صور الاسلام فى عيون الغرب ..
ساهم علماء الاسلام فى تمدن البشرية وتحضرها فى زمن كانت الامم والشعوب تعيش فى ظلام دامس وتخلف معرفى دامى فى كل مجالات الحياة سؤاء كان على المستوى المهنى او المعرفى.
فى هذه اللحظة ؛ تعتبر بلاد العرب والمسلمين من اكثر شعوب العالم تخلفا وجهلا وعلى المستويين المهنى و المعرفى ، نتيجة لسيطرة حكومات آ ستبدادية على مناصب السلطة والثروة ، والتى راهنت على اطماس العلم والمعرفة وآغرقتنا فى بحر من الجهل ، وذلك لتكفل الغرب اللعين بحمايتها وتسويغ مخططاته التى هى آلآخرى تسعى لجعلنا موارده الخام ، واحتفاظه بتجزئتنا وتقسيمنا مما جعلنا معدمى الانتاج المعرفى ، وشحيحى المحصول المهنى ، رغم مانملكه من مقومات عقلية ومصادر طبيعية ومادية .
وقد حال هؤلاء الاقزام وبالتعاون مع الغرب اللعين الى قطع الصلة بيننا وبين اجدادنا العظام مخترعوا الالة ومبتكروا البوصلة وعلم الفلك والجبرا .
وحان الآن؛ موعد إضافة عاصمة الخلافة الإسلامية بغداد لطابور الجهل المهنى والتخلف المعرفى كبقية عواصم العرب ..
أتمنى ألا نـُهزم نفسيًا وأن ندرك أن ما أصابنا ، لم يكن ليصيبنا لولا حفنة من هؤلاء الصعاليك ، الذين لايعوا للعلم ولا للمعرفة شيئا ، ولكى يعلم جميع المسلمين أن عدونا فينا وليس بعيدًا عنا ، وقد تجبر علينا بعد أن تمكن منا ، انهم هؤلاء الصعاليك (حكام الدويلات القبلية وبقية الخونة والعملاء) .
ولاشك ان من أخطر الامراض العصرية التي يعاني منها المسلمين في وقتنا الحاضر، والتي أصبحت ظاهرة وبائية مستمرة هي قلة صناعة العلماء وشحتهم ، وانعدام التعليم الذى أدى إلى ضعف المسلمين وتخلفهم عن بقية الأمم علميا ومهنيا . وقد ساهم الغرب بشكل كامل فى تدمير البنية الاجتماعية والتعليمية العربية وذلك عن طريق تجزئتنا وتقسيمنا الى محميات ومشيخات مصغرة تنطوى تحت ظل قسوته المجحفة و بسط سيطرتة علينا وهمش موروثنا التاريخي والجغرافي والتعليمى والذى حال دون تقدمنا عن بقية الامم والشعوب .
لكن ؛ في نظري والعلم عند الله ، أن هناك خللا فكريا ينتاب المسلمين كذلك ، نظرا لصمتهم المطبق تجاه هؤلاء الصعاليك والاقزام ، وذلك نتيجة لاندثار المظاهرات الساخبة التى كانت تخطب الشارع العربى ، والخطب السياسية التى تذكرنا بمجدنا التليد وتاريخنا العميق ، بحيث اصبح من الصعب على المسلمين تجاوز قانون ولى الآمر (الوزير المستبد ووريث السلالة المستبدة) لانه ذات قدسية غربية لعينة ، وقد قاد هذا الخلل ، خللا اخرا ؛ وهو أحد عوارض المرض الذي تعاني منه أمتنا الإسلامية بعد سقوط الخلافة وهو: مرض التخاذل ، آضافة الى عقدة النقص التى يعانى منها هؤلاء الصعاليك وشعورهم بالدونية تجاهنا كآمة واحدة ، وخنوعهم الشديد للغرب وولائهم له على حسابنا..
فالجهل والشعور بالنقص والتفرقة والهزيمة ، يحاول الغرب بالتعاون مع هؤلاء الصعاليك زرعها وانمائها فى نفوسنا وشعورنا وهى احد اعراض مرضنا الآنية ، وتشخيصها بات واضحا ولايحتاج الى دليل مادى.
آنيا؛ نحن امة الجهل والتخلف ، وخسة هؤلاء الصعاليك ونذالتهم اصبحت جزءا لايتجزء من صفتنا ("خسة العالم الثالث") ، بدليل همنا الاول اصبح : الحفاظ على حياة ( المليك) و (الآمير) ولى عهده ، والمليك و الآمير كلاهما وارثا السلطة والمال من اباهما عن جدهما ، ومتربعا على العرش على حساب الالاف من الجثث وانهار الدماء عبر عقود ، وكآن بلادنا املاكا تجارية او عقارية ، يتوارثها هؤلاء الاقزام ابا عن جد ، بالرغم من ان ديننا الحنيف شرع آلآجماع و الشورى والعقد والحل كسياسة وحكم ، و علومنا شعاعها ضاء ظلمات الامم ، ، آلآ آننا نعانى اليوم ، نعانى معاناة الاستبداد والجهل والتخلف والتى تجاوزتها آلامم والشعوب منذ عقود.
ذكر ابن خلدون فى مقدمته واصفا *جابربن حيان مؤسس علم الكيمياء التجريبي، قائلا هو أول من استخلص معلوماته الكيميائية من خلال التجارب والاستقراء والاستنتاج العلمي.
وقال ، حتى إن الكيمياء اقترنت باسمه "كيمياء جابر"، و"الكيمياء لجابر"، و "صنعة جابر". كما أُطلق عليه أيضًا "شيخ الكيميائيين" و"أبو الكيمياء". مقدمة ابن خلدون - 1/322.
ومن ابو الكيمياء الى الاصطرخى (باسم الكرخى) احد عباقرة علوم الجغرافيا ، ويعد من أوائل العلماء الذين جمعوا بين الجغرافيا الطبيعية والجغرافيا السكانية ، وقد تحدث عن الرُّبع المعمور من الأرض وأبعاده ، من حيث الحدود والمدن والمسافات وطرق المواصلات ، و المحاصيل والتجارة والصناعة ، وعن أجناس السكان. رواد الجغرافيا في الحضارة العربية والإسلامية - ص102 - 106 .
ومن هؤلاء العملاقة الى ابو بكر الرازى ، علمًا من أعلام الطب وهو اول من وضع مهنة الطب ، و كان أستاذه الأول هو "علي بن زين الطبري"، وهو صاحب أول موسوعة طبية عالمية (فردوس الحكمة) .
وقد تقلَّد منصب مدير و رئيس الأطباء في المستشفى العضدي فى بغداد ، وهو أكبر مستشفى في العالم انذاك ، وكان من ارقى المستشفيات المتقدمة والوحيد فى عالم يسوده الجهل. بل كان جامعة علمية, وكليَّة طب. وقد كان سلوك الرازى فى علم الطب يختلف عن علوم طب الامم الاخرى حيث سلك مسلكًا رائعًا من أرقى مسالك العلوم وهى الملاحظة والتجربة والاستنتاج ، حيث يُبْنَى الاستنتاج على ضوء الحقائق لا الافتراضات الجدلية.
هو أول من اكتشف الدورة الدموية ، وأثبت أن علماء اليونان لم يفهموا وظيفة الرئتين والأوعية التي بين القلب والرئتين ، وبين وظائفها وأوعيتها وتركيب الرئة والأوعية الشَّعْرية التي بين الشرايين والأوردة الرئوية، وشرح الفُرَج الرئوية شرحًا واضحًا، كما فهم أيضًا ؛ وظائف الأوعية الإكليلية، وأنها تنقل الدم ليتغذى القلب به، ونفى التعليم اليونانى القائل بأن القلب يتغذى من الدم الموجود في البطين الأيمن . وكغيرهم من علماء المسلمين ابن النفيس بادأء حياته العلمية بحفظ القرآن الكريم والسُنة المطهرة ، و درس النحو واللغة ، والفقه والأصول والحديث ، والمنطق والسيرة النبوية المعطرة وغيرها من العلوم . طبقات الشافعية 1/107
ومن تلك الاعلام الى صرح آخر ومخترع آخر ك "علم الجبر" علمٍ مستقلٍّ عن الحساب ، وقد أخذه الأوربيون عنه ، كما أنَّه أول من استعمل كلمة "جبرا" وهى العلم المعروف الآن ب" الجبرا "
فالكلمات التي تنتهي في اللغات الأوربية بـ "algorism/algorithme" تعود إلى اسم الخوارزمي ، كما يرجع إليه الفضل بعد الله سبحانه وتعالى في تعريف الامم بالأرقام العربية وهى (0 -1- 2 ،.......... ) وهى الارقام التى يعتمدها الغرب الان ، بينما يستخدم العرب والمسلمين الان الارقام الهندية (٢-١-٠) ؛ ولهذا كان الخوارزمي أهلاً لتسميته بأبي الجبرا . مسلمون علَّموا العالم - ص74، 75.
صور الاسلام فى عيون الغرب ..
النمط الخطي
