نعي و تأبين سيدي حرازم يطرونس (ق .س)

[أمغار]

هذه هي الحياة ، و هذا هو قدر كل معرف وكل موجود ، خياله لا يزال يطوف بيننا بنفحاته الرقيقة ، و انسيابه الشفاف كما النسيم العليل .

معجزاته التي لا ينساها التاريخ ، والتي لن يعرف مثلها ...من كان يوقف القصعة على عصاه ويوقف السفن الغازية بنفخة هواء من فمه الشريف ..ومن كانت الحكمة تنساب من أصابعه لتستقر زلالا باردا للعطشانين لماء الحكمة وبرد اليقين .
هاهو اليوم قد استحال إلى ضمير غائب حاضر ...

فكما يقول أهل الوجد ..." من كان قلبه للمحبة جُبذ ، ومتاع الفانية من قلبه نُبذ ، ومن ماء الحكمة لُذذ ..فلن يكون غيابه غيابا ..ولن يكون خطه يبابا ، حتى إذا الجذل زارنا وفتحنا له به بابا وبابا ...علمنا حضورا حل في الغياب إيابا وذهابا ، وعاد بغيابه عنا ..وجاء ذهابا ، وعلمنا أن الولي يأتي حين يذهب ويأتي حين يأتي ..فهو آت دوما.. فلا يغيب ..حتى وإن غاب مادة فإنه هيولاه بأوصال الوجود تحل ...فترى كل صاح بسكر الحكمة قد ثمل .." .. كذلك كان هو.

إنه

(سيدي حرازم يطرونس)

ذلك الشراب البارد والخمرة الحلال ...والمحلول الزلال .

نم قرير العين سيدي حرازم ، فسنكون أوفياء للحب الذي به ناديت ، وسنحب بعضنا حبا جما كما أوصيت ...