العودة   حوار الخيمة العربية > القسم العام > الخيمة السيـاسية

« آخـــر الـــمـــشـــاركــــات »
         :: قراءة فى مقال حديقة الديناصورات بين الحقيقة والخيال (آخر رد :رضا البطاوى)       :: قراءة في مقال ثلث البشر سيعيشون قريبا في عالم البعد الخامس (آخر رد :رضا البطاوى)       :: نقد مقال بوابات الجحيم التي فتحت فوق سيبيريا عام 1908 لغز الانفجار الكبير (آخر رد :رضا البطاوى)       :: الغرق فى القرآن (آخر رد :رضا البطاوى)       :: نظرات في مقال أمطار غريبة (آخر رد :رضا البطاوى)       :: نظرات فى بحث النسبية (آخر رد :رضا البطاوى)       :: حديث عن المخدرات الرقمية (آخر رد :رضا البطاوى)       :: قراءة فى مقال الكايميرا اثنين في واحد (آخر رد :رضا البطاوى)       :: نظرات فى كتاب علو الله على خلقه (آخر رد :رضا البطاوى)       :: قراءة في كتاب رؤية الله تعالى يوم القيامة (آخر رد :رضا البطاوى)      

المشاركة في الموضوع
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
غير مقروءة 07-10-2009, 08:32 PM   #1
redhadjemai
غير متواجد
 
تاريخ التّسجيل: Sep 2006
المشاركات: 3,723
إفتراضي الزعيم ، الوطن ، النص ...والحوار

إن تفاصيل حياة الأنظمة الممثلة في أشخاص كانت وستكون دائما استدعاءا لقرابين يقدمونها لتماثيل من تمر صنعوها ونسوا فصدقوا أنفسهم ، تفاصيل حياة الشعب كمؤسسات وكأفراد تتجه وفق تطور وتغير يفرضه عالم آخر لا نعترف بوجوده بشكل إيجابي ونؤمن بثورة تجاهه ، والأمر لا يستدعي أبدا ذلك بل يستدعي تعايشا ذكيا ، يصنعه حكماء لا ننكر وجودهم ولا ننكر أيضا أن انشغالهم بمناقشة المشاكل والورطات أنساهم دراسة المديات التي من الممكن أن تؤتي حكمتهم أكلها ، الأمر يزداد سوءا كلما اتجهنا بخطوات مرتجفة نحو الغد الغير مشرق طبعا بفعل المعطيات الحالية لشعوب مغيبة فكريا وتتعارك على خبز لم تخبزه وفكره لم تؤسسه ودين غادر صحيحه مع آخر نبي عليه الصلاة والسلام ، ربما ليس الوقت متأخرا لنعيد التفكير في ما يمكنه أن يضمن لنا التأسيس لفكر يحترم الإنسان قبل كل شيء ، قبل الوطن وقبل الدين وقبل تمثال التمر المسمى ثورة ، الوضع أكرمكم الله جد مقرف ، خاصة لم تسمع أحدهم يقول أن هذه سنة الكون فالأمم لها عمر كالإنسان ، وينسى أننا لسنا بعد أمة بمعنى الكلمة ، ولا أدري هل هي صدفة أن يكون النصف الأسفل من الكرة الأرضية الذي يحوي مساحات نعيش فيها واقعا تحت نصف أعلى ، توافقا مع قيمة كونية أعلى وأسفل ، لا تفهموا أن أملك ولاء للغرب أو لأحد فأنا الآن أجرب أن أكون ذا ولاء لنفسي كإنسان أولا ..سأعاني أكثر لكن سيكون أحسن من أن أقتات على أفكار وقناعات وأقوال ..ومقامات شكلت كومة من تاريخ نخره التدليس والتطويع والتمجيد لكيانات علمها عند الله ....

الطريق للحاق بالحضارة هو الحوار ..لكن أية حضارة ؟ نحن نفتقد لحالات ثلاثة أولها حضارة الروح ..ليست لدينا حضارة روحية ومن أراد أن يعرف فلينظر وليقرأ نتائجها ..وحضارة تقلب النص البشري الذي يفسر النص الإلهي قانونا على المريد أن لا يخرج منه وإلا كتب عليه الكفر والضلال ، وتجعل أناسا ناطقين باسم الله يبيعون سلعة كاسدة على أرصفة تطل على معاناة الناس بانعدام كرامتهم كبشر وهم من ضيعوها بغفلتهم وغياب وعيهم ..العاقل من الناس يجتر فكرا كتبه سابقوه فهذا سلفي وهذا علماني وهذا ملحد وهذا ينتمي إلى الاإنتماء ..ونسينا جميعا أن الانتماء الأول هو الإنسانية ..فصادرنا حقوق غيرنا باسم الدين أو باسم حرية الفكر ورتعنا في الدنيا متأبطين وصايا توصي بالإغراق في اللذات بتصريح قيل أنه إلهي ..ونسينا أن النص أيا كان بشريا فهو إما عطر عابق أو ريح تزفر أنوف العاقلين...حتى إذا أردنا جلد ذواتنا سللنا السياط من خزانة التاريخ ..ألم يكن منا خالد وعمر وغيرهما ..والرازي وابن سينا وغيرهما وابن خلدون وابن رشد وغيرهما ..التاريخ يصنع المستقبل ..نعم هذا صحيح لكن لا ننسى أن الكروموزومات والشعورات الجمعية بوسعهها التسلل عبر ثغرات التداول القسري أو الحر على المنابر وتجعل الجوع يكرر نفسه ..حتى الكلام أصبح شهوة لدى العديد فإما أن نقول مالا يمكن فعله أو أن نقول ما يمكن فعله لكن في مكان آخر أو في قارة أو كوكب آخر ..نحن نعيش نتائجا والعبرة بالنتيجة وليس بسببها لأن الإنسان يتكرر بكيان هيولي ويلبس ثوب الطبيعة والدين والانتماء و الاستعمار في كل عصر ..فكما ينتفي الشبه التام بين اثنين من زمن واحد ..ينتفي بين اثنين كل واحد منهما في زمن ..لم تعد معادلات كيمياء التطور قواعدا ثابتة طالما المحاليل اختلفت والمخابر اختلفت وتبدلت .

والحالة الثانية حضارة مادة فليس بوسع العديد سوى الانبهار بتكنولوجيا الغرب ..واستقر الأمر بين حالين نقيضين ..هذا يجلد فيه أحدنا ذاته ويرثى حاله أما ماتوصلوا إليه ..وآخر يقول التقدم ملك الجميع وهو تمكين وتسخير من الله عز وجل .
هناك من يقتات على نصوص مطولة من شيوخ سولت لهم أنفسهم بأن الخلاص لهذه الأمة مستقر في مايقولون ..وهنا وهناك ..لست يائسا إلى الحد الذي يتصوره قاريء هذه الكلمات لكن أعلل نفسي بأني ربما بدأت الوقوف على أول خطوة من الأميال التي توصلني لتعيين مشكلة أو اثنين ..كل ما كتبت أردت به القول أن الحوار قبل أن يكون بين اثنين يجب أن يكون بين اثنين متلازمين هما أنت وأنت... أناوأنا ولا شك أن البحث والحوار بنزاهة مع النفس والذات سيوصل إلى بعض من القيم الكونية التي ستتمثل في فعل وتتجلى في تطبيق فكما كانت الفطرة مبنية على قاعدة دفع الضرر واستدعاء الخير سيكون من الخير أن نسأل أنفسنا ونحاورها ..لماذا لدينا مشاكل ..ولماذا نفتقد للحوار ولماذا كل الرياح لا تبشر بالرسو على بر الخير ...
أما مناقشة القناعات وعدم التسليم فهذا لب القول لولا أن المناقشة لدى البعض تعتبر ضربا من الفسوق ..ضد الله أو ضد تمثال التمر المسمى بالوطن .
أن تفسير النص الديني يكون بشريا ..فأما سبب المشاكل هو أن يكون ذلك التفسير سارية يتمسك بها العديد ظنا منهم أنها الدين القويم ..التفاسير مختلفة ..كاختلاف الطوائف ..بشكل لا يخدمنا أبدا ..أما الأمم التي لم تتخل عن دينها ..فهلا يخبرني أحدكم أي نص ديني يطبقونه في صناعة الكمبيوتر ؟؟ وأية آية استخدموها في صناعة الترانزيستور قبل عقود ؟؟ ..لم يطبقوا أية نص ..لكن روح الإتقان التي تسكن إنسانيتهم والهم الذي يحملونه لمصالحهم هم ثم البحث الدؤوب عن حدود المدارك والإدراك والعقل والجهد ..فكما يقول أحد المتكلمين / ماحيلتي والعجز غاية قوتي .
نحن لا نبحث عن حدود العجز...فإما أن نتعارك عن رقائع التاريخ ومدونات ناس أفلوا ..أو ينادي كل منا بأن الخلاص في الدين وآخر الدين أفيون الشعوب وآخر يتغنى بالوسطية التي ميعت الدين وميعت العرف بشكل مبكي ..
أما عن كره الدين...فلا أحد يكرهه ..إلا إذا شاء أن يتعامل معه على أنه أوامر ونواه كلها ضد الحرية ..وماالحرية التي ينادي بها من يتبرمون من الدين إلا حرية تضمن لشواتهم الترابية الإنطلاق ..وتشربوا تخديرا أن الحضارة في الحانات والمراقص . وفي سوق النساء البراقة ...كنا نعرف شيئا اسمه العرف ..وهو لسان حال فطرة أطعمتنا سلاما وخبزا وثقافة ..لولا أن انشقت الأرض على أرواح تحمل أبواقا وتنذر بالوعيد ..وأخرى تحدو بنا ووجتها أوروبا والغرب ..فاختلط الأمر بين القومية وبين الدين وبين التراب وحبوب طلع واردة من المشرق مع فتوحات قديمة وبين مستعمر لم متاعه وترك بيوضه في قرارات مكينة ..
الدين منهج حياة يبدأ من الابتسامة في وجه الأخ والزوجة والأم والبنت حتى آخر هم يحمله الفرد وهو يشد الرحال إلى عالم آخر ويحمل رجاء كبيرا أن يكون قد غادر وهو بأقل عدد ممكن من السيئات.
الخروج عن النص مرفوض و هذا شعار العديد ..ولكن النص المتعلق بحالتين الأولى أنه نص إلهي بين ومحكم وواضح لا يحتاج لا إلى تأويل ولا إلى تنوع في التفسير وهذا حال النصوص التي يعتمدها البعض في التعامل والاحتكام إلى ما بوسعه أن يضمن تماسكا بين الإنسان ونفسه وغيره ..وهذا ما لا اجتهاد فيه ..لوضوحه ولمغادرته مجال الإشكال بالتباس أو بتنوع تأويل
.. ومادون ذلك فهو للإجتهاد مجال بما تجد به الظروف و تبدل حياة الإنسان وتطوره ..ما سبق كلام واضح وأظن أنه لا ختلاف فيه لدى العديد لبديهيته أما عما قصدت كان مجرد إشارة إلى مايمكن أن يخضع لتسميته نصل من خلال بنيته وليس من خلال الإحالة اللغوية لمعنى كلمة نص ..فالحاكم مثلا أو الزعيم يتم استدعاؤه بشكل يجعله بنية من الإنجازات والمواقف بما يستجد به حال كل ظرف أو تطور ..أتكلم عن الذهنية العربية الإسلامية حيال ذلك ..وربما لا نستطيع الإنكار أن مجتمعاتنا تعيش عقدة دائمة تجاه قمة السلطة ..بين ما جبلت عليه النفس من نبذ وتبرم ممن يحكمها فعلا لمطلب الحرية الدائم أو أن يكون ممجدا ولاءا وطاعة وحمدا قصد انتماء أو دون وعي بانعدام شخصية تختار وتتخذ موقفا ونقدا وفهما .
إن اللغة في حد ذاتها بوسعها أن تحدد نوعية الحوار ..فمن خلال المصطلح نستطيع تبين الحوار وهل هو ملاذ آمن أو طريق لفتنة ...طبعا الأمر يتعلق أكثر شيء بالمختصين أو لنقل الحكماء والعقول التي تدرك مدى الفعل الذهني غير المباشر لمنظومة اللغة أو النص ...فنجد أن هناك من يتخذ له من شخص أو قول أو مجمل نص عضدا له في إثبات وجوده ..مادامت الإشكالية الدائمة هي الوجود .
الحوار النزية يعتمد في نظري على مبدأين ..أولهما الاعتراف بالآخر ..ثانيا تحديد مصطلحات ومنظومة فكرية لائقة ..تعيد توصيف الكيانات التي تشاركنا الكرة الأرضية ..كمصطلح عدو ..ومصطلح حرية ..ومصطلح ممنوع ومرفوض ..وخاصة مصطلح دين ...ثم محاولة البحث عن أيها يمكنه أن يتجلى فيه الوجود الإنساني بشكل يقينا التعثر في طريقنا إلى حضارة وتقدم روحي ومادي .
العداء الصهيوني أو الإستعماري أو كل كيان يضطهد كيان الإنسان داخل تحت وصف العدو ..وبشكل بديهي لا يستحق النقاش ...ويكفي أن نعتبر الإنسان في حد ذاته مقدسا ومكرما من خالقه أما المقدس فأظن أن الدين وحبله المتين الذي يتمسك به الملايين على اختلاف لغات تسبيحهم أول المقدسات ..وأول الفجور وأكبره الاستهانة بالدين والمعتقد طالما يحمل في جوهره دعوة للسلام كأولوية إنسانية أما المقدسات الأخرى فتستحق النظر إما لإعادة الاعتبار أو لإزاحتها ...أما المرجعية الفكرية فنحن قبل كل شيء في عالم مادي أول ما يظهر فيه التحالفات المتكئة على المرجعية الفكرية في منظومتها الإقتصادية ..والمصهورة ضمن نطاق مصلحي يشكل قانونا يضفي أمنا ونظاما يحقق استمرارية التبادل والتعايش ..هذا بالنسبة لأوروبا والغرب مثلا .

أما نحن فنحن نملك مرجعية فكرية روحية ضابطة في بنيتها لكيفية الوجود المادي والتعامل مع الكيانات المادية في الحياة ..لكن رغم ذلك فالاحتياج للحوار لن ينتهي طالما أن قوانين التغير والتبدل تخرج أحيانا بسبب التأويل البشري المتواصل الذي غالبا ماينغلق على نفسه لتنشأ علوم أو فكر لاينفع أو يسبب انشقاقا أو فتنة..من الحكمة أن ننفض الغبار من خلال الحوار النزية الذي يوحد الهم الإنساني كمسلمين أو كعرب وأمازيغ مثلا للبحث عن القيم التي بوسعها أن تعيد ترتيب أولويات الفكر الإنساني ..وتجيد التعامل مع سنن كونية لا تنتهي ..فرغم السلام المنشود إلا أنه لا يمكن أبدا أن نبدل سنة كونية إلهية مبنية على الأضداد ..ولاننسى أن الحوار كثقافة هو ضرب من البحث عن حدود العقل وحدود الطاقة والقدرة بشكل متواصل ..والبحث عن حدود المدارك...
وأن نفرق بين السند وبين حجر العثرة في الطريق فالمقدس كمنتج بشري بوسعه أن يكون حجر عثرة ..حين يقف العقل في نص مقدس عمره قرون ويلبسه قداسة فلن يتقدم ..بل لن يفك شفرات النص التي بوسعها أن تفتح له أبواب المضي وإعادة التشكل والمحافظة على روح النص وقداسته ..والمقدس حين يكون شخصا عدا نبي الأمة سيكون صنما في ميدان عام يأخذ حيزا من الأرض وحيزا من الفكر وقبره قد درس ولم يبق له إلا ماذهب به إلى ربه ..أو ألقاه في مطويات وكتب من وصايا لمن يأتي بعده ...خاصة نحن يكاد يندر أن نجد ولو صفحة واحدة عن زعيم أو حاكم ولاعزاء لنا سوى أنه بنى وشيد أو هدد إسرائيل بكلمة أو برجمهم بصواريخ ...ليس من باب الاستهانة ما أقوله ..لكن هول ما نعيش اليوم يجعل كل إنجاز ماض عبارة عن خط بقلم الرصاص على جدار التاريخ ...لكن ليس بوسع أي عاقل أن يبخس ماتبين صدقه أو طيب أثره ومقصده من خلال نتائج معينة ..حتى ولو قلت .


هذا الموضوع كان عبارة عن مداخلة لي بموضوع في الفايس بوك .
__________________


آخر تعديل بواسطة redhadjemai ، 07-10-2009 الساعة 09:30 PM.
redhadjemai غير متصل   الرد مع إقتباس
المشاركة في الموضوع


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 

قوانين المشاركة
You may not post new threads
You may not post replies
You may not post attachments
You may not edit your posts

BB code is متاح
كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

Powered by vBulletin Version 3.7.3
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
 
  . : AL TAMAYOZ : .