كان وهو يتكلم يتطلع في عيني صاحبه متفقدا حالة التعاطف فيهما، كان ذلك التعاطف يهرول بعيدا شيئا فشيئا، فكلما زاد حديثه كلمة واحدة، كلما ابتعد ذلك التعاطف.
كان وهو يحكي عن متاهته في تلك الغابة، يحاول استحضار كل لحظة قلق وكل خطوة وما رافقها من اعتراض زوائد نباتات الأدغال في طريقه وكان يحاول تقليد الأصوات التي كان قد خُيِل إليه أنه سمعها، وكان يتمنى لو أن العلم أدخل تقنية نقل الروائح ليستخدمها الرواة والمتحدثون ليدعموا فيها قصصهم كمؤثرات إضافية.
كان صاحبه يستمع بضجر، حاول أن يبعد عن نفسه تهمة اللاتعاطف مع صاحبه بإشعال لفافة تبغ، لم يشأ أن يقول له: أن قصته تلك يوجد منها على صفحات التاريخ مليارات القصص، وأن من يستمع لها مرة ومرتين وألف لن يفيد لا من يستمع لها ولا يفيد من يرويها، فالمستمع قد يكون هو الآخر قد مر بعشرات المتاهات.
من بين طبقات الدخان الكثيف أخرج صاحبنا لصاحبه عبارة مواساة تقليدية: الحمد لله على السلامة!
__________________
ابن حوران
آخر تعديل بواسطة ابن حوران ، 12-05-2009 الساعة 12:43 PM.
سبحان الله اخي
وكم نجد انفسنا في مثل هذه المواقف
نكلمهم بشيئ عزيز علينا وهم في خبر كان
لا اظنه كان يبحث عن تعاطف هنا
بل على اصغاء
وقليل جدا من يصغي اخي ابن جوران
اتعلم ماذا يا اخي اتمنى
لو اني بقسط بسيط من بلاغتك وفصاحتك
لك تقديري وانت تعلمه مسبقا
ولك الحمام
شكرا لك
__________________
كيف لي ان اقتحم اسوار عزلتي
ان استرق من نور الشمس إلهامي
ان ادفن خيباتي بعيداً
سئمت ضجري عجزي وذاتي
ما الطريق إلى المجهول الرحيم؟؟
فعلا خيو كثيرون هم الذين يتمتعون بحس اللامبالاة و الذين مهمـا شاهدوا او سمعوا من مآسي تجد حس التعاطف او الشعور تجاهالآخرين ميت لا احساس اجارنا الله و يااك خطرهم
مولاحظة : الصفحة مو شغالة منيح
__________________
أمــويــون فــإن شئتـي بهم ألحقــوا الدنيــا ببستـــان هشــام
هكذا هي الحياة كثيرا ما نتعرض لمثل هذه المواقف
فلو أن ذلك الشخص لايرغب بأن يستمع إلى ماسيقوله الطرف الآخر وليس ذلك بواجبا عليه فلا يفعل ولكن هنالك ماهو مجبور على فعله
حيث إن عليه أن يحترم الشخص الذي تقنصه من بين الآخرين ليحدثه بما يهتم به فليس من حق أي شخص أن يتجاهل الآخرين أو ينقص من اهتماماتهم في حين أنهم اعتبروهم مهمين واختاروهم ليتحدثوا إليهم
فلو أن كل شخص يحب للآخرين مايحب لنفسه لما وجدنا من يتجاهل أبدا
ولو أننا نتقن فن الإصغاء الذي هوا أحد فنون الحوار لكنا نعيش الواقع الذي يروى لنا ولكنا أكثر تفهما لبعضنا ولكان التعامل أسهل والمحبة أشمل
ومن وجهة نظري فإن هذا الفن لايتقنه إلا صاحب قلب كبير متسع
فلتتسع قلوبنا ولنحمل بداخلها الحب للآخرين كما نريدهم أن يحملوه لنا
أدام الله قلمك الرااااااااائع
وسلمت لنا أناملك المبدعة