العودة   حوار الخيمة العربية > القسم الثقافي > صالون الخيمة الثقافي

« آخـــر الـــمـــشـــاركــــات »
         :: قراءة فى مقال فن التحقيق الجنائي في الجرائم الإلكترونية (آخر رد :رضا البطاوى)       :: قراءة فى مقال مونوتشوا رعب في سماء لوكناو الهندية (آخر رد :رضا البطاوى)       :: A visitor from the sky (آخر رد :عبداللطيف أحمد فؤاد)       :: قراءة فى مقال مستقبل قريب (آخر رد :رضا البطاوى)       :: نظرات فى مقال ماذا يوجد عند حافة الكون؟ (آخر رد :رضا البطاوى)       :: أهل الكتاب فى عهد النبى (ص)فى القرآن (آخر رد :رضا البطاوى)       :: المنافقون فى القرآن (آخر رد :رضا البطاوى)       :: النهار فى القرآن (آخر رد :رضا البطاوى)       :: نظرات في لغز اختفاء النياندرتال (آخر رد :رضا البطاوى)       :: الشكر فى القرآن (آخر رد :رضا البطاوى)      

 
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
غير مقروءة 04-06-2007, 05:41 PM   #1
خاتون
مشرفة سابقة
 
تاريخ التّسجيل: Oct 2006
الإقامة: المغرب
المشاركات: 489
إفتراضي البتراء

هدية إلى غاليتي: العنود النبطية

الشاعر الكبير سعود الأسدي



بـمثلِكِ الـفخرُ يـا بَـتْراءُ يفتخرُ
فَـلْتَشْمَخي ! أنتِ أنتِ العزمُ والقَدَرُ

وأنـتِ سـيفُ الرّدَى في كلِّ ازلةٍ
فـلتضربي وتـردِّي كيدَ من غدروا

بـتراءُ كـمْ في كتابِ المجدِ من سُوَرٍ
قـرأتُ عًـنْكِ رواها البدوُ والحضرُ

مـن " أمِّ قيسٍ " أتاكِ القيسُ ممتَشَقاً
وهي " الجدارةُ " تحمي ساحَها الجُدُرُ

ومـن روابٍ بها اليرموكُ قد عَشِقَتْ
أمـواجَه الـبِيْضَ سُمْرُ الحيِّ والسَّمَرُ

و" قـلعةُ الـرّبَضِ " القعساءُ iرابضةٌ
لـلوَثْبِ تـحفِزُ إنّ الـوثبَ يُـبْتَدَرُ

قـد جـئتُ والشعرُ يا بتراءُ وقفتُهُ
فـيها الـتّوَجُّسُ إن لم تُجْتَلَ الدّرَرُ

وأنـتِ فـيكِ بـيانٌ مـن شواردِهِ
عـلى الـعِطَاشِ كـماءِ المُزْنِ ينهمرُ

ماذا أغنِّيكِ من شعري وذي "جَرِشٌ "
مـلاحمٌ مَـدُّها يـعلو يـنحدرُ

دخـلْتُها فـسمعتُ الـصّخرَ أنَّـتَهُ
يـشكو من الضّيمِ هل ينضامُ مُقْتَدِرُ

كـلاّ ، ولكنْ صروفُ الدّهرِ قاهرةٌ
لا كـانَ دهـرٌ به الأحرارُ قد قُهِرُوا

وأنـتَ أردنُّ فـيكَ الـجمرُ مـتّقِدٌ
فَـضَعْ عـليه يُـواتِ المَلُّ والسِّدَرُ

واقـدحْ شـرارةَ حُبٍّ يأتِ مشتعلاً
قـلبٌ كـواهُ اللظى مما رَمَى الشّرَرُ

لـديكَ مـا أبـدعَ الأنباطُ من مثلٍ
مُـنَىً كِـبارٌ كما تُبْنَى الرُّؤَى الكُبَرُ

فـجـدّدِ الـعهدَ لـلبتراءِ إنّ لـها
روحـاً تـجدّدُها الأيـامُ والـعُصُرُ

سـمعتُ فـيها حفيفَ الصخرِ ملتهفاً
كـما يـحفّ هـوىً بالريشةِ الوَتَرُ

عـجبتُ والـصّخرُ في بتراءَ معجزةٌ
عـنها تَـكَلَّمَ فـي أرْباضِها الحَجَرُ

وقـالَ لـي : إنّ لـلبتراءِ قـصّتَها
فـقلتُ : حَدِّثْ فإني السمعُ والبَصَرُ

فـقال : ما أنتَ والأسرارُ قلتُ له:
بـئرٌ بـغورٍ عـميقٍ لـيس يُسْتَبَرُ

تَـلفّتَ الـصّخْرُ حتى لا يَرَى أحداً
غـيري ووشـوشني فـالسِّرُّ ُمُسْتَتِرُ

وقـد حَـلَفْتُ بـأني لا أبـوحُ به
فـلستُ أفـشيهِ مهما طالَ بي العُمُرُ

ولـيس يـدريهِ قبلي غيرُ "دُوشَرَةٍ "
إذ كـان ربَّ الغرانيقِ الأُلَى ذُكِرُوا

ويـومَ ولّـى تـولّى الـسّرُّ أجمعَه
لـم يَـبْقَ فـي الدهرِ عينٌ منه أو أثرُ

إلاّ مـديـنةُ بـتـراءٍ وأعـمـدةٌ
شـابَ الزّمانُ وما شابوا وما كَبِرُوا

مُـدَلَّهونَ بِـحُبٍّ لـيس يـبرحُهُمْ
مُـوَلَّـهونَ بـخُلْدٍ لـيس يـندثرُ

وتـلكَ بـتراءْ قـد دانَ الوجودُ لها
أمـامَها كـلُّ أهْلِ الكِبْرِ قد صَغُروا

مـدينةُ الـوردِ والألـوانِ ما فتئتْ
يُـضفي عـليها سنىً تاريخُها النَّضِرُ

شـقائقٌ مـن نسيجِ الشّمسِ لحْمَتُها
أمّـا سَـداها فـمَمّا يـنسِجُ القمرُ

قـد طـرّزتها يَـدَا " عشتارَ " أرديةً
غـلائـلاً لـعذارى زانـها الـخفرُ

بـناتُ نَـبْطٍ وشـعري بعضُه غزلُ
يـلـيقُ تـسمعُهُ غِـزلانُها الـعُفُرُ

هُـنَّ الـحِسانُ كَسَوْنَ العيدَ بهجتَهُ
غـنّتْ لـهنَّ قِـيانٌ أنـجمٌ زُهُـرُ

يُـبْدينَ من روعةِ الإنشادِ ما قَبَسَتْ
عـنه فـصاحتَهُ لـما نَـمَتْ مُضَرُ

مـثقّفاتٌ حـفظنَ الشّعرَ من كتبٍ
شـبانُ بـتراءَ مـن إلهامِها سَطَروا

يَـضْرِبْنَ بـالدُّفّ مـوسيقى مُؤلّهةً
بـينَ الـمعابدِ لـم يـحلُمْ بـها بَشَرُ

حـتى غـدا كـل خَصْرٍ في رشاقتِهِ
يـهتزُّ والـخَصْرُ يـحلو حينَ يُخْتَصَرُ

كـمْ سـاعدٍ لفَّ من خَصْرٍ وطوَّقَهُ
لـطفاً ولـيناً وخَـصْرٍ باتَ ينتظرُ

وكـمْ شِـفاهٍ مـحا التقبيلُ حُمرتَها
عـلى شـفاهٍ رحيقَ التّوتِ تعتصِرُ

هـي الـحياةُ يُـلبّي الصّبْحُ دعوتَها
إذا دعـتْهُ كـذاكَ الـليلُ والسّهَرُ

وجَـنّةُ الـصخرِِ فـي بـتراءَ وارفةٌ
يـا بـؤْسَ قومٍ بها مرّوا وما شعروا

كـأنّهم مـا رأوا أشـجارَ رونقِها
مُـنَـمْنَماً وعـليها أيـنعَ الـثّمَرُ

والـحارساتُ عـلى أبـوابها وقفتْ
والـرّمحُ والـصّبحُ والهيجاءُ والظّفَرُ

والـخيلُ والـليلُ أنـداءٌ مـعطَّرةٌ
والـرّيحُ والـشّيحُ غنَّى بوحُه العَطِرُ

فـإنْ بـكيْتُ عـلى أعـتابِها طَرَباً
فـإنّما بـالنّدى يبكي الضّحى الزَّهَرُ

وإنْ شـكوْتُ عـلى آمـالِها ألـماً
فـغـيـرُ وِزْرِيَ لـلـبتراءِ لا أزِرُ

قـمريّةُ الـشّدوِ فيها رُحْتُ أسألُها
هـل مـن عبيدةَ أو من حارثٍ خبرُ

قـالتْ نِعِمّا وغنّتْ فوق " خزنتِها "
لـحناً شـجيّاً لـه الـجُلْمودُ ينفطرُ

كـأنّما نَـفْحَةُ الـقَيْصُومِ نـغمتُها
أو الـعَرَارِ سَـقَى أنـساغَهُ الـمطرُ

وجـدْتُ فـي حزنِها حزني وحرقتَها
فـي حـرقتي ولـدينا الوَجْدُ مستعرُ

نـبكي على الأهلِ مذْ بانُوا فوا أسفا
فـهلْ يـكونُ لـقاءٌ بعدما هجروا

ونـحنُ صِـنْوانِ حُبُّ الأرضِ يجمعُنا
بـها ارتـبطْنا وسـاوَى بيننا القَدَرُ

إنـي لألـثمُ أرضـاً داسَـها قَـدَمٌ
مـن ربّةِ الخِصْبِ حيثُ الطّيبُ ينتشرُ


والأرضُ مـذْ أنـشأتني طينةٌ جُبِلَتْ
بـالحُبّ كـالأمِّ نِعْمَ الصّدْرُ والدِّرَرُ

الأرضُ لـي فـإذا ما القَسْرُ جرّدَني
مـنها أقـولُ : بـإنّ القَسْرَ يُقْتَسَرُ

مـن يأخذِ الناسَ بالسّيفِ الغريرِعلى
حـينٍ مـن الغَرِّ يأخذْ شخصَه الغَرَرُ

ولـي من الأرضِ ما للطّفلِ من حُلُمٍ
لـي الـشقيقانِ مـنها البحرُ والنّهَرُ

ولـي الأنـيقانِ منها الطّلُّ والسَّحَرُ
ولـي الصديقانِ منها الشِّعْرُ والصُّوَرُ

ولـي الـطريقانِ منها السّهْلُ والوَعَرُ
ولـي الـطليقانِ منها الظّبي والسَفَرُ

ولـي الـرّشيقانِ مـنها البازُ والنّمِرُ
ولـي الـبريقانِ مـنها الفِكْرُ والعِبَرُ

ولـي العميقانِ منها الصّمْتُ والحذَرُ
ولـي الـرفيقانِ منها السّهْمُ والوَتَرُ

ولـي الـرقيقانِ منها الخَمْرُ والأشَرُ
ولـي الـعشيقانِ وجهُ الحسْنِ والنّظَرُ

ولـي الـليالي وليلَى ثمّ لِيْلِي وليْ وليْ
والـناسُ أجمعُ إن غابوا وإن حضروا


أهـلي ورائـيَ فـي بتراءَ هل سمعوا
أهـلي أمـاميَ في كنعانَ هل خَبَرُوا

فـإن شـربْتُ حُـمَيّا كأسِهِمْ ظَمَأً
فـقد عَـرَانيَ مـن بـترائِهِمْ سَكَرُ

فَصِحْتُ والـوَجْدُ لا يألو يحاصرني
حـتى حَسِرْتُ وأعيا منطقي الحَصَرُ

ردّوا صِـبايَ جـديداً كي أحاسبَهُ
فـإنّ عُـمْراً بـلا لُـقياكُمو هَدَرُ

فـإنْ شَـقَقْتْ عليكم ثوبَ عاطفتي
فـقد عَـصَفْتُ فـلا أُبقي ولا أذَرُ

أنـا حـنينٌ أنـا شـوقٌ أنـا أمَلٌ
أنـا جُـذورٌ أنـا تُـرْبٌ أنا شَجَرُ

أنــا مَـثَارٌ ولـي ثـارٌ سـآخذُه
أنـا انـفجارٌ أنـا نـارٌ أنـا سقَرُ

يـا تـقبروني ! أنـاديكُمْ أنا شَغَفٌ
ألاّ أمـوتَ وأنـتمْ نَسْلُ من غَبَرُوا

أريـدُ خُـلْداً ومـا أشـتاقُ أعلنُهُ
فـي غـيِر بـتراءَ لا أشـتاق أنقبرُ

أمُّ الـصّخورِ وقـد لانتْ ملامسُها
كـما الـحريرِ فـلا وَخْـزٌ ولا إبَرُ

وهـيَ الـسّكينةُ أغـفو في رفارفِها
لا ضَـجَّةٌ فـي حَـناياها ولا ضَجَرُ

هـناكَ تـحتَ ظـلالٍ من شواهقِها
تـرتاحُ روحـي ولا مَـنٌّ ولا كَدَرُ

عـمّانُ والـحُبّ سِـرُّ المرءِ يحفظُهُ
وربّـما شَـفَّ عـنه الشّطْحُ الهذَرُ

عـمّانُ قـومي إلي بتراءَ اعتذري
عـنّي وعنكِ وخيرُ القوم من عذروا

فــلا يـليقُ عُـقوقُ الأمِّّ إنّ لـها
فَـضْلاً عـظيماً وللفجّار ما فَجَرُوا

فَـلْنُنْجِزِ الـوعدَ فـي بَـعْثٍ تجدّدُهُ
روحُ الـحضارةِ فـي إيصال ما بتروا

وَلْـنَبْنِ من صًخْرةِ البتراءِ نهضةَ من
شـدّوا العزيمةَ في الجلَّى وقد صبروا

فـإَنّ مـن يـبتني بـالصّخرِ نهضتَهُ
مُـؤاخياً عـزمَهُ والـصّدقَ ينتصرُ


هذه باقة من الكلمات الفيروزية أهديك إياها
فكوني بالقرب
واسلمي

تحياتي
خاتون

آخر تعديل بواسطة خاتون ، 04-06-2007 الساعة 06:37 PM.
خاتون غير متصل   الرد مع إقتباس
 


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 

قوانين المشاركة
You may not post new threads
You may not post replies
You may not post attachments
You may not edit your posts

BB code is متاح
كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

Powered by vBulletin Version 3.7.3
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
 
  . : AL TAMAYOZ : .