والخطأ المشترك بين الأحاديث أن قارىء الكهف ليلة أو يوم الجمعة يعطى النور من مكانه لمكة ويخالف هذا التالى :
أن النور يعطى للمسلمين فى الأخرة مصداق لقوله بسورة الحديد "يوم ترى المؤمنين والمؤمنات يسعى نورهم بأيديهم "
ونلاحظ أن الروايات بينهما تناقضات مكانية فمرة ما بينه وبين البيت العتيق ومرة من مكانه للسماء
ونلاحظ أن الرواية تقول مرة ليلة ومرة يوم
والخطأ أن قارىء الكهف ليلة أو يوم الجمعة له غفران 7 أيام ويخالف هذا التالى
-أن الغفران ليس بالأيام وإنما للسيئات مصداق لقوله بسورة هود"إن الحسنات يذهبن السيئات "
ثم قال :
ومنها: حديث علي بن أبي طالب قال: قال رسول الله":
من قرأ سورة الكهف يوم الجمعة فهو معصوم إلى ثمانية أيام من كل فتنة تكون، فإن خرج الدجال عصم منه.
أخرجه الضياء المقدسي وابن مردويه.
من طريق عبدالله بن مصعب بن منظور بن زيد بن خالد الجهني أبي ذؤيب، عن علي بن الحسين، عن أبيه، عن علي بن أبي طالب به.
وفيه رواية أخرى عند الضياء:
قال عبدالله بن مصعب: عن أبيه، عن جده، وحدثنا علي بن الحسين به.
قال الضياء المقدسي: عبدالله بن مصعب، لم يذكره البخاري، ولا ابن أبي حاتم في كتابيهما.
وقال أبو الحسن بن القطان: مصعب وابنه غير معروفين.
وقال الذهبي:
عبدالله بن مصعب بن خالد الجهني: عن أبيه، عن جده، رفع خطبة منكرة، وفيهم جهالة."
ومع تناقض المدة بين جمعتين وبين ثمانية أيام حاول التوفيق بينهما فقال :
"قلت: وعلى فرض ثبوت رواية ليلة الجمعة فيجمع بينها وبين روايات يوم الجمعة بأن المراد: اليوم بليلته، والليلة بيومها.
قاله الحافظ ابن حجر.
لكن الصحيح عندي هو قراءتها يوم الجمعة لا ليلتها؛ لما تقدم، والعلم عند الله."
وفى الفصل عاد لحديث أبو سعيد فذكر رواية مختلفة فقال :
"الفصل الثالث
عودا على حديث أبي سعيد الخدري
تقدم بعض ألفاظ هذا الحديث في الفصلين السابقين، وبقي فيه لفظ آخر، من المناسب ختم هذا البحث به، وذلك ما يلي:
عن أبي سعيد الخدري قال:
من قال إذا فرغ من وضوئه: سبحانك اللهم وبحمدك، أشهد أن لا إله إلا أنت، أستغفرك، وأتوب إليك، ختمت بخاتم، ثم رفعت تحت العرش، فلم تكسر إلى يوم القيامة.
أخرجه النسائي وابن أبي شيبة والحاكم وأبو القاسم الأصفهاني من طرق، عن سفيان الثوري، عن أبي هاشم الواسطي، عن أبي مجلز، عن قيس بن عباد، عن أبي سعيد الخدري به.
وهذا حديث موقوف، صحيح، رجاله رجال الشيخين.
...قال الحافظ ابن حجر:
قلت: رواه أبو إسحاق المزكي في الجزء الثاني، تخريج الدارقطني له من طريق روح بن القاسم، عن شعبة.
وقال: تفرد به عيسى بن شعيب، عن روح بن القاسم اهـ.
وقال الحافظ في موضع آخر:
ووجدت لحديث أبي سعيد المذكور قبل طريقا أخرى مرفوعة أخبرني أبو العباس أحمد بن الحسن المقدسي أنا أبو العباس أحمد بن منصور بن الجوهري، قال:
قرئ على فاطمة بنت علي بن القاسم بن عساكر، ونحن نسمع، عن عمر بن محمد بن معمر سماعا، قال:
أنا هبة الله بن محمد بن عبدالواحد، أنا أبو طالب بن غيلان، أنا أبو إسحاق بن محمد بن يحيى، ثنا أبو الأزهر، ثنا إسماعيل بن بشر بن منصور، ثنا عيسى بن شعيب، ثنا روح بن القاسم، عن أبي هاشم الرماني عن أبي مجلز، عن قيس بن عباد، عن قتادة، عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله":
من قال حين يفرغ من وضوئه: سبحانك اللهم وبحمدك، أشهد أن لا إله إلا أنت، أستغفرك وأتوب إليك، كتب في رق وطبع بطابع، ووضع تحت العرش، حتى تدفع إليه يوم القيامة.
قال الدارقطني بعد تخريجه في فوائد المزكى: تفرد به عيسى بن شعيب عن روح بن القاسم."
والخطأ فى الجديث كتابة ذلك الذكر وحده فى رق ويخالف هذا أن كل كلام الإنسان يكتب ثم يسلم للإنسان يوم القيامة وإنما كل لفظ يسجل ويكتب وفى هذا قال تعالى بسورة ق"ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد "وكل كلام أو عمل يكتب أى يسطر وفى هذا قال تعالى بسورة القمر "وكل شىء فعلوه فى الزبر وكل صغير وكبير مستطر "
وكعادته يحاول الرجل أن يوفق بين المتناقضات ناقلا من بطون الكتب حيث قال :
"وقال الحافظ أبو بكر الخطيب:
اختلاف الروايتين في الرفع والوقف، لا يؤثر في الحديث ضعفا لجواز أن يكون الصحابي يسند الحديث مرة، ويرفعه إلى النبي" ويذكره مرة أخرى على سبيل الفتوى، ولا يرفعه.
فحفظ الحديث عنه على الوجهتين جميعا، وقد كان سفيان بن عيينة يفعل هذا كثيرا في حديثه، فيرويه تارة مسندا مرفوعا، ويقفه مرة أخرى قصدا واعتمادا.
وإنما لم يكن هذا مؤثرا في الحديث ضعفا، مع ما بيناه؛ لأن إحدى الروايتين ليست مكذبة للأخرى...."
واختتم الرجل كتابه بخاتمة يؤكد فيه التوفيق بين المتناقضات رغم معرفته بها فقال :
"الخاتمة
اعلم أيها المسلم الكريم أن الأحاديث الواردة في فضل سورة الكهف اشتملت على مبحثين هامين:
الأول: الاعتصام بها من الدجال.
والثاني: قراءتها يوم الجمعة.
أما الأول: فقد جاء عن الرسول" أخبار بأن من حفظ وفي رواية:
من قرأ عشر آيات من أول سورة الكهف، فإنه يعصم من الدجال إلا أن النقلة لتلك الأخبار اختلفوا في قدر الآيات المحفوظة أو المقروءة فقد نقل بعضهم أنها عشر آيات، وبعضهم نقل أنها خمس، وبعضهم نقل أنها ثلاث.
وروى بعضهم قراءة كامل السورة كما أنزلت، وروى بعضهم أن العشر من أولها، وبعضهم روى أنها من آخرها، ونقل بعضهم عشر آيات منها، ونقل بعضهم أن من رآه فليقرأ عليه فواتح السورة، وبعضهم نقل أن من لقيه فليتفل في وجهه، وليقرأ عليه بقوارع سورة أصحاب الكهف.
والجمع بين هذه الروايات لا يتأتى إلا بحفظها كاملة؛ لأن من حفظها كلها صدق عليه أنه قرأ عشر آيات من أولها، وعشر آيات من آخرها، وصدق على أقل من ذلك.
فإذا خرج الدجال ولقيه المسلم فقرأها عليه صدق عليه أنه قرأ بفواتحها، وخواتيمها وقوارعها.
وأما المبحث الثاني فقد ورد فيه حديث أبي سعيد الخدري مرفوعا وموقوفا والموقوف له حكم الرفع _بلفظ:
من قرأ سورة الكهف يوم الجمعة أضاء له من النور ما بينه وبين البيت العتيق، وفي رواية: أضاء له من النور ما بين الجمعتين.
صححه جمع من أهل العلم وحسنه بعضهم، رواه خمسة من أصحاب هشيم بن بشير عنه بقيد يوم الجمعة، وهم:
أبو عبيد القاسم بن سلام، وسعيد بن منصور، وأحمد بن خلف، ونعيم بن حماد، ويزيد بن خالد بن يزيد الرملي, وخالفهم أبو النعمان محمد بن الفضل الملقب بعارم فرواه عن هشيم بقيد ليلة الجمعة وقد تغير في آخر عمره.
ومما يقوي رواية الجماعة أيضا مجيئه مقيدا باليوم في حديث ابن عمر وعلي بن أبي طالب _رضي الله عنهم_.
فائدة: جاء في حديث أبي سعيد المذكور زيادة: من قال إذا فرغ من وضوئه: سبحانك اللهم وبحمدك، أشهد أن لا إله إلا أنت، أستغفرك، وأتوب إليك، ختمت بخاتم، ثم رفعت تحت العرش، فلم تكسر إلى يوم القيامة."
وكل ما روى فى سورة الكهف كله كذب بسبب تعارضاته مع القرآن ومع نفسه ولا أدرى كيف يوفق أحدهم بين فواتح السورة وبين خواتمها ولا بين خمس وثلاث وعشر آيات .... وكل ما كتب فى التوفيق بين الروايات أدخل فى الإسلام ما ليس منه وجعله مثار سخرية أهل الأديان الأخرى
الروايات بحر من الضلال يبدو فيه الحق كنقطة مجهولة
|