العقم السقيم في عيادة الطبيب العراقي

[اقبـال]

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

كل يوم نلتمس معنى ومدى وعمق الديمقراطية التي من اجلها ضاع الوطن بغزوه الغير شرعي من قبل البرابره بوش وحلفائه
الديمقراطية التي لم تمثلنا ولم نرشف من رحيقها غير السموم القاتلة
ساختصر حديثي عنها من احدى نوافذها. فقد اصطحبت برفقة عائلتي لعيادة طبيب العيون في احدى ضواحي بغداد والتي كانت تضم طاولة رميت عليها مجلات طبية ليتسلى المرضى بقرائتها اثناء الانتظارولم يتصفح بها احد غيري ربما لان جلهم مرضى مصابون بامراض العيون فانتقيت احداهما وكانت مجلة الطبيب وكعادة اي قاريء يتصفح المحتوى من الفهرس ( اقرأ في هذا العدد )حيث كانت اولى صفحات المجلة لرئيس التحرير مقال يئن فيه من العقم السقيم الذي اصاب نقابة الاطباء كغيرها من مفاصل الدولة العراقية بمرض الديمقراطية وهو يعري جراح النقابة للقاريء حيث ان اموالهم محجوزة ، من حجزها ياترى ؟؟؟ لم يذكر ذلك مما اثار فضولي في قراءة السطور كلها لاقف عن علة منعهم من صرف المبالغ المالية على النشاطات العلمية والثقافية والاجتماعية وهذا في زمن الديمقراطية جاء بها الاحتلال الامريكي تمنع نقابة الاطباء العراقية من مزاوله النشاطات العلمية بل اصبحت نقابة متسولين تستجدي المعونات المالية من الاصدقاء وغيرهم من اجل صمود النقابة لتظل تصدح بصوتها عن العقم السقيم لمرض الديمقراطية في العراق وذلك بعد تكرار الاعتداءات على الاطباء التي تطالهم في كل زمان ومكان بل راح يستنجد بالقانون العراقي الذي هو الاخر يشهد العقم السقيم لمرض الديمقراطية بمنع المحافظين الذين جاء بهم الاحتلال من التدخل باجور الاطباء حيث تجاوز المحافظين على القانون ذاته والنقابة تستنجد به انه زمن الفوضى حقا وهذا مااكده رئيس نقابة الاطباء ضمنيا في حديثه عن اهمية الانتخابات ويدعو الاطباء داخل وخارج القطر في المشاركه الفعالة في انتخابات النقابة والتي اخذت عدة صفحات من المجلة وحوارات مع عدة شخصيات في النقابة فكان لنائب رئيس النقابة حوار هو الاخر والذي عرى حقيقة الانتخابات للنقابة والتي جرت قبل بضع سنوات والتي لم يكتمل نصابها القانوني وبعلم الحكومه وهذا بحد ذاته العقم السقيم للديمقراطية بما معناه لم تكن هناك نقابة للاطباء العراقيين فعلا وان كان العراق من شماله حتى جنوبه بدون حكومة طيلة 13 عام لايفرق ولكن حدثت انتخابات ولازلت اتصفح بالمجلة فمررت بشخصيات اخرى لها حوارا عن الانتخابات لم يتسنى لي حفظها وكانه لاهم لهم غير الانتخابات وهذا هو العقم السقيم لمرض الديمقراطية.
كيف تجرى الانتخابات في ظل الاحتلال وفي وقت ينزف دم شهداء المقاومة العراقية من اجل تحرير العراق من هذا المرض اللعين و يختمها مدير التحريرفي اخر صفحات المجلة وهو يضع يده تحت خده و يطرح سؤاله بمقاله (لماذا مجلة الطبيب مكانها في غرفة المراجعين في عيادة الطبيب) ويجزم بقوله ان العلم كما هو النور هو القوة للانسان المتعلم و يستلهم الثقافة الصحية والوعي الصحي والفكر الصحي من العلم اولا واخيرا ويصفه انه به تزداد العقول هدى ورشدا وبدونه لادوام لصحة الانسان ووجوده ويؤكد انه لايعني من يدعون الثقافة الصحية وهم يفتقرون لاسس الوعي الصحي انهم قادرين على ايصال ومخاطبة المجتمع وتوعيته وتثيقفه صحيا ويرى انه لابد من وجود جهة مختصة بتوجيه وتثقيف المجتمع ووعيه صحيا ويقصد من مجلته التي يطرحها على طاولة غرفةالمراجعين في عيادة الطبيب وهذا هو الاخر بحد ذاته العقم السقيم لمرض الديمقراطية التي جعلت من العراق البلد الذي قضى على الامية بلد الجهل والظلام بلد لم يعد ابنائه يقرأ بدأ من الطبيب الذي يستلم هذه المجلة ولم يقرامابين سطورها من ظلم وظلام حل بنقابة الاطباء كغيرها من مفاصل المجتمع العراقي فقد سالت احدى الطبيبات عن المجلة وهي تتذكر انها استلمتها لقاء مبلغ وبحثت عنها بين ادراج اوراقها فوقعت عينها عليها لاول مرة منذ 4 شهور من اصدارها ولايهمها غير الانتساب الى النقابة ان كانت تمارس نشاطها العلمي او بدونه وان كانت تتمتع بقانون النقابة مثل بقية دول العالم المتحضر او على الاقل في ايام نظام صدام الذي انتهى بنهايته العراق بكل مفاصله وربما لهم الحق بعدم تصفحها لافتقار المجلة للنشاطات العلمية لنقابة الاطباء العراقية التي منعت عنها الاموال في ممارسة هذه الاعمال الارهابية في ظل الديمقراطية وهذا ما جاء في بنود الديمقراطية لبوش وحلفائه ان يعم الجهل بين العراقيين لله دركم يانقابة الاطباء العراقيين تتشبثون بالصمود رغم سياط الاحتلال تسلخ جلودكم بحجز الاموال عنكم تارة وبتطاول الغوغائيين عليكم تارة اخرى في العراق الذي غاب عنه القانون لغياب الحكومة وان العقم السقيم الذي حل بالعراق لاينجع علاجه الا باستئصال الديمقراطية وازالة الاحتلال بكل اشكاله