العودة   حوار الخيمة العربية > القسم العام > الخيمة السيـاسية

« آخـــر الـــمـــشـــاركــــات »
         :: زراعة القلوب العضلية (آخر رد :رضا البطاوى)       :: غزة والاستعداد للحرب القادمة (آخر رد :رضا البطاوى)       :: قراءة فى مقال حديقة الديناصورات بين الحقيقة والخيال (آخر رد :رضا البطاوى)       :: قراءة في مقال ثلث البشر سيعيشون قريبا في عالم البعد الخامس (آخر رد :رضا البطاوى)       :: نقد مقال بوابات الجحيم التي فتحت فوق سيبيريا عام 1908 لغز الانفجار الكبير (آخر رد :رضا البطاوى)       :: الغرق فى القرآن (آخر رد :رضا البطاوى)       :: نظرات في مقال أمطار غريبة (آخر رد :رضا البطاوى)       :: نظرات فى بحث النسبية (آخر رد :رضا البطاوى)       :: حديث عن المخدرات الرقمية (آخر رد :رضا البطاوى)       :: قراءة فى مقال الكايميرا اثنين في واحد (آخر رد :رضا البطاوى)      

المشاركة في الموضوع
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
غير مقروءة 08-05-2009, 07:32 PM   #1
البدوي الشارد
عضو مشارك
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2009
الإقامة: حزيرة العرب
المشاركات: 760
إفتراضي هل الغرب علماني؟ أبوزيد المقرئ الإدريسي

مقدمة البدوي الشارد:
مقال المقرئ يعبر عن تلك المدرسة المتميزة من مدارس التفكير الإسلامي في عصرنا وهي مدرسة "حركة التوحيد والإصلاح" المغربية، وهي حركة ينحو منظروها من أمثال الأستاذ أحمد الريسوني والمقرئ الإدريسي وغيرهما منحى فهم الشريعة فهماً واسع الأفق يدمج كل منجزات علم أصول الفقه مع النظر المقاصدي الذي رسخه أصوليون كبار عبر القرون من الغزالي إلى ابن القيم إلى الشاطبي وغيرهما حتى الطاهر بن عاشور.
هل الـغرب علمانـي؟- بقلم أبوزيد المقرئ الإدريسي

تجد عند الكثير من المفكرين العرب والمسلمين نوعا من الاضطراب والتشويش في حسم المرجعية العقدية والدينية للغرب؛ هل هي مرجعية علمانية أم صليبية أم مسيحية يهودية، انطلاقا من أنهم لم يستطيعوا التمييز بين مستويين:

المستوى الأول: ينبغي التمييز فيه بين الدين بوصفه مكونا من مكونات البناء والتكوين والتأثير، وبكونه جزءا محددا لتوجهات السياسة العامة للبلد، واختياراته المصيرية، وبين الصراع المسيحي العلماني في تاريخ الأوربيين، الذي انتهى إلى تصالح صامت وضمني بينهما منذ أزيد من قرن. بل لم ينشب الصراع بشكله الدموي والحاد إلا في فرنسا فقط.

وهو ما يؤكد عليه فقيه علماء القانون الدولي والعلاقات الدولية المفكر الألماني المسلم، ولفريد مراد هوفمان في دراسته القيمة ''الإسلام عام 2000 ''، بعد استقراء كامل للدساتير الغربية، أن كل هذه الدساتير التي هي أعلى قانون في البلد، ليس منها دستور صارم في مسألة الدين والدولة، إلا الدستور الفرنسي، وقد كان هذا الدستور ثمرة ثورة جذرية دموية نتج عن الثورة الفرنسية سنة ,1789 التي رفعت شعار ''اشنقوا آخر ملك بأمعاء آخر قسيس''، حيث شمل ذلك حرق الكنائس وقتل القساوسة والقضاء على النفوذ الكاثوليكي المتحالف مع القوى السياسية الرجعية والإقطاعية، التي استنزفت الإنسان الفرنسي واستغلته وكبلت حريته ومنعته من حقه في التفكير والتعبير والتجمع. باستثناء ذلك، تحتفظ كل الدساتير الغربية من أمريكا إلى أستراليا بنوع من العلاقة مع الدين.

المستوى الثاني: مرتبط بانتهاء هذا الصراع الدموي الذي حسم لصالح المرجعية العلمانية أيضا، أي لصالح قيادة مدنية عقلانية قائمة حسب تصورها على تكريم الإنسان وتحريره وتفعيله وتفجير طاقاته، انطلاقا من محددات طبيعية شرحها جون جاك روسو في العقد الاجتماعي، وانتهى أن يكون الدين المهيمن والحكم، ومع ذلك لم تقصد المرجعية العلمانية نفي الدين وطرده وإقصاءه، بل تصورت مجرد إزالته من موقع القيادة والتحكم الاستراتيجي، وإعطاءه أبعادا مختلفة. يتمثل البعد الأول في احترام الدين بوصفه نشاطا في إطار مفهوم المجتمع المدني والدولة الحديثة والديمقراطية، حيث الحرية العقدية مقدسة، والسلوك الشخصي محترم، والاختيار الإنساني باعتباره استراتيجية عليا لاستقرار البلد، والضامن للازدهار والرفاهية. أما البعد الثاني، فيتجلى في إعطاء الحرية للكنيسة كي تفعل ما تشاء في إطار حدودها المدنية، بمعنى أنها لا تحتكر القرار السياسي لوحدها.

لقد تمت إعادة توظيف الدين من قبل الغرب في صراعه مع الآخر، وهذا واضح وصريح في العديد من الدراسات المحكمة التي تبرز بقاء العامل الديني كفاعل في الحياة العامة وموجه للفعل السياسي، خصوصا تلك الدراسات التي أنجزت حول دور الدين في السياسة الأمريكية، ونذكر هنا دراسة الدكتور يوسف الحسن المسماة ''البعد الديني في موقف الولايات المتحدة الأمريكية تجاه الصراع العربي الإسرائيلي''، وأيضا كتابي الأمريكية غريس هالسل '' النبوءة والسياسة'' و''يد الله''، ومحمد السماك في كتابه ''المسيحية الصهيونية''، وهو ما يبرز المنظور الديني المسيحي البروتستانتي التطهري للحركة التدبيرية التي تحكم عقل القيادة الأمريكية منذ سبعين سنة، ومدى حضورها في التأثير على الموقف الأمريكي المنحاز لإسرائيل ضد العالم الإسلامي.

خلاصة القول أن موقف العلمانية في الغرب من الدين، ليس هو موقف من يدعي العلمانية من أبناء جلدتنا حكاما ونخبا، بحيث يضطهدون الدين ومظاهره ويحاربونه، بدل أن يوظفوه توظيفا سليما للبناء، ويمكنوا له من حقه في المشاركة الديمقراطية للوصول إلى صناعة القرار. بالمقابل نجد الغرب لا يمنع ذلك، بل بداخله أحزاب مسيحية تصل إلى الحكم بشكل ديمقراطي، وتعيد صياغة بعض القضايا من منظور ديني بالرغم من أنها لا تمس جوهر العلمانية.

إن العلاقة بين العلمانية في الغرب وبين الدين ليس علاقة تناف: فهذا حدث تاريخي انتهى بتصفية الهيمنة المسيحية الكنسية الكهنوتية على الإنسان الغربي، وهذا حدث إيجابي، وهو الذي سمح للإنسان الغربي بتحرير قدراته ومنح للبشرية كل هذه الحضارة العظيمة بفضل تحرره من دين سلطوي كنسي، نحن في تصورنا الإسلامي نعتبره دينا منسوخا ومتجاوزا ومحرفا.

آخر تعديل بواسطة سيدي حرازم يطرونس ، 08-05-2009 الساعة 07:57 PM.
البدوي الشارد غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 08-05-2009, 09:17 PM   #2
zubayer
كاتب مغوار
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2008
الإقامة: دار الخلافة
المشاركات: 1,635
إفتراضي

"خلاصة القول أن موقف العلمانية في الغرب من الدين، بالمقابل نجد الغرب لا يمنع ذلك، بل بداخله *أحزاب مسيحية تصل إلى الحكم بشكل ديمقراطي، *وتعيد صياغة بعض القضايا من منظور ديني بالرغم من أنها لا تمس جوهر العلمانية".




الإسلام: دين سماوي فيه الحق واضح والبا طل كذلك.

نصارى الغرب ويهوده و بابا الفاتيكان لا تلتزم بآداب الدين آنما طوعه لأغراضهم .
ولاتركنوا الى اللذين ظلموا فتمسكم النار..الاية


لا علاقة !

دين النصارى , اليهود دين محرف, العلمانية ضمان و نشاط وانطلاق دين النصارى واليهود وقد وضفته لأغراضها وطاقاتها , فالعلمانية دين النصارى واليهود .

الإسلام دين سماوي لايسمح بتحريفه
__________________
۩ ۞۩ ۩۞۩۩۞۩۩۞
لا اله الا الله محمد رسول الله
★☀ الله أكبر☀★
۞۩۞۩۩۞۩۩۞۩۩
zubayer غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 09-05-2009, 12:17 AM   #3
البدوي الشارد
عضو مشارك
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2009
الإقامة: حزيرة العرب
المشاركات: 760
إفتراضي

ا لزبير هداك الله اقرأ جيدا ثم اعترض. الاستشهاد الذي ذكرته ناقص.
لكن سؤالي إلى أخينا حرازم: ما هو هذا التعديل الذي عدلته كما تذكر الملاحظة بالأحمر؟

آخر تعديل بواسطة سيدي حرازم يطرونس ، 10-05-2009 الساعة 01:24 PM. السبب: تعديل حجم الخط
البدوي الشارد غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 09-05-2009, 11:24 PM   #4
علي
مشرف الخيمة المفتوحة
 
تاريخ التّسجيل: May 2003
الإقامة: الوطن العربي - ومن القطر الفلسطيني تحديدا !
المشاركات: 4,769
إرسال رسالة عبر MSN إلى علي
إفتراضي

اخي العزيز البدوي الشارد
مواضيعك وطروحاتك مميزه دائما
وطالما تغني الخيام

فان الغرب وان ادعى العلمانيه الا انه يحافظ على جانب من الدين
وان اسرائيل كدوله في منطقتنا مثالا على ذلك
فرغم انها تدعي العلمانيه الا ان قيما دينيه كثيره تحدد هويتها وقوانينها
وهناك نوع من "التصالح " بين علمانيتها ودينها

لك كل التقدير
__________________

ان الثورة تولد من رحم الاحزان

لو نستشهد كلنا فيه ..صخر جبالنا راح يحاربهم !

إن حرية الكلمة هي المقدمة الأولى للديمقراطية - جمال عبد الناصر



الاختلاف في الراي لا يفسد للود قضيه
علي غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 10-05-2009, 08:58 PM   #5
transcendant
كاتب مغوار
 
تاريخ التّسجيل: Mar 2008
الإقامة: الجزائر DZ
المشاركات: 2,785
إفتراضي

العلاقة بين الليبيرالية و الدين المسيحي علاقة مصالح متبادلة ..

الليبيرالية تستخدم الدين حاليا من أجل إعادة توحيد الشعوب و لإحياء المنظومة القيمية التي تهالكت

بفعل .. الغاية تبرر الوسيلة .

و الدين يستغل الأطماع التوسعية لليبيرالية من أجل الفوز في صراعه مع الإسلام تحديدا .

العلمانية هي طريقة للتسيير ناتجة عن فكر بشري محض .. و أعتقد أن محاولة البحث عن علمانية

الغرب بوصفها جزءا من الدين أو ربما تحديا له .. هو بحث في غير محله ..

لأن مفاهيم الدين و الليبيرالية و العلمانية .. غير متعلقة ببعضها بتاتا .. و ما يجمعها هو المصلحة

المشتركة التي تقتضي نقض ما يخالفها .

__________________


transcendant غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 11-05-2009, 02:32 AM   #6
سيدي حرازم يطرونس
المشرف العام
 
تاريخ التّسجيل: Jul 2006
الإقامة: SDF
المشاركات: 1,056
إفتراضي

السلام عليكم أخي البدوي الشارد..

في مقالة أبي زيد المقرئ الإدريسي، والذي بالمناسبة اعرفه جيدا، نجد لديه بعض الخلط فيما يتعلق بفهم القضية موضوع النقاش بسبب تلك المصادفة الصغيرة التي تجمع بين طموحات البرجوازية سابقا، والتيار الليبرالي الحالي كما أشار إلى ذلك تراساندانت، وأطماع الكنيسة المتمثلة في السيطرة وضمان انقياد الأفراد، الشيء الذي سأتطرق له بالتفصيل من خلال هذه المقالة.
ثم إن مراد هوفمان، والذي كان سفيرا لألمانيا بالمغرب في فترة الثمانيات وأعلن إسلامه، تطرق إلى حضور الدين في الحياة الغربية، لكنه لم يوضح درجة ذلك الحضور، والذي لا يمكن أن نتصوره بنفس الوتيرة التي لدينا، أنظر مثلا إلى الحياة الأوربية ومظاهر الدين :
عطلة نهاية الأسبوع وعطلة بعض الأعياد الدينية، لبس الصليب على العنق، الزواج في الكنيسة، (مع ضرورة توثيق العقد المدني في الادارة العمومية)، حضور القداس يوم الأحد و و و.
سترى يا أخي أنها لا تمثل شيئا، وأنها مظاهر بسيطة لا شأن للدولة بها، الدولة التي لا تتبنى أحدا عن الآخر، ولا تمنع ممارسة شعائر وتدعو إلى أخرى.. في أمريكا يمكن لعشرين شخصا أن يجتمعوا لتقديم طلب تأسيس دين جديد....
الأمثلة كثيرة.
أما تلك الكتب التي تم الاستشهاد بها، على أنها الدليل القاطع على حضور الدين، فأنا أرى أن السيد المقرئ الإدريسي يخلط بين الطموحات الاستعمارية لدى الإدارة الأمريكية وتحالفها مع الكارتلات الإقتصادية والشركات الكبرى، وبين الدولة في هويتها القانونية..
أعطيك مثالا من فرنسا التي تبنت موقفا علمانيا متشددا، ففي الفترة الامبريالية مهدت طريق غزوها للشمال الافريقي ببعثات تبشيرية وقساوسة من الكنيسة من أجل التوغل في قلب المجتمع المغاربي، والحدث هنا : تحالف بين فرنسا التوسعية، والكنيسة الراغبة في الحصول على أتباع. هل يعني هذا أن فرنسا دولة دينية ؟
ثم ردا على الخلاصة في موضوع أبي زيد الذي قال أن في أوربا : "أحزاب مسيحية تصل إلى الحكم بشكل ديمقراطي، وتعيد صياغة بعض القضايا من منظور ديني بالرغم من أنها لا تمس جوهر العلمانية".
من يشرح لنا كيف نصوغ قضية من منظور ديني دون أن نمس جوهر العلمانية ؟

دعني أوسع الموضوع..
إن العلمانية من المسائل التي يجب أن نفكر فيها باستمرار وبجد لأن الفصل فيها صعب للغاية. ليست القضية أن نكون مع أو ضد الدولة العلمانية، ولكن أيضا هل السؤال نفسه ذو موضوع في نطاق مجتمع إسلامي ؟ ألا يجب أن نبدأ بتحليل تاريخي للمفهوم ؟ تقترن اليوم الديمقراطية بالعلمانية حتى لنتخيل أن المفهومين يدلان على حقيقة واحدة، ألا يمكن أن يكون ارتباطهما من نتائج الصدفة والاتفاق ؟
لم تكن المسيحية في بداية أمرها مرتبطة بنظام اجتماعي معين، كان القس يعمل للتأثير على ضمير الفرد ولا يتطلع إلى تسيير شؤون الدولة تبعا لقولة المسيح " أعطوا ما لقيصى لقيصر وما لله لله". كانت المسيحية آنذاك أقلية مضطهدة تتمنى فقط أن يسمح لها أن تقيم شعائر دينها وألا ترغم على عبادة الأوثان. لكن عندما أصبحت المسيحية دين الإمبراطورية الرسمي اندمجت الكنيسة في هياكل الدولة واستحوذ القس على جميع مظاهر الحياة الخاصة والعامة. نسي مبدأ فصل الدين عن الدولة مدة قرون فنشب صراع عنيف بين الإمبراطور والبابا وطالب أنصار الأول أن يعود الثاني إلى وضعه السابق مذكرين بمبدأ الفصل. توالت الحروب بين السلطتين من دون أن تنتصر إحداهما انتصارا ساحقا على الأخرى حتى بداية العهد الحديث.
عندئد تبلور البرنامج العلماني على أربع مراحل :
1- تحرير الضمير الفردي من مراقبة رجال الكنيسة.
كان من نتائج حركة النهضة أن تعرف وتشبع المثقفون بالفلسفة الرومانية والقانون الروماني وأعجبوا بأخلاق الفلاسفة والحكماء المشرعين القدماء وتمنوا أن يعيشوا مثلهم عيشة فاضلة خاضعة فقط لدوافع الضمير وأوامر العقل.. ولا حاجة إلى القس الذي لا يتقيد هو نفسه في الغالب بتعاليم الإنجيل ..
في المقابل اتهمت الكنيسة هؤلاء برغبتهم فقط بالانفلات من ضوابط الأخلاق لكي ينغمسوا في الملذات ورمتهم بالزندقة.

2- تحرير الدولة من النفوذ الخارجي.
وتمثل في قطع الكنيسة البروتستانتية كل علاقاتها مع البابا واستولت على ممتلكات القساوسة وأممت التعليم وأسست كل منها كنيسة قومية خاضعة لرئيس الدولة. وحتى الدول التي لم تتغلب فيها الدعوة البروتستانتية شعرت الدولة فيها أن من مصلحتها حصر النفوذ البابوي في ميدان العقيدة فقط دون تجاوزه إلى السياسة أو الإدارة ..

3- إلغاء احتكار الكنيسة للتربية.
وقد كان هذا جوهر فلسفة عصر الأنوار حيث رأوا أن الكنيسة تمثل آلة دعاية لصالح النظام الإقطاعي المنافي للعقل والحق معا فصارت الدولة هي المشرفة على قطاع التعليم والتربية لفتح أعين الصغار على علوم جديدة نافعة ومشجعة على الانفتاح وليس جعلهم آلات طيعة في أيدي قساوسة متزمتين، بعد سحب البساط من تحت يد اليسوعيين الذين قادوا محاكم التفتيش وظلوا يحاربون كل إبداع وكل فكرة جديدة.

4- تحرير الطبقات الفقيرة وخاصة الطبقة العاملة من تأثير الكنيسة.
هذه الكنيسة التي كانت ارستقراطية إقطاعية، ثم تحالفت مع البرجوازية التي ارتأت ضرورة وجود هيئة تعلم الناس الخضوع والانقياد، فعاد الأغنياء يشجعون المدارس الكنسية، وكان من الطبيعي أن تهاجم الاشتراكية هذا التحالف، البرجوازي الكنسي، وتصاعدت صرخات الحركة الاشتراكية في القرن 19 لأنها شكلت سدا منيعا في وجه نشر أفكارهم ...

هذه بإيجاز أهم المراحل التي مرت بها علاقة الكنيسة بالدولة منذ بداية العهد الحديث.
هل يصدق هذا التحليل على دول أخرى ؟ التاريخ الفرنسي في هذه النقطة نموذجي بالنسبة لجميع الدول الكاثوليكية، أما الدول البروتستانتية فإنها لم تعرف مواجهة عنيفة بين السلطتين لأنها تحررت من سلطة البابا مبكرا منذ القرن 16.. كذلك لم تعرف الدولة الاورثدوكسية هذا المشكل لأن السلطتين الروحية والمدنية متحدتان في شخص رئيس الدولة منذ الانفصال الأكبر الذي فرق في القرن الرابع المسيحيات الشرقية عن المسيحية الغربية، ومع ذلك فالتاريخ الفرنسي والتجربة الفرنسية يمكن أن تعتبر النموذج الأمثل لتقريب معنى وظروف نشأة العلمانية.

وهكذا نرى أن مفهوم العلمانية مقيد بظروف تاريخية معينة :
الظرف الأول : وجود أقلية تخشى أن تستعمل ضدها قوة الدولة فتطالب أن تبقى هذه في الحياد وتترك المشكل يحسم على الساحة الفكرية.
الظرف الثاني : إرتباط المنظومة الدينية بمركز دولي يجعلها تقدم أوامر ذلك المركز على متطلبات الدولة التي تعيش في نطاقها.
الظرف الثالث : استقلال الكنيسة بالتعليم واستغلال هذا الاحتكار لخنق كل ابتكار.
الظرف الرابع : أن تكون الكنيسة طبقة في مجتمع طبقي فلا تفرق بين الدفاع عن موقعها وعن النظام ككل.

إن مجموع هذه الظروف يجعل البرنامج العلماني يندرج في إطار المشروع التحرري القومي الديمقراطي، إذ يتوخى تحرير الدولة من التأثير البابوي والمجتمع من الفكر الإقطاعي والعقل من الدعاية الكنسية، والضمير من تأثير القس..


الآن، هل العلمانية بالمضمون الذي سبق، الناتج عن تطور تاريخي محدد، أساس في المجتمع الإسلامي ؟ هكذا يمكن أن نطرح السؤال.. وهل توجد كنيسة بالمعنى المتعارف عليه تنفرد وحدها بتعليم الفرد وتربية الشباب تفرض اختياراتها العقائدية بقوة الدولة في عالمنا الإسلامي، تحارب كل اجتهاد مهما كان نوعه، تحتل مكانة متميزة في المجتمع تجعل منها ركيزة النظام كله، و أخيرا تخضع لتعليمات تأتيها من الخارج ...
في نفس الوقت لا يمكن أن نجيب : لا شيء مما ذكر موجود عندنا على الوجه المخصص فلا نفع لنا إذن بالخوض فيه، فهذه أمور لا تعنينا من قريب ولا من بعيد، بل يجب أن نتساءل :
ألا توجد تلك الأمور عندنا في ثياب أخرى ؟ ألا يمكن أن تظهر في أطوار لاحقة من مسيرتنا ؟؟

إذا أردنا أن نستفيد من تجربة الغرب علينا أن نرى ماذا يخفي مشكل العلمانية من مشاكل سياسية عامة، و بالنسبة لنا ما هي المسائل التي توازي في مجتمعنا القضايا التي تبلورت في الغرب في ثوب العلمانية.. علينا أن ندرس العلمانية في الإطار التاريخي الغربي لا لنعرض عنها كما لو لم ولن تمسنا في شيء، ولا أن نتولاها كما لو كانت قضية ملحة علينا، بل لنستخرج منها العبرة تحسبا لما قد يحصل من معضل سياسي أثناء تطورنا...

هذه محاولة للرد و لتوسيع رقعة النقاش ..
__________________
"Noble sois de la montaña no lo pongais en olvido"
سيدي حرازم يطرونس غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 14-05-2009, 08:29 AM   #7
البدوي الشارد
عضو مشارك
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2009
الإقامة: حزيرة العرب
المشاركات: 760
إفتراضي

الأخ(وان) حرازم وترانسندنت
تحياتي لك(ما)

أعتذر عن التأخر في الرد على الأشياء المهمة التي وردت في الردود وهذا للانشغال الدائم عند أخيكم البدوي الشارد.
المقرئ حفظه الله كغيره من كتابنا النابهين أراد أن يوضح فرط التبسيط في كتابات المثقف العربي العلماني عن الغرب، ففي الأغلب تختصر هذه الكتابات الغرب كله بفرنسا، وهذا لعلمكم ليس علة للفرنكوفونيين في المغرب فقط بل هو علة للثقافة العلمانية المشرقية أيضاً التي تتعدد مصادرها ومشاربها وتتنوع أكثر من المغرب، حيث أضيف التأثير السوفييتي الستالينى، وتأثير مدارس غربية غير فرنسية إلى التأثير الفرنسي في تشكيل نزعة معادية للدين قد تصل إلى حد الاستئصالية (انظر نموذج الدكتور رفعت السعيد في مصر ونماذج اللبرالية المتطرفة في الخليج واليسار المنقلب "محافظاً جديداً" في سوريا ومسخه الغبي في العراق المحتل).
وفي ظني أن المقرئ على ذكائه الفائق انزلق إلى ما ينزلق إليه غيره من متدينين ولا دينيين في بلادنا من إجراء مقارنة ولو على سبيل التضاد بين النموذج الغربي والنموذج الإسلامي-العربي خصوصاً. إن التاريخين كليا الاختلاف فالمقارنة تقود بصورة حتمية إلى الالتباس أي إلى الفهم الخاطئ للتجربتين معاً.
وما نعانيه في بلادنا إن أردتم رأيي باختصار هو ليس تصادماً بين الدين والحرية وأهلها، بل هو تصادم بين ثقافة أصلية تشوهت ولكنها تريد الدفاع عن نفسها وتتلمس طرق حفاظها على دور لها في العالم الجديد وثقافة سطحية منسلخة تناصب مجتمعها العداء وتريد صبه بأي ثمن في قالب غربي المقاييس.
وما تقوم به "الحركة الإسلامية" غالباً من حوار مع هذا التيار ليس موفقاً لأنها هي نفسها لم تقم بنقد معرفي ذاتي عميق لتتخلص من المضمرات المشتركة اللاشعورية عندها مع أعدائها.
مع فائق التقدير.
البدوي الشارد غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 14-05-2009, 11:28 AM   #8
سيدي حرازم يطرونس
المشرف العام
 
تاريخ التّسجيل: Jul 2006
الإقامة: SDF
المشاركات: 1,056
إفتراضي

بصراحة ما ينبغي لأحد أن يتحامل على تراثنا كله ويدافع عن العلمانية والمعاصرة في اطار (الحداثة) و قد رأيناها في اطار قصور (المنهجية العلمية الوضعية) تقوم بتفكيك كل شيء من الكون والطبيعة والدين والتاريخ، حتى لقد تجاوز الفكر الغربي هذا، (الحداثة)، إلى (ما بعد الحداثة)، وقام بتفكيك الذات الانسانية نفسها بعد تفكيك مسلماتها، فبرزت هذه الفوضى الحضارية المرعبة. وحين بدأت المدارس الغربية -نفسها- بنقد فكر حداثتها الاجتماعي والانساني مع بيان قدرته الفائقة على التفكيك وعجزه البالغ عن التركيب لم يتغير موقف العلمانيين أصحاب مشروع الحداثة، وقد كان عليهم أن يدركوا أن الفكر الغربي، قد دخل مرحلة (تأزيم الحلول) وأنه في حاجة الى البعد الغائب ألا وهو الغيب، و بطريقة نقية صافية لن نجدها الا في القرآن.

في المقابل، إن الغرب ليس فاسدا كله، فلا ينبغي أن ندافع عن التراث كله ومن دون تمييز في مقابل التهجم على كل ما هو فكري،غربي، حداثي، هل الفساد ينتج حضارة ؟ لا ينبغي أن نقدس التراث لدرجة أن نمارس الحياة فيه فهذا المشروع كله ناجم عن عقلية التقليد والاستنساخ التاريخي، وعقلية التقليد هذه مهما بلغت سمّاها علماؤنا منذ القرن الثاني الهجري (بعقلية العوام)، وعقلية العوام ليس من طبيعتها أن تقبل المراجعات أو النقد، وهو أساس كل عمل تراكمي هادف، فضلا عن أن تَبْنِي مشروع نهضة أو تؤسس حضارة، بل من شأن هذه الثقافة وهذا الثرات الذي نختاره أن تؤدي بنا إلى (مجتمع القطيع).. الخلاصة المرعبة أن البعض يهاجم العلمانية ليس لانه يعرف نظاما إسلاميا كاملا وله نتائج حقيقية ملموسة. ولكن لانه يفترض أن التاريخ يجب أن يعيد نفسه. والى اللقاء .
__________________
"Noble sois de la montaña no lo pongais en olvido"

آخر تعديل بواسطة سيدي حرازم يطرونس ، 14-05-2009 الساعة 11:37 AM.
سيدي حرازم يطرونس غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 14-05-2009, 07:54 PM   #9
البدوي الشارد
عضو مشارك
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2009
الإقامة: حزيرة العرب
المشاركات: 760
إفتراضي

أنا مع طرحك هذا أخي حرازم.
كنت أحيانا أحس أننا مختلفان لكن هكذا نتفق
البدوي الشارد غير متصل   الرد مع إقتباس
المشاركة في الموضوع


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 

قوانين المشاركة
You may not post new threads
You may not post replies
You may not post attachments
You may not edit your posts

BB code is متاح
كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

Powered by vBulletin Version 3.7.3
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
 
  . : AL TAMAYOZ : .