بداية عهد إليزابيث الأولى

[صفاء العشري]

في السابع عشر من نوفمبر 1553 توفيت ماري الأولى، ملكة انجلترا وايرلندا وخلفتها شقيقتها البالغة من العمر 25 عاما إليزابيث.
كانت العلاقة بين الشقيقتين من جهة الأب ، الملك هنري الثامن، عاصفة خلال حكم ماري لمدة خمس سنوات. فماري، التي نشأت كاثوليكية أقرت تشريعات مؤيدة للكاثوليكية، وبذلت جهودا لإعادة السلطة البابوية إلى انكلترا. تبع ذلك تمرد بروتستانتي، فسجنت الملكة ماري اختها إليزابيث، البروتستانتية، في برج لندن بتهمة التواطؤ. بعد وفاة ماري، نجت إليزابيث من عدة مؤامرات قام بها الكاثوليك ضدها. على الرغم من ترحيب معظم أمراء إنجلترا الذين كان معظمهم بروتستانت بها و كانوا يأملون بالتمتع بتسامح ديني أكبر في ظل الملكة البروتستانتية. ألغت إليزابيث، تحت إشراف وزير الخارجية سير وليام سيسيل ، تشريعات ماري ، وجعلت الكنيسة البروتستانتية دائمة في إنجلترا، وشجعت الإصلاحيين الكالفينيين في اسكتلندا.

في الشؤون الخارجية، مارست إليزابيث سياسة تعزيز حلفاء إنجلترا البروتستانت وبث الشقاق بين خصومها. عارضها البابا، الذي رفض الاعتراف بشرعيتها، وكذلك إسبانيا، البلد الكاثوليكي الذي كان في أوج قوته. وفي عام 1588، أدى التنافس الإنجليزي-الإسباني لغزو اسباني فاشل لإنجلترا بسبب تحطم الارمادا الاسبانية، أكبر قوة بحرية في العالم في ذلك الوقت، من العواصف وصمود البحرية الإنجليزية.

ومع تزايد الهيمنة الإنجليزية على البحر، شجعت اليزابيث رحلات الاستكشاف، مثل طواف السير فرانسيس دريك للعالم وبعثات السير والتر رالي إلى ساحل أمريكا الشمالية.

تزامن عهد اليزابيث الطويل والتي أصبحت تعرف باسم "الملكة العذراء" لترددها في الزواج الذي يمكن أن يهدد سلطتها، مع ازدهار عصر النهضة الإنجليزية، التي ارتبطت بأسماء كتاب مشهورين مثل ويليام شكسبير. بوفاتها عام 1603، كانت انجلترا قد أصبحت قوة عالمية كبرى في كل المجالات ، وودخلت الملكة إليزابيث الأولى التاريخ باعتبارها أعظم ملوك انجلترا.