العودة   حوار الخيمة العربية > القسم الاسلامي > الخيمة الاسلامية

« آخـــر الـــمـــشـــاركــــات »
         :: نظرات في رِسَالَةٌ فِي الصُّوفِيَّةِ وَالْفُقَرَاءِ (آخر رد :رضا البطاوى)       :: ابونا عميد عباد الرحمن (آخر رد :عبداللطيف أحمد فؤاد)       :: قراءة في مقال مخاطر من الفضاء قد تودي بالحضارة إلى الفناء (آخر رد :رضا البطاوى)       :: نظرات في كتاب من أحسن الحديث خطبة إبليس في النار (آخر رد :رضا البطاوى)       :: نظرات فى بحث وعي النبات (آخر رد :رضا البطاوى)       :: نظرات في بحث أهل الحديث (آخر رد :رضا البطاوى)       :: قراءة في كتاب إنسانيّة محمد(ص) (آخر رد :رضا البطاوى)       :: الى هيئة الامم المتحدة للمرأة,اعتداء بالضرب على ماجدات العراق في البصرة (آخر رد :اقبـال)       :: المهندس ابراهيم فؤاد عبداللطيف (آخر رد :عبداللطيف أحمد فؤاد)       :: نظرات في مقال احترس من ذلك الصوت الغامض (آخر رد :رضا البطاوى)      

المشاركة في الموضوع
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
غير مقروءة 25-05-2020, 09:54 AM   #1
رضا البطاوى
من كبار الكتّاب
 
تاريخ التّسجيل: Aug 2008
المشاركات: 5,890
إفتراضي نقد رسالة المعلمين للجاحظ

نقد رسالة المعلمين للجاحظ
الرسالة سبب تأليفها هو هجاء أحدهم للمعلمين وهو من وجه له الجاحظ الرسالة حيث قال :
"وليس علينا لأحد في ذلك من المنة بعد الله الذي اخترع ذلك لنا ودلنا عليه، وأخذ بنواصينا إليه، ما للمعلمين الذين سخرهم لنا، ووصل حاجتهم إلى ما في أيدينا وهؤلاء هم الذين هجوتهم وشكوتهم وحاججتهم وفحشت عليهم، وألزمت الأكابر ذنب الأصاغر، وحكمت على المجتهدين بتفريط المقصرين، ورثيت لاباء الصبيان من إبطاء المعلمين عن تحذيقهم"
وقد استهل الجاحظ الرسالة بالدعاء لمن هجا المعلمين أن يكف الله عنه الغضب والهوى وأن يهديه للعدل وهو الإنصاف فقال :
1- مدخل
"فصل منه: أعانك الله على سورة الغضب، وعصمك من سرف الهوى، وصرف ما أعارك من القوة إلى حب الإنصاف، ورجح في قلبك إيثار الأناة فقد استعملت في المعلمين نوك السفهاء، وخطل الجهلاء، ومفاحشة الأبذياء، ومجانبة سبل الحكماء، وتهكم المقتدرين، وأمن المغترين ومن تعرض للعداوة وجدها حاضرة، ولا حاجة بك إلى تكلف ما كفيت"
وبين الجاحظ فضل المعلمين وهم الكتاب فقال :
2- فضل المعلم
"فصل منه: ولولا الكتاب لاختلت أخبار الماضين، وانقطعت اثار الغائبين وإنما اللسان للشاهد لك، والقلم للغائب عنك، وللماضي قبلك والغابر بعدك فصار نفعه أعم، والدواوين إليه أفقر والملك المقيم بالواسطة لا يدرك مصالح أطرافه وسد ثغوره، وتقويم سكان مملكته، إلا بالكتاب ولولا الكتاب ما تم تدبير، ولا استقامت الأمور وقد رأينا عمود صلاح الدين والدنيا إنما يعتدل في نصابه، ويقوم على أساسه بالكتاب والحساب
وليس علينا لأحد في ذلك من المنة بعد الله الذي اخترع ذلك لنا ودلنا عليه، وأخذ بنواصينا إليه، ما للمعلمين الذين سخرهم لنا، ووصل حاجتهم إلى ما في أيدينا وهؤلاء هم الذين هجوتهم وشكوتهم وحاججتهم وفحشت عليهم، وألزمت الأكابر ذنب الأصاغر، وحكمت على المجتهدين بتفريط المقصرين، ورثيت لاباء الصبيان من إبطاء المعلمين عن تحذيقهم، ولم ترث للمعلمين من إبطاء الصبيان عما يراد بهم، وبعدهم عن صرف القلوب لما يحفظونه ويدرسونه، والمعلمون أشقى بالصبيان من رعاة الضان ورواض المهارة ولو نظرت من جهة النظر علمت أن النعمة فيهم عظيمة سابغة، والشكر عليها لازم واجب"
والرجل هنا يبين أن المعلمين هو دعائم الدولة فلا يقوم عدلها إلا بهم من النواحى المختلفة والمفروض أن يبين الجاحظ أن الظلم والكفر يخرج من بين أيديهم إن حادوا عن رسالتهم فوافقوا الحكام على الظلم
وقد بين أنه يكفى المعلمين فضلا شىء واحد وهو تعبهم الشديد فى تعليم الأولاد وأن على المجتمع أن يشكرهم لهذا
وبين الجاحظ أن المتعلمين على نوعين الحفاظ والمستنبطين أى الفهام فقال :
3- الحفظ والاستنباط
"فصل منه: وأجمعوا على أنهم لم يجدوا كلمة أقل حرفا ولا أكثر ريعا، ولا أعم نفعا، ولا أحث على بيان، ولا أدعى إلى تبين، ولا أهجى لمن ترك التفهم وقصر في الإفهام، من قول أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضوان الله عليه:
«قيمة كل امريء ما يحسن»
وقد أحسن من قال: «مذاكرة الرجال تلقيح لألبابها»
وكرهت الحكماء الرؤساء، أصحاب الاستنباط والتفكير، جودة الحفظ، لمكان الاتكال عليه، وإغفال العقل من التمييز، حتى قالوا: «الحفظ عذق الذهن» ولأن مستعمل الحفظ لا يكون إلا مقلدا، والاستنباط هو الذي يفضي بصاحبه إلى برد اليقين، وعز الثقة والقضية الصحيحة والحكم المحمود: أنه متى أدام الحفظ أضر ذلك بالاستنباط، ومتى أدام منزلة منه ومتى أهمل النظر لم تسرع إليه المعاني، ومتى أهمل الحفظ لم تعلق بقلبه، وقل مكثها في صدره وطبيعة الحفظ غير طبيعة الاستنباط والذي يعالجان به ويستعينان متفق عليه، ألا وهو فراغ القلب للشيء، والشهوة له، وبهما يكون التمام، وتظهر الفضيلة ولصاحب الحفظ سبب اخر يتفقان عليه، وهو الموضع والوقت فأما الموضع فأيهما يختار إذا أرادا ذلك الفوق دون السفل وأما الساعات فالأسحار دون سائر الأوقات، لأن ذلك الوقت قبل وقت الاشتغال، وبعقب تمام الراحة والجمام، لأن للجمام مقدارا هو المصلحة، كما أن للكد مقدارا هو المصلحة"
والفقرة تبين أن أساس التعلم الأول الفهم وليس الحفظ ومن اجتمع له الاثنان فقد فاق الحافظ والفاهم
كما بين أن أهم ساعات التعلم أوقات السحر وهو فهم خاطىء فالسحر للاستغفار كما قال تعالى "وبالأسحار هم يستغفرون"
التعلم يحدث فى كل الأوقات ولكن خير الأوقات هو وقت اليقظة الكامل والسحر من الليل حيث غلبة النوم
ثم بين أن أفضل المعلمين من مارس تعليم الصغار والكبار من خلال تتبع أعمال كبارهم فى شتى المجالات فقال :
4- اكثر العظماء كانوا معلمين
"فصل منه: ويستدل أيضا بوصايا الملوك للمؤدبين في أبنائهم، وفي تقويم أحداثهم، على أنهم قد قلدوهم أمورهم وضميرهم ببلوغ التمام في تأديبهم وما قلدوهم ذلك إلا بعد أن ارتفع إليهم في الحنو حالهم في الأدب، وبعد أن كشفهم الامتحان وقاموا على الخلاص
وأنت- حفظك الله- لو استقصيت عدد النحويين والعروضيين والفرضيين، والحساب، والخطاطين، لوجدت أكثرهم مؤدب كبار ومعلم صغار، فكم تظن أنا وجدنا منهم، من الرواة والقضاة والحكماء، والولاة من المناكير والدهاة، ومن الحماة والكفاة، ومن القادة والذادة، ومن الرؤساء والسادة، ومن كبار الكتاب والشعراء، والوزراء والأدباء، ومن أصحاب الرسائل والخطابة، والمذكورين بجميع أصناف البلاغة، ومن الفرسان وأصحاب الطعان، ومن نديم كريم، وعالم حكيم، ومن مليح ظريف، ومن شاب عفيف ولا تعجل بالقضية حتى تستوفي اخر الكتاب، وتبلغ أقصى العذر، فإنك إن كنت تعمدت تذممت، وإن كنت جهلت تعلمت، وما أظن من أحسن بك الظن إلا وقد خالف الحزم"
وفى العبارة الأخيرة يذم الجاحظ الذى ذم المعلمين بأن المفترض فيه هو ظن السوء
وقد بين الجاحظ أن لكل أى مجال هناك معلمون له فقال :
5- لجميع أصناف العلوم معلمون
"فصل منه: قال المعلم: وجدنا لكل صنف من جميع ما بالناس إلى تعلمه حاجة، معلمين، كمعلمي الكتاب والحساب، والفرائض والقران، والنحو والعروض والأشعار، والأخبار والاثار، ووجدنا الأوائل كانوا يتخذون لأبنائهم من يعلمهم الكتابة والحساب، ثم لعب الصوالجة، والرمي في التنبوك، والمجثمة، والطير الخاطف، ورمي البنجكاز وقبل ذلك الدبوق والنفخ في السبطانة وبعد ذلك الفروسية؛ واللعب بالرماح والسيوف، والمشاولة والمنازلة والمطاردة، ثم النجوم واللحون، والطب والهندسة، وتعلم النرد والشطرنج، وضرب الدفوف وضرب الأوتار، والوقع والنفخ في أصناف المزامير ويأمرون بتعليم أبناء الرعية الفلاحة والنجارة، والبنيان والصياغة والخياطة، والسرد والصبغ، وأنواع الحياكة نعم حتى علموا البلابل وأصناف الطير الألحان وناسا يعلمون القرود والدببة والكلاب والظباء المكية والببغاء، والسقر وغراب البين، ويعلمون الإبل، والخيل، والبغال، والحمير، والفيلة، أصناف المشي، وأجناس الحضر، ويعلمون الشواهين والصقور والبوازي، والفهود، والكلاب، وعناق الأرض، الصيد ويعلمون الدواب الطحن، والبخاتي الجمز حتى يروضوا الهملاج والمعناق، بالتخليع وغير التخليع، وبالموضوع والأوسط والمرفوع ووجدنا للأشياء كلها معلمين"
والجاحظ هنا لا يفرق بين معلمى الخير ومعلمى الشر كمعلمى النرد أو الشطرنج وتعليم الحيوانات التى لم يطلب الله تعليمها مع انه فرق بينهم فى قوله فى فقرة تالية:
البقية https://arab-rationalists.yoo7.com/t1047-topic#1254

رضا البطاوى متصل الآن   الرد مع إقتباس
المشاركة في الموضوع


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع
بحث في هذا الموضوع:

بحث متقدم
طريقة العرض

قوانين المشاركة
You may not post new threads
You may not post replies
You may not post attachments
You may not edit your posts

BB code is متاح
كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

Powered by vBulletin Version 3.7.3
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
 
  . : AL TAMAYOZ : .