العودة   حوار الخيمة العربية > القسم الثقافي > مكتبـة الخيمة العربيـة > دواوين الشعر

« آخـــر الـــمـــشـــاركــــات »
         :: نظرات في رِسَالَةٌ فِي الصُّوفِيَّةِ وَالْفُقَرَاءِ (آخر رد :رضا البطاوى)       :: ابونا عميد عباد الرحمن (آخر رد :عبداللطيف أحمد فؤاد)       :: قراءة في مقال مخاطر من الفضاء قد تودي بالحضارة إلى الفناء (آخر رد :رضا البطاوى)       :: نظرات في كتاب من أحسن الحديث خطبة إبليس في النار (آخر رد :رضا البطاوى)       :: نظرات فى بحث وعي النبات (آخر رد :رضا البطاوى)       :: نظرات في بحث أهل الحديث (آخر رد :رضا البطاوى)       :: قراءة في كتاب إنسانيّة محمد(ص) (آخر رد :رضا البطاوى)       :: الى هيئة الامم المتحدة للمرأة,اعتداء بالضرب على ماجدات العراق في البصرة (آخر رد :اقبـال)       :: المهندس ابراهيم فؤاد عبداللطيف (آخر رد :عبداللطيف أحمد فؤاد)       :: نظرات في مقال احترس من ذلك الصوت الغامض (آخر رد :رضا البطاوى)      

المشاركة في الموضوع
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
غير مقروءة 09-07-2007, 05:30 PM   #1
السيد عبد الرازق
عضو مميز
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2004
الإقامة: القاهرة -- مصر
المشاركات: 3,296
إفتراضي أبو نواس . سيرته وشئ من شعره.

[FRAME="11 70"]أبو نُوّاس 146 - 198 هـ / 763 - 813 م الحسن بن هانئ بن عبد الأول بن صباح الحكمي بالولاء. ولد في الأهواز من بلاد خوزستان ونشأ بالبصرة، ورحل إلى بغداد فاتصل فيها بالخلفاء من بني العباس، ومدح بعضهم، وخرج إلى دمشق، ومنها إلى مصر، فمدح أميرها ، وعاد إلى بغداد فأقام بها إلى أن توفي فيها. هو أول من نهج للشعر طريقته الحضرية وأخرجه من اللهجة البدوية، وقد نظم في جميع أنواع الشعر، وأجود شعره خمرياته.

--------------------------------------------------------------------------------

فَديتُكَ جِسمي كانَ أَحمَلَ لِلشَكوى
سَأَلتُها قُبلَةً فَفِزتُ بِها
الخَمرُ تُفّاحٌ جَرى ذائِباً
لَنا خَمرٌ وَلَيسَ بِخَمرِ نَخلٍ

هذا غُلامٌ حسنٌ وجههُ
وناظرةٍ إليّ من النقاب
حامِلُ الهَوى تَعِبُ
مَرحَباً يا سَمِيَ مَن كَلَّمَ اللَهُ

شَبيهٌ بِالقَضيبِ وَبِالكَثيبِ
إِنَّما هِمَّتي غَزال
وفتيةٍ ساعةً قد اجتمعوا
في الحُبِّ رَوعاتٌ وَتَعذيبُ

شَهِدتُ البِطاقِيَّ في مَجلِسٍ
خل لغيلان نعتهُ صَيدَح
بادِرِ الكَأسَ نَهارا
سَأُعطيكِ الرِضا وَأَموتُ غَمّاً

ولا أفرقُ غلّابا
سَأَشكُرُ لِلذِكرى صَنيعَتَها عِندي
قَريبُ الدارِ مَطلَبُهُ بَعيدُ
إِنّي أَتَيتُكُمُ مِنَ القَبرِ

يا مَعشَرَ العُشّاقِ ما البُشرى
يا مَن لِعَينٍ سَرِبَه
خَرَجتُ لِلَّهوِ بِالبُستانِ عَنكِ فَما
أَرسَلَ مَن أَهوى رَسولاً لَهُ

أَيا لَيلُ لا اِنقَضَيت
لا تَشرَبِ الراحاَ غَيرَ مَمزوجِ
وَخَمّارٍ حَطَطتُ إِلَيهِ لَيلاً
صاحِبِ الحِبَّ صابِراً لا يَصُدَّننَكَ

كُلُّ ناعٍ فَسَيُنعى
قَد أَغتَدي وَاللَيلُ أَحوى السُدِّ
دُموعي مَزَجَت كاسي
كَسَرَ الحِبُّ نَشاطي

غنينا بالحرامِ عن الحلالِ
الحَمدُ لِلَّهِ هَذا أَعجَبُ العَجَبِ
تَمَنّاهُ طَيفي في الكَرى فَتَعَتَّبا
نَضَت عَنها القَميصَ لِصَبِّ ماءِ

وَقائِلَةٍ لي كَيفَ كُنتَ تُريدُ
إِنَّ الَّذي تَيَّمَني حُبُّهُ
لا أُعيرُ الدَهرَ سَمعي
مَتى تَرضى مِنَ الدُنيا بِشَيءٍ

طَرِبَ الشَيخُ فَغَنّى وَاِصطَبَح
وَذاتِ خَدٍّ مُوَرَّد
قُل لِمَن سادَ ثُمَّ سادَ أَبوهُ
أَيا مُلينَ الحَديدِ

وعاذلةٍ تعيبُ عليَّ عادي
أُحِبُّ الغُلامَ إِذا كَرَّها
تَكَثَّر ما اِستَطَعتَ مِنَ الخَطايا
أَتاني عَنكِ سَبُّكِ لي فَسُبّي

يا رُبَّ بَيتٍ بِفَضاءٍ سَبسَبِ
دَعِ الرَبعَ ما لِلرَبعِ فيكَ نَصيبُ
قَد أَغتَدي قَبلَ الصَباحِ الأَبلَجِ
دَعِ البَساتينَ مِن وَردٍ وَتُفّاحِ

لي صاحِبٌ أَثقَلُ مِن أُحدِ
دَعَتِ الهُمومُ إِلى شِغافِ فُؤادي
أَما كَفى طَرفَكَ أَن يَنظُرا
كَم مِن حَديثِ مُعجَبٍ عِندي لَكا

يا مُنسِيَ المَأتَمِ أَشجانَهُم
أَصبَحَ قَلبي بِهِ نُدوبُ
أَشابَ رَأسي قَبلَ أَترابي
عَفا المُصَلّى وَأَقوَتِ الكُثُبُ

قد غنينا عن الشتاء
جَرَيتُ مَعَ الصِبا طَلقَ الجُموحِ
لاحَ إِشراقُ الصَباحِ
إذا طالَ شهرُ الصوم قصّرت طولهُ

أَزورُ مُحَمَّداً فَإِذا اِلتَقَينا
قالوا اِغتَسِل أَتَتِ الظُهرُ
عَلَيكَ بِاليَأسِ مِنَ الناسِ
لا تبكِ رسماً ولا تدمع على طلَلِ

خليليَ أقعد للصبوح ولا تقل
قَلبي بِخاتَمِ حُبِّكُم مَختومُ
أُحِبُّ الشَمالَ إِذا أَقبَلَت
لا رَعى اللَهُ اِبنَ رَوحٍ

قَد أَغتَدي وَاللَيلُ في إِهابِهِ
لا تَحفِلَنَّ بِقَولِ الزاجِرِ اللاحي
دَع مَن يُقارِضُ أَقداحاً بِأَقداحِ
قُل للذي إن قُلتَ مَن يا فتى

طربتُ إلى الفسوقِ مع المُدام
وَقانِصٍ مُحتَقَرٍ ذَميمِ
إِذا ما خَلَوتَ الدَهرَ يَوماً فَلا تَقُل
إِنّي لِصافي الراحِ شَرّابُ

قُل لِلأَمينِ جَزاكَ اللَهُ صالِحَةً
لَستُ أَرى لَذَّةً وَلا فَرَحا
كَأَنَّما وَجهُهُ وَالكَأسُ إِذ قَرُبَت
الحَمدُ لِلَّهِ العَلِيِّ

كَتَبَت عَلى فَصٍّ لِخاتَمِها
إِذا كانَ ريبُ الدَهرِ غالَ إِمامَنا
أَيا مَن لَيسَ لي مِنهُ مُجيرُ
دَعِ الرَسمَ الَّذي دَثَرا

اِربَع عَلى الطَلَلِ الَّذي اِنتَسَفَت
وَدارِ نَدامى عَطَّلوها وَأَدلَجوا
التلبيـة في الحـج
وَجهُ حَمدانَ فَاِحذَروهُ

العَبدُ عَبدُكَ حَقّاً وَاِبنُ عَبدَيكَ
أَقولُ لَها لَمّا أَتَتني تَدُلُّني
أحسنُ ممّا تضمّنَ العطنُ
مَلَكتَ عَلى طَيرِ السَعادَةِ وَاليُمنِ

إِنّا اِهتَجَرنا لِلناسِ إِذ فَطِنوا
يا قَلبُ يا خائِنَ الحَبيبِ
يا رُبَّ خَرقٍ نازِحٍ حَديبِ
قُل لِلمُسَمّى بِاِسمِ الَّذي قامَ يَد

وَفِتيَةٍ كَمَصابيحِ الدُجى غُرَرٍ
ما لي عَلى الحُبِّ مِن ثَباتِ
جَفنُ عَيني قَد كادَ يَسقُطُ
يا إِخوَتي ذا الصَباحُ فَاِصطَبِحوا

أَمّا المِكاسُ فَشَيءٌ لَستُ أَعرِفُهُ
فلا أشربُ داريّاً
رُبَّ غَزالٍ كَأَنَّهُ قَمَرٌ
إِذا أَنتَ زَوَّجتَ الكَريمَةَ كَفوَها

قُل لِمَن يَبكي عَلى رَسمٍ دَرَس
اِشرَب وَسَقِّ الحَبيبَ يا ساقي
يا عَرَبِيّاً مِن صَنعَةِ السوقِ
رَأَيتُ الفَضلَ مُكتَإِباً

اِسقِياني الحَرامَ قَبلَ الحَلالِ
عَلى خُبزِ إِسماعيلَ واقِيَةُ البُخلِ
يا اِبنَ عَلِيٍّ عَلَوتَ إِن كانَ ما
وَقَرا مُعلِناً لِيَصدَعَ قَلبي

يا سالِبَ الأَذهانِ
ما في النَبيذِ مَعَ المُعَربِدِ لَذَّةٌ
رُبَّ لَيلٍ قَطَعتُهُ بِاِنتِحابِ
حَمدانُ ما لَكَ تَغضَب

لِضَوءِ بَرقٍ ظَلَلتَ مُكتَإِباً
شَمِّر شَبابَكَ في قَتلي وَتَعذيبي
يا قَضيباً في كَثيبِ
أَما يَسُرُّكَ أَنَّ الرَرضَ زَهراءُ

يا لاعِباً بِحَياتي
رأيتُ نسا هذا الزمان خبائي
قِف لا تَخَلخَل عَنِ الريحانِ وَالراحِ
قَد أَغتَدي في فَلَقِ الإِصباحِ

أُلهُ بِالبيضِ المِلاحِ
يا فَرحَةً جاءَت مَعَ العيدِ
يا نُواسيُّ تَوَقَّر
طُموحُ العَينِ وَالنَظَرِ

عَجَبتُ لِهارونَ الإِمامَ وَما الَّذي
يا لَيلَةً طابَ لي بِها الأَرَقُ
جِنانٌ حَصَّلَت قَلبي
أَبا مُنذِرٍ ما بالُ أَنسابِ مَذحَجٍ

نُزَوِّجُ الخَمرَ مِنَ الماءِ في
تَفَرَّدَ قَلبي فَما يَشتَبِك
لَو أَنَّ مَن تَهواهُ يَهواكا
عاذِلي في المُدامِ لا أُرضيكُما

أَكثِري أَو فَأَقِلّي
يا اِبنَ الزُبَيرِ أَلَم تَسمَع لِذا العَجَبِ
دَعِ الأَطلالَ تَسفيها الجَنوبُ
الجِسمُ مِنّي سَقيمٌ شَفَّهُ النَصَبُ

إِنّي لِما سُمتَ لَرَكّابُ
لَقَد قامَ خَيرُ الناسِ مِن بَعدِ خَيرِهِم
يا ذا الَّذي يَخطِرُ في مِشيَتِه
كَم لَيلَةٍ ذاتِ أَبراجٍ وَأَروِقَةٍ

تُعاتِبُني عَلى شُربِ اِصطِباحِ
وَلّى الصِيامُ وَجاءَ الفِطرُ بِالفَرَحِ
يا صاحِبَيَّ عَصَيتُ مُصطَبِحا
يا قَريبَ الدارِ مِن داري وَقَد

نَهارُكَ مِن حُسنٍ وَلَيلُكَ واحِدُ
تَتيهُ الشَمسُ وَالقَمَرُ المُنيرُ
أَمُحيِيَةَ القَلبِ ضِدُّ اِسمِها
الجارُ أَبلانِيَ لا الجارَه

إِنّي صَرَفتُ الهَوى إِلى قَمَرٍ
كَفاكَ ما مَرَّ عَلى راسي
إِنَّ اِسمَ حُسنٍ لِوَجهِها صِفَةٌ
تَمَثَّلُ لي جَهَنَّمُ حينَ يَبدو

خُبزُ إِسماعيلَ كَالوَشيِ
لا تُعَرِّج بِدارِسِ الأَطلالِ
أَما تَرى الشَمسَ حَلَّتِ الحَمَلا
كانَ حُلماً ما كُنتُ آمَلُ فيكُم

يا مَن لَهُ في عَينِهِ عَقرَبُ
إِن دامَ إِفلاسي عَلى ما أَرى
فاضَت دُموعُكَ ساكِبَه
أحسنُ من ظبيةٍ لها رشأ

قَد أَغتَدي بِزُرَّقٍ صَبيحٍ
وَقَهوَةٍ مُرَّةٍ باكَرتُ صُبحَتَها
إِذهَب نَجَوتَ مِنَ الهِجاءِ وَلَذعِهِ
رَفَعَ الصَوتَ فَنادى

قولا لِهارونَ إِمامِ الهُدى
رُدّا عَلَيَّ الكَأسَ إِنَّكُما
إِنَّ مَعَ اليَومِ فَاِعلَمَنَّ غَداً
تَوَهَّمَهُ قَلبي فَأَصنَحَ خَدُّهُ

طَفلَةٌ كَالغَزالِ ذاتُ دَلالٍ
حَيِّ رَبعَ الغِنى وَأَطلالَ حُسنِ الحالِ
وَغَزالٍ في الدُجى لَي
خَلِعتُ وَلَيسَ يَملِكُ رَدَّ راسي

قولا لِحَمدانَ وَما شيمَتي
إِذا انتَقَدَ الدينارَ شَبَّهتُ كَفَّهُ
وَمُستَطيلٍ عَلى الصَهباءِ باكِرَها
دَمعَةٌ كَاللُؤلُؤِ الرَطبِ

أَحسَنُ مِن وَقفَةٍ عَلى طَلَلِ
كَأَنَّما خَدُّهُ وَالشَعرُ مُلبِسُهُ
نَفَرَ النَومُ وَاِحتَمى
أَرى لِلكَأسِ حَقّاً لا أَراهُ

وابِأَبي مَن إِذا ذُكِرتُ لَهُ
أَيُّها الناسُ اِرحَموني
يا بَني حَمّالَةِ الحَطَبِ
رُبَّما أَغدو مَعي كَلبي

أَيا باكِيَ الأَطلالِ غَيَّرَها البِلى
غُصِصتُ مِنكَ بِما لا يَدفَعُ الماءُ
يا رُبَّ مَجلِسِ فِتيانٍ سَمَوتُ لَهُ
جَسَدي قائِمٌ وَروحي مُواتُ

أسقني باللَهِ يا عمرو
بُزاتُنا الأَقداحُ
يا مادِحَ القَومِ اللِئامِ
وَنَرجِسٍ قَد حُفَّ بِالوَردِ

لا تُعوِجا عَلى رُسومِ دِيارٍ
حَلَفتُ اليَومَ بِالطَنبورِ
اِشرَب عَلى الوَردِ في نَيسانَ مُصطَبِحاً
قولا لِعَبّاسٍ لِكَي يَدري

يا عارِمَ الطَرفِ حَيثُما نَظَرا
أربعةٌ تعجب لحّاظَها
أَتَحسَبُني باكَرتُ بَعدَكَ لَذَّةً
أَيا مَن طَرفُهُ سِحرُ

يا تارِكَ الأَبرارِ فُجّارا
تَداوَ مِنَ الصَغيرَةِ بِالكَبيرِ
داوِ يَحيى مِن خُمارِه
قَد أَغتَدي بِزُرَّقٍ جُرازِ

رَأَيتُ العَيشَ ما كُنتُ
وَفي الديوانِ غُزلانٌ
إِلفانِ كانا لِهَذا الوَصلِ قَد خُلِقا
إِلَهَنا ما أَعدَلَك

لا تَمزُجِ الخَمرَ عَلى حالٍ
وَفي الحَمّامِ يَبدو لَكَ
يا رُبَّ لَيلٍ بِتُّ في نِعمَةٍ
لُبابُ تَكَبَّري فَوقَ الجَواري

يا أيها السائل عن ديننا
يا قَمَراً أَبرَزَهُ مَأتَمٌ
وَمَقرورٍ مَزَجتُ لَهُ شَمولا
مَنَحتُكُمُ يا أَهلَ مِصرَ نَصيحَتي

ما غَضَبي مِن شَتمِ أَحبابي
تَخرُجُ إِمّا سَفَرَت حاسِراً
لَمّا تَبَدّى الصُبحُ مِن حِجابِهِ
إِنَّ لي حُرمَةً فَلَو رُعِيَت لي

مَلَأتِ قَلبي نُدوبا
بِبابِ بُنَيَّةِ الوَضّاحِ ظَبيٌ
لا أَستَزيدُ حَبيبي مِن مُواتاتي
يا بَهجَةَ الدُنيا الَّتي

قَد رَكِبَ الدُلفينَ بَدرُ الدُجى
تَفتيرُ عَينَيكَ دَليلٌ عَلى
يا واضِعاً بَيضَ القَطا
إِنّي لَصَبٌّ وَلا أَقولُ بِمَن

إذا ما وطىءَ الأمردُ
يا طيبَنا بِقُصورِ القُفصِ مُشرِفَةً
أَنتَ يا اِبنَ الرَبيعِ أَلزَمتَني النُسكَ
إِذا شاقَكَ ناقوسٌ

قالوا تَنَسَّكَ بَعدَ الحَجِّ قُلتُ لَهُم
طابَ الزَمانُ وَأَورَقَ الأَشجارُ
يا خَليلَيَّ قَد خَلَعتُ عِذاري
أَلا فَاسقِني خَمراً وَقُل لي هِيَ الخَمرُ

أَعِر شِعرَكَ الأَطلالَ وَالدِمَّنَ القَفرا
أُتيحَ لي يا سَهلُ مُستَظرَفُ
أُطريكَ يا بازِيَنا وَأُطري
ألا قل يلحي على حبِّ شاطر

قولوا لمِن قد تنفّر
قَد كادَ هَذا الفَخُّ أَن يَعقِرا
إِذا أَجرى أَمينُ اللَهِ
اِسقِنيها يا نَديمي بِغَلَس

أَفنانِيَ الدَهرُ نَهسا
على دمنةِ الدار لا تربع
ما مِثلُ هَذا اليَومِ في طيبِهِ
يا قَلبُ وَيحَكَ جِدٌّ مِنكَ ذا الكَلَفُ

يا نَظرَةً ساقَت إِلى ناظِرٍ
إشربِ الراحَ ودعني
قَد حَكى البَدرُ بَهاكا
أَأَشرَسُ إِن يَكُن ما قيلَ حَقّاً

[/FRAME]
السيد عبد الرازق غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 09-07-2007, 05:31 PM   #2
السيد عبد الرازق
عضو مميز
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2004
الإقامة: القاهرة -- مصر
المشاركات: 3,296
إفتراضي

[FRAME="11 70"]يا مُبيحَ الدَمعِ في الطَلَلِ
دَع جِناناً وَحُبَّها
تَمَّت وَتَمَّ الحُسنُ في وَجهِها
وَمَجلِسٍ ما لَهُ شَبيهٌ

كانَ الشَبابُ مَطِيَّةَ الجَهلِ
أَحَبُّ إِلَيَّ مِن وَخدِ المَطايا
بَكِّر صَبوحَكَ بِاِبنَةِ الكَرمِ
خَليلَيَّ هَذا مَوقِفٌ مِن مُتَيَّمٍ

حَبيبي ظَلومٌ عَلَيَّ ضَنينُ
قَد هَتَكَ الصُبحُ سَدولِ الدُجى
صَلّى الإِلَهُ عَلى لوطٍ وَشيعَتِهِ
دَسَّت لَهُ طَيفَها كَيما تُصالِحُهُ

أَرى الخَمرَ تُربي في العُقولِ فَتَنتَضي
أَفنَيتُ فيكِ مَعانِيَ الشَكوى
إِصدَع نَجِيَّ الهُمومِ بِالطَرَبِ
سَخَّرَ اللَهُ لِلأَمينِ مَطايا

لا أَحُطُّ الحِزامَ طَوعاً عَنِ المَحذوف
تَلقى المَراتِبَ لِلحُسَينِ ذَليلَةً
ساعٍ بِكَأسٍ إِلى ناشٍ عَلى طَرَبي
وَفاتِنٍ بِالنَظَرِ الرَطبِ

فَوا عَقلاهُ قَد ذَهَبا
لَعَمرُكَ ما أَبقى لَنا المَوتُ باقِياً
أَثنِ عَلى الخَمرِ بِآلائِها
وَنَدمانٍ يَرى غَبَناً عَلَيهِ

يا راكِباً أَقبَلَ مِن ثَهمَدٍ
القَطبُ وَالعَبسُ بَشاشاتُهُ
رَضيتَ لِنَفسِكَ سَوآتِها
أُقِرُّ بِالذَنبِ وَلَم آتِهِ

يا ربّةَ المُطرفةِ الديباجَه
وَخَمّارٍ أَنَختُ إِلَيهِ رَحلي
أَيا مَن وَجهُهُ الداحُ
أَيَّةُ نارٍ قَدَحَ القادِحُ

لَقَد نَسَلَت رَزّينُ نَسلاً مِنَ استِها
ذَكَرَ الصَبوحَ بِسُحرَةٍ فَاِرتاحا
ما زِلتُ أَستَلُّ روحَ الدَنِّ في لُطفٍ
أَقِلني قَد نَدِمتُ عَلى ذُنوبي

أَيا مَن أَخلَفَ الوَعدَ
اِسقِنيها بِسَوادِ
أَيا أَمينَ اللَهِ مَن لِلنَدى
طَوى المَوتُ مابَيني وَبَينَ مُحَمَّدٍ

يا بَني النَقصِ وَالعِبَر
إِذا أَنتَ لَم يَدعُ الهَوى فَتُجيبُهُ
أَلا لا تَلُمني في العُقارِ جَليسي
آلَفُ ما صِدتُ مِنَ القَنيصِ

أَعاذِلَ بِعتُ الجَهلَ حَيثُ يُباعُ
يا رُبَّ ساقٍ كَأَنَّهُ شَبَهُ
خَبَّرَ طَرفي بِالَّذي أُخفي
عاتَبَني الشِعرُ ذا إِكافِ

لَمّا تَجَلّى اللَيلُ وَاِبيَضَّ الأُفُق
وَنَدمانِ صِدقٍ مِن خُزاعَةَ في الذُرا
أَأَسلَمتَني يا جَعفَرُ بنَ أَبي الفَضلِ
مَرَّ بِنا وَالعُيونُ تَأخُذُهُ

قِدرُ الرِقاشِيِّ مَضروبٌ بِها المَثَلُ
أَيا مَن دَعاني لِلوِصالِ كِتابَةً
إِنّي وَذِكري مِن حُسنٍ مَحاسِنَها
حَيِّ الدِيارَ وَأَهلَها أَهلا

أَعاذِلُ ما عَلى مِثلي سَبيلُ
أَديرا عَلَيَّ الكَأسَ يَنقَشِّعُ الغَمُّ
يا ربّ هذا سلامه
ضَحِكَ الشَيبُ في نَواحي الظَلامِ

أطرف بقدركَ لولا أنها عبرت
وَسَيّارَةٍ ضَلَّت عَنِ القَصدِ بَعدَما
يا معشرَ اللوامِ
تَرَكتُ الرَبعَ لا أَبكيهِ

قَد صَكَّ لي بِالقُربِ مِن سَيِّدي
إِذا التَقى في النَومِ طَيفانا
شَجاني وَأَبلاني تَذَكُّرُ مَن أَهوى
مَن سَبَّني مِن ثَقيفٍ

سُبحانَ عَلّامِ الغُيوبِ
كَما لا يَنقَضي الأَرَبُ
عَزّوا أَخِلّايَ قَلبي
يا خاطِبَ القَهوَةِ الصَهباءِ يَمهُرُها

وَعاري النَفسِ مِن حُلَلِ العُيوبِ
يا رُبَّ غَيثٍ آمِنِ السُروبِ
الوَردُ يَضحَكُ وَالأَوتارُ تَصطَخِبُ
رَغيفُ سَعيدٍ عِندَهُ عِدلُ نَفسِهِ

اِكسِر بِمائِكَ سَورَةَ الصَهباءِ
تقول الناسُ قد تبتُ
قَد أَغتَدي وَالطَيرُ في مَثواتِها
وَعُقارٍ كَأَنَّما نَتَعاطى

وَمائِلِ الرَأسِ نَشوانٍ شَدَوتُ لَهُ
باكِرِ اليَومَ الصَبوحا
عاجَ الشَقِيُّ عَلى دارٍ يُسائِلُها
شَغَلَت خِداشاً عَن مَساعي مَخلَدِ

أَفنَيتَ عُمرَكَ وَالذُنوبُ تَزيدُ
تَصَبَّحتُ في وَعدٍ وَبِتُّ عَلى وَعدِ
يا مَن رآني في الكرى زعَماً
وَنَديمٍ لَم يَزَل ساقِيَنا

لَو كانَ لي سَكَنٌ في الراحِ يُسعِدُني
غَضِبَت عَلَيكَ ذَخيرَةُ الخَمّارِ
وَمُشتَعِلِ الخَدَّينِ يَسحَرُ طَرفُهُ
سَقى اللَهُ ظَبياً مُبدِيَ الغُنجِ في الخَطرِ

أَلا فَاسقِني مِسكِيَّةَ العَرفِ مُزَّةً
ألا يا غرّةَ البدرِ
آذَنَكَ الناقوسُ بِالفَجرِ
أَحسَنُ مِن مَنزِلٍ بِذي قارِ

رَأَيتُ قُدورَ الناسِ سوداً مِنَ الصَلى
صاحِ ما لي وَلِلرُسومِ القِفارِ
قَد أَغتَدي وَاللَيلُ داجٍ عَسكَرُه
ما مِنكَ سَلمى وَلا أَطلالُها الدُرُسُ

هَل لِدِيارٍ حَيَّيتَها دُرُسِ
وشاطرِ أحورِ طاوي الحشا
غَزالٌ بِهِ فَترٌ وَفيهِ تَأَنُّثٌ
للَه أعيننا وهنّ من الخدى

أشهى من الحلبة والركضِ
ذَهَبَ المُحُّ وَأَبقى
مَن كانَ لَو لَم أَهجُهُ غالِباً
رَأَيتُ هَوايَ سيرَتُهُ الوَجيفُ

بمعوديّةِ الدين العتيقِ
أحسنُ من رحلةِ الفراق
يا مَن ينادي الدارَ هل تنطقُ
أَحَقّاً مِنكَ أَنَّكَ لَن تَراني

إِذا ذَكَرَ الفِراقَ بَكى
أَلا يا شَهرُ كَم تَبقى
يا واصِفَ الغِلمانِ في شِعرِهِ
قالوا اِمتَدَحتَ فَماذا اِعتَضتَ قُلتُ لَهُم

سابَقَ الناسَ هاشِمُ اِبنُ حُدَيجٍ
آنَستُ نَفسي بِالتَوَح
لا تَهجُرَنَّ الحَبيبَ إِن هَجَرا
نادمِ العزَّ الكراما

هَلّا اِستَعَنتَ عَلى الهُمومِ
نفسُ لا ترجعي عن الآثامِ
أَهاشِمُ خُذ مِنّي رِضاكَ وَإِن أَتى
أَنضَيتِ أَحرُفَ لا مِمّا لَهَجتُ بِها

وَجهُ بَنانٍ كَأَنَّهُ قَمَرٌ
أَلا لا أَشتَهي الأَمطارَ
لا تَبكِ لِلذاهِبينَ في الظُعُنِ
خُذِ القصفَ بتَأيينِ

أَسيرُ الهَمِّ نائي الصَبرِ عانِ
حُبُّكَ يا أَحمَدُ أَضناني
طَرَحتُم مِنَ التِرحالِ ذِكراً فَغَمَّنا
مَولايَ عَزَّ فَلا يَهونُ

ما استَكمَلَ اللَذّاتِ إِلّا فَتىً
إِذا غادَيتِني بِصَبوحِ عَذلٍ
فَدَيتُ مَن تَمَّ فيهِ الظُرفُ وَالأَدَبُ
يا بُؤسَ كَلبي سَيِّدِ الكِلابِ

عَدِّ عَن رَسمٍ وَعَن كُثُبِ
يا عمرو أضحت مبضةً كبَدي
صاحبةَ القَرقرِ لا تشغَبي
أَعاذِلَ أَعتَبتُ الإِمامَ وَأَعتَبا

يا بِشرُ ما لي وَالسَيفِ وَالحَربِ
وابِأَبي أَلثَغَ لاجَجتُهُ
لا أركبُ البحرَ حذار الردى
لَم أَشرَكِ الناسَ يَومَ العيدِ في الفَرَحِ

غَرَّدَ الديكُ الصَدوحُ
وَفِتيَةٍ نازَعوا وَاللَيلُ مُعتَكِرٌ
أَحيِ لي يا صاحِ روحي
يا هاشِمُ اِبنُ حُدَيجٍ لَيسَ فَخرُكُمُ

وُقيتَ بِيَ الرَدى زِدني قُيودا
إِذا ما شَكا ليمٌ إِلَيكَ مُصيبَةً
أَما وَنَجيبَةٍ يَهوي
لا تَبكِ لَيلى وَلا تَطرَب إِلى هِندِ

كُلُّ بَني بَرمَكٍ كَريمٌ
هَذا قِناعُ اللَيلِ مَحسورُ
قامَ الأَمينُ بِأَمرِ اللَهِ في البَشَرِ
عَتَبَت عَلَيكَ مَحاسِنُ الخَمرِ

وَمُستَعبِدٍ إِخوانَهُ بِثَرائِهِ
مِنّي إِلى المُتَكَبِّر
تَتيهُ بِكَ الدُنيا وَتَزهو المَنابِرُ
حَسبي جَوىً إِن ضاقَ بي أَمري

أَيُها المُنتابُ عَن عُفُرِه
لَمّا غَدا الثَعلَبُ مِن وِجارِهِ
أَلا قُل لِعَمرٍ كَيفَ أَنِّيَ واحِدٌ
دَع عَنكَ يا صاحِ الفِكَر

جَمَحتَ أَبا مُسلِمٍ فَاِحبِسِ
أَلا قُل لِأَمينِ اللَهِ
قُل لِلخَليفَةِ إِنَّني
بِكَ أَستَجيرُ مِنَ الرَدى

وُجَيهُ مُحَمَّدٍ شَمسُ
يا رُبَّ ثَورٍ بِمَكانٍ قاصِ
أَنعَتُ كَلباً مُرهَفاً خَميصا
هَلّا وَأَنتَ بِماءِ وَجهِكَ تُشتَهى

أَنعَتُ كَلباً جالَ في رِباطِهِ
بَديعُ الخَلقِ مَوفورُ الخُطوطِ
أَعدَدتُ كَلباً لِلطِرادِ فَظّا
سادَ المُلوكَ ثَلاثَةٌ ما مِنهُمُ

مَن رَأى مِثلَ ما أُغالي مِنَ البَيعِ
اِسقِني الراحَ عَلى وَجهٍ
وَلاحٍ لَحاني كَي يَجيءَ بِبِدعَةٍ
أَيا رُبَّ وَجهٍ في التُرابِ عَتيقِ

عُلِّقتُ مَن عُلِّقَني
رَأَيتُ المُحِبّينَ الصَحيحَ هَواهُمُ
قُل لِلرُقاشِيِّ إِذا جِئتَهُ
وَنَدمانِ صِدقٍ بَل يَزيدُ فُكاهَةً

سَأَلتُ أَخي أَبا عيسى
يا رَبَّةَ الوَجهِ الجَميلِ
قَد أَغتَدي وَاللَيلُ ذو غَياطِلِ
عوجا صُدورَ النَجائِبِ البُزَّل

فَدَيتُكِ فيمَ عَتبُكِ مِن كَلامٍ
لا تبكينَّ على الطَلَل
إِنَّ الَّتي أَبصَرتَها
لَمّا بَدا الثَعلَبُ في سَفحِ الجَبَل

قَد طالَما أَفلَتَّ يا ثُعالا
وَخَمّارٍ حَطَطتُ إِلَيهِ رَحلي
يا رَبِّ إِن عَظُمَت ذُنوبي كَثرَةً
أَرى الإِخوانَ في هُجرٍ أَقاموا

صِفَةُ الطُلولِ بَلاغَةُ القِدمِ
نَسِيَتني حَوادِثُ الأَيّامِ
اِسمي لِوَجهِكِ يا مُنى صِفَةٌ
أَبا العَبّاسِ ما ظَنّي بِشُكري

جِنانُ إِن جُدتِ يا مُنايَ بِما
أَظرِف بِقِدرِكَ لَولا أَنَّها غَبَرَت
يَومَ الخَميسِ أَقَمنا ساقِياً حَكَما
اِردُد عَلَيَّ المُدامَ بِالجامِ

عاذِلي فيها أَطِعني
أَعاذِلُ ما غَنيتُ عَنِ المُدامِ
غَنِّنا بِالطُلولِ كَيفَ بَلينا
وَخَمّارٍ طَرَقتُ بِلا دَليلٍ

اِسقِني يا اِبنَ أُذَينِ
لستُ لرَبع أبكي ولا دَمن
وَمُؤاتي الطَرفِ عَفِّ اللِسانِ
لا تَخشَعَنَّ لِطارِقِ الحِدثانِ

أحسنُ من يوم الشعانين
قَد أَسبِقُ الجارِيَةَ الجونا
أَأَدمَيتَ بِالماءِ القَراحِ جَبينَها
سُقياً لحربٍ جنيتُها عبثاً

بِدَيرِ بَهرَذانَ لي مَجلِسٌ
كُنتَ في قُرَّةِ عَيني
تَرَكتُ الطِلا أَو لَستُ أَقرَبُ شُربَهُ
رَسولي قالَ أَوصَلتُ الكِتابا

قَد عَلا الديوانَ كابَه
باتَ عَلِيٌّ وَأَباتَ صَحبَه
أَلا إِنَّما الدُنيا عَروسٌ وَأَهلُها
سَقاني أَبو بِشرٍ مِنَ الراحِ شَربَةً

نالَ مِنّي الهَوى مَنالاً عَجيبا
خُبزُ الخَصيبِ مُعَلَّقٌ بِالكَوكَبِ
إنّما همّتي غلامٌ
قَد نَضِجنا وَنَحنُ في الخَيشِ طُرّاً

بَينَ المُدامِ وَبَينَ الماءِ شَحناءُ
أحسنُ من رمي برعّادةٍ
يا نَفسُ كَيفَ لَطُفتِ
يا أَيُّها العاذِلُ دَع مَلحاتي

كانَ المُغَنّونَ لَهُم خَزرَجٌ
وَفِتيَةٍ كَنُجومِ اللَيلِ أَوجُهُهُم
شَرَيتُ الفَتكَ بِالثَمَنِ الرَبيحِ
يا دَيرَ حَنَّةَ مِن ذاتِ الأُكَيراحِ

قُلتُ لَدُنُّ شُجُّ أَوداجُهُ
وَأَبيَضَ مِثلُ البَدرِ دارَةُ وَجهِهِ
أحسنُ من ركضٍ إلى مارقٍ
يا تارِكي جَسَداً بِغَيرِ فُؤادِ

قَد أَسحَبُ الزِقُّ يَأباني وَأُكرِهُهُ
وَنَدمانٍ تَرادَفَهُ خُمارٌ
اِعدِل عَنِ الطَلَلِ المُحيلِ وَعَن هَوى
راحَ الشقيُّ على دارٍ يسائلُها
[/FRAME]
السيد عبد الرازق غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 09-07-2007, 05:34 PM   #3
السيد عبد الرازق
عضو مميز
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2004
الإقامة: القاهرة -- مصر
المشاركات: 3,296
إفتراضي

[FRAME="11 70"]أَنعَتُ كَلباً أَهلُهُ مِن كَدِّهِ
ألا قبّح الرحمنُ داحةَ أمردا
باكِر صَبوحَكَ فَهوَ خَيرُ عَتادِ
وَفاتِنِ الأَلحاظِ وَالخَدِّ

أَدِرها عَلى النَدمانِ نَوحِيَّةَ العَهدِ
أَميري حالَ عَن عَهدي
وَقائِلٍ هَل تُريدُ الحَجَّ قُلتُ لَهُ
إِذا اِبتَهَلتُ سَأَلتُ اللَهَ رَحمَتَهُ

تَركُ الصَبوحِ عَلامَةُ الإِدبارِ
من كان يعجبه الأنثى ويعجبها
مَن يَزدَري الكَبشَ في الدُنيا وَيَحقِرُهُ
إِلى اللَهِ أَشكو حُبَّ مَن جُلُّ نَيلِهِ

قَد أَغتَدي وَاللَيلُ في اِعتِكارِهِ
يا ربّ كم وإلى كم
ألم ترقي لصبّ
أَبَحتُ حَريمَ الكَأسِ إِذ كُنتُ مُثرِياً

وَأَحوَرَ ذِمِّيٍّ طَرَقتُ فِنائَهُ
أَنا وَاللَهِ مُشتاقٌ
وَناهِدَةِ الثَديَينِ مِن خَدَمِ القَصرِ
إِن لا تَزوري فَإِنَّ الطَيفَ قَد زارا

بِما أَهجوكَ لا أَدري
لا بَأسَ بِاليُؤيُؤِ لَكِنَّما
قولا لِمَن يَعشَقُ قَصرِيَّةً
إِنَّ البَرامِكَةَ الَّذينَ تَعَلَّموا

قَد أَغتَدي قَبلَ طُلوعِ الشَمسِ
أُحسُ الهَوى صِرفاً مَعَ الحاسي
قالوا نَزَعتَ وَلَمّا يَعلَموا وَطَري
رأيتُ لقوسِ زنبورٍ سهاماً

لِبَني البَرمَكِيِّ قَصرٌ مُنيفُ
اِسقِني وَاِسقِ يوسُفا
تباعد ما استطعتَ من الشقوق
لَقَد صُبِّحَت بِالخَيرِ عَينٌ تَصَبَّحَت

أَدِرها عَلَينا قَبلَ أَن نَتَفَرَّقا
يا لائِمَ العاشِقِ أَنتَ الَّذي
قل لذي الوجهِ المترّك
دَعِ الوُقوفَ عَلى رَسمٍ وَأَطلالِ

أَيا مَن حَمَّلَ الذَرةَ
هَجَوتُ الفَضلَ دَهراً وَهوَ عِندي
يا مَن تَمَرَّهَ عَمداً
اِختَصَمَ الجودُ وَالجَمال

أنا رأسٌ في الضلالِ
ثَقيلٌ يُطالِعُنا مِن أَمَم
يا دارُ ما فَعَلَت بِكِ الأَيّامُ
مَضى لَيلٌ وَأَخلَفَتِ النُجومُ

فَدَيتُكُما لا تَعجَلا بِمَلامي
عَفٌّ ضَميري هازِلٌ
يا خَليلَيَّ ساعَةً لا تَريما
إِذا خَطَرَت فيكَ الهُمومُ فَداوِها

يا عَينُ حَمدانَ مَن ذا
أَعاذِلَ ما عَلى وَجهي قُتومُ
جالَستُ يَوماً أَباناً
سَأَترُكُ خالِداً لِهَوى جِنانِ

سَكَنٌ يَبقى لَهُ سَكَنٌ
أَشتَهي الساقِيَينِ لَكِنَّ قَلبي
يا ظَبيُ يا اِبنَ سِيارٍ
أَسأَلُ القادِمينَ مِن حَكَمانِ

ليَ عرسٌ حرّةٌ مملوكةٌ
مُتَتايِهٍ بِجَمالِهِ صَلِفٌ
أَضرَمتَ نارَ الحُبِّ في قَلبي
أَعاذِلَ قَد كَبُرتُ عَنِ العِتابِ

َن غائِبٌ في الحُبِّ لَم يَؤُبِ
أَنزَفَ دَمعي طولُ تَسكابِهِ
لَقَد أَصبَحتُ ذا كَرَبٍ
تَشَبَّبَتِ الخَضراءُ بَعدَ مَشيبِها

أَلا حَيِّ أَطلالاً بِسَيحانَ فَالعَذبِ
أَميرَ المُؤمِنينَ وَأَنتَ عَفوٌ
دخلنَ عواذلي من كلّ بابِ
فَدَيتُ مَن حَمَّلتُهُ حاجَةً

وَمُتَرَّفٍ عَقَلَ الحَياءُ لِسانَهُ
لَقَد طالَ في رَسمِ الدِيارِ بُكائي
يقولونَ شهرُ الصوم شهرٌ مبارَكٌ
مَرحَباً مَرحَباً بِخَيرِ إِمامٍ

أَقولُ وَقَد رَأَت بِالوَجهِ مِنّي
سَمّاهُ مَولاهُ لَاِستِملاحِهِ السَمِجا
عُج بفتيان اصطباحِ
تعزّى قلبُنا عن ذكرِ راح

يا لَيلَةً بِالكَرخِ كَم لَذَّةٍ
أَلا إِنَّ مَن أَهواهُ ضَنَّ بِوُدِّهِ
وَدارٍ يُؤَدَّبُ فيها البُزاةُ
قل للغزال غزال آل مجالدِ

لَمّا طَوى اللَيلُ حَواشي بُردِهِ
يا مَن بِمُقلَتِهِ يَصيدُ
تَناوَمتُ جُهدي فَلَم أَرقُدِ
إن كان يحيى يقدِّر

وَما أَنزَرَ الطَرفَ فيمَن نَرى
زَجَرتُ كِتابَكُم لَمّا أَتاني
وَجَدتُ لِكُلِّ الناسِ في الجودِ خِطَّةً
بَكَيتُ وَما أَبكي عَلى دِمَنٍ قَفرِ

أَلا قوموا إِلى الكَرخِ
غدوتُ على خمر ورحتُ إلى خمرِ
وَقَهوَةٍ كَالعَقيقِ صافِيَةٍ
قُل لِمَن يَدَّعي سُلَيماً سَفاهاً

يا حَبَّذا مَجلِسٌ قَد كانَ يَجمَعُنا
دِيارُ نَوارٍ ما دِيارُ نَوارِ
أَلاياءَمينَ اللَهِ كَيفَ تَحُبُّنا
لَمّا جَفاني الحَبيبُ وَاِمتَنَعَت

لَنا هَجمَةٌ لا يُدرِكُ الذِئبُ سَخلَها
رَأَيتُ المَسجِدَ الجامِ
دَعني مِنَ الناسِ وَمِن لَومِهِم
الحَمدُ لِلَّهِ أَلَم يَنهَني

يا مُظهِراً شَكوى عَلى صَرمِهِ
أشهى على النفس من عدو الكلاب
إِنّي عَشِقتُ وَهَل في العِشقِ مِن باسِ
وَقَهوَةٍ عُتِّقَت في دَيرِ شَمّاسِ

يا غُلاماً يَوَدُّ كِت
كَيفَ أَصبَحتَ لا عَدِمتَ صَباحاً
أَلَم تَرَني أَبَحتُ اللَهوَ نَفسي
يا مَن حَوى الحُسنَ مَحضا

قُل لِاِسماعيلَ ذي الخالِ
أصلّي الصلاةَ الخمسَ في حال وقتها
وَأُسمِعُ مِنكِ النَفسَ ما لَيسَ تَسمَعُ
نَبِّه نَديمي يوسُفا

لا تئلُ العُصمُ في الهِضابِ وَلا
إِذا مَضى مِن رَمَضانَ النِصفُ
عادَ لي بِالسَديرِ شارِدُ قَصفِ
لَبِقُ القَدِّ لَذيذُ المُعتَنَق

أَيا مَن سارَ مُنطَلِقا
لا الصَولَجانُ وَلا المَيدانُ يُعجِبُني
قَد مِتُّ غَيرَ حُشاشَةِ الرَمَقِ
أَلا يا أَحمَدُ الكاتِبِ

عَجَباً لي كَيفَ أَبقى
وَقَهوَةٍ كَجَنِيِّ الوَردِ خالِصَةٍ
يا عَمروُ مَن لَم يَختَنِق
إِنّي أَتَيتُ بَني المُهَل

أَصبَحتُ غَيرَ مُدافَعٍ مَولاكا
نَزِّه صَبوحَكَ عَن مَقالِ العُذَّلِ
أسقياني من شمولِ
لَعَمرُكَ ما غابَ الأَمينُ مُحَمَّدٌ

ما لِيَ في الناسِ كُلُّهُم مَثَلُ
نَباتُ بِنتِ سَباكِ اللَهُ مِن أَمَةٍ
قُلتُ يَوماً لِلرَقاشِي
رأى بخدّيهِ منبتاً زغباً

لَقَد جُنَّ مَن يَبكي عَلى رَسمِ مَنزِلٍ
وَخَيمَةِ ناطورٍ بِرَأسِ مُنيفَةٍ
سَجَدَ الجَمالُ لِحُسنِ
قُل لِحَمدانَ ما لَكا

نَجوتُ مِنَ اللِصِّ المُغيرِ بِسَيفِهِ
يا مَن جَداهُ قَليلُ
بادِر صَبوحَكَ وَاِنعَم أَيُّها الرَجُلُ
خَلَعتُ مُجوني فَاستَرَحتُ مِنَ العَذلِ

اِنسَ رَسمَ الدِيارِ ثُمَّ الطُلولا
أَبَت عَينايَ بَعدَكِ أَن تَناما
تَعَلَّل بِالمُدامِ مَعَ النَديمِ
لا تَبكِ رَبعاً عَفا بِذي سَلَمِ

قَد أَغتَدي وَاللَيلُ في مَكتَمِهِ
إِبخَل عَلى الدارِ بِتَكليمِ
قَد أَغتَدي وَاللَيلُ في اِدهِمامِهِ
أَلا قُل لِإِسماعيلَ إِنَّكَ شارِبٌ

لِمَن دِمَنٌ تَزدادُ حُسنَ رُسومِ
صَدفَت أُمُّكَ إِذ سَم
سوءةً بالعيونِ أنتَ احتنكتَ الناسَ
يا ساحِرَ الطَرفِ أَنتَ الدَهرُ وَسنانُ

يا رُستم بن خُداهى
عَصَيتُ في السُكرِ مَن لَحاني
بِعَفوِكَ بَل بِجودِكَ عُذتُ لا بَل
أَحمَدُ اللَهَ الَّذي

يا مَن يُبادِلُني عِشقاً بِسُلوانِ
مَن كانَ يَجهَلُ ما بي
خَفَّ مِنَ المِربَدِ القَطينُ
أَربَعَةٌ يَحيا بِها

طَرِبتُ إِلى قُطرَبُّلٍ فَأَتَيتُها
كَم لَيلَةٍ قَد بُتُّ أَلهو بِها
مَن يَكُ مِن حُبَّيكِ خِلواً فَما
أَلا يا حادِثاً فيهِ

قُل لِذي الطَرفِ الخَلوبِ
يا كاتِباً كَتَبَ الغَداةَ يَسُبُّني
لَقَد غَرَّني مِن جَعفَرٍ حُسنُ بابِهِ
سيروا إِلى أَبعَدِ مُنتابِ

أَيُّها القادِمُ مِن بَصرَتِنا
لا يَصرِفَنَّكَ عَن قَصفٍ وَإِصباءِ
سُقياً لِلُبنى وَلا سُقيا لِعاناتِ
يا حَبَّذا لَيلَةٌ نَعِمتُ بِها

عاذِلي في المُدامِ غَيرَ نَصيحِ
إِذا ما عاذِلي سَمّاكِ
وَعاشِقَينِ التَفَّ خَدّاهُما
أَنعَتُ ديكاً مِن دُيوكِ الهِندِ

طابَ الهَوى لِعَميدِه
أَتَشتُمُ خَيرَ ذي حَكَمِ اِبنِ سَعدٍ
قُل لِلعَذولِ بِحانَةِ الخَمّارِ
قَد أَغتَدي وَالصُبحُ مَشهورُ

غزالَ العمر في خلل الديار
وَلَيلٍ لَنا قَد جازَ في طولِهِ القَدرا
أَراني مَعَ الأَحياءِ حَيّاً وَأَكثَري
تَأَمَّلتُ حَمداناً فَقُلتُ لِصاحِبي

قَد سَلَّمَ الصَومُ عَلى الفِطرِ
دع الأمطارَ تعتور الديارا
وَعَظَتكَ واعِظَةُ القَتيرِ
إِن تَشقَ عَيني بِها فَقَد سَعِدَت

أَلِفَ المُدامَةَ فَالزَمانُ قَصيرُ
قولا لِإِخواني أَرى وُدَّكُم
لَمّا أَتَوني بِكَأسٍ مِن شَرابِهِمُ
وَبَلدَةٍ فيها زَوَر

لَئِن هَجَرَتكَ بَعدَ الوَصلِ أَروى
أَساقِيَتي كَأساً أَمَرَّ مِنَ الصَبرِ
كَأَنَّ صَفاءَ الدَمعِ في ساحِ خَدِّهِ
أَلَم تَربَع عَلى الطَلَلِ الطِماسِ

أَنّى تُشافُ المَغاني وَهيَ أَدراسُ
أُريدُ قِطعَةَ قِرطاسٍ فَتُعجِزُني
ذَهَبَ الناسُ فَاِستَقَلّوا وَصِرنا
نَفَسُ المُدامَةِ أَطيَبُ الأَنفاسِ

وَنابِهٍ في الهَوى لَنا ناسِ
أَلا لَيتَ شِعري هَكَذا أَنتَ لِلناسِ
اِعزِم عَلى سَلوَةٍ إِلّا عَنِ الكاسِ
زَهِدَت جِنانٌ في الَّذي

رَأَيتُ لِقَوسِ أَيّوبٍ سِهاماً
أَماتَ اللَهُ مِن جوعٍ رِقاشاً
اِترُكِ التَقصيرَ في الشُربِ
تَبَدَّلتُ اِكِساراً بِالنَشاطِ

أَنا أَبصَرتُ صاحِ الشَمسَ
ورثنا المجدَ من آباءِ صدقٍ
إِنِّيَ لَولا شَقاءُ جَدّي
دعوا غناءَ سماعه

ما اِرتَدَّ طَرفُ مُحَمَّدٍ
فَدَيتُكِ لَيسَ لي عَنكِ اِنصِرافُ
لَستُ لِدارٍ عَفَت بِوَصّافِ
وَمَجلِسِ خَمّارٍ إِلى جَنبِ حانَةٍ

قُل لِذي الوَجهِ الرَقيقِ
أَنعَتُ كَلباً لَيسَ بِالمَسبوقِ
خَلُقَ الشَبابُ وَشِرَّتي لَم تُخلَقِ
وَأَنمَرِ الجِلدَةِ صَيَّرتُهُ

يا مَن يُوَجِّهُ أَلفاظي لِأَقبَحِها
هَل مُخطِئٌ حَتفَهُ عُفرٌ بِشاهِقَةٍ
أَوعَدتَني بِالقَتلِ مِن غَيرِ ما
عَدَّيتُ عَنكِ بِمَنطِقي فَعَداكا

يا رُبَّ صاحِبِ حانَةٍ قَد رُعتُهُ
عَجِزتَ يا مَهجورُ أَن تَذهَلا
ما لي بِدارٍ خَلَت مِن أَهلِها شُغُلُ
دَع عَنكَ ما جَدّوا بِهِ وَتَبَطَّلِ

هَل عَرَفتَ الرَبعَ أَجلى
يا مَن جَفاني وَمَلّا
اِسقِني يا اِبنَ أَدهَما
أبا العبّاس كُفّ عن الملامِ

غَنيتُ عَنِ الكَواعِبِ بِالغُلامِ
وَحَمراءَ كَالياقوتِ بِتُّ أَشُجُّها
أَموتُ وَلا تَدري وَأَنتَ قَتَلتَني
ما حاجَةٌ أَولى بِنُجحٍ عاجِلٍ

نُمتُ إِلى الصُبحِ وَإِبليسُ لي
اِسقِني صَفوَ المُدامِ
أَلا خُذها كَمِصباحِ الظَلامِ
مجونٌ صُبَّ في صنَمِ

جِنانُ أَضنى جَسَدي حُبُّكُم
وَخَندَريسٍ لَها شُعاعٌ
إِنّي عَلِقتُ الأَحمَدَينِ كِلَيهِما
عِتابٌ لَيسَ يَنصَرِمُ

أَيُّها العاذِلانِ لا تَعذِلاني
لَأَبيحَنَّ حُرمَةَ الكِتمانِ
يا قَمَراً في السَماءِ مَسكَنُهُ
أَلا تَرى ما أُعطِيَ الأَمينُ

اِحمَدوا اللَهَ كَثيراً
إِنَّ الخِلافَةَ لَم تَزَل
وَخَمرٍ كَعَينِ الديكِ صَبَّحتُ سِحرَةً
أَمّا الدِيارُ فَقَلَّما لَبَثوا بِها

ما لَذَّةُ العَيشِ إِلّا شُربُ صافِيَةٍ
لَو كُنتَ تَعشَقُ دُرّاً ما سَأَلتُهُمُ
عِنانُ يا مَن تُشبِهُ العينا
إنّ عنانَ النَطافِ

[/FRAME]
السيد عبد الرازق غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 09-07-2007, 05:35 PM   #4
السيد عبد الرازق
عضو مميز
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2004
الإقامة: القاهرة -- مصر
المشاركات: 3,296
إفتراضي

[FRAME="11 70"]أظهِر هواكَ مُعلناً
وَبَديعِ الحُسنِ قَد فاقَ
حَيِّ الدِيارَ إِذِ الزَمانُ زَمانُ
اِشرَب فُديتَ عَلانِيَه

قد صبغت بنتُ المدينيّه
قل لذي الدلّ تولَبِ
عَيني أَلومُكِ لا أَلوم
ما هَوىً إِلّا لَهُ سَبَبُ

وعاذلةٍ تلوم على اصطفائي
لا صَيدَ إِلّا بِالصُقورِ اللُمَّحِ
بروحِ القُدسِ والميلادِ
أَقولُ وَالغَيثُ دانٍ

وَأَخوَسَ دِلّاجٍ عَلَيَّ وَرائِحٍ
وَعودُ كَرمَةِ كَرخٍ
صَبَبتُ عَلى الأَميرِ ثِيابَ مَدحي
دَع لِباكيها الدِيارا

قَد أَغتَدي وَالصُبحُ مُحمَرُّ الطُرَر
إِذا ما كُنتَ عِندَ قِيانِ موسى
ومُلِحّةٍ بالعذلِ تحسبُ أنّني
لقد حاجيت يا خنساءُ

مَضى أَيلولُ وَاِرتَفَعَ الحَرورُ
هارونُ يا خَيرَ الخَلائِفِ كُلِّهِم
يا سائِلَ اللَهِ فُزتَ بِالظَفَرِ
نُعَزّي أَميرَ المُؤمِنينَ مُحَمَّداً

ما جِئتُ ذَنباً بِهِ اِستَوجَبتُ سَخطَكُمُ
قَد قُلتُ لَيلَةَ ساروا
طَرِبتُ إِلى الصَنجِ وَالمِزهَرِ
إِذا أَنشَدَ داوُودُ

لَم تَدرِ جارَتُنا وَلا تَدري
أَذاقَني الصَدَّ سوءُ تَدبيري
تَذَكَّر أَميرَ اللَهِ وَالعَهدُ يُذكَرُ
مَنَعَ الصَومُ العُقارا

قَد أَصبَحَ المُلكُ بِالمُنى ظَفِرا
أَدِرها عَلَينا مَزَّةً بابِليَّةً
بادِر شَبابَكَ قَبلَ الشَيبِ وَالعارِ
قُل لِزُهَيرٍ إِذا اِتَّكا وَشَدا

قُلتُ لَمّا وَضَحَ الصُبحُ
إِذا الشَياطينُ رَأَت زُنبورا
أَما وَصُدودِ مَخمورٍ
كَدَّرَ العَيشَ أَنَّني مَحبوسُ

قَد أَغتَدي قَبلَ مَذاذِ الخامِسِ
حماني وصلَ أبناءِ القسوس
يَدٌ لِوَجهِكَ عِندي لَو شَعَرتَ بِها
كَيفَ النُزوعُ عَنِ الصِبا وَالكاسِ

أَقولُ لِلقانِصِ حينَ غَلَّسا
ألا ما لاست زنبورٍ إذا ما
لا خَرَّبَ اللَهُ كَرخَ السوسِ وَالسوسا
فِداؤُكَ نَفسي قَد طَرِبتُ إِلى الكَأسِ

يا غُلاماً يريدُ كتما
يا عامُ لا تبرح من القفصِ
يا مَريضاً زادَ قَلبي مَرَضا
في حرِ أمّ الدهر أيضاً

أَعدَدتُ كَلباً لِطِرادِ سَلطا
أَصبَحتُ أَجوَعَ خَلقِ اللَهِ كُلِّهِمُ
يَصُمُّ عَنِ العُذّالِ وَهوَ سَميعُ
لَو كانَ حَيٌّ وائِلاً مِنَ التَلَف

مُعَقرَبُ الصُدغِ مَلبوسٌ عَوارِضُهُ
وشادنٍ أهيفَ ذي غُنّةٍ
قَد كانَ لي حَمدانُ ذا زَورَةٍ
حميدُ ماذا دهاكا

إِنّي حُمِمتُ وَلَم أَشعُر بِحُمّاكا
فَدَيتُكَ قَد جُبِلتُ عَلى هَواكا
جالَ ماءُ الشَبابِ في خَدَّيكَ
وَمُعتَدٍ بِالَّذي تَحوي أَنامِلُهُ

يا رُبَّ ظَبيٍ بِمَكانٍ خالِ
يا قابِري بِدَلالِه
رَسمُ الكَرى بَينَ الجُفونِ مَحيلُ
وَدَهماءَ تُرسيها رَقاشٌ إِذا شَتَت

يا أَيُّهَذا المَلِكُ المُؤَمَّلُ
أَينَ الجَوابُ وَأَينَ رَدُّ رَسائِلي
لَم يُنسِني السَعيُ وَالطَوافُ
اِسقِنا إِنَّ يَومَنا يَومُ رامِ

كَفاكَ أَنّي قَد بِتُّ لَم أَنَمِ
يا خَليلَيَّ مِن بَني مَخزومِ
أَتَأذَنُ لي فَدَيتُكَ بِالسَلامِ
أَيُّها الرائِحانِ بِاللَومِ لوما

يا عَمروُ ما لِلناسِ قَد
كَتَمتُ الحُبَّ يا حَكَمُ
لا تَحزَنَنَّ لِفُرقَةِ الأَقرانِ
أما والطورِ والنورِ

وَصاحِبٍ زانَ كُلَّ مُصطَحَبِ
كأنّ ما بي في المجانين
مُستَيقِظُ اللَحظِ في أَجفانِ وَسنانِ
وَشادِنٍ في المُجونِ دَلّاني

هارونُ إِنَّكَ لِلساداتِ مِن مُضَرٍ
يا عَمروُ ما هَذا الغُلامُ الَّذي
سَمّاهُ أَحبابُهُ المِسكينَ قَد صَدَقوا
اِكتُبي إِن كَتَبتِ يا مُنيَةَ النَفسِ

اِترُكِ الأَطلالَ لا تَعبَأ بِها
لَمّا رَأَيتُ اللَيلَ مُنشَقَّ الحُجُب
أَصبَحتُ مُحتاجاً إِلى ضَربِ
لَستُ بِدارٍ عَفَت وَغَيَّرَها

أَعتَلُّ بِالماءِ فَأَدعو بِهِ
هَذا مَقالٌ سَمِجُ
هاتِ مِنَ الراحِ فَاِسقِني الراحا
وَقَهوَةٍ باكَرتُها سُحرَةً

دَمُ المَكارِمِ بِالفُسطاطِ مَسفوحُ
أَلا يا جَبَلَ المُقتِ
بِسُجودِ القِسّيسِ يَومَ السُجودِ
وَقَسرِيَّةٍ أَبصَرتُها فَهَوَيتُها

أَيا مَن كُنتُ بِالبَصرَة
لَقَد كُنتُ وَما في الناسِ
لَمّا رَأَيتُ اللَيلَ قَد تَشَزَّرا
غَدَوتُ عَلى اللَذّاتِ مُنهَتِكُ السِترِ

لَولا الأَميرُ وَأَنَّ العُذرَ مَنقَصَةٌ
لأحسنُ من صائلٍ أحمرِ
شَهِدَت جَلوَةَ العَروسِ جِنانٌ
قَنِعتُ إِذ نِلتُ مِن أَحبابِيَ النَظَرا

الشُربُ في ظُلَّةِ خَمّارِ
لَم يَبقَ لي في غَيرِها لَذَّةٌ
أَتُراهُ يَدِقُّ عَن كُلِّ لَمسٍ
أَمِنكَ لِلمَكتومِ إِظهارُ

قولا لِإِبراهيمَ قَولاً هِترا
قُل لِنَدامايَ وَجُلّاسي
أَنعَتُ كَلباً لَقِنَ النُحاسِ
لا أندبُ الربعُ قفراً غير مأنوس

تأهّب يومَ فطرِكَ للمعاصي
أُهدي الثَناءَ إِلى الأَمينِ مُحَمَّدٍ
إذا ولجَ البعيرُ فروغ صبري
ما رَعى الدَهرُ آلَ بَرمَكَ حَقّاً

سَقياً لِبَغدادَ وَأَيّامِها
حَلَّت سُعادُ وَأَهلُها سَرِفا
أَعاذِلَ لا أَموتُ بِكَفِّ ساقِ
ألا حيّ المنازلَ بالعقيق

كُنتُ مِنَ الحُبِّ في ذُرى نيقِ
رَكبٌ تَساقَوا عَلى الأَكوارِ بَينَهُمُ
لَمّا رَأَيتُ مَحَلَّ الشَمسِ في الأُفُقِ
عاطِني كأساً زُلالا

إني امرؤٌ أبغضُ النعاجَ وقد
لَأَعذَلَنَّ فُؤادي أَبلَغَ العَذَلِ
خَليلَيَّ بِاللَهِ لا تَحفِرا
الناسُ مِن مُحسِنٍ لَهُ صِفَةٌ

سَهَوتُ وَغَرَّني أَمَلي
أَمالِكُ باكِرِ الصَهباءَ مالِ
لَقَد نامَ عَمّا قَد عَناكَ أَبو الفَضلِ
قالوا السلامُ عليكِ يا أطلالُ

وَمُحَكَّمٍ في مُهجَتي
سَكَرتُ وَمَن هَذا الَّذي مِنهُ يَسلَمُ
وَغَريرِ الشَبابِ مُحتَبِكِ الحُسنِ
وميرائيّةٍ تمشي اختيالاً

خَلِّ جَنبَيكَ لِرامِ
عاقَبتَني بِأَشَدَّ مِن جُرمي
فُؤادي صَبورٌ وَاللِسانُ كَتومُ
وَمُظهِرَةٍ لِخَلقِ اللَهِ نُسكاً

أَلا لا أَرى مِثلي امتَرى اليَومَ في رَسمِ
اِستَعِذ مِن رَمَضانِ
دَقَّ مَعنى الخَمرِ حَتّى
هَذِهِ المَمنوعُ مِنها

وَصاحِبٍ أَخلَفَ ظَنّي بِهِ
عَلى مَركِبي مِنّي السَلامُ وَبِزَّتي
أَجَبتُ إِلى الصَبابَةِ مَن دَعاني
بِكُلِّ طَريقٍ لي مِنَ الحُبِّ راصِدٌ

لا تَفرُغُ النَفسُ مِن شُغلٍ بِدُنياها
بِنَفسِيَ مَن أَمسَيتُ طَوعَ يَدَيهِ
يا فَضلُ قَد أَودَعتَني عِظَةً
أَبصَرتُ في بَغدادَ رومِيَّه

إِنّي عَجِبتُ وَفي الأَيّامِ مُعتَبَرٌ
مَرَرتُ بِهَيثَمَ بنِ عَدِيِّ يَوماً
لا تَبكِ بَعدَ تَفَرُّقِ الخُلَطاءِ
قَد سَقَتني وَالصُبحُ قَد فَتَّقَ اللَيلَ

ما لي وَلِلعاذِلاتِ
رَبعُ البَلى أَخرَسُ عِمّيتُ
زعم الرسول بأنَّني جمّشتهُ
قَد عَذَّبَ الحُبُّ هَذا القَلبُ ما صَلُحا

سَقياً لِغَيرِ العَلياءِ وَالسَنَدِ
باتَت بِطَرفٍ مُسَهَّد
إِنَّني أَبصَرتُ شَخصاً
أَرَبعَ البَلى إِنَّ الخُشوعَ لَبادِ

يا مَن بِمُقلَتِهِ العُقارُ
جَعَلتُ عُبَيداً دونَ ما أَنا خائِفٌ
اِسقِني إِن سَقَيتَني بِالكَبيرِ
يا مِنَّةَ إِمتَنَّها السُكرُ

اِصبِر لِمَرِّ حَوادِثِ الدَهرِ
سَيَحبِسُني أَظُنُّ عَنِ المَسيرِ
أَلا تَأتي القُبورَ صَباحَ يَومٍ
لَئِن رَحتُ مُبيَضَّ الذَوائِبِ مِن شَعري

إِذا ما افتَرَقنا فَادرِ أَن لَستَ مِن ذِكري
وَفِتيانِ صِدقٍ قَد صَرَفتُ مَطِيُّهُم
أَجارَةَ بَيتَينا أَبوكِ غَيورُ
أَلا يا قَمَرَ الدارِ

كُلُّ مُحِبٍّ سِوايَ مَستورُ
غَدَوتُ وَما يُشجي فُؤادي خَوادِشٌ
أَعِدَن يا مُحَمَّدَ اِبنَ زُهَيرِ
إِنَّ الَّذي ضَنَّ بِقِرطاسِهِ

قُل لِبَني الأَشعَثِ لَن تُصلِحوا
يا مُعرِضاً نَفسي الفِداء
شِعرُ مَيتٍ أَتاكَ في لَفظِ حَيٍّ
عَلِقتُ مِن شَقوَتي وَمِن نَكَدي

شَجَرَ التُفّاحِ لا ذُقتَ القَحَل
أَضمَرتُ لِلنيلِ هِجراناً وَمَقلِيَةً
إِنّي وَإِن كُنتُ ماجِناً خَرِقاً
أَيا سَعيدَ اِبنَ وَهبٍ

أوصي أُخَيُّ إلى النديم
أَيُّها الخادِمُ الَّذي لَو أُتيتُ
ما أَقبَحَ الهَجرَ بِالمُحِبِّ وَما
أَيا مَن لا يُرامُ لَهُ كَلامُ

بحقِّ دينِ النصارى
وَجهُ جِنانٍ سَراةُ بُستانِ
ذَكَرَ الكَرخَ نازِحُ الأَوطانِ
إِذا عَبّا أَبو الهَيجاءِ

وَبِكرِ سُلافَةٍ في قَعرِ دَنٍّ
مُتَيَّمُ القَلبِ مُعَنّاهُ
ما مِن يَدٍ في الناسِ واحِدَةٍ
مَولى جِنانَ وَإِن أَبدى تَجَلُّدَهُ

وَأَخي حِفاظٍ ماجِدٍ
قُل لِأَبي مالِكٍ فَتى مُضَرِ
فَتىً لِرَغيفِهِ قُرطٌ وَشَنفٌ
لا تَراني يَئِستُ مِنكَ

اِسقِني وَاِسقِ ذُفافَه
لَقَد سَرَّني أَنَّ الهِلالَ غُدَيَّةً
أَلَستَ أَمينَ اللَهِ سَيفُكَ نَقمَةٌ
لا تَصحَبَنَّ أَخا نُسكٍ وَإِن نَسَكا

لا تَذهَلَنَّ عَنِ اِبنَةِ الكَرمِ
يا ريمُ هاتِ الدَواةَ وَالقَلَما
يا أَبا القاسِمِ قَلبي
يا كَثيرَ النَوحِ في الدِمَنِ

قل للعروضيّ
لَم أَزَل أَخلَعُ في الحُبِّ الرَسَن
أَلا قولا لِحَمدانِ
أَيا مَن بَينَ باطِيَةٍ وَزِقٍّ

المَوتُ مِنّا قَريبٌ
أَمَربَعَنا بِالشَطِّ لا لَعِبَ البِلى
عُنيتُ بِمَركَبِ البِرذَونِ حَتّى
لَم أَبكِ في مَجلِسِ مَنصورِ

خَلَيتُ عَيني وَلَذَّةَ النَظَرِ
أَعاذِلَ إِنَّ اللَومَ مِنكِ وَجيعُ
أحسَنُ من موقفٍ على طَلَلِ
تَقولُ لِيَ الرُكبانُ ما لَكَ راجِلاً

يا شَقيقَ النَفسِ مِن حَكَمٍ
سَقاني مِن يَدَيهِ وَمُقلَتَيهِ
يا ذا الَّذي عَن جِنانٍ ظَلَّ يُخبِرُني
يا أَيُّها المُطنِبُ ذا الغُرورِ

قُل لِذا الوَجهِ الطَريرِ
نَبِّه نَديمَكَ قَد نَعِس
يا عاذِلي بِمَلامٍ مُرَّ بِالياسِ
نابَذتُ مَن بِاِصطِباري عَنكِ يَأمُرُني

راحَ الشَقِيُّ عَلى الرُبوعِ يَهيمُ
نَدامايَ طولَ الدَهرِ خُرسٌ عَنِ الخِنا
ومُلحةٍ بالعذل ذات نصيحةٍ
يا اِبنَ حُدَيجٍ أَطرِق عَلى مَضَضٍ
[/FRAME]
السيد عبد الرازق غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 09-07-2007, 05:38 PM   #5
السيد عبد الرازق
عضو مميز
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2004
الإقامة: القاهرة -- مصر
المشاركات: 3,296
إفتراضي

[FRAME="11 70"]حياته
مولده:
في الأهواز جنوب غربي إيران لأمٍ فارسية الأصل و المرجح أن والده كان من جند مروان بن محمد آخر خلفاء بني أمية.

حياته:
توفي والده فانتقلت به أمه من الأهواز إلى البصرة في العراق ، و هو في السادسة من عمره ، و عندما أيفع وجهته إلى العمل في حانوت عطار. ثم انتقل من البصرة إلى الكوفة ، و لم تذكر لنا كتب التاريخ سبب ذلك ، غير أنه التقى والبة بن الحباب الأسدي الكوفي فرافقه إليها. و صحب جماعةً من الشعراء الماجنين كمطيع بن إياس و حماد عجرد. ثم انتقل إلى بادية بني أسد فأقام فيهم سنةً كاملةً آخذاً اللغة من منابعها الأصيلة. ثم عاد إلى البصرة و تلقى العلم على يد علمائها أدباً و شعراً.

و لم يقتصر طلبه العلم على الشعر و الأدب بل كان يدرس الفقه و الحديث و التفسير حتى قال فيه ابن المعتز في كتابه ’طبقات الشعراء‘ : "كان أبو نواس ٍ عالماً فقيهاً عارفاً بالأحكام و الفتيا ، بصيراً بالاختلاف ، صاحب حفظٍ و نظرٍ و معرفةٍ بطرق الحديث، يعرف محكم القرآن و متشابهه ، و ناسخه و منسوخه."

و في البصرة شغف أبو نواسٍ بجاريةٍ تدعى ’جَنان‘ و غناها بشعرٍ كثيرٍ يعبر عن عمق شعوره نحوها. و قد قصد أبو نواسٍ بغداد و امتدح الرشيد و نال مكانةً مرموقةً لديه ، و لكنه ـ أي الرشيد ـ كان كثيراً ما يحبسه عقاباً له على ما يورد في شعره من المباذل و المجون. و قد أطال الرشيد حبسه حتى عفا عنه بشفاعةٍ من البرامكة الذين كان أبو نواسٍ قد اتصل بهم و مدحهم. و لعل صلته الوثيقة بهم هي التي دفعته إلى الفرار حين نكبهم الرشيد فيما عرف فيما بعد بنكبة البرامكة.

ذهب أبو نواسٍ إلى دمشق ثم إلى مصر متجهاً إلى الفسطاط ، عاصمتها يومذاك ، و اتصل بوالي الخراج فيها الخصيب بن عبد الحميد فأحسن وفادته و غمره بالعطاء فمدحه بقصائد مشهورة.

توفي هارون الرشيد و خلفه ابنه الأمين ، فعاد أبو نواسٍ إلى بغداد متصلاً به ، فاتخذه الأمين نديماً له يمدحه و يُسمعه من طرائف شعره. غير أن سيرة أبي نواسٍ و مجاهرته بمباذله جعلتا منادمته الأمين تشيع بين الناس. و في نطاق الصراع بين ابني الرشيد ، الأمين و المأمون ، كان خصوم الأمين يعيبون عليه اتخاذ شاعرٍ خليعٍ نديماً له، و يخطبون بذلك على المنابر ، فيضطر الأمين إلى حبس شاعره. و كثيراً ما كان يشفع الفضل بن الربيع له لدى الخليفة فيخرجه من سجنه. و عندما توفي الأمين رثاه أبو نواسٍ بقصائد تنم عن صدق عاطفته نحوه.

وفاته:
لم يلبث أبو نواسٍ أن توفي قبل أن يدخل المأمون بغداد و قد اختلف في مكان وفاته أهي في السجن أو في دار إسماعيل بن نوبخت. و قد اختلف في سبب وفاته و قيل إن إسماعيل هذا قد سمه تخلصاً من سلاطة لسانه.

وقد رآه بعض أصحابه في المنام فقال له‏:‏ ما فعل الله بك ‏؟‏

فقال‏:‏ غفر لي بأبيات قلتها في النرجس‏:‏

تفكر في نبات الأرض وانظر * إلى آثار ما صنع المليك

عيون من لجين شاخصات * بأبصار هي الذهب السبيك

على قضب الزبرجد شاهدات * بأن الله ليس له شريك

وفي رواية عنه أنه قال‏:‏

غفر لي بأبيات قلتها وهي تحت وسادتي فجاؤوا فوجدوها برقعة في خطه‏:‏

يا رب إن عظمت ذنوبي كثرة * فلقد علمت بأن عفوك أعظم

أدعوك ربي كما أمرت تضرعاً * فإذا رددت يدي فمن ذا يرحم

إن كان لا يرجوك إلا محسن * فمن الذي يرجو المسيء المجرم

مالي إليك وسيلة إلا الرجا * وجميل عفوك ثم أني مسلم


[تحرير] أسلوبه
أهم ما في شعر أبي نواس, "خمرياته التي حاول أن يضارع بها الوليد يزيد أو عدي بن يزيد بطريق غير مباشر اللذين اتخذهما مثالاً له. و قد حذا بنوع خاص حذو معاصره حسين بن الضحاك الباهلي الذي لا شك أننا لا نستطيع أن نجد بينه و بين أبي نواس فوارق روحية.
أما مدائحه فتبدو فيها الصناعة بوضوح قليلة القيمة.
أما رثاؤه فتجد فيها عاطفة عميقة و حزناً مؤثرا يجعلنا نفتقر بعض ما فيها من نقائص كالتكفل في اللغة والمبالغة المعهودة في الشرق.
أما في أشعاره الغزلية ففيها من العاطفة والشاعرية الصادقة بقدر ما فيها من الإباحية و التبذل
ويجب أن نذكر إلى جانب زهدياته أشعاره عن الصيد التي تبدو مبتكرة عند النظرة الأولى ولمن لا بد أن له في هذا الضرب من الشعر أسلافا نسج على منوالهم.


[تحرير] ديوانه
لقد جمع ديوان أبي نواس كثيرون منهم الصولي المتوفى عام 338هجري (946م) جمعه في عشرة فصول, و حمزة بن الحسن الأصفهاني ، ونسخة هذا الأخير أكثر سعة, وأقل تحقيقا ، وقد جمعها المهلهل بن يموت بن مزرد الذي كان على قيد الحياة حوالي عام 332هجري (943م) برسالة عنوانها "سرقات أبي نواس"


[تحرير] آراء بعض الرواة في شعر أبي نواس
كان أبو عبيدة يقول:
(( ذهبت اليمن بجيد الشعر في قديمه حديثه ب امرئ القيس في الأوائل, و أبي نواس في المحدثين)).

قال عبيد الله بن محمد بن عائشة :
((من طلب الأدب فلم يرو شعر أبي نواس فليس بتام الأدب)).

وكان يقال: شعراء اليمن ثلاثة, امرؤ القيس و حسان بن ثابت وأبو نواس
كما قال أبو نواس عن نفسه:
((لو أن شعري يملؤ الفم ما تقدمني أحد)).

وقال أيضا :
((أشعاري في الخمرة لم يقل مثلها, و أشعاري في الغزل فوق أشعار الناس, وأجود شعري إن لم يزاحم غزلي, ما قلته في الطرد (الصيد). ))


[تحرير] مختارات من شعر أبي نواس

[تحرير] الفخر
ومستــعبـدٍ إخوانـَه بثـرائــه لبـستُ له كبـراً لأبرَّ على الكبـرِ
إذا ضمَّـني يومـاً و إياه محفِــلٌ رأى جانبـي وعراً يزيـد على الوعر ِ
أخالـفـه في شكـلـه، و أجـِرُّه على المنـطق المنـزور و النظر الشزر ِ
و قد زادني تيهاً على الناس أنني أرانيَ أغنـاهم و إن كنتُ ذا فـقـر ِ
فوالله لا يـُبـدي لســانيَ حاجــةً إلى أحـدٍ حتـى أٌغَيـّبَ في قبـري
فلا تطمعــنْ في ذاك مـنيَ سُوقـةٌ ولا ملكُ الدنيـا المحجبُ في القصـر ِ
فلو لم أرث فخراً لكانت صيـانتي فمي عن سؤال الناس حسبي من الفخر ِ


[تحرير] المديح
قال يمدح الأمين:
تتيه الشمـس و القمـر المنيـر إذا قـلنـا كـأنـهـمـا الأميـر
فإن يـــكُ أشبـها منه قـليلاً فـــقد أخطاهــــما شبهٌ كــثيرُ
لأن الـمسيــرُ {{{2}}}
و نور مـحمدٍ أبداً تمـامٌ على وَضَــح ِالطـريقـةِ لا يـحـورُ

وقال يمدحه أيضاً:
ملكتَ على طير السعادة واليمنِ و حزتُ إليـكَ الملكَ مقتبـل السن ِ
لقد طـابت الدنيـا بطيب محمدٍ و زيـدتْ به الأيـامُ حسناً إلى حسن ِ
ولو لا الأمين بن الرشيد لما انقضت رحى الدين، والدنيا تدور على حزن ِ
لقد فك أغـلال العنـاة محمـدٌ وأنزل أهل الخـوف في كنف الأمن ِ
إذا نحن أثنيـنا عليـك بصـالح ٍ فأنت كما نـثني، وفوق الذي نـثني
وإن جرت الألفـاظ يوماً بمدحةٍ لغيـرك إنسـاناً، فأنت الذي نعـني


[تحرير] الزهد والتوبة
يا رب إن عظمـت ذنوبي كـثرةً فلقـد علمتُ بأن عـفوك أعظمُ
إن كان لا يرجـوك إلا محســــنٌ فبمن يـلوذ و يستجيـر المجرمُ
أدعـوك رب كما أمرتَ تـضرعـاً فإذا رددتَ يدي فمن ذا يرحمُ
مالي إليك وسيلةٌ إلا الرجـــا وجـــميل عفوك ثم إني مسلمُ
[/FRAME]
السيد عبد الرازق غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 04-07-2008, 11:52 PM   #6
هيثم العمري
شاعر الحبّ
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2007
المشاركات: 1,366
إفتراضي أبو النواس

تمثل لي جهنم حين يبدو
خيال الكبش من تحت السقيفة
إذا رفعت صحيفته إليه
رأى كل العجائب في الصحيفة
هيثم العمري غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 06-07-2008, 01:21 AM   #7
هيثم العمري
شاعر الحبّ
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2007
المشاركات: 1,366
إفتراضي فقل لمن يدعي في العلم فلسفة

دع عنك لومي فإن اللوم إغراء
وداوني بالتي كانت هي الداء
صفراء لا تنزل الأحزان ساحتها
لو مسها حجر مسته ضراء
في كف ذات حر في زي ذي ذكر
لها محبان لوطي وزناء
قامت بإبريقها والليل معتكر
فلاح من وجهها في البيت لألاء
فأرسلت من فم الابريق صافية
كأنما أخذها في العين إغفاء
رقت عن الماء حتى ما يلائمها
لطافة وجفا عن شكلها الماء
فلو مزجت بها نورا لمازجها
حتى تولد أنوار وأضواء
دارت على فتية دار الزمان بهم
فلا يصيبهم إلا بما شاؤوا
لتلك أبكي ولا أبكي لمنزلة
كانت تحل بها هند وأسماء
حاشى لدرة أن تبنى الخيام لها
وأن تروح عليها الابل والشاء
فقل لمن يدعي في العلم فلسفة
حفظت شيئا وغابت عنك أشياء
لا تحظر العفو إن كنت امرأ حرجا
فإن حظركه في الدين إزراء
هيثم العمري غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 06-07-2008, 01:26 AM   #8
هيثم العمري
شاعر الحبّ
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2007
المشاركات: 1,366
إفتراضي دع عنك لومي فإن اللوم إغراء

دع عنك لومي فإن اللوم إغراء
وداوني بالتي كانت هي الداء
صفراء لا تنزل الأحزان ساحتها
لو مسها حجر مسته ضراء
في كف ذات حر في زي ذي ذكر
لها محبان لوطي وزناء
قامت بإبريقها والليل معتكر
فلاح من وجهها في البيت لألاء
فأرسلت من فم الابريق صافية
كأنما أخذها في العين إغفاء
رقت عن الماء حتى ما يلائمها
لطافة وجفا عن شكلها الماء
فلو مزجت بها نورا لمازجها
حتى تولد أنوار وأضواء
دارت على فتية دار الزمان بهم
فلا يصيبهم إلا بما شاؤوا
لتلك أبكي ولا أبكي لمنزلة
كانت تحل بها هند وأسماء
حاشى لدرة أن تبنى الخيام لها
وأن تروح عليها الابل والشاء
فقل لمن يدعي في العلم فلسفة
حفظت شيئا وغابت عنك أشياء
لا تحظر العفو إن كنت امرأ حرجا
فإن حظركه في الدين إزراء
هيثم العمري غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 21-06-2010, 07:23 PM   #9
عادل محمد سيد
عضو نشيط
 
تاريخ التّسجيل: Jun 2010
المشاركات: 152
إفتراضي

عادل محمد سيد غير متصل   الرد مع إقتباس
المشاركة في الموضوع


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع
بحث في هذا الموضوع:

بحث متقدم
طريقة العرض

قوانين المشاركة
You may not post new threads
You may not post replies
You may not post attachments
You may not edit your posts

BB code is متاح
كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

Powered by vBulletin Version 3.7.3
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
 
  . : AL TAMAYOZ : .