العودة   حوار الخيمة العربية > القسم العام > الخيمة الساخـرة

« آخـــر الـــمـــشـــاركــــات »
         :: قراءة فى مقال هستيريا (آخر رد :رضا البطاوى)       :: قراءة فى مقال فن التحقيق الجنائي في الجرائم الإلكترونية (آخر رد :رضا البطاوى)       :: قراءة فى مقال مونوتشوا رعب في سماء لوكناو الهندية (آخر رد :رضا البطاوى)       :: A visitor from the sky (آخر رد :عبداللطيف أحمد فؤاد)       :: قراءة فى مقال مستقبل قريب (آخر رد :رضا البطاوى)       :: نظرات فى مقال ماذا يوجد عند حافة الكون؟ (آخر رد :رضا البطاوى)       :: أهل الكتاب فى عهد النبى (ص)فى القرآن (آخر رد :رضا البطاوى)       :: المنافقون فى القرآن (آخر رد :رضا البطاوى)       :: النهار فى القرآن (آخر رد :رضا البطاوى)       :: نظرات في لغز اختفاء النياندرتال (آخر رد :رضا البطاوى)      

 
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
غير مقروءة 17-05-2008, 12:16 PM   #1
ابن حوران
العضو المميز لعام 2007
 
الصورة الرمزية لـ ابن حوران
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2005
الإقامة: الاردن
المشاركات: 4,483
إفتراضي لا يحب الشحم في الطعام

لا يحب الشحم في الطعام

عندما تنضب المواضيع ومواد الكلام، يبحث متثاقل في جيوب معرفته، ويظن أنه بطريقته هذه سيكسر الصمت المؤقت المخيم على جوه مع من يجالسه، سواء كان هذا الجليس رجلا أم امرأة وتتفتق عن قريحته معلومة كأنها اكتشاف (نيوتن) أو (أرخميدس)، فيفاجئ من يجلس معه بأنه لا يحب الشحم في الطعام!

ينظر الجليس الى هذا الفطير، الذي يعتقد أنه يكشف سرا من أسرار الكون، وترتبك قدرته في تصنيف مشاعر نفسه، هل يضحك أم يغضب، ولو تلصص أحد الجالسين أو المارين من جنب هذين المتحاورين المفلسين، وتركهما عدة دقائق ليعود يتصنت عليهما، لوجد أن الحديث قد وصل الى مرحلة أن (شوربة العدس) بماء المطر أشهى من الماء العادي .. وأن الجليس قد انخرط في سرد ما يحب وما يكره من الطعام والأغاني و الدول العشائر والقبائل وحساسيته من قماش النايلون الخ ..

هذا المشهد، يتكرر كل يوم وفي مختلف أنحاء العالم، فالحديث بطبيعته يحب السهولة كجريان الماء ولأنه كذلك، فإنه يجري نحو الانحدار ولا يميل للصعود، فإن بدأ الحديث بكره البصل، فإنه سيمر بعدم الرغبة بركوب الحافلات وانتقاد الشعب الفلاني، وقد ينتهي بالكشف عن جرح في البطن حدث قبل ثلاثين عاما، فيرفع المتكلم قميصه ويضع أصبعه على أثر الجرح، فيفكر جليسه بجرح في جسمه، فإن لم يجد سينتقل بالحديث عن محاولات فاشلة لكلاب أرادت أن تنهشه.

هذا كله يعود للفراغ الكبير، ويبدأ مع عهد الطفولة حيث يقضي الطفل ساعات في محاولة رمي الحصى على صفيحة معدنية قديمة. ويعتبر (القال والقيل) مرحلة متقدمة من تلك المهارات (الفاقسة) التي تنتج عن الفراغ. فالنسوة اللواتي لا يجدن ما يتحدثن به في مرحلة يدخلن في الحديث عما يحب أزواجهن وما يكرهون ويعرجن على الأولاد، ثم يتناولن بحديثهن أي امرأة غائبة.

وكون الفراغ لم يعد يقتصر على الأطفال والنساء، بل امتد للرجال، فقد اكتسبوا تلك العادة المقيتة وتفوقوا بها على النساء.
__________________
ابن حوران
ابن حوران غير متصل   الرد مع إقتباس
 


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 

قوانين المشاركة
You may not post new threads
You may not post replies
You may not post attachments
You may not edit your posts

BB code is متاح
كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

Powered by vBulletin Version 3.7.3
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
 
  . : AL TAMAYOZ : .