تشبه النساء بالرجال وبالعكس.

[ماهر الكردي]

تشبه النساء بالرجال وبالعكس.

اعلم أن اللباس متى كان يختص بأحد النوعين لم يجز للنوع الآخر أن يلبسه، وإذا كان اللباس ضيقا أيضا لم يجز لبسه لا للرجال ولا للنساء، لأن ذلك يسبب الفتنة ويلفت الإنتباه..
وهذه الأكسية(ألبسة) الضيقة يحرم على النساء لبسها سيما إذا خرجت وتعرضت للنظر والبروز للرجال، فإن ذلك من دواعي الفتنة. وكذا لا يلبسها الرجل إذا بينت تفاصيل أعضائه وعورته. وعلى ذلك فلا يجوز بيعها ولا خياطتها، لمن يلبسها وهي كذلك، ويأثم من إستوردها وعرف أنها تلبس على هذه الهيئة المخزية خارج البيت...
أما أن ترتدي هذه الملابس في الأسواق والطرقات فهذا من الكبائر التي لعن رسول الله صلى الله عليه و سلم فاعلتها..
عن ابن عباس رضي الله عنه قال: (لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم المخنثين من الرجال، والمترجلات من النساء). وفي رواية: (لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم المتشبهين من الرجال بالنساء، والمتشبهات من النساء بالرجال) رواه البخاري.

معنى المخنثين من الرجال= أي المتشبهين بالنساء في الزي واللباس والخضاب والصوت والصورة والتكلم وسائر الحركات والسكنات.

منعى المترجلات= أي المتشبهات بالرجال (من النساء) زيا وهيئة ومشية و رفع صوت ونحوها.


تشبه الرجال بالنساء
ويكون ذلك بعدة أمور، منها:
1. لبس ما يختص بالمرأة من ثياب ونعال...إلخ.
2. حلق اللحية، على الراجح من قول علماء المسلمين، فالنبي صلى الله عليه وسلم يقول: (أحفوا الشوارب وأعفوا اللحى).[متفق عليه].
(وإعفاء اللحية) معناه: أن لا يقص منها شيئا. و(حف الشارب) : الأخذ منه.
وحديث آخر يدل على التحريم: عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: (لعن الله الواشمات والمستوشمات والمتنمصات، والمتفلجات للحسن، المغيرات خلق الله) فقالت له إمرأة في ذلك،فقال : ومالي لا ألعن من لعن رسول الله (أي الذين لعنهم رسول الله صلى الله عليه وسلم) وهو في كتاب الله، قال الله تعالى
{ وما ءاتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا }[الحشر: 7].
الحديث: متفق عليه.
قوله (المتفلجة) : هي التي تبرد من أسنانها ليتباعد بعضها من بعض قليلا، وتحسنها وهو الوشر.
(النامصة) : هي التي تأخذ من شعر حاجب غيرها، وترققه ليصير حسنا، و(المتنمصة) : التي تأمر من يفعل بها ذلك. والله أعلم.

والشاهد في هذا الحديث : (المغيرات خلق الله) أن حلق اللحية من باب التغيير لخلق الله تعالى. وإلا لما أنبت اللحية في وجه الرجال، والله أعلم..
3. النمص: وهذا يشترك في الرجال والنساء.
4. تشبه الرجال بالنساء في التثني والتكسر والرقص.
5. لبس الحرير. لقوله صلى الله عليه وسلم ( لا تلبسوا الحرير فإن من لبسه في الدنيا لم يلبسه في الآخرة). رواه البخاري/5830. ومسلم/2069.
(لا تلبسوا الحرير) هذا خاص بالرجال دون النساء.
6. لبس الذهب. كالخاتم وغيره.
سوى الخاتم من فضة بشرط أن يلبسه في خنصر يده اليمنى أو اليسرى. لا في غيرهما. ويركه لبسه في البنصر، أما في الشاهدة والوسطى والإبهام فهو حرام لأنه من باب التشبه بالنساء. وانظر كلام النووي في شرح مسلم، كتاب الزينة.
7. التشبه في المشية والكلام والحركات التي تشبه حركة النساء، إن كان تصنعا، أما إن كان أمرا جبليا فطره الله عليه، فلا إثم، وينبغي عليه أن يعود نفسه بمخالطة الرجال على التخشن والرجولة.