انت من خير الامم ..طب ليه؟ عايز تعرف ادخل ..

[الشيخ عادل]

احبتى فى الله والاخوه الكرام


كان يا مكان..... كان الآن

معاكم اخوكم عادل الغلبان: الراجى عفو ورضا الرحمن :صلاة وشفاعة المختار العدنان

اللهم لا سهل إلا ما جعلته سهلا.. وانت تجعل الحزن إن شئت سهلا..

إخوانى في الله
كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْرًا لَّهُم مِّنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ (110)ال عمران

تكلمت فى الجزء الاول عن عناصر ومواصفات هذه الخيريه . والان اتكلم عن الجزء الثانى وهو لماذا هذه الخيريه فينا ...وبسم الله ابدأ.

يقول الحق عن منهج الله : (( واذكروا ما فيه لعلكم تتقون )) .
اياكم ان تطرأ عليكم الغفله من هذه الناحيه , فالذى يتعب الناس فى مناهج الله انهم يغفلون عنها ,
لان الطاعه تكلفهم مشقه وبعض العناء ..عكس المعاصى تكسبهم لذه وشهوه ..

فاوضح الحق : اذكروا جيدا الفعل ورد الفعل فى هذه القيم .

ونعلم ان الذكر يحتاج الى اشياء كثيره جدا ,فالواعظ مثلا يذكرهم دائما وقلت ان ( الوعظ ) هو نوع من اعاده التذكير بالاعلام بالحكم , فانا اعظ من علم الحكم ,لانى اريد ان يفعله ..

فبعد ان علمه الموعوظ علما فقط يريد منه الواعظ ان ينفذه عمليا .

فكلنا نعلم ان الصلاه ركن ,وان الحج ركن وان الزكاه ركن من اركان الاسلام ,وكلنا جاءنا العلم بذلك ,لكن منا من يكسل فى تطبيق هذا العلم ونظل ندق على دماغه بالتذكير والوعظ وهذا من خيريه امته صلى الله عليه وسلم:
(( كنتم خير أمه أخرجت للناس )) من الايه 110 ال عمران

لكن لماذا هذا التذكير يارب....؟ ..

فيجيب الحق : (( تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر )).

الامر بالمعروف عظه قوليه ,ويعددها الرسول صلى الله عليه وسلم لبقاء التذكير ..

وليأخذ كل مسلم منهج الله بقوه , فيقول فى الحديث : الذى رواه مسلم
(( من رأى منكم منكرا فليغيره بيده ,فان لم يستطع فبلسانه ,وان لم يستطع فبقلبه وهذا اضع الايمان ))..
اذن فقد نقل الرسول المسأله من الامر وهو القول والنهى الى ان يباشرها فعلا ,فان لم يستطع الانسان منا تغيير المنكر بلسانه او بيده فلينكره بقلبه

ونجد القران قد جاء بها امرا ونهيا ,...

والرسول جاء بها فعلا....

لان هناك فرقا بين المعلومه التى تدخل الذهن ,وحمل النفس على مطلوب المعلومه ..
ولذلك نحن ندرس الدين فى مدارسنا ,وندرس فيها ايضا الجبر والهندسه , والكيمياء والطبيعه ,,

والمتعب ليس تدريس الدين ,بل الذى يتعب الناس هو حمل النفس على مطلوب الدين.. .

لكن التلميذ حين يتعلم الجبر والهندسه او الكيمياء ,فهذه علوم تعطى الانسان خير الدنيا فيذهب لها ,

لكن مساله الدين مساله قيم لذلك لا يكفى ان نعلم الدين بل لابد ان تنفذ ذلك العلم ,
وتنفيذ هذه المساله يكون بالتطبيق فى سلوك من اسوه حسنه وقدوه طيبه.

وهب ان الذى يعلم الدين يدرسه معلومه ويدخلها فى نفوس اليلاميذ , ثم لا يجدون من اثر هذه المعلومه نضحا على سلوك من علمها ,ماذا يكون الموقف؟؟.

هنا تضعف ثقه التلميذ فى استاذه , وتضعف ثقته فى الدين ,لانه لم ير من الدين الا كلاما يقال ,بدليل ان من يقولانه لا ينفذونه وفى هذا فشل فى تعليم منهج الدين .والخطأ اذن فى :

ان الناس يظنون ان منهج الدين يقف عند تعليم المعلومات الدينيه ,
اقول لهم لا : ان تعليم يقتضى تنفيذ ما فيه من معلومات ,عكس العلوم الاخرى التى تعطى المعلومه فقط ..وان أراد الانسان ان ينتفع بها فى حياته انتفع ,وان لم يرد فهو حر فى ذلك.

اذن فالتذكير مره يكون بالامر بالمعروف وبالنهى عن المنكر ,ومره يكون بالفعل ,(( من رأى منكم منكرا فليغيره يبده ,فان لم يستطع فبلسانه )) ,

وماذا يعنى التغيير باللسان ؟؟..

يعنى ان الانسان ان كان عنده حسن تأد واستعداد للعظه ومعرفه أدب النصح فله أن يقبل على تناول العظه .وليس كل انسان صالحا لان ينصح , لان المنصوح يخالف المنهج والناصح يقف امامه حتى لا يخالف المنهج ..انه يخرجه عما الف واحب ,لذللك يجب ان يتلطف الناصح فى النصح .

ومثال ذلك نجد الطبيب حين يذهب اليه المريض يصف له الدواء ,والدواء قديما كان مرا .
وكانت الناس تأخذ بصعوبه ويمسك الكبار الاطفال ليعطوهم الدواء .
وحين ارتقت صناعه الدواء قام الصيادله بتغليف جرعه الدواء بغلاف يحجب المراره .

ليتلطفوا مع مريض الجسم . فما بالك بمريض القيم ؟.

انه يحتاج الى المساله نفسها .لذلك لابد ان نجعل النصح خفيفا, ولا نجمع على المنصوح بين ان نخرجه عما الف وما يكره من الاساليب , ولذلك اقول دايما :
ان النصح ثقيل لانك حين تنصح انسانا فمعنى ذلك انك افترضت انك افضل منه سلوكا. وهو اقل منك فى ذلك . وهذا هو اول مطب , وينظر لك المنصوح على انك تفهم احسن منه .

ولهذا قالوا فى الاثر : النصح ثقيل فلا ترسله جبلا..ولاتجعله جدلا.

وقيل ايضا : الحقائق مره فاستعيروا لها خفه البيان..

هكذا يكون التذكير , وان لم تستطع ان تمنع بالفعل فامنع بالقول ..لان التغيير باليد يحتاج الى سلطه المغير على المغير عليه وهذا لا ياتى الا بان يكون للمغير مقدمه وسابقه مع المغير عليه يثبت فيها ان المغير يحب مصلحه المغير عليه او المنصوح .

وقد يكون ذلك واردا من غير ان نقول . كأن تكون اباه او امه . والاب والام يقومان برعايه الابن , وتلبيه احتياجاته طعاما ومشربا ومسكنا ومصروفا . وكل منهما هو المتولى لمصالح الابن .واذا كان الناصح ليس له هذه الصله بالمنصوح , فعليه ان يتلطف له اولا بما يحب . فحين يطلب منك امرا تقوم باجابته الى طلبه وتنبهه بعد ذلك الى ما تريد ان تنصحه انك قد قدمت له شيئا من المعروف فيتحمل منك النصح.
ومثال اخر : افترض ان ابنك قد طلب منك ان تحضر له ساعه . وبعد ذلك قالت لك امه : انه لم يستذكر دروسه حتى الان . ثم تاتى له بالساعه وتقول له : يا ولد انت اردت منى ساعه واحضرتها لك , وتناولها له وتقول :
ان امك قالت لى انك غير مهتم بدروسك , ولو تذكرت قولها لما احضرت لك الساعه . وقد توجه له توبيخا فيضحك لانك قد حننت عليه وبينت له انك تحبه فيقبل النصح, حتى ولو صفعته قد يقبل لانه يعلم انك تحب مصلحته ...
اذن للتذكير الوان متعدده :::

عظه بالقول ...وتغيير بالفعل.... وانكار بالقلب

واخيرا ارجو ان اكون قد وصلت لكم المعلومه وجزاكم الله خيرا

انتظرونى وفضفضه اخرى.... ولو مت فى الفردوس الاعلى ان شاء الله

[sodies]