العودة   حوار الخيمة العربية > القسم الثقافي > مكتبـة الخيمة العربيـة > دواوين الشعر

« آخـــر الـــمـــشـــاركــــات »
         :: نظرات في رِسَالَةٌ فِي الصُّوفِيَّةِ وَالْفُقَرَاءِ (آخر رد :رضا البطاوى)       :: ابونا عميد عباد الرحمن (آخر رد :عبداللطيف أحمد فؤاد)       :: قراءة في مقال مخاطر من الفضاء قد تودي بالحضارة إلى الفناء (آخر رد :رضا البطاوى)       :: نظرات في كتاب من أحسن الحديث خطبة إبليس في النار (آخر رد :رضا البطاوى)       :: نظرات فى بحث وعي النبات (آخر رد :رضا البطاوى)       :: نظرات في بحث أهل الحديث (آخر رد :رضا البطاوى)       :: قراءة في كتاب إنسانيّة محمد(ص) (آخر رد :رضا البطاوى)       :: الى هيئة الامم المتحدة للمرأة,اعتداء بالضرب على ماجدات العراق في البصرة (آخر رد :اقبـال)       :: المهندس ابراهيم فؤاد عبداللطيف (آخر رد :عبداللطيف أحمد فؤاد)       :: نظرات في مقال احترس من ذلك الصوت الغامض (آخر رد :رضا البطاوى)      

المشاركة في الموضوع
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
غير مقروءة 25-05-2008, 02:00 AM   #1
السيد عبد الرازق
عضو مميز
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2004
الإقامة: القاهرة -- مصر
المشاركات: 3,296
إفتراضي قصائد للشاعر المسلم هاشم الرفاعي . شعر له ت

[FRAME="11 70"]قبل اعدامه بيوم يكتب قصيده الى والده."ابتاه ماذا قد يخط بنانى"للشاعر هاشم الرفاعى

--------------------------------------------------------------------------------


هذه القصيده مؤثره جدا للشاعر هاشم الرفاعى وهو شاعر مصرى اعتقله الرئيس عبد الناصر بسبب انضمامه للاخوان المسلمين وتم اعدامه وكتب هذه القصيده لوالده قبل استشهاده بيوم واحد...اترككم مع القصيده



أبتاه ماذا قد يخط بنانى


أبتاه ماذا قد يخط بنانى والحبل و الجلاد ينتظران
هذا كتاب اليك من زنزانة مقرورة صخرية الجدران
لم تبق الا ليلة احيا بها واحس ان ظلامها اكفانى
ستمر يا ابتاه لست اشك فى هذا وتحمل بعدها جثمانى
الليل من حولى هدوء قاتل والذكريات تمور فى وجدانى
ويهدنى المى فانشد راحتى فى بضع ايات من القران
والنفس بين جوانحى شفافة دب الخشوع بها فهز كيانى
قد عشت أومن بالاله ولم اذق الا اخيرا لذة الايمان
شكرا لهم انا لا اريد طعامهم فليرفعوه فلست بالجوعان
هذا الطعام المر ما صنعته لى امى ولا وضعوه فوق خوان
كلا ولم يشهده يا ابتى معى اخوان لى جاءاه يستبقان
مدوا الى به يدا مصبوغة بدمى وهذه غاية الاحسان
والصمت يقطعه رنين سلاسل عبثت بهن اصابع السجان
ما بين اونة تمر واختها يرنو الى بمقلتى شيطان
من كوة بالباب يرقب صيده ويعود فى امن الى الدوران
انا لا احس باى حقد نحوه ماذا جناه فتمسه اضغانى
هو طيب الاخلاق مثلك يابى لم يبد فى طمأ الى العدوان
لكن ان نام عنى لحظة ذاق العيال مرارة الحرمان
فلربما وهو المروع سحنة لو كان مثلى شاعرا لرثانى
او عاد من يدرى الى اولاده يوما وذُكّرَ صورتى لبكانى
وعلى الجدار الصلب نافذة بها معنى الحياة غليظة القضبان
قد طالما شارفتها متأملا فى السائرين على الأسى اليقظان
فأرى وجوما كالضباب مصورا ما فى قلوب الناس من غليان
نفس الشعور لدى الجميع وإنما كتموا وكان الموت فى إعلانى
ويدور همس فى الجوانح ما الذى فى الثورة الحمقاء قد أغران
أو لم يكن خيرا لنفسى ان أرى مثل الجموع أسير فى إذعان
ما ضرنى لو قد سكت وكلما غلب الأسى بالغت فى الكتمان
هذا دمى سيسيل يجرى مطفئا ما ثار فى جنْبَىَّّ من نيران
وفؤادى الموار فى نبضاته سيكف من غده عن الخفقان
والظلم باق لن يحطم قيده موتى ولن يودى به قربان
ويسير ركب البغى ليس يضيره شاة اذا اجتثت من القطعان
هذا حديث النفس حين تشف عن بشريتى وتمور بعد ثوان
وتقول لى ان الحياة لغاية أسمى من التصفيق للطغيان
انفاسك الحرى وان هى أخمدت ستظل تغمر افقهم بدخان
وقروح جسمك وهو تحت سياطهم قسمات صبح يتقيه الجانى
دمع السجين هناك فى اغلاله ودم الشهيد هنا سيلتقيان
حتى اذا ما أفعمت بهما الربا لم يبق غير تمرد الفيضان
ومن العواصف ما يكون هبوبها بعد الهدوء وراحة الربانى
ان احتدام النار فى جوف الثرى امر يثير حفيظة البركان
وتتابع القطرات ينزل بعده سيل يليه تدفق الطوفان
فيموج يقتلع الطغالة مزمجرا اقوى من الجبروت والسلطان
انا لست ادرى هل ستذكر قصتى ام سوف يعدوها رحى النسيان
او أننى سأكون فى تاريخنا متآمرا أم هادم الاوثان
كل الذى ادريه ان تجرعى كأس المذلة ليس فى إمكانى
لو لم أكن فى ثورتى متطلبا غير الضياء لامتى لكفانى
اهوى الحياة كريمة لا قيد لا إرهاب لا إستخفاف بالإنسان
فاذا سقطُت سقطُت أحمل عزتى يغلى دم الاحرار فى شِريانى



أبتاه إن طلع الصباح على الدنى وأضاء نور الشمس كل مكان
واستقبل العصفور بين غصونه يوما جديدا مشرق الألوان
وسمعت أنغام التفاؤل ثرة تجرى على فم بائع الالبان
واتى يدق- كما تعود- بابنا سيدق باب السجن جلادان
واكون بعد هنيهة متأرجحا فى الحبل مشدودا الى العيدان
ليكن عزاؤك ان هذا الحبل ما صنعته فى هذى الربوع يدان
نسجوه فى بلد يشع حضارة وتضاء منه مشاعل العرفان
او هكذا زعموا وجىء به الى بلدى الجريح على يد الاعوان
أنا لا اريدك ان تعيش محطما فى زحمة الألام والاشجان
إن ابنك المصفود فى أغلاله قد سيق نحو الموت غير مدان
فاذكر حكايات بأيام الصبا قد قلتها لى عن هوى الأوطان
وإذا سمعت نشيج امى فى الدجى تبكى شبابا ضاع فى الريعان
وتكتم الحسرات فى أعماقها ألما تواريه عن الجيران
فاطلب اليها الصفح عنى اننى لا ابتغى منها سوى الغفران
مازال فى سمعى رنين حديثها ومقالها فى رحمة وحنان
أبنى إنى قد غدوت عليلة لم يبق لى جلد على الأحزان
فأذق فؤادى فرحة بالبحث عن بنت الحلال ودعك من عصيان
كانت لها أمنية ريانة يا حسن أمال لها وأمان
غزلت خيوط السعد مخضلا ولم يكن إنتفاض الغزل فى الحسبان
والان لا ادرى باى جوانح ستبيت بعدى أم باى جنان
هذا الذى سطرته لك يا أبى بعض الذى يجرى بفكر عان
لكن إذا إنتصر الضياء ومُزقت بيد الجموع شريعة القرصان
فلسوف يذكرنى ويُكبر همتى من كان فى بلدى حليف هوان
والى لقاء تحت ظل عدالة قدسية الأحكام والميزان
.................................................. ............................................
رحم الله شاعرنا الكبير الشهيد هاشم مصطفى الرفاعى...برجاء كل من يقرأ هذه القصيده الدعاء له بالرحمه والمغفره..والدعاء لشباب المسلمين ولى بالهدايه
[/FRAME]
السيد عبد الرازق غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 25-05-2008, 02:12 AM   #2
السيد عبد الرازق
عضو مميز
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2004
الإقامة: القاهرة -- مصر
المشاركات: 3,296
إفتراضي

[FRAME="11 70"]ترجمة لحياة الشاعر هاشم الرفاعي

هذه الترجمة نقلا عن كتاب " ديوان هاشم الرفاعي – المجموعة الكاملة " جمع وتحقيق محمد حسن بريغش " باختصار "

اسم الشاعر الحقيقي :
سيد بن جامع بن هاشم بن مصطفى الرفاعي
ولكنه اشتهر باسم جده هاشم لشهرته ونبوغه ، وتيمنا بما عرف عنه من فضل وعلم .
وعرف شاعرنا بهذا الاسم وانطوى الاسم الحقيقي عنه
. وله أخ بهذا الاسم هاشم .
وكان والده جامع شيخا لإحدى الطرق الصوفية المنتشرة في مصر وقد توارثها عن أجداده ، وأصبح رائدا لها بعد أبيه .

نشأ الشاعر في هذه الأسرة ، وتربى علي يد والده ، الذي أثر عنه الحزم في التربية، وكان يريد أن يربي الشاعر تربية خاصة ، ليكون رائد الطريقة من بعده، ولكن الشاعر أبي ذلك ورغب أن يدرس في الأزهر ، فرفض أبوه تحقيق رغبته وحاول أن يثنيه وحاول أن يثنيه عن رغبته تلك فأبى فعالجه باللين ثم بالضرب ، ولكن الشاعر زاد إصرارا وتمسكا برغبته رغم صغره ، واشتدت الأزمة بينهما وحار الوالد في أمر ابنه العصي ولكن الطفل الذكي لجأ إلى طريقة أخرى فاتصل ببعض أقاربه وأصدقاءه أبيه ، وأقنعهم برغبته وطلب منهم إقناع والده بها، وفعلوا ذلك ورضخ الوالد بهذه الرغبة أمام تدخل الأقارب والأصدقاء، و هكذا ذهب إلى الأزهر والتحق بمعهد الزقازيق الديني الذي يتبع الأزهر سنة 1947 وحصل على الشهادة الإبتدائية الأزهرية في عام 1951 م ، ثم أكمل دراسته الثانوية في هذا المعهد وحصل علي الشهادة الثانوية في عام 1956 ثم التحق بدار العلوم وتوفي قبل أن يتخرج سنة 1959 .
وكان في مراحل دراسته كلها بارزا بين زملائه ، كان يقول الشعر ولما يبلغ الثانية عشرة من عمره ، ويقود الطلبة في المظاهرات والاحتفالات ضد الاحتلال البريطاني ، والأوضاع الفاسدة السائدة في مصر ، ولقد أصيب برصاصة طائشة تركت أثرا في أعلى رأسه ، وفُصِل من معهد الزقازيق مرتين : الأولى قبل قيام الثورة ، والثانية بعدها لمدة سنتين من سنة 1954 إلى سنة 1956 وكان فصله في المرة الثانية لقيادته للمظاهرات التي خرجت من معهد الزقازيق ضد رجال الثورة الذين ضربوا الاتجاه الإسلامي وأقصوا محمد نجيب عن رئاسة الجمهورية , وبعدها زارأنور السادات - رئيس مجلس الأمة آنذاك – أنشاص – مدينة في محافظة الشرقية بمصر - فألقى الشاعر قصيدة بين يديه وعرض عليه الأمر أيضا ، ثم استطاع أن يتصل بكمال الدين حسين وزير التربية وأعيد إلى المعهد مرة أخرى ، وهذه السنوات التي أبعد فيها عن المعهد جعلته يتأخر عن بعض زملائه .

وفي كلية دار العلوم برز بين الطلاب شاعرا ، ثم تولى مسئولية النشاط الأدبي في الكلية التي كان عميدها الأستاذ الشاعر علي الجندي وكان معجبا به يتنبأ له بمستقبل عظيم ولهذا قال في رثائه
:
لهف نفسي علي الصبا المنضورـ ـ ـ ـ لفه الغدر في ظلام القبور
لهف نفسي علي القريض المصفى ـ ـ ـ ـ صوحت زهره عوادي الشرور
لهف نفسي على النبوغ المسجى ـ ـ ـ ـ برداء من البلى والدثور

وكان يتنبأ له أن يصبح أشهر شعراء العربية في العصر الحديث .
وفي سنة 1959 في الثاني من يوليه تموز قتل الشاعر علي يد بعض حساده ومبغضيه من الشيوعين الذين حاربهم وكشف ضلالهم وخداعهم ولؤم نفوسهم
. وكانت الأحداث الظاهرة التي أدت إلى مقتله هي الخلافات التي وقعت بين الشاعر ومؤيديه وبين فئة أخرى من الشيوعين ومؤيديهم في نادي أنشاص الثقافي ، وحصل صرع بين الفريقين حتى حاول الفريق الآخر تشكيل مجلس إدارة للنادي في 5 أغسطس آب 1958 فقام هاشم وزملاؤه بالاستيلاء علي النادي وشكلوا مجلس إدارة وأخذوا أغراض النادي , واشتد الصراع حتى تدخلت السلطة في الأمر
وفي 28 – 8 اجتمع الطرفان في منزل واحد منهم ، واتفقوا جميعا وعادت أغراض النادي إلى المقر الجديد . ولكن هذه التسوية الظاهرة لم تكن إلا تسوية مؤقته ، لاسيما بعد أن رأوا هاشما يزاد تألقا وتزداد مكانته وشهرته بين الشباب المثقف في أرجاء الوطن العربي فضلا عن بلدته
وكان واضحا أنه يمثل الاتجاه الإسلامي في الصراع الدائر في مصر بين المسلمين وأعدائهم وكان الشيوعيون من ذوي النفوذ في تلك الفترة يحاولون طمس الاتجاه الإسلامي والتنكيل بأصحابه .
اجتمعت كل هذه العوامل لتؤدي إلى استدراج الشاعر إلى خصام مصطنع في ملعب النادي وطعنه بالسكاكين .
ويشاء الله أن يموت الشاعر ، الذي لحق بمن طعنه ليثأر لنفسه حتى نزفت دماؤه وسقط ميتا .
وظل سؤالا يدور علي الألسنة : هل كان قتل الشاعر نتيجة لهذا الحسد والخلاف بينه وبين هؤلاء ؟ أم أن قصائده التي ذاعت ، وحملها الشباب ، وأنشدها المظلومون وشباب المسلمين في السجون والشوارع هي التي دفعت إلى قتله ؟ وهل كانت هناك أصابع خفية أرادت أن تستغل هذه الصورة الظاهرة من الخلافات بينه وبين أقرانه لتقضي عليه دون ضجة ؟ كل ذلك ممكن ، لاسيما وأن صورا كثيرة كانت تتحدث للذين يختفون فجأة بعد أن تشير تقارير العيون والجواسيس إلى خطورتهم وتنطوى صفحات حياتهم فجأة بحادث مصطنع أو مرض مفاجيء أو .. أو ...فهل لقى شاعرنا هذا المصير وبهذه الطريقة بتدبير خفي أم أن موته كان ضربة غادرة لم تحسب للمصير حسابا ؟
[/FRAME]
السيد عبد الرازق غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 25-05-2008, 02:13 AM   #3
السيد عبد الرازق
عضو مميز
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2004
الإقامة: القاهرة -- مصر
المشاركات: 3,296
إفتراضي

[FRAME="11 70"]هذه القصيدة كتبها هاشم الرفاعى عام 1957م على لسان لاجئ فلسطيني :
وصـيّــة لاجــىء
أنا يا بُنيَّ غدًا سيطويني الغسقْ ـ ـ ـ ـ لم يبقْ من ظل الحياة سوى رمقْ
وحطام قلب عاش مشبوبَ القلقْ ـ ـ ـ ـ قد أشرق المصباح يومًا واحترقْ
جفَّت به آماله حتى اختنقْ
فإذا نفضت غبار قبري عن يدك ـ ـ ـ ـ ومضيت تلتمس الطريق إلى غدك
فاذكر وصية والدٍ تحت التراب ـ ـ ـ ـ سلبوه آمال الكهولة والشباب
***
مأساتنا مأساة شعب أبرياء ـ ـ ـ ـ وحكاية يغلي بأسطرها الشقاء
حملت إلى الآفاق رائحة الدماء ـ ـ ـ ـ أنا ما اعتديت ولا ادخرتك لاعتداء
لكن لثأر نبعه دام هنا ـ ـ ـ ـ بين الضلوع جعلته كل المنى
وصبغت أحلامي به فوق الهضاب ـ ـ ـ ـ وظمئت عمري ثم مت بلا شراب
***
كانت لنا دار وكان لنا وطن ـ ـ ـ ـ ألقت به أيدي الخيانة للمحن
وبذلت في إنقاذه أغلى ثمن ـ ـ ـ ـ بيدي دفنت أخاك فيه بلا كفن
إلا الدماء وما ألمَّ بي الوهن
إن كنت يومًا قد سكبت الأدمعا ـ ـ ـ ـ فلأنني حُمِّلت فقدهما معا
جرحان في جنبيّ ثكل واغتراب ـ ـ ـ ـ ولد أُضِيع وبلدة رهن العذاب
***
تلك الربوع هناك قد عرفتك طفلا ـ ـ ـ ـ يجني السنا والزهر حين يجوب حقلا
فاضت عليك رياضها ماءً وظلا ـ ـ ـ ـ واليوم قد دهمت لك الأحداث أهلا
ومروجك الخضراء تحني الهام ذلا
هم أخرجوك فعد إلى من أخرجوك ـ ـ ـ ـ فهناك أرض كان يزرعها أبوك
قد ذقت من أثمارها الشهدَ المذاب ـ ـ ـ ـ فإلامَ نتركها لألسنة الحراب
***
حيفا تئن أما سمعت أنين حيفا ـ ـ ـ ـ وشممت عن بُعد شذى الليمون صيفا
تبكي إذا لمحت وراء الأفْق طيفا ـ ـ ـ ـ سألته عن يوم الخلاص متى وكيفا
هي لا تريدك أن تعيش العمر ضيفا
فوراءك الأرض التي غذت صباك ـ ـ ـ ـ وتود يومًا في شبابك لو تراك
لم تنسها إياك أهوال المصاب ـ ـ ـ ـ ترنو ولكن ملء نظرتها عتاب
***
إن جئتها يومًا وفي يدك السلاح ـ ـ ـ ـ وطلعت بين ربوعها مثل الصباح
فاهتف سلي سمع الروابي والبطاح ـ ـ ـ ـ أنِّي أنا الأمس الذي ضمََدَ الجراح
لبيك يا وطني العزيز المستباح
أولستَ تذكرني أنا ذاك الغلام ـ ـ ـ ـ من أحرقوا مأواه في جنح الظلام
بلهيب نار حولها رقص الذئــاب ـ ـ ـ ـ لفَّت صباه بالدخان وبالضباب
***
سيحدثونك يا بُنيَّ عن السلام ـ ـ ـ ـ إياك أن تصغى إلى هذا الكلام
كالطفل يخدع بالمنى حتى ينام ـ ـ ـ ـ لا سِلمَ أو يجلو عن الوجه الرغام
صدقتهم يومًا فآوتني الخيام
وغدا طعامي من نوال المحسنين ـ ـ ـ ـ يلقى إليّ إلى الجياع اللاجئين
فسلامهم مكر وأمنهمُ سراب ـ ـ ـ ـ نشر الدمار على بلادك والخراب
***
لا تبكينَّ فما بكت عين الجناة ـ ـ ـ ـ هي قصة الطغيان من فجر الحياة
فارجع إلى بلد كنوز أبي حصاه ـ ـ ـ ـ قد كنت أرجو أن أموت على ثراه
أملٌ ذوى ما كان لي أمل سواه
فإذا نفضت غبار قبري عن يدك ـ ـ ـ ـ ومضيت تلتمس الطريق إلى غدك
فاذكر وصية والدٍ تحت التراب ـ ـ ـ ـ سلبوه آمال الكهولة والشـــباب
[/FRAME]
السيد عبد الرازق غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 25-05-2008, 02:15 AM   #4
السيد عبد الرازق
عضو مميز
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2004
الإقامة: القاهرة -- مصر
المشاركات: 3,296
إفتراضي

[FRAME="11 70"]شباب الإسلام

شعر: هاشم الرفاعي
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ملكنا هذه الدنيا قرونا
وأخضعها جُدودٌ خالدونا
وسطّرنا صحائفَ من ضياءٍ
فما نسيَ الزمانُ ولا نسينا
حملناها سيوفًا لامعات
غداةَ الروعِ تأبى أنْ تلينا
إذا خرجتْ من الأغمادِ يومًا
رأيت الهولَ والفتْحَ المبينا
وكنَّا حينَ يأخذنا وليٌّ
بطغيانٍ ندوسُ له الجبينا
تفيض قلوبُنا بالهدي بأسًا
فما نغضي عن الظلمِ الجفونا
وما فتئ الزمانُ يدورُ حتى
مضى بالمجدِ قومٌ آخرونا
وأصبحَ لا يرى في الركب قومي
وقد عاشوا أئمته سنينا
وآلمني وآلَمَ كلّ حُرٍّ
سؤالُ الدهرِ أين المسلمونا

ترى هل يرجع الماضي فإني
أذوب لذلك الماضي حنينا؟
بنينا حقبةً في الأرض ملكًا
يُدعِّمه شبابٌ طامحونا
شبابٌ ذلّلوا سبلَ المعالي
وما عرفوا سوى الإسلام دينا
تعهَّدهم فأنبتهم نباتاً
كريمًا طابَ في الدنيا غصونا
همُ وردوا الحياضَ مباركات
فسالتْ عندهم ماءً معينا
إذا شهدوا الوغى كانوا كماةً
يدكّونَ المعاقلَ والحصونا
وإن جنَّ المساءُ فلا تراهم
من الإشفاق إلا ساجدينا
شباب لم تحطّمه الليالي
ولم يُسلِم إلى الخصمِ العرينا
ولم تشهدهُمُ الأقداحُ يومًا
وقد ملأوا نواديهم مجونا
وما عرفوا الأغاني مائعاتٍ
ولكن العلا صيغتْ لحونا
وقد دانوا بأعظُمهم نضالاً
وعلمًا لا بأجرئهم عيونا
فيتّحدون أخلاقًا عِذابًا
ويأتلفون مجتمعًا رزينا
فما عرف الخلاعةَ في بناتٍ
ولا عرف التخنّث في بنينا
ولم يتشدقوا بقشورِ علْمٍ
ولم يتقلّبوا في الملحدينا
ولم يتبجّحوا في كل أمرٍ
خطير كي يقالَ مثقفونا


كذلك أخرج الإسلام قومي
شبابًا مخلصًا حرًّا أمينا
وعلمه الكرامة كيف تبنى
فيأبى أن يُقيَّد أو يهونا
دعوني من أمانٍ كاذباتٍ
فلم أجد المنى إلا ظنونا
وهاتوا لي من الإيمانِ نورًا
وقوّوا بين جنبيَّ اليقينا
أمدُّ يدي فأنتزع الرواسي
وأبني المجد مؤتلفًا مكينا
[/FRAME]
السيد عبد الرازق غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 25-05-2008, 02:22 AM   #5
السيد عبد الرازق
عضو مميز
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2004
الإقامة: القاهرة -- مصر
المشاركات: 3,296
إفتراضي



(1353هـ- 1378هـ) = (1935م - 1959م)

عاشق الحرية الشاعر/ هاشم الرفاعي

[07/08/2003]


هشام الرفاعى









• توطئة

• المولد والنشأة

• هاشم الرفاعي وأغراض شعره

• هاشم الرفاعي وبعض ما قيل عن شعره

• قصائد مختارة

• المراجع

• توطئة:

ـ لقد أخرجت الحركة الإسلامية في العصر الحديث عددًا كبيرًا من الشعراء الأفذاذ الذين حملوا على عاتقهم همَّ الدعوة لإحياء أمة الإسلام وعودة المجد السليب.

ولقد شهد لهم الجميع- من نقاد وأدباء وشعراء- بشاعرية كبيرة تفوق أمثالهم، استطاعوا من خلالها الدعوة إلى مبادئ الإسلام وعظمته، وحثِّ المسلمين على البذل من أجل نهضة الإسلام.

وكان من هؤلاء الشعراء شاعرٌ فذٌ عظيمٌ، وهو شهيد الشباب وعاشق الحرية هاشم الرفاعي الذي لم يمهله القدر الوقت الكافي؛ ليبدي لنا كل ما عنده، فجاءت وفاته وهو دون الخامسة والعشرين، إلا أن هذا لم يمنعه من أن يقدم لنا روائع شعرية أنبأت عن قلب شاعر مرهف الحس، مالكٍ لأدوات فنه، مخلصٍ لدينه ولأمته، حتى قال عنه بعضهم: "لو عاش هاشم الرفاعي إلى سن الثلاثين لكان أشعر أهل زمانه".

• المولد والنشأة:

في قرية "إنشاص الرمل" في محافظة الشرقية بجمهورية مصر العربية كان مولده في منتصف مارس عام 1935م. وهو "السيد بن جامع بن هاشم بن مصطفى الرفاعي"، ينتهي نسبه إلى الإمام أبي العباس أحمد الرفاعي الكبير- مؤسس الطريقة الرفاعية، ووالده هو الشيخ "جامع الرفاعي"، ورث ريادة الطريقة عن أبيه عن جده، وكان شاعرًا متصوفًا، وقد تُوفي عام 1943م، وكان الشاعر في الرابعة عشرة من عمره، وقد اشتهر الشاعر باسم جده- هاشم الرفاعي- تيمنًا به، فقد كان أحد العلماء الفضلاء من أعلام التصوف السني.

حفظ القرآن الكريم في سن مبكرة في مكتب الشيخ "محمد عثمان"، ثم التحق الشاعر في صباه بالتعليم المدرسي، ولكنه تركه وهو على أبواب الشهادة الابتدائية "نظام قديم"، ثم التحق عام 1947 بمعهد الزقازيق الديني، وقد أمضى به الشاعر تسع سنوات كاملة من عام 1947 إلى عام 1956م.

ثم التحق الشاعر بكلية دار العلوم، ولكنه لم يتم الدراسة بها، حيث تُوفي قبل التخرج، وكان ذلك يوم الأربعاء الموافق الأول من شهر يوليو 1959م وهو في سن الرابعة والعشرين، وسط ذهول من أهل قريته وأهله وكل من عرفوه.

• هاشم الرفاعي.. وأغراض شعره

بالرغم من حداثة سن الشاعر "هاشم الرفاعي"، وبالرغم من أن حياته الشعرية لم تزد على العشر سنوات إلا أن تنوعًا كبيرًا في أغراضه الشعرية يُوحي بموهبة شعرية غير عادية، فالمتصفح لديوان "هاشم الرفاعي" يجد نفسه أمام ألوان مختلفة من الشعر ما بين المديح والرثاء والوصف والشعر الحماسي وأشعار المناسبات....إلخ.

ويمكننا أن نتناول بعضًا من هذه الأغراض من خلال بعض النماذج الشعرية من شعر هاشم الرفاعي:

* كانت بداية الشاعر مع الشعر الحماسي حيث نجده في أول قصيدة كتبها- وهي قصيدة "فلسطين"- والتي علق عليها قائلاً (باكورة الشعر) يحمِّس فيها الشباب للجهاد فيقول:

آن الجهاد فأقدم أيها البطل وامسك حسامك واطعن قلب صهيونا

جاءوا يريدون تقسيمًا فقل لهم - والسيف يسطرهم- لن نقبل الهونا

* مصر الجريحة:

ومن شعره الوطني قصيدة كتبها عام 1951، وهي قصيدة (مصر الجريحة) فنجده يشبه مصر بالحسناء التي أنهكها الأنين يفيض قلبها أسىً، وتذرف عيناها الدموع، تندب مجدها الضائع وعزتها المهدرة، ويشير فيها إلى حركة "الإخوان المسلمين" وما تحمَّلوه من عذاب في هذه الفترة العصيبة.

يقول فيها:

ما راعني في الليل إلا أن أرى شبحًا بأثواب الدجى يتلفَّع

يمشي الهويني شاكيًا فكأنه صبٌ بساعات الرحيل يودع

فدنوت منه محاذرًا فإذا به حسناء أنهكها الأنين الموجع

فهتفت ما بال الفتاة أرى لها قلبًا يفيض أسىً وعينًا تدفع

من أنت يا فتاة؟ قالت يا فتى إني أنا مصر التي تتوجـع

أبكي على مجدي وأندب عزتي هذان فقدْهُما مصاب مجذع

إلى قوله:

ناديتها: نفسي فداؤك لا البكا يجدي ولا طول التفجع ينفع

إن كان ساءك أن أرضك قد غدت مرعىً به ذئب الغواية يرتـع

فهنا جند قام يسعى جاهدًا في الدين يقتلع الفساد وينزع

لله در القوم إن نفوسهم لتشع بالحق اليقـين وتنبـع

فتحملوا ألم الأذى ببسالة وأمضهم كأس العذاب المنزع

ففتى العقيدة مثخن بجراحه والشيخ يضرب بالسياط ويقرع

* مناسبات:

ولم يكن الشاعر يترك مناسبة إلا ويكون له فيها شعر، نجده مثلاً في الاحتفال بذكرى ميلاد الرسول- صلى الله عليه وسلم- يلقي قصيدة بعنوان (الذكرى العطرة) عام 1951م يقول فيها:

حتى أضاءت بمولود لآمنة أرجاء مكة وانجابت دياجيها

ومن تتبع تاريخ الهدى رأى فيه الجلالة في أسمى معانيها

ففي البطولة يلقى ما يمجدها وفي الرجولة يلقى ما يزكيها

لما أتوا كعبةً بالبيت واجتمعوا كي يودعوا الحجر الأزكى مبانيها

وأوشكت أن تقوم الحرب بينهم والويل للقوم إن هبت سوافيها

فأرسل الله حقنًا للدماء فتىً أنعم بحكمته إذ كان يبديها!!!

فما مضى عنه فرد كان مكتئبًا إلا مضى مطمئن النفس راضيها

كما نجده يبدأ قصيدته (عيد الهجرة) 1952م بقوله:

عيد على الوادي أتى مختالاً يحكي الربيع بشاشة وجمالا

هو يوم ذكرى من بصادق عزمهم قهروا فسادًا في الورى وضلالا

إنا لنذكر "بالمحرم" فتيةً بكفاحهم ضربوا لنا الأمثالا

خرجو "ليثرب" هاربين بدينهم قد فارقوا أصحابهم والآلا

ولنصرة الحق الذي طلعوا به بذلوا النفوس وقدموا الآجالا

* ديوان جراح مصر:

يحتوي على عشر قصائد وفيها تصوير دقيق للمأساة التي عاشها الشاعر وعاشتها جموع المطالبين بحرية التعبير عن الرأي في الفترة ما بين عامي 1954 - 1957 فجاءت هذه القصائد تحت ضغط نفسي وعصبي رهيبين أقفلا كاهل الشاعر، فأخرج أروع ما لديه، وكانت هذه القصائد هي:
مصر بين احتلالَيْه- جلاد الكنانة- في الربيع- زفرة- جمال يعود من باندونج مع الثورة في ربقة القيد- سقوط ركن من أركان الطغيان- ذكريات عام ضائع- جمال ... رئيس الجمهورية- نواب الأمة)

* حول قيود اللغة العربية:

عندما دعا "يوسف السباعي" إلى استخدام العامية- بادعاء أن اللغة العربية بها قيود تحول بين الأديب والتعبير- قدم لنا الشاعر قصيدة يدافع فيها عن اللغة العربية بعنوان "حول قيود اللغة العربية" يقول فيها:

أشعلت حربًا لم تضع أوزارها تركت بكل صحيفة آثارها

وحملة حملتك الجريئة فانبرت أقلام من خاضوا وراءك نارها

ورميت أخت الضاد منك بطعنة كادت تدك قويةً أسوارها

مجبًا؟ أتحيون التراث بقتلها وترمون بهدمها منهارها

ورأيت قومًا يرهقون عيوبها طلبًا وراحوا يطمسون نضارها

إلى أن يقول:

رفقًا بعابرة القرون ورحمة أتريد منها أن تفارق دارها

إني أعيذك أن تكون- إذا قضت يومًا وواراها الثرى- جزارها

* رماد الفضيلة:

ـ يدعو الشاعر إلى الفضيلة ومكارم الأخلاق ويحارب الفساد، فنجده يخاطب فتيات الجامعة- اللاتي خرجن عن الأعراف الإسلامية- فيقول في قصيدته (رماد الفضيلة) عام 1957:

لا تمدي لصيده أحبولة من تثنٍّ ومقلة مكحولة

إنه ههنا أخ وزميل أنت أخت له وأنت زميلة

نحن في منهل للعلوم ولسنا في مباراة فتنة مصقولة

فعلام الشفاه ترمي بنار خلفت تحتها رماد الفضيلة

- وينتقد الشباب المستهتر فيقول:

وفتاك الذي جلست إليه جلسات قصيرة وطويلة

تافه في الشباب حين نراه لا ندري فيه ذرة من رجولة

من يظن المجون خفة ظل فهو يبدي خلاعة مرذولة

يطلق النكتة السخيفة من فيه ويزجي العبارة المعسولة

* أغنية أم:

- يذكِّر الشاعر بمحنة الأحرار والإسلاميين في كل مكان في قصيدة بعنوان (أغنية أم) مارس 1959، متبعًا فيها أسلوب التورية الذي كان يلجأ إليه أحيانًا، يقول فيها على لسان من فقدت زوجها، تهدهد صغيرها، وترضعه وصية لها مشوبة بآلام مع ابنها، فيقول:

نم يا صغيري إن هذا المهد يحرسه الرجاء

من مقلة سهرت لآلام تثور مع المساء

فأصوغها لحنًا مقاطعه تأجج في الدماء

أشدوا بأغنيتي الحزينة، ثم يغلبني البكاء

وأمد كفي للسماء لاستحث خطى السماء

نم لا تشاركني المرارة والمحن

فلسوف أرضعك الجراح مع اللبن

حتى أنال على يديك من وهبت لها الحياة

يا من رأى الدنيا ولكن لن يرى فيها أباه

• هاشم الرفاعي... وبعض ما قيل عن شعره

* في 27 أكتوبر عام 1959م أقام المجلس الأعلى للفنون والآداب والعلوم الاجتماعية حفل تأبين بجامعة القاهرة، وقدم للحفل السيد/ يوسف السباعي بقوله:

"سمعته ينشد شعره مرة واحدة، فأخذت به وأحسست أن الله منحنا موهبة فذة، ولم أشك في أن صوته سيرتفع بيننا في كل حفل، ولكن القدر أبى إلا أن يكون هو نفسه موضوع الحديث في هذا الحفل، وأبى علينا إلا أن نسمع عنه ولا نسمعه، وألا يعلو بيننا صوته إلا صدىً وذكريات".

* وفي كلمته قال الأستاذ /كمال الدين حسين- وزير التربية والتعليم ورئيس المجلس-:

"إن صورة "هاشم الرفاعي" باقية هنا... وقصته باقية في كل مكان وفي كل أرض وفي كل نفس؛ لأنها قصة الشاب المؤمن بدينه وعروبته ووطنه المنطلق في إخلاص يرسل النغم، ولأنها قصة الشاب الذي يرتل الأناشيد في حب الوطن والعقيدة".

ثم يقول:

"ستبقى قصة "هاشم الرفاعي"، وستبقى روحه تدفع الشباب إلى الفداء والبذل مترسمين خطى جريئة شجاعة مؤمنة....".

وقال الشاعر شفيق جبري- من سوريا- في رثائه لهاشم الرفاعي

يا زهرة لو أجهلت ملأت نوافحها الرجاب

لهفي عليك يطول على الحمى منك الغياب؟

لم أنس شعرًا في دمشق كأنه الصدق اللباب

فيه الفتوة والرجولة والدعاء إلى الوثاب

إيمانه ملء القلوب وصدقه ملء العباب

*
السيد عبد الرازق غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 25-05-2008, 02:24 AM   #6
السيد عبد الرازق
عضو مميز
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2004
الإقامة: القاهرة -- مصر
المشاركات: 3,296
إفتراضي

وقال الشاعر الكبير "علي الجندي"- عميد كلية دار العلوم- عن هاشم الرفاعي:

لهف نفسي على الصبا المنضور لغة الغدر في ظلام القبور

لهف نفسي على القريض المصفى صوحت زهرة عوادي الشرور

بالمكنى في شعره بابن أوس والمسمى بالبحتري الصغير

ولدي هاشم وما كنت إلا ولدي في وفائك المأثور

جدك السبط وهو أكرم سبط لقي الله بالنجيع الطهور

لم يحصنه من كلاب الأعادي أنه بضعة بضيعة البشير النذير

فمثل الرضوان في الخلد وأنعم بين ولدانها وبين الحور

* وقال د/ أحمد هيكل- أستاذ الشعر ووزير الثقافة الأسبق- عن هاشم الرفاعي:

فقده جل أن يكون مصابًا فلقد كان محنة وعذابا

فلقد كان فرحة تفهم "الدار" رجاءً وبهجةً وشبابا

ولقد كان للعروبة نايًا يتغنى بمجدها خلابا

ولقد كان وهو مثل بنينا إن شدا بزنًا فنحني الرقابا

* وقال عنه الأستاذ/ ذكي المهندس- عميد كلية دار العلوم الأسبق، وعضو مجمع اللغة العربية الأسبق-:

"لو عاش هاشم الرفاعي إلى سن الثلاثين لكان أشعر أهل زمانه".

• قصائد مختارة:

1- الشعر والحياة (1959)

ألوان الحياة النابضة في الريف، تصورها هذه القصيدة الطويلة التي التزم فيها الشاعر قافية حصية، أسلس له قيادها ليدحض بها دعوى القائلين: إن الشعر في بنائه العمودي يحول دون حرية التعبير ودقة التصوير.

(القصيدة) الشعر والحياة

في ربوع ظلالها فتانة يبسط السحر فوقها ألوانه

صادح الطير في رباها تُغني وشدا للخميلة الفينانة

وجرى الماء بالحياة نماء طرز العشب والندى غدرانه

ونسيم مؤرج قد تهادى في مجون يُداعب السنديانة

بين تلك الربا وهذي المغاني والرؤى والمفاتن العريانة

قد عرفت الوجود طفلاً بريئًا حظه منه أن يمص بنانه

ورأيت الدنا بعيني صبي لم يكن بعد حاملاً أحزانه

يتبع الرفقة الصغار للهو قد أعدوا في بيدر ميدانه

ويجدُّون في اصطياد فراش طاف بالحق مسرعًا طيرانه

***

أيها الهاتفون بالشعر حرًا ولكم دعوة به طنانة

قد أتيتم له بنهج غريب يعرض اليوم بينكم سلطانه

وهجرتم توافه المتنبي وأبنتم بعلمكم نقانه

وتشدقتم بزخرف قول عن مفاهيم نمقتها الرطانة

ثم قلتم من الحياة كلامًا ومن الواقع استمد كيانه

ليس شعرًا وإنما هو شيء فوقه الشعر رتبة ومكانة

ذهبت عنه روعة للحون يرهف الدهر عندها آذانه

وخلا من أصالة وجلال بهما أظهر الزمان افتتانه

إنه أبصر الحياة سقيمًا حاملاً في يمينه أكفانه

أيعيش الوليد والداء يمشي بين جنبيه ناشرًا سرطانه

إنما الشعر ما تدفق عذبًا في بناءٍ فأحكموا بنيانه

أسمعونا إذا استطعتم قريضًا لا خيالاتٍ جالس في حانة

فإذا شقت القيود عليكم فدعوه لمن يصوغ جماله

إنني ما رأيت في الروض يومًا ما غرابًا مزاحمًا كروانة

***

أمن الفنِّ أن يُساق كلام ساذج باسم نهضة شيطانة؟

طالعوا النور في تراث القدامى وانظروا كيف أبدعوا تيجانه

سجلوا الواقع المراد ولكن جعلوا الفنَّ عاليًا ترجمانه

رسموا صورة الحياة لديهم في جلاء بريشة فنانه

لا أُنادي بأن تحاكوا زهيرًا فيه أو تقلدوا حسانه

راح عهد الوقوف بالطلل الباكي فلا تذكروا به سكانه

جددوا ما استطعمتوا في المعاني وقفوا لا تحطموا أوزانه

ليست الفكرة الجديدة تأبى عرضها في جزالة ورصانة

ألبسوها من القوافي خلودًا ومن الوزن قوة ومتانة

لا تحيطوا تراثنا بلهيب في غد تكره العيون دخانه

كل نهج أتى ليستر عجزًا نقيه ونزدري بهتانه

رب إني على القديم مقيم وأعد الخلاص منه خيانة

2- شباب الإسلام

ـ ألقاها الشاعر في فبراير 1959م في ندوة بجمعية الشبان المسلمين لمناقشة انحراف الشباب، يسطر فيها أمجاد أمة الإسلام، ومفاخر الأفذاذ الأوائل، ويدعو الشباب للعودة إلى تاريخ السابقين؛ من أجل إعادة بناء المجتمع المسلم القوي المتحضر فيقول:

(القصيدة)

ملكنا هذه الدنيا قرونا وأخضعها جدود خالدونا

وسطرنا صحائف من ضياء فما نسي الزمان ولا نسينا

حملناها سيوفًا لامعات غداة الروع تأبى أن تلينا

إذا خرجت من الأغماد يومًا رأيت الهول والفتح المبينا

وكنا حين يرمينا أناس تؤدبهم أباة قادرينا

تفيض قلوبنا بالهدى بأسًا فما نغضي عن الظلم الجفونا

وما فتئ الزمان يدور حتى مضى بالمجد قوم آخرونا

وأصبح لا يرى في الركب قومي وقد عاشوا أئمته سنينا

وآلمني وألم كل حر سؤال الدهر أين المسلمونا؟

***

ترى هل يرجع الماضي؟ فإني أذوب لذلك الماضي حنينا

بنينا حقبة في الأرض ملكًا يُدعمه شباب طامحونا

شباب ذللوا سُبل المعالي وما عرفوا سوى الإسلام دينا

تعهدهم فأنبتهم نباتًا كريمًا طاب في الدنيا غصونا

هم وردوا الحياض مباركاتٍ فسالت عندهم ماءً معينا

إذا شهدوا الوغى كانوا كُماةً يدكون المعاقل والحصونا

وإن جنَّ المساء فلا تراهم من الإشفاق إلا ساجدينا

شبابٌ لم تحطمه الليالي ولم يسلم إلى الخصم العرينا

ولم تشهدهم الأقداح يومًا وقد ملأوا نواديهم مجونا

وما عرفوا الأغاني مائعاتٍ ولكن للعلا صيغت لحونًا

وقد دانوا بأعظمهم نضالاً وعلمًا، لا بأجرئهم عيونا!

فيتحدون أخلافًا عذابًا ويأتلفون مجتمعًا رزينا

فما عرفوا الخلاعة في بناتٍ ولا عرفوا التخنث في بنينا

ولم يتشدقوا بقشور علم ولم يتقلدوا في الملحدينا

ولم يتبجحوا في كل أمر خطير كي يقال مثقفونا

***

كذلك أخرج الإسلام قومي شبابًا مخلصًا حرًا أمينا

وعلمه الكرامة كيف تُبنى فيأبى أن يُقاد أو يهونا

دعوني من أمانٍ كاذباتٍ فلم أجد المنى إلا ظنونا

وهاتوا لي من الإيمان نورًا وقروا بين جنبي اليقينا

أمد يدي فأنتزع الرواسي وأبن المجد مؤتلقًا مكينا

• المراجع:

* ديوان هاشم الرفاعي. جمع وترتيب / محمد حسن بديغش.

* ديوان هاشم الرفاعي (الأعمال الكاملة) جمع وترتيب/ عبد الرحيم جامع الرفاعي.





السيد عبد الرازق غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 28-05-2008, 09:36 AM   #7
المشرقي الإسلامي
أحمد محمد راشد
 
الصورة الرمزية لـ المشرقي الإسلامي
 
تاريخ التّسجيل: Nov 2003
الإقامة: مصر
المشاركات: 3,832
إفتراضي

قصيدة رائعة للغاية حقًا .. لكن بعض الآراء توضح أنها لم تُكتب ليلة تنفيذ الإعدام ولكنه كتبها على لسان شخص يتصور أنه يُعدم ، غير أنه - كما قرأت في بعض المصادر - لم يُقتل شنقًا بل إنه قُتِل َ في نادٍ أدبي مطعونًا على أيدي الكفرة الملحدين الشيوعيين ..قصيدته هذه من أعظم ما كتب وستظل نبراسًا لكل الشرفاء في العالم بإذن الله
__________________
هذا هو رأيي الشخصي المتواضع وسبحان من تفرد بالكمال

***
تهانينا للأحرار أحفاد المختار




المشرقي الإسلامي غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 01-06-2008, 01:19 AM   #8
السيد عبد الرازق
عضو مميز
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2004
الإقامة: القاهرة -- مصر
المشاركات: 3,296
إفتراضي

شكرا أخي الفاضل المشرقي الإسلامي .
قالوا لو عاش هاشم الرفاعي لكان أشعر أهل زمانه .
لم يفق له الإعلام كما لم يصفق للشيخ سيد قطب .
تحياتي وتقديري والمودة
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
السيد عبد الرازق غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 01-06-2008, 09:49 AM   #9
عمار العاني
عضو فعّال
 
تاريخ التّسجيل: Sep 2006
الإقامة: من العراق
المشاركات: 213
إرسال رسالة عبر MSN إلى عمار العاني إرسال رسالة عبر بريد الياهو إلى عمار العاني
إفتراضي

بارك الله فيك سيد عبدالرزاق على نقلك لهذه القصيدة المؤثرة ... وأتذكر أنني قرأتها يوم كنت صغيراً وفي الصف السادس الابتدائي وكانت هذه القصيدة يومها ممنوعة حالها كل قصيدة ثائرة في زمن نظام صدام حسين وكنا نتناقلها فيما بيننا بسرية كي لا يعلم بها أحد من رجال الأمن آنذاك
__________________
عمار العاني غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 01-06-2008, 11:58 PM   #10
هيثم العمري
شاعر الحبّ
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2007
المشاركات: 1,366
إفتراضي

ابن المعتز كان خليفة يوما وليلة ومن أراد أن يعلم الرابط بين القصيدة وبينه فاليرجع للتاريخ
هيثم العمري غير متصل   الرد مع إقتباس
المشاركة في الموضوع


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع
بحث في هذا الموضوع:

بحث متقدم
طريقة العرض

قوانين المشاركة
You may not post new threads
You may not post replies
You may not post attachments
You may not edit your posts

BB code is متاح
كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

Powered by vBulletin Version 3.7.3
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
 
  . : AL TAMAYOZ : .