19- وثنا عبد الرزاق ، ثنا معمر ، عن همام ، عن أبي هريرة رضي الله عنه ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " غزا نبي من الأنبياء ، فقال لقومه : لا يتبعني رجل قد ملك بضع امرأة وهو يريد أن يبني بها ولما يبن ، ولا آخر قد بنى بنيانا ولما يرفع سقفها ، ولا آخر قد اشترى غنما أو خلفات وهو ينتظر أولادها ، فغزا فدنا من القرية حين صلى العصر أو قريبا من ذلك ، فقال للشمس : أنت مأمورة وأنا مأمور ، اللهم احبسها علي شيئا ، فحبست عليه حتى فتح الله عليه ، فجمعوا ما غنموا فأقبلت النار لتأكله ، وأبت أن تطعمه فقال : فيكم غلول ، فليبايعني من كل قبيلة رجل فبايعوه فلصقت يد رجل بيده ، فقال : فيكم الغلول ، فلتبايعني قبيلتك فبايعته قبيلته فلصقت يد رجلين أو ثلاثة بيده ، فقال : فيكم الغلول ، أنتم غللتم فأخرجوا له مثل رأس بقرة من ذهب ، قال : فوضعوه في المال وهو بالصعيد فأقبلت النار فأكلته ، فلم تحل الغنائم لأحد من قبلنا ، ذلك لأن الله رأى عجزنا وضعفنا فطيبها لنا "
والخطأ هو تقديم الغنائم للنار لتأكلها وهو تخريف لأن الله أباح لبنى إسرائيل الغنيمة وأكلها من الأرض المقدسة فقال :
"وأذ قلنا ادخلوا هذه القرية فكلوا منها حيث شئتم رغدا "ك
ما أن من الجنون حرق الحيوانات الحية فى الغنيمة مثل الأنعام .
20- وروى أبو الحسن علي بن جهضم ، في كتابه ، قال : ثنا أبو محمد جعفر بن محمد بن نصير بن القاسم ، ثنا إبراهيم بن نصر ، مولى منصور بن المهتدى ، حدثني إبراهيم بن بشار الخراساني ، خادم إبراهيم بن أدهم ، قال : كتب عمر بن المنهال إلى إبراهيم بن أدهم وهو بالرملة أن عظني بمواعظ أحفظها عنك ، وكتب إليه : أما بعد ، فإن الحزن على الدنيا طويل ، والموت من الإنسان قريب ، وينتقص منه في كل وقت نصيب ، وللبلى في جسمه دبيب ، فبادر بالعمل قبل أن تبادر ، واجتهد في العمل في دار الممر قبل أن ترحل إلى دار المقر.
الموعظة بعضها مخالف للقرآن ومنه إطالة الحزن وهو ما يخالف قوله تعالى :
" لا تحزن إن الله معنا"
21- وبه حدثنا أبو العباس أحمد بن محمد بن علي البردعي ، حدثني طاهر بن إسماعيل ، قال : سمعت يحيى بن معاد يقول :
من ظن أنه ينال ما نال القوم بغير مقاساة الجهد والصدق والإيثار واستقامة الصدق من القلوب ، فقد ادعى على الله ما ليس من صفته ، ومن أراد الوصول إلى الله من غير أبواب النبيين والملائكة المقربين والأولياء والصديقين فهذا معدوم .
الخطأ فى الموعظة هو عمل عمل الملائكة المقربين وهو ما يخالف أن عمل الملائكة كحمل العرش والاحاطة به والنزول بالوحى محال لا يمكن لبشر فعله لأن مكان البشر الأرض ومكان الملائكة السموات كما قال تعالى :
" وكم من ملك فى السموات "
22- وأنبا الشيخ الأمين أبو الحسين أحمد بن حمزة بن علي السلمي ، إجازة أنبأنا أبو علي الحسن بن أحمد الحداد ، أنبا أبو نعيم ، ثنا أبي ، ثنا حامد بن محمود ، ثنا سلمة بن شبيب ، قثنا الوليد بن إسماعيل الحراني ، ثنا محمد بن إبراهيم بن عبيد ، قال : حدثني مخلد بن يزيد ، عن نوفل بن عبد الله ، عن الضحاك بن مزاحم ، عن أبي هريرة رضي الله عنه ، قال : بينما رسول الله صلى الله عليه وسلم في حلقة في أصحابه إذ قال : " ليصلين معكم غدا رجل من أهل الجنة " قال أبو هريرة : فطمعت أن أكون أنا ذلك الرجل ، فغدوت فصليت خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فأقمت في المسجد حتى انصرف الناس وبقيت أنا وهو ، فبينا نحن كذلك إذ أقبل رجل أسود متزر بخرقة مرتد مرقعة ، فجاء حتى وضع يده في يد رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ثم قال : يا نبي الله ادع الله لي فدعا النبي صلى الله عليه وسلم له بالشهادة ، وإنا لنجد منه ريح المسك الأذفر ، فقلت : يا رسول الله أهو هو ؟ قال : " نعم ، إنه لمملوك لبني فلان " قلت : أفلا تشتريه فتعتقه يا نبي الله ؟ قال : " وأنى لي ذلك إن كان الله تعالى يريد أن يجعله من ملوك الجنة ، يا أبا هريرة إن لأهل الجنة ملوكا وسادة ، وإن هذا الأسود أصبح من ملوك الجنة وساداتهم ، يا أبا هريرة إن الله عز وجل يحب من خلقه الأصفياء الأخفياء الأبرياء ، الشعثة رءوسهم ، المغبرة وجوههم ، الخمصة بطونهم من كسب الحلال ، الذين إذا استأذنوا على الأمراء لم يؤذن لهم ، وإن خطبوا المنعمات لم ينكحوا ، وإن غابوا لم يفتقدوا ، وإن حضروا لم يدعوا ، وإن طلعوا لم يفرح بطلعتهم ، وإن مرضوا لم يعادوا ، وإن ماتوا لم يشهدوا " قالوا : يا رسول الله كيف لنا برجل ؟ قال : ذاك أويس القرني قالوا : وما أويس القرني ؟ قال : أشهل ذو صهوبة ، بعيد ما بين المنكبين ، معتدل القامة ، آدم شديد الأدمة ، ضارب بذقنه إلى صدره ، رام ببصره إلى موضع سجوده ، واضع
يمينه إلى شماله ، يتلو القرآن يبكي على نفسه ، ذو طمرين لا يؤبه له ، متزر بإزار صوف ورداء صوف ، مجهول في أهل الأرض ، معروف في أهل السماء ، لو أقسم على الله لأبر قسمه ، ألا وإن تحت منكبه الأيسر لمعة بيضاء ، ألا وإنه إذا كان يوم القيامة قيل للعباد : ادخلوا الجنة وقيل لأويس : قف فاشفع فيشفعه الله تعالى في مثل عدد ربيعة ومضر ، يا عمر ، ويا علي ، إذا أنتما لقيتماه فاطلبا إليه أن يستغفر لكما ، يغفر الله لكما قال : فمكثا يطلبانه عشر سنين لا يقدران عليه ، فلما كان في آخر السنة التي هلك فيها عمر ، في ذلك العام قام على أبي قبيس فنادى بأعلى صوته : يا أهل الحجيج من أهل اليمن أفيكم أويس من مراد ؟ فقام شيخ كبير طويل اللحية ، فقال : إنا لا ندري ما أويس ، ولكن ابن أخ لي يقال له : أويس وهو أخمل ذكرا ، وأقل مالا ، وأهون أمرا من أن نرفعه إليك ، وإنه ليرعى إبلنا ، حقير بين أظهرنا ، فعمى عليه عمر ، كأنه لا يريده ، قال : أين ابن أخيك هذا ، أبحرمنا هو ؟ قال : نعم قال : وأين يصاب ؟ قال : بأراك عرفات قال : فركب عمر وعلي سراعا إلى عرفات ، فإذا هو قائم يصلي إلى شجرة ، والإبل حوله ترعى ، فشدا حماريهما ثم أقبلا إليه فقالا : السلام عليك ورحمة الله وبركاته فخفف أويس الصلاة ، ثم قال : السلام عليكما ورحمة الله وبركاته قالا : من الرجل ؟ قال : راعي إبل وأجير قوم قالا : لسنا نسألك عن الرعاية ولا عن إجارة ، ما اسمك ؟ قال : عبد الله قالا : علمنا أن أهل السموات والأرض كلهم عبيد الله ، فما اسمك الذي سمتك أمك ؟ قال : يا هذان ما تريدان إلي ؟ قالا : وصف لنا محمد صلى الله عليه وسلم أويسا القرني ، فقد عرفنا الصهوبة والشهول ، وأخبرنا أن تحت منكبك الأيسر لمعة بيضاء فأوضحها لنا فإن كان بك فأنت هو ، فأوضح منكبه فإذا اللمعة ، فابتدراه فقبلاه ، قالا : نشهد أنك أويس القرني ، فاستغفر لنا يغفر الله لك قال : ما أنا أخص
باستغفاري نفسي ولا أحدا من ولد آدم ، ولكنه في البر والبحر والمؤمنين والمؤمنات ، والمسلمين والمسلمات ، يا هذان قد أشهر الله لكما حالي وعرفكما أمري فمن أنتما ؟ قال علي رضي الله عنه : أما هذا فعمر ، وأما أنا فعلي بن أبي طالب ، فاستوى أويس قائما ، فقال : السلام عليك يا أمير المؤمنين ورحمة الله وبركاته ، وأنت يا ابن أبي طالب ، فجزاكما الله عن هذه الأمة خيرا , قالا : وأنت فجزاك الله عن نفسك خيرا , فقال له عمر : مكانك يرحمك الله حتى أدخل مكة ، فآتيك بنفقة من عطائي ، وفضل كسوة من ثيابي ، هذا المكان ميعاد بيني وبينك , قال : يا أمير المؤمنين لا ميعاد بيني وبينك ، لا أراك بعد اليوم تعرفني ، ما أصنع بالنفقة ، ما أصنع بالكسوة ، أما ترى علي إزار من صوف ، متى تراني أخرقهما ؟ أما ترى أن نعلي مخصوفتان ، متى تراني أبليهما ؟ إني قد أخذت من رعايتي أربعة دراهم ، متى تراني آكلها ، يا أمير المؤمنين إن بين يدي ويديك عقبة كئودا لا يجاوزها إلا ضامر مخف مهزول ، فأخف يرحمك الله فلما سمع عمر ذلك من كلامه ضرب بدرته الأرض ثم نادى بأعلى صوته : ألا ليت أم عمر لم تلده ، يا ليتها كانت عاقرا لم تعالج حملها ، ألا من يأخذها بما فيها ولها ؟ ثم قال : يا أمير المؤمنين خذ أنت هاهنا حتى آخذ أنا هاهنا فولى عمر ناحية مكة وساق أويس إبله ، فوافى القوم إبلهم وخلى عن الرعاية وأقبل على العبادة حتى لحق بالله عز وجل " . فهذا ما أتانا عن أويس خير التابعين"
الأخطاء كثيرة فى الحديث منها:
ألأول علم النبى(ص) بالغيب ممثل فى أويس وأعماله وهو ما يخالف أنه لا يعلم الغيب كما قال تعالى على لسانه:
"ولا أعلم الغيب"
والثانى وجود سادة فى الجنة وهو ما يخالف أن لا سيادة لمؤمن على مؤمن أو غيره فى الدنيا والجنة كما قال تعالى :
" اخوانا على سرر متقابلين"
|