أحر أنت أم عبد
بشر الحافي رضي الله عنه
إنه الإمام الزاهد الورع الثقة بشر بن الحارث بن علي بن عبد الرحمن المروزي أبو نصر من مواليد 150هـ/767م. وتوفي في بغداد سنة 227هـ/841م.
كان بشر رجلا ماجنا لاهيا وذات يوم مر بداره رجل عالم فاضل من علماء عصره فسمع آلات الطرب والغناء فاقترب من باب الدار وقرع الباب فخرجت إليه خادمة بشر فقالت: نعم سيدي! قال الرجل العالم: صاحب هذه الدار حر أم عبد؟ فقالت الجارية: لا بل حر. فقال العالم: صدقتي لو كان عبدا لقام بحق العبودية ثم انصرف إلى جهته وعادت الجارية إلى سيدها بشر. فقال لها: من بالباب؟ قالت: رجل يسأل أحر صاحب الدار أم عبد فقلت له بل حر فقال بشر: أين الرجل؟ قالت: ذهب في سبيله
وهنا تغير بشر وكأنه على موعد مع هذه الكلمة فقال لها: اين توجه؟ قالت: من هذه الناحية فأسرع إليه حافي القدمين حاسر الرأس حتى لحق به غير بعيد فقال: انت الذي قرعت باب داري؟ قال:نعم. قال: فماذا قلت للجارية؟ قال: قلت أحر صاحب الدار أم عبد فقالت الجارية: بل حر قلت صدقتي لو كان عبدا لقام بحق العبودية.
وهنا قام بشر وألصق خده بالتراب وقال:بل عبد بل عبد بل عبد ومن حينه توجه بشر إلى خالقه ومعبوده ورجع إلى داره فكسر أدوات الطرب وطرد شلة الشر التي كانت تلازمه وكان بعد ذلك يمشي حافي القدمين حاسر الرأس فيقال له: لم لا تلبس النعال؟ فيقول: صالحت ربي على هذه الحال فلا أتحول عنها حتى ألقاه.
من أقواله المأثورة:
لو تفكر الناس في عظمة الله لما عصوه
من حُرم المعرفة لا يجد للطاعة حلاوة
ما أكثر الصالحين , وما أقل الصادقين
لا يجد حلاوة الآخرة رجل يحب أن يعرفه الناس
انظر إلى خبزك من أين هو، ولا تُعرّض لحمك للنار
الصبر هو الصمت، والصمت من الصبر ولا يكون المتكلم أروع من الصامت إلا رجل عالم يتكلم في موضعه ويسكت في موضعه.
أفادنا الله من أولياءه الصالحين، واستغفر الله لي ولكم ، واصلح حالنا إلى ما فيه خيرنا ورضاه
|