العودة   حوار الخيمة العربية > القسم الاسلامي > الخيمة الاسلامية

« آخـــر الـــمـــشـــاركــــات »
         :: النهار فى القرآن (آخر رد :رضا البطاوى)       :: نظرات في لغز اختفاء النياندرتال (آخر رد :رضا البطاوى)       :: الشكر فى القرآن (آخر رد :رضا البطاوى)       :: أنا و يهود (آخر رد :عبداللطيف أحمد فؤاد)       :: نقد المجلس الثاني من الفوائد المدنية من حديث علي بن هبة الله الشافعي (آخر رد :رضا البطاوى)       :: زراعة القلوب العضلية (آخر رد :رضا البطاوى)       :: غزة والاستعداد للحرب القادمة (آخر رد :رضا البطاوى)       :: قراءة فى مقال حديقة الديناصورات بين الحقيقة والخيال (آخر رد :رضا البطاوى)       :: قراءة في مقال ثلث البشر سيعيشون قريبا في عالم البعد الخامس (آخر رد :رضا البطاوى)       :: نقد مقال بوابات الجحيم التي فتحت فوق سيبيريا عام 1908 لغز الانفجار الكبير (آخر رد :رضا البطاوى)      

المشاركة في الموضوع
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
غير مقروءة 09-11-2007, 02:00 PM   #1
الشيخ عادل
كاتب إسلامي
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2005
الإقامة: مصر
المشاركات: 642
إرسال رسالة عبر MSN إلى الشيخ عادل
إفتراضي والذين يقولون ربنا اصرف عنا عذاب جهنم إن عذابها كان غراماً




احبتى فى الله
بحبكم لازم لازم لازم تحبوني

تحدثت فى اللقاء السابق عن صفات عباد الرحمن وقلت ان صفاتهم هى:....
صفاتهم فى ذواتهم ...
وصفاتهم مع مجتمعهم ...
وصفاتهم مع ربهم ...
وصفاتهم فى الارتقاء بالمجتمع إلى الطهر و النقاء ....

وتكلمت عن صفاتهم فى ذواتهم


[color="seagreen"]. وعلاقتهم بالناس ..

واليوم اتكلم عن صفاتهم مع ربهم ..

{والذين يقولون ربنا اصرف عنا عذاب جهنم إن عذابها كان غراماً}


هذا القول يناسب عباد الرحمن الذين يفعلون الخيرات , طمعاً فى الثواب , وخوفاً من العقاب ,

فهم الذين يقولون {ربنا اصرف عنا عذاب جهنم إن عذابها كان غراماً} 65

كلمة (غرام)::: نقولها بمعنى الحب و الهيام والعشق

, ومعناها : اللزوم , أى لازم لهم لا ينفك عنهم فى النار أبداً لأن العاقبة إما جنة أبداً , أو نار أبداً.

فمعنى { إن عذابها كان غراماً} أى : لازماً دائماً , ليس مرة واحدة و تنتهى المسألة .
ومنه كلمة (الغريم) , وهو الذى يلازم المدين ليأخذ منه دينه .

وكلمة { أصرف عنا عذاب جهنم} كأنهم متصورون أن جهنم ستسعى إليهم , وأن بينها وبينهم لدداً , بدليل أنها ستقول : {هل من مزيد}

ثم تذكر الآيات سبب هذه المقولة: {إنها سآءت مستقراً ومقاماً}

ساء الشئ أى : قبح ....وضده حسن

لذلك قال تعالى عن الجنة فى مقابل هذه الآية : {حسنت مستقراً ومقاماً}

وهكذا السوء يلازمه القبح , والحسن يلازمه الحسن .

وقال: {مستقراً ومقاماً66} حتى لا يظنوا أن النار فترة وتنتهى , ثم يخرجون منها , فهى مستقرهم الدائم , ومقامهم الذى لا يفارقونه.

أو أن الحق – سبحانه وتعالى أراد بهذا نوعين من الناس : مؤمن أسرف فى بعض السيئات ولم يتب ,

أو لم يتقبل الله منه توبته فهو فى النار لحين , والمستقر هنا بمعنى المكان المؤقت ,

أما المقام فهو الطويل.


إذن : النار ساءت مستقراً لمن أسرف على نفسه ولم يتب , أو لم يتقبل الله توبته , إنما ليست إقامة دائمة , والمقام يكون للخالدين فيها أبداً .

ثم يقول الحق سبحانه وتعالى:
{والذين إذا أنفقوا لم يسرفوا ولم يقتروا وكان بين ذلك قواماً . 67}


الإسراف : تبديد ما تملك فيما عنه غناء ,
فلا تقول (مسرف) مثلاً للذى يأكل ليحفظ حياته

لذلك يقول سيدنا عمر رضى الله عنه لولده عاصم :
كل نصف بطنك , ولا تطرح ثوباً إلا إذا اسخلقته( باليا قديما ) ,
ولا تجعل كل رزقك فى بطنك وعلى جسدك .

والإسراف أن تنفق فى غير حل . فلا سرف فى حل , حتى إن أسرف الإنسان فى شئ من الترف المباح , فإنه يؤدى لنفسه بعض الكماليات , فى حين يؤدى للمجتمع أشياء ضرورية ,

فالذى لا يرتدى الثوب إلا (مكوياً) كان بإمكانه أن يرتدى دون كى , فكى الثوب فى حقه نوع من الترف , لكنه ضرورة بالنسبة إلى (المكوجى) حيث يسر له أكل العيش.

والذى يستقل سيارة أجرة وهو قادر على السير, أو يجلس على (القهوة) كل يوم ليمسح حذاءه وهو قادر على أن يمسحه بنفسه.هذه كلها ألوان من الترف بالنسبة لك , لكنها ضرورة لغيرك , فلا يسمى هذا إسرافاً.

وقوله تعالى: {وكان بين ذلك قواماً 67}

أى بين الإسراف والتقتير{قواماً} يعنى وسطاً أى أن الإتفاق وسط بين طرفين , وقوام الشئ ما به يقوم,

والحياة كلها تقوم على عملية التوسط بين الإسراف والتقتير.

وأذكر ونحن تلاميذ كانوا يعلموننا نظرية الروافع , وكيف نوسط مركزاً على عصا من الخشب , بحيث يتساوى الذراعان , ويكونان سواء, لا تميل إحداهما بالأخرى , وإذا أرادت إحداهما أن تميل قاومتها الأخرى , كأنها تقول لها : نحن هنا ,
فإذا علقت ثقلاً بأحد الذراعين لزمك أن تطيل لأخرى لتقاوم هذا الثقل.


ويروى أن عبد الملك بن مروان لما أراد أن يزوج ابنته فاطمة من عمر بن عبد العزيز اختبره بهذا السؤال ليعرف ميزاته فى الحياة:
يا عمر ما نفقتك؟

قال : يا أمير المؤمنين نفقتى حسنة بين سيئتين ,
ثم تلا هذه الآية :
{والذين لإذا أنفقوا لم يسرفوا ولم يقتروا وكان بين ذلك قواما}

فعلم الخليفة أن زوج ابنته يسير سيراً يضمن له ولزوجته مقومات الحياة, ويضمن كذلك المقومات العليا للنفس وللمجتمع.

وسبق أن ذكرنا أن الإنسان الذى ينفق كل دخله لا يستطيع أن يرتقى بحياته وحياة أولاده لأنه أسرف فى الإنفاق , ولم يدخر شيئاً ليبنى مثلاً بيتاً, أو يشترى سيارة ... إلخ .

ومصيبة المجتمع أعظم فى حال التقتير , فمصلحة المجتمع أن تنفق , وأن تدخر ,

كما قال سبحانه : {ولا تجعل يدك مغلولة إلى عنقك ولا تبسطها كل البسط...}


وهكذا جعل الله لنا ميزاناً بين الإسراف والتقتير ذلك لأن المال قوام الحياة ,

والذى يقتر يقتر على نفسه وعلى الناس , فليست له مطلوبات يشتريها , ويشارك بها فى حركة الحياة , وينتفع بها غيره, فهذه السلع وهذه الصناعات وهؤلاء العمال , وأهل الحرف من أين يرتزقون إذن وليس هناك استهلاك ورواج لسلعهم ؟

لا شك أن التقتير يحدث كساداً, ويحدث بطالة , وهما من أشد الأمراض فتكاً بالمجتمع.

ولو نظرت إلى رغيف العيش , وهو أبسط ضروريات الحياة , كم وراءه من عمال وصناع وزراع ومهندسين ومطاحن ومخازن ومصانع وأفران ,

وهب أنك احجمت مثلاً عنه , ماذا يحدث ؟

إذن : ربك يريدك أن تنفق شيئاً , وتدخر شيئاً يتيح لك تحقيق ارتقاءات حياتك وطموحاتها لذلك ختمت الآية السابقة بقوله تعالى : {فتقعد ملوماً محسوراً}

ملوم النفس لما بددت من أموال لم يتنفع بها عيالك , وحسوراً حينما ترى غيرك ارتقى فى حياته وأنت لم تفعل شيئاً ,


إذن : فالإنسان ملوم إن أسرف ,

محسور إن قتر ,

والقوام فى التوسط بين الأمرين ...
وبالحسنة بين السيئتين .....

كما قال عمر بن عبد العزيز رضى الله عنه , ولذلك قالوا : خير الأمور الوسط.


ثم يقول الحق سبحانه: {والذين لايدعون مع الله إلها ءاخر ولا يقتلون النفس التى حرم الله إلا بالحق ولا يزنون ومن يفعل ذلك يلق أثاماً}


وهذا ما ساكمله معكم بالتفصيل لو فى العمر بقيه ان شاء الله
انتظرونى..

ناشدتك الرحمن يا قارئاً ... أن تسأل الغفران للشيخ عادل





__________________
اذا ضاق بك الصدر ...ففكر فى الم نشرح

فان العسر مقرون بيسرين..فلا تبرح
الشيخ عادل غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 10-11-2007, 01:37 AM   #2
كونزيت
من كبار الكتّاب
 
تاريخ التّسجيل: Jun 2004
الإقامة: الحجاز
المشاركات: 3,955
إفتراضي

اللهم اغفر للشيخ عادل ولوالديه واجزه عنا خير الجزاء
__________________
كونزيت غير متصل   الرد مع إقتباس
المشاركة في الموضوع


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 

قوانين المشاركة
You may not post new threads
You may not post replies
You may not post attachments
You may not edit your posts

BB code is متاح
كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

Powered by vBulletin Version 3.7.3
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
 
  . : AL TAMAYOZ : .