عرس الشهيد
هذه قصيدة في رثاء الشهيد/عباس محمد الغرباني والذي قُتل ظلما صباح الخميس الماضي 29/1/2009م
عزاءَ أهل أحبابي عزاءَ
فأنتم خيرُ من حمل البلاءَ
وأنتم أكرمُ الأقوام طرا
وأنداهم وأكرمهم وفاءَ
هبوهُ (كالحسينِ) إذا تهاوى
وهذي(إبُ) صارت (كربلاءَ)
وهذي (إب) ياحرَقَي عليها
على مضضٍ تعيشُ فلا عزاءَ
تغيّر أسمها مما دهاها
فتلبسُ ثوبَ ذلتها رداءَ
أيا (عباسُ) هل أدعوك صهراً
على حزني ؟أم أدعو الإخاءَ؟
لقد صدق الإخاء فكنت صهراً
وكنتَ الأخ قد صارا سواءَ
من ( الفرقانِ) قد رددت قولا
على سمعي يرددني حياءَ
أحقاً قد مضيتَ؟ فقلتُ كلا
وصوتكَ يملأ الأرجا غناءَ
وصوتك هاهنا من كل دارٍ
بقرانٍ علا عمَّ الفضاءَ
بذكر الله ذكركُ سوف يبقى
على الأفواهِ صبحاً أو مساءَ
فلو شاهدَتم لمّا تهادت
جنازتك التي مرّت هواءَ
فكم من أعين الباكين دمعٌ
يسطرُّ حبكَ الذي فاق الرثاءَ
جموعٌ في جموعٍ لست أدري
كم الأعداد؟ لم أحصِ سواءَ
رجالُ القومِ قد ضجّوا جميعا
على الباغي الذي رام العداءَ
على باغيكَ أياً كان أسمٌ
به سموه أو من أين جاءَ
لحا اللهُ (الخميسَ) وقد أتانا
من البلوى التي مُلئتْ قذاءَ
صلاةُ الفجر تشهدُها إماماً
لمؤتمينٍَ قد لبّوا الدعاءَ
وقلتَ الأرضَ ملكي فاتركوها
فجاء ( العلجُ) خضبها دماءَ
فسطّرتَ الشهادةً دون زيفٍ
بذلك تشهدُ الدنيا جلاءَ
فأصبحتَ الشهيدَ وأنت أهلٌ
لأن ترقى إلى الباري اصطفاءَ
علوتَ بها إلى الفردوسِ فأهنأ
وعزّينا فقد متنا رجاءَ
__________________
مع تحياتي
عبدالحفيظ العمري
|