العودة   حوار الخيمة العربية > القسم الاسلامي > الخيمة الاسلامية

« آخـــر الـــمـــشـــاركــــات »
         :: قراءة فى مقال مستقبل قريب (آخر رد :رضا البطاوى)       :: نظرات فى مقال ماذا يوجد عند حافة الكون؟ (آخر رد :رضا البطاوى)       :: أهل الكتاب فى عهد النبى (ص)فى القرآن (آخر رد :رضا البطاوى)       :: المنافقون فى القرآن (آخر رد :رضا البطاوى)       :: النهار فى القرآن (آخر رد :رضا البطاوى)       :: نظرات في لغز اختفاء النياندرتال (آخر رد :رضا البطاوى)       :: الشكر فى القرآن (آخر رد :رضا البطاوى)       :: أنا و يهود (آخر رد :عبداللطيف أحمد فؤاد)       :: نقد المجلس الثاني من الفوائد المدنية من حديث علي بن هبة الله الشافعي (آخر رد :رضا البطاوى)       :: زراعة القلوب العضلية (آخر رد :رضا البطاوى)      

 
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
غير مقروءة 26-11-2023, 08:51 AM   #1
رضا البطاوى
من كبار الكتّاب
 
تاريخ التّسجيل: Aug 2008
المشاركات: 5,991
إفتراضي نظرات فى كتاب9 خرافات عن النحس

نظرات فى كتاب9 خرافات عن النحس
مؤلف البحث اياد العطار وهو يدور حول مجموعة من الاعتقادات الشائعة فى ثقافات شعوب العالم وعلى ألأخص منطقتنا وقد استهل البحث بإطلاق سؤال عن أسباب التشاؤم وحاول أن يجيب فقال :
"لماذا يتشاءم الناس من بعض الأمور؟ .
"لا تفعل ذلك .. إنه أمر سيء " .. عبارة طالما شنفت أسماعنا منذ نعومة أظفارنا ونحن نهم بالقيام ببعض الأمور , عادة ما يطلقها كبار السن من الأهل والأقارب وهم يلوحون بأصابعهم محذرين. وتنضوي تحت هذه العبارة مجموعة من النواهي والمكروهات التي يجب على الإنسان أن يبتعد عنها ويتجنبها لئلا تعود عليه بالبؤس والنحس والبلاء. والناس منقسمون في آرائهم حول هذه المحذورات , فهناك من يضحك منها ويستهزأ بها , وهناك أيضا من يؤمن بها إلى درجة تؤرق خياله وتنغص عليه حياته.
أذكر شخصيا بأني في فترة ما من حياتي كنت أحرص أشد الحرص على أن تكون أول خطواتي عندما أغادر المنزل بالقدم اليمنى , وأن أفتح الباب وأغلقه باليد اليمنى مع أني أعسر , وقد تحول ذلك إلى هاجس رافقني لفترة طويلة .. إنه وسواس .. وهو لا يعتمد دوما على الموروث الشعبي , بل قد يبتكر الناس أحيانا أشكالا وأنماطا خاصة بهم من هذه الوساوس , كأن يعتقد شخص ما بأن ارتداءه لقميص معين يجلب له الحظ وأن رؤيته لشخص بذاته في الصباح يجلب له النحس. "
الرجل يجيب بأن ألسباب لا تعود للموروث الشعبى وحده ولكن البعض يخترع نحسه بيده
وأول الأشياء التى ذكرها هو ايمان الناس بضرر الحسد والعمل على ابعاده بما يظنونه يمنع الضرر
قال العطار :
"يؤمن الناس بالحسد .. ويحاولون درءه بكل وسيلة ..
الحسد بحسب المعجم هو تمني زوال النعمة عن الآخرين. بمعنى آخر هو قدرة العين على إلحاق الأذى بالآخرين , ولهذا تسمى العين الحاسدة بالعين الشريرة. والاعتقاد بالحسد متأصل في منطقتنا العربية , جذوره ضاربة في القدم , ففي مصر الفرعونية اشتهرت عين حورس بأنها تدرأ الحسد , وفي سومر كانوا يعلقون التمائم على أبواب البيوت للغرض ذاته. وكانت العرب في الجاهلية تتطير من العين , خصوصا الملونة منها. والحسد مذكور في القرآن الكريم.
ولدرء الحسد قد يقدم الناس على أمور عجيبة , كأن يطلق بعضهم على أولاده أسماء قبيحة , فترى أحدهم يسمي أبنه "زبالة"! .. وذلك لكي لا تناله عيون الحاسدين , وهناك من يلبس ولده الصغير ملابس البنات ويطيل شعره , خصوصا عندما يكون الولد جميلا , أو يهمل نظافته حتى ليظن من يراه بأنه متشرد .. كل ذلك من أجل إبعاد العين الشريرة عنه. وقد يمنعون المرأة العاقر من دخول منازلهم , لئلا تحسد أطفالهم ولو عن غير قصد منها .. هذه الأمور وغيرها لم تكن غريبة عن مجتمعاتنا في الماضي , خصوصا فيما يتعلق بالأطفال , كونهم كانوا يموتون بكثرة لعدم توفر الدواء والطبيب , وكان هناك اعتقاد راسخ بأن مرض الطفل وموته سببه العين الحاسدة. وحتى في أيامنا هذا فليس من الغريب بأن تسمع أما تردد بغضب وهي تحمل طفلها المريض قائلة: " لقد حسدوه .. بالأمس لم يكن به شيء! ".
تلطيخ الحائط بدم الأضحية لدرء الحسد وابعاد الجن .. وهناك أمور أخرى قد يقوم بها الناس لحماية أنفسهم من الحسد , كالرقية وتعليق التمائم ولبس الحجب , وتعليق حذاء قديم بالسيارة الجديدة , وتلطيخ جدار البيت الجديد بدم الأضحية. ولعل الخمسة التي تكون على شكل يد في وسطها عين زرقاء مفتوحة هي الأشهر , تعلق على البيوت والسيارات وقد تلبس كقلادة , ومنها جاء القول المأثور: "خمسة وخميسة". والبخور والحرمل وسيلة أخرى تستعمل لرد العين الحاسدة , حيث دأبت بعض ربات البيوت على تبخير منازلهن لحماية أحبابهن وهن يرددن: "عين الحسود فيها عود"."
واستعرض أراء الأديان فى الموضوع فقال :
"لعلماء الدين آراء متباينة فيما يختص بالعين الشريرة , يرى بعضهم أن فهم وأدارك الناس لمسألة الحسد يشوبها الكثير من الخطأ , فعين البشر ليس بإمكانها أن تؤذي الآخرين بمعزل عن إرادة الخالق , ذلك أن الله هو الذي يقدر ويجري الأمور , وعليه فالمقصود بالنهي عن الحسد والتحذير منه هو أن يترفع الإنسان عن الأفكار السيئة والشريرة , وأن لا يضمر لأخيه سوى الخير والمحبة , إذ لا يليق بالإنسان المؤمن الصالح أن يضمر الشر في قلبه.
الجدير بالذكر هو أن الحسد ليس كله مذموم , فهناك نوع منه محمود , وهو الغبطة , ويعني التطلع إلى النعم التي بيد الغير من دون تمني زوالها عنهم , كأن تطمح لأن تصبح ثريا مثل جارك , فأنت تغبطه على ثرائه لكنك لا تحسده ولا تتمنى أن يفتقر , أو تتمنى أن تصبح طبيبا مثل أخيك من باب الإقتداء والإعجاب. وهناك من يرى بأنه لولا الحسد الذي يولد المنافسة لما وصلت البشرية إلى ما وصلت إليه من تطور ورقي."
وبالعودة لنصوص الوحى الإلهى التى لم يذكرها العطار نجد أن الحسد لا يمكن أن يضر أحد لأنه مجرد تمنى قلبى كما قال تعالى :
" حسدا من عند أنفسهم"

وأما الضرر فهو شر الحاسد أى أعماله السيئة لإزالة النعمة كإشعال الحرائق فى أملاك غيره أو خطف أطفاله أو الايقاع بينه وبين أحبابه أو شركائه أو منافسته وفى هذا قال تعالى :
" ومن شر حاسد إذا حسد"

وثانى ألأمور التى يؤمن بها البشر كسبب للنحس القطط السوداء وقد ذكرها فقال :
"القط الأسود
القط الاسود .. لماذا يحدق إليك؟ .. القطط حيوانات أليفة محبوبة عموما , لكنها في نفس الوقت غامضة , وأحيانا مخيفة , خصوصا حين نلمح قطا أسود يجلس بصمت على قارعة الطريق وهو يطيل التحديق إلينا .. إنه أمر يثير الرعب في قلوب أولئك الذين يؤمنون بأن القط الأسود ليس مجرد حيوان جميل وبريء , وإنما هو وسيلة تمويه وتنكر تستخدمها كائنات ما وراء الطبيعة كالجن والشياطين والعفاريت للدخول إلى عالم البشر والتلاعب بهم.
المعتقدات حول القط الأسود قديمة ومنتشرة في جميع أصقاع الأرض. في الفلكلور الغربي كان هناك ربط دائم بين القط الأسود والسحر , فكانوا يعتقدون بأن القطط السوداء هي خدم الساحرات وكانوا يؤمنون بأن مرور القط الأسود قاطعا الطريق على إنسان هو نذير شؤم , وقد يكون إشارة لموته القريب أما في الشرق فقد آمن بعض الناس بأن القط الأسود هو تجسيد الجن , وإن الجن يظهر في هيئة قط أسود ليقترب من البشر ويتلبسهم ويرى آخرون بأن أجساد القطط السوداء هي مأوى العفاريت تسكن إليها بعد حلول الظلام.
وفي السحر ذكروا خواصا عجيبة للقطط السوداء , فقالوا بأن أكل لحومها يدرأ السحر , ذكر ذلك الجاحظ في حيوانه حيث يقول:
"والعامة تزعم أن من أكل السنور الأسود لم يعملْ فيه السحر". وذهب إلى مثل ذلك الدميري في كتابه الحيوان حيث يقول: "السنور الأهلي، من أكل لحم الأسود منه، لم يعمل فيه السحر. وقال القزويني: مرارة الأسود، ومرارة الدجاجة السوداء، إذا جففتا وسحقتا، واكتحل بهما مع الكحل ظهر له الجن، وخدموه. قال: وهو مجرب "."
قطعا القطط السوداء مخلوقات مسلمة ساجدة مسبحة لله لا علاقة لها بمعتقدات الإنسان فيها من حيث كونها شؤم وفيها وفى الغراب القادم ذكره قال تعالى :
"وله أسلم من فى السموات والأرض طوعا وكرها"
وقال :
"ولله يسجد من فى السموات والأرض"
وقال :
ألم تر أن الله يسبح له من فى السموات والأرض والطير صافات كل قد علم صلاته وتسبيحه"
وثالث ما يجعله البشر نذير شؤم هو العراب وفيه قال :
"الغراب
طير الساحرات المدلل .. هو الأكثر ذكاء بين الطيور قاطبة , لكن ذلك لم يشفع له لدى البشر , فالكثير منهم ينظر إليه بعين الريبة ويتشاءم منه .. ربما لقبح صوته وهيئته , ولمكره ودهائه , ولكونه من الحيوانات القمامة التي تعتاش على الجيف وأجساد الموتى. هذا النفور من الغربان يعود لعصور سحيقة , ففي انجلترا وايرلندا كانوا يعتبرون الغراب تجسيدا لآلهة الحرب ونذيرا للموت.
أما في السويد فكانوا يعتقدون بأن الغربان هي أرواح الناس الذي ماتوا قتلى , وفي الدنمارك اعتبروها أرواحا شريرة تم طردها من الأجساد الممسوسة. أما العرب فرأوا في الغراب تجسيدا كاملا للشؤم والنكد , وعن ذلك يحدثنا الجاحظ في كتابه الحيوان قائلا:
رضا البطاوى غير متصل   الرد مع إقتباس
 


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 

قوانين المشاركة
You may not post new threads
You may not post replies
You may not post attachments
You may not edit your posts

BB code is متاح
كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

Powered by vBulletin Version 3.7.3
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
 
  . : AL TAMAYOZ : .