تفكرت يوما بمعنى الصديق
وأرسلت طرفي بفكر عميق
ترى من سيرسو عليه اختياري
ومن ذا سيغدو كظل رفيقي
وقالوا سيضنيك بحث دقيق
فجهزت نفسي لبحث الدقيق
ركبت البحار وخضت الصحارى
وسرت النهار وقد جف ريقي
ويممت شطر الجبال الرواسي
وفي قمة قرب واد سحيق
دعوت اله الذي لا اله سواه بأن أهتدي للطريق
فإذ بي على حين يأس وصمت
بشيخ وقور حكيم رفيق
بدت في محياه آثار دهر
وعيناه أوحت بماض عريق
فبادرته سائلا كيف اختار
من بين كل الأنام صديقي
لقد طال صبري وما زال بحري
عميقا وهذا نداء الغريق
كأني بليلي أسير فهلي
بعيني بصير وكفي طليق
فقال استمع انه من يؤدي
حقوق التآخي كعقد وثيق
ومن حين تفضي إليه بهم
وغم وحزن وكرب وضيق
تجد منه جودا بصدر رحيب
ورأي رشيد ونصح رقيق
وما النحل إلا صديق الأقاحي
فهل نال غير ارتشاف الرحيق
كما الليل إذ صاحب النجم دهرا
فهل كان يحلو بغير البريق
فصاحبه للخير والعقل والصدق
والنصح تلقى الصديق الحقيقي
رضيت بالله ربا ودينه لي يدين
رضيت طه نبيا ومرسلا وآمينا
وقائدا وزعيما وخاتما المرسلين
وسيد بهداه في العالمين هدينا
فهل رضيتم بهذا ؟ قولوا رضينا رضينا
كما رضيت كتاب القرآن حصنا حصينا
وما حوا من معاني سارت لقلبي يقينا
ومادعانا استجبنا ومانهانا انتهينا
تنزيل رب البرايا ومعجز العالمين
فهل رضيتم بهذا ؟ قولوا رضينا رضينا
الحمدلله أن إلى الصراط هدينا
الحمدلله أن من زمرة المسلمين
نبجل الرسل طـرَّا ونقتدي بـ نيبنا
محمد خير رسل الرحمن حقا يقينا
هذي أصول اعتقادي تضم كنزا ثمينا
فهل رضيتم بهذا ؟ قولوا رضينا رضينا