لا حظ الاستغلال الإعلامي الرخيص لقصة الطفلة. ثم عزو مشكلة أطفال العراق إلى العنف الطائفي و ليس للاحتلال ، الذي يتلخص عمله في إنقاذ الأطفال من الموت في المزابل حسب القصة السابقة ! و بعد ذلك نقرأ تفاصيل عن وزن الطفلة عند العثور عليها ، و كيفية العثور عليها و كيفية إحضارها للمشفى ، و عن محاولة الجيش الأمريكي العثور على عائلتها الكبيرة ، أو تبنيها من قبل عائلة أخرى لكن القوانين العراقية تمنع التبني ( متخلفون ) ، كما يذكر كاتب القصة لنصل إلى الفقرة الختامية من الموضوع ، فيقول :
" وقال الأخصائي ديزموند كاشيوتي عندما جاءت إلي هناكانت خائفة وفزعة. والآن فإنها تضحك طول الوقت. صنعنا لها علاقة من ملاءة، نضعهافيها ونحملها بينما نرعى المرضي وننجز الأعمال الكتابية .
وتنام في غرفة ملحقةبقسم الممرضات كي يتمكن من السهر عليها. وسريرها الصغير في زاوية بالغرفة وسط أرففامتلأت بملابس أطفال ومستلزمات طبية تم التبرع بها. ووجود فاطمة في المستشفي عاملالهاء يحظي بترحيب للعاملين الذين ما زالوا يحاولون التغلب علي مقتل الكابتن مارياأورتيز رئيسة الممرضات التي لقيت حتفها في هجوم بقذائف المورتر في العاشر من تموز(يوليو) الماضي لتصبح أول ممرضة في الجيش تلقي حتفها في القتال منذ حرب فيتنام."
ألم تصبح الآن في جهوزية نفسية لتدين هؤلاء "القتلة" ، الذين قتلوا بقذائف المورتر رئيسة التمريض الكابتن ماريا أورتيز ، لأنهم سببوا حزناً لهؤلاء الملائكة الذين يرعون هذه الطفلة ؟ ألم تنس أن الممرضة القتيلة تعمل في مشفى عسكري تابع لجيش محتل غاز في حالة حرب ؟
أما القصة الثانية فقد نشرتها صحيفة القدس العربي على شكل خبر صحفي تحت عنوان :
" شيخ بني تميم في أبو غريب يتحدى المليشيات الشيعية و يعقد صلحاً مع السنة بواسطة نقيب أمريكي "
و الخبر هنا بدون مصدر . و في تفاصيل الخبر نقرأ ما يلي :
" أكد الشيخ (محسن علي كاظم التميمي) إنه بينما كان في طريقه الى بيتهمؤخراً، اختطف من قبل رجال ضربوه وهدّدوه بالقتل بسبب تعاونه مع قوات الاحتلال الأمريكي.
وعلى الرغم من أن الشيخ التميمي (وهو شيعي) قد أطلق سراحه إلا انهكشف أن المختطفين كانوا من الميليشيات الشيعية التي أرادت منعه من الدخول في أي حركة ناشئة في الأحياء السنية.
ويوم الخميس الماضي أعلن (الشيخ محسن) تحديهلهذه التهديدات في منطقته المحاطة بالأعشاب والأدغال بالقرب من القناة التي تسقيالحقول الزراعية. وقال إنه هناك وسيشارك في تأسيس نقاط تفتيش تقام في المنطقة يقومعلي الحراسة فيها رجال من السنة والشيعة
.
يقول الشيخ التميمي: نريد أن ننسيالماضي. نحن لا نستطيع أن نبني العراق إذا لم نكن جمعاً واحدا"
لا حظ كيف أن الخبر يقول في البداية .أن الشيخ ضرب و هدد بالقتل بسبب تعاونه مع قوات الاحتلال الأمريكي . ثم قفز كاتب الخبر إلى موضوع السنة و الشيعة. و لا تنسوا أن تتوقفواعند عبارة نريد أن ننسى الماضي لأنها عبارة أثيرة على قلوب الأمريكان كأمة تكره الماضي ، الذي يعني التاريخ ، لأنها أمة بلا تاريخ. و يتابع محرر الخبر المجهول:
"ونقلا عن صحيفة(ستارز اند سترايبز) الأمريكية فإنّ جنود الكتيبة الثانية يعملون منذ اقل من ثلاثةاشهر مع عدد قليل من سكان المنطقة لإقامة نقاط تفتيش مشتركة لحماية السكان.
ويقول النقيب جون ولسون (33 سنة): هذه المهمة أخذت منا وقتاً طويلاً للعملكوسطاء بين السكان الشيعة والسنة للحصول على موافقتهم بإقامة نقاط مشتركة. ويضيف: كان علينا تمييز الشيوخ العقلاء وجمعهم ليتحادثوا مباشرة. وأضاف انه كان معجباًبشجاعة (الشيخ محسن) والآخرين من سكان المنطقة الذين اظهروا الرغبة في تفضيل سلامالمنطقة واستقرارها علي المصالح الطائفية
.
وقال (نيلسون) موجها كلامه الى(الشيخ محسن): سأعمل كل ما بوسعي للتأكيد علي نجاح هذا العمل والتأكد من عدم حدوثشيء ضدها
.
وقبل أسبوعين، اكتملت واحدة من ثلاث نقاط تفتيش خطط لنصبها في منطقةأبو غريب. وبالتوافق مع هذا النجاح الأخير ضمن قاعدة تحقيق المصالحة(من الأسفل الى الأعلى أي من قواعد الشعب والعشائروصولا الى القوىالسياسية) لم تهاجم نقطة التفتيش، طبقاً لما يقوله مسؤولون عسكريون ومواطنون من سكان المنطقة.
وبدأت نقطة التفتيش أعمالها يوم الخميس الماضيبالقرب من قرية شيعية واقعة بين مناطق يهيمن عليها السنة. وفي ماض ليس ببعيد جداًكانت الحقول المعزولة تشكل غطاء ممتازاً لمناوشات طائفية طبقاً لما يقوله الجنودالأمريكان. ويعتقد أيضا أنها كانت موقعاً لعدد من الكمائن وملاذات لاختفاء عدد منأبناء العشائر السنية المحليين. ويوم الخميس اقسم عدد كبير من أبناء الطائفتين فيالمنطقة بغض النظر عن انتماءاتهم بالمحافظة علي سلام المنطقة ووعدوا بإنجاح هذا المشروع المشترك
.