نقد كتاب التصوير أنواعه وحكمه
نقد كتاب التصوير أنواعه وحكمه
المؤلف عبد الله بن عبد الحميد الأثري وهو يدور حول أحكام ما سموه التصوير وقد استهل الأثرى مقدمته بذكر انتشار بلوى التصوير بين المسلمين فقال :
"ومن الأمور التي عمت بها البلوى - في هذا الزمان - مسألة «التصوير» التي كان الداعي لها في أكثر الأحوال مشابهة الكافرين، ووقعوا في المحظور الذي نهاهم نبيهم (ص) عنه، ومن شدة انبهارهم بالكفار أصبحوا لا يسألون عن حكم الشرع في مثل هذه المسائل؛ بل يعتبر البعض أن السؤال عن هذه الأمور من باب إقحام الدين في أمور لا تعنيه من قريب ولا من بعيد، ويقولون: ما للدين والتصوير، والمسرح، والفن، والغناء، والتدخين، و ... و .... الخ؟!!
وهذا كله دال على الجهل التام بأمر الدين، والانهزام النفسي أمام حضارة الغرب، وسبب التخلف الذي يعيشه المسلمون اليوم - سواء ما كان اجتماعيا أو سياسيا أو عسكريا أو اقتصاديا - هو غياب مفاهيم الإسلام الصحيح عن طوائف من المسلمين، وفساد عقائدهم وعباداتهم، وانحراف تصوراتهم.
ومن هذا المنطلق أوجه هذه الرسالة إلى إخواننا المسلمين في بيان حكم «التصوير والصورة» في الإسلام، ومن الله التوفيق."
وأول ما تحدث عنه هو تعريف التصوير فقال :
"تعريف الصورة:
هي الشكل الخارجي للأجسام، بنقشه على لوح أو حائط؛ بالقلم أو بآلة التصوير.
تعريف التصوير: «المصور هو الله تعالى؛ الذي صور جميع الموجودات ورتبها، فأعطى كل شيء منها صورة وهيئة مفردة يتميز بها على اختلافها وكثرتها. والصورة تعني الوجه، ويقال: تصورت الشيء، أي: توهمت صورته؛ فتصور لي. والتصاوير: التماثيل» [لسان العرب]."
وثنى بذمر آيات التصوير في كتاب الله فقال :
" تبارك وتعالى هو المصور
قال الله تبارك وتعالى في كتابه العزيز:
{هو الله الخالق البارئ المصور له الأسماء الحسنى يسبح له ما في السماوات والأرض وهو العزيز الحكيم}
وقال تعالى: {هو الذي يصوركم في الأرحام كيف يشاء لا إله إلا هو العزيز الحكيم}
وقال تعالى: {الله الذي جعل لكم الأرض قرارا والسماء بناء وصوركم فأحسن صوركم ورزقكم من الطيبات ذلكم الله ربكم فتبارك الله رب العالمين}
وقال تعالى: {يا أيها الإنسان ما غرك بربك الكريم * الذي خلقك فسواك فعدلك * في أي صورة ما شاء ركبك}
وقال تعالى: {ولقد خلقناكم ثم صورناكم ثم قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا إلا إبليس لم يكن من الساجدين}
أي: إن الله تعالى هو الذي صور آدم حيث خلقه بيده؛ ثم أكرمه بأن أمر الملائكة بالسجود له، ثم صور ذريته في الأرحام؛ فإن الله تعالى هو خالق الخلق، ومعطي كل مخلوق صورته؛ فهو المصور حقا وصدقا."
وتعريف الصورة معارض لمعنى التصوير في كتاب الله فتعريف الصورة بكونها رسم أو نقش ليس موجودا في القرآن فالتصوير هو خلق المخلوق على هيئته المعروفة كخلق الجنين في الرحم ومن ثم لا علاقة للمعنى الشائع بمعنى التصوير القرآنى
وتحدث الأثرى عن حكم التماثيل والأصنام والصور ضاربا عرض الحائط بمعنى التصوير القرآنى فقال :
"حكم التماثيل والأصنام والصور في القرآن الكريم
وقد ذكر الله عز وجل في القرآن التماثيل والأصنام والصور بالذم، والسب، والعيب، والجهل، وضعف عقول صناعها وعابديها، وأنها عبدت من دونه تعالى. قال جل وعلا:
{واتل عليهم نبأ إبراهيم * إذ قال لأبيه وقومه ما تعبدون * قالوا نعبد أصناما فنظل لها عاكفين * قال هل يسمعونكم إذ تدعون * أو ينفعونكم أو يضرون * قالوا بل وجدنا آباءنا كذلك يفعلون * قال أفرأيتم ما كنتم تعبدون * أنتم وآباؤكم الأقدمون * فإنهم عدو لي إلا رب العالمين}
وقال تعالى: {وجاوزنا ببني إسرائيل البحر فأتوا على قوم يعكفون على أصنام لهم قالوا يا موسى اجعل لنا إلها كما لهم آلهة قال إنكم قوم تجهلون}
ومن قبلهم نوح(ص) وقد سمى الله تعالى كل ذلك رجسا من عمل الشيطان، فقال تعالى: {يا أيها الذين آمنوا إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه لعلكم تفلحون} "
مما سبق نجد أن القرآن لم يذكر كلمة صورة أو كلمات من جذرها في عمل الأصنام والتماثيل وهو ما يعنى أن لا علاقة لها بالمعنى الشائع وهو الرسم والنقش
وبعد ذلك تحدث عن الصور في الأحاديث فقال :
"وعن عائشة أن أم حبيبة وأم سلمة ذكرتا كنيسة رأينها بالحبشة فيها تصاوير؛ فذكرتا ذلك للنبي (ص) فقال: «إن أولئك إذا كان فيهم الرجل الصالح؛ فمات بنوا على قبره مسجدا، وصوروا فيه تلك الصور؛ أولئك شرار الخلق عند الله يوم القيامة» [متفق عليه].
وما زالت عبادة النصرانية إلى اليوم قائمة على الصور والصلبان، وكذلك البوذية إنما يعبدون الصور والتماثيل، وكثير من أهل النحل الضالة في أنحاء الأرض؛ تعبد هذه الأوثان - التي لم ينزل الله بها من سلطان - ويصنعون الصور والتماثيل للطغاة ثم ينصبونهم ويعبدونهم
من دون الله: كما هو الحال عند أكثر الطواغيت هذا اليوم!"
والحديث باطل يكفى لبطلانه أن المتكلم ذكر أن المبنى على القبر مسجد ومع هذا تحدث النساء عن كنيسة وليس على مسجد
والخطأ المخالف للقرآن هو أن مصورو الصور هم شرار الخلق وهو ما يناقض كون الشرار هم الكفار جميعا كما قال تعالى :
"إن شر الدواب عند الله الذين كفروا فهم لا يؤمنون"
وقال:
"إن الذين كفروا من أهل الكتاب والمشركين فى نار جهنم خالدين فيها أولئك شر البرية
وذكر باقى الروايات فقال :
"الأحاديث النبوية الواردة في شأن الصور
أولا - أشد الناس عذابا يوم القيامة المصورون:
قال النبي (ص): «إن أشد الناس عذابا عند الله يوم القيامة المصورون» [رواه البخاري]
وقال (ص): «أشد الناس عذابا عند الله يوم القيامة الذين يضاهون بخلق الله» [متفق عليه]
الخطأ هنا أن أشد الناس عذابا المصورون وهو ما يناقض أن الأحاديث متناقضة فهنا في حديث أن العالم غير العامل بعلمه كما في قولهم:
"أشد الناس عذابا يوم القيامة عالم لم ينفعه الله بعلمه"
وفى حديث أخر أنه لا عب الشطرنج وهو قوله:
"أشد الناس عذابا يوم القيامة صاحب الشاة يعنى صاحب الشطرنج"
كما يناقض أن الله يزيد الكفار كلهم عذابا فوق العذاب كما قال :
"قالت أخراهم لأولاهم ربنا هؤلاء أضلونا فأتهم عذابا ضعفا من النار قال لكل ضعف ولكن لا تعلمون"
وقال :
وقال (ص): «إن الذين يصنعون هذه الصور يعذبون يوم القيامة؛ يقال لهم: أحيوا ما خلقتم» [متفق عليه].
أن عذاب المصورين هو قول الله لهم احيوا ما خلقتم وهو ما يناقض أنه عنق من النار في الحديث التالى الذى ذكره الأثرى فقال :
وقال (ص): «كل مصور في النار؛ يجعل له بكل صورة صورها نفس؛ فتعذبه في جهنم» [رواه مسلم].
وقال (ص): «يخرج عنق من النار يوم القيامة؛ له عينان تبصران، وأذنان تسمعان، ولسان ينطق يقول: إني وكلت بثلاثة: بكل جبار عنيد، وبكل من دعا مع الله إلها آخر، وبالمصورين» [صحيح: الترمذي]."
ونقل الأثرى أقوال الفقهاء في الأحاديث فقال :
"ومن تأمل النصوص والأحاديث في هذا الموضوع تبين له عظم تحريم الصور ومدى إثمها والوعيد عليها.
قال العلماء الذين شرحوا هذه الأحاديث:
«فإن كان كافرا؛ فيلحق مع فرعون في أشد العذاب، وإن كان غير ذلك فهو عاص يعذب، وإن كان قاصدا مضاهاة خلق الله؛ فقد كفر، ويلحقه أشد العذاب».[فتح الباري، شرح النووي].
قال النووي : «صورة كل ما فيه روح حرام شديد التحريم، وهو من الكبائر».
والعلل في تحريم التصوير: مضاهاة خلق الله، ومحاولة إيجاد ما يشابه صنعة الله تبارك وتعالى، الذي اختص لنفسه هذه الصفة، والمصور ينازع الله تعالى والعياذ بالله، وكذلك الصورة وسيلة إلى تعظيم الصور والتماثيل، وجعلها آلهة وأربابا من دون الله."
|