سيد كان زميل دراسة .. فلاح ابن فلاح .. كان عنده طموح غير طبيعي .. عايز يعمل كل حاجة .. من حامول البراري .. وأبوه فلاح قراري .. اسمه عم بنداري .. كان أمنيته يشوف سيد مسؤؤل كبير ف البلد ... أو دكتور ف الجامعة .. أو .. أو .. يعوضه عن سنين الحرمان والقحط اللي عاشها هو وأم سيد والأربع بنات ... يعني هو أملهم ف الدنيا .
سيد خلص دراسته في كلية الزراعة .. وخد إعفاء م العسكرية لأنه ( ديك البرابر ) يعني الواد الوحيد لأبيه . كان بيحلم ياخد حتة أرض مستصلحة ويزرعها وهو خبرة كبيرة في الفلاحة وكمان أبوه ح يراعيه ويساعده ..
حصل فعلا على الأرض بتاع الخريجين .. لكن سيد مافيش معاه المبلغ اللي يصرف منه على الأرض .. وعم بنداري مايملكش من حطام الدنيا إلا البيت اللي نصفه مباني ونصفه من الطين والجاموسة اللي ح يبيعها في جوازة البت الكبيرة ... وكمان التسهيلات والمعونات اللي مفروض تعطى لسيد .. ماأخذت طريقها الصحيح .. تبددت أحلام سيد في الأرض ..
باع الأرض .. وجاب لأبوه بقرتين .. قال يمكن ينفعوا بعدين .. كان أيامها فيه دعوات قوية للتطبيع مع اسرائيل .. ( ماهو سيد من جيل كامب ديفيد ) ماصدق سيد هو ومجموعة من شباب بلدهم .. وخلصوا الإجراءات وسافروا على تل أبيب . عم بنداري زعل جدا على سيد وكان بيسأل نفسه سيد رايح عند الأعداء ليه ؟؟؟ - هو اتربى على كده – وكمان افتكر ابن اخته اللي مات في حرب 67 مع اسرائيل .. يعني فيه ثار قديم .. يادي الهم اللي ركبك يا بنداري ...
سيد انبهر لما نزل تل أبيب .. سيد طلع من جلده .. جت له فرصة للعمل هناك في مطعم ( جرسون يعني ) والفلوس جرت في ايديه .. سيد نفذ التطبيع على حق .. على أصوله ... اتعرف على راشيل ( بنت اسرائيلية من عرب 48 ) حصل بينهم ود واستلطاف .. اتفقوا على الجواز ... وحصل .
راشيل كانت حريصة على الإنجاب ومن غير تحديد للنسل .. ولا تنظيم للأسرة . جابت لسيد بنتين وولد .. ولسة ناوية تزيد كمان ..
سيد حول لأبيه شوية دولارات .. طبعا لما وصلت الفلوس لعم بنداري .. بدأ يتغير شوية شوية .. واتغير رأيه في سيد .. وطلب منه يجيب له شقة ف اسكندرية .. ومش أي شقة .. شقة برحة وشرحة .. وطلب منه يفرشها أحسن فرش وأحدث أجهزة كمان .. وهو مايعرفش إن ابنه اتجوز ( يهودية ) ومايعرفش إن ( سيئ ) أخد الجنسية .. يعني بقى اسرائيلي قلبا وقالبا ..
شوية شوية عم بنداري عرف كل حاجة .. كل واحد من البلد كان ف اسرائيل وراجع يجيب الأخبار .. ويصرح للراجل عن بلوى من بلاوي سيد ... الراجل الطيب أصبح عنده قناعة بس أم سيد والبنات مش مصدقين اللي بيحصل ده ..
سيد قرر ينزل مصر بعد خمس سنين يزور أهله .. وفعلا نزل على شقة اسكندرية لأن البلد والطين والناموس والمواشي والزريبة ماتصلحش لاستقبال العائلة الكريهة ( قصدي الكريمة أنا دايما لساني يزلف كده ) طبعا أم سيد والبنات لابسين الملس يعني الحتة اللي على الحبل وعم بنداري لابس قفطان جديد يليق بالمناسبة دي ..
سيد حالق راسه ( Buldman ) وعلى رجليه قاعد الكلب اللولو بتاع سيئ .. ومراته وعياله حاجة ألافرانكة خالص زي عرايس الباربي .. المهم سيد وهو جاي جايب هدايا كتير قوي لعيال البلد ... عارفين سيد جايب إيه معاه ؟؟؟ جايب مجموعة تي شيرتات بألوان زاهية وحلوة مكتوب عليها بالعنجليزي ... عارفين مكتوب عليها إيه ؟؟؟ ( I LOVE TAL AVIVE) طيب ياسيد انت ومراتك وعيالك تحبوا تل أبيب واللا ناتساريم واللا الطيرة .. بس اولاد الفلاحين الطيبين السذج دول ذنبهم إيه ؟؟؟ وزع سيد الفانلات على ولاد البلد ... والناس مش فاهمة حاجة ... والبسي يابلد ...
راشيل فرحانة قوي بأهل السيد وحاولت كتير تقرب المسافات بينها وبينهم بس هم ماأعطوها الفرصة .. وفجأة قالوا لأبوهم لازم نروح ع البلد بسرعة مش قادرين يتحملوا منظر سيئ الجديد .
أشكرك أخي العزيز على هذه المشاركات القيمة . حقًا إن الشباب العربي يغزى من كل جانب ، ولو أن الكلاب
وفروا له لقمة العيش لما فعل مثلهم .لا أعرف هل سيء هذا سمع أغنية أنا باكره إسرائيل أم أنه سيضع شريطًا جديدًا بعنوان أنا باعشق إسرائيل أو أن بهيم في إسرائيل شكرًا لمشاركاتك الجميلة وأرجو ألا تحرمنا منها .
__________________
هذا هو رأيي الشخصي المتواضع وسبحان من تفرد بالكمال
سيد الاسرائيلي
النمط الخطي
