العودة   حوار الخيمة العربية > القسم الثقافي > صالون الخيمة الثقافي

« آخـــر الـــمـــشـــاركــــات »
         :: نظرات فى مقال فسيولوجية السمو الروحي (آخر رد :رضا البطاوى)       :: قراءة فى توهم فريجولي .. الواحد يساوي الجميع (آخر رد :رضا البطاوى)       :: نظرات في مقال ثقافة العين عين الثقافة تحويل العقل إلى ريسيفر (آخر رد :رضا البطاوى)       :: نظرات بمقال هل تعلم أن مكالمات الفيديو(السكايب) كانت موجودة قبل 140 عام (آخر رد :رضا البطاوى)       :: قراءة فى بحث مطر حسب الطلب (آخر رد :رضا البطاوى)       :: نظرات فى مثال متلازمة ستوكهولم حينما تعشق الضحية جلادها (آخر رد :رضا البطاوى)       :: قراءة فى مقال مستعمرات في الفضاء (آخر رد :رضا البطاوى)       :: قراءة فى مقال كيفية رؤية المخلوقات للعالم من حولها؟ (آخر رد :رضا البطاوى)       :: قراءة فى مقال حوار مع شيخ العرفاء الأكبر (آخر رد :رضا البطاوى)       :: الضفائر والغدائر والعقائص والذوائب وتغيير خلق الله (آخر رد :رضا البطاوى)      

المشاركة في الموضوع
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
غير مقروءة 19-05-2009, 05:50 PM   #1
المشرقي الإسلامي
أحمد محمد راشد
 
الصورة الرمزية لـ المشرقي الإسلامي
 
تاريخ التّسجيل: Nov 2003
الإقامة: مصر
المشاركات: 3,832
إفتراضي قراءة في شعر نزار شهاب الدين

بسم الله الرحمن الرحيم


قبل البدء بتقديم الدكتور صلاح فضل لهذا الشاعر أشير إلى أنه يمثل واحدًا من الأصوات المعتدلة الحديثة ، فهو يجمع بين شعر التفعيلة والشعر العمودي ويشترك النوعان لديه في ظاهرة إيجابية وهي تطويع الصنف الشعري لضرورات العصر ، فاستفادته من شعر التفعيلة تكمن في قدرته على توظيف القوافي وعدد التفعيلات بما يتسق مع قدرة القارئ على المتابعة ، فلا تجد -غالبًا- الإرهاق من جراء التواصل والتدفق غير المحدود والذي يفصل ما سبق بما تلا كذلك لا ترى شعره العمودي اجترارًا لما كتبه شعراء آخرون ولا هو سير في دوامة(أغراض الشعر ) وإنما هو شاعر واعٍ بما يكتب ويحسن تطويع ما يكتبه في واقعه الحياتي سواء كان هذا المحتوى عاطفيًا أم سياسيًا أم إنسانيًا .. وهذه الخلفية أحب سردها قبل الاستمتاع بتحليل الدكتور صلاح فضل له .(المشرقي الإسلامي)
شعر الشباب‏:‏ نزار شهاب الدين
د‏.‏ صلاح فضل - مصر

شاعر مهندس‏,‏ يعمل في مجال قواعد البيانات والبرمجيات‏,‏ ويشكل مع أبناء جيله ظاهرة التجمعات الأدبية المعتمدة علي النشر الإليكتروني‏,‏ وهي التي تحل الآن محل المنتديات القديمة والمقاهي ومجتمعات النميمة الشخصية والتحزب الايديولوجي‏,‏ فتخلق قوانين جديدة للشهرة عبر الشاشات المضيئة‏,‏ وتصنع نماذجها المختلفة عما نعهده في الحياة الثقافية‏,‏ وإن كانت النصوص الإبداعية تظل هي الحاكمة في قيمة التجارب الفنية الحقيقية‏.‏

شاعرنا نزار شهاب الدين يخترق الومضات الرقمية علينا بديوانه المطبوع بعنوان لماذا أسافر عنك بعيدا مدججا بمقدمة سخية للشاعر الكبير إبراهيم أبوسنة وبقرص مدمج عليه نصوص الديوان بأصوات مختلفة‏,‏ ونلمح فيه للوهلة الأولي وهج هذا الحس الديني المتوفز الذي انبعث في صفوف العلميين في العقود الأخيرة‏,‏ فمضي بهم الي عوالم مثالية تربطهم في الظاهر بالأجيال الرومانسية السابقة‏,‏ بينما يميزهم نوع من الوجد الصوفي الذي لم ينضج ولم يكتمل‏,‏ بل يكاد يحرم تجربتهم في عمقها من الاستغراق في مطارحة الحياة باجتراحاتها الأثيمة وصفائها المشوب‏,‏ ولنقرأ في أول مقطوعة له بعنوان سجدة قوله‏:‏ ـ

يرتدي الحب معطفي‏/‏أتدفأ
يعزف الغيم نبضه في وريدي
يبسط العشب وجهه للسجود
بينما كنت بالشذي أتوضأ
قبلة العشب‏/‏دفئها في جبيني
‏(‏ربي الأعلي‏)/‏في دمي تتلألأ
‏**‏

أنا من خالط اشتهائي‏/‏نقائي
أدفن الطين‏/‏في دمن الطين‏/‏أبرأ
أعرف الآن كيف أحيا سجودا
رافع الرأس‏/‏بينما الكل‏/‏طأطأ
فهو يختزل معاناته الوجودية قافزا علي مشاهد الطين والشهوة وهي مادة الشعر الحقيقية ليصل لحكمته المبكرة قبل أن يطلق عنان خياله في تمثيل درامية الحياة وشعرية لحظاتها الصراعية الفائقة‏.‏

أنسي أنني عربي‏:‏
يمتلك نزار الي جانب هذا الحس الديني اليقظ شعور أبناء هذا الجيل الشاب ومن سبقهم أيضا بمأزق العروبة‏,‏ فيحيله الي لحظة عارمة من المراجعة الغضبي‏.‏ لكن المفارقة فيها تكمن في الجمع بين طرفين متضادين‏,‏ قلق الانتماء القومي للهوية من ناحية‏,‏ وعمق الارتباط اللغوي المكين بآلياته من ناحية أخري‏,‏ فهو يقول في قصيدة العربي‏:‏ ـ
في الليل أمحو نجومي‏/‏دونما سبب
وأطفئ القمر المختال‏/‏في غضب
وآمر الكروان‏:‏ اصمت‏!/‏فيذعن لي
وآمر الصمت أن يطغي علي الصخب
وأطلق الوحشة السوداء هائجة
وأشعل النار في شعري‏/‏وفي كتبي‏.‏
__________________
هذا هو رأيي الشخصي المتواضع وسبحان من تفرد بالكمال

***
تهانينا للأحرار أحفاد المختار




المشرقي الإسلامي غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 19-05-2009, 05:51 PM   #2
المشرقي الإسلامي
أحمد محمد راشد
 
الصورة الرمزية لـ المشرقي الإسلامي
 
تاريخ التّسجيل: Nov 2003
الإقامة: مصر
المشاركات: 3,832
إفتراضي

عندئذ نفطن الي اقتدار هذا الصوت الشعري الجديد‏,‏ المالك لإرادة الإبداع وقوة تحريك عناصر الطبيعة محوا وإثباتا‏,‏ المتلاعب برموز الشعر وكلمات اللغة بمهارة وإتقان‏,‏ مما يشهد له بأنه من خير من يتذكر عروبته وهو ينساها‏,‏ وأنه يكاد ينسي ثملا في غمرة بلاغته منطقه الوجداني السابق حين يقول‏:‏ ـ
أغفو علي صرخة الصمت الرهيب‏/‏علي
هدير خوفي‏/‏علي حلم من اللهب
وحين أصحو ثقيلا‏/‏كارها نزقي
مبعثرا‏/‏ثملا باليأس والتعب
أجثو أمامي وأرجوني‏/‏أعاهدني
اليوم أنسي تماما أنني عربي

صيغة لغوية بسيطة‏,‏ تشف عن نجاح الشاعر في تجاوز تناقضه الداخلي المحتدم‏,‏ تتمثل فيما قد يكرهه بعض أصحاب اللغة ويرحب به النقاد ويطربون لتكراره في عبارات أجثو أمامي وأرجوني‏/‏أعاهدني حيث يتوحد الفاعل والمفعول به‏,‏ ويلتئم ما انشطر قلقا وتوترا في نفس الشاعر‏,‏ فهو يريد ويصر علي أن ينسي عروبته‏,‏ في الوقت الذي يمعن في تأكيدها بهذا التصرف الابداعي في بنية اللغة والاضافة لأدواتها الشعرية في التعبير عن صراعات الذات المعاصرة‏.‏
يصنع أسلوبه

وبالرغم من أن هذه الصيغة المازجة بين الفاعل والمفعول عبر الضمائر ليست من ابتكار شاعرنا فهي صناعة صوفية معروفة‏,‏ فقد عثر فيها علي خاصيته المائزة‏,‏ وأمعن في استثمارها الي درجة مثيرة للاعجاب والغيظ حيث يعود اليها في مقطوعة غزلية حادة‏,‏ يقول فيها‏:‏ ـ
يظنني أظلمه‏/‏ما باله يظلمني
أنا الذي أحبه‏/‏كأنني أحبني
أنا الذي جعلت قلبه الحزين موطني
وسرت في دروبه‏/‏بشعري المسوسن
أزرع كل خطوة‏/‏عمرا بعمر الزمن‏.‏

ولست أعرف إن كان هناك نقاد مستبصرون في جماعات الإنترنت الأدبية‏,‏ كي ينبهوا نزار الي أن كلمة المسوسن لا تليق بقدراته الشعرية‏,‏ فقد أضطر منعا للالتباس الي تشكيل كلمة شعري بكسر الشين حتي لا يظن القارئ أنه يتباهي بشعره المسبسب‏,‏ وأحسب أن ما ورطه في هذا الضعف إنما هو الحرص علي القافية النونية‏,‏ مع أن له مندوحة عنها في شعر التفعيلة التي يكتب موهما بها قصائده العمودية‏,‏ كما أن عليه أن يبرأ من هذا الولع بالموسيقي ويوظف درجات الإيقاع المتفاوتة طبقا لتماوج الدلالة مثلما يفعل كبار المبدعين‏,‏ فهو لا يضيف كثيرا في الغزل عندما يقول في ختام مقطوعته‏:‏ ـ
أنا الذي لو بللته قطرة‏/‏تغرقني
أو انحنت شوكة ورد عنده‏/‏تذبحني
أنا الذي لو شاء أن يقتلني‏/‏يقتلني
ثم أقر في الحساب أنني‏/‏قتلتني
انتهت الخاصية الأسلوبية الي مجرد لعبة شيقة‏,‏ لكنها مفرغة من زخم الشعر الحقيقي بمواجد العشق وتصاريف الحب في زمن الانترنت‏,‏ وهذا ما ننتظر من نزار وأمثاله أن يدلونا عليه بابتكار فكر ابداعي شعري معبر عن تحولات الحياة المعاصرة‏.

(نقلاً عن الأهرام 02 يوليو 2007)
http://www.arabicnadwah.com/bookrevi...alah_fadhl.htm
__________________
هذا هو رأيي الشخصي المتواضع وسبحان من تفرد بالكمال

***
تهانينا للأحرار أحفاد المختار




المشرقي الإسلامي غير متصل   الرد مع إقتباس
المشاركة في الموضوع


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع
بحث في هذا الموضوع:

بحث متقدم
طريقة العرض

قوانين المشاركة
You may not post new threads
You may not post replies
You may not post attachments
You may not edit your posts

BB code is متاح
كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

Powered by vBulletin Version 3.7.3
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
 
  . : AL TAMAYOZ : .