العودة   حوار الخيمة العربية > القسم الثقافي > مكتبـة الخيمة العربيـة > دواوين الشعر

« آخـــر الـــمـــشـــاركــــات »
         :: نظرات في رِسَالَةٌ فِي الصُّوفِيَّةِ وَالْفُقَرَاءِ (آخر رد :رضا البطاوى)       :: ابونا عميد عباد الرحمن (آخر رد :عبداللطيف أحمد فؤاد)       :: قراءة في مقال مخاطر من الفضاء قد تودي بالحضارة إلى الفناء (آخر رد :رضا البطاوى)       :: نظرات في كتاب من أحسن الحديث خطبة إبليس في النار (آخر رد :رضا البطاوى)       :: نظرات فى بحث وعي النبات (آخر رد :رضا البطاوى)       :: نظرات في بحث أهل الحديث (آخر رد :رضا البطاوى)       :: قراءة في كتاب إنسانيّة محمد(ص) (آخر رد :رضا البطاوى)       :: الى هيئة الامم المتحدة للمرأة,اعتداء بالضرب على ماجدات العراق في البصرة (آخر رد :اقبـال)       :: المهندس ابراهيم فؤاد عبداللطيف (آخر رد :عبداللطيف أحمد فؤاد)       :: نظرات في مقال احترس من ذلك الصوت الغامض (آخر رد :رضا البطاوى)      

المشاركة في الموضوع
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
غير مقروءة 14-10-2008, 03:34 AM   #11
ياسمين
مشرفة Non-Arabic Forum واستراحة الخيمة
 
الصورة الرمزية لـ ياسمين
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2008
الإقامة: المغرب
المشاركات: 2,102
إفتراضي

إقتباس:
المشاركة الأصلية بواسطة خالد صبر سالم مشاهدة مشاركة
الاخت الغالية ياسمين
تحية لذوقك الجميل ولروحك الشاعرة
الاستمتاع مع امير الشعراء فرصة ذهبية
شكرا لك على هذا الامتاع
وتقبلي خالص المودة والتقدير

أخي الكريم السيد خالد صبر سالم

لقد أخجلتني كلماتكم وهي شهادة أعتز بها

والحق أقول أن الشكر كله للأميرالذي أتحفنا

بهذه الدرر النفيسة الخالدة، ولك مني هدية، هذه الدرة الخالدة

تعبيرا مني على خالص المودة والتقدير.

مُضْناك جفاهُ مَرْقَدُه




مضناك جفاهُ مرقده .............وبكاه ورحمَ عودُهُ

حيرانُ القلبِ مُعَذَّبُهُ ............مقروح الجفنِ مسهده

أودى حرفاً إلا رمقاً ...............يُبقيه عليك وتُنْفِدهُ

يستهوي الورق تاوهه............ ويذيب الصخرَ تنهدهُ

ويناجي النجمَ ويتعبه ................ويُقيم الليلَ ويُقْعِدهُ

ويعلم كلَّ مطوقة ٍ................. شجناً في الدَّوحِ ترددهُ

كم مد لطفيكَ من شركٍ .................وتادب لا يتصيدهُ

فعساك بغُمْضٍ مُسعِفهُ.................. ولعلّ خيالك مسعدهُ



الحسنُ حَلَفْتُ بيُوسُفِهِ ...................والسورة ِ إنك مفردهُ

قد وَدَّ جمالك أو قبساً ....................حوراءُ الخُلْدِ وأَمْرَدُه

وتمنَّت كلٌّ مقطعة ٍ....................... يدها لو تبعث تشهدهُ

جَحَدَتْ عَيْنَاك زَكِيَّ دَمِي..................... أكذلك خدَّك يحجده؟

قد عزَّ شُهودي إذ رمَتا .......................فأشرت لخدِّك أشهده

وهممتُ بجيدِك أشركه...................... فأبى ، واستكبر أصيده

وهزَزْتُ قَوَامَك أَعْطِفهُ ...........................فَنَبا، وتمنَّع أَمْلَدُه

سببٌ لرضاك أمهده ..........................ما بالُ الخصْرِ يُعَقِّدُه؟

بيني في الحبِّ وبينك ........................ما لا يَقْدِرُ واشٍ يُفْسِدُه

ما بالُ العاذِلِ يَفتح لي .......................بابَ السُّلْوانِ وأُوصِدُه؟

ويقول : تكاد تجنُّ به........................ فأَقول: وأُوشِكُ أَعْبُده



مَوْلايَ ورُوحِي في يَدِه .........................قد ضَيَّعها سَلِمتْ يَدُه

ناقوسُ القلبِ يدقُّ لهُ ...........................وحنايا الأَضْلُعِ مَعْبَدُه

قسماً بثنايا لؤلُئِها................................ قسم الياقوت منضده

ورضابٍ يوعدُ كوثرهُ ...........................مَقتولُ العِشقِ ومُشْهَدُه

وبخالٍ كاد يحجُّ له................................. لو كان يقبَّل أسوده

وقَوامٍ يَرْوي الغُصْنُ له.............................. نَسَباً، والرُّمْحُ يُفَنِّدُه

وبخصرٍ أوهَنَ مِنْ جَلَدِي............................ وعَوَادِي الهجر تُبدِّدُه

ما خنت هواك ، ولا خطرتْ........................... سلوى بالقلب تبرده

__________________



" كان بودي أن آتيكم ,, ولكن شوارعكم حمراء ,,

وأنا لا أملك إلا ثوبي الأبيض ",,

* * *

دعــهــم يتــقــاولــون

فـلــن يـخــرج الـبحــر

عــن صمته!!!

ياسمين غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 16-10-2008, 11:34 PM   #12
ياسمين
مشرفة Non-Arabic Forum واستراحة الخيمة
 
الصورة الرمزية لـ ياسمين
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2008
الإقامة: المغرب
المشاركات: 2,102
إفتراضي


ذكرى المولد



سلوا قلبـي غداة سلا و ثابـا
لعـل على الجمـال له عتـابا

ويسأل في الحوادث ذو صواب
فهل ترك الجمـال له صـوابا

وكنت إذا سألت القلب يـوما
تولى الدمع عن قلبـي الجـوابا

ولي بيـن الضلوع دم ولحـم
هما الواهي الذي ثكل الشبـابا

تسرب في الدموع فقلـت: ولَّى
وصفق في الضلوع فقلت: ثـابا

ولو خلقـت قلوب من حديد
لما حملـت كما حمل العـذابا



وأحبـاب سقيت بهم سـلافا
وكان الوصل من قصر حبـابا

ونادمنا الشبـاب على بسـاط
من اللـذات مختلف شـرابـا

وكل بساط عيش سوف يطوى
وإن طـال الزمان به و طـابا

كـأن القلب بعدهم غريـب
إذا عادته ذكرى الأهـل ذابـا

ولا ينبيك عن خلق الليالي
كمن فقد الأحبة والصحابا

أخا الدنيا، أرى دنياك أفعى
تبدل كل آونة إهابا



وأن الرقط أيقظ هاجعات
وأترع في ظلال السلم نابا

ومن عجب تشيب عاشقيها
وتفنيهم، وما برحت كعابا

فمن يغتر بالدنيا فإني
لبست بها فأبليت الثيابا

لها ضحك القيان إلى غبي
ولي ضحك اللبيب إذا تغابى

جنيت بروضها وردا، وشوكا
وذقت بكأسها شهدا، وصابا

فلم أر غير حكم الله حكما
ولم أر دون باب الله بابا

ولا عظمت في الأشياء إلا
صحيح العلم، والأدب اللبابا



ولا كرمت إلا وجه حر
يقلد قومه المنن الرغابا

ولم أر مثل جمع المال داء
ولا مثل البخيل به مصابا

فلا تقتلك شهوته، وزنها
كما تزن الطعام أو الشرابا

وخذ لبنيك والأيام ذخرا
وأعط الله حصته احتسابا

فلو طالعت أحداث الليالي
وجدت الفقر أقربها انتيابا

وأن البر خير في حياة
وأبقى بعد صاحبه ثوابا



وأن الشر يصدع فاعليه
ولم أر خيرا بالشر آبا

فرفقا بالبنين إذا الليالي
على الأعقاب أوقعت العقابا

ولم يتقلدوا شكر اليتامى
ولا ادرعوا الدعاء المستجابا

عجبت لمعشر صلوا وصاموا
عواهر، خشية وتقى كذابا

وتلفيهم حيال المال صما
إذا داعي الزكاة بهم أهابا

لقد كتموا نصيب الله منه
كأن الله لم يحص النصابا



ومن يعدل بحب الله شيئا
كحب المال؛ ضل هوى وخابا

أراد الله بالفقراء برا
وبالأيتام حبا وارتبابا

فرب صغير قوم علموه
سما وحمى المسومة العرابا

وكان لقومه نفعا وفخرا
ولو تركوه كان أذى وعابا

فعلم ما استطعت، لعل جيلا
سيأتي يحدث العجب العجابا

ولا ترهق شباب الحي يأسا
فإن اليأس يخترم الشبابا

يريد الخالق الرزق اشتراكا
وإن يك خص أقواما وحابا

__________________



" كان بودي أن آتيكم ,, ولكن شوارعكم حمراء ,,

وأنا لا أملك إلا ثوبي الأبيض ",,

* * *

دعــهــم يتــقــاولــون

فـلــن يـخــرج الـبحــر

عــن صمته!!!

ياسمين غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 17-10-2008, 12:21 AM   #13
ياسمين
مشرفة Non-Arabic Forum واستراحة الخيمة
 
الصورة الرمزية لـ ياسمين
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2008
الإقامة: المغرب
المشاركات: 2,102
إفتراضي




يريد الخالق الرزق اشتراكا
وإن يك خص أقواما وحابا

فما حرم المجد جنى يديه
ولا نسي الشقي، ولا المصابا

ولولا البخل لم يهلك فريق
على الأقدار تلقاهم غضابا

تعبت بأهله لوما، وقبلي
دعاة البر قد سئموا الخطابا

ولو أني خطبت على جماد
فجرت به الينابيع العذابا

ألم تر للهواء جرى فأفضى
إلى الأكواخ، واخترق القبابا؟



وأن الشمس في الآفاق تغشى
حمى كسرى، كما تغشى اليبابا؟

وأن الماء تروى الأسد منه
ويشفي من تلعلعها الكلابا؟

وسوى الله بينكم المنايا
ووسدكم مع الرسل الترابا

وأرسل عائلا منكم يتيما
دنا من ذي الجلال فكان قابا

نبي البر، بينه سبيلا
وسن خلاله، وهدى الشعابا

تفرق بعد عيسى الناس فيه
فلما جاء كان لهم متابا

وشافي النفس من نزغات شر
كشاف من طبائعها الذئابا



وكان بيانه للهدي سبلا
وكانت خيله للحق غابا

وعلمنا بناء المجد، حتى
أخذنا إمرة الأرض اغتصابا

وما نيل المطالب بالتمني
ولكن تؤخذ الدنيا غلابا

وما استعصى على قوم منال
إذا الإقدام كان لهم ركابا

تجلى مولد الهادي، وعمت
بشائره البوادي والقصابا

وأسدت للبرية بنت وهب
يدا بيضاء، طوقت الرقابا



لقد وضعته وهاجا، منيرا
كما تلد السماوات الشهابا

فقام على سماء البيت نورا
يضيء جبال مكة والنقابا

وضاعت يثرب الفيحاء مسكا
وفاح القاع أرجاء وطابا

أبا الزهراء، قد جاوزت قدري
بمدحك، بيد أن لي انتسابا

فما عرف البلاغة ذو بيان
إذ لم يتخذك له كتابا

مدحت المالكين، فزدت قدرا
فحين مدحتك اقتدت السحابا



سألت الله في أبناء ديني
فإن تكن الوسيلة لي أجابا

وما للمسلمين سواك حصن
إذا ما الضر مسهم ونابا

كأن النحس حين جرى عليهم
أطار بكل مملكة غرابا

ولو حفظوا سبيلك كان نورا
وكان من النحوس لهم حجابا

بنيت لهم من الأخلاق ركنا
فخانوا الركن، فانهدم اضطرابا

وكان جنابهم فيها مهيبا
وللأخلاق أجدر أن تهابا



فلولاها لساوى الليث ذئبا
وساوى الصارم الماضي قرابا

فإن قرنت مكارمها بعلم
تذللت العلا بهما صعابا

وفي هذا الزمان مسيح علم
يرد على بني الأمم الشبابا

__________________



" كان بودي أن آتيكم ,, ولكن شوارعكم حمراء ,,

وأنا لا أملك إلا ثوبي الأبيض ",,

* * *

دعــهــم يتــقــاولــون

فـلــن يـخــرج الـبحــر

عــن صمته!!!


آخر تعديل بواسطة ياسمين ، 17-10-2008 الساعة 12:32 AM.
ياسمين غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 17-10-2008, 01:40 AM   #14
ياسمين
مشرفة Non-Arabic Forum واستراحة الخيمة
 
الصورة الرمزية لـ ياسمين
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2008
الإقامة: المغرب
المشاركات: 2,102
إفتراضي

نهج البردة



نهج البردة قصيدة نظمها أمير الشعراء أحمد شوقي في مدح الرسول المصطفى صلى الله عليه وسلم ، وهي من أروع القصائد

التي قيلت في مدح المصطفى، وقد عارض بها قصيدة البردة للبوصيري التي يقول في مطلعها :



أمِنْ تَذَكُّرِ جِيران بِـذِي سَلَـمٍ

مَزَجْتَ دَمْعاً جَرَى مِنْ مُقْلَةٍ بِدَمِ



نهج البردة

أحمد شوقي



ريمٌ عَلـى القـاعِ بَيـــــــــنَ البـانِ وَالعَلَـمِ

أَحَلَّ سَفكَ دَمـي فـي الأَشهُـر الحُــــــرُمِ


رَمــــــــى القَضـاءُ بِعَينَـي جُـؤذَرٍ أَسَـداً

يـا ساكِـنَ القـاعِ أَدرِك ساكِــــــــنَ الأَجَـمِ


لَمّـا رَنــــــــــــا حَدَّثَتنـي النَـفـسُ قائِـلَـةً

يا وَيـحَ جَنبِكَ بِالسَهـمِ المُصيـبِ رُمـي


جَحَدتُهـا وَكَتَمـتُ السَهــــــــمَ فـي كَبِـدي

جُــــــــرحُ الأَحِبَّـةِ عِنـدي غَيـرُ ذي أَلَـمِ


رُزِقتَ أَسمَحَ ما في النــــاسِ مِـن خُلُـقٍ

إِذا رُزِقتَ اِلتِمـاسَ العُــــــذرِ فـي الشِيَـمِ


يـا لائِمـي فـي هَــــــــــواهُ وَالهَـوى قَـدَرٌ

لَو شَفَّـكَ الوَجـدُ لَـــــــــم تَعـذِل وَلَـم تَلُـم


ِلَقَـد أَنَلتُـكَ أُذنـــــــــــــــــاً غَـيـرَ واعِـيَـةٍ

وَرُبَّ مُنتَصِـتٍ وَالقَلـبُ فـــــــــي صَـمَـمِ


يا ناعِسَ الطَرفِ لا ذُقـــتَ الهَـوى أَبَـداً

أَسهَرتَ مُضناكَ في حِفـظِ الهَـوى فَنَـــمِ


أَفديـكَ إِلفـاً وَلا آلـــــــــــو الخَيـالَ فِــدىً

أَغـراكَ باِلبُخـلِ مَـن أَغـــــــــراهُ بِالكَـرَمِ


سَـرى فَصـادَفَ جُرحــــــــاً دامِيـاً فَأَسـا

وَرُبَّ فَضـلٍ عَلـــــــــــى العُـشّـاقِ لِلحُـلُـمِ



مَـنِ المَوائِـسُ بانـاً بِالرُبــــــــــى وَقَـنـاً

اللاعِبـاتُ بِروحـــــــي السافِحـاتُ دَمــي


السافِـراتُ كَأَمثـــــــــالِ الـبُـدورِ ضُـحـىً

يُغِرنَ شَمسَ الضُحـى بِالحَلـيِ وَالعِصَـمِ


القـاتِـلاتُ بِأَجـفـــــــــــــــانٍ بِـهـا سَـقَــمٌ

وَلِلمَنِـيَّـةِ أَسـبـابٌ مِـــــــــــــــنَ السَـقَـمِ


العاثِـراتُ بِأَلـبـابِ الـــــــــــرِجـالِ وَمــا

أُقِلنَ مِـن عَثَـراتِ الـــــــدَلِّ فـي الرَسَـمِ


المُضرِمـاتُ خُــــــدوداً أَسفَـرَت وَجَـلَـت

عَـن فِتنَـةٍ تُسلِـمُ الأَكـبـــــــــــادَ لِلـضَـرَمِ


الحامِـلاتُ لِــــــــواءَ الحُـسـنِ مُختَلِـفـاً

أَشكالُـهُ وَهـوَ فَــــــــــردٌ غَـيـرُ مُنقَـسِـمِ


مِـن كُـلِّ بَيضـاءَ أَو سَمـــــــراءَ زُيِّنَـتـا

لِلعَيـنِ وَالحُسـنُ فـــي الآرامِ كَالعُصُـمِ


يُرَعنَ لِلبَصَـرِ السامـي وَمِـــن عَجَـبٍ

إِذا أَشَـرنَ أَسَـــــــــــرنَ اللَـيـثَ بِالعـنَـمِ


وَضَعتُ خَـدّي وَقَسَّمـتُ الفُـؤادَ رُبـيً

يَرتَعـنَ فــــــــي كُنُـسٍ مِنـهُ وَفـي أَكَـمِ


يـا بِنـتَ ذي اللَبَـدِ المُحَمّـى جانِـبُـــــــهُ

أَلقاكِ في الغـابِ أَم أَلقـاكِ فـي الأُطُــمِ؟



مـا كُنـتُ أَعلَـمُ حَتّــــــــى عَـنَّ مَسكَنُـهُ

أَنَّ المُنـى وَالمَنايـــــا مَضـرِبُ الخِـيَـمِ


مَن أَنبَتَ الغُصنَ مِـن صَمصامَـةٍ ذَكَـر

وَأَخـرَجَ الريــــــمَ مِـن ضِرغامَـةٍ قَـرِمِ


بَيني وَبَينُـكِ مِـــــن سُمـرِ القَنـا حُجُـبٌ

وَمِثلُـهـا عِـفَّـةٌ عُـذرِيَّـــــــــــــةُ العِـصَـمِ


لَم أَغشَ مَغناكِ إِلّا فـي غُضـونِ كِــرىً

مَغنـاكَ أَبـعَـدُ لِلمُشـتـاقِ مِــــــــــــن إِرَمِ


يـا نَفـسُ دُنيــــــــاكِ تُخفـى كُـلَّ مُبكِيَـةٍ

وَإِن بَـدا لَـكِ مِنهـا حُســــــــنُ مُبتَـسَـمِ


فُضّـي بِتَقـواكِ فاهـاً كُلَّمـــــــا ضَحِـكَـت

كَمـا يَفُـضُّ أَذى الرَقـشـــــــــاءِ بِالـثَـرَمِ


مَخطوبَـةٌ مُنـذُ كــــــانَ النـاسُ خاطِـبَـةٌ

مِن أَوَّلِ الدَهــــــرِ لَـم تُرمِـل وَلَـم تَئَـمِ


يَفنـى الزَمـانُ وَيَبقـى مِــــــن إِساءَتِهـا

جُـرحٌ بِـآدَمَ يَبكـي مِنــــــــهُ فــي الأَدَمِ


لا تَحفَـلـي بِجَنــــــــــاهـا أَو جِنايَـتِـهـا

المَـوتُ بِالزَهـرِ مِثــــلُ المَـوتِ بِالفَحَـمِ


كَــــــــــم نائِـمٍ لا يَراهـا وَهــيَ سـاهِـرَةٌ

لَـولا الأَمانِــــــــــيُّ وَالأَحـلامُ لَــم يَـنَـمِ



طَـوراً تَمُـــــــــدُّكَ فـي نُعـمـى وَعافِـيَـةٍ

وَتــــــارَةً فـي قَـرارِ البُـؤسِ وَالوَصَـمِ


كَــــــم ضَلَّلَتـكَ وَمَـن تُحجَـب بَصيرَتُـهُ

إِن يَلـقَ صابـــــــا يَـرِد أَو عَلقَمـاً يَسُـمُ


يـا وَيلَتـاهُ لِنَفسـي راعَـهـا وَدَهـــــــــــا

مُسـوَدَّةُ الصُحـفِ فـــــي مُبيَضَّـةِ اللَمَـمِ


رَكَضتُها فـي مَريــــعِ المَعصِيـاتِ وَمـا

أَخَـذتُ مِـن حِميَـةِ الطاعـــــــاتِ لِلتُخَـمِ


هامَـت عَلـى أَثَـــــــــرِ اللَـذّاتِ تَطلُبُـهـا

وَالنَفسُ إِن يَدعُها داعـي الصِبـا تَهِـمِ


صَـلاحُ أَمـــــــــــــرِكَ لِـلأَخـلاقِ مَرجِـعُـهُ

فَقَـوِّمِ النَـفـسَ بِـالأَخــــــــــــلاقِ تَستَـقِـمِ


وَالنَفسُ مِن خَيرِهـا فـي خَيـــــرِ عافِيَـةٍ

وَالنَفسُ مِن شَرِّهـا فـي مَرتَـعٍ وَخِـــــمِ


تَطغـى إِذا مُكِّنَـت مِـن لَـــــــــذَّةٍ وَهَــوىً

طَغيَ الجِيـادِ إِذا عَضَّـت عَلـى الشُكُــــــمِ


إِن جَلَّ ذَنبي عَـنِ الغُفــــــرانِ لـي أَمَـلٌ

في اللَـهِ يَجعَلُنـي فـي خَيـــــــرِ مُعتَصِـمِ


أَلقـى رَجائـي إِذا عَــــــــزَّ المُجيـرُ عَلـى

مُفَـرِّجِ الكَـرَبِ فــــــــي الدارَيـنِ وَالغَمَـمِ



إِذا خَفَضـتُ جَـنـــــــــــــاحَ الــذُلِّ أَسـأَلُـهُ

عِزَّ الشَفاعَـةِ لَــــــــم أَسـأَل سِـوى أُمَـمِ


وَإِن تَـقَـــــــــــدَّمَ ذو تَـقـوى بِصـالِـحَـةٍ

قَدَّمـتُ بَيـنَ يَـدَيـهِ عَـبـرَةَ الـنَــــــــــــــدَمِ


لَزِمـتُ بـابَ أَميــــــــــرِ الأَنبِيـاءِ وَمَــن

يُمسِـك بِمِفتـــــــــــاحِ بـابِ الـلَـهِ يَغتَـنِـمِ


فَـكُـلُّ فَـضـــــــــــــلٍ وَإِحـسـانٍ وَعـارِفَـةٍ

مـــــــــــــا بَيـنَ مُستَـلِـمٍ مِـنـهُ وَمُلـتَـزِمِ


عَلَّقـتُ مِـن مَدحِــــــــــهِ حَبـلاً أُعَـزُّ بِـهِ

فـي يَـــــــومِ لا عِـزَّ بِالأَنسـابِ وَاللُحَـمِ


يُزري قَريضـي زُهَيـراً حيــــنَ أَمدَحُـهُ

وَلا يُقـاسُ إِلـى جـــــــودي لَـدى هَـرِمِ


مُحَمَّــــــــــدٌ صَـفـوَةُ الـبـاري وَرَحمَـتُـهُ

وَبُغيَـةُ اللَـهِ مِـن خَلــــــــقٍ وَمِـن نَسَـمِ


وَصاحِبُ الحَوضِ يَـومَ الرُسـلِ سائِلَـةٌ

مَتــى الـوُرودُ وَجِبريـلُ الأَميـنُ ظَمـي


سَنـــــــــــاؤُهُ وَسَـنـاهُ الشَـمـسُ طالِـعَـةً

فَالجِرمُ فـي فَلَـكٍ وَالضَــــــوءُ فـي عَلَـمِ


قَـد أَخطَـأَ النَجـمَ مـا نالَــــــــــت أُبُـوَّتُـهُ

مِـن سُـؤدُدٍ بــــــــاذِخٍ فـي مَظهَـرٍ سَنِـمِ



نُموا إِلَيهِ فَـــزادوا فـي الـوَرى شَرَفـاً

وَرُبَّ أَصـــــلٍ لِفَـرعٍ فـي الفَخـارِ نُمـي


حَـواهُ فــــــي سُبُحـاتِ الطُهـرِ قَبلَـهُـمُ

نـورانِ قامــــا مَقـامَ الصُلـبِ وَالرَحِـمِ


لَـمّــــــــــــــــا رَآهُ بَحـيـرا قــالَ نَـعـرِفُـهُ

بِمـا حَفِظنــــــــا مِـنَ الأَسمـاءِ وَالسِـيَـمِ


سائِل حِراءَ وَروحَ القُـدسِ هَـل عَلِمـا

مَصــــــــونَ سِـرٍّ عَــنِ الإِدراكِ مُنكَـتِـمِ


كَـم جيئَـةٍ وَذَهــــــــــابٍ شُـرِّفَـت بِهِـمـا

بَطحــــاءُ مَكَّـةَ فـي الإِصبـاحِ وَالغَسَـمِ


وَوَحشَــــــــةٍ لِاِبـنِ عَبـدِ اللَـهِ بينَهُـمـا

أَشهى مِنَ الأُنـسِ بِالأَحسـابِ وَالحَشَـمِ


يُسامِـرُ الوَحـــــــيَ فيهـا قَبـلَ مَهبِـطِـهِ

وَمَـن يُبَشِّـر بِسيمـى الخَيــــــــرِ يَتَّـسِـمِ


لَمّا دَعا الصَحبُ يَستَسقـونَ مِـن ظَمَـإٍ

فاضَـت يَـــــــداهُ مِـنَ التَسنيـمِ بِالسَـنَـمِ


وَظَلَّلَـتـهُ فَـصــــــــــــارَت تَستَـظِـلُّ بِــهِ

غَمـامَـــــــــــةٌ جَذَبَتـهـا خـيـرَةُ الـدِيَـمِ


مَحَـبَّـةٌ لِـرَسـولِ الـلَـهِ أُشرِبَـــــــــــهـا

قَعائِـدُ الدَيـرِ وَالرُهبـانُ فـي القِـمَــــــمِ


إِنَّ الشَمائِـلَ إِن رَقَّـت يَـكـــــــادُ بِـهـا

يُغـرى المـادُ وَيُغـرى كُـــلُّ ذي نَسَـمِ


وَنـودِيَ اِقـــــــرَأ تَعالـى الـلَـهُ قائِلُـهـا

لَم تَتَّصِـل قَبـلَ مَـن قيلَـت لَـــــهُ بِفَـمِ


هُـنـاكَ أَذَّنَ لِلـــــــــــرَحَـمَـنِ فَـاِمـتَـلَأَت

أَسمـاعُ مَكَّــــــــةَ مِـن قُدسِـيَّـةِ النَـغَـمِ


فَلا تَسَل عَـن قُرَيـشٍ كَيـفَ حَيرَتُهــا؟

وَكَيـفَ نُفرَتُهـا فـــي السَهـلِ وَالعَلَـمِ؟


تَساءَلواعَـن عَظيـمٍ قَـــــــد أَلَــمَّ بِـهِـم

رَمـى المَشايِـخَ وَالـــــوِلـدانِ بِاللَـمَـمِ


ياجاهِليـنَ عَلـى الـهـــــادي وَدَعـوَتِـهِ

هَـل تَجهَلـونَ مَكــانَ الصـادِقِ العَلَـمِ؟


لَقَّبتُمـوهُ أَميـنَ القَـومِ فــــــــي صِـغَـرٍ

وَمـا الأَميـنُ عَلـى قَـــــــــولٍ بِمُتَّـهَـمِ



فـاقَ البُـدورَ وَفــــــاقَ الأَنبِيـاءَ فَـكَـم

بِالخُلقِ والخَلقِ مِن حُسـنٍ وَمِـن عِظَـمِ


جـــاءَ النبِيّـونَ بِالآيـاتِ فَاِنصَـرَمَـت

وَجِئتَـنـا بِحَكـيـمٍ غَـيــــــــــرِ مُنـصَـرِمِ


آياتُـهُ كُلَّمـا طــــــــــالَ الـمَـدى جُــدُدٌ

يَزينُـهُـنَّ جَـــــــــــلالُ العِـتـقِ وَالـقِـدَمِ


يَكـــــــــــادُ فـي لَفـظَـةٍ مِـنـهُ مُشَـرَّفَـةٍ

يوصيـكَ بِالحَـقِّ وَالتَقـوى وَبِالــرَحِـمِ


يــا أَفـصَـحَ الناطِقـيـنَ الـضــادَ قاطِبَة

حَديثُكَ الشَهـــــــدُ عِندَ الذائِـقِ الفَهِـمِ


حَلَّيـتَ مِـن عَطَـــــلٍ جيـدَ البَيـانِ بِـهِ

فـي كُـــــلِّ مُنتَثِـرٍ فـي حُسـنِ مُنتَظِـمِ


بِكُـلِّ قَـــــــــــــولٍ كَـريـمٍ أَنــتَ قائِـلُـهُ

تحـيِ القُلــــوبَ وَتُحـيِ مَيِّـتَ الهِـمَـمِ


سَـرَت بَشائِــــــرُ باِلـهـادي وَمَـولِـدِهِ

في الشَرقِ والغَربِ مَسرىالنورِ في الظُلَمِ


تَخَطَّفَـت مُهَـجَ الطاغيـنَ مِـن عَــرَبٍ

وَطَيَّـرَت أَنفُـسَ الباغيـنَ مِــن عُجُـمِ


ريعَت لَها شَـرَفُ الإيـوانِ فَاِنصَدَعَـت

مِن صَدمَةِ الحَقِّ لا مِـن صَدمَـةِالقُـدُمِ


أَتَيـتَ وَالنـاسُ فَوضـــى لا تَمُـرُّ بِهِـم

إِلّا عَلـــــى صَنَـمٍ قَـد هـامَ فـي صَنَـمِ


وَالأَرضُ مَملــوءَةٌ جَــوراً مُسَـخَّـرَةٌ

لِكُــــــلِّ طاغِيَـةٍ فـي الخَـلــقِ مُحتَـكِـمِ


مُسَيطِرُالفُــــرسِ يَبغـي فــي رَعِيَّـتِـهِ

وَقَيصَرُالـــــرومِ مِـن كِبـرٍأَصَـمُّ عَــمِ



__________________



" كان بودي أن آتيكم ,, ولكن شوارعكم حمراء ,,

وأنا لا أملك إلا ثوبي الأبيض ",,

* * *

دعــهــم يتــقــاولــون

فـلــن يـخــرج الـبحــر

عــن صمته!!!


آخر تعديل بواسطة ياسمين ، 17-10-2008 الساعة 01:52 AM.
ياسمين غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 17-10-2008, 02:54 AM   #15
ياسمين
مشرفة Non-Arabic Forum واستراحة الخيمة
 
الصورة الرمزية لـ ياسمين
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2008
الإقامة: المغرب
المشاركات: 2,102
إفتراضي


قصيدة نهج البردة

الجزء الثاني





مُسَيطِرُالفُــــرسِ يَبغـي فــي رَعِيَّـتِـهِ

وَقَيصَرُالـــــرومِ مِـن كِبـرٍأَصَـمُّ عَــمِ


يُعَذِّبـانِ عِبــــــــــادَ الـلَـهِ فــي شُـبَـهٍ

وَيَذبَـحـانِ كَـمــــــــا ضَحَّـيـتَ بِالغَـنَـمِ


وَالخَلـــقُ يَفتِـكُ أَقـواهُـم بِأَضعَفِـهِـم

كَاللَيـــثِ بِالبَهـمِ أَو كَالـحـوتِ بِالبَـلَـمِ


أسرى بِـكَ اللَـهُ لَـيـلاً إِذ مَلائِـكُـهُ

والرُسلُ في المَسجِدِالأَقصى عَلى قَدَمِ


لَمّـا خَطَـــــــرتَ بِـهِ اِلتَـفّـوا بِسَيِّـدِهِـم

كَالشُهـبِ بِالبَـدرِ أَو كَالجُنـدِ بِالعَـلَـمِ


صَلّـى وَراءَكَ مِنهُـم كُــــلُّ ذي خَـطَـرٍ

وَمَـن يَفُـــــــــز بِحَبـيـبِ الـلَـهِ يَأتَـمِـمِ


جُبتَ السَماواتِ أَو ما فَوقَهُـنَّ بِهِـــم

عَـلـى مُـنَـوَّرَةٍ دُرِّيَّــــــــــــــــةِ الـلُـجُـمِ


رَكوبَـةً لَـكَ مِـن عِـــــــزٍّ وَمِـن شَـرَفٍ

لا في الجِيـادِ وَلا فــي الأَينُـقِ الرُسُـمِ


مَشيئَـةُ الخالِـــــــقِ البـاري وَصَنعَتُـهُ

وَقُــــــدرَةُ اللَـهِ فَـوقَ الشَـكِّ وَالتُهَـمِ


حَتّى بَلَغـتَ سَمــــــــاءً لا يُطـارُ لَهـا

عَلى جَنـــــاحٍ وَلا يُسعـى عَلـى قَـدَمِ



وَقيـلَ كُــــــــــــــلُّ نَبِـيٍّ عِـنـدَ رُتبَـتِـهِ

وَيا مُحَمَّـــــــدُ هَـذا العَـرشُ فَاِستَلِـمِ


خَطَطـتَ لِلديـــــنِ وَالدُنيـا عُلومَهُمـا

يا قارِئَ اللَــوحِ بَل يـا لامِـسَ القَلَـمِ


أَحَطــــــتَ بَينَهُمـا بِالسِـرِّ وَاِنكَشَفَـت

لَكَ الخَزائِنُ مِـــــــن عِلـمٍ وَمِـن حِكَـمِ


وَضــاعَفَ القُربُ ما قُلِّدتَ مِـن مِنَـنٍ

بِلا عِــــــــــدادٍ وَمـا طُوِّقـتَ مِـن نِعَـمِ


سَل عُصبَةَ الشِركِ حَولَ الغارِ سائِمَةً

لَــــــــــولا مُطـارَدَةُ المُختـارِ لَـم تُسَـمَ


هَل أَبصَروا الأَثَرَالوَضّاءَ أَم سَمِعـوا

هَمسَ التَسابيـــحِ وَالقُـرآنِ مِـن أُمَـمِ


وَهَل تَمَثَّــــــلَ نَسـجُ العَنكَبـوتِ لَهُـم

كَالغابِ وَالحائِماتُ وَالزُغبُ كَالرُخَمِ


فَأَدبَـروا وَوُجـــــوهُ الأَرضِ تَلعَنُـهُـم

كَباطِلٍ مِـن جَـــــــلالِ الحَـقِّ مُنهَـزِمِ


لَولا يَدُ اللَـهِ بِالجــــــارَيـنَ مـا سَلِمـا

وَعَينُهُ حَـــــولَ رُكـنِ الديـنِ لَـم يَقُـمِ


تَوارَيـا بِجَنــــــــــاحِ الـلَـهِ وَاِستَـتَـرا

وَمَن يَضُـمُّ جَنـــــــاحُ اللَـهِ لا يُضَـمِ



يا أَحمَدَ الخَيرِ لـي جــاهٌ بِتَسمِيَتـي

وَكَيفَ لا يَتَسامى بِالرَسـولِ سَمــي؟


المادِحـونَ وَأَربـــــابُ الهَـوى تَبَـعٌ

لِصاحِبِ البُردَةِ الفَيحـاءِ ذي القَـدَمِ


مَديحُهُ فيـكَ حُـــــبٌّ خالِـصٌ وَهَـوىً

وَصادِقُ الحُبِّ يُملـــي صـادِقَ الكَلَـمِ


اللَـهُ يَشهَـدُ أَنّـــــــــــــي لا أُعـارِضُـهُ

من ذا يُعارِضُ صَوبَ العارِضِ العَرِمِ؟


وَإِنَّما أَنــــــا بَعـضُ الغابِطيـنَ وَمَـن

يَغبِـط وَلِيَّـــــــــــكَ لا يُـذمَـم وَلا يُـلَـمِ


هَـــــذا مَقـامٌ مِـنَ الرَحمَـنِ مُقتَبَـسٌ

ترمــــــــي مَهابَتُـهُ سَحبـانَ بِالبَـكَـمِ


البَدرُ دونَكَ فـي حُسنٍ وَفـي شَـرَفٍ

وَالبَحــــرُ دونَكَ في خَيـرٍ وَفـي كَـرَمِ


شُــمُّ الجِبـالِ إِذا طاوَلتَهـا اِنخَفَضَـت

وَالأَنجُمُ الزُهرُ مـــــا واسَمتَهـا تَسِـمِ


وَاللَيثُ دونَـكَ بَأسـاً عِنـــــــدَ وَثبَتِـهِ

إِذا مَشَيتَ إِلى شاكي السِــلاحِ كَمـي


تَهفـو إِلَيـــــــكَ وَإِن أَدمَيـتَ حَبَّتَهـا

فــي الحَربِ أَفئِـدَةُ الأَبطـالِ وَالبُهَـمِ



مَحَبَّـةُ الـلَـهِ أَلقــــــــــــــاهـا وَهَيبَـتُـهُ

عَلى اِبنِ آمِنَـةٍ فــــــــي كُـلِّ مُصطَـدَمِ


كَأَنَّ وَجهَكَ تَحتَ النَقـعِ بَــــدرُ دُجـىً

يُضـيءُ مُلتَثِمـاً أَو غَيـــــــــــرَ مُلتَـثِـمِ


بَـدرٌ تَطَلَّـعَ فـي بَــــــــــــــــدرٍ فَغُـرَّتُـهُ

كَغُرَّةِ النَصـرِ تَجلـو داجِـــــــيَ الظُلَـمِ


ذُكِرتَ بِاليُتـمِ فـي القُــــــرآنِ تَكرِمَـةً

وَقيمَةُ اللُؤلُـؤِ المَكنــــونِ فـي اليُتُـمِ


الله قسم بَيـــــــــنَ النـاسِ رِزقَهُـمُ

وأنتَ خُيِّــرتَ فـي الأَرزاقِ وَالقِسَـمِ


إِن قُلتَ في الأَمرِ لا أَو قُلتَ فيهِ نَعَـم

فَخيرَةُ اللَـهِ فــــــي لا مِنـكَ أَو نَعَـمِ


أَخوكَ عيسى دَعــــــا مَيتـاً فَقـامَ لَـهُ

وَأَنتَ أَحيَيـتَ أَجيــــــالاً مِـنَ الزِمَـمِ


وَالجَهلُ مَوتٌ فَـــإِن أوتيـتَ مُعجِـزَةً

فَابعَث مِنَ الجَهلِ أَو فَابعَث مِنَ الرَجَمِ


قالوا غَزَوتَ وَرُسلُ اللَهِ مـا بُعِثـوا

لِقَتــــــلِ نَفـسٍ وَلاجـاؤوا لِسَفـكِ دَمِ


جَهــــــلٌ وَتَضليـلُ أَحـلامٍ وَسَفسَطَـةٌ

فَتَحتَ بِالسَيفِ بَعـدَ الفَتـــحِ بِالقَلَـمِ


لَمّـــا أَتى لَكَ عَفـواً كُـلُّ ذي حَسَـبٍ

تَكَفَّــــــــلَ السَيـفُ بِالجُهّـالِ وَالعَـمَـم



ِوَالشَرُّ إِن تَلقَهُ بِالخَيـــــرِ ضِقـتَ بِـهِ

ذَرعـاً وَإِن تَلقَـهُ بِالشَـــــــرِّ يَنحَسِـمِ


سَــــلِ المَسيحِيَّةَ الغَـرّاءَ كَـم شَرِبَـت

بِالصابِ مِن شَهَــــواتِ الظالِـمِ الغَلِـمِ


طَريدَةُ الشِـركِ يُؤذيـــهـا وَيوسِعُهـا

في كُلِّ حيـنٍ قِتـالاً ساطِـعَ الحَـــــــدَمِ


لَـولا حُمــــــــاةٌ لَهـا هَبّـوا لِنُصرَتِهـا

بِالسَيفِ ما اِنتَفَعَت بِالرِفـقِ وَالرُحَـمِ


لَولا مَكــــــــانٌ لِعيسـى عِنـدَ مُرسِلِـهِ

وَحُرمَةٌ وَجَبَت لِلـروحِ فــــي القِـدَمِ


لَسُمِّرَ البَدَنُ الطُـهرُ الشَريـفُ عَلـى

لَـــوحَينِ لَم يَخشَ مُؤذيـهِ وَلَـم يَجِـمِ


جَلَّ المَسيــــحُ وَذاقَ الصَلـبَ شانِئُـهُ

إِنَّ العِقـــــــابَ بِقَـدرِ الذَنـبِ وَالجُـرُمِ


أَخو النَبِـيِّ وَروحُ اللَـهِ فـي نزل

فَوقَ السَماءِ وَدونَ العَـرشِ محترم


عَلَّمتَهُم كُـلَّ شَـيءٍ يَجهَلــــــــونَ بِـهِ

حَتّى القِتالَ وَمـا فيـــــــهِ مِـنَ الذِمَـمِ


دَعَوتَهُـم لِجِهـادٍ فيـــــــــهِ سُـؤدُدُهُـم

وَالحَربُ أُسُّ نِظـامِ الكَـونِ وَالأُمَـمِ


لَولاهُ لَم نَـرَ لِلـدَولاتِ فـــــــــي زَمَـنٍ

ما طالَ مِن عُمُدٍ أَو قَـــــرَّ مِـن دُهُـمِ



تِلـكَ الشَواهِـدُ تَتـرى كُـــــــــــلَّ آوِنَـةٍ

في الأَعصُرِ الغُرِّ لا في الأَعصُرِ الدُهُمِ


بِالأَمسِ مالَت عُروشٌ وَاِعتَلَت سُـــرُرٌ

لَولا القَذائِفُ لَـــــــــم تَثلَـم وَلَـم تَصُـمِ


أَشياعُ عيسى أَعَـدّوا كُــــــــلَّ قاصِمَـةٍ

وَلَم نُعِـدُّ سِـوى حــــــــــالاتِ مُنقَصِـمِ


مَهما دُعيتَ إِلى الهَيجـــاءِ قُمـتَ لَهـا

تَرمي بِأُسدٍ وَيَرمــــــي اللَـهُ بِالرُجُـمِ


عَلـــــــــــــى لِوائِـكَ مِنهُـم كُـلُّ مُنتَـقِـمٍ

لِلَّـهِ مُستَقتِـلٍ فـــــــــــــي اللَـهِ مُعـتَـزِمِ


مُسَبِّـحٍ لِلِقـاءِ الـلَـهِ مُضـطَــــــــــــــرِمٍ

شَوقاً عَلى سابِخٍ كَالبَـرقِ مُضطَــــــرِمِ


لَوصادَفَ الدَهرَ يَبغـي نَقلَـةً فَرَمــــــى

بِعَزمِهِ في رِحــــــــــالِ الدَهـرِ لَـم يَـرِمِ


بيضٌ مَفاليلُ مِن فِعلِ الحُـــروبِ بِهِـم

مِن أَسيُفِ اللَـهِ لا الهِندِيَّـةُ الخُــــــــذُمُ


كَم في التُرابِ إِذا فَتَّشتَ عَـن رَجُـــــلٍ

مَن ماتَ بِالعَهدِ أَو مَن مـاتَ بِالقَسَـمِ


لَولا مَواهِبُ في بَعـضِ الأَنـــــــامِ لَمـا

تَفاوَتَ الناسُ فـي الأَقـــــدارِ وَالقِيَـمِ


شَريعَةٌ لَـكَ فَجَّـــــــــرتَ العُقـولَ بِهـا

عَن زاخِرٍ بِصُنــــــوفِ العِلـمِ مُلتَطِـمِ



يَلوحُ حَولَ سَنـا التَوحيــــدِ جَوهَرُهـا

كَالحَليِ لِلسَيـفِ أَو كَالوَشــــــيِ لِلعَلَـمِ


غَرّاءُ حامَت عَلَيهــــــا أَنفُـسٌ وَنُهـىً

وَمَن يَجِد سَلسَلاً مِـن حِكمَـــــــةٍ يَحُـمِ


نورُ السَبيلِ يُســـــاسُ العالِمـونَ بِهـا

تَكَفَّلَـت بِشَبـابِ الدَهـــــــــــرِ وَالـهَـرَمِ


يَجري الزَمانُ وَأَحكــامُ الزَمـانِ عَلـى

حُكمٍ لَها نافِـــــــذٍ فـي الخَلـقِ مُرتَسِـمِ


لَمّا اِعتَلَت دَولَـــةُ الإِسـلامِ وَاِتَّسَعَـت

مَشَت مَمالِكُــــــــهُ فـي نورِهـا التَمَـمِ


وَعَلَّمَـت أُمَّـــــــــــــــةً بِالقَـفـرِ نـازِلَـةً

رَعيَ القَياصِرِ بَعـدَ الشـــــاءِ وَالنَعَـمِ


كَم شَيَّدَ المُصلِحـونَ العامِلــــونَ بِهـا

في الشَرقِ وَالغَربِ مُلكاً باذِخَ العِظَـمِ


لِلعِلمِ وَالعَدلِ وَالتَمديـنِ مــــا عَزَمـوا

مِنَ الأُمورِ وَما شَـدّوا مِـنَ الحُــــــزُمِ


سُرعانَ مـا فَتَحـوا الدُنيـــــــا لِمِلَّتِهِـم

وَأَنهَلوا الناسَ مِن سَلسالِهـــا الشَبِـمِ


ساروا عَلَيها هُداةَ الناسِ فَهيَ بِهِـم

إِلى الفَلاحِ طَريـقٌ واضِــــــحُ العَظَـمِ


لا يَهدِمُ الدَهرُ رُكنـاً شـــــــادَ عَدلَهُـمُ

وَحائِـــــــــطُ البَغـيِ إِن تَلمَسـهُ يَنهَـدِمِ



نالوا السَعادَةَ في الدارَينِ وَاِجتَمَعـوا

عَلى عَميمٍ مِـنَ الرُضـــــــوانِ مُقتَسَـمِ


دَع عَنكَ روما وَآثينـا وَمـا حَوَتــــــا

كُلُّ اليَواقيـتِ فـي بَغـــــــدادَ وَالتُـوَمِ


وَخَـلِّ كِسـرى وَإيوانـاً يَـــــــــــدِلُّ بِـهِ

هَوىً عَلـى أَثَـرِ النيــــــــرانِ وَالأَيُـمِ


وَاِترُك رَعمَسيسَ إِنَّ المُلكَ مَظهَـرُهُ

في نهضَةِ العَدلِ لا في نَهضَةِ الهَـرَمِ


دارُ الشَرائِــــــــــعِ رومـا كُلَّمـا ذُكِـرَت

دارُ السَلامِ لَهـا أَلقَـت يَــــــــدَ السَلَـمِ


مـا ضارَعَتهـا بَيانـاً عِنــــــــــدَ مُلتَـأَمٍ

وَلا حَكَتهـا قَضــــــــاءً عِنـدَ مُختَصَـمِ


وَلا اِحتَوَت في طِرازٍ مِن قَياصِرِهـا

عَلـى رَشيــــــــدٍ وَمَأمـونٍ وَمُعتَصِـمِ


مَـنِ الَّذيـنَ إِذا ســــــــــارَت كَتائِبُـهُـم

تَصَرَّفـوا بِحُـــــدودِ الأَرضِ وَالتُخَـمِ


وَيَجلِسـونَ إِلــــــــــى عِلـمٍ وَمَعـرِفَـةٍ

فَـلا يُدانَـونَ فـــــــــي عَقـلٍ وَلا فَهَـمِ


يُطَأطِـئُ العُلَمـاءُ الهـــــامَ إِن نَبَسـوا

مِن هَيبَةِ العِلمِ لا مِن هَيبَـةِ الحُكُــمِ


وَيُمطِــــرونَ فَما بِـالأَرضِ مِـن مَحَـلٍ

وَلا بِمَن باتَ فَوقَ الأَرضِ مِن عُــدُمِ


خَلائِفُ اللَـهِ جَلّـــــــوا عَـن مُوازَنَـةٍ

فَلا تَقيسَـنَّ أَمـلاكَ الــــــــوَرى بِهِـمِ


مَن فـي البَرِيَّـةِ كَالفـــــــاروقِ مَعدَلَـةً؟

وَكَاِبنِ عَبدِ العَزيزِ الخاشِـعِ الحَشِــمِ؟


وَكَالإِمـامِ إِذا مـــــــــا فَـضَّ مُزدَحِـمـاً

بِمَدمَعٍ فـي مَآقـي القَـــــــومِ مُزدَحِـمِ


الزاخِرُ العَذبُ فـي عِلــــــمٍ وَفـي أَدَبٍ

وَالناصِرُالنَدبِ في حَــربٍ وَفـي سَلَـمِ؟




__________________



" كان بودي أن آتيكم ,, ولكن شوارعكم حمراء ,,

وأنا لا أملك إلا ثوبي الأبيض ",,

* * *

دعــهــم يتــقــاولــون

فـلــن يـخــرج الـبحــر

عــن صمته!!!

ياسمين غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 22-10-2008, 01:01 AM   #16
ياسمين
مشرفة Non-Arabic Forum واستراحة الخيمة
 
الصورة الرمزية لـ ياسمين
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2008
الإقامة: المغرب
المشاركات: 2,102
إفتراضي




قصيدة نهج البردة

الجزء الثالث



الزاخِرُ العَذبُ فـي عِلــــــمٍ وَفـي أَدَبٍ

وَالناصِرُالنَدبِ في حَــربٍ وَفـي سَلَـمِ

أَو كَاِبنِ عَفّانَ وَالقُـــــرآنُ فـي يَـدِهِ

يَحنوعَلَيهِ كَما تَحنـو عَلــــى الفُطُـمِ

وَيَجمَــــــــعُ الآيَ تَرتيـبـاً وَيَنظُمُـهـا

عِقداً بِجيـدِ اللَيالــــــي غَيـرَ مُنفَصِـمِ؟

جُرحانِ في كَبِـــدِ الإِسـلامِ مـا اِلتَأَمـا

جُرحُ الشَهيدِ وَجُرحٌ بِالكِتـابِ دَمي

وَمـا بَــــــــــــــلاءُ أَبـي بَـكـرٍ بِمُتَّـهَـمٍ

بَعدَ الجَلائِـلِ فـي الأَفعــــــالِ وَالخِـدَمِ

بِالحَزمِ وَالعَزمِ حاطَ الدينَ في مِحَـنٍ

أَضَلَّتِ الحُلـمَ مِـن كَهــــــــلٍ وَمُحتَلِـمِ

وَحِدنَ بِالراشِــــدِ الفاروقِ عَـن رُشـدٍ

في المَوتِ وَهوَ يَقينٌ غَيــــرُ مُنبَهِـمِ

يُجـادِلُ القَــــــــــــومَ مُسـتَـلّاً مُهَـنَّـدَهُ

في أَعظَمِ الرُسلِ قَدراً كَيفَ لَــــم يَـدُمِ

لا تَعذُلـوهُ إِذا طــــــــافَ الذُهـولُ بِـهِ

ماتَ الحَبيبُ فَضَـلَّ الصَبُّ عَن رَغَـمِ



يا رَبِّ صَلِّ وَسَلِّـم مـــــــا أَرَدتَ عَلـى

نَزيلِ عَرشِـكَ خَيـــــــــرِ الرُسـلِ كُلِّهِـمِ

مُحـيِ اللَيالـي صَــــــــلاةً لا يُقَطِّعُهـا

إِلا بِدَمـعٍ مِـنَ الإِشفـــــــــاقِ مُنسَجِـمِ

مُسَبِّحاً لَـكَ جُنـحَ اللَيــــــــلِ مُحتَمِـلاً

ضُرّاً مِنَ السُهدِ أَو ضُرّاً مِنَ الـوَرَمِ

رَضِيَّـةٌ نَفسُــــــــــهُ لا تَشتَكـي سَـأَمـاً

وَما مَعَ الحُبِّ إِن أَخلَصتَ مِن سَـأَمِ

وَصَـلِّ رَبّـــــــــــي عَلـى آلٍ لَـهُ نُخَـبٍ

جَعَلتَ فيهِم لِـــــواءَ البَيـتِ وَالحَـرَمِ

بيضُ الوُجوهِ وَوَجهُ الدَهرِ ذو حَلَـكٍ

شُمُّ الأُنــوفِ وَأَنفُ الحادِثـاتِ حَمـى

وَأَهـدِ خَيــــــــــرَ صَـلاةٍ مِنـكَ أَربَعَـةً

في الصَحبِ صُحبَتُهُم مَرعِيَّةُ الحُـرَمِ

الراكِبيـنَ إِذا نـادى النَبِـيُّ بِــــــــــهِـم

ماهالَ مِن جَلَلٍ وَاِشتَــــــدَّ مِـن عَمَـم

الصابِريـــــنَ وَنَفـسُ الأَرضِ واجِفَـةٌ

الضاحِكينَ إِلـى الأَخطــــــارِ وَالقُحَـمِ




يارَبِّ هَبَّـت شُعـوبٌ مِـــــــــن مَنِيَّتِهـا

وَاِستَيقَظَت أُمَـمٌ مِـن رَقـــــــدَةِ العَـدَمِ

سَعدٌ وَنَحـسٌ وَمُلـكٌ أَنـتَ مالِكُــــــــهُ

تُديــــــــــــلُ مِـن نِعَـمٍ فيـهِ وَمِـن نِقَـمِ

رَأى قَضـاؤُكَ فينـا رَأيَ حِكمَـتِـــــــــهِ

أَكــــــرِم بِوَجهِـكَ مِـن قـاضٍ وَمُنتَقِـمِ

فَاِلطُف لِأَجلِ رَســـــولِ العالَميـنَ بِنـا

وَلا تَــــــــزِد قَومَـهُ خَسفـاً وَلا تُسِـمِ

يا رَبِّ أَحسَنتَ بَــدءَ المُسلِميـنَ بِـهِ

فَتَمِّمِ الفَضلَ وَاِمنَــــح حُسـنَ مُختَتَـمِ

تمت



__________________



" كان بودي أن آتيكم ,, ولكن شوارعكم حمراء ,,

وأنا لا أملك إلا ثوبي الأبيض ",,

* * *

دعــهــم يتــقــاولــون

فـلــن يـخــرج الـبحــر

عــن صمته!!!

ياسمين غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 31-10-2008, 11:42 PM   #17
ياسمين
مشرفة Non-Arabic Forum واستراحة الخيمة
 
الصورة الرمزية لـ ياسمين
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2008
الإقامة: المغرب
المشاركات: 2,102
إفتراضي



الهمزية النبوية

أحمد شوقى



ولد الهدى فالكائنات ضياء ..................وفم الزمان تبسم وثناء

الروح والملأ الملائك حوله ................للدين والدنيا به بشراء

والعرش يزهو والحظيرة تزدهى ...........والمنتهى والسدرة العصماء

وحديقة الفرقان ضاحكة الربى ..............بالترجمان شذية غناء

والوحى يقطر سلسلا من سلسل ...........واللوح والقلم البديع رواء

نظمت أسامي الرسل فهي صحيفة..........في اللوح، واسم محمد طغراء

اسم الجلالة في بديع حروفه ..............ألف هنالك، واسم طه الباء



ياخير من جاء الوجود تحية ...............من مرسلين الى الهدى بك جاءوا

بيت النبيين الذي لا يتلقى.................إلا الخائف فيه والحنفاء

خير الأبوة حازهم لك آدم ................دون الأنام وأحرزت حواء

هم أدركوا عز النبوة وانتهت..............فيها إليك العزة القعساء

خلقت لبيتك وهو مخلوق لها..............إن العظائم كفؤها العظماء

بك بشرالله السماء فزينت ..............وتضوعت مسكا بك الغبراء

وبدا محياك الذى قسماته ...............حق وغرتة هدى وحياء

وعليه من نور النبوة رونق ............ومن الخليل وهديه سيماء

أثنى المسيح علية خلف سمائه...........وتهللت واهتزت العذراء



يوم يتيه على الزمان صباحه ............ومساؤه بمحمد وضاء

الحق عالى الركن فيه مظفر .............في الملك لايعلو عليه لواء

ذعرت عروش الظالمين فزلزلت..........وعلت على تيجانهم أصداء

والنار خاوية الجوانب حولهم.............خمدت ذوائبها وغاض الماء

والآى تترى والخوارق جمة .............جبريل رواح بها غداء

نعم اليتيم بدت مخايل فضله..............واليتم رزق بعضه وذكاء

في المهد يستسقى الحيا برجائه............وبقصده تستدفع البأساء

بسوى الأمانة في الصبا والصدق لم.......يعرفه أهل الصدق والأمناء

يامن له الأخلاق ما تهوى العلا ...........منها وما يتعشق الكبراء

لو لم تقم دينا لقامت وحدها...............دينا تضيء بنوره الآناء

زانتك فى الخلق العظيم شمائل ...........يغرى بهن ويولع الكرماء

أما الجمال فأنت شمس سمائه............وملاحة الصديق منك أياء

والحسن من كرم الوجوه وخيره..........ما أوتي القواد والزعماء



فإ ذا سخوت بلغت بالجود المدى ..........وفعلت ما لاتفعل الأنواء

وإذا عفوت فقادرا ومقدرا.................لايستهين بعفوك الجهلاء

وإذا رحمت فأنت أم أوأب ................هذان فى الدنيا هما الرحماء

وإذا غضبت فإنما هي غضبة..............في الحق لا ضغن ولا بغضاء

وإذا رضيت فذاك في مرضاته.............ورضى الكثير تحمل ورياء

وإذاخطبت فللمنابر هزة.................. تعرو الندى و للقلوب بكاء

وإذا قضيت فلا ارتياب كأنما...............جاء الخصوم من السماء قضاء

وإذا حميت الماء لم يورد ولو..............أن القياصر والملوك ظماء

وإذا أجرت فأنت بيت الله لم................يدخل عليه المستجير عداء

وإذا ملكت النفس قمت ببرها................ولو أن ما ملكت يداك الشاء

وإذا بنيت فخير زوج عشرة.................وإذا ابتنيت فدونك الآباء

وإذا صحبت رأى الوفاء مجسما..............في بردك الأصحاب والخلطاء

وإذا أخذت العهد أو أعطيته .................فجميع عهدك ذمة ووفاء

وإذا مشيت إلى العدا فغضنفر...............وإذا جريت فإنك النكباء

وتمد حلمك للسفيه مداريا...................حتى يضيق بعرضك السفهاء

في كل نفس من سطاك مهابة................ولكل نفس في نداك رجاء

والرأي لم ينض المهند دونه.................كالسيف لم تضرب به الآراء

يتبع

__________________



" كان بودي أن آتيكم ,, ولكن شوارعكم حمراء ,,

وأنا لا أملك إلا ثوبي الأبيض ",,

* * *

دعــهــم يتــقــاولــون

فـلــن يـخــرج الـبحــر

عــن صمته!!!

ياسمين غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 02-11-2008, 11:54 AM   #18
محمد الحبشي
قـوس المـطر
 
الصورة الرمزية لـ محمد الحبشي
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2006
الإقامة: بعيدا عن هنا
المشاركات: 3,527
إفتراضي

من أعذب ما كنا ننشده ونحن صغار :

النِّيلُ العَذْبُ هو الكوْثرْ * والجنة ُ شاطئه الأخضرْ
ريَّانُ الصَّفحة ِ والمنظرْ * ما أبهى الخلدَ وما أنضرْ !

البحرُ الفَيَّاضُ، القُدسُ * الساقي الناسَ وما غرسوا
وهو المِنْوالُ لما لبِسوا * والمُنْعِمُ بالقطنِ الأَنوَر

جعلَ الإحسانَ له شرعا * لم يُخلِ الواديَ من مَرْعى
فتَرَى زرعا يَتلو زرعاً * وهُنا يُجنى ، وهُنا يُبْذَر

جارٍ ويُرَى ليس بجارِ * لأناة ٍ فيه ووقار
ينصبُّ كتلٍّ منهارِ * ويضجُّ فتحسبه يزأر

حبشيُّ اللَّونِ كجيرته * من منبعه وبحيرته
صَبَغَ الشَّطَّيْنِ بسُمْرَته * لوناً كالمسكِ وكالعنبرِ
__________________

محمد الحبشي غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 05-11-2008, 03:34 AM   #19
ياسمين
مشرفة Non-Arabic Forum واستراحة الخيمة
 
الصورة الرمزية لـ ياسمين
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2008
الإقامة: المغرب
المشاركات: 2,102
إفتراضي

إقتباس:
المشاركة الأصلية بواسطة قوس المطر مشاهدة مشاركة
من أعذب ما كنا ننشده ونحن صغار :

النِّيلُ العَذْبُ هو الكوْثرْ * والجنة ُ شاطئه الأخضرْ
ريَّانُ الصَّفحة ِ والمنظرْ * ما أبهى الخلدَ وما أنضرْ !

البحرُ الفَيَّاضُ، القُدسُ * الساقي الناسَ وما غرسوا
وهو المِنْوالُ لما لبِسوا * والمُنْعِمُ بالقطنِ الأَنوَر

جعلَ الإحسانَ له شرعا * لم يُخلِ الواديَ من مَرْعى
فتَرَى زرعا يَتلو زرعاً * وهُنا يُجنى ، وهُنا يُبْذَر

جارٍ ويُرَى ليس بجارِ * لأناة ٍ فيه ووقار
ينصبُّ كتلٍّ منهارِ * ويضجُّ فتحسبه يزأر

حبشيُّ اللَّونِ كجيرته * من منبعه وبحيرته
صَبَغَ الشَّطَّيْنِ بسُمْرَته * لوناً كالمسكِ وكالعنبرِ

أخي قوس المطر



دائما يبهرني عشقك الكبير لجميل الشعر ودرره

فأنت دائم الحضور بحسك المرهف و اختياراتك الرائعة

دامت لك الصحة وصفاء البال لكي تغرقنا ببحر أشعارك

الجميلة وفيض مشاعرك الصادقة

ونحن في انتظار جديد إبداعاتك

تحياتي وتقديري إليك
__________________



" كان بودي أن آتيكم ,, ولكن شوارعكم حمراء ,,

وأنا لا أملك إلا ثوبي الأبيض ",,

* * *

دعــهــم يتــقــاولــون

فـلــن يـخــرج الـبحــر

عــن صمته!!!

ياسمين غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 01-10-2010, 05:25 PM   #20
فتى الأندلس
عضو مشارك
 
تاريخ التّسجيل: Sep 2010
الإقامة: تراب مصر وذكريات الأندلس
المشاركات: 542
إرسال رسالة عبر MSN إلى فتى الأندلس إرسال رسالة عبر بريد الياهو إلى فتى الأندلس Send a message via Skype™ to فتى الأندلس
Thumbs up

إقتباس:
المشاركة الأصلية بواسطة ياسمين مشاهدة مشاركة
عَلَّمـوهُ كَيْفَ يَجْفـو



عَلَّمـوهُ كَيْفَ يَجْفـو فَجَفَـا
ظَالـمٌ لاَقَيْتُ مِنْـهُ مَا كَفَـى

مُسْرِفٌ في هَجْـرِهِ مَا يَنْتَهـي
أَتُـراهُـمْ عَلَّمـوهُ السَّـرَفَا

جَعَلُـوا ذَنْبِـي لَدَيْهِ سَهَـري
لَيْتَ بَدّري إذ دَرَى الذَّنْبَ عَفَا



عَرَفَ النَّـاسُ حُقُوقي عِنْـدَهُ
وَغَرِيْمي مَا دَرَى ، مَا عَـرَفَا

صَحَّ لي في العمْـرِ مِنْهُ مَوْعِـدٌ
ثُم مَا صَدَّقْـتُ حَتَّى أَخْلَـفَا

وَيَرَى لِي الصَّبـرَ قَلْبٌ مَا دَرَى
أنَّ مَـا كَلَّفَـني مَـا كَلَّـفَا



مُسْتَهَـامٌ فِي هَـوَاهُ مُـدْنَفٌ
يَتَرَضَّـى مُسْتَهَـاماً مُدْنَـفَا

يَا خَليْلَـيَّ صَفَـا لي حِيلَـةً
وَأرَى الحِيلَـةَ أنْ لاَ تَصِـفَـا

أنَا لَوْ نَادَيْتُـةُ في ذِلَّـةٍ هِـيَ
ذِي رُوحي فَخُذْهَا مَا احْتَفَـى

صعب جدا تغير حال من له مكانه كبيره فى قلوبناااا
ولذا تأتى أبيات الفراق والوداع والجفا وما إلى ذلك وقعها شديد جدااااا

شكرا جزيلااااااا لكم

و بارك الله فيكم ورحم الله الأمير



أخــي هـــل نضـبـــت مــيـــاهك فانقطعت عن الهـديــر

أم قــد هــرمــت و خــار عــزمك فانثنيـت عــن المسيـر
بالأمــس كـنــت مـرنـمـــا بيــن الحـدائــق و الــزهـــور
تتـلـو علـى الـدنــيـا و مــا فيـهــا أحــاديـــث الـدهـــور
بالأمـس كـنــت تسـيــر لا تخشى الموانع في الطريق
و اليــوم قـد هبـطــت عليــــك سكينـة اللحـد العمـيــق
بالأمــس كـنـــت إذا أتــــيـــتك باكــيـــــا سليـتــنــــــي
و اليـــوم صـــرت إذا أتـــــيـــتك ضاحـكــا أبكـيتــنـــــــي
بالأمـس كـنـــت إذا سمـعـــت تنـهـــدي و تـوجـعــــــي
تبــكـــي و هـا أبكــي أنــا وحــدي و لا تبكــي معـــي
مـاذا جــرى لـك بـعــدمـــا قد كنت تهـزج فـي الصبــاح
هل كنت من من قد هوى أو غــــــاب أدراج الــريــــــاح
مـاذا جــرى لـك بـعــدمـــا قد كنت تنشـد في المسـا
هــل داهـمـتــك مصـائــب مثلــي فأخرســك الأســى
مـــا هـــذه الأكــفــــان أم هــذي قيــود مـن حـديـــــد
قــــــد كبـلـتـــــــك و دللـتـــك بها يـد العجــز الشـديـــد

فتى الأندلس غير متصل   الرد مع إقتباس
المشاركة في الموضوع


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع
بحث في هذا الموضوع:

بحث متقدم
طريقة العرض

قوانين المشاركة
You may not post new threads
You may not post replies
You may not post attachments
You may not edit your posts

BB code is متاح
كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

Powered by vBulletin Version 3.7.3
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
 
  . : AL TAMAYOZ : .