العودة   حوار الخيمة العربية > القسم العام > خيمة الأسرة والمجتمع

« آخـــر الـــمـــشـــاركــــات »
         :: نظرات في مقال أمطار غريبة (آخر رد :رضا البطاوى)       :: نظرات فى بحث النسبية (آخر رد :رضا البطاوى)       :: حديث عن المخدرات الرقمية (آخر رد :رضا البطاوى)       :: قراءة فى مقال الكايميرا اثنين في واحد (آخر رد :رضا البطاوى)       :: نظرات فى كتاب علو الله على خلقه (آخر رد :رضا البطاوى)       :: قراءة في كتاب رؤية الله تعالى يوم القيامة (آخر رد :رضا البطاوى)       :: نظرات فى مقال فسيولوجية السمو الروحي (آخر رد :رضا البطاوى)       :: قراءة فى توهم فريجولي .. الواحد يساوي الجميع (آخر رد :رضا البطاوى)       :: نظرات في مقال ثقافة العين عين الثقافة تحويل العقل إلى ريسيفر (آخر رد :رضا البطاوى)       :: نظرات بمقال هل تعلم أن مكالمات الفيديو(السكايب) كانت موجودة قبل 140 عام (آخر رد :رضا البطاوى)      

 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
غير مقروءة 18-10-2008, 12:28 AM   #1
ياسمين
مشرفة Non-Arabic Forum واستراحة الخيمة
 
الصورة الرمزية لـ ياسمين
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2008
الإقامة: المغرب
المشاركات: 2,102
إفتراضي المراهق بين تمرد الأنا وسلطة الأسرة

في فترة المراهقة الدقيقة تنتاب المراهقين تغيرات أساسية جسمانية ونفسية..ولعل أولها شعور المراهق بالحاجة إلى الحب والقبول من طرف الآخر أي أنه يرغب أن يحب الآخرين وأن يجد قبولا لديهم فيحبونه أيضا.


ـ الحاجة إلى تقدير الذات..فيجد قدرا من الاحترام والاستقلال في الرأي والفعل وهنا تبرز لدى المراهق الرغبة الملحة في إبداء الرأي بكل حرية وعدم الخوف من الفعل وإعطائه الثقة بالنفس لكي يقرر ويخرج من قيد التبعية.

إن المراهق في أمس الحاجة إلى اكتساب خبرات جديدة وتنمية معلوماته وتأكيد ذاته، وهي استجابة طبيعية لحاجته إلى تنمية مداركه ونمو عقله..



كما أن المراهق يطمح أن تعامله أسرته معاملة سمحة تحترم آراءه ورغباته كما ينتظر من أصدقائه ومدرسته احترامه وتحقيق العدالة في معاملته دون تمييز، ويريد من الأسرة ومن المدرسة بالذات تنمية قدراته ومعلوماته وتشجيع مواهبه وإعطائه فرصا حقيقية للتعلم من خلال الأنشطة الاجتماعية والثقافية والرياضية وغيرها...



إن المراهق مهما أظهر رغبته في طلب الاستقلالية بذاته عن الآخرين غير أنه يريد ـ وهذا مهم جدا ـ أن يرى أمامه ً القوة ً... ً النموذج ً...ً المثل ً...الذي يطلع إليه ويقتفي خطواته...ويقلده ليصبح مثله أو أعظم منه.

أسئلة كثيرة مثيرة للجدل حول قدرة الأسرة على احتواء المراهق وتلبية احتياجاته النفسية ومتطلباته الذاتية؟هل نجحت الأسرة في القيام بدورها كما يجب وإنشاء جيل من الشباب خال من العقد والانكسارات النفسية؟؟

إن الواقع الاجتماعي المرير يرسم طبيعة العلاقة التي تربط الأسرة بأبنائها، إذ يتبين لنا أن الشباب المراهق يعاني ضغوطات نفسية عنيفة جراء عدم قدرة الوالدين على تحقيق أدنى مستوى من التجاوب والانسجام مع أبنائهم لأسباب عدة أهمها:



ـ عدم وعي الأسرة بخصوصيات مرحلة المراهقة وخطورتها.

إن الوالدين غالبا ما يتجاهلان التحولات النفسية التي يمر بها المراهق ويعتبرونها ضربا من التقليد الأعمى للغرب، إذ يقارنون ماضيهم عندما كانوا مراهقين حيث كانوا يعيشون في نظام التبعية المطلقة للأب الذي كانت قراراته لا ترد ومن حاول خرقها عوقب بالجلد واستخدام العنف..

إن هذا التصور الخاطئ للآباء يجعلهم يميلون إلى ممارسة هذا النهج مع أبنائهم
ما يولد الشقاق والعناد والعنف، فيلجأ المراهق إلى أحد الطرق التالية:



ـ إعلان المراهق الحرب ضد والديه الذين يتحولان إلى عدوين لذوذين، حيث يختار طريق الرفض لكل ما تصدره قرارات الأسرة من أوامر، فيحمل المراهق شعار ً لا ً في كل ما يطلب منه ويأتي بعكسها وإن كانت هذه الأوامر في صالحه غير أنه يرفض تنفيدها لأن المراهق يكره أسلوب ممارسة السلطة عليه وإرغامه بالإكراه على القيام بالفعل.



ـ العناد يولد العنف : إن إشعار المراهق بالدونية والتبعية للوالدين في كل صغيرة وكبيرة يجعله يتمرد عليهما ويعبر عن ذلك بنهج أسلوب العناد في التعامل معهما، فتجده دائم الشجارمع المحيطين به كإخوته مثلا، يفضل الانطواء على نفسه ويهمل دروسه وواجباته،ما يشعر الوالدين بالقلق الشديد مخافة ضياع مستقبله، فيتخذون الضرب مسلكا لتأديبه لكن العنف يؤدي إلى تصعيد وتيرة العناد لدى المراهق الذي يبدأ بممارسة العنف أيضا تقليدا لوالديه، فيكسر أثاث المنزل ويتشاجر مع الجميع.



ـ النوع الثالث من المراهقين برأيي هم أكثرالشباب تضررا من غيرهم لأن ردود أفعالهم اتجاه أسلوب الأمر والنهي لا يبدون عليه اعتراضا، بل يظهرون الطاعة للأسرة ويبطنون في أنفسهم بركانا من السخط والغضب وعدم الرضا، ويكون شعارهم الانتقام البطيء من الأسرة والمجتمع، ويسهل على هذه الفئة الانفلات من قبضة الرقابة الأسرية عليهم لأنهم يمنحونها الثقة العمياء في حسن تصرفاتهم وطاعتهم، لذلك نجد الآباء يصعقون عندما يتم إخبارهم بأن ابنهم المطيع ثم القبض عليه متلبسا باالسرقة أو مدمنا على المخدرات...!!



لعل من ضمن أسباب انفلات المراهق وتصدع العلاقة بينه وبين أسرته أمر لفت انتباهي وحز في نفسي لما يشكل من خطورة على حياة المراهق وتوازنه النفسي،حيث يعتقد الوالدان أن توفير حاجيات الأبناء من ملبس ومشرب هو غاية الكمال والتمام، متناسين تماما حاجة المراهق إلى الحب والحنان والإحساس بدفءالأبوة وحنان الأمومة، إن برود العلاقة العاطفية بين المراهق وأسرته تدمر بداخله الشعور بالأمان وعدم حب الآخرين له وتولد في نفسه مشاعر الكره والنفور فينفصل كليا عن أسرته ويتخذ المنزل مجرد فندق يقضي فيه حاجياته الضرورية ليبدأ في البحث عن مسلك آخر بعيدا عن أسرته لسد شعوره بالوحدة والبحث عن حب بديل.



ـ طلاق الوالدين: لا شك أن انفصال الوالدين أقوى ضربة تكسر وجدان المراهق وتقضي عليه، فيصبح عرضة للانحراف والضياع تعبيرا منه عن رفضه لأسرة لا تستحق أن يكون فردا منها حسب رأيه إن طلاق الوالدين بالنسبة للمراهق قرار أناني

صادر عن طرفين لا يهتمان بمصيره ولا يبديان أدنى اهتمام لإشراكه في هذا القرار لذلك لا يبدي المراهقون انشغالهم بانفصال والديهم وما ينجم عن ذلك من تشتت الأسرة، بل يفضلون إرجاء ذلك إلى ما بعد الانفصال فيتمردون وينتقمون بنهج شتى الطرق الممكنة لعقاب الوالدين.



إن الأسرة هي المسؤولة الأولى عن مستقبل أبنائها وتربيتهم تربية حسنة تشملهم فيها بالحب والمودة القائمين على الاحترام المتبادل بين جميع أفراد الأسرة، وبدون نهج المرونة مسلكا واتخاذ الحوار طريقا لمخاطبة المراهق وإشعاره بحبنا له وبأنه يشغل محور حياتنا ستخسر الأسرة الكثير، فالمراهق يسكن بداخله طفل صغير يحتاج إلى لمسة حنان ولفتة تقديرواهتمام لا غير



__________________



" كان بودي أن آتيكم ,, ولكن شوارعكم حمراء ,,

وأنا لا أملك إلا ثوبي الأبيض ",,

* * *

دعــهــم يتــقــاولــون

فـلــن يـخــرج الـبحــر

عــن صمته!!!


آخر تعديل بواسطة هـــند ، 08-11-2009 الساعة 08:58 PM.
ياسمين غير متصل  
غير مقروءة 18-10-2008, 04:37 AM   #2
هدوء المساء
قلم لا ينثني
 
تاريخ التّسجيل: May 2008
المشاركات: 77
إفتراضي

موضوع جميل جاسمين

لكن النظرى شىء والتطبيقى شىء

وهنا نحتار بين تعليمنا واحتواءنا لهم وبين مصادرهم الخاصة فى التعلم ويا كثرها هذه الايام

نتمنى الهداية لهم

واشكرك
هدوء المساء غير متصل  
غير مقروءة 18-10-2008, 02:24 PM   #3
ياسمين
مشرفة Non-Arabic Forum واستراحة الخيمة
 
الصورة الرمزية لـ ياسمين
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2008
الإقامة: المغرب
المشاركات: 2,102
إفتراضي

إقتباس:
المشاركة الأصلية بواسطة هدوء المساء مشاهدة مشاركة
موضوع جميل جاسمين

لكن النظرى شىء والتطبيقى شىء

وهنا نحتار بين تعليمنا واحتواءنا لهم وبين مصادرهم الخاصة فى التعلم ويا كثرها هذه الايام

نتمنى الهداية لهم

واشكرك

أختي هدوء المساء



لقد أدركت حيرتك وأفهم جيدا ما تعانيه الأسرة من مشاكل في التعامل مع أبنائها وهو أمر ليس سهلا إذ أنني أعتبر التربية فنا

يجب على صاحبها أن يكتسب مهارات عالية في حسن التواصل مع الآخر، وبما أن الأمر كذلك فسأشرع فورا في اقتراح

حلول تطبيقية عملية لكي نساعد الآباء ونبصرهم حول طرق التعامل مع أبنائهم وأتمنى أن تكون مثمرة بإذن الله وأرجو أن

يساهم الإخوة الأعضاء في إثراء الموضوع وإعطاء الحلول العملية لكي نبدأ فعلا بالتطبيق الفعلي لما يمكن أن ينفع الناس في

حياتهم، وبالله التوفيق

شكرا لتعقيبك وتابعي الموضوع فنحن بحاجة إلى آرائك وملاحظاتك القيمة

تحياتي وتقديري



__________________



" كان بودي أن آتيكم ,, ولكن شوارعكم حمراء ,,

وأنا لا أملك إلا ثوبي الأبيض ",,

* * *

دعــهــم يتــقــاولــون

فـلــن يـخــرج الـبحــر

عــن صمته!!!

ياسمين غير متصل  
غير مقروءة 08-11-2009, 06:09 PM   #4
هـــند
مشرفة
 
تاريخ التّسجيل: May 2008
الإقامة: بلاد العرب
المشاركات: 4,260
إفتراضي

موضوع مهم جداا خصوصا لما نراه الآن من مشاكل أسرية و شكوى بعض الأباء من تصرفات ابناءهم في سن المراهقة،بل يعتبرون أن من غير المنطقي ان يتغير الابن الا جسمانيا أما نفسيا فلا ،بالنسبة للبعض يعتبر التقلبات المزاجية للمراهق هي أمراض أو تمرد او انحلال، يسارع الى معالجته بالقمع والضرب و الرقابة المشددة.
نعم جميل أن يعيش الابن في فضاء مراقب حتى يطمئن الآباء على سيرورة حياة أبناءهم، لكن الرقابة الشديدة و احساس المراهق انه يسكن سجنا وسجانيه هما والداه فهذا يخلق عدم التوازن في العلاقة ابن-والد.
يجب أن يعرف الآباء أن المراهق يتمرد او يعاند اوامرهم لأنه ببساطة يعتبرها "أوامر"، بحيث اننا نجد الكثير من المراهقين يعيشون حياتهم طبيعية عندما يجدان والدان يحلان مشاكلهما معه عن طريق أسلوب الصديق و كشف الأسرار،مما يجعل الابن يبادر بطلب المساعدة من الوالدين بدل البحث خارج البيت، او الانطواء على نفسه مما يولد عواقب نفسية ممكن ترافق الابن حتى في مراحل متقدمة من عمره.
موضوع جدير بالنقاش.
__________________

هـــند غير متصل  
غير مقروءة 08-11-2009, 06:26 PM   #5
sunset
عضو مشارك
 
الصورة الرمزية لـ sunset
 
تاريخ التّسجيل: Feb 2002
المشاركات: 480
إرسال رسالة عبر ICQ إلى sunset إرسال رسالة عبر MSN إلى sunset إرسال رسالة عبر بريد الياهو إلى sunset
إفتراضي

احتواء المراهقين وتلمس احتياجاتهم واجب أسري وتعليمي


أكد اختصاصيون أهمية تفهم مرحلة المراهقة وخصائصها النفسية، مع إدراك أن الأساليب التربوية تختلف من جيل لآخر، مؤكدين أن الحوار والتفاهم مع المراهق وإسناده عدة مهام له يشعره بالمسؤولية الاجتماعية، وطالبوا بتنمية مواهب المراهقين وإشراكهم في الأنشطة المختلفة لإبعادهم عن الطريق الخطأ.
تقول الباحثة والمهتمة في شؤون القضايا الأسرية والمراهقين زهرة الخضاب إن العلماء حددوا مرحلة المراهقة بين سن 11 وحتى 21 سنة، وهي مرحلة يجب التعرف على خصائصها وانعكاساتها سواءً النفسية والاجتماعية، ومدى تأثيرها على المجتمع، وذلك لوجود فئة كبيرة من أفراد المجتمع تجهل كيفية التعامل مع المراهقين، وخاصة الموهوبين منهم.
وقالت الخضاب إن الأساليب التربوية تتغير وتختلف من جيل إلى جيل آخر، مما يستوجب على الأسرة أن تقوم بالاطلاع والتعرف على أنسب الأساليب التي تطبق في مرحلة المراهقة، وذلك عن طريق التعرف على ثقافات الغير، ومعرفة أساليبهم، مع الاستعانة بالتكنولوجيا، وأن المهم هنا هو أنه يجب اختيار الأنسب من تلك الأساليب وأبرزها الاحتواء، فالمراهق يبحث عن الحب والتقدير، وهو أمر إن لم يتوفر لديه داخل بيئته الأسرية، فمن الطبيعي أنه سوف يبحث عنه خارج إطار الأسرة.
وأكدت على أهمية الحوار والتفاهم مع المراهق وإحساسه بمكانته الاجتماعية وإسناده عدة مهام سوف تشعره بالمسؤولية الاجتماعية، وذلك من خلال أنشطة مختلفة تمارس في المجتمع، والتي بدورها ستساعد الأسرة على التعرف بالموهبة التي يمتلكها ابنهم المراهق أو ابنتهم المراهقة وبالتالي يجب إدخالهم إلى دورات تقدم بالمجان في حال كانت العائلة مقتدرة. حيث يوجد في المنطقة الشرقية وحدها من 6 إلى 9 مراكز يشرف عليها مسؤولون ومسؤولات من وزارة التربية والتعليم والتي تقوم على تقديم دورات بدون مقابل، موضحة أنها بنفسها اطلعت على تلك المراكز ووجدت بها مصداقية كبيرة في التعامل مع المراهقين.
الجانب المعرفي مهم
وقالت الباحثة الخضاب إن الجانب المعرفي مهم للمراهق، وذلك من أجل تنمية وتطوير المهارة الخاصة التي يمتلكها، ويمكن للإنترنت أن يساعد على ذلك كذلك، وتنصح الأمهات بأن يختاروا مهارة سابقة كانوا يمتلكونها من رسم وفن يدوي وخلافه وممارستها مع أبنائهم من أجل تنميتها في نفوسهم، كذلك كونها إحدى الطرق التي تساعد الأسرة على التعامل مع أبنائهم الذين يمرون بمرحلة المراهقة، وبينت أن السفر وسيلة أخرى لاكتشاف المهارات والقدرات لدى المراهقين، معتبرة أن المردود المعنوي للسفر رائع جداً.
وقالت الباحثة "يجب أن يتم إشراك المراهقين والشباب المهتمين في الأنشطة التي تقام على مختلف الأصعدة في المملكة، وذلك من أجل إبعادهم عن الطريق الخطأ، حيث بينت الإحصاءات الرسمية أن أكثر مرتكبي الجرائم هم من فئة المراهقين، حيث إن عملية إدماجهم داخل المجتمع تعتبر وقاية وكذلك أمر هام في عملية الأمن.
وأشارت الخضاب للدور الذي تلعبه مؤسسة الملك عبد العزيز ورجاله في هذا الجانب، حيث إنها قامت بدور كبير في تنمية المواهب الشبابية عبر إشراك الشباب المراهق لعدة أنشطة تقيمه.
وقالت إنه لا يمكن حصر المواهب بين المراهقين وذلك لاختلاف الاهتمامات التي يبدع بها الطفل المراهق، فبعضهم يهتم بالجانب الأدبي والعلمي وتعتبر نفسها شاهدة على العديد من الإبداعات التي يتقنها عدة مراهقين موضحة في الوقت نفسه أن الفن ليس له حدود معتبرة إياه أنه استعداد وراثي، ويحتاج إلى تنمية منذ الطفولة حتى ينتقل إلى قدرة وتوجيه تلك القدرة إلى مختلف المجالات الاجتماعية ومحاولة توفير الأدوات المناسبة مع التشجيع من خلال بعض الأشياء الرمزية ومحاولة إلصاقه مع عناصر فعالة في البيئة المجتمعية.
وشرحت الباحثة مدى حجم الثغرة التي توجد بين الأجيال والأجيال الأخرى، فالأمهات والآباء خضعوا لقيم معينة وسلوكيات قد تتعارض الآن مع ما هو موجود من تطور في المجتمع، وبالتالي يحدث تصادم مع أبنائهم، ويشعر المراهق أنه غير محبوب بين أوساط أسرته، وهي تهيئات طبيعية يشعر بها بالمراهق في هذا السن بشكل عام ، ولكن يمكن التعامل معها حينما تحرص الأسرة على توفير المناعة والحصانة الذاتية حتى يبدع أبناؤهم المراهقين، حيث إنه لا يجب الربط والخلط بين النجاح والإبداع.
نقلة نوعية
وأوضحت الأخصائية الاجتماعية بنان العمودي أن سن المراهقة مرحلة مهمة في حياة كل فرد حيث تمثل مرحلة المراهقة نقلة نوعية في شخصية الفرد وطبيعة تفكيره وكيفية تعامله مع الأمور من حوله، ويجهل الكثير من المربين سواء في المنزل أو المدرسة كيفية التعامل مع المراهق في مثل هذه السن الحرجة حيث لا يفهمون بشكل جيد فكر المراهق وطريقة استيعابه للأمور التي تدور في محيطه، وبلاشك أن الفن في حياة المراهق يأخذ طابعا من الخصوصية بحكم أهميته هذه المرحلة فمن المعروف التغيرات الجسمية والنفسية التي تصاحب المراهق خلال هذه الفترة وتؤثر بشكل كبير على شخصيته وتجعله يرسم لنفسه طريقا خاصا تبعا لميوله الشخصية واهتماماته الخاصة خلال هذه الفترة ، ويعد الفن على اختلاف أنواعه وتعدد مسمياته أحد هذه الطرق التي يلجأ إليها المراهق بغرض تعريف الناس على شخصيته من جانب وتفريغ ما بداخله من طاقات من جانب آخر.
وتضيف العمودي أن المتتبع لفن المراهق ليلاحظ في رسوماته شخبطات غريبة إن صح التعبير وخطوط لا يمكن تفسيرها حيث تكون ذات معنى في فكر من رسم اللوحة وكثيرا ما يحمل المراهق بداخله تناقضات عدة فنجده في فنه أحيانا يميل إلى الهدوء والرومانسية وفي أحيان أخرى نجد للغضب ومعاني العنفوان وجود كبير في فنه كذلك نجده يأنس للألوان الفاتحة مرة ويميل للألوان القاتمة مرة أخرى مما يجعلنا في خيار صعب أمام تفسير شخصية المراهق.
أكثر من موهبة
الفنانة التشكيلية آمال العميرين (معلمة اقتصاد منزلي)أوضحت أن المراهقين يمتلكون أكثر من موهبة في مجالات متعددة وفي الفن التشكيلي على وجه التحديد بنسبة غير قليلة تميل المراهقة إلى العمل التشكيلي، وترى العميرين أن الفن متنفس للمكنون الداخلي لدى المراهق، وأنها من خلال مواكبتها للعديد من المراهقات اكتشفت أن ما يقارب من 50% منهن يملكن مهارات فنية وأنهن كن خير دليل لها على العمل الفني والرسم حيث كن يوحين لها بالأفكار والابتكارات، وقاموا بتزويدها بالإكسسوارات والخامات ، وتحدثت العميرين عن المعرض الذي أقامته قبل 5 سنوات مع مجموعة من الفتيات المراهقات حيث كان 99% من المنتجات المعروضة في المعرض هي فنية وتشكيلية لفتيات، وأثار حيينها انتباه الزوار الذين بلغ عددهم 5 الآلاف زائر مما شجعها على إقامة معرض آخر في أحد المراكز التسويقية الكبيرة في الخبر وكان يعتمد على عرض لوحات فنية ورسومات لفتيات في مرحلة المراهقة وآثار انتباه الأجانب الذين دهشوا لوجود فتيات سعوديات صغيرات في السن يقمن بمثل هذه الأعمال الفنية.
وتصف العميرين دور الأهل في فن المراهق بالسلبي مبينة أن هناك بعض الأسر لا تقوم على تشجيع أبنائها الذين يمتلكون حساً فنياً على ممارسة تلك المهارات والقدرات التي يمتلكونها معللين ذلك بأنه مضيعة للوقت على الرغم من كونها وسيلة للتعبير عن مشاعر المراهق والاسترخاء.
وعن أقرب المدارس الفنية لنفس المراهق قالت الفنانة التشكيلية أنها قد أعطت دروساً عدة في الفنون منها الكلاسيكية وهو فن يعتمد على الرسم البسيط أيضاً الرسم المتطور وهي نوع من أنواع الرسومات التي تستخدم في هندسة الديكور كذلك المدرسة السيريالية التي ذكرت فيها آمال أن معظم الطالبات قد استمتعن فيها كثيراً وذلك لأنها تحاكي العقل الباطني للإنسان ويقوم المراهق بالتعبير عن ما يكن في داخله، وذكرت العميرين أن التصميم الإلكتروني والجرافيكس يهتم به نسبة بسيطة من المراهقات بل اهتمامهم ينحصر في العمل اليدوي أكثر مثل صنع الأساور واللعب بالأقمشة وإنتاج لوحات.
وكشفت العميرين عن أنها بصدد إنشاء مؤسسة تعليمية تربوية تهدف إلى تعليم الفن التشكيلي والرسم، مشيرة إلى أن الفن شيء بسيط بإمكانه أن يكون مهنة للمراهق مستقبلاً وهو أيضاً يملأ وقت الفراغ حيث وجهت نصيحتها للأهالي بضرورة الاهتمام بأبنائهم من خلال توفير البيئة المناسبة لهم لممارسة هواياتهم الفنية واليدوية وتمكينهم من جعلها كمهنة لهم.
أما الفنانة التشكيلية غادة الحسن فتقول " في العادة تقبل الفتيات الموهوبات بالكثير من الحماس للدراسة الفنية، ويجدن في دراسة الدورات أمرا مختلفا عن دراسة المدرسة، كما أننا نسعى لأن تكون الدراسة بالفعل مختلفة عما يتلقينه في المدرسة، سواء في المنهج أو الأسلوب، وأضافت أجد كثيرات يملن لدراسة خامة الألوان الزيتية ، وتجد لدى بعضهن إصرارا لدراستها دون المرور بدراسة الأساسيات ، وذلك رغبة في تقليد الكبار ويعتقدن بأنهن فنانات حقيقيات.
وأيضا هناك مجموعة كبيرة تميل لخامة أقلام الرصاص، ويفضلنها على جميع الخامات، ومن خلال التجربة أجدهن أكثر ميلا للمدرسة الواقعية وتحديدا رسم البور تريه ونلاحظ أيضا الفتيات الموهوبات يكنّ على مستوى عال من الهدوء، ويجدن ضالتهن لدينا لأننا نعلمهن في المجال الذي يحببنه ويرغبن في تعلم المزيد من أسراره.

__________________

sunset غير متصل  
غير مقروءة 28-11-2009, 08:37 PM   #6
ياسمين
مشرفة Non-Arabic Forum واستراحة الخيمة
 
الصورة الرمزية لـ ياسمين
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2008
الإقامة: المغرب
المشاركات: 2,102
Smile

شكرا أخي سان سيت على المعلومات القيمة التي أثريت بها

الموضوع إذ أن انفتاح المراهق على وسطه الاجتماعي بشكل

مكثف في هذه المرحلة تجعله بالفعل ينشغل بقضايا مجتمعه

ويفكر في إيجاد حلول أو تقديم بدائل لمعالجة معضلات اجتماعية

عقيمة مما يخلق لديه إحساسا متدفقا بالمسؤولية تجاه من هم

في أمس الحاجة إلى اهتمامه ويمكن في هذا الإطار نهج عدة

طرائق لجعل الشباب ينخرطون في الفضاء الجمعوي والإفصاح

عن ذواتهم ومواهبهم عبر الفن أيضا لنخلق منهم شبابا فاعلين

في المجتمع بدل إهدار الوقت في ما لا يفيد.

تحياتي وعيدكم مبارك سعيد.
__________________



" كان بودي أن آتيكم ,, ولكن شوارعكم حمراء ,,

وأنا لا أملك إلا ثوبي الأبيض ",,

* * *

دعــهــم يتــقــاولــون

فـلــن يـخــرج الـبحــر

عــن صمته!!!

ياسمين غير متصل  
 


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 

قوانين المشاركة
You may not post new threads
You may not post replies
You may not post attachments
You may not edit your posts

BB code is متاح
كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

Powered by vBulletin Version 3.7.3
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
 
  . : AL TAMAYOZ : .