العودة   حوار الخيمة العربية > القسم العام > الخيمة المفتوحة

« آخـــر الـــمـــشـــاركــــات »
         :: قراءة فى بحث تجربة ميلغرام: التجربة التي صدمت العالم (آخر رد :رضا البطاوى)       :: قراءة في بحث أمور قد لا تعرفها عن مستعمرة "إيلون موسك" المستقبلية على المريخ (آخر رد :رضا البطاوى)       :: نظرات في بحث العقد النفسية ورعب الحياة الواقعية (آخر رد :رضا البطاوى)       :: خوارزمية القرآن وخوارزمية النبوة يكشفان كذب القرآنيين (آيتان من القرآن وحديث للنبي ص (آخر رد :محمد محمد البقاش)       :: نظرات في مقال السؤال الملغوم .. أشهر المغالطات المنطقيّة (آخر رد :رضا البطاوى)       :: قراءة فى مقال البشر والحضارة ... كيف وصلنا إلى هنا؟ (آخر رد :رضا البطاوى)       :: نظرات في مقال التسونامي والبراكين والزلازل أسلحة الطبيعة المدمرة (آخر رد :رضا البطاوى)       :: نظرات في مقال الساعة ونهاية العالم (آخر رد :رضا البطاوى)       :: عمليات مجاهدي المقاومة العراقية (آخر رد :اقبـال)       :: نظرات في مقال معلومات قد لا تعرفها عن الموت (آخر رد :رضا البطاوى)      

المشاركة في الموضوع
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
غير مقروءة 28-02-2010, 11:16 AM   #1
ابن حوران
العضو المميز لعام 2007
 
الصورة الرمزية لـ ابن حوران
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2005
الإقامة: الاردن
المشاركات: 4,483
إفتراضي هل بدأت الأسرة العربية بالتفكك؟

هل بدأت الأسرة العربية بالتفكك؟

في الأماكن المتسعة، عندما يتواجد فيها أشخاص كُثر، في حالة جلوس أو وقوف أو انتظار، فإن اهتمام الواحد بالمجموع سيكون ضعيفاً، وسيكون الحديث مقتصراً بين أقرب شخصين لبعضهما أو ثلاثة أشخاص. في حين يضطر المتواجدون في أمكنة ضيقة، أن يستمعوا الى آخرين رغماً عن أنوفهم، وقد يكون الآخرون مطرباً كريهاً في جهاز راديو تاكسي أو (باص)، وقد يكون الصوت صادراً من أحدهم أو إحداهن بشكل شكوى أو خبر عن عِرض أو علاقة معينة، فيشنف المستمع أذنيه ليلتقط ما يدور.

في الأسر العربية، وقبل اختراع التلفزيون وقبل تطور هندسة الحدائق ومجالات اللهو وقبل تطور المواصلات وقبل تنوع مستويات الثقافة، كان الطفل والمرأة والشيخ يستمعون لقصة واحدة أو نكتة مئات المرات دون ملل، لقلة الخيارات أمام من يضطر لاستماعها. ويأكلون نفس الوجبة لعقد من الزمن دون تذمر.

من علامات ثبات الأسرة، هي الصبر، والزواج المبكر، والإنجاب الغزير، وندرة حالات الطلاق، وانشغال أعضاء الأسرة في أعمال حتى ولو بدت ضئيلة وسخيفة.

اليوم، ترتفع نسبة حالات الطلاق، وترتفع نسبة الوفيات مقابل حالات الولادة، وتزداد مستويات العمر للزواج، ويهيم أفراد الأسر بأحلام لا يمكن تحقيقها إلا في المسلسلات، التي يكتبها أشخاصٌ حالمون ـ في كثير من الأحيان ـ يتعاملون مع متلقي يبحث عن تلك البضاعة التي تتوافق مع أحلامه.

التباين الطبقي وأثره في تفكك الأسرة

لم يكن من السهل قبل عدة عقود التعرف على أناسٍ أو أُسرٍ منعمة ومتميزة على بقية أبناء المجتمع، فإن كان المجتمع يتصف بالفقر فإن علامات الفقر تظهر على كل أبناءه، إلا فيما ندر. وإن كان المجتمع يتصف بأنه طبقة وسطى، فإنه من العسير التأشير على من يخرجوا من هذا التصنيف.

في العقدين أو الثلاثة التي انقضت، طفا على السطح أنماطٌ من الأغنياء الذين لم يكن ثرائهم آتٍ من علم أو اختراع أو إنتاجٍ أو كانت مؤشرات نموه واتجاهه نحو الثراء من الأبواب المسلم بها اجتماعياً. هذا الأمر خلق حالة من الغرور عند هؤلاء الأثرياء، ليتفننوا في صرف أموالهم في البناء واقتناء كل ما هو فاخر من وسائط نقل أو أثاث أو في اختيار ملابسهم وعطورهم ورحلاتهم و(فخفختهم).

فوضعوا أنفسهم في خانة معزولة عن المجتمع تتأفف مما المجتمع واقعٌ فيه، وتختار عرائس أبنائها وِفق هذا التراتب الجديد، علماً بأن (برجوازيتها) كاذبة ولا تشبه برجوازية الأوروبيين أو اليابانيين أو غيرهم، في ثقافتها ومهنيتها وتقاليدها.

هذا الأمر، دفع الكثير من الناس الى سلوك مسالك غير طبيعية كالنصب، أو التملق أو التهريب أو بيع مدخراتها من عقارات وغيرها، ظناً من هؤلاء أن هذا الدرب سيوصلهم الى ما وصل إليه الآخرون (المحسودون).

أثر هذا النمط من الحياة المستجدة، على التفكير في من سنزوج لأولادنا ولمن نعطي بناتنا، وهذا الصراع الصامت والظاهر أحياناً، أثر في سن الزواج (حتى يكتمل بناء المستقبل!) وأثر في استمرارية الأسرة الجديدة، في النقاش بين الزوج والزوجة عن موعد الإنجاب. وما يرافق ذلك من تذمر الزوجة التي بنت صورة زواجها من معلومات مضللة.


يتبع
__________________
ابن حوران
ابن حوران غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 28-02-2010, 04:10 PM   #2
salsabeela
" عضوة شرف "
 
الصورة الرمزية لـ salsabeela
 
تاريخ التّسجيل: Jul 2006
المشاركات: 7,360
إفتراضي

متابعة ..

شكرا لك
__________________
salsabeela غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 28-02-2010, 04:40 PM   #3
ماهر الكردي
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية لـ ماهر الكردي
 
تاريخ التّسجيل: Feb 2009
الإقامة: iRAQ
المشاركات: 1,456
إفتراضي

صح هذا ما يحصل
والسبب برأي هو التربية السيئة في المدارس التي تطبق نظام الدول الغربية . فهدفهم تشتيت الأسرة العربية التي امتازت بصلابة روابط بين أبناءها..حيث هذا النظام الأوروبي يحث على أن الفرد له حريته الخاصة وليس له إطاعة أحد وله كل الحقوق والواجبات كغيره من افراد الأسرة, هذا يحث على نمو نهج وينسى إحترامه لمن هو أكبر منه وبهذا يحصل صراع داخلي.
ماهر الكردي غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 01-03-2010, 01:29 AM   #4
هـــند
مشرفة
 
تاريخ التّسجيل: May 2008
الإقامة: بلاد العرب
المشاركات: 4,260
إفتراضي

المعلوم أن نواة الشيء هي التي تعطينا الحكم على نتاجه، و الأسرة نواة المجتمع و الوسيلة لتقويمه أو إفساده (مع بعد الإستثناءات).
أخي إبن حوران متابعة حتى يكتمل الموضوع ونناقش نتيجة الموضوع.
تحياتي
__________________

هـــند غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 03-03-2010, 10:21 AM   #5
العنود النبطيه
سجينة في معتقل الذكريات
 
الصورة الرمزية لـ العنود النبطيه
 
تاريخ التّسجيل: Oct 2001
الإقامة: الاردن
المشاركات: 6,492
إفتراضي

استاذنا ابن حوران

ذكرت بعض مظاهر الحياة الحديثة
او نقل ما وصلت اليه مجتماعاتنا في العقود الاخيرة
في مجتمعي الصغير انا
ظهر فيه ما ذكرته من بروز طبقة ثرية جدا
أدت الى تضاءل الطبقة الوسطى
مما ساهم في جعل المجتمع مكون من طبقتين ( تقريبا) الاول في القمة
والاخرى تحت خط الصفر في القاع البعيد
وبما ان تلك القفزة المالية كانت لاسباب غير متزنة وغير متسلسلة الزيادة
فان ذلك خلق هوة كبرى في الثقافة
بمعنى ان الرجل اصبح مليونيرا في الوقت الذي هو فيه أُميّْ لا يجيد القراءة والكتابة
او على الاقل لا يحمل شهادةعملية ولا يرى للعلم في زمن المال فائدة

هذه مصيبة اصبحت تهدد الكثيرين ممن يظنون ان الكسب السريع والحياة الرغيدة تتنافى مع العلم
وان طريق العلم يوصل الى راتب شهري ضئيل
في ظل ارتفاع الاسعار
وزيادة عدد الطبقة فاحشة الثراء بالتوازي مع زيادة الفقراء

مجتمعاتنا تحت تغيير كبير هذه السنوات
التفكك الاسري والاستقلالية الذاتية التي تساهم في تكوين وحدة منفصلة للابن او البنت عن اسرتها
يشكل ظاهرة تزداد كل يوم تقليدا للمجتمعات الغربية ( تأثرا بالاختلاط الكبير بالاجانب نظرا لكوني اعيش في منطقة سياحية من الطراز الاول) وايضا رغبة في تبديل الحال الذي طال أمده على الرتابة ونهج السلف

ابن حوران

تنكأ جراحا نحاول التغاضي عنها
تهددنا من الداخل ... وتنخر في شجرة بناءنا العائلي
وتلحقنا بركب " كل مين ايدو الو "

عذرا على الفضفة والاطالة
ومتابعةٌ معكم كل ما تجود به اقلامكم الرائعة
__________________


كيف استر الدمع في عيونٍ عرايـــــا
وسحاب الألم لا يترك في العمر ورقة إلا ويرويها بالشقاء
أنّى للدموع الاختباء والفؤاد جريح
والنزيف سنين من عمرٍ صار خراب
فيا دمعاتي الحوارق هونا على الخدود حرّقها لهيبك
وهونا على العمر صار يجر الخراب وهو في بواكير الصبا



http://nabateah.blogspot.com
العنود النبطيه غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 03-03-2010, 01:45 PM   #6
ابن حوران
العضو المميز لعام 2007
 
الصورة الرمزية لـ ابن حوران
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2005
الإقامة: الاردن
المشاركات: 4,483
إفتراضي

الأخوات الفاضلات

سلسبيلا
هند
العنود النبطية

والأخ الفاضل ماهر الكردي

شكرا لاهتمامكم ومتابعتكم وتعقيباتكم
__________________
ابن حوران
ابن حوران غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 03-03-2010, 01:46 PM   #7
ابن حوران
العضو المميز لعام 2007
 
الصورة الرمزية لـ ابن حوران
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2005
الإقامة: الاردن
المشاركات: 4,483
إفتراضي

اهتزاز القاعدة الخلقية وأثر ذلك في تماسك الأسرة

عندما تناقش الشريعة بمصدريها القرآن والسنة، وتضع حدوداً للفرد تبين فيها ما له وما عليه، وعندما تناقش القوانين الوضعية التي تتقاطع أو تتفق مع الشريعة في جزء وتكمل أو تختلف ما جاء في النصوص المنسوبة للشرع، فإن الالتزام بتلك التعليمات، يُعتبر من باب العدل. فإن تم الاتفاق على دية القتيل من باب الخطأ مثلاً، فإن دفع تلك الدية يقع تحت باب العدل، وإن زاد المُسبب للضرر بالتعويض فإن ذلك من باب القِسْط ( والله يحب المُقسطين) أي من يخضعون لمنطق العدل، ويزيدون عليه بما يُرضي الآخرين.

والأخلاق في أحد أوجهها، هي من باب القِسط أكثر منها من باب العدل، فإن مَكنت الظروف أحد الناس أن يمارس شيئاً لا يحاسبه عليه القانون، ولكنه امتنع عن ممارسته فهذا يُعد من باب الأخلاق، فإن كان بالإمكان أن ينظر أحد الناس الى عورات جاره دون أن يراه جاره، ولكنه يتذكر أن الله يراه ويمتنع عن التلصص أو التنصت على أحاديث آخرين لم يكونوا راغبين في أن يسمعها، فإن امتناعه يُعتبر من باب الأخلاق.

وإن كتب أحدهم شيكاً لآخر وأخذ سند قبض بذلك، فإن تصرفه قانوني ومن باب العدل، فإن تلف الشيك بالغسيل أو احترق، وعلم من حرره بذلك، وأعطى الطرف الآخر قيمة الشيك التالف، فإن تصرفه من باب الأخلاق.

مصادر القاعدة الخلقية

للقاعدة الخلقية ثلاثة مصادر: التراث وقوانين الدولة والصحبة بالاحتكاك.
ويحمل التراث معه قصصاً وقوانين وأحداث مشابهة، يتناقلها الناس بالمشافهة أو تكون مدونة في مصادر التراث الأدبية والدينية والشعرية وغيرها، ويكون أكثرها أثراً ما يردده الناس بكثرة بشكل أمثال.

فيقال مثلاً: (زوج الحراث يخلف لك حراثاً)، ويتضح من نص هذا المثل، أن للولادات الكثيرة وظيفة اقتصادية في المجتمعات الزراعية. ويقال بالأمثال (بيت الرجال ولا بيت المال)، أي أن العز بكثرة الرجال وليس بكثرة المال. ويقال بالأمثال ( البيت الذي ليس فيه كبير، ليس به تدبير).

لو تتبعنا مصائر تلك الأمثال، وقارناها بما يُستخدم الآن من أمثال، فيقال ( قلل ودلل) أي اجعل خلفك قليل تستطيع أن تربيهم بشكل جيد. ويُقال: (العب وحدك ترجع راضي)، وواضح مقاصد تلك الأمثال المستبدلة فهي تدعو للاستقلال بعيد عن الأسرة، وتدعو للتخفيف من أعداد الأبناء.

والمصدر الثاني من مصادر القاعدة الخلقية: هي قوانين الدولة: كانت الأعراف والقيم هي التي تتدخل في فض المشاكل الأسرية، وتعتمد أسس حلها في الماضي على مثيلاتها من المشاكل وكيفية حلها، أما اليوم فأفراد الأسرة يحتكمون لقوانين مدنية تتقاطع في كثير من الأحيان مع الأعراف والقيم المقترنة بالقياس مع مثيلاتها.

ومن جانب آخر فإن تلك القوانين حدت من حراسة المجتمع بشكل متكافل. فكان الجار أو القريب يزجر في الماضي زوجة جاره أو ابنته إذا رأى منها سلوكا غير جيد، وكان جاره يذهب إليه ليشكره لحرصه على حراسة عِرضه. اليوم يختلف الوضع، فإن تدخل أحدٌ في منع متسكعين مشبوهين يجلسان في مكان مشبوه، فإن القانون سيعاقبه لأنه تدخل فيما لا يعنيه.

والمصدر الأخير: وهو الصحبة، في المدرسة، في مكان العمل، في الأسواق، في النوادي، ومصدر ثقافة كل واحدٍ أو واحدة من تلك الصحبة والكيفية التي يفلسف سلوكه فيها، وأثر وسائل الإعلام والسفر وغيرها، كلها أوجدت مصادر غير متناهية في إمداد الأشخاص بادعاء بالمعرفة والاستقلالية بالرأي وحرية التصرف الخ.

لقد حلت في المجتمعات العربية مصادر تزلزل القاعدة الخلقية القديمة التي كانت سائدة وآخذة حيزها في الفضاء الذهني والاجتماعي. ولم تُذكر نصوص القاعدة الخلقية إلا في الزجر والتأديب أو الوشاية، لكن أثرها الفعلي بات غير موجود. وبالمقابل لم يحل محلها قاعدة خلقية مُتفق عليها، تتلاءم مع التطور الحضاري، فبات الاجتهاد الفردي محل الالتزام بقاعدة خلقية متعارف عليها، ومن الطبيعي أن ينتج عن هذا الاجتهاد أو الاجتهادات آلاف المصائب المؤدية للطلاق أو الانحراف أو تفكك الأسرة.

__________________
ابن حوران
ابن حوران غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 08-03-2010, 02:27 PM   #8
ابن حوران
العضو المميز لعام 2007
 
الصورة الرمزية لـ ابن حوران
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2005
الإقامة: الاردن
المشاركات: 4,483
إفتراضي



النظرة للمرأة ودورها في تفكك الأسرة

والعالم يحتفل بيوم المرأة، لا بد لنا من المرور على الارتباك الحاصل في تحديد معالم النظرة العامة للمرأة في بلادنا، تلك النظرة التي لا تتساوى فيها مجموعة القيم (المتوقفة عن التطور) مع واقع الحال الذي تقتضيه ظروف التطور الحضاري وما يتبعها من تغيير كبير في ملائمة السلوك مع النظرة المضمرة والمختبئة في المخزون القيمي.

لتصويب النظرة تجاه المرأة علينا تجنب ميلين خاطئين: أولهما تحديد دور وحجم المرأة في المجتمع بحساب التفكير البرجوازي، الإقطاعي، الذي يركز على اعتبار أن دورها الأول والأخير هو البيت، ومعاملتها معاملة ثانوية، بما يسلب إنسانيتها ويفقدها روح الإبداع، ويعطل طاقاتها الفكرية. وثانيهما اعتبار بعض المظاهر السطحية لما يُسمى بالتطور في المجتمعات والدول المتقدمة في هذا المجال، وكأنه النموذج لحرية المرأة وتطورها.

وإسقاط هذين الميلين يعني تجاوز العقلية الإقطاعية والبرجوازية الاستبدادية المتخلفة والتي تنظر الى المرأة كأنها أداة لمتعة الرجل ورهينة لأهواءه ورغباته لاغيا فيها شخصيتها وكيانها ودورها في تحصين الأسرة وإعداد النشء، مثلما يشير الى رفض الأشكال الصورية والزائفة للتطور السطحي، الذي لا ينفذ الى جوهر المسائل، ويكتفي بالتعامل مع ظواهرها الخارجية.

إن الدور الصحيح للمرأة لا يتحقق بحركة عفوية، أو عبر سياق الاستسلام لمسيرة الزمن، وانتظار نتائج حركتها ودورانها، بل ان ذلك يقتضي تفاعل مجموعة من الشروط، وأن تلعب فيها حركة الثقافة الوطنية دوراً بارزا، لكي تكون المحصلة المحسوبة للحركة الكلية للمجتمع، تحولاً نوعياً ناضجاً، بعيداً عن الشكل الخجول والمائل للنفاق وعدم الاقتناع.

وإقرار ذلك، لا يتم في معزل عن تصويب أوضاع المجتمع كله سياسياً واقتصادياً وثقافيا الخ، لأن تصويب وضع المجتمع سيوفر الشروط اللازمة لتصويب وضع المرأة، وتخلصها من قيود التخلف والتأخر.

هذا لا يمكن الوصول إليه بالتشريعات وحدها، ولا يمكن السرعة فيه لمجرد الرغبة، ولو أخذنا مثال الصين تلك الدولة الكبيرة والتي تعادل ربع سكان العالم تقريباً، وهي إن كان الفكر الظاهر لها فكراً مادياً شيوعياً، فإنها لم تستطع التخلص من طبائعها الشرقية، ففي الوقت الذي كان الصينيون يطلقون المثل القائل ( الدجاجة لها القن .. والديوك وحدها التي تصيح وقت الفجر)، في إشارة واضحة للنظرة الذكورية المتفوقة تجاه المرأة، واليوم وبعد أن وصلت المرأة الصينية الى مصاف الرجل، حيث تحتل نساء الصين المرتبة الأولى في أعداد البرلمانيات (25%) من النساء (وهي أعلى نسبة في العالم).

لكن مع ذلك لا تزال الأسرة الصينية تنظر للمولود الذكر نظرة مفضلة على الأنثى، ولما كان القانون الصيني يسمح للأسرة الواحدة بطفل واحد، فإن كل بيت يحتفظ بجهاز للكشف عن نوع الجنين، فإن كانت أنثى تم إجهاضها، ويتوقع المراقبون أن نسبة الذكور في الصين بعد عقدين من الزمن ستكون 1:2، فيما لو بقيت تلك النظرة سائدة.

إن المبالغة في الإسراع بتصويب وضع المرأة لا تقل خطورة عن المبالغة في كبتها والحجر عليها. لقد كانت المرأة قبل التطور التقني والإعلامي، تعمل في الزراعة والنسيج وغيره من الأعمال، وتستقبل الضيوف وتزور الجارات وتسهم بشكل عفوي بكل حركات المجتمع. واليوم بإمكانها التكيف مع متغيرات الحضارة بما يتوافق مع القاعدة الخلقية التي تنظم السلوك، لكن دون ابتذال ودون مراقبة حثيثة بطريقة تشعرها وكأنها مخلوق قاصر أو لص يتحين الفرصة للقيام بسرقة شيء ما.

هذا الأمر منوط بالمثقفين والمثقفات للتأشير على ما يجعل تطور النظرة الإيجابية مرافقاً ومحاذياً للضرورات الحضارية. وبعكسه فإن الخلاف بين الزوج وزوجته والوالد وابنته والشقيق وشقيقته قائماً، ويكدر صفو علاقات الأسرة بكونها حاضنة سليمة لتنشئة الجيل الجديد دون مثبطات لنموه بشكل سوي.
__________________
ابن حوران
ابن حوران غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 08-03-2010, 02:45 PM   #9
أميرة الثقافة
كبـــ أنثـى ـــرياء
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2004
المشاركات: 3,126
إفتراضي

اخي الفاضل ابن حوران

قبل اي شئ ...حصل التفكك من فترة ليست صغيرة

من اول ما طالبت المراة بمساواتها بالرجل


كامراة تنحاز لبني جنسها .....اجدني هنا واقفة بجانب الرجل رافعة معه بناني لرمي اللوم الأكبر على المراة....وان كان عليه الكثير من الملاحظات

وهنا وفي يوم المراة العالمي اعترف :

نعم ....عليها المسؤولية الكبرى في تحمل هذاا لاتهام في تفكك الاسرة

لم تعد المراة تلك الانثى الحانية التي لا هم لها الا قلب يحتضن قلوب غيرها

ولم تعد تلك الملكة التي تترع عرش اسرتها

بل انشغلت عن دورها الاساسي الفطري والمجبولة عليه

اخذتها اشغال الحياة بكل ما تملك من قوة

فوهنت قدرتها على الاستيعاب والتحمل والصبر

وشاركها احلامها /بجانب اطفالها / تعزيز دورها في المجتمع حتى
ولو على حساب اسرتها



الموضوع يطول شرحه ...

متابعة لمادتك ....ومتشوقة لسماع المزيد

فعذرا ان قاطعتك
__________________
.

آخر تعديل بواسطة أميرة الثقافة ، 08-03-2010 الساعة 02:52 PM.
أميرة الثقافة غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 12-03-2010, 01:33 PM   #10
حوراء
عضو نشيط
 
تاريخ التّسجيل: Mar 2010
الإقامة: في الارض الفضاء
المشاركات: 109
إفتراضي

يبدو لي أن التفكك الأسري يتحمل وزره الأنظمة السياسية التي ابتعدت عن الإسلام بدعوى الانفتاح المزعوم على الحضارة الأروبية التي لم نأخذ منها إلا القشور باسم التمدن ويظهر هذا في النظام التربوي المعتمد في الدول العربية .
حوراء غير متصل   الرد مع إقتباس
المشاركة في الموضوع


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع
بحث في هذا الموضوع:

بحث متقدم
طريقة العرض

قوانين المشاركة
You may not post new threads
You may not post replies
You may not post attachments
You may not edit your posts

BB code is متاح
كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

Powered by vBulletin Version 3.7.3
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
 
  . : AL TAMAYOZ : .