الإخوة الأحبة / جميعا (يا من أحبكم فى الله)
كلكم يعلم كيف وصل إلينا حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وكيف بذل فيه العلماء جهدا كبيرا لتمحيص الصحيح من غير الصحيح ، ولهذا فنحن نأخذ بما ورد ونحن مطمئنون .
أما ما يرد إلينا من أخبار وقصص فلم يصل تمحيصها إلى ما وصل إليه الحديث الشريف ، فمجرد أن قال فلان حتى ولو كان ثقة ، لا يدل على صحة الخبر ، فمن عادة البشرية منذ الأزل تقديس من يرون فيه الصلاح ونسج الأخبار حوله ، والتاريخ ملئ بهذا الصنف ، ولا أقول بأن المسلمين وصلوا إلى هذا النوع من التقديس (حاشا لله) ، ولكنهم كما أيضا يشهد التاريخ يبجلون أئمتهم وقد ينسبون إليهم ما لا يصح .
لم يطلب منا أن نصدق هذه الأخبار ونقتدى بما جاءت به ، فما طلب منا هو تصديق القرآن الكريم والسنة النبوية الصحيحة ، كما أنه لم يطلب منا الإلتفاف حول هذه الأخبار لنلقى عليها هالة من التصديق ونتشاجر حول مدى صدقها من عدمه ، ويكفينا مصادرنا المعتمدة التى إذا اتبعناها وفهمناها وعملنا بها لن نضل أبدا .
فلا قول مع آيات القرآن الكريم ، ولا قول مع الأحاديث الشريفة ، وخلاف ذلك لن أحاسب إذا كذبته ... ورجائى ألا تضيعوا أوقاتكم فيما لا يفيد .
أما ما ورد فى قصة سيدنا عثمان بن عفان ، فلم يرد متى حدث ذلك ، وإذا كانت القصة صحيحة ، فربما كان ذلك فى فترة لم يكن القرآن الكريم قد أنزل جميعه . والمشهور عن رسول الله صلى الله عليه وسلم القدوة ، ما ورد فى هذا الحديث :::
عن مسلم بن مخراق قال : قلت لعائشة رضي الله عنها : إن رجالا يقرأ أحدهم القرآن في ليلة مرتين أو ثلاثا ، فقالت : قرؤا ولم يقرؤوا ، كنت أقوم مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة التمام ، فيقرأ بالبقرة وآل عمران والنساء ، فلا يمر بآية فيها استبشار إلا دعا ورغب ، ولا بآية فيها تخويف إلا دعا واستعاذ
الراوي: عائشة - خلاصة الدرجة: حسن - المحدث: ابن حجر العسقلاني - المصدر: نتائج الأفكار
آخر تعديل بواسطة أبو إيهاب ، 31-10-2007 الساعة 05:58 AM.
|