العودة   حوار الخيمة العربية > القسم الاسلامي > الخيمة الاسلامية

« آخـــر الـــمـــشـــاركــــات »
         :: قراءة في كتاب رؤية الله تعالى يوم القيامة (آخر رد :رضا البطاوى)       :: نظرات فى مقال فسيولوجية السمو الروحي (آخر رد :رضا البطاوى)       :: قراءة فى توهم فريجولي .. الواحد يساوي الجميع (آخر رد :رضا البطاوى)       :: نظرات في مقال ثقافة العين عين الثقافة تحويل العقل إلى ريسيفر (آخر رد :رضا البطاوى)       :: نظرات بمقال هل تعلم أن مكالمات الفيديو(السكايب) كانت موجودة قبل 140 عام (آخر رد :رضا البطاوى)       :: قراءة فى بحث مطر حسب الطلب (آخر رد :رضا البطاوى)       :: نظرات فى مثال متلازمة ستوكهولم حينما تعشق الضحية جلادها (آخر رد :رضا البطاوى)       :: قراءة فى مقال مستعمرات في الفضاء (آخر رد :رضا البطاوى)       :: قراءة فى مقال كيفية رؤية المخلوقات للعالم من حولها؟ (آخر رد :رضا البطاوى)       :: قراءة فى مقال حوار مع شيخ العرفاء الأكبر (آخر رد :رضا البطاوى)      

المشاركة في الموضوع
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
غير مقروءة 03-04-2018, 07:47 AM   #1
رضا البطاوى
من كبار الكتّاب
 
تاريخ التّسجيل: Aug 2008
المشاركات: 5,950
إفتراضي نقد كتاب الوجودية مذهب إنسانى لسارتر

نقد كتاب الوجودية مذهب إنسانى لسارتر
محاضرات سارتر هذه فى الوجودية ترجمت للعربية عدة مرات فمنهم من ترجمها الوجودية مذهب ومنهم من ترجمها منزع وسيان المعنى عندنا مع أنه عند من ترجمها منزع مختلف عن مذهب فهى فى رأيه ليست مذهب
فى هذا الكتاب يقسم سارتر الوجوديون لنوعين :
الأول الوجوديون المؤمنون وهو يقصد بهم المؤمنون بالنصرانية
الثانى الوجوديون الملحدون ويعتبر سارتر نفسه واحد منهم
مسألة وجود الله من عدمه:
من يراجع الكتاب لا يعرف هل سارتر منكر لله أو مؤمن به فالرجل فى العديد من النصوص ينكر وجود الله وفى العديد من النصوص يؤمن بوجود الله أو يطالب بوجوده
من أمثلة النصوص المنكرة لوجود الله ما يلى:
"إن الوجودية الملحدة التى أمثلها هى أكثر تماسكا فهى تعلن أنه إذا لم يكن الله موجودا فيوجد على الأقل كائن يكون الوجود لديه سابق للماهية كائن يوجد قبل أن يكون قابلا للتعريف وفق أى مفهوم ص31
وهو هنا يحذف وجود الله فيقول:
"ولكن إذا كنت قد حذفت الله الأب فلابد بالضرورة من كائن لابتكار القيم يجب أن نتعامل مع الأشياء كما هى ومن ناحية أخرى فالقول بأننا نحن الذين نبتكر القيم لا يعنى شيئا أخر سوى هذا الأمر ص79
واعتقاده هو أن الله غير موجود وهو قوله:
"وهذا لا يعنى أننا نعتقد أن الله موجود ص83
ولكنه فى النصوص التالية يقر بوجود الله الخالق فيقول:
"فإننا نقبل دائما بأن الإرادة تتبع إلى حد ما الفهم أو على الأقل تلازمه وأن الله عندما يخلق يعرف على وجه الدقة ما يخلق وهكذا فإن مفهوم الإنسان فى ذهن الله مماثل تماما لمفهوم قاطعة الورق فى ذهن الصناعى والله ينتج الإنسان تبعا لتقنيات وتصور تماما مثلما يصنع الحرفى قاطعة الورق طبقا لتعريف ما وتقنية ما فالإنسان الفرد إذن يحقق مفهوما معينا موجودا فى ذهن الإله ص29
وهو يقول أن من المحال إلغاء وجود الله لأن هذا يعنى أنه لا توجد شريعة للصواب والخطأ أى الحق والباطل وهو قوله :
"تعتقد الوجودية على عكس ذلك أنه من العسير جدا إلغاء وجود الله دون أن ينجم عن ذلك زوال كل إمكانية لإيجاد قيم فى سماء عقلية فلن يكون هناك وجود قبلى للخير بما انه لم يعد هناك فكر لا متناه وكامل من شأنه أن بصوره ليس مكتوبا فى أى مكان أن الخير موجود وينبغى أن نكون شرفاء وينبغى ألا نكذب بما أننا فى عالم لا يوجد فيه إلا بشر فحسب ص41
ويكرر أن افتراض عدم وجود الله يعنى عدم وجود شريعة أى قيم أو أوامر فيقول:
"وقد كتب دستوفيسكى إذا كان الله غير موجود يصبح كل شىء مباح .........وإذا افترضنا من جهة أخرى أن الله غير موجود فإننا لن نجد أمامنا قيما أو أوامر تشرع تصرفاتنا ص42
هذا التناقض ليس أمرا خاصا بسارتر وحده ممن هم مشهورون بالإلحاد ولكنه خطأ يقع فيه كل الملحدين ممن كتبوا كتبا شهيرة فى الموضوع
الطبيعة الإنسانية:
ينكر سارتر وجود طبيعة إنسانية ما دام لا يوجد إله فيقول :
"وهكذا فلا وجود لطبيعة إنسانية بما أنه لا وجود لإله يمكنه تصورها لا يكون الإنسان فقط على نحو ما يتصوره عن نفسه كما يريد لن يكون الإنسان شيئا أخر سوى ما يصنعه بنفسه بعد هذه الوثبة نحو الوجود ذلك هو أول مبدأ للوجودية ص31
وبالطبع لو كان هناك إله فهم يؤمن بوجود طبيعة إنسانية ومن ثم فهو يكرر نفس المقولة فيؤكد عليها قائلا:
"نحن متفقون حول هذه النقطة لا توجد طبيعة إنسانية وبعبارة أخرى يتطور كل عصر تبعا لقوانين جدلية فالبشر يتبعون عصرا لا طبيعة إنسانية ص103
الوجود سابق على الماهية:
المقولة الأساسية عند سارتر فى الكتاب هو أن الوجود سابق على الماهية ومع هذا نجد الرجل يناقض نفسه فيها فمن النصوص الدالة على سبق الوجود للماهية:
وما يشتركون فيه ببساطة أنهم يعتبرون الوجود سابق على الماهية أو إن شئتم أنه ينبغى الانطلاق من الذاتية ص27
إن الوجودية الملحدة التى أمثلها هى أكثر تماسكا فهى تعلن أنه إذا لم يكن الله موجودا فيوجد على الأقل كائن يكون الوجود لديه سابق للماهية كائن يوجد قبل أن يكون قابلا للتعريف وفق أى مفهوم وأن هذا الكائن هو الإنسان أو الواقع الإنسانى كما يقول هيدغر ماذا يعنى أن الوجود سابق للماهية هذا يعنى أن الإنسان يوجد أولا يلتقى بالعالم وينبثق فيه ثم يعرف بعد ذلك ص31
ومع هذا يناقض نفسه فيقول أن الصنع سابق للوجود فى العبارة التالية:
"لدينا هاهنا إذن رؤية تقنية للعالم نقول ضمنها أن الصنع يسبق الوجود ص28
ويناقض نفسه فيجعل ماهية الإنسان سابقة لوجوده فيقول:
فإنسان الغابة وإنسان الطبيعة مثلهما كمثل البرجوازى خاضعان للتعريف نفسه ويمتلكان الخصائص الأساسية نفسها وهكذا تسبق ماهية الإنسان هنا أيضا هذا الوجود التاريخى الذى نلقاه فى الطبيعة ص30
السبب فى هذا التناقض هو أن سارتر تصور الله مثل الإنسان يفكر أولا ثم ينفذ وهو ما عبر عنه فى الفقرة التالية:
"فإننا نقبل دائما بأن الإرادة تتبع إلى حد ما الفهم أو على الأقل تلازمه وأن الله عندما يخلق يعرف على وجه الدقة ما يخلق وهكذا فإن مفهوم الإنسان فى ذهن الله مماثل تماما لمفهوم قاطعة الورق فى ذهن الصناعى والله ينتج الإنسان تبعا لتقنيات وتصور تماما مثلما يصنع الحرفى قاطعة الورق طبقا لتعريف ما وتقنية ما فالإنسان الفرد إذن يحقق مفهوما معينا موجودا فى ذهن الإله ص29
الافتراض بتشابه صنع الله وصنع الإنسان هو من أوقع سارتر فى التناقض وجعله ضال عن الحقيقة وهى أن الله فكره أى قراره هو تنفيذه كما قال تعالى :
"إنما أمره إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون"
فالاعتقاد بتشابه الإله والمخلوق فى الصنع هو ضرب من الخبل وإن كان ناتجا من نصوص مثل ما فى العهد القديم فى سفر التكوين:
"نعمل الإنسان على صورتنا كشبهنا"
فهنا تصور أى تفكير سابق وهو الصورة والشبه لله تعالى عن ذلك علوا كبيرا
مسئولية الإنسان:
يفسر سارتر مسئولية الإنسان عن ذاته بأنها المسئولية عن كل الناس فيقول:
"وهكذا إن أول مسعى للوجودية يتمثل فى جعل كل لإنسان متملكا لوجوده وتحميله المسئولية الكاملة عن وجوده وعندما نقول بأن الإنسان مسئول عن ذاته فإننا لا نريد القول بأن الإنسان مسئول عن فرديته الضيقة وإنما هو مسئول عن كل الناس ص33
هنا سارتر مخطىء فى تصوره عن مسئولية الإنسان فالإنسان مسئول عن نفسه فقط وليس مسئولا عن كل الناس وفى شرع الله الذى ينكره من مسئولية الإنسان عن نفسه أن يعامل الكل بالحق الذى أراده الله والخطأ هنا هو أنه لم يفرق بين المسئولية هم النفس من خلال العمل نفسه ثوابا وعقابا وبين المسئولية عن الغير وهى جزء من المسئولية النفسية ولكنها تتعلق بنفع الغير ونفع النفس معا فى نفس الوقت أو إضرارهما
وقد ضرب سارتر مثلا بان اختيار الإنسان لمسلك معين أى دين معين معناه أنه يلزم الإنسانية به فقال :
"وهكذا فإن مسئوليتنا أكبر بكثير مما نستطيع تقديره إذ تلزم الإنسانية كلها فإذا كنت عاملا وفضلت الانخراط فى نقابة مسيحية على أن أكون شيوعيا وكنت أريد من خلال هذا الانخراط أن أبين أن الحل الملائم للإنسان فى الواقع هو الخضوع وأن مملكة الإنسان ليست على الأرض فإننى لا ألزم نفسى فحسب بل أريد أن يكون خضوعى قدوة للجميع فيكون مسلكى بالنتيجة قد ألزم الإنسانية بأسرها ص34
التشريع :
سارتر فى كتابه أحس أن إلغاء وجود الله يعنى الفوضى فالبشر فى رأيه يتجهون نحو الوضاعة ومن ثم فهم بحاجة لتشريع صلب يقيهم الفوضى فقال :
" وتكشف التجربة عن كون الناس يتجهون دوما نحو الوضاعة بما يبرر الحاجة إلى هياكل صلبة نؤازرهم وإلا حصلت الفوضى ص24
وهو يكرر نفس المقولة وهو أن القيم أى الخير يزول بإلغاء وجود الله من نفوس الناس فيقول:
"تعتقد الوجودية على عكس ذلك أنه من العسير جدا إلغاء وجود الله دون أن ينجم عن ذلك زوال كل إمكانية لإيجاد قيم فى سماء عقلية فلن يكون هناك وجود قبلى للخير بما أنه لم يعد هناك فكر لا متناه وكامل من شأنه أن بصوره ليس مكتوبا فى أى مكان أن الخير موجود وينبغى أن نكون شرفاء وينبغى ألا نكذب بما أننا فى عالم لا يوجد فيه إلا بشر فحسب ص41
رضا البطاوى غير متصل   الرد مع إقتباس
المشاركة في الموضوع


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 

قوانين المشاركة
You may not post new threads
You may not post replies
You may not post attachments
You may not edit your posts

BB code is متاح
كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

Powered by vBulletin Version 3.7.3
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
 
  . : AL TAMAYOZ : .