اليوم العالمي للغة الأم

[صفاء العشري]

تخيلوا العيش في عالم يتكلم فيه الجميع نفس اللغة، يلبسون نفس الثياب، لديهم المآكل نفسها، يبنون نفس المنازل والطبيعة هي واحدة حولنا. ألن تكون الحياة مقرفة ولا تطاق؟
إن تعدد اللغات حول العالم جمال لا يعوض في مجتمعاتنا. وقد جاء في القرآن الكريم:"
"وَمِنْ آَيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَانِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِلْعَالِمِينَ"
وقد قدمت منظمة الأونيسكو تقريرا يقول أنه ولأسباب متنوعة تتعرض العديد من اللغات للموت البطيء. في العقود القادمة سوف يختفي نصف اللغات المحكية الآن من الوجود.
وكما أن لغتنا الأم عزيزة علينا ، لغات الآخرين الأم عزيزة عليهم أيضا. لذلك فلنعمل على إنقاذ اللغات التي توشك على الاندثار انطلاقا من احترامنا وحرصنا على لغتنا ولغات الآخرين.
لقد اعتمدت اليونسكو يوم 21 فبراير اليوم العالمي للغة الأم بتذكير الأمم والشعوب بأهمية اللغة الأم. وتشجع اليونسكو ،عبر الحملات، الدول والمجتمعات المدنية على احترام والمحافظة على اللغات الأم. لذلك ، دعونا ننضم نحن أيضا إلى هذا الجهد الإنساني للحؤول دون اندثار لغتنا أو لغات الآخرين الأم وتحول العالم إلى مكان يتكلم لغة واحدة.