طالب الْعلْم في الإسلام
طالب الْعلْم في الإسلام
طالب العلم في القرآن هو :
كل مسلم فلا يوجد مسلم إلا ويجب عليه أن يكون على علم بوحى الله وقد سمى الله الوحى العلم فقال :
"لَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ"
ووصف الله كل مؤمن أى شاهد بالعلم فقال :
"شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلَائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِمًا بِالْقِسْطِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ"
ومعنى هذا أن المجتمع المسلم يعلمه أفراده العلم وهو الأحكام الإلهية
وقد فرق الله فى المجتمع المسلم بين نوعين من المسلمين :
الأول المتعلمين لطاعة الله فى حياتهم فقط
الثانى المتعلمين لطاعة الله المعلمين غيرهم وهو من سماهم الله :
النافرين لتعلم الدين كى يعلموه أقوامهم
وفيهم قال تعالى :
"وَمَا كَانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنْفِرُوا كَافَّةً فَلَوْلَا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طَائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنْذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ"
فهنا هم نفروا لتعلم الدين وهو الوحى من أ<ل الذهاب لأقوامهم لانذارهم وهو تعليمهم
وهؤلاء يسميهم الله :
الراسخين فى العلم كما فى قوله تعالى :
"هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ"
طلاب العلم في الأحاديث :
وردت في فضل طلاب العلم أحاديث ما أنزل الله بها من سلطان لم يتفوه بها النبى(ص) ومنها :
عنْ أبي الدّرْداء رضي اللّه تعالى عنْه ال: سمعْت رسول اللّه صلّى اللّه عليْه وسلّم يقول: منْ سلك طريقًا يبْتغي فيه علْمًا سلك اللّه له طريقًا إلى الْجنّة، وإنّ الْملائكة لتضع أجْنحتها لطالب الْعلْم، وإنّ الْعالم ليسْتغْفر له منْ في السّموات ومنْ في الأْرْض حتّى الْحيتان في الْماء، وفضْل الْعالم على الْعابد كفضْل الْقمر على سائر الْكواكب، وإنّ الْعلماء ورثة الأْنْبياء، إنّ الأْنْبياء لمْ يورّثوا دينارًا ولا درْهمًا وإنّما ورّثوا الْعلْم فمنْ أخذه أخذ بحظٍّ وافرٍ ."
والخطأ الأول هنا هو تقسيم المسلمين لعلماء وعباد وتفضيل العلماء وهو تقسيم غير موجود فى الوحى بدليل أن الله سمى المسلمين كلهم عباد الرحمن فقال بسورة الفرقان "وعباد الرحمن الذين يمشون على الأرض هونا "ونسبهم له فقال "فبشر عباد الذين يستمعون القول "كما سماهم كلهم العلماء فقال بسورة الزمر "هل يستوى الذين يعلمون والذين لا يعلمون "أى هل يستوى المسلمون والكفار ؟والأفضلية فى الإسلام للمجاهدين مصداق لقوله تعالى بسورة النساء "فضل الله المجاهدين بأموالهم وأنفسهم على القاعدين درجة " والخطأ الثانى هو استغفار الملائكة وخلق الكون لطالب العلم فقط وهو ما يخالف أن الملائكة تستغفر لكل المؤمنين بلا استثناء مصداق لقوله تعالى بسورة غافر "الذين يحملون العرش ومن حوله يسبحون بحمد ربهم ويؤمنون به ويستغفرون للذين أمنوا"والخطأ الثالث هو أن الرسل لم يرثوا دينارا ولا درهما وهو ما يخالف أن الله أوجب ميراث الكل فقال بسورة النساء "يوصيكم الله فى أولادكم للذكر مثل حظ الأنثيين "والخطأ الرابع تفضيل القمر على سائر الكواكب وهو ما لم يقله الله ونلاحظ تناقضا بين رواية لطالب العلم ورواية معلم الناس الخير فالطالب غير المعلم .
ومن الأحاديث :
وعنْ أبي هريْرة رضي اللّه تعالى عنْه قال: سمعْت رسول اللّه صلّى اللّه عليْه وسلّم يقول: الدّنْيا ملْعونةٌ ملْعونٌ ما فيها إلاّ ذكْر اللّه وما والاه أوْ عالمًا ومتعلّمًا ."
والخطا لعن الدنيا وما فيها كله إلا ذكر الله والعالم والمتعلم وهو ما يناقض ان الدنيا بارك الله في أرضها حيث قال :
" قُلْ أَئِنَّكُمْ لَتَكْفُرُونَ بِالَّذِي خَلَقَ الْأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ وَتَجْعَلُونَ لَهُ أَنْدَادًا ذَلِكَ رَبُّ الْعَالَمِينَ وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ مِنْ فَوْقِهَا وَبَارَكَ فِيهَا"
وقد بارك الله ماءها فقال :
"وَنَزَّلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً مُبَارَكًا فَأَنْبَتْنَا بِهِ جَنَّاتٍ وَحَبَّ الْحَصِيدِ"
وبارك بيته الأول فيها ومن ثم كل بيوته فقال :
"إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا"
ومن الأحاديث:
وعنْ أنسٍ رضي اللّه تعالى عنْه قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليْه وسلّم منْ خرج في طلب الْعلْم فهو في سبيل اللّه حتّى يرْجع
والخطأ ان طالب العلممن المجاهدين في سبيل الله وهو ما يخالف ان المجاهد هومنجاهد بماله ونفسه كما قال تعالى :
" فضل الله المجاهدين بأموالهم وانفسهم على القاعدين درجة "
وطالب العلم من ضمن القاعدين لأنه لا يجاهد بالمال ولا بالنفس في قتال الأعداء
وتحدث الفقهاء عن آداب طالب الْعلْم ومما قالوه :
" أ - ينْبغي لطالب الْعلْم أنْ يطهّر قلْبه من الأْدْناس، ليصْلح لقبول الْعلْم وحفْظه واسْتثْماره قال رسول اللّه صلّى اللّه عليْه وسلّم: ألا وإنّ في الْجسد مضْغةً إذا صلحتْ صلح الْجسد كلّه، وإذا فسدتْ فسد الْجسد كلّه ألا وهي الْقلْب ."
والاستدلال بالحديث السابق استدلال خاطىء لأن الحديث عن الجسد وليس عن العلم ومنثم لا علاقة للقلب الجسدى بتطهير النفس
والحديث لم يقله النبى(ص) لأنه يخالف أن القلب قد يكون فاسد والمقصود مريض ومع هذا أعضاء الجسم تكون سليمة أو في بعضها وليس كلها قصور وليس مرض القلب يفسد كل الأعضاء وإلا مات الفرد تماما
كما تحدثوا فقالوا :
|