العودة   حوار الخيمة العربية > القسم الاسلامي > الخيمة الاسلامية

« آخـــر الـــمـــشـــاركــــات »
         :: نظرات في مقال أمطار غريبة (آخر رد :رضا البطاوى)       :: نظرات فى بحث النسبية (آخر رد :رضا البطاوى)       :: حديث عن المخدرات الرقمية (آخر رد :رضا البطاوى)       :: قراءة فى مقال الكايميرا اثنين في واحد (آخر رد :رضا البطاوى)       :: نظرات فى كتاب علو الله على خلقه (آخر رد :رضا البطاوى)       :: قراءة في كتاب رؤية الله تعالى يوم القيامة (آخر رد :رضا البطاوى)       :: نظرات فى مقال فسيولوجية السمو الروحي (آخر رد :رضا البطاوى)       :: قراءة فى توهم فريجولي .. الواحد يساوي الجميع (آخر رد :رضا البطاوى)       :: نظرات في مقال ثقافة العين عين الثقافة تحويل العقل إلى ريسيفر (آخر رد :رضا البطاوى)       :: نظرات بمقال هل تعلم أن مكالمات الفيديو(السكايب) كانت موجودة قبل 140 عام (آخر رد :رضا البطاوى)      

المشاركة في الموضوع
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
غير مقروءة 02-01-2022, 08:50 AM   #1
رضا البطاوى
من كبار الكتّاب
 
تاريخ التّسجيل: Aug 2008
المشاركات: 5,960
إفتراضي نقد كتاب إرشاد العباد في كشف مثالب الحسد والحساد

نقد كتاب إرشاد العباد في كشف مثالب الحسد والحساد
الكتاب تأليف علي محمد سليمان محيميد آل عسكر العبيدي وهو يبحث فى موضوع أَضرار الحسد وعيوبه وفى هذا قال :
"فهذه رسالة في بيان مضار الحسد على الفرد والمجتمع، وبيان مثالبه والتحذير منه، وكيفية علاجه وأسأل الباري - عز وجل - أن يعم نفعها، آمين"
والكتاب معظمه نقول لأشعار وأقوال عن الحسد وهو لا يناقش الحسد من خلال كتاب الله ولا من حيث الروايات إلا قليلا وقد استهله بنقل التالى من كتب التراث:
عن علي بن بشر المروزي قال: كتب إلي ابن المبارك هذه الأبيات:
كل العداوة قد ترجى إماتتها إلا عداوة من عاداك من حسد
فإن في القلب منها عقدة عقدت وليس يفتحها راق إلى الأبد
إلا الإله فإن يرحم تحل به وإن أباه فلا ترجوه من أحد"
والشعر هنا مخالف للقرآن فليس الحسد سحر معقود ولا يوجد شىء اسمه لا ينحل إلى الأبد بدليل أن بعض الكتابيين أسلموا رغم أنهم حسدوا المسلمين على إسلامهم ثم قال :
قال يزيد بن الحكم الثقفي:
تكاشرني كرها كأنك ناصح وعينك تبدى أن قلبك لي دوي
بدا منك عيب طالما قد كتمته كما كتمت داء ابنها أم مدوي
لسانك ماذي وقلبك علقم وشرك مبسوط وخيرك منطوي
تملات من غيظ علي فلم يزل بك الغيظ حتى كدت بالغيظ تشتوي
وما برحت نفس حسود حشيتها تذيبك حتى قيل: هل أنت مكتوي
وقال النطاسيون إنك مشعر سلالا ألا بل أنت من حسد جوي
أراك إذا لم أهو أمرا هويته ولست لما أهوى من الأمر بالهوي
وكم موطن لولاي طحت كما هوى بأجرامه من قلة النيق منهوي
عدوك يخشى صولتي إن لقيته وأنت عدوي ليس ذاك بمستوي"
والشاعر هنا مؤمن بحسد العين وهو أمر لا وجود له لأن الحسد مجرد تمنى نفسى كما قال تعالى :
" عند أنفسهم"
ثم قال :
قال القائل:
طال على الحاسد أحزانه فاصفر من كثرة أحزانه
دعه فقد أشعلت في جوفه ما هاج من حر لنيرانه
العيب أشهى عنده لذة من لذة المال لخزانه
فارم على غاربه حبله تسلم من كثرة بهتانه"
والأبيات هى فى شرح نفسية الحاسد ولكنها ليست أمرا عاما فليس كل الحساد يحزنون بسبب بقاء الوضع كما هو عليه
وقد قام العبيدى بتعريف الحسد فقال :
"تعريف الحسد:
الحسد: هو ثوران النفس لغير الحق، وحقد دفين في الصدور، وغل كامن في دواخل النفس، ولؤم مستور في القلب، كلها سهام مصوبة نحو الكرم، والنبل، والشهامة، والفضيلة، التي تستحيل على الحاسد أن ينالها، أو يرقى إلى محاسنها، أو يتحلى ببعض صفاتها، والحسد انفعال نفسي إزاء نعمة الله على بعض عباده مع تمني زوالها، وسواء أتبع الحاسد هذا الانفعال بسعي منه لإزالة النعمة تحت تأثير الحقد والغيظ، أو وقف عند حد الانفعال النفسي، فإن شرا يمكن أن يعقب هذا الانفعال
وهو مرض في القلب خطير، ينشأ نتيجة تفاوت الناس وتفاضلهم في الأرزاق والأعمال والمناصب والجمال وغيرها، والحسد دائما يكثر بين الأقران من البشر، كالحسد بين التجار أنفسهم وبين أصحاب الأموال، وأصحاب الرياسات وبين طلبة العلم، وهو سبب من أسباب إثارة النفوس وانفعالها، فالذي يراقب الناس ويحسدهم على ما آتاهم الله من فضله ولم يرزقه الله من ذلك شيئا يتضجر ويغضب من حاله؛ لأن الحسد حبل قوي من حبال الشيطان، يدخل من خلاله إلى نفس الإنسان ويوسوس له؛ ليخرجه من هدوئه واستقراره إلى عالم الغضب والانفعال، ويجعل هذا الإنسان الغاضب يسلك تجاه المحسود سلوكا غير محمود العاقبة عليه وعلى المجتمع الذي يعيش فيه، والحسد مذموم مثل الجزع، الحسد خلق دنيء، ومن لؤمه ودناءته أنه يبدأ بالأقرب فالأقرب، من الأقارب والأكفاء والمعارف والخلطاء والإخوان
والحسد داء ينهك الجسد، ويفسد الود، علاجه عسر، وصاحبه ضجر، وهو باب غامض وأمر متعذر، وما ظهر منه فلا يداوى، وما بطن منه فمداويه في عناء"
وكل الكلام السابق هو كلام لا يفيد فى تعريف الحسد سوى قوله:
"والحسد انفعال نفسي إزاء نعمة الله على بعض عباده مع تمني زوالها" فقد صدق فى التعريف فهو أمر نفسى فقط وما يترتب عليه ليس حسدا وإنما معاصى غير المعصية الأساسية وهى الحسد
ثم نقل كلاما عن الجاحظ فى الموضوع قال فيه:
فال الجاحظ: "والحسد عقيد الكفر، وحليف الباطل، وضد الحق، وحرب البيان؛ فقد ذم الله - تعالى - أهل الكتاب به فقال: {ود كثير من أهل الكتاب لو يردونكم من بعد إيمانكم كفارا عند أنفسهم}
منه تتولد العداوة، وهو سبب كل قطيعة، ومنتج كل وحشة، ومفرق كل جماعة، وقاطع كل رحم بين الأقرباء، ومحدث التفرق بين القرناء، وملقح الشر بين الخلطاء، يكمن في الصدر كمون النار في الحجر"
والخطأ فى كلام الجاحظ كون الحسد سبب كل قطيعة فأسباب القطيعة متعددة منها أكل الحقوق المالية ومنها التمتع بمتع الدنيا ولو حساب الأخرين
وذكر الجاحظ ما يدور فى نفسية الحاسد فقال :
"ولو لم يدخل على الحاسد بعد تراكم الغموم على قلبه، واستمكان الحزن في جوفه، وكثرة مضضه ووسواس ضميره، وتنغص عمره وكدر نفسه ونكد عيشه - إلا استصغاره نعمة الله عليه، وسخطه على سيده بما أفاد غيره، وتمنيه عليه أن يرجع في هبته إياه، وأن لا يرزق أحدا سواه، وقال المهلب بن أبي صفرة: الحسد شهاب لا يبالي من أصاب، وعلى من وقع
والحسد تركيب لعله يحسد عليها؛ فهو لا يزول إلا بزوالها، ومن هذا قال معاوية : يمكنني أن أرضي الناس كلهم إلا حاسد نعمة، فإنه لا يرضيه منها إلا زوالها
والحسد لا يكون إلا عن فساد الطبع، واعوجاج التركيب، واضطراب السوس
والحسد أخو الكذب، يجريان في مضمار واحد؛ فهما أليفان لا يفترقان، وضجيعان لا يتباينان، والعداوة قد تخلو من الكذب؛ ألا ترى أن أولياء الله قد عادوا أعداء الله؛ إذ لم يستحلوا أن يكذبوا عليهم، والحسد لا يبرأ من البهت، وكيف يبرأ منه وهو عموده الذي عليه يعتمد، وأساسه به البناء يعقد؟! وأنشد:
كضرائر الحسناء قلن لوجهها كذبا وزورا إنه لدميم
والحسد نار وقوده الروح، لا تخبو أبدا أو يفنى الوقود، والحسد لا يبلي المحسود أو الحاسد، والعداوة جمر يوقده الغضب، ويطفئه الرضا، فهو مؤمل الرجوع مرجو الإنابة، والحسد جوهر، والعداوة اكتساب"
ثم نقل كلاما أخر فقال :
"وقال بعضهم: الحسد أنثى؛ لأنه ذليل، والعداوة ذكر فحل؛ لأنها عزيزة"
وهو كلام كاذب فالذكورة والأنوثة ليست فى كلمات اللغة وتحدث الرجل ناقلا عن غيره كون الحسد أسوأ من العداوة فقال :
"قال الجاحظ: إن الحسد أخس وأغبن من العداوة، إن الملل كلها ذمته وعابته، ولا نعلم أن شاذا من الشواذ، وشاردا من الشراد، فضلا عن جيل من الأجيال - أمر بالحسد"
وقطعا الحسد هو من ضمن أسباب العداوة وليس أسوأ منها فهو يعتبر جزء من موضوع العداوة ونقل كلاما أخر فقال :
"والحسد شقيق اللؤم، فكل حاسد لئيم، الحقد مدفون في صدره، نار الغل مستعرة فيه، لا تخبو ولا تنطفئ، من علامات اللئيم المخادع أن يكون حسن القول، سيئ الفعل، بعيد الغضب، قريب الحسد، حمولا للفحش، مجازيا بالحقد، متكلفا للجود، صغير الخطر، متوسعا فيما ليس له، ضيقا فيما يملك"
وهذا الكلام عن كون الحسد حقد دفين خطأ لأن الحاسد يحسد من يعرفه ومن لا يعرفه فيكفى أن يقال له أن عنده كذا وكذا فيتمنى زوال ذلك دون حتى أن يشاهد وجه المحسود
ثم نقل التالى من بطون الكتب:
"وحدثنا أبو بكر بن دريد قال: أخبرنا عبدالرحمن عن عمه قال: سمعت رجلا يقول: الحسد ماحق الحسنات، والزهو جالب لمقت الله ومقت الصالحين، والعجب صارف عن الازدياد من العلم داع إلى التخمط والجهل، والبخل أذم الأخلاق وأجلبها لسوء الأحدوثة
وقال سليمان التيمي: الحسد يضعف اليقين، ويسهر العين، ويثير الهم، وكان يقال: لا يوجد الحر حريصا، ولا الكريم حسدا
وجاء في "العقد الفريد": قال بعض الحكماء: أجهد البلاء أن تظهر الخلة، وتطول المدة، وتعجز الحيلة، ثم لا تعدم صديقا موليا، وابن عم شامتا، وجارا حاسدا، ووليا قد تحول عدوا، وزوجة مختلعة، وجارية مستبيعة، وعبدا يحقرك، وولدا ينتهرك، فانظر أين موضع جهدك في الهرب؟ قال الشاعر:
حسدوا النعمة لما ظهرت فرموها بأباطيل الكلم



البقية https://betalla.ahlamontada.com/t86300-topic#89379
رضا البطاوى غير متصل   الرد مع إقتباس
المشاركة في الموضوع


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 

قوانين المشاركة
You may not post new threads
You may not post replies
You may not post attachments
You may not edit your posts

BB code is متاح
كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

Powered by vBulletin Version 3.7.3
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
 
  . : AL TAMAYOZ : .