العودة   حوار الخيمة العربية > القسم العام > الخيمة السيـاسية

« آخـــر الـــمـــشـــاركــــات »
         :: نقد مقال بوابات الجحيم التي فتحت فوق سيبيريا عام 1908 لغز الانفجار الكبير (آخر رد :رضا البطاوى)       :: الغرق فى القرآن (آخر رد :رضا البطاوى)       :: نظرات في مقال أمطار غريبة (آخر رد :رضا البطاوى)       :: نظرات فى بحث النسبية (آخر رد :رضا البطاوى)       :: حديث عن المخدرات الرقمية (آخر رد :رضا البطاوى)       :: قراءة فى مقال الكايميرا اثنين في واحد (آخر رد :رضا البطاوى)       :: نظرات فى كتاب علو الله على خلقه (آخر رد :رضا البطاوى)       :: قراءة في كتاب رؤية الله تعالى يوم القيامة (آخر رد :رضا البطاوى)       :: نظرات فى مقال فسيولوجية السمو الروحي (آخر رد :رضا البطاوى)       :: قراءة فى توهم فريجولي .. الواحد يساوي الجميع (آخر رد :رضا البطاوى)      

المشاركة في الموضوع
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
غير مقروءة 02-04-2009, 07:05 PM   #1
ابن حوران
العضو المميز لعام 2007
 
الصورة الرمزية لـ ابن حوران
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2005
الإقامة: الاردن
المشاركات: 4,483
إفتراضي هل يُضخِم العرب من دور إيران؟

هل يضخم العرب من دور إيران؟

كثرة الحديث عن خطر إيران طغت على الحديث عن أي أخطار أخرى، وقد يكون وراء تلك الكثرة عوامل متعددة ومتنافرة في مصادرها، فالكيان الصهيوني والولايات المتحدة تحذر العرب من دور إيران، والمقاومة العراقية تحذر من دور إيران، والصوت العربي الرسمي يحذر من دور إيران. والصوت العربي الرسمي ليس مع المقاومة العراقية، والولايات المتحدة والكيان الصهيوني ترتع وتلعب في العراق تقتل علماءه و تنهب موروثاته الحضارية وثرواته، فما هي حقيقة الدور الإيراني؟

لزوم نموذج المقارنة

في كل دائرة للحركة، سواء كانت الدائرة ضيقة كدائرة الأسرة، أو أوسع منها كالمدرسة والحي أو أوسع كالإقليم أو الأكثر اتساعا كالعالم، يختار صاحب الخطاب الذي يريد حث الآخرين على الحركة أحد النماذج ليجعله قاعدة نافعة لاستثارة همم من يوجَه له الخطاب.

ففي الأسرة يكون هناك من الأولاد نموذجا جيدا، يطالب الأولاد الآخرون أن يحذوا حذوه، ويكتسب الخطاب هنا، أهميته إن كان النموذج المختار هو ابن (ضرة)، فتطلب الوالدة من ابنها أن يتفوق على ابن ضرتها، وبنفس الوقت تحذره من مكائده المزعومة، أو تحذره أن يكون الولد مفضلا عند الأب.

على الصعيد الإقليمي والدولي، تطور الدول من أداءها لتحاكم من يتغزل بنموذج دولة مجاورة، وتجعله مارقا ومتعاونا وخائنا، وتكيف قوانينها وتعليماتها على ضوء ذلك.

وقد اعتمدت الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد السوفييتي في الحرب الباردة، بوصلة تحرك الأفراد والجماعات نحو الطرف الآخر قاعدة لسلوكها وحركتها. وعندما تنحى الإتحاد السوفييتي عن كونه قطبا أو طرفا في الحرب الباردة، اخترعت الولايات المتحدة بوحي من الصهيونية أن يكون الإرهاب المتمثل (حصرا) بالحركات الإسلامية المتطرفة، لإبقاء نظام مبيعات الأسلحة ونظام التحالفات ـ التي انتفى مبررها ـ قائمة.

إيران نموذجا صالحا لإدارة الأداء العربي الرسمي

في الخمسينات والستينات من القرن الماضي، كان شعار الدول العربية صاحبة الخطاب المسموع في الفضاءات العربية، محصورا بمقاومة الإمبريالية والصهيونية والرجعية العربية. ولم يكن لإيران أي ذكرٍ في الخطاب العربي آنذاك، حيث كانت تشمل مع الدول المتحالفة مع الإمبريالية الغربية، وكانت تسمى بشرطي الغرب في الخليج، ولم يكن الخطاب العربي ـ آنذاك ـ يتطرق للمذهب الديني السائد في إيران.

وعندما خَفَتَ صوت ذلك الخطاب، إثر هزيمة حزيران/يونيو 1967، حل الخطاب الرسمي الذي اعتمد ما يُسمى ب (الواقعية) محله، وأخذ يمهد لقبول الكيان الصهيوني (كواقع) بصوت أكثر وضوحا مما كان عليه قبل ذلك.

وبعد اتفاقية (كمب ديفيد) التي قصمت ظهر أصحاب الخطاب العربي الرسمي السابق، وخروج مصر من كونها المنبر الأعلى صوتا بين أصحاب الخطاب. ظهر خطاب معارض تقوده تيارات إسلامية، حملت أصحاب الخطاب العربي القومي أخطاء المرحلة السابقة.

في هذه الأثناء، تم التغيير في إيران بمجيء (الخميني) وما رافق مجيئه من ظهور خطاب، كان من أبرز ملامحه (الظاهرية) معاداة أمريكا والكيان الصهيوني، وطرده للسفارة الصهيونية وإعطاء مقرها ليكون سفارة لفلسطين فيما بعد. مع ظهور جُمَلٌ في هذا الخطاب تطالب بالبحرين والبصرة وبغداد.

لقد أجهز التغيير في إيران على ملامح الخريطة السياسية في المنطقة العربية، ففي حين كان العراق يُعتبر متطرفا بين الدول العربية التي كانت تحمل الخطاب الثوري، وجدنا في حربه مع إيران، أن من وقف معه من الدول العربية هي الدول التي كانت تُصنف ب (الرجعية) في الخطاب السابق، في حين اصطفت بعض الدول الثورية (سابقا) مع إيران. كما أنهى هذا الوضع، عزلة مصر التي انتقل مقر الجامعة العربية منها الى تونس.

ولم نسمع من الحركات الإسلامية التي نشطت في تلك المرحلة وصعد نجمها، أنها انتقدت إيران أو تعرضت لها بحديث يبين أنها ضدها.

هذا الوضع، لم يجعل فكرة خطورة إيران آتيةً من كونها تلتزم المذهب الشيعي، وحتى العراق نفسه الذي كان في حربٍ معها لم يبرر حربه على أنها حربٌ طائفية.

إيران من منظور التاريخ والجغرافيا

تستطيع إيران بانتمائها العرقي أن تتفاخر على دول المنطقة بأنها أكثر دول المنطقة وضوحا من ناحية التاريخ، فجذورها تمتد أكثر من أربعة آلاف سنة، كما أنها كانت من أكثر دول المنطقة سيادة على أجزاء واسعة من المنطقة، فقد حكمت العراق أكثر من ألف سنة منذ عهد كورش وانتهاء الدولة البابلية الى عهد الخليفة عمر بن الخطاب رضوان الله عليه، كما استولت على فلسطين في مرحلتين تاريخيتين واحدة عام 538 ق م والأخرى عام 40 ق م. وحكموا مصر بين عامي 525 ق م و 404 ق م عندما غزا (قمبيز) مصر، وأخضع الأسرة السابعة والعشرين من الفراعنة لحكم فارس. كما حكموا اليمن قبيل الإسلام بسنوات.

بالمقابل، فإن الدول الفاعلة في المنطقة لا يمتد عمرها القومي أكثر من نصف عمر دولة إيران. فتركيا منذ بداية العهد العثماني وحتى اليوم لا يزيد عمرها عن سبعة قرون. والكيان الصهيوني لا يزيد عمره عن ستين عاما.

أما الدول العربية، فلم تنشأ بصفتها العربية، بل ظهرت محاذية للفتوحات الإسلامية، التي اختلطت فيها العروق وانصهرت، وحملت من العربية لسانها، واعتمدت على عدم مطالبة الآخرين بالإرث التاريخي، كما في حالات دول كثيرة، فليس هناك من يقول أنا (فرعوني) أو (سومري) أو (كنعاني)، وظهرت دعوات القومية فيها بشكل متأخر عن ظهور الدعوات الفارسية و(الطورانية: التركية).

هذا الوضع جعل من إيران التي تجر آلاف السنين من تاريخها وراء أحلامها، أكثر وضوحا في رؤيتها تجاه ما تريد، في حين اتسمت الرؤيا العربية بضبابية لم تتحول الى برامج وخطط وإجراءات رغم كثرة ما قيل في هذا المجال طيلة ثمانية عقود على الأقل.

إيران القطة

عندما ينظر المتفحص الى خريطة إيران يجدها مثل قطة، بحيث يكون رأسها وعنقها عند آسيا الوسطى وبحر قزوين ووجهها عند تركيا، في حين يمتد ظهرها عند أفغانستان وباكستان، أما بطنها الرخوة فتكون بالضبط على طول وامتداد الخليج العربي*1

وبسبب تحالفات إيران الدولية مع روسيا، فإن طموحاتها بمنطقة بحر قزوين ستصطدم بالمصالح الروسية، في حين تكون تركيا بقوتها وقوة ارتباطاتها مانعا آخرا لتمدد إيران اتجاهها، أما ظهرها فوراءه كتل بشرية كبيرة (الهند وباكستان والصين) إضافة لافتقار ذلك الظهر لموارد طبيعية كالنفط. فيكون جل نشاطها وأطماعها في منطقة الخليج العربي، الغنية بالموارد النفطية والمعتمدة على حماية غيرها لها، فنشاطها سيتحدد بمغازلة حماة تلك المنطقة ومناغاة الرأي العام العربي بخطاب يدغدغ مشاعره ويطمئنه أن تلك النشاطات ليست موجهة ضده بل ضد أعداءه وأعداء إيران، وتستثمر إيران حالة التفكك العربي وما ينجم عنه من أخطاء تعبئ الشارع العربي ضد الحكومات الرسمية وتقربه من السكوت عن المشروع الإيراني.

يتبع

*1ـ وصف مصطفى اللباد/ مجلة شؤون عربية[ مجلة تصدر عن الجامعة العربية]/ عدد129: ربيع 2007/ ص 35
__________________
ابن حوران
ابن حوران غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 02-04-2009, 08:25 PM   #2
transcendant
كاتب مغوار
 
تاريخ التّسجيل: Mar 2008
الإقامة: الجزائر DZ
المشاركات: 2,785
إفتراضي

متابع بحول الله ..
__________________


transcendant غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 06-04-2009, 01:36 AM   #3
Rodaynaa
ردينــــــا
 
تاريخ التّسجيل: Jun 2001
المشاركات: 459
إفتراضي

متابعة بحول الله ..
__________________
من ترك الشــــهوات .... عـــاش حراً

Rodaynaa غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 06-04-2009, 11:28 AM   #4
ابن حوران
العضو المميز لعام 2007
 
الصورة الرمزية لـ ابن حوران
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2005
الإقامة: الاردن
المشاركات: 4,483
إفتراضي

أشكر لكما تفضلكما بالمرور والمتابعة
__________________
ابن حوران
ابن حوران غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 06-04-2009, 11:29 AM   #5
ابن حوران
العضو المميز لعام 2007
 
الصورة الرمزية لـ ابن حوران
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2005
الإقامة: الاردن
المشاركات: 4,483
إفتراضي

الذهب والقوة النووية

قبل عام 1973، كان من يريد أن يصك عملة ورقية عليه أن يعهد بما يعادل قيمتها من ذهب، ويثبت ملكية بنكه المركزي لتلك الكمية من الذهب. وفي عهد نيكسون لم ير الأمريكان ضيرا من عدم مماثلة ما لديهم من عملة ورقية بذهب. معتمدين على أسواق النفط التي تعتمد الدولار لبيع وشراء النفط، فأي برميل نفط يُراد شراءه من فنزويلا أو نيجيريا أو الدول العربية، فإن على المشتري أن يتوجه أولا لشراء الدولارات قبل النفط، ولا يهم إن كانت ورقة المائة دولار تكلف فلسين أو ثلاثة فلوس، فبالتالي فإن المستفيد في بيع النفط هو من يُنتج الدولارات ويطبعها.

التسابق على إنتاج السلاح النووي، ليس بالضرورة أن يكون من أجل استخدامه في الحروب، فالحالات التي استخدم فيها السلاح النووي هي أقل بكثير من الحالات التي تعض فيها كلاب الحراسة بعض العابثين في أمن بيت. ففي الحالتين يكون الهدف إضفاء هيبة على مقتنيهما تنذر من يريد الاقتراب والعبث بأمن صاحبهما.

عندما صار الاستخفاف بمعادلة العملة بالذهب، اختل اقتصاد العالم، وآلت أوضاعه لما هي عليه الآن من بؤس لا يزال في بداية طريقه. كما أنه عندما اختل نظام الحماية والحروب، رأينا كيف أن القانون الدولي لا يُطبق إلا على الذين لا يملكون سلاحا نوويا، وحتى يستوي الحال على النازلين لميدان المعارك أن يحملوا أسلحة متناظرة، فإما أن يحملوا كلهم سلاحا نوويا، وإما أن يحملوا كلهم سيوفاً!

السعي لامتلاك السلاح النووي

بعد استخدام الولايات المتحدة للقنبلتين النوويتين في (هيروشيما) و (ناجازاكي)، تطلعت كثير من الدول للحصول على تقنية مثل ذلك السلاح، واستطاعت مجموعة من الدول أن تصنعه وتخزنه. وأخذت كثير من الدول الطامحة والتي لديها مشاريع تتعدى حدودها تسعى جاهدة لامتلاك تلك التقنيات. وعندما كان العالم لا يزال في ظل الحرب الباردة كان من الممكن لبعض الدول أن تفلت من ممانعة القوى الكبرى في وصولها الى مرحلة تصنيع مثل ذلك السلاح.

وبعد وصول (جورباتشوف) الى الحكم في الاتحاد السوفييتي، وقد لاحت بوادر تفككه، وضعت خططٌ من الغرب (الليبرالي الإمبريالي) لاقتسام تركته (ساحات نفوذه) وكان من بين تلك الخطط، منع بعض الدول التي لم يؤمن جانبها في تقبل سيادة الغرب على العالم بشكل مطلق، فتم إطلاق اسم محور الشر على دول قد لا يكون بينها رابط ظاهري، (العراق، إيران، كوريا الشمالية)، ولكن الرابط الباطني لها أن لكل دولة من تلك الدول طموحات تتعارض مع رؤية الغرب، حتى وإن كان اثنتان منها في حالة حرب (العراق وإيران). كما يمكن إضافة (صربيا) الى تلك الدول، ولكن الأخيرة، قد اجتمع عليها العالم لاكتمال شروط إخراجها نهائياً.

أما العراق وإيران، فقد كان التحضير قائماً على إخراجهما من دائرة الخطر منذ الحرب العراقية الإيرانية، عندما كان يتظاهر الغرب بحياديته في الحرب، في حين كان ينفخ على نارها كلما اقترب انطفاؤها، فكانت الولايات المتحدة تقدم بعض المعلومات الاستخبارية للعراق، وتعطي للكيان الصهيوني الإشارة بضرب مفاعل تموز، وبالمقابل تترك للكيان الصهيوني إمداد إيران بالأسلحة (فضيحة إيران ـ كونترا).

بعد أن وضعت الحرب العراقية الإيرانية أوزارها، كان لا بد من استثمار ضعف الدولتين بشكل سريع، فقد خرج العراق بمديونية تفوق السبعين مليارا، فكان لا بد من جعل تلك المديونية مفتاحا لتركيعه وإعادة شركات النفط (التي أخرجت في حزيران/يونيو 1972 إثر قرار تأميمها)، ولكن كيف؟ كان لا بد من تخفيض أسعار النفط حتى وصلت عام 1990 الى ما يقل عن عشرة دولارات، ليكون كل إنتاج نفط العراق السنوي لا يساوي فوائد ديونه، ورافق ذلك قصة (المدفع العملاق) الخ.

إسقاطات صدام الحضارات

عندما قسم (صاموئيل هانتنغتون) العالم الى خطوط صراع، هذا خط بين الكاثوليك والبروتستانت وهذا بين الكاثوليك والأرثوذكس، وهذا بين المسلمين والبوذيين الخ، وعندما عرج على الدول ذات القرابة وضع العرب مع إيران في قرابة واحدة إضافة الى كون بلدان العرب وإيران تدين بالديانة الإسلامية.

هذا الكلام يبدو في ظاهره المبالغة (بالتسطيح )، وقد ينسحب على الرجل العادي أو ابن الشارع العربي الذي ينظر الى بلغاريا وصربيا والولايات المتحدة نظرة واحدة، كما ينظر ابن الشارع الغربي والصهيوني نظرة واحدة الى كل من العرب وإيران وتركيا وباكستان، ولكنه لا يصلح أن ينسحب لصانع القرار، لا في الغرب ولا في بلادنا، وإن كان صانعو القرار يتفنون في العزف على أوتار ذلك التقسيم متى يشاءون، ويستثمرون الفهم السطحي لقيادة الرأي العام.

الشارع العربي يعاقب الصوت الرسمي بعناده

عندما تأتي النصيحة من جهة سبق لها أن وجهت الإساءة لمن تنصحه، فإن تلك النصيحة ستلقى أذاناً مسدودة، حتى وإن كانت النصيحة صادقة أو فيها شيئا من الصدق.

عندما تحذر أقلامٌ من الخطر الإيراني، فإن تلك الأقلام تكون موزعة بين كواليس الدوائر الحاكمة، و كواليس قومية لا تكن وداً لإيران، فإن النصائح من هذا النوع ستختلط على المواطن العربي، فلا يأخذها على محمل الجد.

فالحكومات العربية، التي لم تثبت للمواطن أنها تقف حارسة لكرامته وقوفا مشرفا، يجعله يستمع لنصائحها بطاعة واحترام، والتي زاد من رغبة المواطن في معارضة ما تقول، هو ما يلفها من فساد وعدم قدرة على اعتراض حلفاءها الذين يوجهون الإهانة تلو الإهانة للأمة بمواطنيها، وحتى حكامها، هذا الوضع جعل المواطن على استعداد للوقوف (ضمناً) ضد رغبة تلك الحكومات.

بالمقابل، فإن هذا المواطن الذي لا يخفي فرحه عندما يسمع خبرا عن أذى لحق بأمريكا أو الكيان الصهيوني أو الغرب بشكل عام، حتى لو جاء هذا الأذى عن طريق زلزال من رب العالمين أو فيضان ألحق الخسارة في أعداءه، ومن هنا تأتي السرعة في التأييد الفوري لعمليات قد تكون إرهابية 100% تلحق الأذى بالغرب.

فكيف لا يفرح هذا المواطن، إذا ما سجل حزب الله أو حماس أو طالبان الأذى بمعسكرات الغرب، وتلك المنظمات ومن يدعمها هم من ضمن خطوط صدام الحضارات، وهم محسوبين على علاقات القرابة بنفس الوقت؟

ومن جهة أخرى، فإن المستخفين بخطورة تشيع أهل السنة لافتتانهم بأداء إيران ومن يقف معها، يستندون الى نماذج تاريخية منها القديم ومنها القريب، فلم يستطع المسلمون أن يجعلوا أهل الأندلس من الأوروبيين أن يعتنقوا الإسلام، كما لم يستطع الأدارسة والعلويون في المغرب من تحويل أهله الذين يتمسكون بالمذهب المالكي، ولم يتحول أهل مصر الذين حكمهم الفاطميون ردحا من الزمن، ولم يختفي المسلمون في جمهوريات (الشيشان والأنغوش وبشكيريا وغيرها) متأثرين بحكم الشيوعيين حوالي ثلاثة أرباع القرن في الاتحاد السوفييتي، ولم يتحول الفلسطينيون الى الديانة اليهودية، ولم يتحول المسيحيون في الأردن ولبنان الى الديانة الإسلامية رغم ارتباطهم مصيريا مع من يعيشون معهم.

يتبع
__________________
ابن حوران
ابن حوران غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 06-04-2009, 01:51 PM   #6
البدوي الشارد
عضو مشارك
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2009
الإقامة: حزيرة العرب
المشاركات: 760
إفتراضي

الحكومات العربية لا ترى من الأخطار إلا ما تريد منها أمريكا أن تراه.
الشاه كان مروعا للخليج واحتلت الجزر الثلاث على عهده لكن حكومات الخليج كانت لا ترى الخطر الإيراني لأنه كان صديقا للأمريكان.
أما الخطر الصهيوني فلا تسأل عنه!. في حياتها لم تره هذه الدول خطرا بل هو غائب عن مناهج التعليم ووسائل الإعلام بل تكاد لا تسمع عنه في المساجد.
البدوي الشارد غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 08-04-2009, 11:17 AM   #7
كريم الثاني
عضو مشارك
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2007
المشاركات: 520
إفتراضي

الزميل الفاضل ،،، الحوراني ،،، حياك الله

شكرا" لك على هذا الموضوع القيم .


أنا من المتبابعين لما تكتب واحترم ما تكتبه او تنقله لأنني حتى وإن إختلفت معك في بعض الأمور إلا انني احترم طرحك وموضوعيتك في الحوار .


لدي إضافة متواضعه :

على العرب ان يطوروا أنفسهم فكريا" ودينيا" وحضاريا" بحيث يبنوا علاقة شراكة حقيقية مع إيران كدوله وشعب بحيث يستفيدوا هم وتسفيد إيران من هذه العلاقة ، وهذا الامر ينطبق على تركيا أيضا" .

يُمكن للعرب ان يستفيدوا من إيران في صراعهم مع العدو الصهيوني البغيض والهيمنة الامريكية

ويمكن لإيران أن تستفيد من العمق الاقتصادي العربي .

والأمثله على ذلك كثيره .





وشكرا" لك .


















ملاحظة (( مداعبة )) : يا أخي انا اول مره بشوف حوراني زيك

معقول انه انت حوراني ؟؟؟؟
كريم الثاني غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 09-04-2009, 01:41 PM   #8
ابن حوران
العضو المميز لعام 2007
 
الصورة الرمزية لـ ابن حوران
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2005
الإقامة: الاردن
المشاركات: 4,483
إفتراضي

الفاضل البدوي الشارد
الفاضل كريم الثاني

أشكر لكما المرور الكريم
__________________
ابن حوران
ابن حوران غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 09-04-2009, 01:42 PM   #9
ابن حوران
العضو المميز لعام 2007
 
الصورة الرمزية لـ ابن حوران
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2005
الإقامة: الاردن
المشاركات: 4,483
إفتراضي

برجماتية إيران وراء نشاطها في المنطقة

إذا أخذنا نموذج النشاط الأمريكي في المنطقة العربية، كممثل للمشروع الإمبريالي الليبرالي الغربي، وقمنا بتحليل عناصره، فإننا سنتعرف بسرعة على كل المشاريع التي تفكر بها القوى المؤثرة بهذا الإقليم، كردة فعل متكيفة مع المشروع الأمريكي، ومن هنا تبرز برجماتية كل مشروع.

باختصار شديد، إن المشروع الأمريكي، يطمح لأن تبقى السيطرة المطلقة على منابع النفط بشكلها الحالي، كما هي، لكي تملي على القوى الفاعلة بالعالم شروطها في كل المؤسسات الدولية، ومن أهمها ـ كما أشرنا ـ استخدام الدولار كعملة رئيسية للتداول في العالم. هذا بالإضافة للموقع الإستراتيجي للمنطقة العربية وما يتعلق بها من ممرات مائية، وتوسطها بين القارات. ولكي تبقي الحال على ما هو عليه لا بد من تحقيق:

1ـ إيقاف كل مشاريع التعاون العربي، من أن تتحول تلك المشاريع لتفضي لكتلة سياسية واقتصادية، يكون لها رأيها فيما تتلقى من مشاريع، وبالذات تلك التي تتعلق بالمشاريع القومية الوحدوية، فمن الخطوط الحمراء التي كان يخشاها الغرب في السابق، التقارب بين القاهرة وبغداد ودمشق، وقد أضيف لرؤوس ذلك المثلث، الرياض ليصبح مربعا، إن تكوَن رأسان من زواياه خارج الدائرة الغربية، يبرز عندها الخطر الشديد. من هنا أجهضت تجربة الوحدة بين مصر وسوريا، وتم تنزيل جنين مشروع وحدة (مصر والعراق وسوريا) قبل أن يولد.

2ـ ملاحقة الحركات ذات الطابع القومي، وشيطنتها أمام الرأي العام المحلي، وغض النظر عن الحركات السياسية الأخرى لعدم خطورتها على المصالح الغربية.

3ـ ضمان حماية أمن الكيان الصهيوني، واعتبار عدم توجيه الأذى والتهديد له، مقياسا لرضا الغرب عن النظام (أي نظام).

4ـ اختراع المشاكل بين أقطار الدول العربية، لإعاقة تطوير مشاريعها التضامنية (المتواضعة) وبقائها حبرا على ورق.

أين إيران من كل ذلك؟

تلتقي الرؤيا الإيرانية، مع الرؤيا الغربية في الهدفين الأوليين، أي منع أي شكل وحدوي فعال وملاحقة الحركات القومية العربية. وتعلم إيران كما يعلم الغرب أنهما يلتقيان عند هذين الهدفين. فلذلك تتسم علاقاتهما بالتقارب والتباعد وِفق حجم الأثمان لا أكثر.

أما فيما يتعلق بالكيان الصهيوني، فإن إيران والتي تجاور الوطن العربي من جهة العراق (براً) ودول الخليج العربي ومعبرها الحيوي بحراً، تدرك أنه ليس أمامها إلا ما يُسمى بالنشاط الناعم في الساحة العربية، وهذا النشاط الناعم يتمثل في:

1ـ استغلال حالة الترهل العربي، التي مجتها الجماهير العربية، واستثمار هذه الحالة بنشاطات معظمها لفظية، لدغدغة المشاعر العربية وهذا النشاط أشبه بمسلسلات التنفيس التي تبثها بعض محطات التلفزيون العربي.

2ـ استغلال المواطنين العرب الذين ينتمون للمذهب الشيعي، والذين يعانون من بؤس كما يعاني غيرهم من أبناء المذاهب الأخرى، جراء الفساد والترهل الحكومي العربي. فيفتخر هؤلاء المواطنون أن ـ في ظهرهم دولة تحكي بصوت غاضب ـ فتخلق إيران بذلك مشكلة جديدة لم تعهدها المنطقة العربية من قبل، وهي التأشير وكأن هناك أزمة طائفية بالمنطقة.

3ـ مصادفة غزو الكيان الصهيوني للبنان، وما ترتب عليه من إنشاء حالة من المقاومة المسلحة التي أحدثت حالة ترقب عربي، أُعجب بأداء تلك المقاومة، وتعاطف معها، وللصدفة الأكبر أن النظام العلماني في سوريا، كان على علاقة طيبة مع النظام الإسلامي في إيران، وأن سكان المناطق اللبنانية المحاذية للكيان الصهيوني هم في غالبيتهم من أبناء الطائفة الشيعية، كل ذلك أصبح وكأنه مجيرا لإيران.

4ـ تقديم المساعدات للمقاومة اللبنانية والمقاومة الفلسطينية، وعدم الإفصاح عن حجم تلك المساعدات من قِبل من يتلقاها، اعترافا بالجميل، رغم أن هناك من يقول أن تلك المساعدات لا تتعدى ما تصرفه شركة (مالبورو) على دعاية سجائرها.

5ـ تعلم إيران، كما يعلم الغرب، أن الكيان الصهيوني لم يعد قادرا وحده على حماية المصالح الغربية، فلا بد من مساعدة أحد القوتين الإقليميتين (إيران أو تركيا) في تحقيق حماية تلك المصالح، وقد تتفوق إيران على تركيا بكثرة العوامل الناعمة التي ذكرناها على تركيا.

ماذا تريد إيران من السلاح النووي؟

هل تريد إيران أن تشن حرباً على الكيان الصهيوني؟ أم هل تريد أن تشن حرباً على دول الخليج أو الدول العربية؟ بسرعة وببساطة: كلا لا تريد هذه ولا تلك.

تعلم إيران، أن الكيان الصهيوني والذي ينظر لها من زاوية ـ صدام الحضارات ـ أنها لا تختلف بإسلامها عن العرب، وأن حيازتها للسلاح النووي سيشكل هاجسا مزعجا، ولكن إزعاجه يقل عن إزعاج (مفاعل تموز) العراقي الذي قصفته الطائرات الصهيونية، في أول الثمانينات.

وتعلم الولايات المتحدة الأمريكية، أن إيران ليست جادة في تهديد مصالح أمريكا أو الكيان الصهيوني، لكن لا بأس أن تبقى تلك القضية ساخنة، لتبقى ضرورة وجود الولايات المتحدة بأساطيلها في المنطقة قائمة، ولتبقى أمام العرب سيناريوهات مزعجة، وهذا سيحسن من منافع أمريكا من غزوها للعراق، فلو لم تكن هناك مخاطر إيرانية لاتفق الجميع على وجوب خروج أمريكا من العراق (بخفي حُنين). لكن مع وجود إيران وصورتها التي تم تضخيم شيطنتها، فإن العرب وأهل العراق سيلجئون للتساهل مع بقاء علاقة معينة مع أمريكا.

إن إيران تريد أن تتفنن بما لديها من أوراق متيسرة، لتحسين موقعها الإقليمي، والذي لو حصل لها ستطوره لما يخدم أوضاعها الاقتصادية التي لا ينظر لها الخبراء نظرة تفاؤل منذ أيام الشاه قبل سقوطه وبحثه عن سوق آسيوية مشتركة. إنها البرجماتية.

انتهى

__________________
ابن حوران
ابن حوران غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 12-04-2009, 10:24 AM   #10
ريّا
عضوة شرف
 
الصورة الرمزية لـ ريّا
 
تاريخ التّسجيل: Nov 2008
الإقامة: amman
المشاركات: 4,238
إفتراضي

تسجيل متابعة ,,,,,,,,دام نبضك أخي الكريم ,,,,,,,,شكرا لجهودك
__________________
ريّا غير متصل   الرد مع إقتباس
المشاركة في الموضوع


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 

قوانين المشاركة
You may not post new threads
You may not post replies
You may not post attachments
You may not edit your posts

BB code is متاح
كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

Powered by vBulletin Version 3.7.3
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
 
  . : AL TAMAYOZ : .