العودة   حوار الخيمة العربية > القسم الاسلامي > الخيمة الاسلامية

« آخـــر الـــمـــشـــاركــــات »
         :: نقد مقال بوابات الجحيم التي فتحت فوق سيبيريا عام 1908 لغز الانفجار الكبير (آخر رد :رضا البطاوى)       :: الغرق فى القرآن (آخر رد :رضا البطاوى)       :: نظرات في مقال أمطار غريبة (آخر رد :رضا البطاوى)       :: نظرات فى بحث النسبية (آخر رد :رضا البطاوى)       :: حديث عن المخدرات الرقمية (آخر رد :رضا البطاوى)       :: قراءة فى مقال الكايميرا اثنين في واحد (آخر رد :رضا البطاوى)       :: نظرات فى كتاب علو الله على خلقه (آخر رد :رضا البطاوى)       :: قراءة في كتاب رؤية الله تعالى يوم القيامة (آخر رد :رضا البطاوى)       :: نظرات فى مقال فسيولوجية السمو الروحي (آخر رد :رضا البطاوى)       :: قراءة فى توهم فريجولي .. الواحد يساوي الجميع (آخر رد :رضا البطاوى)      

المشاركة في الموضوع
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
غير مقروءة 13-06-2008, 10:38 PM   #1
RWIDA
عضو فعّال
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2006
المشاركات: 226
إفتراضي حقوق دعت اليها الفطرة

فضيلة الشيخ / محمد بن صالح بن عثيمين (رحمه الله )


الحمد لله رب العالمين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى آله وأصحابه أجمعين. وبعدك فإن معرفة ما للإنسان وما عليه من حقوق وواجبات لله ولعباده والعمل بها من أهم المهمات وأوجب الواجبات، وهذه الرسالة التي نقدم لها على صغر حجمها قد وضعت النقاط على الحروف، وبيّن فيها ما للإنسان وما عليه، فجزى الله مؤلفها خير الجزاء ونفع بعلومه. فأهم الحقوق حق الله تعالى بمحبته، وخوفه، ورجائه، وطاعته بامتثال أوامره واجتناب نواهيه، وحب من أطاعه وبغض من عصاه. ثم حق النبي صلى الله عليه وسلم بمحبته وطاعة أمره واجتناب نهيه ونصر سنته والاقتداء به والإكثار من الصلاة والسلام عليه صلوات الله وسلامه عليه. ثم حقوق الأقارب بالإحسان إليهم، وعدم قطيعتهم، وفي مقدمتهم الوالدين بالإحسان إليهما والبر بهما، وطاعة أمرهما واجتناب نهيهما، ما لم يأمرا بمعصية الله، والدعاء لهما في الحياة وبعد الممات، وحق الأولاد: بالتربية والتعليم والتأديب، والحقوق المتبادلة بين الزوجين بالمعاشرة بالمعروف، والتعاون على البر والتقوى. وحقوق الجيران بالإحسان إليهم بالقول والفعل، ومنع الأذى عنهم بالقول والفعل، وحقوق المسلمين عموماً وهي: إفشاء السلام، وعيادة المريض، وتشميت العاطس، وإجابة الدعوة والنصيحة لهم، وإبرار المقسم، ونصرة المظلوم، واتباع الجنائز، وأن تحب لهم ما تحب لنفسك وتكره لهم ما تكره لنفسك، وأن تأمرهم بالمعروف وتنهاهم عن المنكر. وقد قرأت هذه الرسالة، وصححتها ورقمت آياتها وخرجت أحاديثها التي لم تخرج في الأصل، وهي مستفادة من كلام الله تعالى وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم، وأسأل الله تعالى أن ينفع بها وأن يعظم الأجر والمثوبة لمؤلفها، ولمن عمل بها، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين. كتبها عبد الله بن جار الله الجار الله (رحمه الله ) مقدمة الشيخ ابن عثيمين (رحمه الله) إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب إليه ونعوذ به من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا.. من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان وسلم تسليماً. أما بعد: فإن من محاسن شريعة الله تعالى مراعاة العدل وإعطاء كل ذي حق حقه من غير غلو ولا تقصير.. فقد أمر الله بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى. وبالعدل بعثت الرسل وأنزلت الكتب وقامت أمور الدنيا والآخرة. والعدل إعطاء كل ذي حق حقه وتنزيل كل ذي منزلة منزلته ولا يتم ذلك إلا بمعرفة الحقوق حتى تعطى أهلها، ومن ثم حررنا هذه الكلمة في بيان المهم من تلك الحقوق: ليقوم العبد بما علم منها بقدر المستطاع، ويتلخص ذلك فيما يأتي: -1 حقوق الله تعالى. 2 - حقوق النبي صلى الله عليه وسلم. 3 -حقوق الوالدين. 4 -حقوق الأولاد. 5 -حقوق الأقارب. 6 -حقوق الزوجين. 7-حقوق الولاة والرعية. 8 -حقوق الجيران. 9 -حقوق المسلمين عموماً 10-حقوق غير المسلمين. هذه هي الحقوق التي نريد أن نتناولها بالبحث على وجه الاختصار:
RWIDA غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 13-06-2008, 10:41 PM   #2
RWIDA
عضو فعّال
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2006
المشاركات: 226
إفتراضي


حق الله تعالى

هذا الحق أحق الحقوق وأوجبها وأعظمها؛ لأنه حق الله تعالى الخالق العظيم المالك المدبر لجميع الأمور، حق الملك الحق المبين الحي القيوم الذي قامت به السموات والأرض، خلق كل شيء فقدره تقديراً بحكمة بالغة، حق الله الذي أوجدك من العدم ولم تكن شيئاً مذكوراً. حق الله الذي رباك بالنعم وأنت في بطن أمك في ظلمات ثلاث، لا يستطيع أحد من المخلوقين أن يوصل إليك غذاءك ومقومات نموك وحياتك، أدر لك الثديين، وهداك النجدين، وسخر لك الأبوين، أمدك وأعدك… أمدك بالنعم، والعقل والفهم، وأعدك لقبول ذلك والانتفاع به: (والله أخرجكم من بطون أمهاتكم لا تعلمون شيئاً وجعل لكم السمع والأبصار والأفئدة لعلكم تشكرون) [سورة النحل، الآية78]. فلو حجب عنك فضله طرفة عين لهلكت، ولو منعك رحمته لحظة ما عشت فإذا كان هذا فضل الله عليك ورحمته بك فإن حقه عليك أعظم الحقوق؛ لأنه حق إيجادك وإعدادك وإمدادك، إنه لا يريد منك رزقاً ولا إطعاماً: "لا نسألك رزقاً نحن نرزقك والعاقبة للتقوى" (سورة طه، الآية 132) وإنما يريد منك شيئاً واحداً مصلحته عائدة إليك، يريد منك أن تعبده وحده لا شريك له "وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون. ما أريد منهم من رزق وما أريد أن يطعمون. إن الله هو الرزاق ذو القوة المتين" (سورة الذاريات، الآيات: 56-58) يريد منك أن تكون عبداً له بكل معاني العبودية، كما أنه هو ربك بكل معاني الربوبية، عبداً متذللاً له، خاضعاً له، ممتثلاً لأمره، مجتنباً لنهيه. مصدقاً بخبره؛ لأنك ترى نعمه عليك سابغة تترى، أفلا تستحي أن تبدل هذه النعم كفراً!!. لو كان لأحد من الناس عليك فضل لاستحييت أن تبارزه بالمعصية وتجاهره بالمخالفة، فكيف بربك الذي كل فضل عليك فهو من فضله، وكل ما يندفع عنك من سوء فمن رحمته "وما بكم من نعمة فمن الله ثم إذا مسكم الضر فإليه تجأرون" (سورة النحل، الآية 53) وإن هذا الحق الذي أوجبه الله لنفسه ليسير سهل على من يسره الله له… قال الله تعالى "وجاهدوا في الله حق جهاده هو اجتباكم وما جعل عليكم في الدين من حرج ملة أبيكم إبراهيم هو سماكم المسلمين من قبل وفي هذا ليكون الرسول شهيداً عليكم وتكونوا شهداء على الناس فأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة واعتصموا بالله هو مولاكم فنعم المولى ونعم النصير" (سورة الحج، آية:78) إنه عقيدة مثلى، وإيمان بالحق وعمل صالح مثمر، عقيدة قوامها: المحبة والتعظيم، وثمرتها: الإخلاص والمثابرة، خمس صلوات في اليوم والليلة، يكفر الله بهن الخطايا، ويرفع بهن الدرجات، ويصلح بهن القلوب والأحوال، يأتي بهن العبد بحسب استطاعته: "فاتقوا الله ما استطعتم" (سورة التغابن، الآية: 16) وقال النبي صلى الله عليه وسلم لعمران بن حصين (وكان عمران مريضاً): صل قائماً، فإن لم تستطع فقاعداً، فإن لم تستطع فعلى جنب. (رواه البخاري وغيره) زكاة: وهي جزء يسير من مالك تدفع في حاجة المسلمين للفقراء والمساكين وابن السبيل والغارمين وغيرهم من أهل الزكاة (وهي تنفع الفقير ولا تضر الغني) صيام شهر واحد في السنة "ومن كان مريضاً أو على سفر فعدة من أيام أخر" (سورة البقرة، الآية: 185) ومن لا يستطيع الصيام لعجز دائم يطعم. حج البيت الحرام مرة واحدة في العمر للمستطيع… هذه هي أصول حق الله، وما عداها فإنما يجب لعارض، كالجهاد في سبيل الله، أو لأسباب توجبه، كنصر المظلوم. انظر يا أخي هذا الحق اليسير عملاً، الكثير أجراً، إذا قمت فيه كنت سعيداً في الدنيا والآخرة ونجوت من النار ودخلت الجنة {فمن زحزح عن النار وأدخل الجنة فقد فاز وما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور}(سورة آل عمران الآية: 185
[/color]
RWIDA غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 13-06-2008, 10:43 PM   #3
RWIDA
عضو فعّال
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2006
المشاركات: 226
إفتراضي

حق رسول الله صلى الله عليه وسلم
وهذا الحق هو أعظم حقوق المخلوقين، فلا حق لمخلوق أعظم من حق رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الله تعالى "إنا أرسلناك شاهداً ومبشراً ونذيراً. لتؤمنوا بالله ورسوله وتعزروه وتوقروه" (سورة الفتح، الآيتان: 8،9) ولذلك يجب تقديم محبة النبي صلى الله عليه وسلم على محبة جميع الناس حتى على النفس والولد والوالد. قال رسول الله صلى الله عليه وسلمك "لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من ولده ووالده والناس أجمعين" (رواه البخاري ومسلم) ومن حقوق النبي صلى الله عليه وسلم: توقيره، واحترامه، وتعظيمه التعظيم اللائق به من غير غلو ولا تقصير، فتوقيره في حياته: توقير سنته وشخصه الكريم، وتوقيره بعد مماته: توقير سنته وشرعه القويم، ومن رأى توقير الصحابة وتعظيمهم للرسول صلى الله عليه وسلم عرف كيف قام هؤلاء الأجلاء الفضلاء بما يجب عليهم لرسول الله صلى الله عليه وسلم، قال عروة بن مسعود لقريش- حينما أرسلوه ليفاوض النبي صلى الله عليه وسلم في الصلح في قصة الحديبية- قال: دخلت على الملوك: كسرى، وقيصر، والنجاشي، فلم أر أحداً يعظمه أصحابه مثل ما يعظم أصحاب محمد محمداً، كان إذا أمرهم ابتدروا أمره، وإذا توضأ كادوا يقتتلون على وضوئه وإذا تكلم خفضوا أصواتهم عنده وما يحدون إليه النظر تعظيماً له. انظر(مختصر سيرة الرسول للشيخ: عبد الله بن الشيخ محمد بن عبد الوهاب ص30) هكذا كانوا يعظمونه رضي الله عنهم، مع ما جبله الله عليه من الأخلاق الكريمة، ولين الجانب، وسهولة النفس، ولو كان فظاً غليظاً لانفضوا من حوله. وإن من حقوق النبي صلى الله عليه وسلم: تصديقه فيما أخبر به من الأمور الماضية والمستقبلة، وامتثال ما به أمر، واجتناب ما عنه نهى وزجر، والإيمان بأن هديه أكمل الهدى، وشريعته أكمل الشرائع، وان لا يقدَّم عليها تشريع أو نظام مهما كان مصدره "فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجاً مما قضيت ويسلموا تسليماً" (سورة النساء، الآية 65) "قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم والله غفور رحيم" (سورة آل عمران، الآية: 31) ومن حقوق النبي صلى الله عليه وسلم الدفاع عن شريعته وهديه بما يستطيع الإنسان من قوة بحسب ما تتطلبه الحال من السلاح، فإذا كان العدو يهاجم بالحجج والشبه فمدافعته بالعلم ودحض حججه وشبهه وبيان فسادها، وإن كان يهاجم بالسلاح والمدافع فمدافعته بمثل ذلك. ولا يمكن لأي مؤمن أن يسمع من يهاجم شريعة النبي صلى الله عليه وسلم أو شخصه الكريم ويسكت على ذلك مع قدرته على الدفاع.
RWIDA غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 13-06-2008, 10:46 PM   #4
RWIDA
عضو فعّال
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2006
المشاركات: 226
إفتراضي

حقوق الوالدين
لا ينكر أحد فضل الوالدين على أولادهما، فالوالدان سبب وجود الولد ولهما عليه حق كبير، فقد ربياه صغيراً وتعبا من أجل راحته وسهرا من أجل منامه، تحملك أمك في بطنها وتعيش على حساب غذائها وصحتها لمدة تسعة شهور غالباً، كما أشار الله إلى ذلك في قوله: "حملته أمه وهناً على وهن" (سورة لقمان، الآية:14) ثم بعد ذلك حضانة ورضاع لمدة سنتين مع التعب والعناء والصعوبة.. والأب كذلك يسعى لعيشك وقوتك من حين الصغر حتى تبلغ أن تقوم بنفسك، ويسعى بتربيتك وتوجيهك وأنت لا تملك لنفسك ضراً ولا نفعاً؛ ولذلك أمر الله الولد الإحسان بوالديه إحساناً وشكراً. فقال تعالى "ووصينا الإنسان بوالديه حملته أمه وهناً على وهن وفصاله في عامين أن اشكر لي ولوالديك إلي المصير" (سورة لقمان، الآية: 14) وقال تعالى "وبالوالدين إحساناً إما يبلغن عندك الكبر أحدهما أو كلاهما فلا تقل لهما أف ولا تنهرهما وقل لهما قولاً كريماً. واخفض لهما جناح الذل من الرحمة وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيراً" (سورة الإسراء، الآيتان:23،24) إن حق الوالدين عليك أن تبرهما، وذلك بالإحسان إليهما قولاً وفعلاً بالمال والبدن، تتمثل أمرهما في غير معصية الله، وفي غير ما فيه ضرر عليك، تلين لهما القول، وتبسط لهما الوجه، وتقوم بخدمتهما على الوجه اللائق بهما، ولا تتضجر منهما عند الكبر والمرض والضعف، ولا تستثقل ذلك منهما فإنك سوف تكون بمنزلتهما، سوف تكون أباً كما كانا أبوين، وسوف تبلغ الكبر عند أولادك -إن قدر لك البقاء- كما بلغاه عندك، وسوف تحتاج إلى بر أولادك كما احتاجا إلى برك، فإن كنت قد قمت ببرهما فأبشر بالأجر الجزيل والمجازاة بالمثل، فمن بر والديه بره أولاده، ومن عق والديه عقه أولاده، والجزاء من جنس العمل فكما تدين تدان. ولقد جعل الله مرتبة حق الوالدين مرتبة كبيرة عالية حيث جعل حقهما بعد حقه المتضمن لحقه وحق رسوله، فقال تعالى "واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئاً وبالوالدين إحساناً" (سورة النساء، الآية 36) وقال تعالى "أن اشكر لي ولوالديك" (سورة لقمان، الآية:14) وقدم النبي صلى الله عليه وسلم بر الوالدين على الجهاد في سبيل الله، كما في حديث ابن مسعود رضي الله عنه قال: قلت: يا رسول الله، أي العمل أحب إلى الله؟ قال: "الصلاة على وقتها" قلت: ثم أي؟ قال: "بر الوالدين" قلت: ثم أي؟ قال: "الجهاد في سبيل الله" (رواه البخاري ومسلم) وهذا يدل على أهمية حق الوالدين الذي أضاعه كثير من الناس وصاروا إلى العقوق والقطيعة، فترى الواحد منهم لا يرى لأبيه ولا لأمه حقاً، وربما احتقرهما وازدراهما وترفع عليهما، وسيلقي مثل هذا جزاءه العاجل أو الآجل
RWIDA غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 14-06-2008, 06:38 PM   #5
RWIDA
عضو فعّال
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2006
المشاركات: 226
إفتراضي

حق الأولاد

الأولاد تشمل البنين والبنات، وحقوق الأولاد كثيرة من أهمهما: التربية وهي تنمية الدين والأخلاق في نفوسهم حتى يكونوا على جانب كبير من ذلك. قال الله تعالى "يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم ناراً وقودها الناس والحجارة" (سورة التحريم، الآية: 6) وقال النبي صلى الله عليه وسلم: "كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته، والرجل راع في أهله ومسؤول عن رعيته" (رواه البخاري ومسلم) فالأولاد أمانة في عنق الوالدين، وهما مسئولان عنهم يوم القيامة، وبتربيتهم التربية الدينية والأخلاقية يخرج الوالدان من تبعة هذه الرعية ويصلح الأولاد فيكونون قرة عين الأبوين في الدنيا والآخرة، يقول الله تعالى "والذين آمنوا واتبعتهم ذريتهم بإيمان ألحقنا بهم ذريتهم وما ألتناهم من عملهم من شيء كل امرئ بما كسب رهين" (سورة الطور، الآية:21) ومعنى ما ألتناهم: أي ما نقصناهم. ويقول النبي صلى الله عليه وسلم: "إذا مات العبد انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية أو علم ينتفع به أو ولد صالح يدعو له" (رواه مسلم) فهذا من ثمرة تأديب الولد إذا تربى تربية صالحة أن يكون نافعاً لوالديه حتى بعد الممات. ولقد استهان كثير من الوالدين بهذا الحق فأضاعوا أولادهم، ونسوهم كأن لا مسؤولية لهم عليهم، لا يسألون أين ذهبوا، ولا متى جاءوا، ولا ينهونهم عن شر. ومن العجب أن هؤلاء حريصون كل الحرص على أموالهم بحفظها وتنميتها والسهر على ما يصلحها مع أنهم ينمون هذا المال ويصلحونه لغيرهم غالباً، أما الأولاد فليسوا منهم في شيء مع أن المحافظة عليهم أولى وأنفع في الدنيا والآخرة. وكما أن الوالد يجب عليه تغذية جسم الولد بالطعام والشراب، وكسوة بدنه باللباس، كذلك يجب عليه أن يغذي قلب ولده بالعلم والإيمان، ويكسو روحه بلباس التقوى فذلك خير. ومن حقوق الأولاد: أن ينفق عليهم بالمعروف من غير إسراف ولا تقصير؛ لأن ذلك من واجب أولاده عليه، ومن شكر نعمة الله عليه بما أعطاه من المال، وكيف يمنعهم المال في حياته ويبخل عليهم به ليجمعه لهم فيأخذونه قهراً بعد مماته؟ حتى لو بخل عليهم بما يجب فلهم أن يأخذوا من ماله ما يكفيهم بالمعروف كما أفتى بذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم هند بنت عتبة (في الحديث الذي رواه البخاري ومسلم) ومن حقوق الأولاد: أن لا يفضل أحداً منهم على أحد في العطايا والهبات، فلا يعطي بعض أولاده شيئاً ويحرم الآخر فإن ذلك من الجور والظلم والله لا يحب الظالمين، ولأن ذلك يؤدي إلى تنفير المحرومين وحدوث العداوة بينهم وبين الموهوبين، بل ربما تكون العداوة بين المحرومين وبين آبائهم. وبعض الناس يمتاز أحد من أولاده على الآخرين بالبر والعطف على والديه، فيخصه والده بالهبة والعطية من أجل ما امتاز به من البر، ولكن هذا غير مبرر للتخصيص، فالمتميز بالبر لا يجوز أن يعطي عوضاً عن بره؛ لأن أجر بره على الله . ولأن تمييز البار بالعطية يوجب أن يعجب ببره ويرى له فضلاً، وأن ينفر الآخر ويستمر في عقوقه ثم إننا لا ندري فقد تتغير الأحوال فينقلب البار عاقاً والعاق باراً؛ لأن القلوب بيد الله يقلبها كيف يشاء. وفي الصحيحين –صحيح البخاري ومسلم- عن النعمان بن بشير أن أباه بشير بن سعد وهبه غلاماً فأخبر النبي صلى الله عليه وسلم بذلك فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "أكل ولدك نحلته مثل هذا؟" قال: لا. قال: "فأرجعه"، وفي رواية قال: "اتقوا الله واعدلوا بين أولادكم". وفي لفظ: "أشهد على هذا غيري فإني لا أشهد على جور". فسمي رسول الله صلى الله عليه وسلم تفضيل بعض الأولاد على بعض: جوراً، والجور ظلم وحرام. لكن لو أعطى بعضهم شيئاً يحتاجه والثاني لا يحتاجه مثل أن يحتاج أحد الأولاد إلى أدوات مكتبية أو علاج أو زواج فلا بأس أن يخصه بما يحتاج إليه؛ لأن هذا تخصيص من أجل الحاجة فيكون كالنفقة. ومتى قام الوالد بما يجب عليه للولد من التربية والنفقة فإنه حري أن يوفق الولد للقيام ببر والده، ومراعاة حقوقه، ومتى فرط الوالد بما يجب عليه من ذلك كان جديراً بالعقوبة بأن ينكر الولد حقه ويبتلى بعقوبة جزاءً وفاقاً، وكما تدين تدان.
RWIDA غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 14-06-2008, 06:39 PM   #6
RWIDA
عضو فعّال
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2006
المشاركات: 226
إفتراضي

حقوق الأقارب

للقريب الذي يتصل بك في القرابة كالأخ والعم والخال وأولادهم، وكل من ينتمي إليك بصلة فله حق هذه القرابة بحسب قربه، قال الله تعالى "وآت ذا القربى حقه" (سورة الإسراء، الآية:26) وقال "واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئاً وبالوالدين إحساناً وبذي القربى" (سورة النساء، الآية 36) فيجب على كل قريب أن يصل قريبه بالمعروف، ببذل الجاه، والنفع البدني، والنفع المالي بحسب ما تتطلبه قوة القرابة والحاجة، وهذا ما يقتضيه الشرع والعقل والفطرة . وقد كثرت النصوص في الحث على صلة الرحم: وهو القريب، والترغيب في ذلك، ففي الصحيحين عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إن الله خلق الخلق حتى إذا فرغ منهم قامت الرحم فقالت: هذا مقام العائذ بك من القطيعة، فقال الله: نعم أما ترضين أن أصل من وصلك وأقطع من قطعك، قالت: بلى، قال: فذلك لك". ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "اقرءوا إن شئتم "فهل عسيتم إن توليتم أن تفسدوا في الأرض وتقطعوا أرحامكم. أولئك الذين لعنهم الله فأصمهم وأعمى أبصارهم" (سورة محمد، الآيتان: 22،23) وقال النبي صلى الله عليه وسلم: "من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليصل رحمه" (رواه البخاري ومسلم) وكثير من الناس مضيعون لهذا الحق مفرطون فيه، تجد الواحد منهم لا يعرف قرابته بصلة لا بالمال ولا بالجاه ولا بالخلق، تمضي الأيام والشهور ما رآهم ولا قام بزيارتهم ولا تودد إليهم بهدية ولا دفع عنهم ضرورة أو حاجة، بل ربما أساء إليهم بالقول، أو بالفعل، أو بالقول والفعل جميعاً، يصل البعيد ويقطع القريب. ومن الناس من يصل أقاربه إن وصلوه ويقطعهم إن قطعوه، وهذا ليس بواصل في الحقيقة وإنما هو مكافئ للمعروف بمثله وهو حاصل للقريب وغيره فإن المكافأة لا تختص بالقريب, والواصل حقيقة: هو الذي يصل قرابته لله، ولا يبالي سواءً وصلوه أم لا، كما في صحيح البخاري عن عبد الله بن عمرو بن العاص أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "ليس الواصل بالمكافئ ولكن الواصل الذي إذا قطعت رحمه وصلها". وسأله رجل فقال: يا رسول الله، إن لي قرابة أصلهم ويقطعونني وأحسن إليهم ويسيئون إلي وأحلم عنهم ويجهلون علي، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "لئن كنت كما قلت فكأنما تسفهم المل، ولا يزال معك من الله ظهير عليهم ما دمت على ذلك" (رواه مسلم) ولو لم يكن في صلة الرحم إلا أن يصل الله الواصل في الدنيا والآخرة فيمده بالرحمة، وييسر له الأمور، ويفرج عنه الكربات مع ما في صلة الرحم من تقارب الأسرة، وتوادهم، وحنو بعضهم على بعض، ومعاونة بعضهم بعضاً في الشدائد، والسرور والبهجة الحاصلة بذلك كما هو مجرب معلوم. وكل هذه الفوائد تنعكس حينما تحل القطيعة ويحصل التباعد.
RWIDA غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 14-06-2008, 06:42 PM   #7
RWIDA
عضو فعّال
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2006
المشاركات: 226
إفتراضي

حق الزوجين

للزواج آثار هامة ومقتضيات كبيرة، فهو رابطة بين الزوج وزوجته يلزم كل واحد منهما بحقوق للآخر: حقوق بدنية، وحقوق اجتماعية، وحقوق مالية. فيجب على الزوجين أن يعاشر كل منهما الآخر بالمعروف، وأن يبذل الحق الواجب له بكل سماحة وسهولة من غير تكره لبذله ولا مماطلة. قال الله تعالى "وعاشروهن بالمعروف" (سورة النساء، الآية: 19) وقال تعالى "ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف وللرجال عليهن درجة" (سورة البقرة، الآية: 228) كما يجب على المرأة أن تبذل لزوجها ما يجب عليها بذله. ومتى قام كل واحد من الزوجين بما يجب عليه للآخر كانت حياتهما سعيدة، ودامت العشرة بينهما، وإن كان الأمر بالعكس حصل الشقاق والنزاع، وتنكدت حياة كل منهما. ولقد جاءت النصوص الكثيرة بالوصية بالمرأة ومراعاة حالها وأن كمال الحال، من المحال، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "استوصوا بالنساء خيراً فإن المرأة خلقت من ضلع، وإن أعوج ما في الضلع أعلاه، فإن ذهبت تقيمه كسرته، وإن تركته لم يزل أعوج، فاستوصوا بالنساء " (رواه البخاري ومسلم) وفي رواية: "إن المرأة خلقت من ضلع ولن تستقيم لك على طريقة فإن استمتعت بها استمتعت بها وفيها عوج وإن ذهبت تقيمها كسرتها وكسرها طلاقها" (رواه مسلم) وقال صلى الله عليه وسلم: "لا يفرك مؤمن مؤمنة إن كره منها خلقاً رضي منها خلقاً آخر" (رواه مسلم) ومعنى لا يفرك: لا يبغض. ففي هذه الأحاديث إرشاد النبي صلى الله عليه وسلم أمته كيف يعامل الرجل المرأة، وأنه ينبغي أن يأخذ منها ما تيسر؛ لأن طبيعتها التي منها خلقت أن لا تكون على الوجه الكامل. بل لابد فيها من عوج، ولا يمكن أن يستمتع بها الرجل إلا على الطبيعة التي خلقت عليها. وفي هذه الأحاديث أنه ينبغي للإنسان أن يقارن بين المحاسن والمساوئ في المرأة، فإنه إذا كره منها خلقاً فليقارنه بالخلق الثاني الذي يرضاه منها، ولا ينظر إليها بمنظار السخط والكراهة وحده. وإن كثيراً من الأزواج يريدون الحالة الكاملة من زوجاتهم وهذا شيء غير ممكن، وبذلك يقعون في النكد ولا يتمكنون من الاستمتاع والمتعة بزوجاتهم، وربما أدى ذلك إلى الطلاق، كما قال صلى الله عليه وسلم: "وإن ذهبت تقيمها كسرتها وكسرها طلاقها" فينبغي للزوج أن يتساهل ويتغاضى عن كل ما تفعله الزوجة إذا كان لا يخل بالدين أو الشرف. من حقوق الزوجة على زوجها: ومن حقوق الزوجة على زوجها: أن يقوم بواجب نفقتها من الطعام والشراب والكسوة والمسكن وتوابع ذلك: لقوله تعالى "وعلى المولود له رزقهن وكسوتهن بالمعروف" (سورة البقرة، الآية 223) وقال النبي صلى الله عليه وسلم: "ولهن عليكم رزقهن وكسوتهن بالمعروف" (رواه الترمذي وصححه) وسئل صلى الله عليه وسلم: ما حق زوجة أحدنا عليه؟ قال: "أن تطعمها إذا طعمت، وتكسوها إذا اكتسيت، ولا تضرب الوجه، ولا تقبح ولا تهجر إلا في البيت" (حديث حسن رواه احمد وأبو داود وابن ماجة) ومن حقوق الزوجة على زوجها: أن يعدل بينها وبين جاراتها (الجارة: الزوجة الثانية) إن كان له زوجة ثانية، يعدل بينهما في الإنفاق والسكنى والمبيت، وكل ما يمكنه العدل فيهن فإن الميل إلى إحداهما كبيرة من الكبائر، قال النبي صلى الله عليه وسلم: "من كان له امرأتان فمال إلى إحداهما جاء يوم القيامة وشقه مائل" (رواه احمد وأهل السنن بسند صحيح) وأما ما لا يمكنه أن يعدل فيه كالمحبة وراحة النفس فإنه لا إثم عليه فيه؛ لأن هذا بغير استطاعته. قال الله تعالى "ولن تستطيعوا أن تعدلوا بين النساء ولو حرصتم" (سورة النساء، الآية: 129) وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقسم بين نسائه فيعدل، ويقول: "اللهم هذا قسمي فيما أملك فلا تلمني فيما تملك ولا أملك" (رواه أهل السنن الأربعة) ولكن لو فضل إحداهما على الأخرى في المبيت برضاها فلا بأس، كما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقسم لعائشة يومها ويوم سودة حين وهبته سودة لعائشة (لحديث عائشة المتفق عليه) وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يسأل في مرضه الذي مات فيه: "أين أنا غداً؟، أين أنا غداً؟" فإذن له أزواجه أن يكون حيث شاء، فكان في بيت عائشة حتى مات (رواه البخاري ومسلم) من حقوق الزوج على زوجته: أما حقوق الزوج على زوجته: فهي أعظم من حقوقها عليه؛ لقوله تعالى " ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف وللرجال عليهن درجة" (سورة البقرة، الآية:228) والرجل قوام على المرأة، يقوم بمصالحها وتأديبها وتوجيهها، كما قال تعالى "الرجال قوامون على النساء بما فضل الله بعضهم على بعض وبما أنفقوا من أموالهم" (سورة النساء، الآية:34) فمن حقوق الزوج على زوجته: أن تطيعه في غير معصية الله، وأن تحفظه في سره وماله، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: "لو كنت آمراً أحد أن يسجد لأحد لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها" (رواه الترمذي، وقال: حديث حسن) وقال صلى الله عليه وسلم: "إذا دعا الرجل امرأته إلى فراشه فأبت أن تجيء فبات غضبان عليها لعنتها الملائكة حتى تصبح" (رواه البخاري ومسلم) ومن حقوقه عليها: أن لا تعمل عملاً يضيع عليه كمال الاستمتاع، حتى ولو كان ذلك تطوعاً بعبادة، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: "لا يحل لامرأة أن تصوم وزوجها شاهد إلا بإذنه، ولا تأذن لأحد في بيته إلا بإذنه" (رواه البخاري ومسلم) ولقد جعل رسول الله صلى الله عليه وسلم رضا الزوج عن زوجته من أسباب دخولها الجنة، فروى الترمذي من حديث أم سلمة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "أيما امرأة ماتت وزوجها عنها راض دخلت الجنة" (رواه ابن ماجة والترمذي، وقال: حديث حسن غريب)
RWIDA غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 14-06-2008, 06:43 PM   #8
RWIDA
عضو فعّال
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2006
المشاركات: 226
إفتراضي

حق الولاة والرعية

الولاة هم الذين يتولون أمور المسلمين سواء كانت الولاية عامة: كالرئيس الأعلى في الدولة، أم خاصة: كالرئيس على إدارة معينة أو عمل معين، وكل هؤلاء لهم حق يجب القيام به على رعيتهم ولرعيتهم حق عليهم كذلك. فحقوق الرعية على الولاة: أن يقوموا بالأمانة التي حملهم الله إياها، وألزمهم القيام بها من النصح للرعية والسير بها على النهج القويم الكفيل بمصالح الدنيا والآخرة، وذلك باتباع سبيل المؤمنين، وهي الطريق التي كان عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإن فيها السعادة؛ لهم ولرعيتهم، ومن تحت أيديهم، وهي أبلغ شيء يكون به رضا الرعية عن رعاتهم، والارتباط بينهم، والخضوع لأوامرهم وحفظ الأمانة فيما يولونه إياهم، فإن من اتقى الله اتقاه الناس، ومن أرضى الله كفاه الله مؤونة الناس وأرضاهم عنه؛ لأن القلوب بيد الله يقلبها كيف يشاء. وأما حقوق الولاة على الرعية فهي: النصح لهم فيما يتولاه الإنسان من أمورهم، وتذكيرهم إذا غفلوا، والدعاء لهم إذا مالوا عن الحق، وامتثال أمرهم في غير معصية الله؛ لأن في ذلك قوام الأمر وانتظامه، وفي مخالفتهم وعصيانهم انتشار الفوضى وفساد الأمور، ولذلك أمر الله بطاعته وطاعة رسوله وأولي الأمر، فقال تعالى "يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم" (سورة النساء، الآية:59) وقال النبي صلى الله عليه وسلم: "على المرء المسلم السمع والطاعة فيما أحب وكره إلا أن يؤمر بمعصية فلا سمع ولا طاعة" متفق عليه. وقال عبد الله بن عمر: كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم في سفر فنزلنا منزلاً فنادى منادي رسول الله صلى الله عليه وسلم: الصلاة جامعة، فاجتمعنا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: "إنه ما من نبي بعثه الله إلا كان عليه أن يدل أمته على خير ما يعلمه لهم، وينذرهم شر ما يعلمه لهم، وإن أمتكم هذه جعلت عافيتها في أولها، وسيصيب آخرها بلاء وأمور تنكرونها، وتجيء فتنة يرقق بعضها بعضاً، تجيء الفتنة فيقول المؤمن: هذه مهلكتي، وتجيء الفتنة فيقول المؤمن: هذه، فمن أحب أن يزحزح عن النار ويدخل الجنة فلتأته منيته وهو يؤمن بالله واليوم الآخر، وليأت إلى الناس الذي يحب أن يؤتى إليه، ومن بايع إماماً فأعطاه صفقة يده وثمرة قلبه فليطعه إن استطاع فإن جاءه آخر ينازعه فاضربوا عنق الآخر" (رواه مسلم) وسأل النبي صلى الله عليه وسلم رجل فقال: يا نبي الله! أرأيت إن قامت علينا أمراء يسألوننا حقهم ويمنعوننا حقنا فما تأمرنا؟ فأعرض عنه ثم سأله مرة ثانية، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "اسمعوا وأطيعوا فإنما عليهم ما حملوا وعليكم ما حملتم" (رواه مسلم) ومن حقوق الولاة على الرعية: مساعدة الرعية لولاتهم في مهماتهم بحيث يكونون عوناً لهم على تنفيذ الأمر الموكول إليهم، وأن يعرف كل واحد دوره ومسئوليته في المجتمع، حتى تسير الأمور على الوجه المطلوب، فإن الولاة إذا لم تساعدهم الرعية على مسؤولياتهم لم تأت على الوجه المطلوب
RWIDA غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 14-06-2008, 06:46 PM   #9
RWIDA
عضو فعّال
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2006
المشاركات: 226
إفتراضي

حق الجيران

الجار هو القريب منك في المنزل، وله حق كبير عليك، فإن كان قريباً منك في النسب وهو مسلم فله ثلاثة حقوق: حق الجوار، وحق القرابة، وحق الإسلام. وإن كان مسلماً وليس بقريب في النسب فله حقان: حق الجوار، وحق القرابة. وإن كان بعيداً غير مسلم فله حق واحد: حق الجوار (الحديث رواه أبو بكر البزار بسنده عن الحسن عن جابر بن عبد الله ذكره عنه ابن كثير في تفسيره للآية 36 من سورة النساء) قال تعالى "وبالوالدين إحساناً وبذي القربى واليتامى والمساكين والجار ذي القربى" (سورة النساء، الآية:36) وقال النبي صلى الله عليه وسلم: "ما زال جبريل يوصيني بالجار حتى ظننت أنه سيورثه" متفق عليه. فمن حقوق الجار على جاره: أن يحسن إليه بما استطاع من المال والجاه والنفع، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "خير الجيران عند الله خيرهم لجاره" رواه الترمذي، وقال: حديث حسن غريب وقال: "من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليحسن إلى جاره" رواه مسلم وقال أيضاً: "إذا طبخت مرقة فأكثر ماءها وتعاهد جيرانك" رواه مسلم ومن الإحسان إلى الجار تقديم الهدايا إليه في المناسبات، فإن الهدية تجلب المودة وتزيل العداوة. ومن حقوق الجار على جاره: أن يكف عنه الأذى القولي والفعلي، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلمك "والله لا يؤمن، والله لا يؤمن، والله لا يؤمن" قالوا: من يا رسول الله؟ قال: "الذي لا يأمن جاره بوائقه" رواه البخاري وفي رواية: "لا يدخل الجنة من لا يأمن جاره بوائقه". والبوائق: الشرور، فمن لا يأمن جاره شره فليس بمؤمن ولا يدخل الجنة. وكثير من الناس الآن لا يهتمون بحق الجوار، ولا يأمن جيرانهم من شرورهم، فتراهم دائماً في نزاع معهم وشقاق واعتداء على الحقوق، وإيذاء بالقول أو بالفعل، وكل هذا مخالف لما أمر الله ورسوله، وموجب لتفكك المسلمين وتباعد قلوبهم، وإسقاط بعضهم حرمة بعض.
RWIDA غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 14-06-2008, 06:48 PM   #10
RWIDA
عضو فعّال
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2006
المشاركات: 226
إفتراضي

حقوق المسلمين

عموماً وهذه الحقوق كثيرة جداً فمنها: ما ثبت في الصحيح أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "حق المسلم على المسلم ست: إذا لقيته فسلم عليه، وإذا دعاك فأجبه، وإذا استنصحك فانصحه، وإذا عطس فشمته، وإذا مرض فعده، وإذا مات فاتبعه" رواه مسلم ففي هذا الحديث بيان عدة حقوق بين المسلمين: الحق الأول: السلام: فالسلام سنة مؤكدة، وهو من أسباب تآلف المسلمين وتوادهم، كما هو مشاهد، وكما يدل عليه قول النبي صلى الله عليه وسلم: "والله لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا، ولا تؤمنوا حتى تحابوا، أفلا أخبركم بشيء إذا فعلتموه تحاببتم أفشوا السلام بينكم" رواه مسلم وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يبدأ من لقيه بالسلام ويسلم على الصبيان إذا مر بهم. والسنة: أن يسلم الصغير على الكبير، والقليل على الكثير، والراكب على الماشي، ولكن إذا لم يقم بالسنة من هو أولى بها فليقم بها الآخر؛ لئلا يضيع السلام فإذا لم يسلم الصغير فليسلم الكبير، وإذا لم يسلم القليل فليسلم الكثير ليحوز الأجر. قال عمار بن ياسر رضي الله عنه: ثلاث من جمعهن فقد استكمل الإيمان: الإنصاف من نفسك، وبذل السلام للعالم، والإنفاق من الإقتار رواه البخاري وإذا كان بدء السلام سنة فإن رده فرض كفاية إذا قام به من يكفي أجزأ عن الباقين. فإذا سلم على جماعة فرد واحد منهم أجزأ عن الباقين. قال الله تعالى "وإذا حييتم بتحية فحيوا بأحسن منها أو ردوها" (سورة النساء، الآية: 86) فلا يكفي في رد السلام أن يقول: أهلاً وسهلاً فقط؛ لأنها ليست أحسن منه ولا مثله، فإذا قال: السلام عليكم، فليقل: عليكم السلام. وإذا قال: أهلاً فليقل: أهلاً بمثل، وإن زاد تحية فهو أفضل. الحق الثاني: إذا دعاك إلى منزله لتناول طعام أو غيره فأجبه، والإجابة إلى الدعوة سنة مؤكدة؛ لما فيها من جبر قلب الداعي، وجلب المودة والألفة، ويستثنى من ذلك وليمة العرس، فإن الإجابة إلى الدعوة واجبة بشروط معروفة وهي: أن تكون في اليوم الأول، وأن يكون الداعي مسلماً، وان لا يحرم هجره، وان يخص بالدعوة، وان يكون كسبه حلالاً، وان لا يكون هناك منكر لا يقدر على إزالته. انظر (السلسبيل في معرفة الدليل، ص735) لقول النبي صلى الله عليه وسلم: "ومن لم يجب فقد عصى الله ورسوله" رواه البخاري ومسلم ولعل قوله صلى الله عليه وسلم إذا دعاك فأجبه يشمل حتى الدعوة لمساعدته ومعاونته، فإنك مأمور بإجابته، فإذا دعاك لتعينه في حمل شيء أو إلقائه، أو نحو ذلك، فإنك مأمور بمساعدته؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: "المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضاً" رواه البخاري ومسلم الحق الثالث: إذا استنصحك فانصحه، يعني إذا جاء إليك يطلب نصيحتك له في شيء فانصحه؛ لأن هذا من الدين، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: "الدين النصيحة: لله، ولرسوله، ولأئمة المسلمين، وعامتهم" رواه مسلم أما إذا لم يأت إليك يطلب النصيحة فإن كان عليه ضرر أو إثم فيما سيقدم عليه وجب عليك أن تنصحه وإن لم يأت إليك؛ لأن هذا من إزالة الضرر والمنكر عن المسلمين، وإن كان لا ضرر عليه فيما سيفعل ولا إثم، ولكنك ترى أن غيره أنفع فإنه لا يجب عليك أن تقول له شيئاً إلا أن يستنصحك فتلزم النصيحة. الحق الرابع: إذا عطس فحمد الله فشمته، أي قل له: يرحمك الله، شكراً له على حمده لربه عند العطاس، أما إذا عطس ولم يحمد الله فإنه لا حق له فلا يشمت؛ لأنه لم يحمد الله فكان جزاؤه أن لا يشمت. وتشميت العاطس إذا حمد فرض، ويجب عليه الرد، فيقول: يهديكم الله ويصلح بالكم، وإذا استمر معه العطاس، وشمَّته ثلاثاً. فقل له في الرابعة: عافاك الله بدلاً من قولك يرحمك الله. الحق الخامس: إذا مرض فعده، وعيادة المريض زيارته، وهي حق له على إخوانه المسلمين، فيجب عليهم القيام بها وكلما كان للمريض حق عليك من قرابة أو صحبة أو جوار كانت عيادته آكد. والعيادة بحسب حال المريض وبحسب حال المرض، فقد تتطلب الحال كثرة التردد إليه، وقد تتطلب الحال قلة التردد إليه، فالأولى مراعاة الأحوال، والسنة لمن عاد مريضاً أن يسأل عن حاله، ويدعو له، ويفتح له باب الفرج والرجاء، فإن ذلك من أكبر أسباب الصحة والشفاء، وينبغي أن يذكره التوبة بأسلوب لا يروعه، فيقول له مثلاً: إن في مرضك هذا تكتسب خيراً فإن المرض يكفر الله به الخطايا، ويمحو به السيئات، ولعلك تكسب بانحباسك أجراً كثيراً، بكثرة الذكر والاستغفار والدعاء. الحق السادس: إذا مات فاتبعه، فاتباع الجنازة من حقوق المسلم على أخيه، وفيه أجر كبير، فقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "من تبع الجنازة حتى يصلى عليها، فله قيراط، ومن تبعها حتى تدفن فله قيراطان"، قيل وما القيراطان؟ قال: "مثل الجبلين العظيمين" رواه البخاري ومسلم سابعاً: ومن حقوق المسلم على المسلم: كف الأذى عنه، فإن في إيذاء المسلمين إثماً عظيماً، قال الله تعالى "والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا فقد احتملوا بهتاناً وإثماً مبيناً" (سورة الأحزاب الآية:58) والغالب أن من تسلط على أخيه بأذى فإن الله ينتقم منه في الدنيا قبل الآخرة، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا تباغضوا، ولا تحاسدوا، ولا تدابروا، وكونوا عباد الله إخواناً، المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يخذله ولا يحقره، بحسب امرئ من الشر أن يحقر أخاه المسلم، كل المسلم على المسلم حرام: دمه وماله وعرضه" رواه مسلم وحقوق المسلم على المسلم كثيرة، ولكن يمكن أن يكون المعنى الجامع لها هو قول النبي صلى الله عليه وسلم: "المسلم أخو المسلم"ن فإنه متى قام بمقتضى هذه الأخوة اجتهد أن يتحرى له الخير كله، وأن يجتنب كل ما يضره.
RWIDA غير متصل   الرد مع إقتباس
المشاركة في الموضوع


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 

قوانين المشاركة
You may not post new threads
You may not post replies
You may not post attachments
You may not edit your posts

BB code is متاح
كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

Powered by vBulletin Version 3.7.3
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
 
  . : AL TAMAYOZ : .