قراءة فى كتاب أختاه تذكري حقوق زوجك
قراءة فى كتاب أختاه تذكري حقوق زوجك
الكتاب من إعداد القسم العلمي بدار ابن خزيمة وفى المقدمة تناول القسم أن الله نظم كل العلاقات ومنها العلاقة الزوجية حيث قال :
"أما بعد: فإن من عظمة الإسلام ورحمته، أن جاء ببيان شاف تنتظم فيه العلاقات الاجتماعية كلها بين بنى البشر في نظام يحفظ لكل ذي حق حقه ومن العلاقات التي أولاها الإسلام اهتماما كبيرا: العلاقة الزوجية، فإن المتأمل في مفردات هذه العلاقة يجدها نظاما محكما يبين بعدالة ووضوح حقوق الزوج على زوجته، وحقوق الزوجة على زوجها، وما بينها جميعا من حقوق مشتركة."
وقد بدأ الكتاب ببيان الحقوق المهمة وأولها حق الطاعة حيث قال:
"وفي هذه المسألة سنتطرق إلى مهمات الحقوق التي أوجبها الله جل وعلا على النساء في عشرتهن لأزواجهن:
حق الطاعة
أختي المسلمة: تذكري أن حق الزوج في الطاعة هو حق فرضه الله له، وجعله أمانه في عنقك ثبت بمجرد عقد النكاح، وأن هذه الطاعة المفروضة هي من أجل العبادات التي تعبد الله بها النساء وجعل جزاءها الجنة إذ قال - صلى الله عليه وسلم -: «إذا صلت المرأة خمسها، وحفظت فرجها، وأطاعت زوجها قيل لها أدخلي الجنة من أي أبواب الجنة شئت» "
والرواية لا تصح نسبتها للنبى(ص) لأنها دليل على الفوضى فى القيامة بالقول أدخلي الجنة من أي أبواب الجنة شئت فالدخول فى القيامة منظم فى صورة زمر أى جماعات كما قال سبحانه:
" وسيق الذين اتقوا ربهم إلى الجنة زمرا" فلا يوجد دخول فردى وإنما دخول منظم وقال القسم:
"وهذه الطاعة - طاعة الزوج- هي أهم سمات الصلاح في الزوجة المسلمة ولذلك قال تعالى: {فالصالحات قانتات حافظات للغيب بما حفظ الله}
ومعنى القانتات: أي المطيعات لأزواجهن في المعروف مطلقا.
وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال «لو كنت آمرا أحدا أن يسجد لأحد لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها».
وتذكري أيضا إن الزوجة الخيرة التي هي خير النساء، هي المطيعة لزوجها المستجيبة لأوامره ابتغاء مرضاة الله فعن أبى هريرة - رضي الله عنه - قال: قيل يا رسول الله! أي النساء خير؟ قال: «التي تسره إذا نظر وتطيعه إذا أمر، ولا تخالفه في نفسها ولا ماله بما يكره».
وتذكري إن طاعة الزوج أحق عليك من طاعتك لأبويك، وقد علمت أن طاعة الوالدين مكانتها في الشرع رفيعة فلقد قرنها الله وعبادته فقال: {وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا}
فإذا كانت طاعة الوالدين حظيت بذاك التشريف باقترانها بعبادة الله، وطاعة الزوج أولى منها فلا شك أنها من المكانة والأجر والثواب في شأن كبير. حتى قال شيخ الإسلام ابن تيمية: «وإذا أرد الرجل أن ينتقل بها إلى مكان آخر مع قيامه بما يجب عليه وحفظ حدود الله فيها ونهاها أبوها عن طاعته في ذلك: فعليها أن تطيع زوجها دون أبويها، فإن الأبوين هما ظالمان، ليس لهما أن ينهياها عن طاعة مثل الزوج وليس لها أن تطيع أمها فيما تأمرها به من الاختلاع عنه أو مضاجرته حتى يطلقها» إلى آخر كلامه.
وقال في موطن أخر من كتابة الفتاوى: «وليس على المرأة بعد حق الله ورسوله أوجب من حق الزوج» [الفتاوى 32/ 263]."
وما ذكره القسم من طاعة المرأة العمياء لزوجها باطل فالطاعة إنما هى لله فلا طاعة للزوج فى حرام وأما الانتقال من بلد لبلد فمباح ولكن زيارة الأبوين واجبة أن ينفذها الزوج فى زوجته
وتناول القسم شيوع العصيان فى عصرنا وعاد فربط طاعة الزوج بالمعروف فقط فقال:
"وما أحوج الأخت المسلمة في هذا العصر إلى التنبه إلى هذا الأمر .. لاسيما مع طغيان زحف المفاهيم الغربية الداعية إلى انحلال المرآة من طاعة زوجها وتصوير أمر القوامة الزوجية تصويرا خاطئا يبدو وكأنه نوع من العبودية الجاهلية، بينما لو تفقهت الأخت المسلمة في دينها لأدركت أن رضا ربها في طاعة زوجها، وأن في ذلك تكمن سعادتها وأنوثتها وراحتها.
ومعلوم إن طاعة الزوج مقيدة بطاعته في المعروف إذ لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق. قال ابن حجر: «ولودعا الزوج إلى معصية فعليها أن تمتنع، فإن أدبها على ذلك كان الإثم عليه» [فتح الباري 9/ 304]."
وأما الحق الثانى فهو العشرة بالمعروف وهو واجب على الزوجين معا وقد بين القسم ذلك حيث قال:
"حق العشرة بالمعروف:
وهذا الحق هو من الحقوق المشتركة بين الزوجين ولذلك جاء الأمر به للنساء والرجال على السواء، وفي العشرة بالمعروف تنظيم كل معاني الأخلاق والسجايا الحسنة من: طيب الكلام، ورعاية الحقوق، وحفظ الواجبات، والتحلي بالآداب والبعد عن الزلات والأخطاء وكف الأذى والصبر والاحتمالات ونحو ذلك من معاني الإحسان وتأملي - أخية - كيف أخبر الرسول - صلى الله عليه وسلم - إن الزوجة المحتملة لزوجها السباقة إلى إرضائه وإسعاده هي من أهل الجنة إذ قال - صلى الله عليه وسلم -: «ألا أخبركم برجالكم في الجنة؟» قلنا: بلى يا رسول الله! قال: «النبي في الجنة والصديق في الجنة والرجل يزور أخاه في ناحية المصر لا يزوره إلا لله في الجنة. ألا أخبركم بنسائكم في الجنة؟» قلنا: بلى يا رسول الله! قال: «كل ودود ولود، إذا غضبت، أو أسيء إليها، أو غضب زوجها قالت: هذه يدي في يدك، لا أكتحل حتى ترضى» [صحيح الترغيب برقم 1941]."
الرواية لا تصح لأنها منعت المسلمات العقيمات من دخول الجنة لكونهم غير ولودات وهو كلام لا يقوله النبى(ص) خاصة أن التاريخ المعروف أن معظم زوجاته لم ينجبن ومن ثم فهن فى النار طبقا للرواية وكذلك امرأة فرعون التى قال الله أنها فى الجنة ستكون فى النار طبقا للرواية
وحاول القسام البناء على الرواية الخاطئة حيث قال :
"ففي هذا الحديث لفتة جميلة إلى سجية جميلة تعد جوهر الخلق الحسن، ألا وهي السبق إلى المسامحة والمبادرة بإظهار الود ونسيان الأذى، فالزوجة الصالحة مهما كان الحال فهي منشأ السعادة .. تتفجر من كل تصرفاتها .. فهي ودود إذا ظلمت .. وحتى إذا ظلمت .. ولذلك قال - صلى الله عليه وسلم - في الحديث السابق: «إذا غضبت أو أسيء إليها، أو غضب زوجها .. » فهي السباقة إلى الكلام الطيب ونسيان الأذى سواء كان المخطئ هي أو زوجها .. وهذا يدل على نفسية عظيمة من امتلكتها حقا فقد امتلكت القدرة على تحقيق العشرة الزوجية بالمعروف في بيتها، وذلك إن المشاكل البيتية واقعة لا محالة .. وإنما الذي يعز وجوده في البيوت هو تلك النفسية التي تتلاشى معها الأخطاء وتذوب في دفئها وخيرها المشاكل
والأزمات فتذكري أخية .. هذا الحق فإنه باب من أبواب الجنة."
وتناول القسم الحق الثالث وهو الاستئذان حيث قال:
"حق الاستئذان
أخية .. ومن الحقوق الأكيدة التي هي عليك لزوجك: الاستئذان في أمور:
أولها: الاستئذان لغيره في بيته: فلا يحل لك مطلقا أن تسمحي لأحد بدخوله إلا بإذنه وذاك من تمام حفظه سواء في حضوره وحتى لو كان المستأذن من أقرب الأقرباء، لعموم قوله - صلى الله عليه وسلم -: «لا يحل للمرأة أن تصوم وزوجها شاهد إلا بإذنه ولا تأذن في بيته إلا بإذنه» [رواة مسلم].
فينبغي للمؤمنة أن تحذر من الوقوع في هذه المخالفة، وأن تدخل إلى زوجها إلا من يرضاه ويطمئن لدخوله، سواء عبر عن اطمئنانه قوله أو علم ذلك من أسارير وجهه وطباعه وعادته، ولا بأس إذا كان زوجها قد أذن لها الإذن العام في ضيافة رفيقات الخير والأقارب والجيران وغيرهم من المحارم.
ثانيا: الاستئذان في صوم النفل: لما سبق في قوله - صلى الله عليه وسلم -: «لا يحل للمرأة أن تصوم وزوجها شاهد إلا بإذنه» وقوله - صلى الله عليه وسلم - أيضا: «لا تصوم امرأة إلا بإذن زوجها» [رواه الحاكم وصححه].
قال النووي : وسبب هذا التحريم أن للزوج حق الاستمتاع بها كل وقت وحقه واجب على الفور فلا يفوته بالتطوع، ولا بواجب على التراخي، وإنما لم يجز لها الصوم بغير إذنه - وإذا أراد الاستمتاع جاز ويفسد صومها - لأن العادة أن المسلم يهاب انتهاك الصوم بالإفساد، ولا شك أن الأولى له خلاف ذلك إن لم يثبت دليل على كراهته، نعم لو كان مسافرا، فمفهوم الحديث في تقيده (بالشاهد) يقتضى جواز التطوع لها إذا كان زوجها مسافرا، فلو صامت وقدم في أثناء الصيام، فله إفساد صومها ذلك من غير كراهة.
وفي معنى الغيبة: إن يكون مريضا بحيث لا يستطيع الجماع."
بالطبع الصوم صوم رمضان ليس فيه إذن وكذلك صوم أيام قضاء أيام الحيض ليس فيه إذنه ولكن واجب المرأة إخبار الزوج به حتى لا يجامعها وكذلك صوم الكفارة ليس فيه إذن من الزوج ويجب إخباره به ولا يوجد أساسا ما يسمونه صوم التطوع لأن الصوم عقوبة على الذنوب وتناول القسم الاستئذان من الخروج من البيت حيث قال:
ثالثا: استئذانه في الخروج من البيت: وهو حق ثابت بقوله تعالى: {وقرن في بيوتكن}
|