مؤتمر إسلامي بالقاهرة يحذر من «فتاوى العنف»

[صفاء العشري]

عقد المؤتمر العالمي حول الفتوى لمكافحة التطرف الراديكالي في دار الفتوى في مصر تحت عنوان «الفتوى إشكاليات الواقع وآفاق المستقبل». والموضوع دار حول مخاطر «الفتوى بدون علم» على الدول والعلاقات بينها، بمشاركة الأزهر وعلماء من العالم العربي والإسلامي. كان المؤتمر معنيا بكيفية مواجهة الفكر المتطرف.
دعا المشاركون إلى الاعتدال في إصدار الفتاوى الدينية، في محاولة لمواجهة الفتاوى المتطرفة التي تبرر فظائع الجهاديين. واتفق المفتون ورجال الدين في ختام المؤتمر الذي استمر يومين على تدريب العلماء المسلمين وعلى التنسيق في قضايا الشريعة الإسلامية. ودعوا إلى مزيد من الاهتمام "بتجديد" العلم الذي يقود إلى إصدار الفتاوى والمراسيم الدينية مع أخذ العصر الحديث بعين الاعتبار. ودعا البيان إلى تدريب رجال الدين في العلوم الحديثة والتركيز على النظر في المعايير الاجتماعية عند إصدار المراسيم.
إن الفوضى التي تركها في العقد الماضي أو أكثر سيل الفتاوى الصادرة عن غير دراية أو من قبل ما يسمى الدعاة وانتشار محطات التلفزيون الدينية والبرامج التي غالبا ما تستضيف رجال دين ينقصهم التدريب الرسمي ، كان من بين الموضوعات التي بحث فيها المؤتمر أيضا. ولكن الأهم من ذلك كله حذر المفتون ورجال الدين والعلماء من الآثار المدمرة لهذه الفتاوى. ومن بين الموضوعات المتعددة المهمة ، تم بحث قتل الأقليات الأخرى، والتكفير وتحريم التماثيل الخ.
وقال أحمد الطيب، رئيس مؤسسة الأزهر، للمؤتمر " لستم بحاجة إلى التذكير بأن التساهل (في التعامل) مع الفتاوى التي تكفر المسلمين " قد أدى إلى "القتل وسفك الدماء". كما انتقد الطيب الفتاوى التي تحرم التحف والتماثيل، وكسب لقمة العيش من التصوير، وتدمير آثار ذات قيمة تاريخية باسم الإسلام. لقد استخد داعش الفتاوى لتبرير هدم التاريخ في العراق وسوريا. وأوضح أن الفتاوى المتطرفة شغلت المسلمين عن أخذ مكانهم بين الأمم، مشيرا إلى أنه لا زال هناك فتاوى بنيت على أعراف انتهت، وأن الفترة المقبلة لا بد أن ترتب فيه الأولويات لمواجهة الواقع وتحدياته حتى تؤسس لواقع صالح لكل مكان وزمان.
بناء على ذلك، حث رجال الدين في بيانهم وسائل الإعلام على استضافة "المفتين المتخصصين" فقط في البرامج التلفزيونية.
إن مؤتمر القاهرة هو محاولة للرد على المنظمات الإرهابية وعلى رأسها داعش، بعد أن أصبحت الفتوى سلاحا لتبرير العنف وسفك دماء الأبرياء.
أعتقد أن العالم الإسلامي يحتاج الى مزيد من المؤتمرات، وعلى المفتين والعلماء أن يكونوا هجوميين أكثر ضد رجال الدين المزعومين أو الدعاة الذين خطفوا الإسلام، وفصلوا جيل من بعض المسلمين الشباب عن بيئتهم وحولوهم إلى آلات قتل غسلت أدمغتهم.
هل تعتقدون أن هذا قد يكون مفيدا ؟ وهل أن مشاركة أكبر من المفتين والعلماء ورجال الدين المحترمين يكون فعالا في هذه المعركة ضد العنف أو أن أن هناك طريقة أخرى؟