لقد جاء في الحديث القدسي : ( أن عند ظن عبدي بي وأنا معه إذا ذكرني)
و هذا يعني أننا إذا ظننا بالله ظنا حسنا و أنه لن يكون لنا منه إلا كل جميل فستكون حياتنا كذلك
و إذا ظننا أن الله تعالى سيجعل حياتنا تحتوي تقلبات بين السعادة والبؤس فستكون كذلك
و إذا ظننا أن حياتنا هي الشقاء بحد ذاته فستكون كذلك
وكل أمر المؤمن خير .. لأنه يشكر و يصبر
و قال تعالى : (إن الله لا يغيّر ما بقوم حتى يغيّروا ما بأنفسهم )
هنا لم يحدد نوع التغيير , أي أن التغير يكون في شتى مجالات الحياة
و بداية هذا التغير الظاهر .. هو تغير الباطن .. أي النوايا و ما نؤمن به
و من الأمثلة التي نجدها في حياتنا أختي من يشفى من مرض عضال
لأنه بإختصار آمن بأن الشفاء بيد الله تعالى و أحسن الظن بالله و أنه سيشفيه
ففي حين مرضه علم أنه سيشفى حتما لا مجال للشك بقدرته تعالى وتصديقا لقوله أنه عند ظن عبده به
الأمر ليس متعلقا بالأماني .. الأمر متعلق بالإيمان بقدرته سبحانه وتعالى و إحسان الظن به
و بقدر قوة إيمانا يتحقق لنا ما نصبوا إليه
مثال بسيط أختي نحن لا نشعر بالسعادة إلا عندما نعيشها و نرغب بها
فلا يوجد بائس يأتيه الشعور بالسعادة رغما عنه و لو ملك كل ما حوت الدنيا من اللذات
فهو أختار البؤس و سيعيشه إلى أن يرغب فعليا برسم البسمة على وجهه و أطلاق ضحكاته
و النظر لما يعيشه من النعم ..
قد تقولين .. كيف يمكن حدوث ما أتمناه لا يعقل بعيد جدا عن الواقع ؟!!
نعم أختي نحن بني البشر نملك العقل والمنطق و نتأثر بالواقع و يمنعنا ذلك كثيرا من تحقيق ما نريد
لكن الواقع ليس شيئا مستحيل التغير .. فليس هناك أمر يعجزه تعالى
كل ما عليك بذل ما تستطيعين و توكلي على الله وسلميه الأمر و كوني واثقة بأنه سيكون عند ظنك به
و أنه هو القادر وحده ولن يعجزه شئ
ولا تفكري بعدها بكيف سيحصل .. كوني على ثقة بأنه سيحصل و حسب
قال صلى الله عليه وسلم : ( لَوْ أَنَّكُمْ تَوَكَّلُونَ عَلَى اللَّهِ حَقَّ تَوَكُّلِهِ لَرَزَقَكُمْ كَمَا يَرْزُقُ الطَّيْرَ تَغْدُو خِمَاصًا وَتَرُوحُ بِطَانًا . )
هل هو صحيح..؟
النمط الخطي
