العودة   حوار الخيمة العربية > القسم الثقافي > صالون الخيمة الثقافي

« آخـــر الـــمـــشـــاركــــات »
         :: قراءة فى بحث تجربة ميلغرام: التجربة التي صدمت العالم (آخر رد :رضا البطاوى)       :: قراءة في بحث أمور قد لا تعرفها عن مستعمرة "إيلون موسك" المستقبلية على المريخ (آخر رد :رضا البطاوى)       :: نظرات في بحث العقد النفسية ورعب الحياة الواقعية (آخر رد :رضا البطاوى)       :: خوارزمية القرآن وخوارزمية النبوة يكشفان كذب القرآنيين (آيتان من القرآن وحديث للنبي ص (آخر رد :محمد محمد البقاش)       :: نظرات في مقال السؤال الملغوم .. أشهر المغالطات المنطقيّة (آخر رد :رضا البطاوى)       :: قراءة فى مقال البشر والحضارة ... كيف وصلنا إلى هنا؟ (آخر رد :رضا البطاوى)       :: نظرات في مقال التسونامي والبراكين والزلازل أسلحة الطبيعة المدمرة (آخر رد :رضا البطاوى)       :: نظرات في مقال الساعة ونهاية العالم (آخر رد :رضا البطاوى)       :: عمليات مجاهدي المقاومة العراقية (آخر رد :اقبـال)       :: نظرات في مقال معلومات قد لا تعرفها عن الموت (آخر رد :رضا البطاوى)      

المشاركة في الموضوع
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
غير مقروءة 27-01-2012, 11:23 AM   #161
ابن حوران
العضو المميز لعام 2007
 
الصورة الرمزية لـ ابن حوران
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2005
الإقامة: الاردن
المشاركات: 4,483
إفتراضي

7- حَذْفُ المُنادى

قد يُحذّف المنادى بعد (يا) كقوله تعالى: {يا ليتني كنت معَهم، فأفوزَ فوزاً عظيماً}، وقولِكَ: (يا نَصَرَ اللهُ من يَنصُرُ المظلومَ)، وقول الشاعر:

أَلاَ يا اسْلَمي يا دارَ مَيَّ، عَلى الْبَلى
وَلا زالَ مُنْهَلاً بِجَرْعائِكِ الْقَطْرُ
[الجرعاء: الرملة الطيبة، وأراد بها منزلها الذي تنزل فيه حيث هذه الرملة]

(والتقدير يكون على حسب المقام. فتقديره في الآية الأولى: (يا قوم)، وفي الثانية: (يا عبادي)، وفي المثال الثالث، (يا قوم)، وفي الشعر: (يا دار)).
والحقُّ أن (يا) أَصلُها حرفُ نداءٍ، فإن لم يكن مُنادَى بعدها كانت حرفاً يُقصَدُ به تنبيهُ السامع إلى ما بعدَها. وقيلَ: إن جاءَ بعدها فعلُ أَمر فهيَ حرفُ نداءٍ، والمنادَى محذوف، نحو: (ألا يا اسجدوا). والتقدير ألا يا قومُ. ونحو: (أَلا يا اسلمي) والتقدير أَلا يا عَبْلةُ .... وإلاّ فهيَ حرفُ تنبيهٍ، كقولهِ تعالى: (يا ليتَ قومي يَعلمونَ).
8- المُنادى المَضافُ إِلى ياءِ المُتَكلِّم

المنادى المضافُ إلى ياءِ المتكلمِ على ثلاثة أنواعٍ: اسمٍ صحيحِ الآخرِ، واسمٍ مُعتلٍّ الآخرِ، وصفةٍ.

والمُرادُ هنا اسمُ الفاعل واسمُ المفعولِ ومبالغةُ اسمِ الفاعل.

فإن كان المضافُ إلى الياءِ اسماً صحيحَ الآخر، غيرَ أب ولا أُم، فالأكثرُ حذف ياءِ المتكلمِ والاكتفاءُ بالكسرةِ التي قبلَها، كقوله تعالى: {يا عبادِ فاتَّقُون}. ويجوز إثباتها ساكنةً أو مفتوحةً، كقولهِ عزَّ وجلَّ: {يا عبادِي لا خوفٌ عليكم} وقوله: {يا عباديَ الذينَ أَسرفوا على أَنفسهم}. ويجوزُ قلبُ الكسرةِ فتحةً والياءِ أَلفاً، كقوله تعالى: {يا حَسرتا على ما فرَّطتُ في جَنبِ الله}.

وإن كانَ المضافُ إلى (الياءِ) معتلَّ الآخرِ، وجبَ إثباتُ الياءِ مفتوحةً لا غيرُ، نحو: (يا فتاي. يا حامِيَّ).

وإن كان المضافُ إليها صفةً صحيحةَ الآخر، وجبَ إثباتُها ساكنةً أو مفتوحةً، نحو: (يا مكرميْ. يا مُكرمِيَ).

وإن كان المضافُ إليها أباً أَو أُمّاً، جاز فيهِ ما جازَ في المنادَى الصحيح الآخر، فتقول: (يا أَبِ ويا أُمِّ. يا أَبي ويا أُمي. يا أَبيَ ويا أُميَ. يا أبا ويا أُمّا) ويجوزُ فيه أَيضاً حذفُ ياءِ المتكلم والتَّعويضُ عنها بتاءِ التأنيثِ مكسورةً أَو مفتوحةً، نحو: (يا أَبَتِ ويا أُمَّتِ. يا أَبَتَ يا أُمَّتَ). ويجوزُ إبدالُ هذهِ التاءِ هاء في الوقفِ، نحو: (يا أَبَهْ ويا أُمَّهْ).
وإن كان المنادَى مضافاً إلى مضافٍ إلى ياءِ المتكلم، فالياءُ ثابتةٌ لا غيرُ، نحو: (يا ابنَ أَخي. يا ابنَ خالي) إلاّ إذا كان (ابنَ أُمّ) أو (ابن عمّ) فيجوزُ إثباتُها، والأكثر حذفُها والاجتزاءُ عنها بفتحةٍ أَو كسرةٍ. وقد قرئ قوله تعالى: {قال: يا ابنَ أمَّ، إنَّ القومَ استضعفوني}، وقوله: {قال: يا ابنَ أُمَّ لا تأخذْ بِلحيتي ولا برأسي}، بالفتح والكسر. فالكسر على نيّةِ الياءِ المحذوفة، والفتحُ على نيّةِ الألفِ المحذوفةِ التي أَسلُها ياءُ المتكلم. ومثلُ ذلكَ يُقال في (يا ابنَ عمَّ) قال الراجز:

كُنْ لِيَ لاَ عَليَّ، يا ابنَ عَمَّا
نَعشْ عَزِيزَينِ، ونُكْفَى الهَمّا

ويجري هذا أيضاً مع (ابنةِ أُمِّ) و (ابنةِ عَم).

واعلم أنهم لا يكادون يُثبتون ياءَ المتكلم، ولا الألفَ المنقلبةَ عنها، إلا في الضرورةِ، فإثباتُ الياء كقوله:

يا ابنَ أُمِّي، ويا شُقَيِّقَ نَفْسِي
أَنتَ خَلَّقْتَني لِدَهرٍ شَديدِ

وإثباتُ الألف المنقلبة عنها، كقول الآخر:

يا ابنةَ عَمَّا، لا تَلُومِي واهجَعي
لا يَخْرُقُ اللَّوْمُ حِجابَ مِسْمَعي
__________________
ابن حوران
ابن حوران غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 27-01-2012, 11:24 AM   #162
ابن حوران
العضو المميز لعام 2007
 
الصورة الرمزية لـ ابن حوران
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2005
الإقامة: الاردن
المشاركات: 4,483
إفتراضي

9- المُنادى المُسْتَعاثُ

الاستغاثةُ: هي نداءُ من يُعينُ من دفع بلاءٍ أو شدَّة، نحو: (يا للأَقوياءِ لِلضُّعفاءِ). والمطلوبُ منه الإعانةُ يسمّى (مُستغاثاً)، والمطلوبُ له الإعانةُ يُسمّى "مُستغاثاً لهُ).

ولا يُستعملُ للاستغاثةِ من أحرف النداءِ إلا (يا). ولا يجوزُ حذفُها، ولا حذفُ المُستغاث. أما المستغاث له فحذفه جائز، نحو: (يا للهِ).

وللمستغاث ثلاثةُ أوجهِ:

أ- أن يُجرَّ بلامٍ زائدةٍ واجبةِ الفتحِ، كقول الشاعر:

يا لَقَوْمي، ويا لأَمثالِ قَوْمي
لأُناسٍ عُتُوُّهُمُ في ازدِيادِ!

وقول الآخر:

تَكَنَّفَني الوُشاةُ فأَزْعَجُوني
فَيا لَلنَّاسِ لِلْواشي المُطَاع!

وقولِ غيره:

يا لَقَوْمي! مَنْ لِلْعُلاَ والْمَساعِي؟
يا لَقَوْمي! مَنْ لِلنَّدَى والسَّماحِ؟
يا لَعَطَّافِنا! ويَا لَرِياح
وَأَبي الحَشْرَجِ الْفَتَى النَّفَّاحِ!
[يرثي الشاعر رجالاً من قومه هذه أسماؤهم. يقول: لم يبق للعلى والمساعي من يقوم بها بعدهم. والنفاح: الكثير العطاء]

ولا تُكسر هذه اللامُ إذا تكرَرَ المستغاثُ غيرَ مقترنٍ بـ (يا) كقول الشاعر:

يَبْكيكَ ناءٍ، بَعِيدُ الدَّارِ، مُغْتَرِبٌ
يا لَلْكهُولِ وَلِلشُّبَّانِ لِلْعَجَبِ!

ب- أن يُختَم بألفٍ زائدةٍ لتوكيد الاستغاثة، كقول الشاعر:

يا يَزِيدا لآمِلٍ نَيْلَ عِزٍّ
وَغِنًى بَعْدَ فاقَةٍ وهَوَانٍ!

[ يزيدا: مُنادى مفرد معرفة، مبني على ضمٍ مقدر على آخره منع من ظهوره اشتغال محله بالفتحة العارضة لمناسبة الألف الزائدة لتوكيد الاستغاثة]

ج- أن يبقى على حاله، كقول الآخر:

أَلا يا قَوْمُ لِلعَجَبِ الْعَجيبِ!
ولِلْغَفَلاتِ تَعْرِضُ لِلأَديبِ!

أمّا المُستغاثَ له، فإن ذُكِرَ في الكلام، وجبَ جرُّهُ بلامٍ مكسورة دائماً، نحو: (يا لَقومي لِلعلمِ!). وقد يجر بِـ (مِنْ)، كقول الشاعر:

يَا لَلرِّجالِ ذَوي الأَلبابِ مِنْ نَفَرٍ
لا يَبْرَحُ السَّفَهُ المُرْدِي لَهُمْ دِيناً!

10- المُنادى المُتَعَجَّبُ مِنهُ

المُنادى المُتعجَّبَ منه، هو كالمُنادَى المُستغاثِ في أحكامهِ، فتقولُ: في التعجّب من كثرةِ الماءِ: (يا لَلماءِ!. يا ماءَا!. يا ماءُ!). وتقولُ: (يا لَلطربِ!. يا طرَبا. يا طَرَبُ!).

[يا: حرف نداء للتعجب. واللام حرف جر زائد لتوكيد التعجب. والماء مجرور لفظاً باللام الزائدة، منصوب محلاً على النداء. وإعراب الأمثلة الباقية كإعراب أمثلة المُنادى المُستغاث]
__________________
ابن حوران
ابن حوران غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 03-02-2012, 10:57 AM   #163
ابن حوران
العضو المميز لعام 2007
 
الصورة الرمزية لـ ابن حوران
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2005
الإقامة: الاردن
المشاركات: 4,483
إفتراضي


11- المُنادَى الْمَنْدوب

النُّدبةُ: هي نداءُ المُتفجَّعِ عليه أو المُتوجَّعِ منه، نحو: (واسَيّداه!. واكَبِداه!).

ولا تُستعملُ لنداءِ المندوب من الأدواتِ إلا (وَا). وقد تُستعملُ (يا)، إذا لم يَحصُلِ التباسٌ بالنداء الحقيقي.


ولا يجوز في النُّدبةِ حذفُ المنادَى ولا حذفُ أداتهِ.


وللمنادَى المندوب ثلاثةُ أوجه:


أ- أن يُختَم بألفٍ زائدةٍ لتأكيد التَّفجُّعِ أو التوجُّع، نحو: (واكَبِدَا!).

[وا: حرف نداء للندبة. كبدا: منادى مندوب، نكرة مقصودة، مبني على ضم مقدر، منع من ظهوره الفتحة العارضة لمناسبة الألف الزائدة لتأكيد الندبة]

ب- أن يُختَم بالألفِ الزائدة وهاءِ السَّكتِ، نحو: (واحُسَيناه).

(وأكثر ما تزاد الهاء في الوقف فان وصلت حذفتها، إلا في الضرورة، كقول المتنبي: (واحرّ قلباهُ ممن قلبه شبِمُ). ولك حينئذ أن تضمها، تشبيهاً لها بهاء الضمير. وان تكسرها على أصل التقاء الساكنين. وأجاز الفرّاء إثباتها في الوصل مضمومة أو مكسورة من غير ما ضرورة).

ج- أن يبقى على حاله، نحو: (واحُسينُ!).


ولا يكونُ المنادى المندوبُ إلا معرفةً غيرَ مبهَمةٍ. فلا يندَبُ الاسمُ النكرةُ، فلا يقال: (وَا رجلُ!)، ولا المعرفةُ المُبهمَة - كالأسماءِ الموصولة وأسماءِ الإشارة - فلا يقال: (وامَنْ ذهبَ شهيدَ الوفاءِ!)، إلا إذا كان المُبهمُ اسمَ موصولٍ مُشتهرِاً بالصّلة، فيجوزُ، نحو: (وا مَنْ حَفرَ بِئرَ زمزمَ).


12- المُنَادى المُرَخَّم


التَّرخيمُ: هو حذفُ آخرِ المنادى تخفيفاً،، نحو: (يا فاطمَ). والأصلُ: (يا فاطمةُ).

والمنادى الذي يُحذفُ آخرُهُ يُسمّى (مُرَخمّاً).

ولا يُرخَّمُ من الأسماءِ إلا اثنان:


أ- ما كان مختوماً بتاءِ التأنيث، سواءٌ أكان عَلَماً أو غيرَ عَلَم، نحو: (يا عائشَ. يا ثِقَ. يا عالِمَ)، في (عائشةَ وثِقَةٍ وعالمةٍ).


ب- العَلمُ لمذكَّرٍ أو مؤنثٍ على شرط أن يكونَ غيرَ مركَّبٍ، وأن يكون زائداً على ثلاثة أحرفٍ، نحو: (يا جَعفَ. يا سُعا)، في (جعفرٍ وسعادَ).


(فلا ترخم النكرة، ولا ما كان على ثلاثة أحرف ولم يكن مختوماً بالتاء، ولا المركب. فلا يقال: (يا إنسا)، في (إنسان)، لأنه غير علم، ولا (يا حسَ)، في (يا حسن)، لأنه على ثلاثة أحرف، ولا مثل: (يا عبدَ الرحمن). لأنه مركب. وأما ترخيم (صاحب) في قولهم (يا صاحِ)، مع كونه غير علم، فهو شاذّ لا يقاس عليه).


ويُحذَفُ للتَّرخيم إمّا حرفٌ واحدٌ، وهو الأكثر، كما تقدّم، وإمّا حرفانِ، وهو قليل. فتقول: (يا عُثَم. يا مَنْصُ)، في (عُثمانَ ومنصورٍ).


ولك في المنادى المرخَّمِ لغتانِ:

أ- أن تُبقيَ آخرَهُ بعدَ الحذفِ على ما كان عليه قبلَ الحذف - من ضَمَّةٍ أو فتحةٍ أو كسرةٍ - نحو: (يا منصُ. يا جعفَ. يا حارِ)[في منصور وجعفر وحارث]. وهذهِ اللغةُ هي الأولى والأشهرُ.


ب- أن تُحرّكهُ بحركة الحرف المحذوف، نحو: (يا جَعفُ. يا حارُ).


(وتسمى اللغة الأولى: (لغة من ينتظر)، أي: من ينتظر الحرف المحذوف ويعتبره كأنه موجود. ويقال في المنادى حينئذ: أنه مبني على ضم الحرف المحذوف للترخيم. وتسمى اللغة الأخرى: (لغة من لا ينتظر)، أي: من لا ينتظر الحرف المحذوف، بل يعتبر ما في آخر الكلمة هو الآخر فيبنيه على الضم).


13- أَسْماءُ لازَمَتِ النِّداءَ


منها: (يا فُلُ، ويا فُلَةُ)، بمعنى. يا رجل، ويا امرأةُ، و (يا لُؤمانُ) أي: يا كثيرَ اللؤم، و (يا نَوْمانُ)، أي: يا كثيرَ النَّومِ. وقالوا (يا مَخبَثانُ، ويا مَلأمانُ، ويا مَلكَعانُ، ويا مَكذَبانُ، ويا مَطيَبانُ، ويا مَكرَمانُ). والأنثى بالتاءِ. وقالوا في شتم المذكَّرِ: (يا خُبَثُ، ويا فُسَقُ، ويا غُدَرُ، ويا لُكَعُ). وكلُّ ما تقدَّم سَماعيٌّ لا يقاسُ عليهِ. وقاسهُ بعضُ العلماء فيما كان على وزنِ (مَفعَلان). وقالوا في شتم المؤنث: (يا لَكاعِ، ويا فَساقِ، ويا خَباثِ). ووزنُ (فَعالِ) هذا قياسيٌّ من كل فعلٍ ثلاثيٍّ.

[الملكعان: اللئيم. وهو مأخوذ من لكع يلكع لكعاً، بوزن فرح يفرح فرحاً، أي: لؤم وحمق. و (لُكع ولكاع) من هذه المادة ومعناها. ويقال: لكع عليه الوسخ، أي لزمه ولصق به]

وما ذُكرَ من هذه الأسماءِ كلّها لا يستعملُ إلا في النداءِ، كما رأيتَ. وأما قولُ الشاعر:


أُطَوِّفُ ما أُطَوِّفُ، ثُمَّ آوِي

إِلى بَيْتٍ قَعِيدَتُهُ لَكاعِ

فضرورةٌ، لاستعمالهِ (لكاعِ) خَبراً، وهي لا تُستعملُ إلا في النداءِ.


14- تَتمَّةٌ

في كلامِ العربِ ما هو على طريقةِ النداءِ ويُقصَدُ به الاختصاصُ لا النداءُ، وذلك كقولهم: (أمّا أنا فأفعلُ كذا أيّها الرجلُ)، وقولهم: (نحن نفعلُ كذا أيُّها القومُ)، وقولهم: (اللهمَّ اغفرْ لنا أيَّتُها العِصابة). فقد جعلوا (أيّا) معَ تابعها دليلاً على الاختصاص والتوضيح. ولم يُريدوا بالرجل والقوم إلا أنفسَهم. فكأنهم قالوا: (أما أنا فأفعلُ كذا متخصّصاً بذلك من بين الرجال، ونحن نفعلُ كذا متخصّصينَ من بين الأقوام. واغفر لنا اللهمَّ مخصوصينَ من بينِ العصائب).



__________________
ابن حوران
ابن حوران غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 10-02-2012, 11:22 AM   #164
ابن حوران
العضو المميز لعام 2007
 
الصورة الرمزية لـ ابن حوران
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2005
الإقامة: الاردن
المشاركات: 4,483
إفتراضي

( حروف الجر )


حروفُ الجرِّ عشرون حرفاً، وهي: (الباء ومِن وإلى وعن وعلى وفي والكافُ واللاَّمُ وواوُ القَسَمِ وتاؤهُ ومُذْ ومُنذُ ورُبَّ وحتى وخَلا وَعدَا وحاشا وكي ومتى - في لُغَةِ هُذَيل - ولَعَلَّ في لغة عُقَيل).


وهذهِ الحروف منها ما يختصّ بالدخولِ على الاسمِ الظاهر، وهي (رُبَّ ومُذْ ومُنذُ وحتى والكافُ وواوُ القسمِ وتاؤهُ ومتى). ومنها ما يدخلُ على الظاهر والمَضمَر، وهي البواقي.


واعلم أنَّ من حروفِ الجرِّ ما لفظُهُ مُشترَكٌ بينَ الحرفيّةِ والاسميّة، وهي خمسةٌ: (الكافُ وعن وعلى ومُذْ ومُنذُ). ومنها ما لفظُهُ مُشتركٌ بينَ الحرفيّة والفعليّةِ، وهو: (خلا وعدا وحاشا). ومنها ما هو ملازم للحرفيّة، وهو ما بقي. وسيأتي بَيانُ ذلك في مواضعهِ.

وسُمّيت حروف الجرّ، لأنها تَجرُّ معنى الفعل قبلَها إلى الاسم بعدَها، أو لأنها تجرُّ ما بعدَها من الأسماءِ، أي: تَخفِضُه. وتسمّى (حروفَ الخفض) أيضاً، لذلك. وتُسمّى أيضاً "حروف الإضافة"، لأنها تُضيفُ معانيَ الأفعال قبلها إلى الأسماء بعدها. وذلك أنَّ من الأفعال ما لا يَقوَى علىالوصول إلى المفعول به، فَقوَّوه بهذه الحروف، نحو: (عجبتُ من خالدٍ، ومررتُ بسعيدٍ). ولو قلتَ: (عجبتُ خالداً. ومررتُ سعيداً)، لم يُجُز، لضعف الفعل اللازم وقُصورهِ عن الوصول إلى المفعول به، إلا أن يَستعينَ بحروف الإضافة

وفي هذا المبحث تسعةُ مَباحث.


أ- شرْحُ حُرُوفِ الجَرِّ


1- الباءُ

الباءُ: لها ثلاثةَ عشرَ معنًى:


1- الإلصاقُ: وهو المعنى الأصليُّ لها. وهذا المعنى لا يُفارقُها في جميع معانيها. ولهذا اقتصرَ عليه سِيبويهِ.


والإلصاقُ إمّا حقيقيّ، نحو: (أمسكتُ بيدِكَ. ومسحتُ رأسي بيدي)، وإمّا مجازيٌّ، نحو: (مررتُ بدارِكَ، أو بكَ)، أي: بمكانٍ يَقرُبُ منها أو منكَ.


2- الاستعانةُ، وهي الداخلةُ على المستعانِ به - أي الواسطة التي بها حصلَ الفعلُ - نحو: (كتبتُ بالقلم. وبَرَيتُ القلمَ بالسكينِ). ونحو: (بدأتُ عملي باسمِ الله، فنجحتُ بتوفيقهِ).


3- السّببيةُ والتَّعليلُ، وهي الداخلةُ على سبب الفعل وعِلَّتهِ التي من أجلها حصلَ، نحو: (ماتَ بالجوعِ)، ونحو: (عُرِفنا بفلانِ). ومنه قولهُ تعالى: {فَكُلاُّ أخَذْنا بذنبه}، وقولهُ: {فبِما نقضِهم ميثاقَهمْ لَعنّاهم}.

4ـ التعدية، وتسمى باء النقل، فهي كالهمزة في تصييرها الفعل اللازم متعدياً، فيصير بذلك الفاعل مفعولاً، كقوله تعالى { ذهب الله بنورهم}، أي أذهبه، وقوله: {وآتيناه من الكنوز ما إن مفاتحه لتنوء بالعصبة أولي القوة}، أي لتنيء العصبة وتثقلها. وهذا كما تقول: (ناء به الحمل، بمعنى أثقله). ومن باء التعددية قوله تعالى { سبحان الذي أسرى بعبده ليلاً من المسجد الحرام الى المسجد الأقصى} أي سيره ليلاً.

5ـ القسم، وهي أصل أحرفه، ويجوز ذكر فعل القسم معها؛ نحو (أقسم بالله). ويجوز حذفه، نحو (بالله لاجتهدن). وتدخل على الظاهر، كما رأيت، وعلى المضمر، نحو (بك لأفعلن)

6ـ العِوض، وتسمى باء المقابلة أيضاً، وهي التي تدل على تعويض شيء من شيء في مقابلة شيءٍ آخر، نحو ( بعتك هذا بهذا. وخذ الدار بالفرس).

7ـ البدَلُ، وهي التي تدلَّ على اختيار أحدِ الشيئينِ على الآخرِ، بلا عِوَضٍ ولا مقابلةٍ، كحديث: (ما يَسُرُّني بها حُمْرُ النّعَم)، وقولِ بعضهم: (ما يَسُرُّني أني شَهِدتُ بَدْراً بالعقبة) أي: بَدَلها، وقول الشاعر:

فَلَيْتَ لِي بِهِمِ قَوْماً إذا رَكِبُوا

شَنُّوا الإِغارةَ فُرْساناً ورُكْبانا
8- الظرفيّةُ - أي: معنى (في) - كقوله تعالى: {لَقَد نَصرَكمُ اللهُ بِبَدْرٍ. وما كنتَ بجانبِ الغربي. نجّيناهم بِسَحر. وإنَّكم لَتَمُرون عليهم مصبِحينَ وباللّيلِ}.

9- المصاحبةُ، أي: معنى (معَ)، نحو: (بعتُكَ الفَرَسَ بسرجهِ، والدارَ بأثاثها)، ومنه قولهُ تعالى: (اهبط بسلام).


10- معنى (مِن) التَّبعيضيّةِ، كقولهِ تعالى: {عَيناً يشربُ بها عبادُ اللهِ}، أي: منها.


11- معنى (عن)، كقولهِ تعالى: {فاسأل به خبيراً}، أي: عنهُ، وقولهِ: {سأل سائلٌ بعذابٍ واقعٍ}، وقوله: {يَسعى نورُهم بينَ أيديهم وبأيمانِهم}.


12- الاستعلاءُ، أي معنى (على) كقوله تعالى: (ومن أهلِ الكتابِ مَن إن تَأمَنهُ بِقِنطارٍ يُؤدَّهِ إليكَ)، إي: على قنطار، وقولِ الشاعر:

أَرَبٌّ يَبُولُ الثُّعلُبانُ بِرَأْسِهِ

لَقَدْ ذَلَّ مَنْ بالتْ عَلَيْهِ الثَّعالِبُ

13- التأكيدُ، وهي الزائدةُ لفظاً، أي: في الإعراب، نحو: (بِحَسبِكَ ما فعلتَ)، أي: حَسبُك ما فعلتَ. ومنهُ قوله تعالى: {وكفى باللهِ شهيداً}، وقولهُ: {أَلم يعلم بأنَّ اللهَ يرى}، وقولهُ: {ولا تُلقوا بأيديكم إلى التّهلُكة}، وقولهُ: {أَليس الله بأحكمِ الحاكمين؟} وسيأتي لهذه الباء فضلُ شرح.


2- مِنْ

مِنْ: لها ثمانيةُ مَعانٍ:


1- الابتداءُ، أَي: ابتداءُ الغايةِ المكانيّةِ أو الزمانيّةِ. فالأول كقولهِ تعالى:

{سبحانَ الذي أسرى بعبدهِ ليلاً من المسجد الحرامِ إلى المسجد الأقصى}. والثاني كقوله: {لَمَسجدٌ أُسسَ على التّقوى من أوَّلِ يوم أَحَقُّ أَن تقومَ فيهِ}. وتَرِدُ أَيضاً لابتداء الغاية في الأحداث والأشخاص. فالأول كقولك: (عَجبتُ من إقدامك على هذا العمل)، والثاني كقولك: (رأيتُ من زهير ما أُحبُّ).

2- التّبعيضُ، أي: معنى (بعض)، كقولهِ تعالى: {لن تنالوا البرَّ حتى تُنفقوا ممّا تُحبُّونَ} أي: بعضَهُ، وقولهِ: {منهم من كلّمَ اللهَ}، أَي بعضُهم. وعلامتُها أَن يَخلُفَها لَفظُ (بعضٍ).


3- البيانُ، أي: بيانُ الجنس، كقوله تعالى: {واجتنبوا الرجسَ من الأوثانِ}. قولهِ: {يُحَلَّونَ فيها من أَساورَ من ذهبٍ}. وعلامتُها أَن يصحَّ الإخبارُ بما بعدَها عمّا قبلها، فتقول: الرجس هي الأوثانُ، والأساورُ هي ذهب.

واعلم أَن (من) البيانيّةَ ومجرورَها في موضعِ الحال مما قبلَها، إن كان معرفةً، كالآية الأولى، وفي موضع النّعتِ له إن كان نكرة، كالآية الثانية. وكثيراً ما تَقَعُ (من البيانيّةُ) هذهِ بعد (ما ومهما)، كقوله تعالى: {ما يَفتَحِ اللهُ للناسِ من رحمةٍ فلا مُمسِكَ لها}، وقولهِ: {ما ننْسَخْ من آيةٍ}، وقولهِ: {مهما تأتِنا به من آية}.

4- التأكيدُ، وهي الزائدة لفظاً، أي: في الإعراب، كقوله تعالى: {ما جاءنا من بشيرٍ}، وقولهِ: {لجعَلَ منكم ملائكةً في الأرضِ يَخلُفون}أي: (بَدَلكم)، وقولهِ: {لن تُغنيَ عنهم أموالُهم ولا أولادُهم من الله شيئاً}، أي: بَدَلَ الله، والمعنى: بَدَلَ طاعتهِ أو رحمتهِ. وقد تقدَّم معنى البدل في الكلام على الباءِ.


6- الظَّرفيّة، أَي: معنى (في)، كقوله سبحانهُ: {ماذا خَلقوا من الأرض}، أي:فيها، وقولهِ: {إذا نُوديَ للصّلاة من يومِ الجمعة}، أي: في يومها..


7- السّببيّةُ والتّعليلُ، كقوله تعالى: {مِمّن خطيئاتِهم أُغرِقوا}، قال الشاعر:


يُغْضِي حَياءً، وَيغْضَى مِنْ مَهابَتهِ

فَما يُكَلَّمَ إِلاَّ حِينَ يَبْتَسِم

8- معنى (عن)، كقولهِ تعالى: {فَوَيلٌ للقاسيةِ قُلوبُهم من ذِكر الله!}، وقولهِ: {يا وَيلَنا! لَقَد كُنّا في غفلة من هذا}.
__________________
ابن حوران
ابن حوران غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 17-02-2012, 11:04 AM   #165
ابن حوران
العضو المميز لعام 2007
 
الصورة الرمزية لـ ابن حوران
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2005
الإقامة: الاردن
المشاركات: 4,483
إفتراضي

3- إِلى

إلى: لها ثلاثة معانٍ:


أ- الانتهاءُ، أي: انتهاءُ الغايةِ الزمانيّة أو المكانيّة. فالأولُ كقولهِ تعالى: {ثُمَّ أَتِمُّوا الصيامَ إلى الليل}، والثاني كقولهِ: {من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى}.


وترِدُ أيضاً لانتهاء الغاية في الأشخاص والأحداث. فالأولُ نحو: (جئتُ إليك)، والثاني نحو: (صِلْ بالتّقوى إلى رضا الله).


ومعنى كونها للانتهاءِ أنها تكونُ منتهًى لابتداء الغاية.

أمّا ما بعدَها فجائزٌ أن يكون داخلاً جُزءٌ منه أو كلُّهُ فيما قبلَها، وجائزٌ أن يكونَ غيرَ داخل. فإذا قلتَ: "سرتُ من بيروتَ إلى دمَشقَ"، فجائزٌ أن تكون قد دخلتَها، وجائزٌ أنك لم تدخلها، لأنَّ النهايةَ تشملُ أولَ الحدّ وآخرَهُ. وإنما تمتنعُ مجاوزتُهُ. ومن دخول ما بعدَها فيما قبلَها قولهُ تعالى: {إذا قُمتُم إلى الصَّلاة فاغسِلوا وُجوهكُم وأيديَكُم إلى المَرافِق}. فالمَرافق داخلةٌ في مفهوم الغسل. ومن عدم دُخولهِ قولهُ عَزَّ وجلَّ: {ثمَّ أَتِمُّوا الصيامَ إلى الليل}. فالجزءُ من الليل غيرُ داخلٍ في مفهوم الصيام. وقالت الشيعةُ الجعفريةُ: إنه داخل. والآية - بظاهرها - مُحتملة للأمرينِ.

فإن كان هناك قرينةٌ تدلُّ على دخول ما بعدَها فيما قبلَها، دخل، أو على عدم دخوله لم يدخل. فإن لم تكن قرينةٌ تدلُّ على دخوله أو خورجهِ، فإن كان من جنس ما قبلها جاز أن يدخل وأن لا يدخل، نحو: (سرتُ في النهار إلى العصر) وإلا فالكثير الغالبُ أنه لا يدخل. نحو: (سرتُ في النهار إلى الليل). وقال قوم: يدخل مطلقاً، سواءٌ أكان من الجنس أم لا. وقال قومٌ: لا يدخل مطلقاً. والحقّ ما ذكرناه.


ب- المصاحبةُ، أي: معنى (معَ) كقوله تعالى: {قال: مَن أنصاري إلى الله؟} أي: معهُ، وقولهُ: {ولا تأكلوا أموالَهم إلى أموالكم}، ومنهُ قولهم: (الذَّوْدُ إلى الذَّوْدِ إبلٌ)، وتقولُ: (فلانٌ حليمٌ إلى أدبٍ وعلمٍ).


ج- معنى (عند)، وتُسَمّى المُبَيّنَة، لأنها تُبينُ أن مصحوبها فاعلٌ لما قبلها. وهي التي تقعُ بعدَ ما يفيدُ حُباً أو بُغضاً من فعل تعجّبٍ أو اسمِ تفضيلٍ، كقوله تعالى:

{قال: رب السّجنُ أحَب إليَّ مِمّا يدعونني إليه}، أي: أحبُّ عندي. فالمُتكلم هو المُحِبُّ. وقولِ الشاعر:

أَمْ لا سَبيلَ إلى الشَّباب، وذِكْرُهُ

أَشهى إِلَيَّ مِنَ الرَّحيقِ السَّلْسَلِ
[الرحيق السلسل: الخمر، وأراد بها السهلة المساغ]

4- حَتَّى


حتى: للانتهاء كإلى، كقوله تعالى: {سلامٌ هيَ حتى مَطلَعِ الفجر}. وقد يدخلُ ما بعدَها فيما قبلها، نحو: (بَذَلتُ ما لي في سبيل أُمَّتي، حتى آخر دِرهمٍ عندي). وقد يكون غيرَ داخلٍ، كقوله تعالى: {كلوا واشربوا حتى يَتبيّن لكمُ الخيطُ الأبيضُ من الخيط الأسود من الفجر}، فالصائم لا يُباحُ له الأكلُ متى بدا الفجر.

ويَزعُمُ بعضُ النحاةِ أنّ ما بعدَ (حتى) داخلٌ فيما قبلها على كل حال. ويَزعُمُ بعضهم أنه ليس بداخلٍ على كل حال. والحقُّ أنه يدخلُ، إن كان جزءًا مما قبلها، نحو: (سِرتُ هذا النهارَ حتى العصرِ)، ومنه قولهم: (أكلتُ السمكة حتى رأسِها). وإن لم يكن جزءًا ممّا قبلها لم يدخلْ، نحو: (قرأتُ الليلةَ حتى الصَّباحِ) ومنه قولهُ تعالى {سلامٌ هيَ حتى مَطلَعِ الفجر}.


واعلم أن هذا الخلافَ إنما هو في (حتى) الخافضة. وأما (حتى)العاطفة، فلا خلاف في أن ما بعدَها يجبُ أن يدخلَ في حكم ما قبلها، كما ستعلم ذلك في مبحث أحرف العطف.


والفرق بينَ غلى وحتى أنَّ (إلى) تجرُّ ما كان أخراً لِما قبله، أو مُتّصلاً بآخره، وما لم يكن آخراً ولا متصلاً به. فالأولُ نحو: (سرتُ ليلةَ أمسِ إلى آخرها) والثاني نحو: (سهرتُ اليلةَ إلى الفجر)، والثالثُ نحو: (سرتُ النهارَ إلى العصر).

ولا تجرُّ (حتى) إلا ما كان آخراً لِما قبلها، أو متّصلاً بآخره، فالأول نحو: (سرتُ ليلةَ امسِ حتى آخرِها)، والثاني كقوله تعالى: {سلامٌ هيَ حتى مَطلَعِ الفجر}. ولا تجرُّ، ما لم يكن آخراً ولا متصلاً به، فلا يقال: (سرتُ الليلةَ حتى نصفها).

وقد تكونُ حتى للتَّعليل بمعنى اللام، نحو: (إتَّقِ اللهَ حتى تفوزَ برضاهُ)، أي: لتفوز.


وقد تكونُ حتى للتَّعليل بمعنى اللام، نحو: (اتَّقِ اللهَ حتى تفوزَ برضاهُ)، أي: لتفوز.


__________________
ابن حوران
ابن حوران غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 17-02-2012, 11:05 AM   #166
ابن حوران
العضو المميز لعام 2007
 
الصورة الرمزية لـ ابن حوران
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2005
الإقامة: الاردن
المشاركات: 4,483
إفتراضي

5- عَنْ

عن: لها ستة معانٍ:


أ- المجاوزةُ والبُغدُ، وهذا أصلُها، نحو: (سرتُ عن البلدِ. رَغِبتُ عن الأمر. رَمَيت السهمَ عن القوس).

ب- معنى (بَعد)، نحو: (عن قريبٍ أزُورُكَ)، قال تعالى: {عمّا قليلٍ لَتُصبحُنَّ نادمين}، وقال: {لَتركبُنَّ طَبَقاً عن طبَقٍ}، أي: حالاً بعدَ حالٍ.

ج- معنى (على) كقولهِ تعالى: (ومَن يَبخَلْ فإنما بَبخَلُ عن نفسه)،أي عليها، ومنه قول الشاعر:


لاَهِ ابنُ عَمِّكَ! لاَ أُفْضِلْتَ في حَسَبٍ

عَنِّي. وَلا أَنتَ دَيَّاني فَتَخُزُوني

د- التَّعليلُ، كقولهِ سبحانه: {وما نحنُ بتاركي آلهتِنا عن قولك}، أي: من أجل قولك، وقولهِ: {وما كان استغفارُ إبراهيمَ لأبيهِ إلا عن مَوعِدةٍ وعَدَها إيّاهُ}.


هـ- معنى (مِن) كقوله سبحانه: {وهو الذي يَقبَلُ التَّوبةَ عن عبادهِ}، وقولهِ:

{أُولئكَ الذين يَتقبّلُ عنهم احسنَ ما عَمِلوا}، أَي: منهم.

و- معنى البَدَل كقولهِ تعالى: {واتَّقوا يوماً لا تجزي نَفسٌ عن نَفسٍ شيئاً}، أَي: بَدل نفس، وكحديثِ: (صومي عن أُمك)، وتقولُ: (قُمْ عني بهذا الأمر)، أَي: بَدَلي.


واعلم أنَّ (عن) قد تكونُ اسماً بمعنى (جانِبٍ)، وذلك إذا سُبقت بِمن، كقول الشاعر:


فَلَقَدْ أَراني لِلرِّماحِ دَريئَةً

مِنْ عَنْ يَميني تارَةً وِشمالي

وقول الآخر:


وَقُلْتُ: اجعَلي ضَوْءَ الفَراقِدِ كُلِّها

يَميناً. وَمَهْوى النَّجْمِ مِنْ عَنْ شِمالِكِ

6- عَلَى


على: لها ثمانيةُ مَعانٍ:


أ- الاستعلاءُ، حقيقةً كان، كقولهِ تعالى: {وعليها وعلى الفُلكِ تُحمَلونَ}، أو مجازاً، كقولهِ: {وفَضّلناهم بعضَهم على بعض}، ونحو: (لفلانٍ عليَّ دَينٌ).

والاستعلاءُ أصلُ معناها.

ب- معنى: (في)، كقوله تعالى: (ودخلَ المدينةَ على حين غَفلةٍ من أهلها) أي:

في حين غفلة.
ج ـ معنى (عن) كقول الشاعر:

إذا رَضِيَتْ عَلَيَّ بَنُو قُشَيْرٍ

لَعَمْرُ اللهِ أَعْجَبَني رِضَاها

أي: إذا رضِيت عني.


د- معنى اللام، التي للتعليل، كقوله تعالى: {ولتُكَبّروا اللهَ على ما هداكم}، أي (لهِدايتهِ إيّاكم)، وقولِ الشاعر:

عَلامَ تَقولُ: الرُّمْحُ يُثْقِلُ عاتِقي
إِذا أَنا لَمْ أَطعنْ، إذا الخَيْلُ كَرَّتِ

أي: لِمَ تقول؟


هـ- معنى (مَعَ)، كقولهِ تعالى: {وآتَى المالض على حُبّهِ}، أي: معَ حُبهِ، وقولهِ {وإنَّ رَبَّكَ لَذُو مَغفرةٍ للناسِ على ظُلمهم}، مع ظُلمهم.


و- معنى (من)، كقولهِ سبحانَهُ: {إذا اكتالوا على الناسِ يَستَوفونَ} أي: اكتالوا منهم.


ز- معنى الباءِ، كقولهِ تعالى: {حَقيقٌ عليَّ أن لا أقولَ إلاّ الحق}، أي: حقيقٌ بي، ونحو: (رمَيتُ على القوس)، أي: رميتُ مستعيناً بها، ونحو: (اركبْ على اسمِ الله)، أي: مستعيناً به.


ح- الاستدراكُ، كقولكَ: (فلانٌ لا يدخلُ الجنةَ لِسوءِ صنيعهِ، على أنهُ لا يَيأسُ من رحمة اللهِ)، أي: لكنَّهُ لا ييأسُ. ومنه قولُ الشاعر:


بِكُلِّ تَداوَينا. فَلَمْ يَشْفِ ما بِنا

عَلى أَنَّ قُرْبَ الدَّارِ خَيْرٌ مِنَ الْبُعْدِ

عَلى أَنَّ قُرْبَ الدَّارِ لَيْسَ بِنافعٍ

إِذا كانَ مَنْ تَهْواهُ لَيْسَ بِذي وُدِّ

وقولُ الآخر:


فَوَاللهِ لا أَنسى قَتيلاً رُزِئتُهُ

بِجانِبِ قَوْسى ما بَقيتُ عَلى الأَرضِ

عَلى أنَّها تَعْفو الْكُلومُ، وإِنَّما

نُوَكَّلُ بالأَدنى، وَإِنْ جَلَّ ما يَمْضِي

وإذا كانت للاستدراك، كانت كحرف الجر الشبيهِ بالزائد، غيرَ متعلقة بشيءٍ، على ما جنحَ إليه بعضُ المحقّقينَ.


واعلم أنَّ (على) قد تكونُ اسماً للاستعلاء بمعنى (فَوْق)، وذلك إذا سُبِقتْ بِمِنْ كقوله:


(غَدَتْ مِنْ عَلَيْهِ

بَعْدَ ما تَمَّ ظِمْؤُها)

أي من فوقه، وتقولُ: (سقطَ من على الجبل).
__________________
ابن حوران
ابن حوران غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 24-02-2012, 12:21 PM   #167
ابن حوران
العضو المميز لعام 2007
 
الصورة الرمزية لـ ابن حوران
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2005
الإقامة: الاردن
المشاركات: 4,483
إفتراضي

7- في

في: لها سبعةُ مَعانٍ:

أ- الظرفيّةُ، حقيقيّةً كانت، نحو: (الماءُ في الكوز. سرتُ في النّهار). وقد اجتمعت الظرفيّتانِ: الزمانيّة والمكانيّةُ في قولهِ تعالى: {غُلبتِ الرُّومُ في أَدنى الأرض. وهم مِن بَعْدِ غَلَبِهمَ سَيَغلِبونَ في بِضعِ سنينَ}، أَو مجازيَّةً، كقوله سبحانه: {ولَكُم في رسول اللهِ أُسوةٌ حسنةٌ}، وقولهِ: {ولَكُم في القصاصِ حياةٌ}.

ب- السببيّة: والتّعليلُ، كقولهِ تعالى: {لَمَسّكم فيما أَفضتُم فيه عذابٌ عظيم} أي: بسبب ما أَفضتم فيه. ومنه الحديثُ: (دخلتِ امرأَةٌ النارَ في هِرَّةٍ حَبَستها) أي: بسبب هِرَّةٍ.

ج- معنى (معَ) كقولهِ تعالى: {قال: ادخلوا في أمَمٍ قد خَلَت من قبلكم} أي: مَعَهم.

د- الاستعلاءُ - بمعنى: (عَلى) - كقولهِ تعالى: {لأصلبنّكُم في جُذوعِ النّخلِ}، أي: عليها.


هـ- المُقايَسةُ - وهيَ الواقعةُ بينَ مفضولٍ سابقٍ وفاضلٍ لاحقٍ، كقولهِ تعالى: {فما مَتاعُ الدنيا في الآخرةِ إلا قليلٌ}، أي: بالقياس على الآخرة والنسبة إليها.


و- معنى الباءِ، التي للالصاقِ، كقول الشاعر:


ويَرْكَبُ يَوْمَ الرَّوْعِ مِنَّا فَوارِسٌ

بَصيرُونَ في طَعْنِ الأَباهِرِ والْكُلى

أي: بصيرونَ بطعنِ الأباهر.

[الأباهر: جمع أبهر: وهو عِرق إذا انقطع مات صاحبه. وهما أبهران يخرجان من القلب ثم يتشعب منهما سائر الشرايين. والكلى: جمع كلية. فإن كتبتها بالألف فهي جمع كلوة وكلاهما واحد]

ز- معنى (إلى) كقولهِ تعالى: {فَرَدُّوا أيديَهم في أفواههم}.


8- الكاف


الكافُ: لها أَربعةُ معانٍ:


أ- التشبيهُ، وهو الأصلُ فيها، نحو: (عليٌّ كالأسد).


ب- التّعليلُ، كقوله تعالى: {واذكرُوهُ كما هداكم}، أَي: لهدايتهِ إيّاكم. وجعلوا منه قوله تعالى: {وَيْ كأنّهُ لا يُفلحُ الكافرون!}. أَي: أعجبُ أَو تَعجّبْ لعَدم فلاحهم.

فالكافُ: حرف جر بمعنى اللام، وأنَّ: هي الناصبةُ الرافعة.

ج- معنى (على) نحو: (كُنْ كما أَنتَ)، أَي: كُن ثابتاً على ما أنت عليه.


د- التّوكيدُ - وهي الزائدةُ في الإعراب - كقولهِ تعالى: {ليس كمِثلهِ شيءٌ}،

أي: ليس مِثلهُ شيءٌ، وقولِ الرَّاجز يَصفُ خيلاً ضوامرَ: (لَواحِقُ الأقرابِ، فيها كالمقَق).
[الأقراب: الخواصر. مفردها قُرُبْ بضمتين فسكون. والمقق بفتح الميم والقاف: الطول الفاحش مع رقة]
واعلم أَنَّ الكاف قد تأتي اسماً بمعنى (مِثلٍ)، كقول الشاعر:

أَتَنتَهونَ؟ وَلَنْ يَنْهى ذّوي شَطَطٍ

كَالطَّعْنِ يَذْهَبُ فيهِ الزَّيتُ والفُتُلُ

وقول الراجز:


(يّضْحَكْنَ عَنْ أسنان كَالبَرَدِ المُنْهَمِّ)


ومنهُ قول المُتنبي:


وَما قَتَلَ الأَحرارَ كَالْعَفْوِ عَيْنُهمْ

ومَنْ لَكَ بالحُرِّ الَّذِي يَحْفَظُ الْيَدا

__________________
ابن حوران
ابن حوران غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 24-02-2012, 12:23 PM   #168
ابن حوران
العضو المميز لعام 2007
 
الصورة الرمزية لـ ابن حوران
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2005
الإقامة: الاردن
المشاركات: 4,483
إفتراضي

9- اللاَّم

اللامُ: لها خمسةَ عشرَ معنى:


أ- الملِكُ - وهي الداخلة بين ذاتينِ، ومصحوبُها يَملِكُ - كقوله تعالى: {للهِ ما في السَّمواتِ والأرضِ}، ونحو: (الدارُ لسعيدٍ).


ب- الاختصاصُ، وتُسمَّى: لامَ الاختصاصِ، ولامَ الاستحقاقِ - وهي الداخلة بين معنًى وذات - نحو: (الحمدُ للهِ) والنجاحُ للعاملين, ومنه قولهم: (الفصاحةُ لِقُرَيشٍ، والصبّاحةُ لِبَني هاشمٍ).


ج- شِبهُ المِلك. وتُسمّى: لامَ النسبة - وهي الدَّاخلة بينَ ذاتينِ، ومصحوبُها لا يملِكُ - نحو: (اللجامُ للفرَس).

د- التّبيينُ، وتُسمّى: (اللاّمَ المُبيّنة)، لأنها تُبيِّنُ (أن مصحوبَها مفعولٌ لما قبلَها)، من فعل تعَجُّبٍ أو اسمِ تفضيل، نحو: (خالدٌ أحب لي من سعيدٍ. ما أحبّني للعلم!. ما أحملَ عليّاً للمصائب!). فما بعدَ اللام هو المفعول به. وإنما تقول:
(خالدٌ أحب لي من سعيد)، إذا كان هو المُحبَّ وأنت المحبوب. فإذا أردت العكسَ قلت: (خالدٌ أحبُّ إليَّ من سعيد)، كما قال تعالى: {ربِّ السجنُ أحبُّ إليَّ} وقد سبقَ هذا في (إلى).

هـ- التّعليلُ والسببيَّةُ، كقوله تعالى: {إنَّا أنزلنا إليكَ الكتابَ بالحقِّ لتحكُمَ بينَ الناسِ بما أراكَ الله}، وقولِ الشاعر:


وإِنِّي لَتَعْروني لِذِكْراكِ هزَّةٌ

كما انْتَفَضَ الْعُصْفورُ بَلَّلَهُ القَطْرُ

ومنهُ اللامُ الثانيةُ في قولكَ: (يالَلنَّاسِ لِلمظلوم!).


و- التوكيدُ - وهي الزائدة في الإعراب لمُجرَّد توكيد الكلام - كقول الشاعر:

وَمَلَكْتَ ما بَيْنَ الْعِراقِ ويَثْرِبٍ

مُلْكاً أَجارَ لُمسْلِمٍ ومُعاهِدِ

ونحو: (يا بُؤسَ لِلحرب!). ومنهُ لامُ المُستغاث، نحو: (يا لَلفضيلة!) ويه لا تَتعلَّق بشيءٍ، لأنَّ زيادتها لمجرَّد التوكيد.


ز- التّقويةُ - وهيَ التي يُجاءُ بها زائدةً لتقويةِ عاملٍ ضَعُف بالتأخيرِ، بكونه غيرَ فعلٍ. فالأول كقولهِ تعالى: {الذينَ هم لربهم يَرهبُون} وقوله: {إن كنتم للرُّؤْيا تَعبُرونَ}. والثاني كقوله سبحانه: {مُصَدِّقاً لِما مَعَهمْ} وقولهِ: {فعّالٌ لِما يُريدُ}. وهي - معَ كونها زائدةً - مُتعلّقةٌ بالعامل الذي قوَّتهُ، لأنها - مع زيادتها - أفادته التَّقوية، فليست زائدةً مَحضة. وقيل: هي كالزائدة المحضة، فلا تتعلَّق بشيء.


ح- انتهاءُ الغاية - أي: معنى (إلى) - كقوله سبحانه: {كلٌّ يجري لأجل مُسمًّى}، أي: إليه، وقولهِ: {ولو رُدُّوا لعادوا لِما نُهُوا عنه}، وقولهِ: {بأنّ ربكَ أوحى لها}.

ط- الاستغاثةُ: وتُستعمَلُ مفتوحةً معَ المستغاث، ومكسورةً معَ المُستغاثِ لهُ، نحو: (يا لَخالِدٍ لِبَكر!).

ي- التعجبُ: وتُستعملُ مفتوحةً بعد (يا) في نداءِ المُتعجَّب منه، نحو: (يا لَلفرَحِ!)، ومنهُ قول الشاعر:


فَيا لَكَ مِنْ لَيْلٍ! كأنَّ نُجُومَهُ

بِكُلِّ مُغارِ الْفَتْل شُدَّتْ بِيَذْبُلِ

وتُستعملُ في غير النداءِ مكسورةٌ، نحو: (للهِ دَرُّهُ رجلاً!)، ونحو: (للهِ ما يفعلُ الجهلُ بالأممِ!)


ك- الصّيرورةُ (وتُسمَّى لامَ العاقبةِ ولامَ المآلِ أيضاً) وهي التي تدلُّ على أنَّ ما بعدَها يكونُ عاقبةً لِمَا قبلها ونتيجةً له، عِلةَّةً في حصوله. وتخالفُ لامَ التَّعليل في أنّ ما قبلها لم يكن لأجل ما بعدها، ومنه قوله تعالى: {فالتقطهُ آلُ فِرعونَ ليكونَ لهم عدواً وحَزَناً}، فَهُم لم يلتقطوهُ لذلك، وإنما التقطوهُ فكانتِ العاقبةُ ذلك.
قال الشاعر:

لِدُوا لِلْمَوْتِ، وَابنُوا لِلْخرابِ

فَكُلُّكُمء يَصيرُ إِلى الذَّهابِ

فالإنسان لا يَلِدُ للموت، ولا يبني للخراب، وإنما تكونُ العاقبةُ كذلك.


ل- الاستعلاءُ - أي: معنى (على) - إما حقيقةً كقوله تعالى: {يَخِرُّونَ للأذقانِ سُجَّداً}، وقولِ الشاعر:


ضَمَمْتُ إِليهِ بالسِّنانِ قميصَهُ

فَخَرَّ صَريعاً لِلْيَدَيْنِ ولِلفَم

وإمّا مجازاً كقوله تعالى: {إن أسأتُم فَلَها}، أي: فعليها إساءتُها، كما قال في آية أخرى: {وإن أسأتُم فعليها}.

م- الوقتُ (وتُسمَّى: لامَ الوقت ولامَ التاريخ) نحو: (هذا الغلامُ لِسنةٍ)، أي: مرَّت عليه سَنةٌ. وهي عندَ الإطلاق تدلُّ على الوقت الحاضر، نحو : (كتبتُهُ لِغُرَّةِ شهر كذا)، أي: عند غُرّتِهِ، أو في غُرَّتهِ. وعندَ القرينة تدلُّ على المُضيِّ أو الاستقبال، فتكونُ بمعنى ( قبَلٍ) أو (بَعدٍ)، فالأولُ كقولك: (كتبتُهُ لستٍّ بَقينَ من شهر كذا)، أي قبلها، والثاني كقولك: (كتبتُهُ لخمسٍ خَلَوْن من شهر كذا)، أي: بعدها. ومنهُ قولهُ تعالى: {أقمِ الصّلاةَ لِدلوكِ الشمس}، أي: بعدَ دلُوكها. ومنه حديثُ: (صُوموا لِرُؤيتهِ وأفطِروا لِرؤيته)، أي: بعد رؤيته.

ن- معنى (معَ)، كقول الشاعر:


فَلَمَّا تَفَرَّقْنا كأَنِّي ومالِكاً

- لِطولِ اجتماعٍ - لم نَبِتْ ليْلَةً مَعا

س- معنى )في(، كقوله تعالى: {ويَضَعُ الموازينَ القسطَ ليومِ القِيامة}، أي: فيها، وقولهِ: {لا يُجلّيها لوقتها إلاّ هُو}، أي: في وقتها. ومنه قولهم: )مضى لسبيله(، أي: في سبيلهِ.
__________________
ابن حوران
ابن حوران غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 03-03-2012, 12:40 PM   #169
ابن حوران
العضو المميز لعام 2007
 
الصورة الرمزية لـ ابن حوران
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2005
الإقامة: الاردن
المشاركات: 4,483
إفتراضي

10 و 11- الواوُ والتَّاءُ

والواوُ والتاءُ: تكونان للقسم، كقوله تعالى: {والفجرِ وليالٍ عَشرٍ}، وقولهِ {تاللهِ لأكيدَنَّ أصنامَكم}. والتاءُ لا تدخُلُ إلا على لفظ الجلالة. والواوُ تدخلُ على كل مقسم به.


12 و 13- مُذ ومُنْذُ



مُذْ ومُنذُ: تكونان حرفيْ جَرّ بمعنى (منْ)، لابتداءِ الغاية، إن كان الزمانُ ماضياً، نحو: (ما رأيتكَ مُذْ أو منذُ يومِ الجمعة)، وبمعنى (في)، التي للظرفيّة، إن كان الزمان حاضراً، نحو: (ما رأيتهُ مُنذُ يومنا أو شهرِنا) أي: فيهما. وحينئذٍ تُفيدان استغراقَ المدَّة، وبمعنى (من وإلى) معاً، إذا كان مجرورهما نكرةً معدودةً لفظاً أو معنى. فالأول نحو: (ما رأيتكَ مُذ ثلاثةِ أيام)، أي: من بَدئها إلى نهايتها. والثاني نحو: (ما رأيتكَ مذ أمدٍ، أو مُنذُ دَهرٍ). فالأمدُ والدهرُ كِلاهما مُتعدِّدٌ معنًى، لأنه يقالْ لكل جزءٍ منها أمدٌ ودهرٌ. لهذا لا يقالُ: (ما رأيتُهُ مُنذ يومٍ أو شهرٍ)، بمعنى: ما رأيتهُ من بدئهما إلى نهايتهما، لأنهما نكرتانِ غيرَ معدودتينِ، لأنهُ لا يقالُ الجزءِ اليومِ يومٌ، ولا لجزءِ الشهر شهرٌ.

واعلم أَنهُ يشترطُ في مجرورهما أن يكون ماضياً أو حاضراً، كما رأيتَ. ويشترطُ في الفعل قبلَهما أن يكون ماضياً منفيّاً، فلا يقالُ: (رأيتهُ منذُ يومِ الخميس)، أَو ماضياً فيه معنى التَّطاوُلِ والامتدادِ، نحو: (سِرتُ مُذْ طلوعِ الشمسِ).


وتكونُ (مُذ ومُنذُ) ظرفينِ منصوبينِ مَحلاً، فَيُرفعُ ما بعدَهما. ويُشترَطُ فيهما أَيضاً ما اشتُرطَ فيهما وهما حرفان. وقد سبقَ الكلامُ عليهما في المفعول فيهِ، عندَ الكلامِ على شرحِ الظروف المبنية


فراجعهُ.


ومُذ: أصلُها (منذُ) فَخُفّفت، بدليل رجوعهم إلى ضم الذَّال عند ملاقاتها ساكناً، نحو: (انتظرتكَ مذُ الصباح). ومُنذُ: أصلُها (من) الجارَّةُ و (إذ) الظرفيّة، فَجُعلتا كلمةً واحدةً. ولذا كسرت مِيمُها - في بعض اللُّغات - باعتبار الأصل.


14- رُبَّ


رُبَّ: تكونُ للتّقليلِ وللتّكثير، والقرينةُ هي التي تُعيّنُ المرادَ. فمن التقليل قولُ الشاعر:


أَلا رُبَّ مَوْلودٍ، وَلَيْسَ لَهُ أَبٌ

وذي وَلَدٍ لَمْ يَلْدَهُ أَبَوانٍ
يُريدُ بالأول عيسى، وبالثاني آدمَ، عليهما السلامُ. ومن التكثيرِ حديثُ: (يا رُب كاسِيةٍ في الدنيا عاريةٌ يومَ القيامةِ)، وقولُ بعضِ العرب عند انقضاءِ رَمضانَ: (يا رُبَّ صائمهِ لن يَصومَهُ: ويا رُبَّ قائمهِ لن يَقومهُ).

واعلم أنهُ يُقالُ: (رُبَّ ورُبَّةَ ورُبّما ورُبَّتما). والتاءُ زائدة لتأنيث الكلمة، و (ما) زائدةٌ للتوكيد. وهي كافةٌ لها عن العمل.


وقد تُخَفّفُ الباءُ. ومنه قوله تعالى: {رُبَما يَودُّ الذين كفروا لو كانوا مُسلمينَ}.

ولا تَجُرُّ (رُبَّ) إلا النكرات، فلا تُباشِرُ المعارفَ. وأمّا قولهُ: (يا
رُبَّ صائمهِ، ويا رُبَّ قائمهِ) المتقدَّمُ، فإضافة صائم وقائم إلى الضمير لم تُفدهما التعريفَ، لأنَّ إضافةَ الوصف إلى معمولهِ غير محضةٍ، فهي لا تُفيدُ تعريفَ المضاف ولا تخصيصَهُ، لأنها على نيّة الانفصال، ألا ترى أنك تقول: (يا رُبَّ صائم فيه، ويا ربَّ قائم فيه).


والأكثر أن تكون هذه النكرة موصوفة بمفردٍ أو جملة. فالأول نحو: (رُبَّ رجلٍ كريمٍ لقيته). والثاني نحو: (رُبَّ رجلٍ يفعل الخيرَ أكرمته). وقد تكونُ غيرَ موصوفة، نحو: (رُبَّ كريم جبانٌ).


وقد تُجُرُّ ضميراً مُنكَّراً مُميّزاً بنكرةٍ. ولا يكونُ هذا الضميرُ إلا مُفرداً مُذَكَّراً. أما مُميّزُهُ فيكونُ على حسب مُراد المتكلم: مفرداً أو مُثَنَّى أو جمعاً أو مذكراً أو مؤنثاً، تقول: (رُبّهُ رجلاً. رُبّهُ رَجلَينِ. رُبّهُ رجالاً. رُبّهُ امرأةً. رُبَّهُ امرأتينِ. رُبّهُ نساءً). قال الشاعر:


رُبَّهُ فِتَيَةً دَعَوْتُ إلى ما

يُورِثُ الْحَمَدَ دائباً، فأَجابُوا

وسيأتي الكلامُ على محل مجرور (رُبَّ) من الإعراب، في الكلام على موضع المجرور بحرف الجر.


15 و 16 و 17- خَلاَ وَعَدا وحَاشا


خَلا وعدا وحاشا: تكون أَحرف جرٍّ للاستثناء، إذا لم يتقدَّمهنَّ (ما). وقد سبق الكلام عليهنَّ في مبحث الاستثناء فراجعه.


18- كَيْ

كي: حرفُ جرَّ للتعليل بمعنى اللام. وإنما تَجُرُّ (ما) الاستفهامية، نحو: (كيْمَهْ؟)، نقولُ: (كيمَ فعلتَ هذا؟)، كما تقولُ: (لمَ فعلته؟). والأكثرُ استعمالُ (لمهْ؟) وتُحذَفُ أَلِفُ (ما) بعدَها كما تُحذَفُ بعدَ كلِّ جارٍّ، نحو: (مِمّهْ وعَلامهْ وإلامَهْ). وإذا وقَفُوا ألحقوا بها هاء السكت، كما رأيتَ. وإذا وصلوا حذفوها، لعدم الحاجة إليها في الوصل.

وقد تَجرُّ المصدرَ المؤوّلَ بما المصدرية كقول الشاعر:


إِذا أَنتَ لَم تَنْفَعْ فَضُرَّ، فإنَّما

يُرادُ الْفَتَى كيْما يَضُرُّ وَيَنْفَعُ

(فكي: حرف جر. وما: مصدرية، فما بعدها في تأويل مصدر مجرور بكي. أي: يراد الفتى للضر والنفع. ويجوز أن تكون (كي) هنا هي المصدرية الناصبة للمضارع. فما. بعدها. زائدة كافةٌ لها عن العمل).


19- مَتَى


مَتى: تكونُ حرفَ جرٍّ - بمعنى: (مِنْ) - في لُغةِ "هُذَيلٍ"، ومنهُ قولهُ:


شَرِبْنَ بِماءٍ البَحْرِ، ثُمَّ تَرَفَّعْتْ

مَتَى لُجَج خُضْرٍ لَهُنَّ نَئيجُ

20- لعَلَّ



لَعَلَّ: تكونُ حرفَ جرٍّ في لغة (عُقَيلٍ) وهي مبنيّةٌ على الفتح أو الكسر، قال الشاعر:


فَقُلْتُ ادْعُ أُخرَى وارفَعِ الصَّوْتَ جَهْرَةً

لَعَلَّ أَبي المِغْوارِ منْكَ قَريبُ

وقد يُقال فيها (عَلّ) بحذف لامِها الأولى.


وهي حرفُ جرّ شبيهٌ بالزائد، فلا تتعلَّقُ بشيءٍ. ومجرورها في موضع رفعٍ على أَنه مبتدأ. خبرهُ ما بعدَه.


وهي عندَ غير (عُقَيل)ناصبةٌ للاسم رافعةٌ للخبر، كما تقدَّم.
__________________
ابن حوران
ابن حوران غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 09-03-2012, 10:14 AM   #170
ابن حوران
العضو المميز لعام 2007
 
الصورة الرمزية لـ ابن حوران
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2005
الإقامة: الاردن
المشاركات: 4,483
إفتراضي

2- مَا الزَّائدَةُ بعْدَ الجارِّ

قد تُزادُ (ما) بعدَ (من وعن والباء)، فلا تَكفُّهنَّ عن العمل، كقوله تعالى: {مِمّا خَطيئاتهم أُغرِقوا}، وقولهِ: {عَمّا قَليلٍ ليُصبحنَّ نادمينَ}، وقولهِ: {فَبما رَحمةٍ من الله لِنتَ لَهُم}.


وقد تُزادُ بعدَ (رُبَّ والكافِ) فيبقى ما بعدَهما مجروراً، وذلك قليلٌ، كقول الشاعر:


رُبَّما ضَرْبَةٍ بِسَيْفٍ صَقيلٍ

بَيْنَ بُصْرى وَطَعْنَةٍ نَجْلاءُ

وقولِ غيره:

وَنَنْصُرُ مَوْلانا، ونَعْلَمُ أَنَّهُ

كمَا النَّاسِ، مَجْرومٌ عَلَيْهِ وجارِمُ

وإنما وجبَ أَن تكونا هنا عاملتينِ، غيرَ مكفوفتينِ، لأنهما لم تُباشِرا الجملة،

وإنما باشرتا الاسم.

والاكثرُ أن تُكُفّهما (ما) عن العملِ، فيدخلانش حينئذٍ على الجُمَلِ الاسميّة والفعليّة كقول الشاعر:


أَخٌ ماجِدٌ لَمْ يُخْزِني يَومَ مَشْهَدٍ

كمَا سَيْفُ عَمْرٍ ولَمْ تَخُنْهُ مَضارِبُهْ

وقولِ الآخر:


رُبَّما أَوْفَيتُ في عَلَمٍ

تَرْفَعَنْ ثَوْبي شَمَالاتُ

والغالب على (رُبَّ) المكفوفةِ أَن تدخلَ على فعلٍ ماضٍ، كهذا البيت. وقد تدخلُ على فعلٍ مضارع، بشرط أن يكونَ مُتَحققَ الوقوع، فيُنزّلُ منزلة الماضي للقطع بحصولهِ، كقولهِ تعالى: {رُبَما يَودُّ الذينَ كفروا لو كانوا مُسلمينَ}. ونَدَرَ دخولها على الجملة الاسميّة، كقول الشاعر:


رُبَّما الْجَامِلُ المُؤَبَّلُ فيهِمْ

وعَناجيجُ بَيْنَهُنَّ المِهارُ

3- واوُ رُبَّ وفاؤُها


قد تُحذَف (ربَّ)، ويبقى عملُها بعد الواو كثيراً، وبعد الفاء قليلاً، كقول الشاعر:


وَلَيْلٍ كَمَوْجِ الْبَحْرِ، أَرْخى سُدُولَهُ

عَلَيَّ. بِأَنْواعِ الهُمومِ، لِيَبتَلي

وقولهِ:


فَمِثْلِكِ حُبْلى قَدْ طَرَقْتُ وَمُرْضِعٍ

فَألْهيْتُها عَنْ ذي تَمائِمَ مُحْوِلِ

4- حَذْفُ حَرْفِ الجَرِّ قِياساً


يُحذَفُ حرفُ الجَرِّ قِياساً في ستَّة مواضع:


أ- قبلَ أنْ، كقوله تعالى: {وعَجِبوا أن جاءَهم مُنذرٌ منهم}، أي: لأنْ جاءهم، وقولهِ: {أوَ عَجِبتُمْ أنْ جاءكم ذِكرٌ من ربكم على رجلٍ منكم}، وقولِ الشاعر:


اللهُ يَعْلَمُ أَنَّا لا نُحِبُّكُمُ

وَلا نَلومُكُمُ أَن لا تُحِبُّونا

أي: على أن لا تُحبُّونا.


ب- قبلَ أنَّ، كقولهِ تعالى: {شهِدَ اللهُ أنهُ لا إِله إلا هو}، أي: شَهِدَ بأنهُ.

واعلم أنهُ إنما يجوزُ حذفُ الجارِّ قبلَ (أن وأنَّ)، إن يُؤمَنِ اللَّبسُ بحذفهِ. فإن لم يُؤمَن لم يَجز حذفهُ، فلا يقالُ: (رغِبتُ أن أفعلَ)، لإشكالِ المراد بعدَ الحذفِ، فلا يَفهمُ السامعُ ماذا أردتَ: أرَغبَتك في الفعلِ، أم رغبَتَكَ عنه؟ فيجبُ ذكرُ الحرف ليتعيَّن المرادُ، إلا إذا كان الإبهامُ مقصوداً من السامع.

ج- قبلَ (كي) الناصبةِ للمضارع، كقولهِ تعالى: {فرَددناهُ إلى أمهِ كي تَقرَّ عينُها}، أي: لكي تَقرَّ.


واعلم أن المصدرَ المؤوَّل بعد (أنْ وأنَّ وكيْ) في موضع جرَّ بالحرف المحذوف، على الأصحَّ. وقال بعض العلماءِ: هو في موضعِ النصب بنزعِ الخافض.


د- قبلَ لفظِ الجلالة في القسم، نحو: (اللهِ لأخدمنَّ الأمةَ خدمةً صادقةً)، أي: والله.


هـ- قبلَ مُميّز (كم) الاستفهامية، إذا دخل عليها حرفُ الجرِّ، نحو: (بكم درهم اشتريتَ هذا الكتابَ؟) أي: بكم من درهم؟ والفصيحُ نصبُهُ، كما تقدَّم في باب التمييز، نحو: (بكم درهماً اشتريته؟).


و- بعدَ كلامٍ مُشتملٍ على حرف جرّ مثله، وذلك في خمس صُوَر:


الأولى: بعد جوابِ استفهامٍ، تقول: (مِمَّنْ أخذتَ الكتاب؟)، فيقالُ لك: (خالدٍ)، أي:

من خالد.

الثانية: بعد همزةِ الاستفهام، تقولُ: (مررتُ بخالدٍ)، فيقالُ: (أخالدِ ابنِ سعيدٍ؟) أي: أبخالدِ بنِ سعيد؟.


الثالثة: بعدَ (إن) الشرطّيةِ، تقولُ: (إذهبْ بِمنْ شئتَ، إنْ خليلٍ، وإنْ حسَنٍ) أي: إن بخليلٍ، وإن بحسنٍ.


الرابعةُ: بعدَ (هَلاَ)، تقولُ: (تصدَّقتُ بدرهمٍ)، فيقالُ: (هَلاّ دينار)، أي: هلاّ تَصدَّقتَ بدينار.


الخامسة: بعد حرف عطفٍ مَتْلُوٍّ بما يصحُّ أن يكونَ جملةً، لو ذُكرَ الحرفُ المحذوفُ، كقولك: (لخالدٍ دارٌ، وسعيدٍ بُستانٌ)، أي: ولسعيد بستانٌ، وقولِ الشاعر:


ما لِمحُبٍّ جَلَدٍ أَنْ يَهْجُرا

وَلا حَبيبٍ رَأْفةٌ فَيَجْبُرَا

وقولِ الآخر:

*أَخْلِقْ بِذي الصَّبْرِ أَنْ يَحْظى بِحاجتِهِ
ومُدْمِنِ الْقَرْعِ لِلأَبوابِ أَنْ يَلِجا

أي: وبِمُدمنِ القرع. ومنهُ قولهُ تعالى: {وفي خَلقكم وما يَبُثُّ من دآبَّةٍ آياتٌ لقومٍ يُوقنونَ، واختلافِ الليلِ والنهار وما أنزلَ اللهُ من السماءِ من رزقٍ، فأحيا به الأرضَ بعد موتها، وتصريفِ الرِّياح، آياتٌ لقومٍ يعقلون}.
__________________
ابن حوران
ابن حوران غير متصل   الرد مع إقتباس
المشاركة في الموضوع


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع
بحث في هذا الموضوع:

بحث متقدم
طريقة العرض

قوانين المشاركة
You may not post new threads
You may not post replies
You may not post attachments
You may not edit your posts

BB code is متاح
كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

Powered by vBulletin Version 3.7.3
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
 
  . : AL TAMAYOZ : .