الطاووس
مدن بالطاعون تموت وأخرى يضربها الزلزل
ومجاعات وحروب في كل مكان ودمار
وحضارات وعصور تنهار
لكن الطاووس ، بلا خجل ، يظهر عورته للناس .
1985
الى يشار كمال
مخترقاً جدران الغرف الصماء
ولغات شعوب القارات
مصهوراً بالنار
والألم الخلاّق
يتحدى الرمم الصلعاء
وصغار الكتّاب
أشعل باسم الانسان المفعم موتاً
ثورة ابداع في الابداع .
1985
طفولة شاعر
عائشة بنت السلطان
كانت من أعلى نافذة في قصر السلطان
ترنو لخيول السلطان
وعبيد السلطان
كانت ترشقني – وأنا أبكي
تحت النافذة العليا
مكسور القلب – بوردة
لكنّي أتجاهلها
وأقول لنفسي
وأنا أبكي في حرقة :
ماذا لو أسرجت حصاني وغزوتُ البلدة ؟
1985
القصيدة
يتجول في نومي رجل النور
يتوقف في الركن المهجور
يُخرج من ذاكرتي كلماتٍ
يكتبها
ويعيد كتابتها في صوت مسموع
يمحو بعض سطور
ينظر في مرآة البيت الغارق بالظلمة والنور
يتذكر شيئاً
فيغادر نومي
استيقظ مذعوراً
وأحاول أن أتذكر شيئاً
مما قال ومما هو مكتوب
عبثاً ، فالنور
مسح الأوراق وذاكرتي
ببياض الفجر المقتول .
1985
المغول
كان المغول على ظهور الصافنات –
دُمىً يحرك واهيات خيوطها
عصر يموتُ
غريزةُ التاريخ
تحت سماء موت الآخرين –
عيونهم خرز ملونة
بأعناق السهوب :
مجاعة / برق / بكاء الأرض
قبل مخاضها الدامي
وجوه تقرأ الأفق المُغشى بالحرائق :
انها حمّى الولادة
انه الطاعون
حاصر { قندهار }
وحاصر المدن التي ذُكرت
بأسفار اليهود
وشقّ أرحام السبايا
سمّم الأنهار
حطّم سقف هذا الكون
داس بخيله جثث الملوك
أماط عن وجه الطبيعة سرّها المكنون
عرّى نطفة العدم الذي يسري بشريان
الوجود / أعاد خلط الماء والأوراق
والنار / الضحايا والغزاة : عجينة عمياء
تبحث في المرايا
عن وجوه القادمين من السهوب
ليحرثوا بسيوفهم
عطشَ الحياة وجوعها
..........................
وعلى رماد حرائق المدن
التي نزفت دماً
هُزِمَ المغول .
1988
رجل وامرأة
يسقط الثلج على مدخنة البيتِ
وفي بهو المرايا
امرأة منتظرة
رجل في دمها ، يحرث ، مأخوذاً
حقولَ الجسد المزدهرة
رجل يوُلد من أضلاعها
يسكن فيها
يختفي في الذاكرة
نابضاً في قطرات دمها المفترسة
صاعداً كالشجرة
في خلاياها وفي أوصالها المرتجفة
رجل عانقها
فاشتعلت في دمها ، نار الفصول الأربعة .
1988
الحصار
الى خليل حاوي في ذكراه
محجوزة : كل منافي الأرض والسجون
أقبية التعذيب والجنون
أقنعة المهرجينَ
وقناني الخمر والسموم
مطاعم المدينة / الملاعق / الصحون
قصائد التفعيلة / العمود
محاكم التفتيش
تذاكر المسارح / الملاجىء / القبور
كينونة الحب / قباب النور
أضرحة الملوك
عواصم الخيانة / اللاهوت
فأين يمضي شاعر
نجا من الموتِ
لكي يموت ؟
1988
الطلسم
أحرقني برقُ العشقِ ، صغيراً
أحرقني الصمتُ / الطلسم / السحرُ
الأسودُ في قاع مدينتنا / مصباح علاء الدين
أنين الأشجار المقتولة في السرداب
صيحات الجنيِّ المحبوس / نداءُ الباعة في الأسواق
موت الأطفال / العشاق / هديلُ حمام الأبراج
صرخات الصوفي المأخوذ بذكر الله
صلوات الأسحار
قصص الجدّات
لحمُ الحيوان المذبوح يعلقهُ القصّابُ / عيون
القطط السوداء
أخبار الحلاج / عويل النسوة في باب السجن /
نعوش الأموات
ليل الارهاب الملكي الأسود / عقم السنوات
كتب النحو الصفراء .
أحرقني البؤس / الضوء / التجوال
بحذاء مثقوب تحت الأمطار
أيام الأعياد
أنوار مآذن بغداد
باب الشيخ / نذور الفقراء .
أحرقني برق العشق
صغيراً كنتُ
وكانت
فبماذا تأمرني ، سيدتي الآن ؟
1988
|