العودة   حوار الخيمة العربية > القسم الثقافي > صالون الخيمة الثقافي

« آخـــر الـــمـــشـــاركــــات »
         :: نظرات في رِسَالَةٌ فِي الصُّوفِيَّةِ وَالْفُقَرَاءِ (آخر رد :رضا البطاوى)       :: ابونا عميد عباد الرحمن (آخر رد :عبداللطيف أحمد فؤاد)       :: قراءة في مقال مخاطر من الفضاء قد تودي بالحضارة إلى الفناء (آخر رد :رضا البطاوى)       :: نظرات في كتاب من أحسن الحديث خطبة إبليس في النار (آخر رد :رضا البطاوى)       :: نظرات فى بحث وعي النبات (آخر رد :رضا البطاوى)       :: نظرات في بحث أهل الحديث (آخر رد :رضا البطاوى)       :: قراءة في كتاب إنسانيّة محمد(ص) (آخر رد :رضا البطاوى)       :: الى هيئة الامم المتحدة للمرأة,اعتداء بالضرب على ماجدات العراق في البصرة (آخر رد :اقبـال)       :: المهندس ابراهيم فؤاد عبداللطيف (آخر رد :عبداللطيف أحمد فؤاد)       :: نظرات في مقال احترس من ذلك الصوت الغامض (آخر رد :رضا البطاوى)      

المشاركة في الموضوع
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
غير مقروءة 30-10-2009, 10:50 PM   #1
هشام مصطفى
شاعر الروائع
 
تاريخ التّسجيل: Oct 2007
المشاركات: 96
إفتراضي كُنْ في غدي

كُنْ في غدي
كُنْ في غدي
فغدي بِغَيْرِكَ لا يكونْ
أنْتَ الّذي ...
رَسَمَتْ مَلامِحَهُ
معاني الحُبِّ في قَلْبي
فأيْنَعَ زَهْرُهُ
شوقا إلى الْقَلْبِ الْحَنونْ
ها أنْتَ تسري في وريدِ الحَرْفِ
حيْنَ يُسافِرُ الْفِكْرُ الْمُبَعْثَرُ أوْ
تُعانِقُهُ الظُّنونْ
لِتُلَمْلِمَ الإنْسانَ فيَّ
وتَسْتَعيدَ شِتاتَهُ
مِنْ غِيِّ ساعاتِ الشِّجونْ
فاسْكُنْ بُصَيْلاتِ الْقّصيدةِ
وامْنَحِ السَّطْرَ الْجُنونْ
===
كُنْ في غَدي
فالْأمْسُ ضاعَ ولَمْ يَعُدْ
إلا خواءْ
ولَرُبُّما يأتي الشِّتاءْ
حيْثُ الْفراغُ يُراوِدُ الزَّمَنَ الرَّديء
لِكيْ يَشي
بِأصابِعِ الْحِرْمانِ تَعْبَثُ بالقَصيدِةِ كيْ
تُساقطَ مِنْ جِناها ما
يُسامِرُهُ الْبُكاءْ
فاحْضُنْ حروفي كيْ
تُعيدَ إلى خَرَائطِ وَجْهِنا
كلَّ الَّذي ...
قَدْ أتْقَنَتْ في مَحْوِهِ
كَفُّ الْمَساءْ
تِلْكَ الظِّلالُ على جُفوني قَدْ حَكَتْ
شوقي إلى
مَرْسى شواطِئِكَ الّتي
حَضَنَتْ نَوارِسَ حُبِّنا
ورَسَتْ علْيَها أَحْروفي
وَلْهى إلى
مَعْنى تلعثم مَرَّةً
بِشفاهِنا
حينَ ارْتَمتْ كَفِّي بِكّفِّكَ تَشْتهي
دِفْءَ الِّلقاءْ
===
كُنْ في غَدي
فالْيَوْمُ يَرْقُبُ أَمْسَهُ
خَوْفا
وَيِنْظُرُ للْغَدِ الْآتي
بعَيْنِ مِلْؤها
حُبُّ الْحياةْ
مُدَّ الْيّديْنِ وَعانِقِ الْجُرْحَ الْمُمَدَّدَ
في دمي
وَدَعِ الضِّياء يُهَدْهِدَ الْحُلْمَ الْمُغَيَّبَ
في ظَلامِ النَّفْسِ حتَّى تَرْتَوي
عَيْناهُ مِنْ مَجْرى سناهْ
لا تَجْعَلِ الْخَوْفَ الَّلعينَ
يُطَوِّقُ الْحَرْفَ الْجَميلَ
على الشِّفاهْ
فلَقَدْ تَوضَّأتِ الْقَصيدِةُ
رَغْبَةً ...
مِنْ طُهْرِ عَيْنَيْكَ الَّتي
دفعتْ حروفي للصلاةْ
شعر / هشام مصطفى
هشام مصطفى غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 31-10-2009, 02:29 AM   #2
المراسل
" الراصــــــــــــــــد "
 
الصورة الرمزية لـ المراسل
 
تاريخ التّسجيل: Nov 2006
المشاركات: 3,102
إرسال رسالة عبر MSN إلى المراسل
إفتراضي

أهنئك ايها الشاعرالفاضل مصطفى

على ما اوحيته من كلمات متناسقة الفكر والتعبير الراسخ

أهنئك اخي الكريم ولا حرمنا منك المزيد ..

ابدعت بقلمك الراقي ونتمنى منك دوام الابداع والتألق بالخيام
__________________
🥲
المراسل غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 31-10-2009, 02:51 PM   #3
sunset
عضو مشارك
 
الصورة الرمزية لـ sunset
 
تاريخ التّسجيل: Feb 2002
المشاركات: 480
إرسال رسالة عبر ICQ إلى sunset إرسال رسالة عبر MSN إلى sunset إرسال رسالة عبر بريد الياهو إلى sunset
Post قالت لى تسألني

قالت لي تسألني .. وهي ترجوا لحديثنا بُعد المسار ..

لماذا تحبني يا طائر الليل؟!

ولماذا أنا بالذات من بين كل البنات ؟!

فأجبتها عبر الهاتف مبتسماً .. أنه قدري وهل لي بمخالفة الأقدار

فأنا ما اخترت حبكِ .. وهل لمحب في الهوى أن يختار !

فلتسألي قلبي هذا السؤال .. فهو الذي أحبك قبلي

وأختاركِ عني .. وهو مفتونٌ بحبكِ لا يزال ..



فقالت برقة وصوتها الجميل يهمس بالسؤال .. لماذا يا قلبه ؟!

لماذا أحببتني أنا ! واخترتني أنا رغم بساطة الجمال !

فأجبتها بصوت قلبي ..

بل أنتِ عندي أغلى من الجمال ..

فمنكِ تعلمت الحب وغدوت في دنيا الهوى أعشق الترحال

وفي عينيكِ لمست الحنان ..

وعرفت الشوق في بعدك مع لوعة الحرمان



فهويت الشعر وصغته من أجلكِ منظوماً في ديوان

لأكشف عن حبي وحنيني إليكِ ..

حتى لا يبقى للأبد محفوراً في ذاكرة النسيان

فأنا قبلكِ لم أحب .. وبعدكِ لن أحب .. ما طال الزمان

فقد أصبحتِ شمساً تسطع في أركاني ..

تمنحني دفئها .. وتشاركني بقربها روعة أشجاني

أنتِ عندي جنة يطيب فيها الخلود ..

في سحرها أغدو أعانق الوجود

بل أنتِ أكثر من هذا بكثير .. لكن في وصفكِ يعجز اللسان

وأفقد القدرة على التعبير ..



فردت بهدوء .. بعدما طال السكوت هذا يكفي يا طائر الليل..

لنى حان الاذان ارجو الاتصال بعد ثوان وبعد..

ثوان عاد الاتصال فقالت اسمع يا طائر..

فالان رأيت بقلبك مكاني ..

قرأت في عينيك عنواني .. وعرفت الجواب

بعد أن طرقت ألف باب وباب ..

لأكشف سر حبك العذري .. فأمر حبيبي أمرك اليوم مجاب

فداك عمري .. وكيف لا وأنت عمري

وكل الأهل والأحباب .. فلن أنساك يا طهري رغم الصعاب

فى البيتى وانتا تعلم زالك..

وسيبقى نبضك يجري في صدري

حتى يفتك الشوق بي ويسلمني إلى قبري

بعدها لن تبقى لك سوى الذكرى .. ذكرى حبيب

توارى حبه تحت التراب ..



فاستوقفتها .. ما هذا الكلام !

ولم التشاؤم والعويل .. والقلب يشدو بالؤام

فلم تهدمي العش الجميل .. قبل أن يبنى ويسكنه الغرام

أدري أن بعد المحب غربة ..

اه والله يا حبيبتي... يومه القاسي كعام ..

ولكن فلنصبر .. فالحب سينتصر مع الأيام

ويصبح الحلم حقيقة .. فلا تحزني

فحزنكِ يفقد الكون بريقه .. ويجعله ظلام

فافرحي ودعي الأحزان في صدري تنام

فدمع العين لم يرخص حتى نريقه

واحلمي بغدً مشرق بسام ..

يأتي علينا بفرحة .. فيها تحقق الأحلام
__________________

sunset غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 31-10-2009, 05:05 PM   #4
ريّا
عضوة شرف
 
الصورة الرمزية لـ ريّا
 
تاريخ التّسجيل: Nov 2008
الإقامة: amman
المشاركات: 4,238
إفتراضي

كُنْ في غَدي
فالْيَوْمُ يَرْقُبُ أَمْسَهُ
خَوْفا
وَيِنْظُرُ للْغَدِ الْآتي
بعَيْنِ مِلْؤها
حُبُّ الْحياةْ
مُدَّ الْيّديْنِ وَعانِقِ الْجُرْحَ الْمُمَدَّدَ
في دمي

هشام مصطفى

قرأت لك الكثير لكن هذه بالفعل أروع ما قرأت

نبض رائع ومعاني جميلة

لا عدمناك

ريا
__________________
ريّا غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 01-11-2009, 09:23 PM   #5
هشام مصطفى
شاعر الروائع
 
تاريخ التّسجيل: Oct 2007
المشاركات: 96
إفتراضي

إقتباس:
المشاركة الأصلية بواسطة المراسل مشاهدة مشاركة
أهنئك ايها الشاعرالفاضل مصطفى


على ما اوحيته من كلمات متناسقة الفكر والتعبير الراسخ

أهنئك اخي الكريم ولا حرمنا منك المزيد ..


ابدعت بقلمك الراقي ونتمنى منك دوام الابداع والتألق بالخيام
أخي الجميل / المراسل
هطولك يجعل للحرف معنى آخر ويزيده انتشاءً
أشكر لك تقديرك وإبحار في النص
مودتي
هشام مصطفى غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 09-10-2010, 05:19 PM   #6
المشرقي الإسلامي
أحمد محمد راشد
 
الصورة الرمزية لـ المشرقي الإسلامي
 
تاريخ التّسجيل: Nov 2003
الإقامة: مصر
المشاركات: 3,832
إفتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم

في خضم هذه أحداث هذه الحياة وأتونها المشتعل على الدوام
يحتاج الفرسان إلى ساعات يستروحون فيها بعد معارك دامية
في سبيل الحرية الحق العدل الجمال ، ومن هنا فإن هذه النزعة
نحو الرومانسية والتمتع بمباهج الحياة وجمالياتها تعد ذات طابع خاص
بعد أن يكون القارئ قد تعود على سلسلة من القصائد تضرب بجذورها
في عمق معاناة الإنسان ،فلا يجد إلا أن يقول للمبدع : أيها الفرس لك
الحق أن تصهل قليلاً أمام غروب الشمس ، وأن تستمتع بربت المحبوبة
على ظهرك ، ذلك الذي لطالما حمل صهوة الشمس ولما يرها..

روعة الرومانسية تتبدى في التعبير كن في غدي ليكون الغد هو ذلك
الليل الباحث عن نجمه ، والبحر السائل عن زورقه ، والبستان المشتاق
إلى ورده .. كأننا أمام رقصة التانجو التي لا تؤدى إلا باثنين معًا ،وقد وجد
الشاعر نفسه وحيدًا ليس معه من يراقصه هذه الرقصة فاستدعاه كن في غدي ويأتي
السطر التالي له (فغدي بغيرك لا يكون ) ليعبر عن هذه الثنائية التي لا تنفصم كما
روح وجسد ونفس ونَفَس ، وقافية النون الساكنة المسبوقة بحرف الواو أشعرت القارئ
بالاستقرار والسكون بل ، وطول الشوق المنبعث من حرف المد الواو الذي هو أقرب
الحروف إلى شكل القُبلة.
كُنْ في غدي
فغدي بِغَيْرِكَ لا يكونْ

ويبدأ استخدام الضمير المنفصل أنت ليفيد به حالة من التخصيص والضمير
خبره محذوف تقديره (فقط ) أي أنت فقط الذي ...،وهذا أدعى للشعور بهذه
المكان الفريدة التي يحتلها المعشوق في داخل عاشقه، وعلى الرغم من أن التعبير
لم يكن فيه إضافة جديدة ويعد مستخدمًا من قبل إلا أنه في ذاته أدى إلى استدعاء
شاعرية الحال والموقف ، وهذا أمر ضروري للقارئ أن يستوعبه ، وهو أن الشاعر
ليس ملزمًا بأن يستنفد جميع ما في الأرض من صور ومجاز ، بل إن الحالة قد تكون
على درجة من البساطة واليُسر بما لا يحتاج إلى إثقالها بالصور ،وليس أدل على ذلك
من قصيدة (خدعوها بقولهم حسناء ) لأحمد شوقي رحمه الله .إذًا يُحسب للشاعر هذا
القدر من التوازن في استخدام أدواته الشعرية وفقًا للمناطق والمراحل الشعورية
التي تمر بها القصيدة.
أنْتَ الّذي ...
رَسَمَتْ مَلامِحَهُ
معاني الحُبِّ في قَلْبي
فأيْنَعَ زَهْرُهُ
شوقا إلى الْقَلْبِ الْحَنونْ

ينتقل الشاعر بنا بعد ذلك إلى منطقة أخرى كأنه حامل العدسة فوق كتفه
ويراقب حركة الحبيبة رقابة مجهرية ، ليرصد حركتها في أدق تفاصيلها
لتكون سارية في وريد الحرف ، وما أجمله من تعبير تشكيلي يعبر عن هذه
النزعة العبقرية التي يتكئ الشاعر عليها بشكل أساسي في قصائده وليته يشرح
بنا بعضًا من ارتباط الصورة الشعرية بالتشكيلي على وجه الخصوص..
ما أجملها من تعبيراتا "لسريان في وريد الحرف "إذ تكون المحبوبة هذه الدماء
التي تغذي جسمه؟ كلا تغذي حرفه ، تلك الحروف التي ارتبط الشاعر بها
حتى صارت كأنها جسم حقيقي يشاهد هو حركتها في داخله كريّة من كريات الدم.
ولا تتوازى حركة المحبوبة مع حركة الفكر الذي يسافر أو تعانقه الظنون (ولا داعي
لإعادة وتكرار شرح جماليات الصور على هذه الشاكلة)بل تسير في اتجاه عكسي
يمكن تشبيهه بقوات الإنقاذ التي لا تأتي إلا في حالة اقتراب وقوع المشكلة ، كذلك
المحبوبة تأتي منقذة للحبيب في وقت أن ييأس أو يواشك اليأس الدخول إليه ،لاسيما
إذا كان الشجن هوذلك الفتاك الذي ينتظره. آه ما أتعب حياة الشعراء ، شجن في أحسن الأحوال ؟ولا نجد بعد ذلك إلا ختامًا رائعًا يعبر عما يمكن تشبيهه بحركة الأفراد
داخل القصيدة ، إذ تستمر حالة البُعد التي تؤرق الشاعر وكأنها تيار مضطرب
حتى يناديها اسكن بصيلات القصيدة ، وامنح السطر الجنون .تشعر أن الشاعر
ما زال مبحرًا يبحث عن في زورق قصيدته الحائرة عن بوصلة لتكون هي
هذه المحبوبة ، وما أروعه من تعبير إذ تصير القصيدة زورقًا بل وتكون المحبوبة
بوصلة تهديها ببساطة لأن المبدع هو في واقع الأمر قصيدة بشرية تمشي على الأرض!
وتتلاقى حركتان عكسيتان ، يضفي عليهما الشاعر نكهته الخاصة :
السكون والجنون ، إن معاني السكون والجنون يفلسفها الشاعر فلسفة تحيل إلى
دلالة معاكسة ، ليكون السكون هو فوضى دائمة رتيبة ، بينما يكون الجنون هو ذلك
الخروج عن مألوف هذه الحياة مما يجعلها مطلبًا لكل ذي لب يعرف معنى الحياة ..حقًا .

ها أنْتَ تسري في وريدِ الحَرْفِ
حيْنَ يُسافِرُ الْفِكْرُ الْمُبَعْثَرُ أوْ
تُعانِقُهُ الظُّنونْ
لِتُلَمْلِمَ الإنْسانَ فيَّ
وتَسْتَعيدَ شِتاتَهُ
مِنْ غِيِّ ساعاتِ الشِّجونْ
فاسْكُنْ بُصَيْلاتِ الْقّصيدةِ
وامْنَحِ السَّطْرَ الْجُنونْ
__________________
هذا هو رأيي الشخصي المتواضع وسبحان من تفرد بالكمال

***
تهانينا للأحرار أحفاد المختار




المشرقي الإسلامي غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 09-10-2010, 05:22 PM   #7
المشرقي الإسلامي
أحمد محمد راشد
 
الصورة الرمزية لـ المشرقي الإسلامي
 
تاريخ التّسجيل: Nov 2003
الإقامة: مصر
المشاركات: 3,832
إفتراضي

كُنْ في غَدي
فالْأمْسُ ضاعَ ولَمْ يَعُدْ
إلا خواءْ
ولَرُبُّما يأتي الشِّتاءْ
حيْثُ الْفراغُ يُراوِدُ الزَّمَنَ الرَّديء
لِكيْ يَشي
بِأصابِعِ الْحِرْمانِ تَعْبَثُ بالقَصيدِةِ كيْ
تُساقطَ مِنْ جِناها ما
يُسامِرُهُ الْبُكاءْ
فقط اعتراضي على الزمن الردئ لأن هذا محظور شرعي وكما ورد
في الحديث الشريف (لا تسبوا الدهر )
ما أعظم الصور المتتالية على المخيلة ! مراودة الفراغ للزمن الصعب
حيث يتواطؤ كل شيء ضد الشاعر ويتخذ صفة من صفات الإنسان
أقصد صفة من ذميم صفات الإنسان الذي طغى على هذه الأشياء حتى
كادت تلبس ثيابه ، وتكتسب هذه التعبيرات المركبة الخيال المعقدة الصياغة
البارعة الحسن قوة في إيصال الصورة إلى الذهن حيث نخلة الحرمان
تسقط ما يسامره البكاء، من هذا الذي يسامره البكاء هل هو الشاعر
أم الفكر ؟ أم شتى أحداث الحياة ؟ إن المراودة من ناحية ثم المسامرة
من ناحية أخرى تدل على حالة من (المفاعلة) والتي تعطي الانطباع
بحركات مجتمعة (ربما على غير قصد) في عكس اتجاه حلم الشاعر
وأمانيه بما يجعله يتسدعي المحبوبة (كن في غدي)وفي المقطوعة الآولى
كان الوجود المتمنى (وقائيًا ) لكنه أضحى بعدها (علاجيًا)
فاحْضُنْ حروفي كيْ
تُعيدَ إلى خَرَائطِ وَجْهِنا
كلَّ الَّذي ...
قَدْ أتْقَنَتْ في مَحْوِهِ
كَفُّ الْمَساءْ
هل الحروف هنا كناية عن الأنامل التي تكتبها ؟غالبًا لأن حالة الشاعر
تستدعي ذلك وبشدة وإلا فمن أين تأتي كينونتها المفتقدة التي بسببها ينادي
كن في غدي ، ذلك الغد المتسع لمعاني الحلم والحب واللحظات العصيبة..
طالما أن الغد مجهول ، فلا أقل من لحظة تتعانق فيها الأيادي لتعيد البسمة
التي قد أتقنت في محوها كف المساء . وتعود تعبيرات قوية مثل كف المساء
خرائط وجهنا لتعطي الصورة التشكيلية حضورها في مشهد يتضاءل فيه المحبوبان
وتبقى صورة الوجوم هي الأبرز في المشهد، وتالله في تعبير خرائط وجهنا ما
يمكن أن نجد فيه أيضًا تعانقًا بين التشكيل والنحت ، وكل فن يعمّق من دلالة الشعور
اعتمادًا على الصورة والتوحد يبنهما يظهر في (وجهنا) فكأنه وجه واحد لاشتراكهما
في الفرح والترح وليسا وجهين منفصلين ، ومن هنا يكون من الضروري للقارئ
الابتعاد عن العلاقة التقليدية بين اللغة والنحو من جهة وبين المشبه والمشبه به من
جهة أخرى ليتجاوز ذلك إلى أفق أشد اتساعًا حيث يجد ما قاله الشاعر محمد العلواني
لغة بيننا لا أفهمها..غير أني بسواها لم أقل !
وبعد ذلك تستمر رحلة التدوير في بحر الكامل حتى نكاد نجد الشاعر في غمرة
اندفاعه ولما يلاحق توالي الحروف والأفكار ولما يلتقط أنفاسه فجأة يقف عن لفظة
اللقاء أو دفاء اللقاء ، جاءت لفظة في مكانها المناسب إذ كانت ختام المشهد المتحرك
بشدة والذي كان له ما يبرره ؛ فهو من ناحية الشعور حالة متلاحقة وثورة عارمة
ونداء صارخ ، صارخ لماذا ، وقد بدأ هادئًا ؟ صارخ ببساطة لأن الأمس ضاع ولم
يعد إلا الخواء ، ومن ناحية أخرى توالي حركات الصور كالنوارس وسرعة طيرانها
باعث على هذا التواصل في الحكي .
وهي صورة إن كانت هادئة الظاهر إلا أنها منبعثة من توتر مكبوت . ونصيب القارئ موفور
من هذه الصور الجميلة الشاعرية ،الحروف زوراق ترسو ،و المشاعر هي نوارس تحلق
والكفان تلتقيان كطائرين يتعانقان ، وأخيرًا هذا المعنى المتلعثم بالشفاه تلك الكلمة التي لا يكون
لها قيمة إلا إذا خرجت من داخل القلب ، إنه الشوق إلى المعنى وليس إلى الكلمة ، لأن الغواصين
يبحثون عن الجواهر لا الطحالب ، لذلك كان تعبير (معنى تلعثم مرة) معبرًا بشدة عن هذا الحب
الذي عجز الطرفان عن البوح به ،لأنهما -ببساطة- يبحثان عما وراء الكلمة وليس الكلمة .وكذلك سيطرة حروف المد على نهاية القصيدة كالنون الساكنة المسبوقة بالواو ، والهمزة المسبوقة بالألف تعبران عن امتداد الحالة النفسية وتطاولها

تِلْكَ الظِّلالُ على جُفوني قَدْ حَكَتْ
شوقي إلى
مَرْسى شواطِئِكَ الّتي
حَضَنَتْ نَوارِسَ حُبِّنا
ورَسَتْ علْيَها أَحْرفي
وَلْهى إلى
مَعْنى تلعثم مَرَّةً
بِشفاهِنا
حينَ ارْتَمتْ كَفِّي بِكّفِّكَ تَشْتهي
دِفْءَ الِّلقاءْ
__________________
هذا هو رأيي الشخصي المتواضع وسبحان من تفرد بالكمال

***
تهانينا للأحرار أحفاد المختار




المشرقي الإسلامي غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 09-10-2010, 05:26 PM   #8
المشرقي الإسلامي
أحمد محمد راشد
 
الصورة الرمزية لـ المشرقي الإسلامي
 
تاريخ التّسجيل: Nov 2003
الإقامة: مصر
المشاركات: 3,832
إفتراضي

يستمر النداء للمرة الثالثة كن في غدي ولكن هذه المرة الموقف تغير ،والعلاج
-فيما يبدو- قد حقق الشفاء وأطلت الفرحة ،ليطلب راقص التانجو المحبة لتشاركه
رقصة الفرحة، لا لمجرد أن تكمل معه النصف الثاني من الدائرة.هنا كان رائعًا
تعدد حالات النداء كن في غدي ، فتارة للفرحة وتارة للخوف وتارة للترقب ويمكن
للقارئ أن يلاحظ أثر هذا الكلام في المحبوبة من خلال الانتقالة الأخيرة في (كن
في غدي ) والموحية بأن ثمة ما طرأ وجد ليصنع هذه الفرحة بداخله وإن كنت أرى
وهذا اليوم هو الشاعر نفسه فيما بعد ، فهو الذي يرقب الأمس وينظر للغد الآتي
بعين ملؤها حب الحياة ، وإن كنت مستغربًا التعبير(يرقب أمسه) هل هو ينظر إليه خوف
أن تنسحب أحزانه على الأيام التالية ، وبصراحة يقولها الشاعر مد اليدين ، بعد أن تدرج
في المقطع السابق ، (احضن حروفي، ثم ارتمى كفي بكفك ) والكف جزء من اليد حتى
تأتي النهاية مد اليدين صريحة لمعانقة الجرح الممدد في دمه وهل يكون ذلك إسقاطًا على
الشاعر نفسه بأنه استحال قطعة من الجراح ؟ربما ، وتطل الصورة الجميلة من خلال
الضياء الذي يهدد الحلم المغيب في ظلام النفس ،لترتوي عينا الحلم من هذا السنا .
وما أجمل تعبير مجرى سناه ، حيث يكون الضوء كنهر متدفق بقوة يجرف الأحزان
ويتخذ طريقه سريعًا إلى عيني الحلم . رائع هذا التجسيد والذي يكون الحلم فيه إنسانًا
ذا عينين تبحثان عن طريق نهر الضياء .وتأتي النهاية أخيرًا عبقرية حينما تتوضأ القصيدة
وهي الفكرة ،الحلم ، الأمنية ويعاد انبعاثها مرة أخرى متطهرة من أدران الخوف الكئيب
لتستعد إلى الصلاة وهي انطلاقها إلى عالم الفرحة والبهجة ، والأمل ، تكامل البيئة التشبيهية
كان فاعلاً وأتى ختامًا قويًا بالصلاة ، ليكون ختام القصيدة على هذه الدرجة من الانسجام كما
تكون حركة الاستعداد وما حولها من مؤثرات صورية خبيئة في ذهن القارئ هي المشهد الأخير
الذي انتهت به القصيدة . فقط أحب الإشارة إلى أن الصلاة هي علاقة بين العبد وربه ،ومهما
بلغت الحياة من الطهر والسمو إلا أن ذلك لا يجعلنا بأي حال من الأحوال محقين حينما نشبهها
بالصلاة ؛لأن ذلك انتقاص من قدرها ، بل وفيه نوع من عدم تعظيم الله سبحانه كما يجب بحيث
تصير الشعائر المؤداة إليه مادة تنسحب -ولو على سبيل المجاز- إلى غيره،وتعدد الآلهات المصلى لها.
أحسنت أخي العزيز ودام قلمك الرائع ، وأرجو فقط الانتباه إلى مثل هذه الجوانب المتعلقة بمقدساتنا
نحن المسلمين ، هداك الله ورعاك وسدد على الدرب خطاك وجمعنا على الخير وإياك .
دمت مبدعًا وفقك الله .

كُنْ في غَدي
فالْيَوْمُ يَرْقُبُ أَمْسَهُ
خَوْفا
وَيِنْظُرُ للْغَدِ الْآتي
بعَيْنِ مِلْؤها
حُبُّ الْحياةْ
مُدَّ الْيّديْنِ وَعانِقِ الْجُرْحَ الْمُمَدَّدَ
في دمي
وَدَعِ الضِّياء يُهَدْهِدَ الْحُلْمَ الْمُغَيَّبَ
في ظَلامِ النَّفْسِ حتَّى تَرْتَوي
عَيْناهُ مِنْ مَجْرى سناهْ
لا تَجْعَلِ الْخَوْفَ الَّلعينَ
يُطَوِّقُ الْحَرْفَ الْجَميلَ
على الشِّفاهْ
فلَقَدْ تَوضَّأتِ الْقَصيدِةُ
رَغْبَةً ...
مِنْ طُهْرِ عَيْنَيْكَ الَّتي
دفعتْ حروفي للصلاةْ
__________________
هذا هو رأيي الشخصي المتواضع وسبحان من تفرد بالكمال

***
تهانينا للأحرار أحفاد المختار




المشرقي الإسلامي غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 29-10-2010, 08:16 PM   #9
هشام مصطفى
شاعر الروائع
 
تاريخ التّسجيل: Oct 2007
المشاركات: 96
إفتراضي

أخي الجميل والناقد الفذ / المشرقي
أهديك أجل تحاياتي وتقديري لهذا المجهود الرائع لحرفي المتواضع
تقف أحرفي حيرى في ثنائك وامتنانها لهذا الجهد وذلك الوعي بالحروف مع فقرها أمام غناء فكرك
أهديك أخي نصا أرجو أن يجد عندك ما يضاهي فكرك الثاقب
( أغنيات لعيون بهية )
مودتي
هشام مصطفى غير متصل   الرد مع إقتباس
المشاركة في الموضوع


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع
بحث في هذا الموضوع:

بحث متقدم
طريقة العرض

قوانين المشاركة
You may not post new threads
You may not post replies
You may not post attachments
You may not edit your posts

BB code is متاح
كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

Powered by vBulletin Version 3.7.3
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
 
  . : AL TAMAYOZ : .