ الطبري 1/60): [يومٌ من الستة الأيام، كألف سنة مما تعدّون].

ويخلص المرء من هذه الأمثلة إلى أن تعريف العدد المضاف بالألف واللام لا يقيِّده قيد، وأنه من السهولة بحيث يستعمله المرء بغير تفكير فلا يخطئ.

· ]إنّ عِدَّة الشهور عند الله اثنا عشَرَ شهراً[ (التوبة 9/36)

[اثنا]: الواحد والاثنان يوافقان المعدود في كل حال، والمعدود في الآية مذكر: [شهر]، وقدجاء العدد [اثنا] مذكّراً - على المنهاج - موافَقَةً للمعدود.

[عشَرَ]: حكمها في العدد المركب، أن توافق المعدود، وقد وافقته في الآية، فجاءت مذكرةً مثلَه، وفُتحت شينها، والقاعدة أن تُفتح مع المذكّر.

· ]إنّ هذا أخي له تسعٌ وتسعون نعجة[ (ص 38/23)

[تسع]: عددٌ مذكر، ومعدودُه [نعجة] مؤنث. وذلك أن الأعداد من الثلاثة إلى العشرة - وتسعٌ منها - تخالف المعدود في كل حال، سواء كان ذلك في الإفراد أو التركيب، أو العطف. والذي في الآية من الصنف الثالث، أي: [العطف]، فتذكير العدد [تسع] جاء - إذاً - على المنهاج.
السيد عبد الرازق غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 10-01-2009, 04:28 AM   #5
السيد عبد الرازق
عضو مميز
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2004
الإقامة: القاهرة -- مصر
المشاركات: 3,296
إفتراضي

العطف بالحرف(1)

هو أن يتوسّط بين المعطوف عليه والمعطوف، حرفٌ من حروف العطف، فيتبع الثاني الأولَ رفعاً ونصباً وجرّاً وجزماً. نحو: [مررت بخالدٍ وزهيرٍ]. وحروف العطف تسعة هي: (الواو) و(الفاء) و(ثمّ) و(حتى) و(أَمْ) و(أو) و(بل) و(لكنْ) و(لا).

الأحكام:

¨ يُعطَف الاسم على الاسم، والضمير على الضمير، أو أحدُهما على الآخر، بغير شروط، ودونك النماذج:

[سافر سعيدٌ وخالدٌ] : عَطْفُ اسمٍ على اسم.

[أنا وأنت طالبان] : عَطْفُ ضميرٍ على ضمير.

[أكرمتُ عليّاً وإيّاكَ] : عَطْفُ ضميرٍ على اسم.

[ما زرتُ إلاّ إيّاكَ وزهيراً] : عَطْفُ اسم على ضمير. (في محلّ نصب)

[ما مررتُ إلاّ بكَ وخالدٍ] : عَطْفُ اسم على ضمير. (في محلّ جرّ)

ملاحظة: في نحو قولك: [سافرتُ أنا وخالدٌ]، التاء فاعل. وأما الضمير [أنا] - وكتب الصناعة تستحسن ذكره هنا - فيُعرَب توكيداً للتاء.


¨ يُعطَف الفعل على الفعل إذا لم يختلف زمانُهما، نحو: [ذهبتم ورجعتم] أو [تذهبون وترجعون]. ويجوز عطف أحدهما على الآخر - وإن اختلفت صيغتاهما - إذا كان زمانهما واحداً. وذلك كنحو قولك لطلاّبك: [إذا كان يومُ العطلة، ذهبتم إلى الغوطة ماشين وترجعون راكبين = تذهبون ماشين وترجعون راكبين].



* * *

نماذج فصيحة من العطف بالحرف

· ]فاذهبْ أنت وربُّكَ فقاتلا[ (المائدة 5/24)

الواو: حرف عطف، و[ربُّك] معطوف على فاعل [اِذهبْ] وهو ضمير رفع مستتر. وعطف الظاهر على المضمر جائز في العربية. وأما الضمير البارز: [أنت] فإنه توكيد لضمير الرفع المستتر، الذي هو فاعلُ [اذهب]. وكتب الصناعة تستحسن هذا التوكيد.

· ومِن عطف الظاهر على المضمر أيضاً، قوله تعالى ]ما أشركنا ولا آباؤنا[ (الأنعام 6/148).

فـ [آباؤنا] اسم مرفوع، لأنه معطوف على [نا]، الضمير المتصل بـ [أشرك]. وهذا الضمير في محل رفع فاعل لـ [أشرك].

· ]وكفرٌ به والمسجدِ الحرام[ (البقرة 2/ 217)

[المسجدِ]: اسم مجرور، لأنه معطوف على الهاء (الضمير المجرور بالباء). ومثل ذلك الآية ]واتّقوا اللهَ الذي تساءلون به والأرحامِ[ (النساء 4/1)، بكسرالميم: [الأرحامِ]، وهي إحدى القراءات السبع، وفيها عطف [الأرحام] على الضمير المجرور بالباء.

هذا، على أنّ كتب الصناعة، تستحسن عند عطف الاسم على الضمير المجرور، أن يعاد حرف الجرّ. ومنه الآية ]فقلنا لها وللأرض ائتيا طوعاً أو كرهاً[ (فصّلت 41/11)

· ]هذا يومُ الفصل جمعناكم والأوّلين[ (المرسلات 77/38)

[الأوّلين] اسم منصوب، لأنه معطوف على الضمير [كم] الذي هو في محل نصب، مفعول به للفعل [جَمَع].

· ]وإنْ تؤمنوا وتتّقوا يؤتِكم أجورَكم[ (محمد 47/36)

[تتقوا] فعل مضارع مجزوم لأنه معطوف على فعل الشرط المجزوم: [تؤمنوا]. والفعل يعطف على الفعل، إذا كان زمانهما واحداً،كما ترى في الآية، إذ الفعلان مضارعان.

هذا، على أنّ من الجائز عطف الفعل على الفعل-وإن اختلفت صيغتاهما-إذا كان زمانهما واحداً. ومنه قوله تعالى عن فرعون ]يَقْدُمُ قومَه يومَ القيامة فأوردهم النار[ (هود 11/98). ففي الآية عطْف الماضي [أوردهم] على المضارع [يقدم]، لمَّا كان زمانهما واحداً هو المستقبل في الآخرة.



* * *
السيد عبد الرازق غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 10-01-2009, 04:28 AM   #6
السيد عبد الرازق
عضو مميز
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2004
الإقامة: القاهرة -- مصر
المشاركات: 3,296
إفتراضي

عطف البيان

ليس في الكلام [عطف بيان]، وما تُطلِق عليه كتب الصناعة اصطلاحاً [عطف بيان] إنما هو عند التحقيق، بدل كلّ من كلّ.

فسيبويه أهمل البحث فيه، وكذلك فَعَلَ كثير من الأئمة الرؤوس !! فصفحة [عطف البيان] إذاً مطويَّة، وياليتها من قبلُ لم تُنشَر(1).



* * *
السيد عبد الرازق غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 10-01-2009, 04:29 AM   #7
السيد عبد الرازق
عضو مميز
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2004
الإقامة: القاهرة -- مصر
المشاركات: 3,296
إفتراضي

العَلَم



العَلَم: اسم أو كنية أو لقب.

مثال الاسم: أحمد - عبد الرحمن - بعلبكّ - سيبويه...

ومثال الكنية: أبو خالد - أمّ خالد... وهي مُصَدَّرةٌ أبداً بـ [أب] أو [أمّ].

ومثال اللقب: هاشميّ - حلبيّ - مصريّ... مما يدل على نسبة إلى عشيرة أو بلد، أو نحو ذلك مما يُنْتَسَبُ إليه؛ ويدل في كثير من الأحيان على مدح أو ذمّ، كالأمين والمأمون والسفّاح والجاحظ...(1)

قاعدة: إذا اجتمع اسم وكنية ولقب، أو اثنان منهما، نحو: [أبو عثمان، عمرو بن بحر، الجاحظ] أو [عليّ، أبو الحسن] أو [المسيح عيسى ابن مريم]، جاز لك - بغير قيد - أن تقدم وتؤخر أيّاً منها شئت. ويتبع الثاني والثالثُ الأوّل، على البدلية فيقال مثلاً:

رحم الله الجاحظَ أبا عثمان عمروَ بنَ بحر!!

فلقد كان أبو عثمان عمرُو بنُ بحر الجاحظُ واحدَ الدنيا!!

ومَن مِثلُ عمرِو بنِ بحر الجاحظِ أبي عثمان؟!



* * *
السيد عبد الرازق غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 10-01-2009, 04:30 AM   #8
السيد عبد الرازق
عضو مميز
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2004
الإقامة: القاهرة -- مصر
المشاركات: 3,296
إفتراضي

عمل المصدر

يعمل المصدر عَمَلَ فِعله، فينصب مفعولاً به، ويتعلق به شبه الجملة... نحو: [ساءني ضربُكَ الطفلَ]: فالضرب مصدر، والطفلَ مفعول به. و[أعجبتني كتابتك على السبورة]: فالكتابة مصدر، وشبه الجملة (الجار والمجرور) متعلق بهذا المصدر.

تنبيه: يجوز أن يتقدم على المصدر شبهُ الجملة دون غيره، نحو: [أُحبّ معه السفر]، و [لا تأخذْك بالخائن رأفة].



* * *



نماذج فصيحة من عمل المصدر

· قال الشاعر (كتاب سيبويه - هارون 1/189):

فلولا رجاء النصر منك ورهبةٌ عقابَك قد صاروا لنا كالموارِدِ

(يقول: لولا رجاء أن تنصرنا عليهم، ورهبتنا لعقابك إن نحن انتقمنا منهم بأيدينا، لوطئناهم كما توطأ الطرق المؤدية إلى الموارد، فإنها أكثر الطرق استعمالاً ووطئاً).

وقد نصب [عقابَ] على أنه مفعول به للمصدر: [رهبةٌ].

· ]فلما بلغَ معه السّعْيَ قالَ يا بُنَيَّ إنِّي أَرَى في المنامِ أنِّي أَذبحكَ[

(الصافات 37/102)

[مع]: شبه جملة (ظرف)، متعلق بالمصدر: [السعي]. والآية شاهد على تقدُّم شبه الجملة على المصدر.

ومنه قول الفِند الزِّمّانيّ (الخزانة 3/432):

وبعضُ الحِلم عند الجهل للذلّةِ إذْعانُ

فقد تقدّم شبهُ الجملة: [للذلّة] في البيت، على المصدر [إذعان].

وقوله تعالى: ]لا يَبْغُونَ عنها حِوَلاً[ (الكهف 18/108)

فقد تقدّم شبهُ الجملة (الجار والمجرور) وهو: [عنها] على المصدر: [حِوَلا].

· قال المرّار بن منقذ (شرح ابن عقيل 2/94):

بضربٍ بالسيوف رؤوسَ قومٍ أَزَلْنا هامَهُنَّ عن المَقيلِ

(أراد بالمقيل: الأعناق). [ضربٍ] في البيت مصدر، وقد عمِل عَمَل فِعله فنصب كلمة [رؤوس] على أنها مفعول به.

· وقال الشاعر (كتاب سيبويه - هارون 1/116):

على حين أَلْهَى الناسَ جُلُّ أُمورهمْ فنَدْلاً زُرَيْقُ المالَ نَدْلَ الثَّعالِبِ

(زريق: اسم قبيلة، منادى، وقوله: ندلاً ندل الثعالب، أراد به: اختلسوا اختلاس الثعالب).

[ندلاً]: مصدر، عمِل عَمَل فعله [اُندل] فنصب كلمة [المال] على أنها مفعول به.

· وقال تعالى: ]ولولا دَفْعُ اللهِ النَّاسَ[ (البقرة 2/251)

[الناسَ] مفعول به، وناصبُه المصدر [دفْع].

· وقال الشاعر (شرح ابن عقيل 2/95):

ضعيفُ النِّكايةِ أعداءَهُ يَخال الفرارَ يُراخِي الأَجَلْ

وفيه أنّ [أعداءَه] مفعول به للمصدر [النكاية].



* * *
السيد عبد الرازق غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 10-01-2009, 04:31 AM   #9
السيد عبد الرازق
عضو مميز
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2004
الإقامة: القاهرة -- مصر
المشاركات: 3,296
إفتراضي

الفاعل

الفاعل: اسم مرفوعٌ، يُسنَد إليه فعلٌ، أوشبهُه(1) نحو قولك: [سافر خالدٌ]؛ وقد يكون مصدراً مؤوّلاً، نحو قولك: [سرّني أن تنجح = سرني نجاحُك]. والأصل أن يتقدم الفاعل على المفعول به، ولكن يجوز العكس. وسياق الكلام يزيل اللبس.

¨ مطابقة الفعل للفاعل تذكيراً وتأنيثاً:

- يُذكّر الفعل وجوباً إذا كان فاعلُه مذكّراً. مفرداً كان، أو مثنى، أو جمع مذكر سالماً(2) مثال ذلك: [قصَفَ الرعدُ - سقط الجداران - سافر المعلمون].

- يؤنّث الفعل وجوباً في حالتين فقط:

الحالة الأولى: أن يكون فاعله حقيقي التأنيث(3)، غير مفصول عنه، مفرداً كان، أو مثنى، أو جمعاً سالماً(2) نحو: [سافرت الطالبة - سافرت الطالبتان - سافرت الطالبات].

الحالة الثانية: أن يتقدّم عليه فاعلُه المؤنث، مفرداً كان، أو مثنى، أو جمعاً(4): مثال ذلك: [الشمس طلعت - زينب سافرت - الطالبتان سافرتا وتسافران - الطالبات سافرت وسافرن وتسافر ويسافرن - والجِمال سارت وسرن وتسير ويسرن](5).

· أما في غير هذه الحالات الثلاث: (أي: حالة وجوب التذكير إذا كان الفاعل مذكراً، وحالَتَيْ وجوب التأنيث إذا كان الفاعل حقيقي التأنيث غير مفصول عن فعله. أو مؤنثاً مطلقاً متقدماً على فعله)، فيجوز التذكير والتأنيث، والمرء بالخيار.



مسألة عظيمة الخطر: تقول مدرسة الكوفة: يجوز أن يتقدّم الفاعل على فعله، ففي نحو: [خالدٌ سافر]، يجيزون أن يُعرب [خالدٌ] فاعلاً مقدّماً. وأما مدرسة البصرة فتقول: بل [خالدٌ] في المثال إعرابه: [مبتدأ] ولا يجوز إعرابه فاعلاً. (انظر التفصيل في بحث: جزم الفعل المضارع).

* * *



نماذج فصيحة من استعمال الفاعل

· ]حتى توارتْ بالحجاب[ (ص 38/32)

أي توارت الشمس، فـ [الشمس] هي الفاعل، وإنما حُذِفت-وإنْ لم يسبق لها ذكر-لأن السياق دلّ عليها. وليس مثلُ هذا الحذف مقصوراً على الفاعل، بل هو عامّ، حين يُعرف المحذوف ويَدلّ عليه دليل. وقد أبَّد ذلك ابن مالك في بيتٍ خالد، إذ قال:

وحذفُ ما يُعلَمُ جائزٌ كما تقول: [زيدٌ]، بعدَ [مَن عندكما]

ومِن هذا أيضاً، قول بشّار (الديوان 4/184):

إذا ما غضبْنا غضْبةً مضريَّةً هتكنا حجاب الشمس أو تقطرَ الدما

أي: تقطر السيوف دماً، وقد حذف [السيوف] وهي فاعل، إذ دلّ عليها السياق.

· ]ومن الناس والدوابّ والأنعام مختلفٌ ألوانُه كذلك[ (فاطر 35/28)

من المقرر أن ما يشبه الفعل: كالصفة المشبهة واسم الفعل واسم الفاعل... يَرفعُ فاعلاً، كما يَرفَع الفعلُ فاعلاً. فأما ما يشبه الفعل هنا، فهو [مختلفٌ] فإنه اسم فاعل مِن [اختلف]، وأما فاعله فهو: [ألوانُه].

· ]وإنْ أحدٌ من المشركين استجارك فأَجِرْهُ حتى يسمع كلام الله[ (التوبة 9/6)

[أحدٌ]: فاعل مقدّم لفعل: [استجار] - في مذهب الكوفة، إذ تجيز إعراب الفاعل فاعلاً، سواء أتقدم على فعله أم تأخر عنه - وأما في مذهب البصرة، التي تمنع دخول أدوات الشرط على الأسماء وتمنع تقدم الفاعل على فعله، فإنّ [أحدٌ] فاعل لفعل محذوف يفسره الفعل المذكور، أي: [وإن استجارك أحدٌ استجارك فأجره].

· ومِن نحو هذا قولُ السموءل:

إذا سيّدٌ منّا خلا قام سيّدٌ قؤولٌ لما قال الكرامُ فعولُ

وفيه أنّ [سيّدٌ] في مذهب الكوفة، يجوز أن يُعرَب فاعلاً مقدّماً على فعله [خلا]، وفي مذهب البصرة أنه فاعل لفعل محذوف يفسّره فعل [خلا] المذكور، أي: إذا خلا سيد منا خلا.

· ومثل ذلك طِبقاً، قولُ تأبط شراً (الديوان /86):

إذا المرءُ لم يَحْتَلْ وقد جَدَّ جِدُّهُ أضاع وقاسى أمرَهُ وهو مُدْبِرُ

فقد تقدّم الفاعل: [المرءُ]، على فعله: [لم يَحْتَلْ]، فيجوز أن يُعرَب فاعلاً، عند الكوفيين. على حين هو - عند البصريين - فاعل لفعل محذوف يفسّره فعل [لم يَحْتَلْ] المذكور، أي: إذا لم يحتل المرء لم يحتل.

· ]فمن جاءه موعظةٌ من ربه[ (البقرة 2/275)

لا مطابقة هنا في الآية، بين الفعل وفاعلِه. فالفعل: [جاء] مذكر، وفاعله: [موعظةٌ] مؤنث. وذلك جائز، لأن المطابقة - إذا كان الفاعل مؤنثاً - إنما تكون واجبةً في حالتين:

الأولى أن يتقدّم الفاعل المؤنث على فعله. وهذا غير متحقّق في الآية. فـ [موعظة] فاعل مؤنث، ولكنه لم يتقدّم على فعله.

والثانية أن يكون الفاعل حقيقي التأنيث، غير مفصول عن فعله. وهذا أيضاً لم يتحقق في الآية. فـ [موعظة] مؤنث غير حقيقي. فضلاً عن أنه مفصول عن فعله بالهاء. ولو لم يكن الكلام قرآناً لجاز أيضاً أن يقال: [فمن جاءته موعظةٌ من ربه].

· ]وأخذ الذين ظلموا الصيحةُ[ (هود 11/67)

الشأن في الآية هنا، كالشأن في الآية السابقة، فالفعل: [أخذ] مذكر، وفاعله: [الصيحةُ] مؤنث. فلا مطابقة إذاً بينهما، وذلك جائز، لأنّ المطابقة إنما تكون واجبةً في حالتين هما: أن يتقدّم الفاعل المؤنث على فعله، أو أن يكون حقيقي التأنيث، غير مفصول عن فعله. والآيةلم يتحقق فيها أيّ منهما، فجاز التذكير والتأنيث. ودليل ذلك وبرهانه، قولُه تعالى من السورة نفسها: ]وأخذت الذين ظلموا الصيحةُ[ (هود11/94) فقد وَرَدَ الفعل هنا مؤنثاً، إذ لم يتحقق أيّ من شرطَي الوجوب المذكورين آنفاً.

· ]إذا جاءك المؤمنات يبايعنك[ (الممتحنة 60/12)

[جاء]: فعل مذكر، و [المؤمنات]: فاعلٌ مؤنث، حقيقي التأنيث، ولم يتطابقا. لأنّ المطابقة لا تكون واجبة، إلا في الحالتين اللتين ذكرناهما آنفاً، وهما: أن يتقدّم الفاعل المؤنث على فعله، أو يكون حقيقي التأنيث، غير مفصول عن فعله. والآية لم يتحقق فيها أيّ منهما، فالفاعل لم يتقدّم على فعله، ثمّ إنه - وإن تأخّر عن الفعل وكان حقيقي التأنيث - قد فصل بينهما فاصل هو كاف الضمير في [جاءك]. وعلى ذلك جاز التذكير والتأنيث. ولولم يكن الكلام قرآناً، لجاز أن يقال أيضاً: [إذا جاءتك المؤمنات].

· قال الشاعر:

إنّ امرأً غرَّهُ منكنَّ واحدةٌ بَعْدي وبعدكِ في الدنيا لَمَغْرورُ

[واحدة] (أي امرأة واحدة)، فاعلٌ حقيقي التأنيث، لكنْ فُصِل بينه وبين فعله بهاء الضمير، فضلاً على الجارّ والمجرور: [منكنّ]، فكانت المطابقة غير واجبة، وجاز التأنيث والتذكير. ولولا أن ينكسر الوزن لجاز أن يقول الشاعر أيضاً: [غرته منكن واحدة].

· ]آمنتْ به بنو إسرائيل[ (يونس 10/90)

من المقرّر أنّ الفعل يُذكَّر وجوباً في حالة واحدة فقط. هي أن يكون الفاعل مذكراً، مفرداً كان أو مثنى، أو جمع مذكر سالماً - تحديداً دون غيره من الجموع - ولما كان الفاعل في الآية وهو: [بنو] ملحقاً بالمذكر السالم، وليس مذكراً سالماً، انتفى وجوب التذكير، وجاز الوجهان: التذكير والتأنيث. ولو لم يكن الكلام قرآناً، لجاز أن يقال أيضاً: [آمن به بنو إسرائيل].

· قال النابغة الذبياني (الديوان /82):

قالت بنو عامرٍ: خالُوا بني أسدٍ يا بؤسَ لِلجَهلِ ضرّاراً لأقوامِ

(خالوا بني أسدٍ: أي اقطعوا حلفهم).

تقدّم في الآية آنفاً: أنّ الفعل يُذكَّر وجوباً في حالة واحدة فقط. هي أن يكون الفاعل مذكراً، مفرداً كان أو مثنى، أو جمع مذكر سالماً - تحديداً دون غيره من الجموع - ولما كان الفاعل في البيت، وهو: [بنو]، ملحقاً بالمذكر السالم، وليس مذكراً سالماً، انتفى وجوب التذكير، وجاز الوجهان: التذكير والتأنيث. وعلى ذلك جاز في البيت، [قالت بنو عامر]، ويجوز للشاعر - لو أراد - أن يقول: [قال بنو عامر].

· قال عَبْدَة بن الطبيب:

فبكى بناتي شجوهنّ وزوجتي والظاعنون إليَّ ثمّ تصدّعوا

لا مطابقة في البيت، بين الفعل وفاعله، فالفعل: [بكى] مذكر، وفاعله: [بناتي] مؤنث.

ولقد جاز ذلك، لأن المطابقة إنما تجب في حالتين إحداهما: أن يكون الفاعل حقيقي التأنيث، غير مفصول عن فعله، مفرداً كان أو مثنى أو جمع مؤنث سالماً.

ولما كان الفاعل: [بناتي] ليس جمع مؤنث سالماً انتفى وجوب التأنيث وجاز الوجهان: التأنيث والتذكير. ولو قال الشاعر: [بكت بناتي] لجاز ذلك.

· ]كذّبتْ قومُ نوحٍ المرسلين[ (الشعراء 26/105)

لا مطابقة في الآية، فالفعل مؤنث: [كذبت]، والفاعل مذكر: [قوم]. وقد جاز ذلك لأن وجوب التذكير لم يتحقق شرطه، وهو: أن يكون الفاعل مذكراً، مفرداً كان أو مثنى أو جمع مذكر سالماً - تحديداً دون غيره من الجموع - ولما كان الفاعل: [قوم] ليس جمع مذكر سالماً - وإنْ دلّ على كثير - انتفى وجوب التذكير، وجاز الوجهان: التأنيث والتذكير. ومنه أنْ جاء التذكير في قوله تعالى: ]وكَذّب به قومُك وهو الحقّ[ (الأنعام 6/66)

· ]إذ قالت امرأة عمران[ (آل عمران 3/35)

الفعل في الآية مؤنث: [قالت]، وفاعله أيضاً مؤنثٌ: [امرأة]، فالمطابقة إذاً متحققة، وهي مطابقة واجبة قولاً واحداً. وذلك أنّ الفاعل متى كان اسماً حقيقي التأنيث غير مفصول عن فعله، كان تأنيث فعله واجباً. ولقد تحقق ذلك في الآية: فـ [امرأة] فاعل حقيقي التأنيث، لا يفصله فاصل عن فعله: [قالت]، ومن هنا كانت المطابقة واجبة.



* * *
السيد عبد الرازق غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 10-01-2009, 04:32 AM   #10
السيد عبد الرازق
عضو مميز
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2004
الإقامة: القاهرة -- مصر
المشاركات: 3,296
إفتراضي

الفعل الأجوف



الفعل الأجوف: ما كان حرفه الثاني حرف علّة (واواً أو ياءً). وهو صنفان:

الأول: ما ينقلب بالإعلال ألفاً، وهو كثير، كنحو [قال - صام - باع - ذاع]، فهذه في الأصل: [قوم - صوم - بيع - ذيع]...

والثاني: ما لا ينقلب، فيبقى على حاله كنحو: [عَوِر - غَيِد]، وهو قليل، محدودةٌ أفعاله.

هذا، على أنّ ما يعتري الفعل الأجوف من إعلال وتصحيح في حالاته الثلاث (ماضياً ومضارعاً وأمراً)، متّصلاً بالضمائر، أو غيرَ متصل بها، تجده - سيراً مع منهج البحث العلمي - في موضعه من بحث [الإعلال].



* * *
السيد عبد الرازق غير متصل   الرد مع إقتباس
المشاركة في الموضوع


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 3 (0 عضو و 3 ضيف)
 

قوانين المشاركة
You may not post new threads
You may not post replies
You may not post attachments
You may not edit your posts

BB code is متاح
كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

Powered by vBulletin Version 3.7.3
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
 
  . : AL TAMAYOZ : .