بسم الله الرحمن الرحيم
أخي العزيز الفنان هشام مصطفى :
أهلاً بك وبقصائدك الجميلة والتي أشعر معها بالاستراحة في بساتين الحروف ، أعلم أنك لست الشاعر هشام مصطفى صاحب القصائد المعروفة (الوقوف بين يدي مقاوم ، وغيرها ) . لكن من فضل الله أن تشابه الأسماء استتبعه تشابه المواهب والمقدرات .
قصيدتك هذه أعجبتني للغاية ، لاسيما من خلال التضمين لقصائد غناها الراحل غفر الله له ، أعجبني للغاية هذا البيت :
وجراحُ الموج ِإذا عبرتْ
لـــن تشفـــى غِلَّ الشطآن ِ
هذه الموازاة بين الحياة والموت والتجسيد كان مستدعيًا صورًا حزينة للفراق ،ولكني كنت أطمع في رؤية دراما تتناسب وفظاعة الرحيل .شعرت بإيقاع الخبب غير فاعل في القصيدة وإن كانت القافية المكسورة وحرف النون المفيد للأنين خاصة عند سبقه بالألف الممدودة تعمّق هذا الشعور .
كذلك أعجبتني الصور المتمثلة في :"كهوف الأشجان ، الشعر يخاصم أوزاني ،ضريبة أشواق" وإن كانت تفتقد لصورة تجمع كل هذه العناصر . (وقد لا ينبغي تحقق ذلك ).
والنهاية كانت موفقة للغاية من حيث هي عنوان إحدى أغنياته ومن حيث هي حالتك التي كانت مزدوجة المعنى .
قصيدة جميلة تختلف عن كثير ما نسمعه من (أغراض الشعر \ الرثاء ) . وكنت أنتظر أن تتعمق في جانب التحامه بالشعب والقضايا الوطنية .
لا يعني هذا أني من سامعيه فحكم الإسلام في الغناء واضح لا يحتاج إلى تدليل ، لكن من الجانب الموضوعي للقصيدة كانت موفقة وإن كانت تنقصها بعض الفنيات التي لو وجدت لصار للعمل صورة عالمية تبعد بها عن حدود الزمان والمكان والموقف . شكرًا لمشاركتك الجيدة دمت موفقًا .