العودة   حوار الخيمة العربية > القسم العام > الخيمة السيـاسية

« آخـــر الـــمـــشـــاركــــات »
         :: نقد مقال بوابات الجحيم التي فتحت فوق سيبيريا عام 1908 لغز الانفجار الكبير (آخر رد :رضا البطاوى)       :: الغرق فى القرآن (آخر رد :رضا البطاوى)       :: نظرات في مقال أمطار غريبة (آخر رد :رضا البطاوى)       :: نظرات فى بحث النسبية (آخر رد :رضا البطاوى)       :: حديث عن المخدرات الرقمية (آخر رد :رضا البطاوى)       :: قراءة فى مقال الكايميرا اثنين في واحد (آخر رد :رضا البطاوى)       :: نظرات فى كتاب علو الله على خلقه (آخر رد :رضا البطاوى)       :: قراءة في كتاب رؤية الله تعالى يوم القيامة (آخر رد :رضا البطاوى)       :: نظرات فى مقال فسيولوجية السمو الروحي (آخر رد :رضا البطاوى)       :: قراءة فى توهم فريجولي .. الواحد يساوي الجميع (آخر رد :رضا البطاوى)      

المشاركة في الموضوع
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
غير مقروءة 17-07-2009, 05:14 PM   #1
مجاهدة الشام
عضو جديد
 
تاريخ التّسجيل: Aug 2008
المشاركات: 17
Post .. حتى الـ 11:00 صباحاً !

.. حتى الـ 11:00 صباحاً !


الساعة 4:00 فجراً

فجرٌ جديد في غزة ..
لا جديد فيه !
يفعلون كل صباح ما يُمكن أن يفعلوه ،
فهذا زمن العجزِ .. والمعجزات !
و حرّ "تموز" يقبضُ فيه الغزيّون على كل شيءٍ يمتَ للحياة والموت بصلة !
"أم العبد" تفكر بشكلٍ جدي في إسطوانة الغاز الفارغة منذ سنة ،
و (هناك) يفكرون في إنشاء منتدى للدول المصدرة للغاز !
بعض الأمور التي تهم أم العبد بشكل جدي ، هي أمور لا تستدعي التفكير أصلاً عند من يعيشون "هناك" ْ
روتين أشبه بالعمليات الحيوية في الجسم .. فلم يسأل أحدهم نفسه لماذا ينبض قلبه مثلاً !
ولماذا تشرق الشمس من الشرق .. رغم أنها لا تشرق في غزة أبداً ..
ولماذا عليه أن يستيقظ في الصباح بإرادته ،
.. رغم أنهم في غزة يستيقظون رغماً عنهم !
يستدينون النوم .. ويفشلون في السداد ،
فيفرض عليهم "ربا" .. أن عليكم زيادة ساعات حصاركم أكثر ..
و "هناك" يسهرون حتى الفجر .. ففي "روتانا" ما يجعلك لا تغمض عينيك ْ
وإن أردت .. فـ"مش حتقدر" !
يغمضون أعينهم فقط حينما تُعلن روتانا سينما نقل شعائر صلاة الفجر من مكة المكرمة ، !
.. وهذا بالضبط هو وقت النوم ْ

فجرٌ جديد ..
لا جديد لدى "أبو حسين" في بقالته ،
هي ككل يوم .. فارغة !
بقيّة ماء في زجاجة داخل الثلاجة .. المقطوعة عنها الكهرباء من أمس !
بعضهم هناك قد يغضب إن لم يرَ "الكورنفليكس" على مائدة الإفطار ،
.. وأولاد أبو حسين أيضاً قد يغضبون إن رأوا الزعتر "حاف" - بدون زيت - على إفطارهم !
فرقٌ كبير يدركه أهل غزة بين "الكاشو/الكاجو" وبين "الخُـبّيزة" ،
.. هو ذات الفرق الذي يجعلك تشتري كيلو الكاشو من السوبر ماركت بعشرين دولاراً ،
ويجمع أهل غزة "الخبيزة" من على جنبات الطريق .. حيث "البوفيه" المفتوح لكل شيء !
ففي الطريق يكمن الموت .. ويترقب القتل .. وتتسلل الحياة من خرم إبرةٍ بشق الأنفس ْ ،
والطريق أيضاً سوبر ماركت توجد فيه "الخبيزة" .. !
وفي الطريق أيضاً .. يجلس الغزاوين دون أن ينسوا أن يُعطوا الطريق حقه ،
.. غير أن رد السلام عندهم غير !
فحينما أرادت ريم الرياشي ردّ السلام .. أسمَعَت تل أبيب ْ
، وحينما يردّ الغزاوين على سلام عباس .. يخلعون نعالهم ثم يتمتمون "أكرم الله الصرامي" !
يُرشدون الضال .. حيث تبطل حقيقتهم سحر جريدة "الشرق الأوسط"
.. ويعلّمون الأمة أن ثمة شيء ما زال يُمكن الدفاع عنه ،
وأن الكرامة ليست مصطلحاً غريباً عليهم !
يؤمنون بشكلٍ جدي أن إماطة "اليهود" وعملائهم عن الطريق .. صدقة ْ
، وأن القهوة لا تُشرب في "ستار بوكس" .. فلا أجمل من القهوة بطعم الحرية !
.. لا تعنيهم كثيراً مبادرات أوباما
لأنها لن تعيد أبداً لأم العبد ابنها "عبد الرحمن" ..
، ومهما فعل "عزام الأحمق" فلن يثنيها عن الأخذ بثأرها ممن قتلوا إبنها فقط لأنه "إرهابي" !
فـ"دايتون" لن يدخل قلوب الغزاويين كما دخل قلب "مشاري الذايدي" ،
و "نتنياهو" نعرفه .. كما نعرف أبنائنا
حتى لو لبس "كرافتة" أكثر أناقةً من كرفتات غسان بن جدو !
، وحتى لو وضع مساحيق تجميل أكثر مما تضع زينب العسكري .. فسنعرفه ْ
لأننا لسنا من نسل بني إسرائيل .. والبقر لا يتشابه علينا يا قوم !


الساعة 6:00 صباحاً

لحظات .. وتنطلق سارة إلى مدرستها ،
اليوم هو آخر يومٍ في الإمتحانات .. حيث ستبدأ العطلة غداً
واليوم أيضاً .. هو آخر يومٍ لها في مدرستها الثانوية التي غيّرتها لثالث مرة ،
.. فجنود المالكي لا يحلو لهم إلا تحويل المدارس لثكنات عسكرية ْ
ثم يصرون على أن "الإرهاب .. لا دين له" !
، قد تُعتقل .. وتتعرض للإغتصاب ْ
فالفرق بين صابرين الجنابي وسارة هو الحرف الأول من اسميهما فقط ،
غير أن السين تسبق الصاد في لغة أمةٍ أضاعت الأبجدية .. والعراق !
و "هناك" يُعرف حرف السين من "السهم"
وتعرف الألوان بالأخضر والأحمر ..
.. وينطلق الجميع إلى مدارسهم دون أن ينسوا أخذ سندويتشات جبنة "كرافت" معهم !
وسارة .. ليس معها حقيبة أصلاً
لا تحمل في قلبها إلا قنبلة .. وبقية انحناء يكفي لزرعها ،
وقليلاً من الكهرباء لتحيل الأرض كابوساً مزعجاً .. لا تتدخل فيه خدع أفلام "هاري بوتر"
، لا يعرفون "هناك" قيمة سارة ..
ولا يعرفون قيمة إنحنائها .. رغم أنهم يقدرون زاوية الإنحناء بـ"الدولار" !
ينحنون ، بين يدي المبجل المفدّى صاحب الجلالة والفخامة .. والكرش الكبير ْ
ينافقون .. بينما لا تأخذ سارة إلا بالمثل القائل "اللي في قلبي .. على لساني" ..
وتستعين بيدها لتثبت ذلك ،
لنعرف بعدها أن الهمر هو أضعف بكثير من "الحنطور" العراقي المتواضع ْ
وأن حملة التسويق التي تقودها "mbc أكشن" له .. لن تفيده إلا في مواضع "الطعوس"
حيث يتقنون هناك التفحيط والتخميس ..
، وحيث ما زالت أمريكا إلهاً يُعبد !

سارة لا تريد أن يجمعها مع "كاظم الساهر" أي عمل مشترك ،
.. ولا تريده أن يغني للجهاد .. حتى لو بدون موسيقى !
؛ ولم تسمح له ولا لـ"سعدون جابر" بإنشاد أيٍ من قصائدها ..
ولم تقرر يوماً أن تعتزل "الجهاد" ثم تعود عن قرارها بسبب هيجان المشجعين !
؛ لم تضع يدها على خدها وتجلس "في الزاوية" على رأسها حَجر .. وغترة ْ
تنصح الناس : إنا برآء منك يا زرقاوي ! ،

ليس لدى سارة ما تخسره ْ
، فالكهرباء تُفنى بسبب الأمريكان وعملائهم .. وتستحدث من المولّدات
و "هناك" تقطع الكهرباء أيضاً .. بسبب شركة الكهرباء والأحمال الزائدة !
وليس لديها ما تندم عليه ،
لا بورصة .. ولا فرصة الخروج في "من سيربح المليون"
فقد خسر العراقيون مليوناً .. من البشر !
.. ولم يبقَ على حلقة المليون الآخر إلا بعض الغارات الأمريكية ْ
وليس لديها أي سيف لترقص به مع أوباما لأنه أخرج القوات الأمريكية من مدن بلدها !
، بل لديها كثير من السيوف المدببة .. تسمى بلغة العصر "صواريخ"
سترقص على رؤوس الأمريكان وبساطيرهم !
لديها عقيدة .. وإيمان .. وثبات
ثلاثية لها رؤوس حادة جداً .. تجرح كل من يضربه الجوع ولا يُحاربه إلا بـ"أندومي" !
تؤلم كل من آمن بأمريكا رباً .. وبالدولار رسولاً .. وبأوباما منقذاً للعالم التائه ْ
، وتمزق أحشاء كل من بات همها "خلطة" لتبيض أصابع الرجل اليسرى !
- بسم الله توكلت على الله ..
.. على فكرة ؛ وعدٌ مني أني سأخبركم بنتيجة امتحاناتها في حال أنها لم تُرافق إيمان حجو في الجنة ،


الساعة 9:00 صباحاً

يجلس "مجيب الله" منتظراً صديقه "عزيز خان" على حافة الطريق ،
.. يا الله ! هو ذاته طريق الغزاويين .. يتبرص بالأفغان موتاً من فوقهم ومن تحت أرجلهم !
لم يحتَجْ مجيب الله لكثير ذكاءٍ ليعرف أنه يتيم لم يتجاوز التسعة أعوامٍ بعد ،
.. وأن الأمريكان وحلف الناتو قد قتلوا والده .. جندي طالبان
فالجميع يلقبه في المدرسة الدينية بـ"ابن الشهيد"
رغم أن جميع من في هذه المدرسة .. هم أبناء شهداء !
.. يدرك أن هذا اللقب هو لقب فخرٍ له ،
على الأقل لأنه يسير على خطى والده .. ويعمل بوصايا أمه
أن "يا بني .. الثأر إن الثأر حق ، فالكفر عربد واستحق" !
.. لا تعنيه كثيراً تسمياتهم "هناك" لوالده بـ"الإرهابي"
؛ لأن والده كان يؤمن أن تمزيق لحم الأمريكان حلال .. وأكله حرام !
وكل "نجسٍ" لا يزول إلا بـ"عبوة ناسفة" ،
وهذا مبدأ آمن به دون أن يستشير ولي الأمر في ذلك .. لأنه مبدأ إنساني قبل أن يكون ديني
.. ولم يأبه - رغم كل النباح - لكل الحيوانات الناطقة على الهواء مباشرة !
تلك التي يقطر من لسانها كلاماً عن الإنفتاح وخطاب الآخر وحرمة دم المستأمنين .. وحكم السينما في الإسلام ْ
؛ وعن آخر ما توصل له علم أصول الفقه "الأمريكي" من قواعد "مارينزية" تفيد المسلم في جعله "خروفاً" أليفاً !
لم ينتظر "العربية" لتعلمه كيف يكسب رزقه بالحلال .. !
فما نبتَ من "دولار" .. فالتفجير أولى به ْ
.. وقد طبّق التوحيد قولاً وفعلاً ، بينما ما زالوا "هناك" يصرون على أن طالبان هم "ماتريديون" في عقيدتهم ،
وأنهم "هناك" هم الطائفة المنصورة .. التي ستشرب من حوض النبي شربةً لا يظمئون بعدها أبداً !
.. ولم نرَ منهم أي درسٍ عملي في التوحيد .. إلا درس طاعة ولي الأمر في أكل "الثريد" وشرب الدم الحلال ْ
وهو مقررٌ أقرته أمريكا لهم .. وكفرت به طالبان !

عزيز ..
لن يأتِ اليوم ْ
؛ يدرك مُجيب الله أنه لن يأتي .. ولكنه تفاءل كثيراً !
قد أبلغه عزيز قبل شهر أن طائرات ذاك الجيش قد قصفت بيت جيرانهم ْ
وأنه سينزحون قريباً ..
سؤالٌ واحد دار في عقل عزيز الصغير .. كيف يقصفنا ذاك الجيش الذي شعاره "إيمان ، تقوى ، جهاد"
كيف تسحقنا دباباته .. والهند ما زالت تتربص في الجانب الشرقي من بلدنا
غير أن عزيز لم يعرف أن جيوشاًَ كثيرة "هناك" تفعل مثلما يفعل جيشهم .. وتفرح بما يحصل لهم
و شعارها "الله ، الوطن ، الملك" !
.. كل ما عرفه عزيز الصغير في حياته القصيرة هو عنوان بيتهم
كان في أول قمة على يدك اليمين من وادي سوات ْ
.. لم يسمع في حياته الـbbc بلغة الأوردو ،
ولا بانتخابات إيران .. !
61 سنة فقط كانت الفرق بين نكبة أولئك البعيدين عنه آلاف الكيلومترات ويصر قومه أن يثأروا لهم ،
وبين نكبتهم في 2009 ..
؛ وعقله الصغير لا يعرف عدد السنوات بالضبط بينهم وبين مجزرة أصحاب الأخدود ْ
غير أنهم أخبروه أن جريمتهم واحدة .. أن آمنا برب "بيت الله محسود" وكفرنا بأمريكا والمؤمنين بها !
.. وهذا ذنبٌ لا يُغتفر إلا إن قتله وشرّده قومه بالـf16 ،
وعلى أولئك القومِ البالغين من العدد ملياراً وشوية فكّة .. أن ينسوه !

مجاهدة الشام غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 17-07-2009, 05:15 PM   #2
مجاهدة الشام
عضو جديد
 
تاريخ التّسجيل: Aug 2008
المشاركات: 17
إفتراضي


الساعة 10:55 صباحاً

في كافتريا الجامعة ،
بعد أن طلبتُ ما سيُؤذَن له بدخول معدتي
.. استوقفتني البرنسيسة مرة أخرى
تلبس أسوداً .. ولا تضع عطراً !
فهمت أنها إشارة حزنٍ ، ليس على وفاة "ابن جبرين"
.. ولكنها بالتأكيد على موت "مايكل جاكسون" ْ
؛ لم تبتسم إبتسامة صفراء .. ولا حتى بدون ألوان !
قالت : ( شكلِك ما فيه عندك غير هالمواضيع تِعجني فيها ،
متل اللي بيعجن المَـيّة .. مفكرة حالك حتطلعي من وراء هـَ البرم بنتيجة ْ
نفس الأسطوانة في كل موضوع ، وكأن مواضيع الأرض خلصت وما ضل شي تحكيلنا عنه !
يا شيخة روحي .. الحكي معاكي أصلاً بيجيب الضغط ْ
سلام ،
)
لم تعطني وقتاً لكي أفهمها أي شيء ،
ولا أي شيء ..
مضت ، دون حتى أن أفهمها الفرق بين "هنا" و "هناك" ،
ودون أن أسألها حتى عن قياس الضغطِ لديها
.. ولا عن جاكسون ما إذا كان نصرانياً ، أو مسلماً بس مش واخد باله !
؛ ولا عن "مواضيع الأرض" التي يُمكن الكتابة عنها
ولا عن "الإسطوانة" .. إن كانت DVD أم عادية !
.. غير أني على قناعةٍ أنها لن تفهم ْ
لا أدري هل ستفهم أن "أم العبد" ما زالت صابرة .. تحتسب ولدها وتجهّز من بعده ْ
وأن "أبو حسين" لن يصعّر خده للأمم المتحدة !
.. وأن سارة ستسغل عطلتها في مزيد من الإنحناء ْ
وأن مجيب الله .. قد أجاب الله ومضى عند إيمان حجو ،
وأن عزيز .. سيبقى عزيزاً

.
.
؛

الساعة 11:00 صباحاً
؛ ثم أكملتُ سندوتش الفلافل ْ
وحاسبتُ ؛
.. ومضيتُ !
مجاهدة الشــام ْ
مجاهدة الشام غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 17-07-2009, 11:13 PM   #3
البدوي الشارد
عضو مشارك
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2009
الإقامة: حزيرة العرب
المشاركات: 760
إفتراضي

أختي مجاهدة الشام
تحية احترام كبير وتقدير لقلمك الموهوب الملتزم.
ومع كل هذه الموهبة لكنك يا أختي تأخذين مواقف فكرية هي للأسف مواقف الغلو وأنا واثق أن ذكاءك سيخرجك منها إن شاء الله مع الخبرة.
مثلا: نحن لسنا ضد جاكسون لمجرد أنه نصراني، ورب نصراني شريف نؤيده ونعده ممن حافظ على شرفه ولم ينهنا الله عنه أن نبره لأنه لم يقاتلنا ولم يخرجنا من ديارنا ومن هؤلاء مثلا المطران كبوشي الذي هو أشرف بمائة مرة من حكامنا الخونة ومثله شافيز ورفيقه البوليفي وغالاوي، وأمثال هؤلاء بالمئات نراهم في قوافل الإغاثة لغزة التي يحاصرها حاكم ينسب نفسه للإسلام زورا.

آخر تعديل بواسطة البدوي الشارد ، 17-07-2009 الساعة 11:20 PM.
البدوي الشارد غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 18-07-2009, 02:26 AM   #4
سيدي حرازم يطرونس
المشرف العام
 
تاريخ التّسجيل: Jul 2006
الإقامة: SDF
المشاركات: 1,056
إفتراضي

نعم هذا قلم جبار، قلم مميز.
ولكن التجرية، وقدرة الحياة على التطويع، كفيلة بصقل الفكر وعقلنة الموقف مثلما صقل الحرف.
سمه تطرف الشباب قبل أن تطوعهم الحياة.
أتذكر في هذا المقام الذي أخشى أن أقيم في همذانيته طويلا وأثقل، وقد ذكرني بالأيام الخوالي، منذ سنين، في غمرة متابعاتي للظلم والتقليل والتهجير في حق أمتنا، وقبل استيقاظ الأسئلة الكبرى، كنت قد كتبت رسالة إلى أحد الكتاب في جريدة الشعب، السيد محمد عباس، والذي كان حينها مصفقا ومباركا لأسامة والملا عمر ومن سار على نهجه، إلى كل مفجر لنفسه في الداخل والخارج، كنت حينها في الثانية والعشرين من عمري، والرسالة نشرت في موقع الجريدة آنذاك مثلما تلقفتها ونسختها مواقع أخرى، وكنت قلت فيها :
"
السلام عليكم

أولى الفواصل أبدأها بتحية عميقة ملؤها الصدق و المحبة، و الأخوة الإسلامية بأسمى معانيها.
تحية تترك الصمت يعبر عنها، و بين صمتي وبعدك تمتد المسافات بيننا لأدعوك لاقتراب أكثر، عبر جسر الإسلام الحنيف الذي يجمعنا.

أخي العزيز صاحب القلم الجبار

والله كلماتك يجب أن تنقش على البرونز وتعلق في كل منزل ومدرسة، كلمات يجب
أن يتعلمها بل يحفظها التلاميذ والطلبة بدل إضاعة وقتهم بدراسة جيولوجيا الطبقة الثالثة أو كمية المطر التي تهطل سنويا في البرازيل.. كلمات تحول حياتي وأنا أعيشها.. فأنا أشعر أني قريب جدا منك.
أعرفك بنفسي أولا، فأنا شاب مغربي أقفلت هذا الأسبوع سنتي الثانية والعشرين..
طالب جامعي استفاق مؤخرا فقط، كان مدمنا للمطالعة فصار مدمنا للأحزان وهو يتساءل : على أية أريكة ينام ضمير هذه الأمة ؟ كيف يستطيع وطن لكل هذا القرف صبرا ؟.. نوازل هائلة وهوائل نازلة لم تبق من المجد القديم والدين العظيم إلا أسماء سميناها : عز الدين وسيف الدين وسراج الدين، ولو كنا مخلصين حقا لهذا الواقع المهين لوجب أن نسمي ضبع الدين وثعلب الدين وذباح الدين..

أمـتي كـم صنـم مجدتـه.......لا يحـمـل طهـر الصنــم..
لا يلام الذئب في عدوانه....إن يك الراعي عدو الغنم
فاشجبي الشكوى فلولاك ما كان....في الحكم عباد الدرهم

هي ثلاث أبيات لأبي ريشة صرت أرددها كل لحظة حتى لقد صارت تفوق أحيانا عدد تسبيحاتي في ذكري وصلاتي..
والدي الحبيب.. و اسمح لي أن أناديك بوالدي فلو تعلم كم هذا يسعدني.
إن عدم التوقف أمام هامات رجالات أمتنا المجاهدين الأحرار، المقتولين غدرا سيؤدي حتما لرجال أحرار يقتلون اليوم
وإن عدم إنارة الأنفاق المظلمة سيجعلها طافحة دوما بالعقارب تختبئ في انتظار فرصتها للانقضاض على تباشير الفجر، زنابق و أشواكا في الأعين الحالمة بغد إسلامي كريم.
إن الذين لم يصفوا حسابهم مع هذا الواقع المزري فيعلنون انتماءهم للحق سيفاجئون بأشباح وعناكب غدا تنسج فخاخا وشراكا قاتلة للخطى النبيلة.
إن الذين يدفنون الحقيقة كذبا وتواطؤا يفاجئون بها غدا تشق التراب وتزهر أعشابا سامة في مواسم الزرع والحصاد.
إن الشعوب المسلمة تعلم بشعور باطني فطري، أن امتلاك المستقبل لا يتم في غياب معرفة الماضي الأصل والتشبه به، أو مسامحة الحاضر، لذلك فإن المسلم المجاهد النزيه الذي يتنفس مطامح أمته فإنه في غمرة الأحداث ينسى نفسه ويمضي نحو منعطف الحق بوحي ضميري غريزي يصور أسمى معاني التضحية والجهاد، ذروة سنام الإسلام، الفرد يهون في سبيل المجموع، في سبيل الحق، في سبيل الله..
إن الإيمان العميق بأن جذورنا ضاربة في حضارة نبيلة وتاريخ مجيد وأن ما حدث لم يكن إلا انحرافا ومسخا لا يمت بصلة لعبقرية أمتنا وتراثنا هذا هو بداية الطريق السوي، و الأمم لا تمتلك أعنة مصائرها إلا عندما تأخذ الكلمة، والكلمة هي فرقعة الصمت، ركل الإتكالية، ودحر الخوف، والخنوع ..

والدي الحبيب محمد عباس:
تفضل أحد الفضلاء يوما فقال عن كتاباتك : إنها بعيدة عن الواقعية فصرخت في وجهه : أملغوم أنت أم مزكوم أم ملجوم حتى لايكويك كبريت وكوارث المسلمين في هذه المقالات ؟ إذا كان الزعيم عاجزا عن الدفاع عن شبر من استقلالية قراراته فكيف يدافع عن مثقال ذرة من حقوق أمته ؟ ما أقبحها من شتيمة للزمن ادعاء الحاكم أنه الوطن.. هذا وطننا الممنوح، و هذا الطوفان فساد و قروح، فأين السفينة وأينك يا نوح ؟
بإذن الله النصر لنا، بإذن الله النصر لمن نصر الله، لمن هم في محنة صبروا..
دعائي أن يسلم من الطوفان نوحنا وأن ينجو من الغرق يونسنا..
أبي محمد أحبك في الله
عـــش أنت كل الناس

السلام عليكم.........
إبنك عـصـام، المغرب."

أتساءل اليوم إن كان هذا العصام، يمت لي بصلة.
لا أعتقد.
وهذه هي الحياة، هدم وبناء، تفكير وتغيير، تربية وتجربة.



__________________
"Noble sois de la montaña no lo pongais en olvido"
سيدي حرازم يطرونس غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 20-07-2009, 10:26 PM   #5
مجاهدة الشام
عضو جديد
 
تاريخ التّسجيل: Aug 2008
المشاركات: 17
إفتراضي

؛

البدوي الشارد ،
لم تعلمنا "هنا" بعد كيف نموت ،
.. وفي ظل البساطير ، فإننا أيضاً لم نعرف معنى الحياة "هناك" !
تصرخ فيهم الـ"هنا" في كل عاصمة .. أن صدقونا ولو مرّة
ليس لديكم ما تخسرونه .. !
صدّقتُهم ْ
فصاحت بي إحداهن : أنتِ إرهابية ْ
قلتُ لها : أبعد الله عني تهمة العنف والإرهاب والرجعية .. !
وأبقى الله شوكتي في يدي اليسرى وسكينتي في يدي اليمنى ،
وجعل الله النكاية في كل من يريد تهديد أمن الوطن والموآطن !
أمرتني أن أبحث عن مواطن الصدق ْ
وأرشدتني لـ"العربية" ، فأقسَمتِ العربية - بصدقها - أنّها كاذبة .. !

أشكرك جداً ..

؛
مجاهدة الشام غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 20-07-2009, 10:27 PM   #6
مجاهدة الشام
عضو جديد
 
تاريخ التّسجيل: Aug 2008
المشاركات: 17
إفتراضي

؛

حرازم ْ
حقاً .. ؟!
أما أكتبه هرطقات شبابية ؟ وعواطف .. ومحاولات "ماكلة هوا" ؟!
هل حقاً سأكبر ..
وسأتزوج ، وأحلم بفستان أبيض على حصانٍ أبيض .. مع فارس أبيض
في يومٍ أسود !
وسأعيش في سبات ونبات .. وأخلف صايعين وصايعات ،
وأمنح المجتمع مزيداً من المواطنين الصالحين !
هل حقاً ..
سأنسى قندهار .. وكشمير .. وغروزني ،
وأمسح القدس وغزة من ذاكرتي !
و"أفرمت" كل ما له علاقة ببغداد والبصرة والرمادي ؟!

أحقاً الحياة حلوة إلى هذه الدرجة ..
؛ وأن "فريد الأطرش" وحده من كان يفهمها فقط !

أحقاً سأحترف الكذب على الناس وعلى نفسي ،
.. وأن "إيفري ثينج إز أوكي" !
وسأذهب أنا وزوجي والمواطنين الصالحين لقضاء الصيف في "بون"
؛ وأنزل على "باريس" بالقطار لعمل "شوبينج" !
.. وأتعطر من روما
ثم أعود للحياة الحلوة ؟!

أحقاً كل شيء على ما يُرام ،
.. وأن من يرى العالم بـ"الشقلوب" فعليه أن يعدل من جلسته !
وأن يضع رأسه مكان رجليه ويقول : ماااااااء
وأني من تلبس نظارة عبارة عن كعب كباية أسود ،
لا أرى منها أي شيءٍ من "مواضيع الأرض" التي قالوا لي عنها ..
وأن "سي دي رومي" لا يقرأ إلا تلك الأسطوانة .. المعادة !
.. وأني بحاجة لعمل "ديسك مانجر" لعقلي ْ

ثم إنه لا توبة عن ذنبي هذا ..
؛ دمتَ مشكوراً .. بوركت ْ

؛
مجاهدة الشام غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 21-07-2009, 08:49 AM   #7
ابو صفاء
عضو جديد
 
تاريخ التّسجيل: Jul 2009
المشاركات: 13
إفتراضي

التحية لكي ايتها المجاهدة على هذه المجاهدة اللغوية التي احسستني بحقارتي لاني اعيش في هذا الزمان
واخواني يتجرعون مرارة الظلم من الاعداء ونحن نتفرج عليهم كأن الامر لا يعنينا ولن نحاسب على ذلك
ان الجهاد هو عز الامة ، ولولا الله ثم هؤلاء المجاهدون المرابطون لتجرأ العدو اكثر وكثر في بلاد المسلمين فهم اليوم يؤلفون سيناريوهات الخروج تحت تزايد ضربات المجاهدون
اختي المجاهدة لقد كان سردك لحالنا حتى الساعة 11 هو واقعا معاشا تعيشه الامة
احييك مرة اخرى
ابو صفاء غير متصل   الرد مع إقتباس
المشاركة في الموضوع


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 

قوانين المشاركة
You may not post new threads
You may not post replies
You may not post attachments
You may not edit your posts

BB code is متاح
كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

Powered by vBulletin Version 3.7.3
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
 
  . : AL TAMAYOZ : .