بسم الله الرحمن الرحيم
أخي العزيز عليًا أعلاك الله في الدنيا والآخرة :
كلامك هذا يتسم بعدة مزايا ويحتاج إلى تعليق مطوّل عليه ، فهو عقلاني بالدرجة الأولى،
إنساني بالدرجة الثانية ،عالمي بالدرجة الثالثة إذ يتسم بحالة من العمومية التي لا
يختلف فيها اثنان وهي أن الكل يريد السلام وأننا علينا التفرقة بين الصليبي والنصراني
واليهودي والصهيوني .حقيقة كل ما أردت أن أقوله هو أن هدوء الأعصاب والاتزان الانفعالي
في مثل هذه المواقف وهو ما أفتقد أنا إليه بشدة هو العنصر الحاسم في توحيد الصف
داخليًا حتى لا تكون الحرب مزدوجة المقاومة أمام الصهيانة ثم نحن بين بعضنا البعض.
أشعر بالدفء في حروفك وكأنني أسمعها هادئة هامسة قد ارتسمت حولها دموع الشجن
بعدما فشل الصمت في مغالبتها . نعم نحن بحاجة إلى إعادة النظر في الواقع التعليمي
لأن واقعنا التعليمي لا يحيي فينا روح الإبداع التي تعيننا باعتبارها من أسباب النصر في
مواجهة المستقبل ... وأنا باعتباري دارسًا في هذا المجال من الممكن أن أدلي بالكثير
والكثير لكن ليس هذا بوقته .
متابعتك لما قالته ليفني كان واضحًا فيها تأثرك بهذا الموقف المخزي . وفي الوقت
الذي يتبادلون فيه الابتسامات في معارض أزياء الجامعة العربية أرى عبارتك الباكية
فكيف أشارك وهذا حال أخوتي في غزة ؟ .عبارة
مؤثرة للغاية . لو حاولت تعليقًا على خطابك الرائع بنيويًا وعقلانيًا لطال الوقت أكثر
لكن حسبك أن أعدت توازنًا بمقالك هذا كان غائبًا ومن هنا يدرك الكثير أن فردًا واحدًا
بمشاركة واحدة قد يصلح ما لا يصلح بألف مشاركة.ولعل هذه الأحداث تلعب دورًا كبيرًا
في تشكيل عقول الأجيال التالية علينا والتي خرجت ولم تتفتح عيونها رغم بعدها عن
غزة إلا على الدموع والدمار لعل هذه الأحداث وهي كذلك إن شاء الله تصنع
مجتمعًا يدرك أن إدراك كل فرد لقيمته والمواهب التي أودعها الله فيه هي التي
ستصلح بإذن الله الحال بعد التوكل على الله . قال تعالى :"عليكم أنفسكم لا يضركم من ضل
إذا اهتديتم"وهو ما يجعلنا وأغلبنا في ريعانة الشباب يعيد التفكير مرة أخرى بعد الانتصار
بإذن الله فيما ينفع به أمته بعلمه وفكره .
مقالة هي الأكثر تفردًا من بين المقالات الكثيرة التي امتلأت بها هذه الخيمة .. أجاب
الله دعاءك وحقق رجاءك والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته