العودة   حوار الخيمة العربية > القسم الثقافي > مكتبـة الخيمة العربيـة > دواوين الشعر

« آخـــر الـــمـــشـــاركــــات »
         :: ابونا عميد عباد الرحمن (آخر رد :عبداللطيف أحمد فؤاد)       :: قراءة في مقال مخاطر من الفضاء قد تودي بالحضارة إلى الفناء (آخر رد :رضا البطاوى)       :: نظرات في كتاب من أحسن الحديث خطبة إبليس في النار (آخر رد :رضا البطاوى)       :: نظرات فى بحث وعي النبات (آخر رد :رضا البطاوى)       :: نظرات في بحث أهل الحديث (آخر رد :رضا البطاوى)       :: قراءة في كتاب إنسانيّة محمد(ص) (آخر رد :رضا البطاوى)       :: الى هيئة الامم المتحدة للمرأة,اعتداء بالضرب على ماجدات العراق في البصرة (آخر رد :اقبـال)       :: المهندس ابراهيم فؤاد عبداللطيف (آخر رد :عبداللطيف أحمد فؤاد)       :: نظرات في مقال احترس من ذلك الصوت الغامض (آخر رد :رضا البطاوى)       :: نظرات فى مقال أصل الوراثة من السنن الإلهيّة غير القابلة للتغيير (آخر رد :المراسل)      

المشاركة في الموضوع
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
غير مقروءة 23-12-2003, 02:22 PM   #1
العنود النبطيه
سجينة في معتقل الذكريات
 
الصورة الرمزية لـ العنود النبطيه
 
تاريخ التّسجيل: Oct 2001
الإقامة: الاردن
المشاركات: 6,492
Post أمـــل دُنقـــل... شاعر " الا مصالحة "



ولد أمل في قرية القلعة بمحافظة قنا في 23 يونيو عام 1940 في مصر، ونشرت أول قصيدة له بجريدة الاهرام عام 1961، ورحل بعد صراع مميت مع مرض السرطان صباح 21 مايو 1983.


وخلال 22 عاما هي سنوات عمره الشعري اصدر ثمانية دواوين شعرية هي: «البكاء بين يدي زرقاء اليمامة».. «تعليق على ماحدث».. «مقتل القمر».. «العهد الآتي».. «أحاديث في غرفة مغلقة».. «لا تصالح».. «أوراق الغرفة 8».. «أقوال جديدة عن حرب البسوس»..

ويأتي أمل دنقل ضمن شعراء الموجة الثانية للقصيدة العربية الحديثة بعد رواد التحديث في أواخر الاربعينيات وأوائل الخمسينيات (بدر شاكر السياب ونازك الملائكة وصلاح عبدالصبور وأحمد حجازي) لكن أمل يتميز ضمن جيله الذي وصل بموجة التحديث الأولى الى غاياتها بصوته الشعري الخاص وبكارة صوره وصدامية قصائده واشتباكه مع القضايا الوطنية والقومية والذي وصل مداه بقصيدته الشهيرة «لا تصالح» التي عبر فيها عن رفض قاطع للصلح مع عدو يغتصب الأرض ويهدد الوجود العربي.
__________________


كيف استر الدمع في عيونٍ عرايـــــا
وسحاب الألم لا يترك في العمر ورقة إلا ويرويها بالشقاء
أنّى للدموع الاختباء والفؤاد جريح
والنزيف سنين من عمرٍ صار خراب
فيا دمعاتي الحوارق هونا على الخدود حرّقها لهيبك
وهونا على العمر صار يجر الخراب وهو في بواكير الصبا



http://nabateah.blogspot.com
العنود النبطيه غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 23-12-2003, 02:28 PM   #2
العنود النبطيه
سجينة في معتقل الذكريات
 
الصورة الرمزية لـ العنود النبطيه
 
تاريخ التّسجيل: Oct 2001
الإقامة: الاردن
المشاركات: 6,492
إفتراضي

البكاء بين يدي زرقاء اليمامة



أيتها العرافة المقدَّسةْ ..
جئتُ إليك .. مثخناً بالطعنات والدماءْ
أزحف في معاطف القتلى، وفوق الجثث المكدّسة
منكسر السيف، مغبَّر الجبين والأعضاءْ.
أسأل يا زرقاءْ ..
عن فمكِ الياقوتِ عن، نبوءة العذراء
عن ساعدي المقطوع.. وهو ما يزال ممسكاً بالراية المنكَّسة
عن صور الأطفال في الخوذات.. ملقاةً على الصحراء
عن جاريَ الذي يَهُمُّ بارتشاف الماء..
فيثقب الرصاصُ رأسَه .. في لحظة الملامسة !
عن الفم المحشوِّ بالرمال والدماء !!
أسأل يا زرقاء ..
عن وقفتي العزلاء بين السيف .. والجدارْ !
عن صرخة المرأة بين السَّبي. والفرارْ ؟
كيف حملتُ العار..
ثم مشيتُ ؟ دون أن أقتل نفسي ؟ ! دون أن أنهار ؟ !
ودون أن يسقط لحمي .. من غبار التربة المدنسة ؟ !
تكلَّمي أيتها النبية المقدسة
تكلمي .. باللهِ .. باللعنةِ .. بالشيطانْ
لا تغمضي عينيكِ، فالجرذان ..
تلعقَ من دمي حساءَها .. ولا أردُّها !
تكلمي ... لشدَّ ما أنا مُهان
لا اللَّيل يُخفي عورتي .. ولا الجدران !
ولا اختبائي في الصحيفة التي أشدُّها ..
ولا احتمائي في سحائب الدخان !
.. تقفز حولي طفلةٌ واسعةُ العينين .. عذبةُ المشاكسة
( - كان يَقُصُّ عنك يا صغيرتي .. ونحن في الخنادْق
فنفتح الأزرار في ستراتنا .. ونسند البنادقْ
وحين مات عَطَشاً في الصحراء المشمسة ..
رطَّب باسمك الشفاه اليابسة ..
وارتخت العينان !)
فأين أخفي وجهيَ المتَّهمَ المدان ؟
والضحكةُ الطروب : ضحكته..
والوجهُ .. والغمازتانْ ! ؟
* * *
أيتها النبية المقدسة ..
لا تسكتي .. فقد سَكَتُّ سَنَةً فَسَنَةً ..
لكي أنال فضلة الأمانْ
قيل ليَ "اخرسْ .."
فخرستُ .. وعميت .. وائتممتُ بالخصيان !
ظللتُ في عبيد ( عبسِ ) أحرس القطعان
أجتزُّ صوفَها ..
أردُّ نوقها ..
أنام في حظائر النسيان
طعاميَ : الكسرةُ .. والماءُ .. وبعض الثمرات اليابسة .
وها أنا في ساعة الطعانْ
ساعةَ أن تخاذل الكماةُ .. والرماةُ .. والفرسانْ
دُعيت للميدان !
أنا الذي ما ذقتُ لحمَ الضأن ..
أنا الذي لا حولَ لي أو شأن ..
أنا الذي أقصيت عن مجالس الفتيان ،
أدعى إلى الموت .. ولم أدع الى المجالسة !!
تكلمي أيتها النبية المقدسة
تكلمي .. تكلمي ..
فها أنا على التراب سائلً دمي
وهو ظمئً .. يطلب المزيدا .
أسائل الصمتَ الذي يخنقني :
" ما للجمال مشيُها وئيدا .. ؟! "
أجندلاً يحملن أم حديدا .. ؟!"
فمن تُرى يصدُقْني ؟
أسائل الركَّع والسجودا
أسائل القيودا :
" ما للجمال مشيُها وئيدا .. ؟! "
" ما للجمال مشيُها وئيدا .. ؟! "
أيتها العَّرافة المقدسة ..
ماذا تفيد الكلمات البائسة ؟
قلتِ لهم ما قلتِ عن قوافل الغبارْ ..
فاتهموا عينيكِ، يا زرقاء، بالبوار !
قلتِ لهم ما قلتِ عن مسيرة الأشجار ..
فاستضحكوا من وهمكِ الثرثار !
وحين فُوجئوا بحدِّ السيف : قايضوا بنا ..
والتمسوا النجاةَ والفرار !
ونحن جرحى القلبِ ،
جرحى الروحِ والفم .
لم يبق إلا الموتُ ..
والحطامُ ..
والدمارْ ..
وصبيةٌ مشرّدون يعبرون آخرَ الأنهارْ
ونسوةٌ يسقن في سلاسل الأسرِ،
وفي ثياب العارْ
مطأطئات الرأس.. لا يملكن إلا الصرخات الناعسة !
ها أنت يا زرقاءْ
وحيدةٌ ... عمياءْ !
وما تزال أغنياتُ الحبِّ .. والأضواءْ
والعرباتُ الفارهاتُ .. والأزياءْ !
فأين أخفي وجهيَ المُشَوَّها
كي لا أعكِّر الصفاء .. الأبله.. المموَّها.
في أعين الرجال والنساءْ !؟
وأنت يا زرقاء ..
وحيدة .. عمياء !
وحيدة .. عمياء !
__________________


كيف استر الدمع في عيونٍ عرايـــــا
وسحاب الألم لا يترك في العمر ورقة إلا ويرويها بالشقاء
أنّى للدموع الاختباء والفؤاد جريح
والنزيف سنين من عمرٍ صار خراب
فيا دمعاتي الحوارق هونا على الخدود حرّقها لهيبك
وهونا على العمر صار يجر الخراب وهو في بواكير الصبا



http://nabateah.blogspot.com
العنود النبطيه غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 23-12-2003, 02:33 PM   #3
العنود النبطيه
سجينة في معتقل الذكريات
 
الصورة الرمزية لـ العنود النبطيه
 
تاريخ التّسجيل: Oct 2001
الإقامة: الاردن
المشاركات: 6,492
إفتراضي

سفر التكوين

(الإصحاح الأول)

فى البدء كنت رجلا.. وامرأة.. وشجرة.

كنتُ أباً وابنا.. وروحاً قدُسا.

كنتُ الصباحَ.. والمسا..

والحدقة الثابتة المدورة.

… … …

وكان عرشى حجراً على ضفاف النهر

وكانت الشياه..

ترعى، وكان النحلُ حول الزهرُ..

يطنُّ والإوزُّ يطفو فى بحيرة السكون،

والحياة..

تنبضُ - كالطاحونة البعيدة!

حين رأيت أن كل ما أراه

لا ينقذُ القلبَ من الملل!

* * *

(مبارزاتُ الديكة

كانت هى التسلية الوحيدة

فى جلستى الوحيدة

بين غصون الشجر المشتبكة!)



(الإصحاح الثانى)

قلتُ لنفسى لو نزلت الماء.. واغتسلت.. لانقسمت!

(لو انقسمت.. لازدوجت.. وابتسمتْ)

وبعدما استحممت..

تناسجَ الزهرُ وشاحاً من مرارة الشفاهْ

لففتُ فيه جسدى المصطكّ.

(وكان عرشى طافيا.. كالفلك)

ورف عصفور على رأسى؛

وحط ينفض البلل.

حدقت فى قرارة المياه..

حدقت؛ كان ما أراه..

وجهى.. مكللا بتاج الشوك!

(الإصحاح الثالث)

قلتُ: فليكن الحبُ فى الأرض، لكنه لم يكن!

قلتُ: فليذهب النهرُ فى البحرُ، والبحر فى السحبِ،

والسحب فى الجدبِ، والجدبُ فى الخصبِ، ينبت

خبزاً ليسندَ قلب الجياع، وعشباً لماشية

الأرض، ظلا لمن يتغربُ فى صحراء الشجنْ.

ورأيتُ ابن آدم - ينصب أسواره حول مزرعة

الله، يبتاع من حوله حرسا، ويبيع لإخوته

الخبز والماء، يحتلبُ البقراتِ العجاف لتعطى اللبن.

* * *

قلتُ فليكن الحب فى الأرض، لكنه لم يكن.

أصبح الحب ملكاً لمن يملكون الثمن!

.. .. .. .. ..

ورأى الربُّ ذلك غير حسنْ!

***

قلت: فليكن العدلُ فى الأرض؛ عين بعين وسن بسن.

قلت: هل يأكل الذئب ذئباً، أو الشاه شاة؟

ولا تضع السيف فى عنق اثنين: طفل.. وشيخ مسن.

ورأيتُ ابن آدم يردى ابن آدم، يشعل فى

المدن النارَ، يغرسُ خنجرهُ فى بطون الحواملِ،

يلقى أصابع أطفاله علفا للخيول، يقص الشفاه

وروداً تزين مائدة النصر.. وهى تئن.

أصبح العدل موتاً، وميزانه البندقية، أبناؤهُ

صلبوا فى الميادين، أو شنقوا فى زوايا المدن.

قلت: فليكن العدل فى الأرض.. لكنه لم يكن.

أصبح العدل ملكاً لمن جلسوا فوق عرش الجماجم بالطيلسان -

الكفن!

… … …

ورأى الرب ذلك غير حسنْ!

* * *

قلت: فليكن العقل فى الأرض..

تصغى إلى صوته المتزن.

قلت: هل يبتنى الطير أعشاشه فى فم الأفعوان،

هل الدود يسكن فى لهب النار، والبوم هل

يضع الكحل فى هدب عينيه، هل يبذر الملح

من يرتجى القمح حين يدور الزمن؟

* * *

ورأيت ابن آدم وهو يجن، فيقتلع الشجر المتطاول،

يبصق فى البئر يلقى على صفحة النهر بالزيت،

يسكن فى البيت؛ ثم يخبئ فى أسفل الباب

قنبلة الموت، يؤوى العقارب فى دفء أضلاعه،

ويورث أبناءه دينه.. واسمه.. وقميص الفتن.

أصبح العقل مغترباً يتسول، يقذفه صبية

بالحجارة، يوقفه الجند عند الحدود، وتسحب

منه الحكومات جنسية الوطنى.. وتدرجه فى

قوائم من يكرهون الوطن.

قلت: فليكن العقل فى الأرض، لكنه لم يكن.

سقط العقل فى دورة النفى والسجن.. حتى يجن

… … … …

ورأى الرب ذلك غير حسن!



(الإصحاح الرابع)

قلت: فلتكن الريح فى الأرض؛ تكنس هذا العفن

قلت: فلتكن الريح والدم… تقتلع الريح هسهسة؟

الورق الذابل المتشبث، يندلع الدم حتى

الجذور فيزهرها ويطهرها، ثم يصعد فى

السوق.. والورق المتشابك. والثمر المتدلى؛

فيعصره العاصرون نبيذاً يزغرد فى كل دن.

قلت: فليكن الدم نهراً من الشهد ينساب تحت فراديس عدن.

هذه الأرض حسناء، زينتها الفقراء لهم تتطيب،

يعطونها الحب، تعطيهم النسل والكبرياء.

قلت: لا يسكن الأغنياء بها. الأغنياء الذين

يصوغون من عرق الأجراء نقود زنا.. ولآلئ

تاج. وأقراط عاج.. ومسبحة للرياء.

إننى أول الفقراء الذين يعيشون مغتربين؛

يموتون محتسبين لدى العزاء.

قلت: فلتكن الأرض لى.. ولهم!

(وأنا بينهم)

حين أخلع عنى ثياب السماء.

فأنا أتقدس - فى صرخة الجوع - فوق الفراش الخشن!

* * *

(الإصحاح الخامس)

حدقت فى الصخر؛ وفى الينبوع

رأيت وجهى فى سمات الجوع!

حدقت فى جبينى المقلوب

رأيتنى : الصليب والمصلوب

صرخت - كنت خارجاً من رحم الهناءة

صرخت؛ أطلب البراءة

كينونتى: مشنقتى

وحبلى السرى:

حبلها

المقطوع!



سفر الخروج

(أغنية الكعكة الحجرية)

(الإصحاح الأول)

أيها الواقفون على حافة المذبحة

أشهروا الأسلحة!

سقط الموت، وانفرط القلب كالمسبحة.

والدم انساب فوق الوشاح!

المنازل أضرخة،

والزنازن أضرحة،

والمدى.. أضرحة

فارفعوا الأسلحة

واتبعونى!

أنا ندم الغد والبارحة

رايتى: عظمتان.. وجمجمة،

وشعارى: الصباح!

(الإصحاح الثانى)

دقت الساعة المتعبة

رفعت أمه الطيبة

عينها..!

(دفعتة كعوب البنادق فى المركبة!)

… … … …

دقت الساعة المتعبة

نهضت؛ نسقت مكتبه..

(صفعته يد..

- أدخلته يد الله فى التجربة!)

… … …

دقت الساعة المتعبة

جلست أمه؛ رتقت جوربه..

(وخزته عيون المحقق..

حتى تفجر من جلده الدم والأجوبة!)

… … … … …

دقت الساعة المتعبة!

دقت الساعة المتعبة!



(الإصحاح الثالث)

عندما تهبطين على ساحة القوم؛ لا تبدئى بالسلام.

فهم الآن يقتسمون صغارك فوق صحاف الطعام

بعد أن أشعلوا النار فى العش..

والقش..

والسنبلة!

وغداً يذبحونك..

بحثاً عن الكنز فى الحوصلة!

وغدا تغتدى مدن الألف عام.!

مدنا.. للخيام!

مدناً ترتقى درج المقصلة!

(الإصحاح الرابع)

دقت الساعة القاسية

وقفوا فى ميادينها الجهمة الخاوية

واستداروا على درجات النصب

شجراً من لهب

تعصف الريح بين وريقاته الغضة الدانية

فيئن: "بلادى .. بلادى"

(بلادى البعيدة!)

… … …

دقة الساعة القاسية

"انظروا .."؛ هتفت غانية

تتلوى بسيارة الرقم الجمركى؛

وتمتمت الثانية:

سوف ينصرفون إذا البرد حل.. وران التعب.

… … … … …

دقت الساعة القاسية

كان مذياع مقهى يذيع أحاديثه البالية

عن دعاة الشغب

وهم يستديرون؛

يشتعلون - على الكعكة الحجرية - حول النصب

شمعدان غضب

يتوهج فى الليل..

والصوت يكتسح العتمة الباقية

يتغنى لأعياد ميلاد مصر الجديدة!



(الإصحاح الخامس)

اذكرينى!

فقد لوثتنى العناوين فى الصحف الخائنة!

لونتنى.. لأنى - منذ الهزيمة - لا لون لى..

(غير لون الضياع!)

قبلها؛ كنت أقرأ فى صفحة الرمل..

(والرمل أصبح كالعملة الصعبة،

الرمل أصبح: أبسطة.. تحت أقدام جيش الدفاع)

فاذكرينى؛.. كما تذكرين المهرب.. والمطرب العاطفى.

وكاب العقيد.. وزينة رأس السنة.

اذكرينى إذا نسيتنى شهود العيان

ومضبطة البرلمان

وقائمة التهم المعلنة

والوداع!

الوداع!



(الإصحاح السادس)

دقت الساعة الخامسة

ظهر الجند دائرة من دروع وخوذات حرب

ها هم الآن يقتربون رويداً.. رويداً..

يجيئون من كل صوب

والمغنون - فى الكعكة الحجرية - ينقبضون

وينفرجون

كنبضة قلب!

يشعلون الحناجر،

يستدفئون من البرد والظلمة القارسة

يرفعون الأناشيد فى أوجه الحرس المقترب

يشبكون أياديهم الغضة البائسة

لتصير سياجاً يصد الرصاص!..

الرصاص..

الرصاص..

وآه..

تغنون: "نحن فداؤك يا مصر"

"نحن فداؤ…"

وتسقط حنجرة مخرسة

معها يسقط اسمك - يا مصر - فى الأرض!

لا يتبقى سوى الجسد المتهشم.. والصرخات

على الساحة الدامسة!

دقت الساعة الخامسة

… … …

دقت الخامسة

… … …

دقت الخامسة

… … …

وتفرق ماؤك - يا نهر - حين بلغت المصب!

* * *

المنازل أضرحة،

والزنازن أضرحة،

والمدى أضرحة،

فارفعوا الأسلحة!

ارفعوا

الأسلحة!

1972



سرحان لا يتسلم مفاتيح القدس

(بكائيات)

(الإصحاح الأول)

عائدون؛

وأصغر إخوتهم (ذو العيون الحزينة)

يتقلب فى الجب،!

أجمل إخوتهم.. لا يعود!

وعجوز هى القدس (يشتعل الرأس شيبا)

تشم القميص. فتبيض أعينها بالبكاء ،

ولا تخلع الثوب حتى يجئ لها نبأ عن فتاها البعيد

أرض كنعان - إن لم تكن أنت فيها - مراع من الشوك!

يورثها الله من شاء من أمم،

فالذى يحرس الأرض ليس الصيارف،

إن الذى يحرس الأرض رب الجنود!

آه من فى غد سوف يرفع هامته؟

غير من طأطأوا حين أز الرصاص؟!

ومن سوف يخطب - فى ساحة الشهداء -

سوى الجبناء؟

ومن سوف يغوى الأرامل؟

إلا الذى

سيؤول إليه خراج المدينة!!؟

(الإصحاح الثانى)

أرشق فى الحائط حد المطواة

والموت يهب من الصحف الملقاة

أتجزأ فى المرآة..

يصفعنى وجهى المتخفى خلف قناع النفط

"من يجرؤ أن يضع الجرس الأول.. فى عنق القط؟"

(الإصحاح الثالث)

منظر جانبى لفيروز

(وهى تطل على البحر من شرفة الفجر)

لبنان فوق الخريطة:

منظر جانبى لفيروز،..

والبندقية تدخل كل بيوت (الجنوب)

مطر النار يهطل، يثقب قلباً.. فقلبا

ويترك فوق الخريطة ثقباً.. فثقباً..

وفيروز فى أغنيات الرعاة البسيطة

تستعيد المراثى لمن سقطوا فى الحروب

تستعيد.. الجنوب!

(الإصحاح الرابع)

البسمة حلم

والشمس هى الدينار الزائف

فى طبق اليوم

(من يمسح عنى عرقى.. فى هذا اليوم الصائف؟)

والظل الخائف..

يتمدد من تحتى؛

يفصل بين الأرض.. وبينى!

وتضاءلت كحرف مات بأرض الخوف

(حاء.. باء)

(حاء.. راء.. ياء.. هاء)

الحرف: السيف

مازلت أرود بلاد اللون الداكن

أبحث عنه بين الأحياء الموتى والموتى الأحياء

حتى يرتد النبض إلى القلب الساكن

لكن..!!



(الإصحاح الخامس)

منظر جانبى لعمان عام البكاء

والحوائط مرشوشة ببقايا دم لعقته الكلاب

ونهود الصبايا مصابيح مطفأة..

فوق أعمدة الكهرباء..

منظر جانبى لعمان؛

والحرس الملكى يفتش ثوب الخلفية

وهى يسير إلى "إيلياء"

وتغيب البيوت وراء الدخان

وتغيب عيون الضحايا وراء النجوم الصغيرة

فى العلم الأجنبى،

ويعلو وراء نوافذ "بسمان" عزف البيان!

(الإصحاح السادس)

اشترى فى المساء

قهوة، وشطيرة.

واشترى شمعتين. وغدارة؛ وذخيرة.

وزجاجة ماء!

… … …

عندما أطلق النار كانت يد القدس فوق الزناد

(ويد الله تخلع عن جسد القدس ثوب الحداد)

ليس من أجل أن يتفجر نفط الجزيرة

ليس من أجل أن يتفاوض من يتفاوض..

من حول مائدة مستديرة.

ليس من أجل أن يأكل السادة الكستناء.



(الإصحاح السابع)

ليغفر الرصاص من ذنبك ما تأخر!

ليغفر الرصاص.. يا كيسنجر!!
__________________


كيف استر الدمع في عيونٍ عرايـــــا
وسحاب الألم لا يترك في العمر ورقة إلا ويرويها بالشقاء
أنّى للدموع الاختباء والفؤاد جريح
والنزيف سنين من عمرٍ صار خراب
فيا دمعاتي الحوارق هونا على الخدود حرّقها لهيبك
وهونا على العمر صار يجر الخراب وهو في بواكير الصبا



http://nabateah.blogspot.com
العنود النبطيه غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 23-12-2003, 02:36 PM   #4
العنود النبطيه
سجينة في معتقل الذكريات
 
الصورة الرمزية لـ العنود النبطيه
 
تاريخ التّسجيل: Oct 2001
الإقامة: الاردن
المشاركات: 6,492
إفتراضي

لا تصالحْ!



لا تصالحْ!
..ولو منحوك الذهب
أترى حين أفقأ عينيك
ثم أثبت جوهرتين مكانهما..
هل ترى..؟
هي أشياء لا تشترى..:
ذكريات الطفولة بين أخيك وبينك،
حسُّكما - فجأةً - بالرجولةِ،
هذا الحياء الذي يكبت الشوق.. حين تعانقُهُ،
الصمتُ - مبتسمين - لتأنيب أمكما..
وكأنكما
ما تزالان طفلين!
تلك الطمأنينة الأبدية بينكما:
أنَّ سيفانِ سيفَكَ..
صوتانِ صوتَكَ
أنك إن متَّ:
للبيت ربٌّ
وللطفل أبْ
هل يصير دمي -بين عينيك- ماءً؟
أتنسى ردائي الملطَّخَ بالدماء..
تلبس -فوق دمائي- ثيابًا مطرَّزَةً بالقصب؟
إنها الحربُ!
قد تثقل القلبَ..
لكن خلفك عار العرب
لا تصالحْ..
ولا تتوخَّ الهرب!
(2)
لا تصالح على الدم.. حتى بدم!
لا تصالح! ولو قيل رأس برأسٍ
أكلُّ الرؤوس سواءٌ؟
أقلب الغريب كقلب أخيك؟!
أعيناه عينا أخيك؟!
وهل تتساوى يدٌ.. سيفها كان لك
بيدٍ سيفها أثْكَلك؟
سيقولون:
جئناك كي تحقن الدم..
جئناك. كن -يا أمير- الحكم
سيقولون:
ها نحن أبناء عم.
قل لهم: إنهم لم يراعوا العمومة فيمن هلك
واغرس السيفَ في جبهة الصحراء
إلى أن يجيب العدم
إنني كنت لك
فارسًا،
وأخًا،
وأبًا،
ومَلِك!
(3)
لا تصالح ..
ولو حرمتك الرقاد
صرخاتُ الندامة
وتذكَّر..
(إذا لان قلبك للنسوة اللابسات السواد ولأطفالهن الذين تخاصمهم الابتسامة)
أن بنتَ أخيك "اليمامة"
زهرةٌ تتسربل -في سنوات الصبا-
بثياب الحداد
كنتُ، إن عدتُ:
تعدو على دَرَجِ القصر،
تمسك ساقيَّ عند نزولي..
فأرفعها -وهي ضاحكةٌ-
فوق ظهر الجواد
ها هي الآن.. صامتةٌ
حرمتها يدُ الغدر:
من كلمات أبيها،
ارتداءِ الثياب الجديدةِ
من أن يكون لها -ذات يوم- أخٌ!
من أبٍ يتبسَّم في عرسها..
وتعود إليه إذا الزوجُ أغضبها..
وإذا زارها.. يتسابق أحفادُه نحو أحضانه،
لينالوا الهدايا..
ويلهوا بلحيته (وهو مستسلمٌ)
ويشدُّوا العمامة..
لا تصالح!
فما ذنب تلك اليمامة
لترى العشَّ محترقًا.. فجأةً،
وهي تجلس فوق الرماد؟!
(4)
لا تصالح
ولو توَّجوك بتاج الإمارة
كيف تخطو على جثة ابن أبيكَ..؟
وكيف تصير المليكَ..
على أوجهِ البهجة المستعارة؟
كيف تنظر في يد من صافحوك..
فلا تبصر الدم..
في كل كف؟
إن سهمًا أتاني من الخلف..
سوف يجيئك من ألف خلف
فالدم -الآن- صار وسامًا وشارة
لا تصالح،
ولو توَّجوك بتاج الإمارة
إن عرشَك: سيفٌ
وسيفك: زيفٌ
إذا لم تزنْ -بذؤابته- لحظاتِ الشرف
واستطبت- الترف
(5)
لا تصالح
ولو قال من مال عند الصدامْ
".. ما بنا طاقة لامتشاق الحسام.."
عندما يملأ الحق قلبك:
تندلع النار إن تتنفَّسْ
ولسانُ الخيانة يخرس
لا تصالح
ولو قيل ما قيل من كلمات السلام
كيف تستنشق الرئتان النسيم المدنَّس؟
كيف تنظر في عيني امرأة..
أنت تعرف أنك لا تستطيع حمايتها؟
كيف تصبح فارسها في الغرام؟
كيف ترجو غدًا.. لوليد ينام
-كيف تحلم أو تتغنى بمستقبلٍ لغلام
وهو يكبر -بين يديك- بقلب مُنكَّس؟
لا تصالح
ولا تقتسم مع من قتلوك الطعام
وارْوِ قلبك بالدم..
واروِ التراب المقدَّس..
واروِ أسلافَكَ الراقدين..
إلى أن تردَّ عليك العظام!
(6)
لا تصالح
ولو ناشدتك القبيلة
باسم حزن "الجليلة"
أن تسوق الدهاءَ
وتُبدي -لمن قصدوك- القبول
سيقولون:
ها أنت تطلب ثأرًا يطول
فخذ -الآن- ما تستطيع:
قليلاً من الحق..
في هذه السنوات القليلة
إنه ليس ثأرك وحدك،
لكنه ثأر جيلٍ فجيل
وغدًا..
سوف يولد من يلبس الدرع كاملةً،
يوقد النار شاملةً،
يطلب الثأرَ،
يستولد الحقَّ،
من أَضْلُع المستحيل
لا تصالح
ولو قيل إن التصالح حيلة
إنه الثأرُ
تبهتُ شعلته في الضلوع..
إذا ما توالت عليها الفصول..
ثم تبقى يد العار مرسومة (بأصابعها الخمس)
فوق الجباهِ الذليلة!
(7)
لا تصالحْ، ولو حذَّرتْك النجوم
ورمى لك كهَّانُها بالنبأ..
كنت أغفر لو أنني متُّ..
ما بين خيط الصواب وخيط الخطأ.
لم أكن غازيًا،
لم أكن أتسلل قرب مضاربهم
أو أحوم وراء التخوم
لم أمد يدًا لثمار الكروم
أرض بستانِهم لم أطأ
لم يصح قاتلي بي: "انتبه"!
كان يمشي معي..
ثم صافحني..
ثم سار قليلاً
ولكنه في الغصون اختبأ!
فجأةً:
ثقبتني قشعريرة بين ضعلين..
واهتزَّ قلبي -كفقاعة- وانفثأ!
وتحاملتُ، حتى احتملت على ساعديَّ
فرأيتُ: ابن عمي الزنيم
واقفًا يتشفَّى بوجه لئيم
لم يكن في يدي حربةٌ
أو سلاح قديم،
لم يكن غير غيظي الذي يتشكَّى الظمأ
(8)
لا تصالحُ..
إلى أن يعود الوجود لدورته الدائرة:
النجوم.. لميقاتها
والطيور.. لأصواتها
والرمال.. لذراتها
والقتيل لطفلته الناظرة
كل شيء تحطم في لحظة عابرة:
الصبا - بهجةُ الأهل - صوتُ الحصان - التعرفُ بالضيف - همهمةُ القلب حين يرى برعماً في الحديقة يذوي - الصلاةُ لكي ينزل المطر الموسميُّ - مراوغة القلب حين يرى طائر الموتِ

وهو يرفرف فوق المبارزة الكاسرة
كلُّ شيءٍ تحطَّم في نزوةٍ فاجرة
والذي اغتالني: ليس ربًا..
ليقتلني بمشيئته
ليس أنبل مني.. ليقتلني بسكينته
ليس أمهر مني.. ليقتلني باستدارتِهِ الماكرة
لا تصالحْ
فما الصلح إلا معاهدةٌ بين ندَّينْ..
(في شرف القلب)
لا تُنتقَصْ
والذي اغتالني مَحضُ لصْ
سرق الأرض من بين عينيَّ
والصمت يطلقُ ضحكته الساخرة!
(9)
لا تصالح
فليس سوى أن تريد
أنت فارسُ هذا الزمان الوحيد
وسواك.. المسوخ!
(10)
لا تصالحْ
لا تصالحْ
__________________


كيف استر الدمع في عيونٍ عرايـــــا
وسحاب الألم لا يترك في العمر ورقة إلا ويرويها بالشقاء
أنّى للدموع الاختباء والفؤاد جريح
والنزيف سنين من عمرٍ صار خراب
فيا دمعاتي الحوارق هونا على الخدود حرّقها لهيبك
وهونا على العمر صار يجر الخراب وهو في بواكير الصبا



http://nabateah.blogspot.com
العنود النبطيه غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 31-12-2003, 05:07 PM   #5
الصمصام
عضو مميّز
 
تاريخ التّسجيل: Mar 2001
المشاركات: 1,444
إفتراضي زهـــــــور

==== زهــور ====

وسلالٍ من الورد
ألمحها بين إغفاءةٍ وإفاقة
وعلى كلّ باقة
اسم حاملها في بطاقة

تتحدثُ لي الزهراتُ الجميلةُ
أنّ أعينها اتسعت دهشة
لحظة القطف
لحظة القصفِ
لحظة إعدامها في الخميلة
تتحدث لي..
أنها سقطت من على عرشها في البساتين
ثم أفاقت على عرضها في زجاج الدكاكين
أو بين أيدي المنادين
حتى اشترتها اليد المتطفلة العابرة
تتحدث لي..
كيف جاءت إليّ
وأحزانها الملكة ترفع أعناقها الخضر
كي تتمنى لي العمر
وهي تجود بأنفاسها الآخرة

كلّ باقة..
بين إغماءة وإفاقة
تتنفس مثلي بالكاد ثانية..ثانية
وعلى صدرها حملت راضية
اسم قاتلها في بطاقة
__________________
-----------------------------
الأصدقاء أوطانٌ صغيرة
-----------------------------
إن عـُـلـّب المـجـدُ في صفـراءَ قـد بليتْ
غــــداً ســـنلبسـهُ ثـوباً مـن الذهـــــــــبِ
إنّـي لأنـظـر للأيـّام أرقـــــــــــــــــــبـهــــا
فألمحُ اليســْــر يأتي من لظى الكــــــرَبِ


( الصـمــــــصـام )
الصمصام غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 03-03-2004, 03:12 PM   #6
العنود النبطيه
سجينة في معتقل الذكريات
 
الصورة الرمزية لـ العنود النبطيه
 
تاريخ التّسجيل: Oct 2001
الإقامة: الاردن
المشاركات: 6,492
إفتراضي


ليس للدور بقية

امل دنقل

استريحي ليس للدور بقية
انتهت كل فصول المسرحية
فامسحي زيف المساحيق ولا ترتدى تلك المسوح المريمية
واكشفي البسمة عما تحتها من حنين واشتهاء وخطية
كنت يومها فتنة قدستها ...كنت يوما ظمأ القلب وريه
لم تكونى ابدا لى
انما كنت للحب الذى من سنتين قطف التفاحتين
الحلوتين
ثم القي ببقايا القشرتين
وبكى قلبك حزنا
فغدا دمعة حمراء بين الرئتين
وانا قلبي منديل هوى
جففت عيناك فيه دمعتين
ومحت فيه طلاء الشفتين ولوته
فى ارتعاشات اليدين
كان ماضيكى جدرار فاصلا بيننا
كان ظلالا شبحية
فاستريحي ليس للدور بقية !!!
__________________


كيف استر الدمع في عيونٍ عرايـــــا
وسحاب الألم لا يترك في العمر ورقة إلا ويرويها بالشقاء
أنّى للدموع الاختباء والفؤاد جريح
والنزيف سنين من عمرٍ صار خراب
فيا دمعاتي الحوارق هونا على الخدود حرّقها لهيبك
وهونا على العمر صار يجر الخراب وهو في بواكير الصبا



http://nabateah.blogspot.com
العنود النبطيه غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 06-05-2004, 09:29 AM   #7
الصمصام
عضو مميّز
 
تاريخ التّسجيل: Mar 2001
المشاركات: 1,444
إفتراضي خطاب غير تاريخي على قبر صلاحالدين

خطاب غير تاريخي على قبر صلاح الدين


ها أنت تسترخي أخيراً
فوداعاً
يا صلاح الدين
يا أيها الطبل البدائي الذي تراقص الموتى
على إيقاعه المجنون
يا قارب الفلين
للعرب الغرقى الذين شتتتهم سفن القراصنة
وأدركتهم لعنة الفراعنة
وسنة .. بعد سنة
صارت لهم " حطين"
تميمة الطفل، وأكسير الغد العنين

(جبال التوباد حياك الحيا)
(وسقا الله ثرانا الأجنبي)

مرت خيول الترك
مرت خيول الشرك
مرت خيول الملك - النسر
مرت خيول التتر الباقين
ونحن - جيلاً بعد جيل - في ميادين المراهنة
نموت تحت الأحصنة
و أنت في المذياع، في جرائد التهوين
تستوقف الفارين
تخطب فيهم صائحاً : " حطين"
وترتدي العقال تارة
وترتدي ملابس الفدائئين
وتشرب الشاي مع الجنود
في المعسكرات الخشنة

وترفع الراية،
حتى تسترد المدن المرتهنة
وتطلق النار على جوادك المسكين
حتى سقطت - أيها الزعيم
واغتالتك أيدي الكهنة.

***

(وطني لو شغلت بالخلد عنه ..)
(نازعتني - لمجلس الأمن- نفسي)

***

نم يا صلاح الدين
نم ... تتدلى فوق قبرك الورود
كالمظليين
ونحن ساهرون في نافذة الحنين
نقشر التفاح بالسكين
ونسأل الله "القروض الحسن"
فاتحة :
آمين .
__________________
-----------------------------
الأصدقاء أوطانٌ صغيرة
-----------------------------
إن عـُـلـّب المـجـدُ في صفـراءَ قـد بليتْ
غــــداً ســـنلبسـهُ ثـوباً مـن الذهـــــــــبِ
إنّـي لأنـظـر للأيـّام أرقـــــــــــــــــــبـهــــا
فألمحُ اليســْــر يأتي من لظى الكــــــرَبِ


( الصـمــــــصـام )
الصمصام غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 06-05-2004, 09:33 AM   #8
الصمصام
عضو مميّز
 
تاريخ التّسجيل: Mar 2001
المشاركات: 1,444
إفتراضي تعليق على ما حدث في مخيم الوحدات

تعليق على ما حدث في مخيم الوحدات


-1-


قلت لكم مرارا
إن الطوابير التي تمر..
في استعراض عيد الفطر والجلاء
(فتهتف النساء في النوافذ انبهارا)
لا تصنع انتصارا.
إن المدافع التي تصطف على الحدود، في الصحارى
لا تطلق النيران.. إلا حين تستدير للوراء.
إن الرصاصة التي ندفع فيها.. ثمن الكسرة والدواء:
لا تقتل الأعداء
لكنها تقتلنا.. إذا رفعنا صوتنا جهارا
تقتلنا، وتقتل الصغارا !


-2-

قلت لكم في السنة البعيدة
عن خطر الجندي
عن قلبه الأعمى، وعن همته القعيدة
يحرس من يمنحه راتبه الشهري
وزيه الرسمي
ليرهب الخصوم بالجعجعة الجوفاء
والقعقعة الشديدة
لكنه.. إن يحن الموت..
فداء الوطن المقهور والعقيدة:
فر من الميدان
وحاصر السلطان
واغتصب الكرسي
وأعلن "الثورة" في المذياع والجريدة!


-3-

قلت لكم كثيراً
إن كان لابد من هذه الذرية اللعينة
فليسكنوا الخنادقَ الحصينة
(متخذين من مخافر الحدود.. دوُرا)
لو دخل الواحدُ منهم هذه المدينة:
يدخلها.. حسيرا
يلقى سلاحه.. على أبوابها الأمينة
لأنه.. لا يستقيم مَرَحُ الطفل..
وحكمة الأب الرزينة..
مع المُسَدسّ المدلّى من حزام الخصر..
في السوق..
وفى مجالس الشورى


* * *


قلت لكم..


لكنكم..
لم تسمعوا هذا العبث
ففاضت النار على المخيمات
وفاضت.. الجثث!
وفاضت الخوذات والمدرعات.



سـبتمـبر 1970 م
__________________
-----------------------------
الأصدقاء أوطانٌ صغيرة
-----------------------------
إن عـُـلـّب المـجـدُ في صفـراءَ قـد بليتْ
غــــداً ســـنلبسـهُ ثـوباً مـن الذهـــــــــبِ
إنّـي لأنـظـر للأيـّام أرقـــــــــــــــــــبـهــــا
فألمحُ اليســْــر يأتي من لظى الكــــــرَبِ


( الصـمــــــصـام )
الصمصام غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 06-05-2004, 09:40 AM   #9
الصمصام
عضو مميّز
 
تاريخ التّسجيل: Mar 2001
المشاركات: 1,444
إفتراضي من أوراق " أبو نواس"

من أوراق " أبو نواس"


(الورقة الأولى)

"ملك أم كتابة ؟"
صاح بي صاحبي، وهو يلقي بدرهم في الهواء
ثم يلقفه
(خارجين من الدرس كنا .. وحبر الطفولة فوق الرداء
و العصافير تمرق عبر البيوت
وتهبط فوق التخيل البعيد )
..

"ملك أم كتابة؟"
صاح بي .. فانتبهت، ورفت ذبابه
حول عينين لامعتين
فقلت : "الكتابة"

...
... فتح اليد مبتسماً، كان وجه المليك السعيد
باسما في مهابة.


***

"ملك ألأم كتابة؟"
صحت فيه بدوري
فرفرف في مقلتيه الصبا و النجابة
وأجاب : " الملك"
(دون أن يتلعثم .. أو يرتبك)
وفتحت يدي
كان نقش الكتابة
بارزاً في صلابة .

.....
......
دارت الأرض دورتها
حملتنا الشواديف من هدأة النهر
ألقت بنا في جداول أرض الغرابة
نتفرق بين حقول الأسى .. وحقول الصبابة
قطرتين ، التقينا على سلم القصر
ذات مساء وحيد
كنت فيه : نديم الرشيد
بينما صاحبي .. يتولى الحجابة !!

(الورقة الثانية)

من يملك العملة
يمسك بالوجهين
والفقراءُ : بين .. بين .

(الورقة الثالثة)

نائماً كنت جانبه ، و سمعت الحرس
يوقظون أبي
خارجيّ ؟
أنا .. ؟!
مارق ؟
من ؟ أنا !!

صرخ الطفل في صدر أمي
(وأمي محلولة الشعر واقفة .. في ملابسها المنزلية)
أخرسوا
واختبأنا وراء الجدار
أخرسوا
وتسلل في الحلق خيط من الدم
(كان أبي يمسك الجرح
يمسك قامته .. ومهابته العائلية)
يا أبي
أخرسوا
وتواريت في ثوب أمي
و الطفل في صدرها ما نبسْ

ومضوا بأبي
تاركين لنا اليتمَ .. متشحاً بالخرس .

(الورقة الرابعة)

- أيها الشعر .. يا أيها الفرح المختلس ّّ
...
(كل ما كنت أكتب في هذه الصفحة الورقية صادرته العسس)
....

(الورقة الخامسة)

... وأمي خادمة فارسية
يتناقل سادتها قهوة الجنس وهي تدير الحطب
يتبادل سادتها النظرات لأردافها
عندما تنحني لتضئ اللهب
يتندر سادتها الطيبون بلهجتها الأعجمية !

***

نائماً كنت جانبها، ورأيت ملاك القدس
ينجني ، ويربت وجنتها
وتراخىا الذراعان عني قليلاً
قليلاً..
وسارت بقلبي قشعريرة الصمت :
-أمي
وعاد لي الصوت
-أمي
وجاوبني الموت
-أميّ
وعانقتها .. وبكيت
وغام بي الدمع حتى انحبس !

(الورقة السادسة)

لا تسألني إن كان القرآن
مخلوقاً .. أو أزلي.
بل سلني إن كان السلطان
لصاً .. أو نصف نبي !!

(الورقة السابعة)

كنت في كربلاء
عندما قال لي الشيخ أن الحسين
مات من أجل جرعة ماء ..
وتساءلت
كيف السيوف استباحت بني الأكرمين
فأجاب الذي بصرته السماء :
انه الذهب المتلألئ : في كل عين .
.............
إن تكن كلمات الحسين
و جلال الحسين
و سيوف الحسين
سقطت دون أن تنقذ الحق من ذهب الأمراء
أفتقدر أن تنقذ الحق ثرثرة الشعراء ؟
و الفرات لسانٌ من الدم لا يجد الشفتين.

*****

مات من أجل جرعة ماء
فاسقني يا غلام .. صباح مساء
اسقني يا غلام
علني بالمدام
أتناسى الدماء

__________________
-----------------------------
الأصدقاء أوطانٌ صغيرة
-----------------------------
إن عـُـلـّب المـجـدُ في صفـراءَ قـد بليتْ
غــــداً ســـنلبسـهُ ثـوباً مـن الذهـــــــــبِ
إنّـي لأنـظـر للأيـّام أرقـــــــــــــــــــبـهــــا
فألمحُ اليســْــر يأتي من لظى الكــــــرَبِ


( الصـمــــــصـام )

آخر تعديل بواسطة الصمصام ، 06-05-2004 الساعة 10:28 AM.
الصمصام غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 11-08-2004, 10:48 AM   #10
العنود النبطيه
سجينة في معتقل الذكريات
 
الصورة الرمزية لـ العنود النبطيه
 
تاريخ التّسجيل: Oct 2001
الإقامة: الاردن
المشاركات: 6,492
إفتراضي




"الجدار" في مقابل "النور":

"آه... ما أقسى الجدار

عندما ينهض في وجه الشروق

ربما ننفق كل العمر... كي نثقب ثغرة

ليمر النور للأجيال... مرة!

ربما لو لم يكن هذا الجدار

ما عرفنا قيمة الضوء الطليق".
__________________


كيف استر الدمع في عيونٍ عرايـــــا
وسحاب الألم لا يترك في العمر ورقة إلا ويرويها بالشقاء
أنّى للدموع الاختباء والفؤاد جريح
والنزيف سنين من عمرٍ صار خراب
فيا دمعاتي الحوارق هونا على الخدود حرّقها لهيبك
وهونا على العمر صار يجر الخراب وهو في بواكير الصبا



http://nabateah.blogspot.com
العنود النبطيه غير متصل   الرد مع إقتباس
المشاركة في الموضوع


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع
بحث في هذا الموضوع:

بحث متقدم
طريقة العرض

قوانين المشاركة
You may not post new threads
You may not post replies
You may not post attachments
You may not edit your posts

BB code is متاح
كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

Powered by vBulletin Version 3.7.3
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
 
  . : AL TAMAYOZ : .