إن دور إيران في سوريا منذ بداية الانتفاضة يولد توترا متزايدا في المنطقة . فقد قاد التدخل الإيراني إلى انقسام عميق و استقطاب حاد في العالم العربي ، وإلى خلق جو عدائي في المنطقة .
كما أن الإيرانيين أنفسهم يتراجع تأييدهم لهذا الدور لأسباب مالية أساسا تتعلق باقتصادهم المرهق.
لقد دعمت إيران في البداية الانتفاضات الشعبية في الشرق الأوسط ووصفتها بأنها " اليقظة الإسلامية " ولكنها في سوريا ، أظهرت دعمها الثابت لنظام الأسد و نددت بالمعارضة السورية ووصفتهم ب " الإرهابيين " ، وبالتالي قدمت للنظام الدعم الثابت في جميع المجالات.
قدمت إيران لسوريا المساعدات العسكرية التقليدية وغير التقليدية والتدريب والتعاون ألاستخباراتي للمساعدة في قمع الاضطرابات الشعبية . ووفقا لتقارير الحكومة الأمريكية ، والبيانات الرسمية الإيرانية على حد سواء ، ساعدت طهران على إنشاء مجموعة شبه عسكرية سورية قوية تعدادها 50000 رجل والمعروفة ب ( الجيش الشعبي ) لمساعدة القوات الحكومية السورية . [عن وزارة الخزانة الأمريكية، 11 ديسمبر 2012 ."عقوبات الخزانة ضد قيادة جبهة النصرة في سوريا والميليشيات التي تدعم نظام الأسد " [
رئيس الوزراء السوري السابق المنشق رياض حجاب ذهب أبعد من ذلك بالقول أن " سوريا يحتلها النظام الإيراني. والشخص الذي يدير البلاد ليس بشار الأسد ولكن [ قائد قوة القدس ] قاسم سليماني ".
معارضو نظام الأسد يشاطرون حجاب هذا الانطباع إلى حد كبير، مما تسبب مثل حالة العراق في انقسام طائفي عميق ، ليس فقط في سوريا بل في المنطقة كلها .
الحكومة الإيرانية ساهمت أيضا في الحفاظ على الاقتصاد السوري واقفا على قدميه ، من خلال إقراض النظام المليارات من الدولارات، و بيع نفطها له بسعر مخفض. هذا الدعم المالي بدأ يلفت أنظار الداخل الإيراني الذي يشعر بغضب متزايد وهو ينوء تحت الضغوط الاقتصادية الخارجية و سوء الإدارة الداخلية .
يظهر هذا الاستطلاع الحديث جدا من غالوب ر انخفاض التأييد الشعبي لجميع المساعدات التي تقدمها الحكومة الإيرانية للنظام في سوريا .
http://www.gallup.com/poll/165878/ir...a-softens.aspx
وبعبارة أخرى ، يبدو أن الدعم الإيراني للنظام السوري يثير غضب الكثيرين في الشرق الأوسط . ألا يجدر بالحكومة الإيرانية إعادة النظر في إستراتيجيتها و توفير احتياجات الشعب الإيراني ، بدلا من التدخل في مشاكل المنطقة وإثارة الصراعات غير المرغوب فيها التي تستهدف زعزعة الاستقرار ؟