إقتباس:
المشاركة الأصلية بواسطة الصمصام
عـَــــــــــــــــــدَم ْ
كانتزاع القـلب من بين الحنايا
وأنين النزع يجــــتاح البقــايا
والبقـايا غـارقـات ٍ بالخـــطايا
والخطايا أَزْهـَـقـت ْ أنفاس زهـْـرٍ مُــفعـم ٍ رؤياهُ كونوا
حـشـْـرجاتُ الروح تنبي عـن زوال ٍ رغـم أضغـاثِ أمان ٍ منْ أمــــاني الإحـــــــتضـار ْ
/
\
/
أيّ رؤيا في محيطٍ مـوحــش ٍ ينمو تباعا
والمـدى بيدٌ وذي آفاقه ضاقـت بصدرٍ مُـــثقــل ٍ يهـْـوِي ويهـْـوِي
دون أن يحظى بحضـن ٍ أو قرار ْ
/
\
/
هـَـاهـــوَ الحـــــلم تلاشـى
وأرى الصمت كجــمـر ٍ كـامـن ٍ بين الحـكـايا
كــلـّما هـــبـّت رياح الأمــــس يعـلو وقــــــدهُ
مـن حــنين ٍ كم ســيذكـيه ضـرامـاً فـضـرامَـا
آآآآآآآآآآآآه يا أطفــال حـــزني
إن دنت بشـــرى ســــيـبـقـى قــائمـاً ظـلّ الجـــــــدارْ
/
\
/
لم تـكـــن ذكــــرى وصـورة ْ
إنـّمـا .. كانت حــــياة ً بالتـفـــاصـيل الصـغــــيرة ْ
مـن جـذور ٍراسـخـاتٍ فـرعــهـا مــــدٌّ عـلى خـــدِّ الســمـاءْ
لم تكن إلاّ وجـوداً كـيف غــابت بغـتة ً كي تنتهي نحـوالعــدمْ
وغـــدا العـــمــر فــــراغــاً قــاتلاً ضـمـــن الإطـار
********
والبقايا غارقات ٍ في الخطايا
من المفترض أن تكون غارقات خبر مرفوع للبقايا ولكن مقصدي هنا
أن البقايا غارقات في الخطايا وليس بسببها وتكون بذلك غارقات حال
البقايا فتأتي مكسورة عوضا عن النصب لأنها جمع مؤنث سالم .
|
هذه القصيدة تكتسب قيمة كبرى من التقنية المستخدمة فيها والتي اعتمدت على الاسترجاع والمونولوج الداخلي ، وهي إلى ذلك رمزية مغلفة بإتقان شديد تنفتح الرؤية فيها بعد عدد من الأشطر التي تأتي لترسم الخلفية في إطار ضبابي تتخلله أنصاف صور يبحث الشاعر عن أنصافها الأخر ويكون منها صورة كلية .
كانتزاع القـلب من بين الحنايا
البدء بأسلوب التشبيه وحذف المشبه كان لغرض تشويقي والبدء بالانتزاع يأتي صادمًا لتصوير حالة من الألم التي يحرص الشاعر على أن يشرِك القارئ فيها .
وأنين النزع يجــــتاح البقــايا
كان التعبير عن الألم واكتماله تعبيرًا جيدًا لأنه بدأ بالكل ثم تدرج إلى الجزئيات وهذا التدرج يهدف إلى تعميق مأساوية الحالة .
والبقـايا غـارقـات ٍ بالخـــطايا
كان أداءً رائعًا هذا التراتب والشكل الهرمي الذي يبدأ بالنزع للقلب ثم البقايا ثم (منبت ) البقايا . هنا الخطايا والبقايا تحتمل تأويلات كالحلم ،الحب ،الأمل ...إلخ
والخطايا أَزْهـَـقـت ْ أنفاس زهـْـرٍ مُــفعـم ٍ رؤياهُ كونوا
لا أدري هنا دلالة الفعل كونوا وإن كنت أراها مستبطنة ، لكن التأكيد على فكرة الخطايا كمؤكد للعدم بدأت في الظهور بشدة ،وكان تجسيد الخطايا في صالح القصيدة إذ إنها ألبست زي الإنسان
ـشـْـرجاتُ الروح تنبي عـن زوال ٍ رغـم أضغـاثِ أمان ٍ منْ أمــــاني الإحـــــــتضـار ْ
البطء في تصوير المشهد كان فاعلاً في الإشعار بأن ثمة شيئًا تم يستحق كل هذا الحزن والتأكيد على تأثيره في النفس .
أيّ رؤيا في محيطٍ مـوحــش ٍ ينمو تباعا
رسم الخلفية متخذًا الصورة الفانتازية كان جيدًا ويعطي شعورًا بالتماهي والغيبوبة ووضع الاستعارة الكابوسية والفعل ينمو تباعا أعطى الألم والحشرجات معنى أكثر عنفًا
والمـدى بيدٌ وذي آفاقه ضاقـت بصدرٍ مُـــثقــل ٍ يهـْـوِي ويهـْـوِي
دون أن يحظى بحضـن ٍ أو قرار ْ
من ها هنا يبدو أن البدء كان له سبب مضمر بدأ يتضح.. إنه المحبوبة والتي لم تكن يومًا بين يدي محبوبها ، والتردد باد ٍ كأنه مبرر لهذا البوح الحزين الذي تتبدى منه آثار الحزن على خطايا ما ، إنها النفس التي لم تتمكن من الوصول إلى المحبوب بطريقة تألفها فاضطرت إلى النزوع إلى النزوة .. لذلك يبدو الحال مليئًا بالتأكيد على الخطايا كما يبدو فيه الإغماض المتعمد وكأنها تجربة ذاتية .
هـَـاهـــوَ الحـــــلم تلاشـى
وأرى الصمت كجــمـر ٍ كـامـن ٍ بين الحـكـايا
كــلـّما هـــبـّت رياح الأمــــس يعـلو وقــــــدهُ
مـن حــنين ٍ كم ســيذكـيه ضـرامـاً فـضـرامَـا
آآآآآآآآآآآآه يا أطفــال حـــزني
إن دنت بشـــرى ســــيـبـقـى قــائمـاً ظـلّ الجـــــــدارْ
الصور تبدو شبحية نوعًا ما ، والحلم المتلاشي كأنه صورة عاشقين في إطار تمنيا أن يكون يومًا ما يجمعهما حقيقة لكنه جمعهما خطيئتين ،والحديث فيه أقر إلى حال الأنثى ، تذكر مواجعها من خطيئة حاولت نسيانها فلم يرحمها الصمت الذي ظنت به راحتها مما بها ، وللجدار دلالته كحاجز بين الإنسان والحلم الجميل .
تـكـــن ذكــــرى وصـورة ْ
إنـّمـا .. كانت حــــياة ً بالتـفـــاصـيل الصـغــــيرة ْ
مـن جـذور ٍراسـخـاتٍ فـرعــهـا مــــدٌّ عـلى خـــدِّ الســمـاءْ
لم تكن إلاّ وجـوداً كـيف غــابت بغـتة ً كي تنتهي نحـوالعــدمْ
وغـــدا العـــمــر فــــراغــاً قــاتلاً ضـمـــن الإطـار
الأسلوب كان فيه غنائية نوعًا ما ، وفيه صوت هامس ، وحالة تتداخل فيها المرئيات .بعد استرجاع الشاعر أو الشاعرة تفاصيل حياة كان يتمنى لها الاكتمال في إطارها الذهبي الجميل ولكن ثمة نزوة غيرتها . تلك الجذور هي الأحزان ولكني لا أستوعب معنى خد السماء ..
القصيدة تحكي تجربة مريرة ربما انتهت بانفصال أو حلم ذهبي خرّبته خطيئة أوصلته إلى العدم لذلك كان العنوان عدم متماشيًا مع الحالة وكيفية التناول لا سيما وأن التناول كان فيه إغراق نوعًا ما صعب على القارئ العادي (وقد أخطئ أنا في استنتاجي)وكانت الكلمة بدون أل التعريف لتفيد حالة الاحتقار والتلاشي غير المأسوف عليه .
قصيدة رائعة قلما جادت بها الأقلام .